«المنسف».. يليق بلمّة رمضان
من عادات الاردنيين في شهر الخير والبركة اللمة، التزاور وتبادل العزائم. ومن عادات الاردنيين اكرام الضيف، ولا يجد الاردني عموما افضل من الطبق الاشهر في البلد لتقديمه لضيفه، المنسف ، الاكثر حضورا على ولائم الاردنيين في رمضان.
لماذا المنسف؟
«طبق فيه البركة، وسهل التحضير، ناهيك عن كونه اوجب الاطباق التي تقدم للضيف»، هكذا عللت الخمسينية سميرة منجد اعتمادها لهذا الطبق في ولائم رمضان التي تقيمها اسرتها للاهل والاصدقاء.
ورغم ان اخصائي التغذية قالوا بعدم ملائمة وجبة المنسف، والتي هي أكثر الوجبات العربية احتواء على السعرات الحرارية بسبب احتوائها على السمن البلدي واللحوم الحمراء والمكسرات والارز والجميد»اللبن» المالح، الا ان محدثتنا سميرة، اوضحت ان «حب هذا الطبق لا يتفوق عليه شيء، لدى افراد اسرتها، كبارا وصغارا».
قيمة متوارثة وكرم اصيل
يقول الستيني صالح عبدالمهدي انه «أولم غرة الشهر الفضيل لعائلته الكبيرة، وكان المنسف حاضرا وبقوة»، بحسب تعبيره، ، اذ جمع ما يزيد على الخمسين شخصا من العائلة. وزاد «هذه أكلة اجدادنا وعنوان كرمهم، فلا شيء يليق اكثر لتقديمه من «المنسف» الأكلة الشعبية المفضلة لدى الاردنيين في مناسباتهم جميعها، ومن ضمنها ولائم رمضان.
وبين ان هذا الطبق تستأثر به موائد الافطار الجماعية عند الناس خلال الشهر الفضيل، نظرا لبركة هذا الطبق وحب الناس له جميعا.
اللافت أن المنسف ، ورغم تنوع المطابخ التي دخلت الساحة الاردنية منذ زمن، تمتع، ولازال يتمتع بمكانته ، ليس فقط لدى كبار السن، بل انه الاكلة المفضلة لدى الشباب. من جهتها قالت «فريال ناصر» ام لاربعة شباب، ان المنسف هو سيد الاطباق في كل جمعة من الشهر الفضيل، سواء اكان اخرون مدعوون على مائدة الافطار في منزل العائلة او لا. واوضحت انه من اسهل الاطباق اعداد سيما ان المقبلات في حضور «المنسف» قليلة.
ونوهت انها تراعي عدم زيادة الملح والسمن حفاظا على صحة الصائمين من افراد العائلة او المدعوين لتناوله من اصدقاء واهل.
منسف جاهز، واصل المنزل
بينما تزخر قوائم الطعام بأطباق منها العربي واخر غربي. يبقى ميل الاردنيين الى هذا الطبق سيد الموقف.
واللافت ان هذا الطبق لم يعد يحضر منزليا كما في السابق، ففي الاردن اليوم مئات المطاعم المتخصصة بطبخ هذا الطبق وغيره من الماكولات الاصيلة ايضا.
ولا يقتصر عمل هذه المطاعم على طبخ المنسف بل ايصاله الى المنازل وفي موعد محدد مع الزبون سواء اكان موعد غداء او عشاء، او افطارات رمضان، وذلك في العاصمة عمان، او باقي المحافظات.
تقول هداية عبدالقادر، ان الاسعار شجعت الناس من ناحية، فيما رفعت السرعة والحرص على نظافة المنزل وتوفير الوقت والجهد من اقبال الناس على هذه المطاعم.
واضافت عبدالقادر انها تستعين بالمطعم في الولائم الكبيرة، بينما تعد هي شخصيا «المنسف» في حال الدعوات قليلة العدد ولافراد اسرتها ايضا.
«عيار الشبعان 40 لقمة»
وعن القيمة الغذائية للمنسف تقول الدكتوره ريما فايز تيّم الفواز-من مركز نيوتري واي للتغذية، انه طبق غني بالعديد من العناصر الغذائية كالبروتينات والمعادن والفيتامينات، إذ وجد أن محتوى لبن المنسف من البروتينات يزداد بعد طهيه مع اللحوم.
وزادت « لبن المنسف غني بالكالسيوم وفيتامينات ب «ب1 و ب3 وب6 و ب12»، وللكركم الذي يضاف إلى اللبن أو الأرز فائدة كبيرة في التخفيف من حدوث أمراض الكبد وقرحة المعدة والاثني عشر وتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم ومنع التخثر، كما أنه يعمل كمضاد للأكسدة والالتهابات ويمنع تكون خلايا سرطانية.
وعن اللحوم، المكون الرئيس للطبق، قالت « هي مصدر أساسي للبروتينات التي يتطلبها الجسم للبناء والنمو والمحافظة على الجسم، كما أنها المصدر الأساسي للعديد من المعادن «كالحديد والفسفور والزنك والنحاس» والفيتامينات «ب6 و ب12».
وزادت « ويعتبر الأرز المصدر الأساسي للنشويات في أكلة المنسف، مما يجعل هذه الأكلة متكاملة من البروتينات والنشويات والدهون وبعض الفيتامينات والمعادن. وقد تزيد المكسرات من القيمة الغذائية للمنسف حيث أنها تحتوي على كمية جيدة من المغنيسيوم وزيوت أوميغا-3 وفيتامين «هـ».
وبينت افتقار المنسف للالياف المهمة في عملية الهضم، لذا يوصى بتناول بصل اخضر وبقدونس وجرجير لتحسين محتوى الوجبة.
واشارت الى أن زيادة تناول المكسرات يزيد من كمية الطاقة المتناولة، وبالتالي قد يؤدي إلى زيادة الوزن.
ونوهت الى ضرورة الاعتدال في تناول هذا الطبق وغيره مع البعد عن صيغ اثبتت عدم صحتها فيما يخص طعامنا وشرابنا ومنها «عيار الشبعان 40 لقمة»، مؤكدة ان عدم الاسراف هو سيد الموقف.