السمنــة .. قـلـق الاردنيات الدسم!

ارتداء الملابس الجميلة اصبح حلما عند البعض، وخاصة ان شركات انتاج الملابس لا تهتم بالمقاسات الكبيرة، وتتخيل ان الناس معظمهم يرتدون المقاسات الصغيرة، بضع كيلوغرامات في الوزن العادي يصبح ثقلاً على صاحبه من الناحية النفسية والمجتمعية، لان الجميع ينتقد هؤلاء الاشخاص على هذه الزيادة، ومن الممكن ان
تكون هذه الزيادات من غير ارادة الشخص لاسباب صحية، وبعض الزيادات في الاوزان تكون بسبب الاهمال وعوامل مختلفة.
ووجدت دراسة نشرها المركز الوطني للسكري والغدد الصم إن السمنة عند النساء الأردنيات وصلت نسبتها إلى (84%) فيما عند الرجال (80%)، يموت منهم بسبب السمنة ما نسبته (10%) سنويا، وصنفت الدراسة الأردن ضمن أعلى النسب في العالم سمنة لمواطنيه وقدرت الدراسة إن نفقات علاج السمنة وما ينتج عنها من امراض مزمنة يكلف نحو (650) مليون دينار سنويا.
وزني يرهقني
اشعر بالاحباط والحزن كلما تجولت في السوق بهدف شراء اي قطعة تروقني، تقول منيرة محمد: «وزني لا يسمح لي ان ارتدي ما اريد من الملابس، والوزن الزائد لاحقني منذ الطفولة، والان عمري اربعون عاما، ومازلت اشعر بالاحباط من هذه الحال التي انا بها، منذ الطفولة جربت لي امي معظم الحميات وبرامج التخسيس والالتحاق ببرامج الرياضة ولكن لا امل من ذلك، حتى اصبحت اتعايش مع هذا الوضع، ولكني الا حريصة اشد الحرص على اطفالي ان لا يصيبهم زيادة بالوزن حتى لا يشعروا بالمشاعر السلبية تجاه انفسهم كما لاحقني هذا الشعور».
وتضيف منيرة: «الزيادة في وزني لم تكن بسبب عدم الحركة او قلة النشاط، بل كانت مرتبطة بوجود خلل لدي في الغدة الدرقية واضطراب في الهرمونات، لذلك كان من الصعب جدا ان انقص القليل من الكيلوغرامات من وزني، السمنة تشكل خطراً نفسياً وجسدياً على الشخص وتمنحه احباط متواصل لا يشعر به الاخرون».

مشاعر سلبية
تسرد منى فايز تجربتها مع السمنة قائلة: «لقد استطعت انقاص وزني (25) كيلو غراما، هذه الزيادة ترتبت لدي اثناء فترة التوجيهي ولم انتبه ما يحصل لدي، حتى عائلتي لم ينبهوني بانني يجب ان اقلل من كميات الطعام التي اتناولها، الضغط النفسي جعلني ازيد من كميات الطعام التي اتناولها دون معرفة للنتائج الوخيمة التي لاحظتها بعدما دخلت الجامعة وانتبهت كيف هو جسمي بالنسبة لعمر الفتيات اللواتي هن بعمري، ومن تلك اللحظة قررت ان اعمل ريجيما قاسيا قرأته في احدى الصحف، وهو ريجيم ديكنز وهو قائم على تناول الدهون دون النشويات وقد حققت فقدانا لوزني خلال ثلاثة اشهر بشكل مذهل».
وتضيف منى: «لا احد يعرف ما هو شعور السمين تجاه نفسه، والكل لا يراعي نفسيته، ولا ينتبهون الى الكلام الجارح الذي يصدرونه بحقه، المهم ارادة الشخص في مجال التخسيس، والكثير من الاشخاص الذين لا يستطيعون انقاص اوزانهم اصبحوا يلجأون الى الكثير من العمليات الجراحية مثل: ربط المعدة، شفط الدهون، وغيرها ولكن يفضل بحسب رأيي محاولة انقاص الوزن بشكل طبيعي في البداية».
تتعجب ايناس طه من نظرة المجتمع وتقييمه للاوزان، تقول ايناس: «لقد اخبرتني جدتي ان اراجع الطبيب حتى يمكنني من زيادة وزني، لانها ترى ان وزني غير مناسب لطولي وانها خائفة علي من الناس واقوالهم انني قد اكون مصابة بأمراض تجعلني نحيفة، وعندما ذهبت للطبيب اخبرني ان وزني مناسب لطولي تماما وانني
لا اعاني من شيء، في هذا المجتمع قد استمعت الى الكثير من الناس يقولون، ان الفتاة السمينة هي فتاة مدللة ويجب الزواج منها على عكس النحيفة وهذا كلام غير منطقي ولا يتناسب مع صحة الانسان».
عوامل عديدة للسمنة
الطبيبة هبة حواشين اخصائية الجراحة تبين ان السمنة ترجع لسببين رئيسين هما: زيادة الطاقة المتناولة ونقص الطاقة المبذولة.هناك بعض الأمور تسبب انعدام التوازن بين الطاقة المتناولة والطاقة المبذولة، مثل: الوراثة لوحظ أن السمنة تنتشر في أفراد الأسرة الواحدة وهذا يمكن أن يكون بسبب وراثة الجينات المسببة للسمنة (أو الاستعداد للإصابة بالسمنة)، ويمكن أن تكون بسبب تشابه العادات الغذائية ونمط المعيشة لدى أفراد الأسرة الواحدة، ايضاً تلعب العوامل البيئية دوراً هامًا في السمنة، وتشمل هذه العوامل نوعية الأكل المعتاد لدى الشخص والنشاطات المختلفة التي يقوم بها. والمقصود بنوعية الأكل هو كمية الدهون المضافة إلى الأطعمة.
وتضيف حواشين: «بعض أمراض الغدد الصماء هناك نسبة ضئيلة من السمنة تكون بسبب بعض أمراض الغدد مثل: نقص إفراز الغدة الدرقية، غير أن هذه النسبة لا تتعدى 2% من الأسباب المؤدية للسمنة، أسباب طبية تمثل هذه العوامل أقل نسبة في أسباب البدانة كما أن اكتشافها بسيط وعلاجها عن طريق الأدوية المناسبة يأتي بثماره سريعًا. أغلب الأمراض المسببة للبدانة تتعلق بعدم توازن هرمونات الجسم، فقد اثبتت الدراسات العلمية أن السمنة سبب رئيسي للموت المبكر وامراض القلب والاصابة بعدد من الامراض النفسية مثل امراض الاكتئاب والشعور بالنقص والعقد النفسية الاخرى التي تصيب الاشخاص لمختلف الفئات العمرية والنساء والأطفال على وجه الخصوص».

الرياضة، وتقليل الطعام هما الحل.
تقول اخصائية التغذية لبنى وريكات: «يمكن اعتبار ممارسة الرياضة هي الحل النفسي والجسدي للترويح عن النفس واذابة الشحوم عن طريق عدد من الحركات المحددة، فضلاً عن التحكم بالحاجات الفسيولوجية عن طريق قوة الارادة، وعن طريق تناول الغذاء الصحي النوعي وليس الكمي، موضحةً ان للسمنة اثارا سلبية تنعكس على الشخص البدين مثل: شعوره بالاشمئزاز، وعدم المقبولية لدى الاخرين، بسبب مظهره الخارجي وما يعتريه من تعليقات في مكان العمل او الشارع وهي بطبيعة الحال لاتروق له وتتسبب باصابته بالعقد النفسية. وحتى في البرامج الجراحية لحل مشكلة السمنة فان الرياضة ايضا عاملا مهم في متابعة الحالة.وتؤكد دراسة مركز السكري انه بسبب السمنة المفرطة لدى الأردنيين فان نصف الأردنيات/ الإناث فوق سن (25) عاما مصابات على الأقل بأحد الأمراض المزمنة القاتلة مثل: (السكري، التوتر الشرياني، والدهنيات الثلاثية)».

» مصنع الفساد في الاردن لم يتوقف والمعارضة منزوعة الدسم .. فيديو