منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بين الفوضى .. والتنظيم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69948
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

بين الفوضى .. والتنظيم Empty
مُساهمةموضوع: بين الفوضى .. والتنظيم   بين الفوضى .. والتنظيم Emptyالخميس 26 يونيو 2014, 6:17 pm

[rtl]بين الفوضى .. والتنظيم[/rtl]


[rtl]بين الفوضى .. والتنظيم 818b3041b5e269777284bac714877d3e
[/rtl]

[rtl]

إبراهيم كشت

ضمن ما أُتيحَ لي الاطلاع عليه ، لم أجد تعريفاً لمفهوم (التنظيم) بمعناه الشامل ، يتناول دلالته كقيمة وضرورة ، تتطلبها حياتنا في جميع جوانبها ، سواء في ذلك تنظيم الأفكار كوسيلة للوصول إلى ما هو صحيح بطريقة صحيحة ، أو تنظيم الواقع بهدف السيطرة عليه وتحسين التكيف معه .  وبناء على ذلك ، أجتهد بالقول إن التنظيم بمفهومه الواسع يشير إلى: تقسيم أو تصنيف الأفكار أو الأشياء أو الأوقات أو الأعمال وفقاً لمنهج ، ثم ترتيبها تبعاً لذلك، والتعامل معها على هذا النحو .  ولعل مما تجدر الإشارة إليه هنا ، هو أن التقسيم يختلف عن التصنيف – سنداً لعلم المنطق – ويبدو أن هذا الاختلاف كثيراً ما يغيب عن أذهاننا عندما نستخدم هذين اللفظين كمترادفين ، مع أنهما ليسا كذلك ، فالتقسيم يبدأ من عند الكلِّ وينتقل إلى أجزائه وأفرادياته التي تندرج تحته ، أما التصنيف فيبدأ من عند الأجزاء والأفراديات ليضمنها في فئات ومجموعات وكلٍّ واحد .  وعلى أية حال ، سواء تعلق التنظيم بالأفكار أو بالزمان أو المكان أو الأفعال ، فإنه يتضمن في ماهيته وجوهره تقسيماً أو تصنيفاً .

حين يغيب التنظيم .. ندركـ أهميته 
والتنظيم بكافة مجالاته وتجلياته ، من القيم التي يُدرَكُ أثرها – أكثر ما يدرك – حين تغيب ، فغياب التنظيم لا يعني الفوضى وحسب ، وإنما يؤدي إلى العشوائية والتخبط والتشتت والخلط والتداخل والضياع أيضاً ، وينشأ عنه هدر الأفكار والمواهب والطاقات والقدرات والأوقات والموارد ، إنه هدر للحياة ذاتها ، من خلال هدر أهمّ مكوناتها وعناصرها .  ولما كان إدراك الواقع وفهمه ، والتنبّه إلى عناصره ومجرياته وأحداثه وأشيائه ومتطلباته ، يبدأ عادة كفكرة في الذهن ، قبل أن ينتقل إلى التطبيق في الواقع ، فإن لتنظيم الأفكار ، أو للتفكير المنظم ، تأثيراً مهماً وأكيداً في مجال تنظيم الواقع .

التفكير المنظم 
ولكي يكون التفكير منظماً ، ينبغي أن يكون قادراً على التقسيم والتصنيف ، ولا يمكن تقسيم الأفكار والأشياء وتصنيفها ، إلاّ بتمييزها ، ثم معرفة العلاقات بينها .  وعلى ذلك فإن التفكير المنظّم قادر مثلاً على التمييز بين المشكلة وعواملها وأسبابها وأعراضها ونتائجها ، وقادر عن التمييز بين المقدمة والاستدلال والنتيجة ، والتمييز بين المدخلات والعمليات والمخرجات والتغذية الراجعة ، وبين الفرضية والنظرية والحقيقة ، وبين البيانات والمعلومات والمعرفة والحكمة ، كل ذلك دون خلط أو تداخل  .
وتبعاً لمفهوم (التنظيم) الذي تقدم ذكره ، فلا بد للتفكير المنظم من إتباع منهج ، أي سلوكِ طريقٍ قويم يؤدي إلى الوصول للغاية ، من خلال إجراءات واضحة ، وخطوات متسلسلة ، تتحرى الصحيح وتتجنب المغالطة والخطأ .  وبالتالي فإن التفكير المنظم ينطلق من نقطة بداية ، تكون عادة مشكلة ، أي سؤالاً مطروحاً في الجانب النظري أو العملي في الحياة.  ومن عند تلك البداية تكون سلسلة خطوات المنهج المحدد ، سواء بجمع البيانات وتكوين المعلومات ووضع الفرضيات واختبارها للوصول إلى الحقيقة ، أو من خلال طرح البدائل ، وتحديد سلبيات وايجابيات كل منها، والمفاضلة بينها ، وترجيح الأصوب والأجدى بينها . ثم يكون بلوغ الهدف من خلال التوصل إلى نتائج أو قرارات أو تفسيرات أو حقائق .

فوضى التفكير 
والتفكير المنظم ، بما فيه من تمييزٍ وتحديد ، وتصنيف أو تقسيم ، وإتباع لمنهج صحيح ، أمر يمكن تعلّمه وتعليمه ، والتدرب عليه ، وتنميته وصقله .  ومع ذلك يغلب أن يغيب مثل هذا التفكير المنظم عن منهج تفكير كثير من أفراد المجتمعات النامية ، حتى يصل فوضى التفكير لديهم إلى خلط الخيال بالواقع ، والأماني بالحقائق ، والآراء الشخصية بالنتائج العلمية ، ويصل حدَّ القفز إلى النتائج من خلال مقدمات لا تؤدي إليها ، واستمرار الدوران حول المشكلة ووصفها وبيان جوانبها دون طرح بدائل أو حلول ، وتفسير الأمور بعلل وأسباب لا علاقة لها بالواقع أو المنطق أو الحقيقة .

فوضى التعبير 
وربما كان أول مجال في الواقع ينعكس عليه تنظيم التفكير (أو غياب ذلك التنظيم) هو التعبير ، سواء أكان لفظياً أم كتابياً ، وتصدق على ذلك فعلاً مقولة العالم العربي صاحب كتاب أسرار البلاغة (عبد القاهر الجرجاني - المتوفي سنة 1078 ميلادية) حين ذهب الى أن: (ترتيب المعاني في الذهن ، هو الذي يفضي الى ترتيب الألفاظ في العبارة) ، ولعل غياب التفكير المنظم هو سرُّ ما تلحظهُ من غياب المنهج ، فيما تسمع أحياناً من أحاديث عامة ، أو حتى آراء وتعليقات في الندوات والمحاضرات ، أو فيما تطلَّعُ عليه من موضوعات إنشاء أو بحوث يكتبها الطلبة ، أو فيما تقرأ (على نحو خاص) في منتديات الانترنت ومدوناته، فكأن القاعدة في القول لدى الكثيرين هي (قل أي شيء ، المهم أن تقول شيئاً) ، فتجد الحديث أو الكتابة قد جاءت على شكل يشبه (التداعيات) ، وذلك بالتعبير عن كل ما يخطر على البال مما يتعلق بالموضوع ، في غياب تام للتسلسل المنطقي ، يعكس غياب التفكير المنظم أصلاً .

تنظيم المكان والزمان والأعمال  
والتنظيم في جوانب الواقع المتعددة الأخرى يقوم أيضاً على أساس التقسيم والتصنيف والترتيب وفقاً لمنهج ، فالتنظيم المتعلق بالمكان مثلاً ، يقتضى تصنيف الأشياء حسب عواملها المشتركة ، ووضع المتشابه منها في مكان واحد معلوم . وتنظيم الأوقات يستوجب تصنيف المهام حسب أولويتها للبدء بالأهم منها .  وتنظيم الأعمال يتطلب تقسيمها وفقاً لطبيعتها أو تبعاً لمن سيؤديها ، كل ذلك من حيث المبدأ ودون الدخول في التفاصيل .  لكن مثل هذا التصنيف والتقسيم لا يقوم به عقل عاجز عن التفكير المنظم ، لأن التعامل مع الواقع يعتمد على فهمنا لذلك الواقع ، ومدى قدرتنا على فهم عناصره وتمييزها ، ومعرفة الصلات بينها ، ولعل هذا ما يجعل المجتمعات التي يعاني أفرادها من سوء تنظيم التفكير أبعد عن حسن التعامل مع الواقع ، وعن القدرة على مواجهة ذلك الواقع وتطويره ، وأقرب إلى الفوضى في التعامل مع الأوقات والأشياء والأعمال ، ومع كل شيء  .  

[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
بين الفوضى .. والتنظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نظام الأبنية والتنظيم في مدينة عمان
» فصول الفوضى والحرب في الشرق الاوسط
» الفوضى الخلاقة تهزّ عرش الديموقراطية الأمريكية..
» وثيقة تكشف إعداد السلطة خطة لإثارة الفوضى في غزة
» كيف يمكن للولايات المتحدة حماية الأردن من الفوضى؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: