منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 .. للعقبان والصقور إذ تألف القيعان!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

.. للعقبان والصقور إذ تألف القيعان! Empty
مُساهمةموضوع: .. للعقبان والصقور إذ تألف القيعان!   .. للعقبان والصقور إذ تألف القيعان! Emptyالأحد 11 مايو 2014, 12:05 am

.. للعقبان والصقور إذ تألف القيعان! 0ef65822794ee21b7cc2cf9a746915df

جهاد جبارة -  عابر البيداء لا يحمل عتاداً سوى قلبه، وعكازاً يتكئ عليه، وحينما نادته تلك القيعان المذهبّة المحاطة بسواد من قطع حجارة البراكين السوداء القاتمة، هبّ لعتاده ليملأه بذخيرة الاشواق، محتفظاً في صدره بطلقات اضافية من نار شهوته للارتحال.
هناك على مدى امتداد البصر، وابعد كانت بعض عِقبان تحوم، وكأنها تعوم في بحر السماء الازرق تبحث عن جيفة ما، ربما قضت عطشاً بعد ان تبين لها ان السراب لا يروي، وربما قضت رُعباً من ليل اذا هبط بسواده زاد سواد قطع البازلت السوداء سواداً، فغدت في حُلكة الليل وكأنها كائنات ستنقض بمخالبها، وانيابها على ضعفاء سكنوا البيداء، كمثل هذه الجيفة التي ترصدها عيون العقبان.
كان العابر يظن ان جوارح الطير تكتفي بدماء فرائسها فتروي به عطشها، لكن كيف ان الجيفة التي جفت الدماء منها ستروي عطش العِقبان؟!
وبينما العابر يغرس عكازه في طراوة الرمل تخيله كأنه لحم الارض الطري، فكاد ان يسمع أنين وجعها فرماه بعيداً عنه، فأجفلَ قُبّرة صحراوية كانت تتخذ على بعض الحصى الصغيرة مسكناً لها ففرّت تاركة في عشها الحجري بيضة لم تفقس بعد، وبعض ريش كان قد تساقط ربما من صدر ذكرها خلال زياراته لها يحمل لها حبات غذاء خطفها من على شجيرات نبتت في واد يجاور المكان.


عاد العابر ليلاحق ببصره تلك العقبان المحلقة التي راحت تبعث اصواتا تكاد تشابه اصوات الغِربان فتذكر انه قرأ في كتاب «المصايد والمطارد» ان العقبان ان جاعت لم يمتنع عليها الذئب، وحين يشتد جوعها فانها ترقب الصقور من مكان عالٍ فأن رأتها تصيد أنقضّت عليها واستولت على صيدها، وهنا تذكر ما قاله احد الشعراء في وصف ذلك:
«كلقوة مرقبٍ ترعى صقوراً     لتأخذ ما حَوَت ايدي الصقورُ»
وبينما العابر يواصل مسيره على مشارف احد البراكين التي همدت نارها قبل ازمنة ضاربة في القِدَم، كانت الشمس كحبة برتقال كبيرة وقعت بين يدي طفل يعبث بعُلبة الوان فرشقها بسيل من النقاط الحمراء الداكنة، حينها راحت العقبان تهبط رويداً رويداً الى ان لامست اطراف مخالبها سطح الحجارة السوداء التي راحت تبرد بعد انتهاء حفل الشواء الذي اقامته الشمس طوال النهار.
العقبان السوداء المشرّب ريشها ببعض احمرار كانت تمشي متثاقلة على تلك المساحة المكسوّة بحجارة سوداء ذات احجام تكاد تكون متساوية غير ان احدها فرد جناحيه وطار ليقف على كومة من الحجارة كانت تشرف على المكان بينما الآخرون توقفوا عن المسير واستقروا في مكان اكثر انخفاضاً من الموقع الذي وقف عليه ذلك العقاب، فعرف حينها العابر ان ذلك العقاب لم يكن سوى سيدهم المُطاع لذلك اتخذ مكاناً كالمرقاب ليتمكن من مراقبة ما يدور حوله على تلك البقعة من الارض التي لا ماء، ولا نبات عليها.
وقبل ان يغيب بصر العابر عن ذلك المشهد على الارض راح ثانية يرقب السماء ليرى طيرين اصغر كثيراً من احجام تلك العقبان، كانا يحومان في دائرة فضائية متسعة، ثم يواصلان التحليق الى الاعلى، ولا يلبثان ان ينخفضا قليلاً، كانا كأنهما مترددان، ايهبطا؟ ام يواصلا تحليقهما؟ غير ان احدهما وبسرعة لمع البرق هوى منقضاً كسهم يعرف طريقه على احد الجرابيع الذي كان قد خرج تواً من جحره بحثاً عن طعام فأرداه بين مخالبه اسيراً لا حراك فيه.
لاحت على وجه العابر ابتسامة المنتصر المتشوّق للالتقاء بصقر، وها هو يلتقيه وقد هبط من الفضاء الذي ارتاده طوال رحلة هجرة قاسية قام بها آتياً ربما من روسيا ومن منطقة «الفولغا» تحديداً، وربما من جبال «التاي» في منغوليا، او ربما من افغانستان..
ان اكثر ما يُحزن العابر المُتيّم بحكايا الصقور هي تلك الصفة التي يتصف بها الصقر فهو يخشى الاسر كثيراً الى حد ان الاسر يجلب له الموت الذي ربما يكون هو المنفذ الوحيد الذي ينفذ منه نحو حريته بعيداً عن آسره!.
والعابر المتيم بالبيداء وطيرها، لا يساوره أي شك بأن الصقر وخلال رحلته المتواصلة في طريقه هاجراً روسيا وشرق اوروبا في مواسم البرد والصقيع الذي يضرب تلك البلاد قاصداً افريقيا الاكثر دفئاً فانه لا بد وان يشعر بالعطش اثناء تلك الرحلة.
يجزم العابر ان الصقر حينها يغوص في عمق غيمة فيتبلل ريشه برذاذها ثم يروح ليلتقط حبات الرذاذ تلك بمنقاره فيروي بها بعض عطشه! تلك القطرات القليلة تبقيه متماسكاً بانتظار الهبوط عند احد غدران الصحراء حيث الماء، وحيث الطيور الصغيرة بانتظار مخالبه ومنقاره الجائع دون ان تدري ان نهاية هجرتها هي الاخرى ستكون طعاماً للجوارح!!.
العابر المتيم بطيور الصحراء والكاره للقنص يكتفي بمراقبتها، ويُسعده ان يصطادها بعدسته فتبقى تسكن في ذاكرته حيّة لا تموت، هذا العابر يعرف ان الصقور عادة تسكن في البراري، او عالياً في القمم التي يزيد ارتفاعها عن 4500م، ويعرف ان الصقور في مواسم الصيد فانها قادرة للابتعاد عن اعشاشها لمسافات تزيد عن عشرة كيلومترات ثم تعود لها بعد انتهاء تلك المواسم التي تتذكر اوقات حلولها، ومن عادات الصقور التي تلقى اعجاب العابر هي انها تستحم ثلاث مرات في الاسبوع الواحد، وانها لا تتزاوج الا بعد التقاء الذكور مع الاناث في الاجواء وهم يقيمون ما يشابه حفلات اللهو واللعب، محلقين بأجنحة تتقن فنون الطيران بشتى انواعه، واكثر ما يحبه العابر في الصقر تلك البقعة السوداء المائلة للأحمر على خدّي الصقر، كما يحب عينيه الصافيتين بألق والتي لا مدامع لها لكن اكثر ما يدهشه في عين الصقر هي تلك الخلايا البصرية والتي يصل عددها الى مليون خلية في المليلمتر الواحد من عين الصقر!
العابر, عاشق طيور فضاء الصحراء يعرف ان للصقور اصنافاً عديدة لكن اهمها هو الصقر الحر الابيض Falcon Cherug Cherag والذي يصل طول الجناح عند الانثى 40 سم بينما عند الذكر 36 سم, وكذلك الصقر الحر الاحمر Falcon Cherug cyanopus ويكاد هذا النوع ان يتساوى بالقوة مع الصقر الابيض, وهناك الصقر الحر الاخضر والصقر الحر الادهم, اما الصقر وكر الحرار فهو ليس حراً اصيلاً انما هو هجين نتيجة تزاوج الحر بالوكري ويتذكر العابر انه قرأ يوماً ان اول من روّض الصقور من العرب هو «الحارث ابن معاوية ابن ثور ابن كنده» فإنه وقف يوماً يقنص, وقد نصب شباكه للعصافير الصغيرة فانقض عليها (اكدر) وهو نوع من الصقور فقنص عصفوراً منها وراح يأكله فتعجب من ذلك «الحارث» فأتى به وقد اصيب جناحه فتركه في بيته الى ان دجن - المصايد والمطارد -.
بينما كان العابر المتيم بالطيور المهاجرة عبر قيعان  الصحراء يسير نحو القبرة الصحرائية ليعتذر لها ، كانت هناك عربة يقودها احد الصقارين تطارد صقراً مهاجراً علقت مخالبه بشباك حمامة بيضاء وديعة كانت هي الطُعم الذي سيقود الصقر الى اسر لا يرغب فيه!






ان اكثر ما يُحزن العابر المُتيّم بحكايا الصقور هي تلك الصفة التي يتصف بها الصقر فهو يخشى الاسر كثيراً الى حد ان الاسر يجلب له الموت الذي ربما يكون هو المنفذ الوحيد الذي ينفذ منه  نحو حريته بعيداً عن آسره!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
.. للعقبان والصقور إذ تألف القيعان!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» «زمن القيعان المتلاحقة» ... أين القاع الحقيقي؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: عالم الطيور والحيوانات :: الطيور-
انتقل الى: