بقلم الكاتبه الفلسطينيه المهاجرة الى لبنان
ميسون جمال مصطفى
سنوات غربة الفسطيني امتدت، وتلتها الأعوام والأيام والشهور…، غربة تمثلت بحنين إلى وطن يشكل له جذور متأصلة بأرضه، وحكايات سمعها من أهله، أو ربما عاشها بنفسه، ولكنها تبقى بعدا عن الوطن في كل الحالات، فقد جاء في المعجم الغني" غُرْبَةٌ – (غ ر ب). (مص. غَرُبَ). 1."عَاشَ زَمَناً طَوِيلاً فِي الغُرْبَةِ" : فِي بِلاَدِ النُّزُوحِ وَالْهِجْرَةِ. 2."وَجَدْتُهُ فِي غُرْبَةٍ" : فِي وَحْشَةٍ. 3."طَالَتْغُرْبَتُهُ" : طَالَ بُعْدُهُ عَنْ وَطَنِهِ وَأَهْلِهِ."
فجأة، وجد الفلسطيني نفسه وحيدا، بعيد عن أحبابه وأقاربه وقريته التي لعب فيها، منسلخ عن مجتمعه المحبب وذكرياته- إلى غربة من نوع آخر- لم يخترها بنفسه، ولم يفكر للحظة واحدة أنها سترافقه العمر كله.
يرتبط الحنين ارتباطا وثيقا بالغربة في الشعر الفلسطيني، فعندما يبتعد الإنسان عن مكان ما، يشعر بحنين إليه، ويشتاق لكل ما فيه…وهذا ما حصل مع الشاعر الفلسطيني الذي فجر سنين غربته بأشعار ينضح فيها الحب والحنين.
فها هو الشاعر محمود الحوت، يتذكر الوطن، فتتمثل له ساعات الصفاء والجمال، فيناجيه ملتاعا، ذارفا دموع الألم والغربة، متجرعا كأس الليالي الخوالي من غيره. فيتساءل كيف ينسى تلك الأرض التي يعتبرها جنة الله على الأرض! وهل هناك من لم يعرفها!