منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Empty
مُساهمةموضوع: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء   التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Emptyالجمعة 15 أغسطس 2014, 6:45 am



[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء «1»[/rtl]










[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 0e543babd6d48406e706486d3ef7522b
[/rtl]


أم القطين






[rtl]

بوح القرى ..  
كتابة وتصوير:  مفلح العدوان

عليهم سلام.. أولئك المخلصون من أهل القرى الذين رووا تراب الوطن بدم الشهادة، وضحوا بأرواحهم في سبيل رفعة بلدهم وقضايا امتهم، فقدموا أغلى ما لديهم، ليبقى علم وطنهم عاليا، وتراب اردنهم نقيا من كل دنس.
هي القرى، منارات العز، ومقامات الشجاعة، وتراويد النصر.. هي القرى، حكايات ولاء وانتماء، ونبراس خير في كل الأوقات، وهذه صفحات نقلبها من مخطوط الشهادة، ونقدمها تذكار وفاء لأولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله، والوطن، عليه، فقضوا، لتبقى الراية مرفوعة، رغم كيد المعتدين!!

أم القطين.. صرح شهداء البادية

هناك شرقا، وبالتحديد في البادية الشمالية، في قرية أم القطين(تقع على بعد 55 كيلو مترا شمال شرق مدينة المفرق، وتبعد 12 كيلومترا عن خط بغداد)، أول ما يلفت نظر القادم الى القرية، مهابة المكان فيها، يشمخ فيه نصب يحمل أسماء يتذكر أهل المنطقة أصحابها، بكل مهابة وتقديس، وقد سموه «صرح شهداء البادية»، وأول الأسماء في القائمة هو الجندي أول صالح علي العظامات الذي استشهد في حرب الـ»48» في فلسطين،ثم يليه على قائمة الشرف في هذا الصرح الذي أقيم تخليدا للذين روّوا بدمائهم التراب الأردني والعربي، دفاعا عن قضايا الأمة، وهذه القائمة تضم فيها أسماء 28 شهيدا استشهدوا في حرب الثمانية وأربعين(1948م)، والستة وخمسين(1956م)، وحرب حزيران (1967م)، ومعركة الكرامة (1968م)، والأعوام (70و71)، وحرب تشرين(1973م)، وشهداء مؤرخة سنوات وفاتهم اثناء استشهادهم عند تأدية واجباتهم الوطنية في الأعوام(1970م، 1971م، 1974م، 1975م، 1978م، 1982م)، وأغلب هؤلاء الشهداء مسجل على رخام الصرح إسمه ومكان وتاريخ استشهاده.

بصيرا.. هنا استشهد الحارث
الدماء التي روّت التربة على أطراف قرية بصيرا، الواقعة على بعد 22 كم جنوب الطفيلة،كتبت بدايات تاريخ الإسلام في المنطقة،إذ أنها تروي تاريخها في تلك المرحلة بمقتل رسول رسول الله فيها قريبا من مقامه الآن.
بصيرا..كانت المحرك للجيوش الإسلامية للقدوم إلى مؤتة،ومقام «الحارث بن عمير الأزدي» على أطراف بصيرا يشهد بذلك، لأن الذي قتله،وهو حامل لرسالة النبي،وسفير لدعوة حق،كان «شرحبيل بن عمرو الغساني».كان الحوار قصيرا قبل أن يقتله،حيث سأله حين التقاه: أين تريد؟ لعلك من رسل محمد؟ فقال: نعم.فأوثقه وضرب عنقه.فبلغ ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم،فاشتد عليه الأمر، وجهز جيش مؤتة.
المكان يتحدث عن الشهيد،وهو في مقامه القريب من خربة جنين،كما أنه ما زالت في بصيرا منطقة قريبة منه تسمى «الكذابه» على أساس أنها قرية «كذبت» رسول الله.وأيضا هناك منطقة قريبة أخرى تذكر على أنها»قُف الصحيح»،وهي «صفاة كانوا يحطو عليها القش»،كما يقول الحاج «احمد إبراهيم رجا السفاسفه»،وللاسم دلالة على صدق «الحارث بن عمير الأزدي»،كما أنهم قديما كانوا يقولون عن مكان المقام أنه «خربة حذيف» اعتقادا خاطئا منهم،انه مقام حذيفة بن اليمان.
حضور هذا المقام راسخ في وجدان أهل المنطقة..عن تلك الذاكرة المرتبطة به يتحدث مؤذن وحارس المقام «الحاج غانم البشايره» قائلا بأنه «في عام 1952م كان في المدرسة،وجاء مع الطلاب لزيارة المقام،ويتذكر المكان كيف كان دار حجر،لها قناطر وسقفها خشب، وعليها باب خشب،وكان عند القنطرة أماكن لوضع سراج الزيت،وكان معنا الشيخ أحمد الدباغ،وهو علّامة الطفيله،كان يجيبنا ويعطينا موعظة عند هذا المقام»، ثم يتحدث عن تطوير المقام،وأسماء من خدموا فيه:»بعدين في السبعينات سقط سقف المقام،فغيرو سطحه،وسووه غرفه دكه(اسمنت)،وكان اللي يخدمه «خلف الجفوت» من الطفيله،وكان المقام محاط بالشجر،وتجيه المَيّه بالانسياب من أم سراب،وبعدين استلمه «سلامه القريع» وقعد يخدمه حتى نهاية    عام 1990م.بعدها بقي المقام 3 سنوات بدون حارس حتى كتبت الصحافه انو مقام الحارث مأوى للكلاب والحيوانات،فانتبهت الأوقاف،وأحضروني على أثرها،وكان هذا في عام 1994م،ثم تطور البناء بعد أن صدر الأمر الملكي بتطوير مقامات الصحابة..وأنا كنت موجود لما بدو يطوروا في المقام،وحفروا حول القبر وشفت الحجر والطين القديم اللي انبنى منه القبر».

داميا.. سنوات الحرب
هناك في قرية داميا (تقع ضمن منطقة الأغوار الوسطى/غور داميا والشقاق)، حديث يرويه الأهل فيها عن شهداء الحرب من الأبرياء المزارعين، حيث يقول مزيد حمدان المصالحه «أبو محسن» وهو أحد كبار داميا، أن هذه القرية زراعية منذ القدم، وأن منطقة زور داميا كانت ممرا  لمعظم الناس من الأردن إلى فلسطين، فكانوا يتاجروا وبعضهم «يروحوا للمصايف في سهل عسكر قبل نابلس»، وكانوا يسكنوا في القرية القديمة قرب الشريعة، لكن في عام 1967م أثناء «حرب الستة»، اضطر أهل القرية بعد أن اشتد القصف أن يخرجوا من البلد «منشان عيالهم وحرمهم»، وتوالت المعارك، لكنه بقي بعض الرجال في المزارع رغم كل تلك الأخطار، واستمر الوضع حتى معركة الكرامة 21/آذار/1968م، وهو يتذكر حادثة أثناء اجتياح قوات الكيان الصهيوني وكان في القرية القديمة «باقي حوالي 36 مزارعا»، هرب جزء منهم، وبقي 11 مزارعا يحاولون الهرب من خلال قناة كانوا مختبئين بها، إلا أن جنود العدو اكتشفوهم عندما حاول احد المزارعين استطلاع الطريق للهرب من القرية، فصوبوا الأسلحة تجاههم، واحتجزوهم، لكن عملية إنقاذهم كانت عندما سقطت قذيفة في المكان من مدفعية الجيش الأردني، ووقع الجنود واستغل المزارعون الفرصة وهربوا.
يقول «أبو محسن» أنهم أخذوا الأراضي الزراعية من مثلث العارضة لغاية غور داميا والشقاق، وقتل من المنطقة حوالي «15 واحد». ومن المزارعين الذين قتلوا يتذكر جاره سالم البخيت الذي كان «راكب تراكتور ومحمل بندوره وباذنجان وكان السائق معه من أهل القرية وهو إبراهيم الفارع، وكان برفقته أبناءه عبد الله وحسن سالم البخيت»، وجاءت القذيفة الأولى فلم تستطع إصابة التراكتور لكن القذيفة الثانية أصابت «التريلة»، وأصابت الختيار، وهرب السائق إبراهيم، وترك التراكتور «ماشي»(يضيف أبناء الشهيد على هذه المعلومة بأنه كان معه أبناءه عبد الله وحسن سالم البخيت، وأنهم هربوا مع السائق عندما صار القصف)، وبعدها بلحظات أصابت قذيفة ثالثة التراكتور، وبتر ساقه، وتوفى. يضيف ذوي الشهيد هنا بأنه بعد أن هدأ القصف عاد أبناءه ومعهم خلف الفلاح، ومفلح الطعيمات، وعيد أبو حمد الله، وعارف العيد، وحسن صالح الطعيمات، ونوري العايد العلاقمة، وعلي مذيب الشطي، ولكن الجيش رفض إدخالهم في تلك الفترة الى منطقة الزور، وذلك لأسباب أمنية، وخوفا على سلامتهم، إلا أن أبناء الشهيد أصروا على الدخول على مسؤوليتهم الخاصة، وبحثوا عن جثة أبيهم، ووجدوه مقتولا وقد قطعت ساقه، وبعد ذلك تم أخذوا الجثة ودفنوها في مقبرة سيحان في الصبيحي. 
 يكمل أبو محسن بأنه كان «آخر واحد طلع» من القرية هو «مزيد الحمدان» (أحد كبار القرية)، ومعظم الناس في تلك الفترة خرجوا إلى قرى مختلفة في البلقاء.

الرامة.. دبابة الجيش
عند «قهوة حنا» استشهد الملازم «محمد هويمل الزبن»، في قرية الرامة (تقع ضمن لواء الشونة الجنوبية في الأغوار الوسطى وتتبع اداريا الى محافظة البلقاء)...كان هذا في حرب الكرامة، وما زال أهل الرامة يتذكرون هذا الشهيد وبطولته،ويتحدثون عن الدبابات التي اتجهت إليهم في تلك الأيام لحمايتهم من العدو الذي كان يستهدفهم، ليتم استغلال هذا المسار، عبر قرية الرامة ليكون ثغرة يخترقونها لدخول الأردن،لكن دبابات الجيش الأردني دخلت للمواجهة،واستطاع الوكيل «محمد أبو حنيان» أن يتمركز بدبابته قريبا من موقع القهوة،ومن مكانه الاستراتيجي هناك،قصف آليات العدو الإسرائيلي،واحتل المنطقة،ونظفها منهم وبقي متمركزا في موقعه هناك كأنه كان هو مفتاح النصر،والثبات، بعد شهادة رفيقه في السلاح الملازم الزبن.


الثلاثاء 2014-06-24
[/rtl]






[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء C87c7ccbb16048ab62781cbf6ef0a529[/rtl]






[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 8648b5d2d6e814e4cf2edecacae9ea39[/rtl]






[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 469d3e3abd0cf7a356747d634903896c[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Empty
مُساهمةموضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء   التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Emptyالجمعة 15 أغسطس 2014, 6:49 am

[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 2[/rtl]


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 82a16e379fe0dc05c5590695446f4d6c



[rtl]

مفلح العدوان

أرواحهم الطيبة، ترفرف حولنا، تتلمس البيوت، وتتفقد الدروب، وترقب بمحبة كل الناس على هذا الثرى، وكأن الشهداء، كل حين، في تلك القرى، يلوحون من الاعالي للوطن الذي ضحوا بأرواحهم من أجله.
هؤلاء لهم حق علينا بأن نتذكرهم، ونعيد سرد بطولاتهم، ونقاء عطائهم، وقداسة رحيلهم على جناح الشهادة الى جنان الخلد التي هم فيها مع الأنبياء والقديسين ينعمون.

السماكية.. ذاكرة المعارك

تلويحة تقدير الى قرية السماكية، الساكنة هناك شمال شرق مدينة الكرك، حيث يتذكر الأهل فيها، شهداء القوات المسلحة من أبناء السماكية؛ فمنهم «حنا خليل سلامة النصراوين» الذي دخل الجيش عام 1947م وتدرب في الكفرين كعسكري حربي،وبعد انتهاء فترة التدريب التحق بالسرية الأولى التابعة للقوات الأردنية في القدس،وقد استشهد في معركة باب الواد بتاريخ 25/5/1948م.
ويذكر رفاقه في السلاح أنه بعد أن نفدت من بندقيته الذخيرة حمل عددا من القنابل اليدوية،وهجم على خنادق العدو حيث أصيب بجروح بليغة،وتم اسعافه من قبل ممرضة من عائلة النسيبة،ثم تم نقله الى مستشفى «الهيس بيس» في شعفاط في القدس،وتوفي بعد عامين متأثرا بجراحه،وهو حتى الآن غير معروف مكان دفنه.
وأيضا هناك الشهيد «حنا عيسى النصراوين» الذي استشهد في معركة اللطرون،بتاريخ 9/6/1948م،وكان يعمل مأمور لاسلكي في الجيش العربي،وأثناء هجوم العدو الصهيوني لم يترك جهاز اللاسلكي صالحا،بل أتلفه حتى لا يستخدمه العدو ويستمع من خلاله الى المحادثات اللاسلكية،وأستشهد في تلك الغارة،ودفن في دير اللطرون في القدس.
وكذلك أستشهد «جبرائيل حنا حجازين» حيث قصفت سيارته العسكرية التي كان يقودها مما أدى الى تدهوره واستشهاده.
وأيضا «توما سلامه قلانزه حجازين»، الذي استشهد في عدوان عام 1967م،بعد أن قاتل بشراسة وقد كان زملاؤه يدعونه بالمقاتل الشرس،حيث أن نيران سلاحه اعاقت تقدم الجنود الصهاينة من المدينة المقدسة،وتذكر الحكايات عنه بأنه بعد استشهاد رفاقه حوله،بقي يقاتل من على سطح  أحد الأديرة هناك،ولم يستمع الى تحذيرات اصدقائه واشارتهم اليه بالإنسحاب من شدة المعركة وبقي يقاتل،ولم تتوقف مقاومته من على سطح البطريركية اللاتينية إلا بعد أن أغارت عليه طائرة اسرائيلية حربية وقصفته برشاشاتها،واستشهد على أثرها.
أما «ميخائيل سالم البوالصة»، فقد استشهد في احدى الغارات الإسرائيلية،اذ انه كان في خندق للقتال،وتم بشكل رسمي اصدار قرار بوقف اطلاق النار،ولكنه لم يعلم بذلك القرار واستمر بإطلاق النار من سلاحه الخاص وتصادف في تلك اللحظة مرور  احدى طائرات العدو متوجهة من هناك الى الكيان الصهيوني،فلمحت اطلاق النار من الخندق الذي كان موجود فيه،فأغارت عليه،واستشهد على اثرها.
ويكتمل عقد الشهداء بـ»جميل خليل العدايين الحجازين» الذي استشهد عام 1970م في احدى الغارات الإسرائيلية.

صبحا وصبحية.. صائد القنابل

في جهة الشرق الشمالي من مدينة المفرق، تقع قريتا صبحا وصبحيه، حيث للشهادة حكاية هناك، ويبدأ سردها على هذا النحو: غاب وانقطعت أخباره منذ حرب حزيران عام 1967م..
هو العريف «نوري زايد البكّار»، من قرية «صبحا».. السؤال المتكرر حوله: هل صعد شهيدا، أم بقي أسيرا في سجون العدو؟ 
ما زالت أخباره منقطعة عن أهله وإن اعتبره الجيش الأردني،في سجلاته، شهيدا،غير أن أهله يريدون أي خبر عنه يمكن من خلاله أن يقطعوا الشك فيه باليقين كما حصل،في القرية، قبل خمس سنوات حين جاءت بالصدفة أخبار عن الملازم «عبد الله فلاح الموالي» الذي جاء إلى أهله رجل يسعى بخبر عنه!!
كان حامل الخبر هذا رجل من فلسطين . قال: (إن الملازم عبد الله كان مدفونا في كهف في منطقة «نعلين»، وأن الجيش الإسرائيلي صادر الأراضي التي كان فيها الكهف، وكان هو اقرب الناس إلى مكانه، وحين فتحوا القبر، أمروه بأن يأخذ الجثة ويدفنها، فلما كشف عنها وجدها ترفل بعلامات الشهادة، لم يمسسها التعفن، وكأن الملازم عبد الله ميت الآن وليس قبل ثلاث وثلاثين سنة). قال الرجل من فلسطين أنه أخذ الجثة ودفنها في حوش بيته، فاطمأن أهل الشهيد إلى أن ابنهم كرّمت جثته بالدفن في الأرض المقدسة هناك.
ويروي الشيخ «هايل فواز السردي» (أبو طلال) أن كثيرا من أبناء قريتي «صبحا وصبحيه» لهم قصص بطولية في الحروب التي تهيأت لهم الفرصة للمشاركة فيها،  كونهم كانوا نواة مجموعة المجاهدين التي تم تشكيلها من أهالي قرى المنطقة،تحت راية «جيش الإنقاذ»، إبان حرب عام 1948م وكانت تضم بالإضافة إليهم مجموعة من الدروز، حيث شاركوا جميعا في تلك الحرب في موقع «حي المصرارة» في القدس واستشهد منهم اثنان.
كما أن «أبو طلال» يتحدث عن الجندي «قطيفان ورّاد المرهي» من قرية «صبحيه»، والذي كان جندي مشاه، وكان يطلق عليه زملاءه لقب «صائد القنابل» حيث تجلت بطولته في عام 1948م حين كان يلتقط القنابل التي كان يلقيها عليهم جنود الأعداء ويعيدها إلى مواقعهم فتتفجر هناك وتدمر المنطقة التي تصلها، إلا انه وافته المنية حين تناول إحدى القنابل، وتأخر قبل أن يلقيها باتجاه العدو فتفجرت به ووقع شهيدا .

كثربا.. الأخوان الشهيدان

أماأهل قرية كثرباالواقعة جنوب غرب الكرك على مسافة 25كم ضمن سفحي جبلي المعيصرة والميدان، فيعودون في قراءتهم لصفحات الشهداء الى بدايات القرن الماضي، حيث يتحدث أهل القرية ما سمعوه عن الآباء والأجداد، كيف انه في عام 1911م بعد «هيّة الكرك»، عندما جاء الجيش التركي إلى كثربا معتقدا أنها قرية العراق التي قتل فيها جنود أتراك على أيدي أهلها، وكان هذا الجيش القادم للانتقام من أهل قرية العراق، لكنه اخطأ الطريق ووصل إلى كثربا فجمع أهلها لينتقم منهم إلا انه قبل أن تتم المذبحة اكتشف الأتراك أن هذه القرية ليست هي التي يريدونها، فقام الجندرمة الاتراك باحتجاز ستة شيوخ من كثربا ليدلوهم على قرية العراق، أخذوهم معهم مسافة، ثم أطلقوا سراح أربعة منهم، وأخذوا اثنين منهم فقط وهما كرهائن الشيخ إبراهيم وأخوه خليل حميدان القراله ومضوا في طريقهم إلى قرية العراق مع الرهينتين.
يتذكر أهل القرية، قبل أن يأخذ الاتراك هؤلاء الرهائن، كيف جاءت الحاجة «فريجه البزيرات» الى الشيخ خليل و»انتخت» به، وطلبت منه أن يفتدي قرية كثربا بروحه ويخاطر ويذهب مع الأتراك مدافعا عن «الأرض والعرض» كي تسلم القرية، وقالت فيه قصيدة يحفظها كل أهل كثربا ويرددون بعض مقاطعها التي تقول فيها:
يا خليل وان كانك شيخ قدم راسك حافظ على العورات تالي ناسك
زرقا لخليل يا قوة باسها فاتت على كمندار تومي براسها
فاتت على الطابور ترن جراسها
نظرا على خليل لن لفاها غايب يكسي بنات العم والقرايب

يكسي عبي الجوخ بني الشاعر

ويقول أهل القرية أن الأتراك أخذوا الأخوين قائلين لهما بأنهما من شيوخ القرية وكان من الواجب عليهم يوقفوا تلك الأعمال التي يتم فيها مقاومة الأتراك، كما اتهموهما بأنهما متعاونان مع المقاومة ضد الدولة العلية العثمانية، فأخذوهما بعد أن نفذوا مذبحة العراق، وسجنوا الشيخ خليل في قلعة الكرك، بينما اقتادوا الشيخ إبراهيم إلى الشام، حيث سجن فترة وأعدم، ولكن لما جاء خبر إعدامه إلى أخيه في سجن قلعة الكرك، أصابته صدمة و»انجلط» ومات فقام الأتراك برمي جثته من احد نوافذ القلعة العالية باتجاه الوادي السحيق، ولم يجرؤ أحد على سحب جثته من هناك خوفا من الأتراك، وكان الفصل شتاء والثلوج تغطي المكان، فقامت زوجته «طفلة سليمان البطاطحة» ومعها ابنتيها «شفق»و»جروه» بالمغامرة، وذلك بأن طلعن من إبط القلعة أمام الأتراك وحملن جثة الشيخ الشهيد خليل على ظهر دابة في تلك الليلة المثلجة وعدن به إلى القرية، ويروي أهل كثربا انه قد تم تثبيت اسمي الأخوين الشهيدين في صرح الشهيد.


الثلاثاء 2014-07-01
[/rtl]

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء C5dc11f931aea842f91feba8a7c4b077
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Empty
مُساهمةموضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء   التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Emptyالجمعة 15 أغسطس 2014, 6:50 am

[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء «3»[/rtl]


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء B29370d640f9912d8b04a6a10a7fbf82


طبقة فحل


[rtl]

.. اعداد مفلح العدوان

 مفلح العدوان-  يستمر البوح حول سيرة الشهداء وبطولاتهم، وتفاصيل حكايات صعودهم نحو الأعالي مجللين بالطيب والغار والفخار.. هنا سيكون المرور على قريتين هما الذنيبة وطبقة فحل، وللشهادة هالات تتجلى في هاتين القريتين، وقصص يحكيها الرواة هناك بمهابة واعتزاز. 

الذنيبة.. «خمسطعش شهيد»

يشكل عام 1972م في ذاكرة أهل قرية الذنيبة التي تقع شمال غرب مدينة الرمثا، منعطفا مهما في تاريخ القرية، والأثر النفسي على أبنائها، على إثر تهدم قريتهم، بعدما سقطت عليها القنابل، بعد معركة جوية فوق سمائها بين الطيران السوري، وطيران العدو الصهيوني.
يُفصّل بعض من تلك الذاكرة الحاج محمد الربيع (أبو محمود)، قائلا: «انضربت البلد بالثنين وسبعين(1972م)، وكنا عاملين مجلس قروي جديد، واعترضت الطائرات الإسرائيلية الطيران السوري، ورجعت الطيارات وكانت أربعة، ومحملة صواريخ، ورمت واحد من الصواريخ فأجا عالبلد».
يكمل الحاج محمد الزعبي (أبو قاسم)، مفصّلا بقية القصة لأنه كان رئيسا للمجلس القروي في تلك الفترة، مضيفا بأن «العملية صارت بين إسرائيل وسوريا، ولما وجدت سوريا إن الجو لصالح إسرائيل انسحبت، وتراجعت، ومنشان هيك كان لازم تخفف حمولتها، فرمت أول (كازان) في الجهة الغربية من القرية، وهزت ذنيبه، واتصدعت البيوت، واللي داره قريبه من هناك اتهدمت، يعني اللي انرموا كازانين، واحد بالوادي، وواحد غربا..واللي انفجر بالقرية، وقع على دار العفافي (محمود المصطفى العفافي)، ولأن البلد على حفة شفا، تأثرت كثير، واتهدمت بيوت، وراح شهداء بهذاك اليوم خمسطعش(15) واحد من القرية».
ويتحدث الحاج أبو محمود الربيع أنه كان في القرية عندما سقطت الصواريخ، وأنه أبلغ الدولة عن الحادث، من خلال التلفون الموجود في دكان مصطفى محمد أحمد (أبو معاش)، حيث هناك كان مكتب البريد، والتلفون، وبعد ذلك جاء الإسعاف والدفاع المدني إلى القرية.
 كما يضيف بأنه «أجا الملك حسين(الله يرحمه)، للبلد، ووقف في ساحة دار الناجي، وبوقتها كان صادق الشرع عندنا محافظ، وكان معه، فقال صادق الشرع:مولاي هذه بلد حدودي، وهي كل بيوتها الآن مهدومة أو آيلة إلى السقوط، فخلينا نعمرها، ووافق الملك، وأصدر أمره: (آمر بتعمير بلدة ذنيبه من جديد..)، وأعطى فترة ستة أشهر لإنهاء التعمير.. وكانوا الناس اللي مهدمه بيوتهم يسكنوا بخيام في الفترة بعد الصواريخ، وصار الإعمار على ثلاث دفعات، وكانت الدفعة الأولى ثمانين(80) نمرة».
ويتذكر أهل القرية أنه تم لهؤلاء الشهداء مراسم دفن سريعة، بسبب أن جثثهم كانت متفتتة، كما أن بعض البيوت مات فيها أكثر من واحد مثل محمود المصطفى الذي سقط «الكازان» على بيته، وماتت زوجته وثلاثة أولاد له، ولذلك فإن الملك الحسين الذي استمر على مدار ثلاث سنوات بعد التفجير يزور القرية، عندما حضر إلى ذنيبة، في إحدى المرات، أمر لمحمود بمسكن وأعطاه سيارة تاكسي ليعمل عليها.

طبقة فحل.. حرب الاستنزاف

للحرب والشهادة قصص يرويها دائما أهل قرية طبقة فحل تلك القرية الصامدة هناك في وادي الأردن، وبالتحديد أكثر، في الأغوار الشمالية، على مسافة 5 كيلومترات شرق بلدة المشارع.
داخل القرية هناك أمكنة تحتل تفاصيل خاصة في الوجدان الشعبي، والذاكرة الجماعية، لأهل قرية طبقة فحل، ومنها مرتفعات تل الحصن وسرطبة، تلك المناطق التي كانت تشكل مخبأ للمدنيين أثناء حرب الاستنزاف بعد عام 1967م، حيث كانت القرية مستهدفة وعرضة للقصف ردا على أي اختراق من قبل المقاومة التي كانت تتمركز حولها، أو مدفعية الجيش الأردني التي كانت تقصف العدو من المرتفعات المحيطة بها.
ويصف أهل القرية هذا الرعب بالقول أن بعض الصواريخ التي لم تنفجر في تلك الفترة، بقيت حتى وقت قريب، تشكل خطرا موقوتا على أهل قرية طبقة فحل، كما أنهم في تلك الفترة تأثرت معيشتهم بسبب قصف المدفعية والطائرات لمزارعهم، مما أجبرهم على اللجوء إلى المغائر والكهوف القديمة، لتصبح مأوى لهم ولعائلاتهم، وكان بعضهم ينام في قبور القرية الأثرية لمدة تصل أحيانا إلى أربع وعشرين ساعة، في تلك الليالي التي كانت سماؤها مكتظة، دائما، بأصوات الطائرات ودوي المدافع، وانفجارات القنابل، كانت طبقة فحل، آنذاك، ترزح تحت كل هذا الرعب.

نزوح أهل الطبقة

يقول الحاج علي إبراهيم الحسين(ابومحمد): كان مبدأ المقاومة آنذاك «اضرب واهرب»، وكنا نحن المواطنين العزّل نعاني مما يحدث من ردة فعل اسرائيلية في تلك الفترة، لذلك فالكثير من اهل القرية (فلّوا) منها، ونزحوا من الخربة إلى القرى المجاورة مثل الأشرفيةوجديتا هربا من الرعب الذي كان يسلط علينا من طيران العدو، وبقي الوضع على هذا الحال حتى عام1973م.
ويتابع أبو محمد وهو يسرح نظره في الأفق: بعض السكان بقوا في بيوتهم، بينما بعضهم الآخر نقل فقط أغراضه وعياله وبقي الرجال يحمون المساكن.. عائلات قليلة استمرت في اقامتها داخل القرية رغم الرعب حولها، وكان أبي من هؤلاء، وكان له دكان هو ورفيقه حسن المفلح الملقب (بالهبر)، الذي كان شريكه في الأرض والتجارة، وأحيانا كانوا حين يشتد القصف يباتون في المغائر المنتشرة حول القرية خاصة حين تحوم الفانتوم والميراج والمستير (أنواع طائرات كان يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي في تلك الفترة) فوق القرية.
 انا بقيت معي عائلتي، وكان يجتاحنا خوف حقيقي آنذاك، وفي البداية، كان الرعب كثيرا خصوصا في أول مرة أرى قنابل التنوير التي تطلقها الطائرات، كان هذا بعد المغرب، وكانت أم محمد «تدك البابور لتصنع ابريق شاي»، فتحت الباب ورأيت التنوير، وفكرت انه من البابور، فقلت لها «طفيه»، ورمت الطائرة «اللمبه» وانتشر «الضوء»، فخفت وقلت لها وزعي الأطفال على زوايا البيت، وبدأت الطائرات بعد ذلك تضرب، وتقصف، شاهدتها تضرب سيارة عسكرية، وبعد قليل  هدأ الجو، فنقلت أم محمد والأطفال إلى خندق قريب، وقلت لهم «ما تخافوا بس شهّدوا يا اولادي»، وغطيت الخندق بالخيش،أما أنا فاختبأت في مكان آخر عند صخرة قريبة.
كانت المشكلة في الطيران عندما يرمي الصواريخ، والكازانات(برميل كبير مثل الصاروخ فيه متفجرات ويعمل حفرة كبيرة)، إضافة إلى الرعب من مدفعية الجيش التي كانت تقصف من فوق رؤوسنا.. كان خوفا بمعنى الكلمة في لحظتها.
ولاحظ أبو محمد أن القصف «لم تسلم منه حتى الحيوانات، مثل حصان جارنا، الذي كان مربوطا شرق داري»، ولما طلعت الطيارة الاسرائيلية تحوم فوق القرية كان يركض ويدور من الخوف ومن الصوت، فاقتربت منه الطائرة وقصفته فتقطّع وتهدم معه جدار الجهة الشرقية من بيتي!!

دم فوق عجين الجائعين

خمسة أطفال حولها..
والقصف مستمر من الأعلى، كأن السماء يحرسها البارود، وتريد ابتلاع الأرض، والتهام قرية طبقة فحل، غير أن «آمنة عمايرة» لم يكن عندها في البيت أية قطعة خبز، وما من طعام تسد به جوع أبنائها الذين يبكون حولها..عجنت لهم الطحين، جهزته، ولم يتبق لها الا أن تخبزه، و»بيت الطابون» على مرمى خطوات من موقع خوفها وجوع أبنائها!!
آمنة  العمايرة، كانت تسمع صوت الطيران، وكانت تشعر بالرعب أيضا، لكن تلك الأفواه حولها كانت تنتظر من يبدد جوعها، فحملت المعجن بين يديها، وهي تدعو الله أن يلطف بهم..ونبض قلبها يعلو.. خطوة أولى، وكانت خارج المأوى..خطوة أخرى، على تلك التلة، وكأن قدرها كان ينتظرها،فاقتربت منها الطائرة..وأخطأتها في المرة الأولى كأنها تحذرها.
 لم تتراجع.. وبيت الطابون لم يتبق بينها وبينه سوى خطوات معدودة، فاستمرت نحو هدفها، لكن الطائرة عادت سريعا وأطلقت عليها النيران من رشاشها فتناثر الدم الطاهر فوق عجين الجائعين، وكانت شهيدة طبقة فحل أم الخمسة أطفال..الشهيدة آمنة!!

عروس الغور 

قبل ثلاثة أيام كان عرسها..
والفرح مشوب بصوت الرصاص.. وعروس الغور كانت تهيء نفسها للخروج مع زوجها ومجموعة من الحصادين نحو طبقة فحل!!
كان كثير من أهل القرية قد غادروها، ورحلوا إلى القرى المجاورة، لكن أرضهم هناك كانوا قد زرعوها حبوبا، وجاء وقت الحصاد..السنابل أمام أعينهم، والطيران فوق رؤوسهم..العائلات تنتظر من يسد جوعها، وكان بعض هؤلاء الأهلين يغامر فيعود إلى أرضه، ويبدأ حصادها خلسة، وبرعب كامل، فالطيران في أي وقت سيأتي، بعضهم نجا، وآخرون كان نصيبهم الشهادة.
العروس التي خرجت مع الحصادين «الغوارنة»، كانت أساور الذهب ما تزال في يديها، وكأن سوء طالعها قد قادها في هذا الاتجاه، مع الحصادين، وكانوا منهمكين رغبة بالقمح، وخوفا من جهنم الطائرات.
كانت قريبة منهم فبدأ القصف، وبدأ الدم معه، وكانت عروس الغور تلك إحدى الشهيدات.. كانوا ستة وكانت هي المرأة العروس بينهم !!


الثلاثاء 2014-07-08[/rtl]

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Aa25c826a9ca08e49db64ff7d4f0df95
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Empty
مُساهمةموضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء   التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Emptyالجمعة 15 أغسطس 2014, 6:51 am

[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء (4)[/rtl]


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 08f087a00b8cf859f7ecf0f5a019d0fa



[rtl]

.. مفلح العدوان


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء (4)


هُم رجال «صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، ومضوا في ركاب المجد نحو الأعالي.. 
هم الأنقى في كل زمان، والأثر الأبقى في أي مكان.. هم الذين بذروا معاني الحق، والدفاع عنه، وسقوه بدمائهم، وما رضخوا، ولا هانوا، بل واجهوا المنايا بقلوب عامرة بالعزم، والايمان، وحب الوطن بكل ثراه.. هم الشهداء، فطوبى لأرواحهم، ولذكراهم الطيبة، التي ما زالت عامرة بها القرى والأمكنة، تاريخا ناصعا بالمجد نستحضره كل حين.

بيت رأس.. على أسوار القدس

يتذكر أهل قرية بيت راس، الواقعة على بعد 5 كيلومترات شمال اربد، بالإضافة الى تاريخ القرية القديم، والآثار المبثوثة في كل الأمكنة فيها، يتذكر الأهل هناك، كل حين، ما قدمت القرية من شهداء في الحروب المتتالية، وهم يشيرون عند ذكر الوطن والانتماء شهداء بيت راس الذي منهم  المرحوم غازي زيدان مصطفى الحموري الذي استشهد على اسوار القدس، وكذلك علي مصطفى الشوحه، واحمد نجيب الخلف الحموري، وخلف سالم الفايز الطعاني، ومحمد احمد السليمان الحموري.

جرف الدراويش.. الشهيدان

تلك القرية التي اسمها جرف الدراويش، والتي تطل على المسافر بموقعها بمحاذاة الطريق الصحراوي بعد بلدة الحسا، جنوبا، كان لها ذاكرة نابضة، ومشرفة، أيام الثورة العربية الكبرى، حيث شهدت أرضها معارك مهمة أثناء مسيرة الثورة في فضاءات الجنوب هناك، ويسجل مخطوط العز فيها أسماء شهيدين هما جلال أبو هويمل، وجلال أبو جفين، اللذان استشهدا في بداية الثورة عندما قطعوا الطريق على الأتراك بين الحسا والطفيلة في رجم المصفرة منطقة العالي.

العراق: مذبحة السراي

تلك القرية، اسمها العراق، زرتها في الكرك، وأحببتها، وعشقت طيبة أهلها، وحزنت كثيرا، مع غصة في الروح، حين رأيت الجماجم والعظام في تلك المغائر الوجودة في ذلك الوادي من أراضي القرية، حيث حدثت هناك مذبحة جماعية لأهالي قرية العراق، إبّان نهاية الحكم التركي في البلاد، مضى عشرات السنوات، ورفات هؤلاء الشهداء في هذا الوادي، داخل ثلاثة مغائر مفتوحة وغير محمية، ومعرضة للنهش والعبث من قبل الحيوانات المفترسة، وحين زرت المكان، شاهدت بعض عظام هؤلاء الشهداء ملقاة في الدرب القريب، المؤدي الى المغائر/قبورهم.
القصة حول تلك المذبحة الجماعية، تأتي هناك كشهادة حية، من أحد المسنين الذين شهدوا المذبحة وقد كان حينها فتى صغيرا، وقد زودني بتلك الشهادة صديقي الدكتور الباحث خالد المواجدة، وقد كان سجلها عام 1981م، للحاج حمد بن سليمان بن موسى المواجدة وهو أحد المسنين من مواليد عام 1898م ،وقد حج 27مرة، الأولى منها عام 1934م، وكان امير ركب حجاج الكرك عام 1938م،وقد عاصر تلك المجزرة التي أرتكبت بحق أهالي قرية العراق عام 1911م، وكان عمره آنذاك 12 سنة.
يذكر الحاج حمد في شهادته أنه عندما اندلعت ثورة الكرك عام 1910م، قام سكان القرية بالهجوم على السراي التركي،وقتلو(65)جنديا،وقتل من السكان(12)شخصا،وكان مع الجنود مترجم عربي اعتقه السكان وما زال من ذريته من يسكنون الكرك حتى الآن.
وبعد هية الكرك، في صباح 16/1/1911م، هاجمت كتيبتان من القوات العثمانية بقيادة البيكباشي وحيد بيك ناحية العراق فاعتقلت 84 شخصا من أبناء القرية وارتكبت بحقهم مجزرة، يروي بعض تفاصيلها الحاج حمد قائلا: «في مصباح شين، برد، الدنيا محلته (باردة جدا)، تقشعر لها الأبدان، وهالعالم اللي بعده في بيته، واللي عند حلاله بعده ما نشر، وان الدنيا مطوّقة، يوم طلت الناس، وانو الجيش مطوقها، من شرق ومن شمال ومن جنوب ومن غرب، وهم جايين (يقصد القوات التركية) ويلقطوا (يلقوا القبض) واحد اسمه حمد من الطبور، ويربطوه ويطبوا فيه في الخيزرانات (ضربوه ضرباً مبرحاً) قام مشى قدامهم وهوه مكتف (مكتوف اليدين)، وهم يضربوا فيه، والجيش بزمّر وبطبل، بسمّوا جية الجيش علينا العُرضي، وهم بصيحوا أمان أمان،  بسوّي ألف (يقصد ان عدد القوات التركية حوالي الألف جندي)، ما عاد الناس انها قدرت تشرد، المهم اللي صار صار، وصلونا من جميع الجهات، طوقونا ويلموا الرجاحيل(القوا القبض على الرجال) ويحطوهم في مضافة أبو الحج خليل ابن موسى (يقصد موسى بن عيسى المواجدة).
أيامها كان عنا خيل ما لها مثيل في الكرك كلها، وكان فيه خير كثير عند الناس، ويقوموا (الاتراك) ويلموا الخيل والحلال كله، ويفوتوا على البيوت، ويلموا السمن واللبن والقمح والطحين، ويطلّعوا الفراش والبسط من البيوت، ويحرقوا كل اشي ما خلوا شي.
أيوه، يومها انا قطعة وواعي ( يقصد صبياً) لما جمعونا في دار موسى، محمد حطني في حجره (يعني شقيقه محمد حضنه)، قام الجيش وكتف الزلم كل اثنين خلف اخلاف (يقصد انه تم تقييد كل رجلين مع بعض ووجوهم الى الخارج)، وجا وحيد سود الله وجهه( يقصد البيكباشي وحيد بيك قائد الحملة على بلدة العراق)، وشّوه، زلمة متبغل احمر ما بفوت من الباب، ويقوم يرطن (يتحدث باللغة التركية) وما ناس فاهم اشي، اما كان بزبّد وعيونه بتقدح قدح.
وهم بربطوا فينا وصلوا عند اخوي محمد، قام واحد بترجم سأل محمد عني ويش بقرب له، قال هذا اخوي الزغير، قام واحد منهم لحد الحين لا يمكن انسى خلقته،انحيف، ما تقول انه منهم، قام مسك ايدي وضربني وطلعني برا، وانا اشرد على امي الله يرحمها.
جوا (في داخل المضافة) هي الموجودين فيها  بسوي (حوالي) 80 رجل مربطين، ( مقيدين) وما ظل ناس غير النسوان كل حملت اعيالها وغرّبت (هربت بأبنائها)، وما نفذ من الزلم غير صربة قليلة (مجموعة صغيرة).
قاموا يسوقوا كل زلمتين من مضافة الحج موسى للسرايا، وهناك يفوتوا الزلمتين على العسكر ويتقابلوا عليهم في السنج (مفردها سنجة وهي حربة طويلة تركب في مقدمة البندقية ) تبعت البواريد، لما ما ظل منهم اللي يخبر.
يوم طلعوا لعنة الله عليهم (يقصد الاتراك)، ويلاقيهم مَرَه بتصيح( تبكي)، مدوا فيها وانهم ذابحينها (اطلقوا عليها النار). وقامت الناس تلم الميتين ويدفنوهم في مغارة السّد مع بعضهم.
ما ظل على تالي المواجدة ناس غيرمسلّم وصربة زلم قليلين، اكثر المواجدة اللي انذبحوا من الهوارين واعيال احمد، وظلت هالناس تنوح وتجوح شهور، وقام المواجدة اللي ظلوا صاروا عيلة واحدة ومراح واحد (يقصد بذلك التضامن وتضميد الجراح)، وفيه أكمّن واحد من المواجدة اللي اتجوز مرت اخوه او مرت ابن عمه من اللي انذبحوا ودهم يربوا اعيالهم.
المهم مات من المواجدة لحالهم فوق الثمانين لحية وشارب (كناية عن شباب لم يتزوجوا بعد، ورجال متزوجون) وحافظ اساميهم كلهم، سجل عندك)».
وهنا يذكر في السجل ثمانين شهيدا من عائلة المواجدة ومعهم أيضا يذكر حمد بن سالم المرابحة، ولافي بن شحاده الحرازنه، وغريب الخطباء، وسعيد الدرارجه الخرشه، وخضرا بنت حريثان.
وهذه الأحداث كانت ،في جزء منها ،تغطى من قبل جريدة المقتبس التي كانت تصدر من دمشق ومحررها محمد كرد علي،وهي الناطقة باسم الحكومة التركية وتصدر باللغة العربية،وقد ذكرت في العدد 573 الصادر بتاريخ 10/1/1911م خبرا عن مقتل أحد رجالات قرية العراق، وأخبار عن هية الكرك على النحو التالي:»قتل مسلم المواجدة وفقد معه أربعة عشر شخصا ولا تزال المصادمات مستمرة وسأوافيكم بنتائجها بالتدريج».  
كما تتذكر القرية اثنين من أبنائها ممن استشهدوا في فلسطين أثناء ثورة عام 1936م،  وهما سليمان بن عقلة بن يوسف المواجدة،وعبد الحليم الحرازنة،أما شهداؤها في الحروب الأخرى فهم جميل بن محمود بن احمد المواجدة، عبدالله بن عبدالرزاق بن صبح المواجدة، أحمد بن محمد بن سالم المرابحة،وقد استشهدوا في فلسطين عام 1967م،بينما  سعد بن ارشيد بن عطا الله المواجدة فقد استشهد في الزرقاء عام 1970م.


الثلاثاء 2014-07-15
[/rtl]

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 35214ed32aaa571f9261ba1c32b6178b


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 19abf0e5dd2acf8203a2cb38c54ba24e
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Empty
مُساهمةموضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء   التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Emptyالجمعة 15 أغسطس 2014, 6:53 am

[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء (5)[/rtl]


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 046fcdb7f6459345c181c74ba0927438



[rtl]

.. مفلح العدوان

يستمر البوح حول سيرة الشهداء الذين تتذكرهم القرى على امتداد مساحة الأردن..
ها هي سيرتهم العطرة تعانق من يَرتقون الآن بفخر وعزة إلى الأعالي، ستؤنسهم تلك الأرواح الصاعدة اليهم، وسيسألونهم عن أحوال البلاد والعباد في هذه المنطقة، وسيكون الحوار طويلا بين تلك الأرواح، عما كان في قديم الزمان، وعن حال الواقع المتصدع في هذا الزمان، وسيتذكرون معارك البدء والنهاية، وقد يتوقف الحديث عند مؤتة، فيكون من تلك القرية بدء هذا البوح، وبعده تتابع سير حبات مسبحة البطولة والشهادة.

مؤتة.. أسماء الصحابة

وقعت أحداث معركة مؤتة، هناك في قرية مؤتة الواقعة الى الجنوب من مدينة الكرك، وللحديث عن الشهادة، في هذا المقام، مسار مختلف، وترحال مئات السنوات، حتى الوصول الى زمن تباركت فيه قرية مؤتة بدماء أولئك الشهداء الصديقين الأبرار.  
هناك حدثت معركة مؤتة.. وكان موقعها هو (المشهد) المعروف الآن في مؤتة بهذا الاسم، وفاتحة الحديث هو ذكر أسماء الصحابة الذين استشهدوا في المعركة على ثرى (المشهد)، حيث أجمعت المصادر التاريخية بأن أسماء الصحابة الذين استشهدوا في مؤتة هم رضوان الله عليهم: «زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، ومسعود بن الأسود بن الحارثة بن نضلة، ووهب بن سعد بن أبي سرح، وعباد بن قيس، الحارث بن النعمان بن أساف بن نضلة، وسرادقة بن عمرو بن عطية، وأبو كليب بن عمرو بن زيد بن عوف، وجابر بن عمرو بن زيد بن عوف، وعمرو بن سعد بن الحارث، وعامر بن سعد بن الحارث».
الآن ما زال موقع (المشهد) حاضرا..
وقد أفادنا بمعلومات في هذا الإطار حول المشهد ومؤتة بشكل عام رئيس منتدى المشهد غالب صالح الصرايرة، كما رافقنا ميدانيا إلى المكان هناك الدكتور خالد أحمد الصرايرة حيث تتبعنا تداعيات المكان حجرا حجرا.
إن مشاهدة موقع المشهد، ومعها ما سمعنا من أحاديث حول هذا المكان، إضافة إلى الاطلاع على ما كتب حول هذا الموقع، مكننا من وضع بنية تفصيلية للمشهد الذي يُعَرّف لغة من شهد أي علم وكتب، والمشهد محضر الناس ومجتمعهم، والجمع مشاهد، ويقع هذا المشهد، الشاهد على معركة مؤتة، في الجهة الشمالية الشرقية من بلدة مؤتة، مقابل المدخل الرئيس للجناح العسكري لجامعة مؤتة، ويضم المشهد مسجدا أثريا يعود للفترة المملوكية، وبقايا نصب تذكاري سجلت على أحد حجارته أسماء شهداء معركة مؤتة، ويضم كذلك المسجد الذي بني حديثا والذي يعرف باسم مسجد المشهد.
ولقد ترسخت قيمة المشهد في وجدان أهل مؤتة وفكرهم، وانعكس هذا الحضور في تراثهم، ليتشكل أساطير وحكايات وخرافات صارت ترتبط بالمكان، ويتناقلها الناس فيما بينهم، حيث أنه كانت عادة زيارة المشهد شائعة عند سكان مؤتة والمناطق المحيطة بها، خاصة يوم الجمعة، حين يؤدون الصلاة في المسجد قريبا من المشهد ويزورون المكان، وبعض العائلات تقضي يوم الجمعة كاملا في المشهد.
 كما أن النساء كن يربطن قطعا من القماش الأخضر في أغصان الشجرة القريبة من محراب المسجد الأثري في المشهد تبركا به ويشعلن بخورا على المقام القريب من القوس، والبعض من الزوار كان يضع نقودا بين حجارة المشهد.
وكان أي عرس في مؤتة لا يتم إلا بزيارة أضرحة الصحابة، وبعدها المشهد، حيث يقوم أهل العريس بحمل عروس ابنهم إلى تلك المواقع تباركا بالصحابة ودمائهم التي سالت على أرض المشهد، وبعدها تتوجه العروس إلى بيت زوجها.
ومن الموروث الشعبي المستمد من الرواية الإسلامية، أن جعفر بن أبي طالب عندما سقط شهيدا في مؤتة أبدله الله بجناحين عوضا عن يديه، وطار بهما إلى المزار حيث دفن هناك. كما يذكر أهل القرية ظهور أشباح المعركة وخيالات المقاتلين والفرسان والخيام والرايات في المشهد، وتظهر هذه كما يرويها أهل مؤتة صبيحة عدة أيام في الأسبوع خاصة يوم الجمعة. 

شهداء «الهية»

ويشير أهل مؤتة في أحاديثهم الى علاقة وطيدة تربطهم تاريخيا بثورة الكرك( أو هيّة الكرك) التي قامت عام 1910م ضد ظلم الأتراك في تلك الفترة، وهذا لا يقف عند شرف المشاركة بهذه الحركة الشعبية، بل يفتخرون بأن حماسهم لهذا العمل الوطني هو الذي قَدّم موعد الثورة يومين على ما هو مقرر لانطلاقها.
ويذكر أنه بعد انتهاء الثورة قام الأتراك بالتنكيل بأهل الكرك والقرى المجاورة، وخوفا من هذا البطش هرب أهالي مؤتة إلى قرية خنزيرة بعد أن حذرهم الشيخ سالم بن عيسى الصرايرة من أن الأتراك عاقدون النية على مهاجمة القرية، وقد بقيت الملاحقات للثوار حتى بعد انتهاء الثورة، وتسجل ذاكرة مؤتة أنه قد استشهد من عشيرة الصرايرة في «الهَيّة» كل من الشيخ سالم بن عيسى الصرايرة، وخالد بن إبراهيم الصرايرة، وسليمان بن جدوع الصرايرة، ومحمد بن سلمان الصرايرة، ومبارك بن مصطفى الصرايرة، أما الذين شاركوا في الثورة وحكم عليهم بالسجن فهم سلامة بن مهاوش الصرايرة، وعواد بن مهاوش الصرايرة.

راكين... «المجاهدية»

قرية راكين تقع في الشمال غربي للكرك، ولها ذاكرة ثرية في المواقف الوطنية، اذ أن أهلها يتجهون، بصورة ملفتة، نحو المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية بصورة ملفتة، ومنذ أزمنة ماضية.
عندما زرت راكين، كان برفقتي في جولتي هناك، صديقي الأستاذ عودة الجعافرة، وكان لحديثه، وللشهادات الشفوية من الأهل في القرية، أكبر الأثر في استذكار بعض شهداء القرية، 
وهنا أشير الى بعض تلك الإضاءات التي تم تدوينها في بيت توفيق الجعافرة (أبو محمد) الذي استقبلنا في بيته في الكرك، وقال بأنه: «كانت راكين أقرب للخليل، وكان الناس يقطعوا باتجاهها، هناك، من غور الصافي، من منطقة الحديثة إلى عين جدي بالمراكب.
وأيام الثوار كانوا يغَربوا الناس كمان، إما عشان الثورة (والمقصود هنا ثورة 1936م في فلسطين)، أو للتجارة، واللي كانوا يشاركوا بالثورة كان أهل القرية يسموهم (مجاهدية)، وفي كثير من الرجال راحوا عشان الثورة من هان، لكن من اللي شاركوا في الثورة واستشهدوا من أبناء راكين هناك أربعة هم :عواد خليف عبد الجعافرة، وعبد الحفيظ عبد النبي العساسفة، وفايق فلاح الحباشنة، ومحمود العساسفه «.  هذه الفاتحة في البوح حول الشهادة وحكايات الشهداء، أعادت الى الأذهان ذاكرة منتصف عام 1911م، وكانت في تلك الأيام، ما تزال تداعيات ثورة الكرك ضد الدولة العثمانية، حيث كان الشيخ درويش الجعافرة، أحد الذين شاركوا في هذا العمل النضالي، وهو من ضمن الوجهاء الذين حركوا ثورةالكرك، مما دفع جمال باشا السفاح الى أن يعتقله، ويرسله الى دمشق ليعلق مع بقية الثوار على أعواد المشانق هناك، ويدفن في مقبرة الشهداء مسجلا بشهادته إحدى قصص التضحية والفداء التي ما زالت قرية راكين، ومعها الكرك كلها، تتذكرها حتى الآن.

الحي.. «هوشة المكون»

كبار القرية الموجودون الآن في مدينة وادي موسى، يتحدثون عن ذاكرة عتيقة مشربة بالموقف والدماء لأهل المنطقة، ومنها أهل قرية الحي التي تقع شمال البترا، على مسافة 5 كيلومترات من مركز وادي موسى، حيث يبدأون مع تلك الذاكرة سرد قصة (هُوشة المِكوَن مع الأتراك)، فيروون بعضا من الحكاية على النحو التالي :» في نهاية عهد الأتراك، لما بدت الحرب مع تركيا، كان الناس خايفين على وادي موسى، يعني ممكن نقول إنه صار هذا الحكي ببداية سنة 1916م، وصارت بهذاك الوقت الهوشة.
 قبل ما يصير القتال أجا علم لشيوخ المنطقة ان الأتراك هاجمين بكره على وادي موسى، فقاموا بالليل وحصّنوا المكان، ووزعوا المهمات.ومع طلعة النهار اجوا الأتراك، وهاجموا الوادي من ثلاث جهات، ومنها الجهة الشمالية اللي من عند قرية الحي، فصدوهم هناك العبيدية، ودارت معركة في منطقة المِكوَن، يعني هذا المكان موقعه شمال الحي بكيلو متر واحد، وانقتل هناك علي سالم النصرات، وعطايا محمد الهلالات.أما من الجهة الشرقية فركز الأتراك فيها على البقعة، وعلى الجبل المطل على وادي موسى، نصبوا هناك مدفع (متراللوز)، وتصدولهم هناك في منطقة (جران جميل)، العلاية، واستشهد منهم بهذيك المعركة أربع رجال منهم عطية العمرات، وتم دفنهم بالمغر، كمان في المنطقة الجنوبية اتصدولهم الشرور وبني عطا وغيرهم، وانكسر الأتراك بهذيك المعركة».



الثلاثاء 2014-07-22
[/rtl]

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 03f24c87bad7757a53f42dc24a82284f


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 27c2c5af8ef062c293e4335a60a1464e
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Empty
مُساهمةموضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء   التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Emptyالجمعة 15 أغسطس 2014, 6:54 am

[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 6[/rtl]


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 2ef8139ce795336eac68077b7f862060



[rtl]

بوح القرى ..  
كتابة وتصوير:  مفلح العدوان

مفلح العدوان

إنها مواسم الشهداء التي كانت تهلّ كل فترة من الزمان، لتتبارك بها هذه الأرض، حيث أسراب من الأرواح الطاهرة تصعد راضية مرضية، بعد أن شرّبت التراب بالدم الزكي، ودافعت عن الحق والعدل والوطن في كل مكان.

نداء الى ذوي الشهيد دوّاس السرحان

هذا البدء، في هذه المساحة، هو نداء من رفات شهيد من عشيرة السرحان تحتضنه أرض فلسطين، جاء عبر رسالة من أحد أبناء القدس المحتلة، وتداولتها بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ونثبته هنا ليصل النداء الى أهله، والمهتمين، ونحن نترحم على الشهيد دوّاس حامد السرحان، وهذا هو نص الرسالة/ النداء:
«إلى عشائر الأردن الكرام.. في مقبرة عمواس التي انتهكت، وأقيم على معظمها شارع ومنتزه، وبالقرب من مقام الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح الذي قضى في طاعون عمواس، وجدت قبرا بين الأحراش لجندي أردني أستشهد دفاعا عن فلسطين، عام 1948م، تساءلت ان كانت عائلته تعلم بوجود القبر في هذه المنطقة أو أنها استطاعت أن تشاهد صورة للقبر مع الشاهد. هذا ما حفر على الشاهد: الرقم/ 3706، الرتبة/ جندي، ، الاسم/ دوّاس حامد من عشيرة السرحان،تاريخ الاستشهاد:11/7/1948م، محل الاستشهاد/ اللطرون. ومنطقة اللطرون تقع بين القدس ويافا والرملة، تحتوي على تجمع لثلاث قرى (عمواس، يالو، وبيت نوبا)، هدمتها «إسرائيل» عام 1967م، وشردت أهلها، وزرعت مكانها غابة بأموال المتبرعين اليهود الكنديين، وأطلقت عليها اسم منتزه كندا». يرجى نشرها لجميع أبناء عشائر الأردن وعشيرة  السرحان.. من طارق البكري/ القدس المحتلة.

القطرانة.. مواجهة الوهابيين

يقول الشيخ سالم مفرح العلياني(أبو سفيان)، وهو من عشيرة الحجايا، في قرية القطرانة التي تقع جنوب عمان على مسافة حوالي 85 كيلومترا،  وتتبع محافظة الكرك، عن الماضي الأبعد ونضالات عشيرة الحجايا في مرات عدة من تاريخ الأردن.
كما تشير ذاكرة الحجايا إلى أنه عندما حدثت ثورة الكرك، شاركوا فيها، وتم سجن وإعدام رجال من الحجايا في قلعة الكرك، ويتذكر أهل القرية منهم حمدان هويمل العلياني، ورشيد حمد العلياني، وحمدان سلامه العلياني، ومطلق شرشب، كما يتذكرون أن موسى الرشيدان العلياني هو «اللي هرب بطريقة أسطورية، وهو اللي خَبّر عن اللي صار مع صحابه في القلعة».
وهناك وثائق عثمانية تشير إلى العقوبات التي فرضت على القبائل بعد الثورة، وتذكر أن الحجايا كانت غرامتهم 7500 ليرة ذهب، هذا بعد أن تم تخفيضها بعد الاسترحام الذي قُدّم للباب العالي، وقد كانت قيمتها الضعف، أي 15000 ليرة ذهب، ويعود هذا بسبب أن الحجايا أغلقوا الطريق من القطرانة إلى جسر الدية أمام الأتراك.

الوهادنة.. حرق الخربة

ضمن التداعيات الاجتماعية لسيرة قرية الوهادنة (تقع شمال غرب عجلون، ضمن بلدية الشفا، وتتتبع إداريا إلى لواء القصبة في محافظة عجلون)، لا بد من المرور بحدث كان له أثر كبير في ذاكرتها، وما زالت الأجيال المتعاقبة تتحدث به، وهو «حادثة حرق الوهادنة»، هذه القصة التي تشكل منعطفا دراميا في حكاية خربة الوهادنة التي لاحظنا أن الحاج محمد مصطفى الوحشات(أبو سامي)، كتب بعضا من تفاصيلها في دفتر، هو من مذكراته، ولكنه في الحقيقة جامع لتاريخ المكان، ويمكن أن يشكل في مرحلة قادمة وثيقة لا بد من الاهتمام بها، عند كتابة تاريخ الأردن من بوابة تدوين ذاكرة كل حاضرة وقرية على حدة.
ذكر الحاج أبو سامي في كتابه/المذكرات، وتحت عنوان «حرق خربة الوهادنة»: الأمير فخر الدين يحسم معركة فارا/ فلسطين شوال عام 1032هـ، وبعد هذا العنوان كانت التفصيلات على النحو التالي: « كتب محرر الكون العسكري: تسلم فخر الدين المعني( وهو لبناني)، هذا العام 1032هـ ما يقارب عام 1622م، فرمانا سلطانيا بإسناد سنجقية عجلون لإبنه الأمير حسين، وسنجقية نابلس للأمير مصطفى، فقرر إرسال حملة إلى فلسطين لانتزاع هاتين السنجقيتين من الأمير بشير قانصوه، أمير عجلون، ومحمد بن فروح أمير نابلس، وفي وقت لاحق توجهت قوات الأمير، بعد ما تم احتشادها عند جسر المجامع في الغور الشمالي، إلى عجلون، فدخلتها من دون قتال، وانتقل الأمير بشير قانصوه إلى جرش، ومنها إلى نابلس، حيث تحالف مع متسلّم(يستلم الضرائب) من طرف محمد بن فروخ، وتجمعت قواتهما في فارا (هي قرية الهاشمية في الوقت الحالي) الواقعة في جبل عجلون، استعدادا لمناوأة الأمير المغني.. في هذه الأثناء علم الأمير علي الشهابي وحسين، عندئذ قررا منازلتهما في فارا نفسها، وتوجها بقواتهما اليها، فوصلا الى ضواحي القرية عند المغيب».
ثم بعد ذلك، وتحت عنوان «مجريات المعركة»، يكمل الحاج أبو سامي كتابته: «ونشب القتال بين الفريقين عند المساء، واستمر حتى هبوط الظلام، وفصل الليل بين المتقاتلين، بعدها انهزمت قوات أميري نابلس وعجلون، فانسحبت من قرية فارا متخلية عنها للمهاجمين الذين حرقوها في الصباح، كما حرقوا خربة الوهادنة، وحلاوة، وهذه القرى هي أهم قرى عجلون وأقواها.وعندما أخبر الأمير فخر الدين بانتصار قواته في معركة فارا، أمر قائدي هذه القوات بتركيز حامية مدينة عجلون، والعودة بالجيش إلى جسر المجامع».

أم حماط.. فجيج وعاتق

قرية أم حماط هي واحدة من قرى محافظة الكرك، تقع على الطريق الممتد إلى محي ثم الطريق الصحراوي، وهي مثل كل القرى الأردنية لها ذاكرة وتاريخ حافل بقصص الشهداء، وحكايات الجهاد والنضال، وفي هذاالسياق من التوثيق، تتداخل الرواية الشفوية، مع الوثيقة المكتوبة، إذ يروي الحاج تحسين الطراونة (ابو خليل)، عن أسماء مضيئة في ذاكرة المكان، يتحدث عن فجيج وعاتق، فيقول «هذول فجيج وعاتق من عيال طاعه، أخذهم الاتراك أيام الهية، واخذوهم واعدموهم على قلعة الكرك، هم عارضوا مرسوم الدولة قبل الهية، واعدموهم بالهية». وفي هذا السياق يضيف الزميل الروائي أحمد الطراونة مما سمعه من أهل أم حماط، بأنه «يتذكر احد كبار القرية انه وقبل مائة عام تقريبا كانت الدولة التركية بقيادة الاتحاد والترقي تعمل العذاب والظلم في اهل المنطقة، وكان الناس يرزحون تحت نير الفقر والجوع والتخلف والحرمان وقسوة الحاكم، الامر الذي ادى بهم الى التململ وذلك كان على مستوى الكرك كلها،  وكان هنالك رجالات متنورين من العشيرة سعوا في خلاص الناس من الظلم الذي كانت تتعرض له، وحدث ان اجتمعت الناس على رأي واحد وهو القيام بثورة عامة على العسكر الظالم، فتناخى الناس عليهم وهجموا على القلعة في ايام كانت ماطرة وشديدة البرودة، ويروي ان مع هؤلاء الناس الذين هجموا على القرية اعمامه ومنهم افجيج وعاتق اعيال طاعة، واستمرت الثورة او ما يسمى بالهيّة لمدة عشرة ايام ثم جاء سامي باشا وقمع هذه الثورة ولاحق الناس في كل مكان واعمل فيهم الذبح والقتل والتعذيب».
ويضيف أحمد الطراونة سردا للذاكرة الشفوية للمعمر الذي ينقل عنه، بأنه «وفي يوم من الايام ما سمعنا الا الياطوق ميطق على العرب، كان معهم ضابط شديد وقاسي امر بجمع الناس في منطقة في القرية تسمى الان (الدمثة) وحشر الناس هناك وطلب منهم ان يسلموا فجيج وعاتق، لكن الناس لم يذعنوا لتلك المطالب، واستمر التنكيل بالناس حتى سمع المطاليب (فجيج وعاتق) بشروط الضابط التركي لفك الحصار عن العرب، ثم قام هؤلاء بتسليم انفسهم ليفك الحصار ويرجع الجيش الى القلعة ومعه طلبه، ثم صدر عليهم حكم بالاعدام شنقا او رميا من على القلعة وهي طريقتهم في الاعدام».
وتستمر سيرة الجهاد والنضال والشرف في القرية، والمناطق حولها، وتسجل في مخطوط كتابها، أنه بعد عام1967 م شارك شباب أم حماط في التعبير عن  تلك الروح القومية في الدفاع عن فلسطين، وحق العرب، فكان هناك سيرة عمل نضالي يربطهم بفلسطين، وتشهد على هذا خربة نخل، الخربة الرومانية القرية من أم حماط، والتي تبعد عنها حوالي 3كم، حيث كانت موقعا للنضال السياسي، والعسكري ضد العدو الاسرائيلي، حيث تم تنظيف المغائر والكهوف هناك، واستخدمت كمخازن، ومواقع للتدريب، ولذا فهي جزء من ذاكرة المكان، وان كانت لا تذكر الآن تلك المنطقة إلا كطلل أثري قريب من قرية أم حماط.


الثلاثاء 2014-08-05
[/rtl]

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Bf66cc1d960471f964d94ee3ef75ce3e


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 0e4addf129acf4914c83d040956f012c


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Bf107a7cc93fddaa9f78d6f25bd32805
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Empty
مُساهمةموضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء   التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء Emptyالجمعة 15 أغسطس 2014, 6:58 am

[rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 7[/rtl]


التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء A43a084997be13366ba5572d3c470924



[rtl]

مفلح العدوان

كأنهم يفتحون نوافذ السماء، ليطلوا علينا من هناك، ويسألوا عن حال البلاد، كل البلاد بعد غيابهم. ونجيب أننا لم ننسهم، وها نحن نحاول ما استطعنا سبيلا توثيق معراج صعودهم، غير أن الحيرة تأتي من إيجاد الإجابة عن تغير الأحوال بعد رحيلهم. 
ما زال نهر الشهادة ينساب دما متجددا، و»بلاد العرب أوطاني.. من الشام لبغدان»، ما زالت تنزف قلقا، «ومن نجد الى يمن.. إلى مصر فتطوان»، تقدم قوافل الدماء، لعل الحال يتغير الى ما يرضى عنه الشهداء.. اللهم آمين.

إبدر.. لواء الإمام

يتذكر كبار قرية إبدر التي تقع شمال غرب مدينة إربد، أنه كان يتمركز على أرض إبدر لواء الإمام علي من قوات الجيش العربي الأردني، وكانت القيادة هناك، وعندما صارت حرب الإستنزاف، بعد معركة الكرامة، طالت القرية آثار هذه الحرب، حيث أنه» في شهر ثمانية من سنة التسعة وستين انضرب مركز قيادة اللواء، وانضربت البيوت اللي حواليه، ومنها كان مركز البريد اللي كان في دكان المختار جاد الله احمد مفلح الدقامسة(أبو ماجد)، وكان عنده التلفون للبريد، وأجا صاروخ عالدكان، كما انه استشهدت مريم حسين العلي، وكانت في بستانها لما اجت الصواريخ وصار القصف».

أم النعام.. مع الثورة

لأهل قرية أم النعام، الواقعة على بعد 8 كيلومترات غرب المفرق، ذاكرة مع الثورة العربية الكبرى، وتاريخ يكتب عن مقاومة الأتراك في تلك الحقبة. يتحدث أهل أم النعام أنهم شاركوا في تلك الحركة العربية ضد الأتراك، بشكل مجموعات فردية، «فزعة ضد مظالم الدولة التركية، ومن اللي شاركوا بيها رجال مثل زايد اخو فلحه، وابراهيم أبو سماقه، ونايف أبو فلاحه، وجابر أبو سماقه، وغيرهم من اللي قاتلوا وكانوا يْغِيروا على حملات الجيش التركي بالخيل، وينهبوا منهم غنايم وكانوا يجيشوا مع فخذ من الشديفات، وانقتل بهذيك الغارات عفاش ابن شديف، وهذا كله صار لمنهم سمعوا بالثورة، فقاموا وقاوموا من عندهم من قبل ما تصلهم جيوشها، وبدوا يقاتلوا الأتراك وين ما يلاقوهم..».

أيل.. شيخ قاض وآخر شهيد

قرية أيل تقع  الى الغرب من مدينة معان، ويُذكر في تاريخها شيخان فاضلان فيها، واحد ترك أثرا في القضاء، والثاني هو شيخ فارس شهيد. الأول هو الشيخ القاضي جراد بن غانم، وهو من قضاة العشائر المعروفين على مستوى الأردن، والمنطقة، وقد أورده الدكتور محمد ابو حسان في كتابه «تراث البدو القضائي»، في متن الكتاب، وضمن كشف قضاة بدو الجنوب.
أما العلامة الثانية في ذاكرة القرية، فهو الشيخ العفن بن غانم، كونه فارس معروف، وهو من شهداء حرب فلسطين 1948م، وقد استشهد معه من ايل كوكبة أخرى من شهداء الوطن والواجب آخرهم الشهيد الملازم عناد محمد جراد النعيمات الذي استشهد عام 2007م اثناء ادائه الواجب في الأمن العام.

الجرباء.. سيرة «المناضلية» 

ها أنا الآن في قرية الجرباء (تقع الجربا جنوب الأردن، الى الغرب من معان على مسافة نحو 25كم).. وها أنا أسمع حديث الأهل من حولي يتحدثون عن الشهداء، والأفاضل، من أهل الجرباء الذين قضوا نحبهم في ميادين القتال. وبدأ الرواة من الحاضرين توزيع مفاتيح الكلام بينهم، فأخذت أبواب الذاكرة تتفتح عبر ألسنتهم عن أسماء وأحداث، أبطالها من أهل تلك القرى، من عشيرة الجازي، وأخذت أدوّن في البداية سيرة «المناضلية» الذين ساروا من على هذه الأرض، للدفاع عن فلسطين، في حرب حزيران عام 1948م، وكان منهم كل من الشيخ هارون بن سحيمان الجازي، وقد كان قائد المناضلين في باب الواد، والشيخ ممدوح بن عوده الجازي، صامد الذيابات الجازي، ومليح راعي الجذوه الجازي، ونايل بن حمد الجازي، ومحمد راعي الوضحا الجازي، وفرحان كايد الجازي، والشيخ محمد صفوق الجازي، وعايض راعي الجذوة الجازي، وحتمل بن نهار بن عودة الجازي، وصبيح راعي الوضحا الجازي، وجارد ذياب الجازي، وجزءا محمد الجازي. وقد التحق بهم في تلك الفترة كل من الشيخ جدوع بن عودة الجازي، والشيخ فيصل بن حمد الجازي، والشيخ عفاش راعي الجذوة الجازي. وقد استشهد من المناضلية كل من نايل بن حمد الجازي، وحتمل بن نهار بن عودة الجازي.
كما يشير أهل المنطقة الى شهداء الجيش العربي في «حرب الثمانية وأربعين» من أبناء الجازي، حيث يتذكرون علي جويعد راعي الوضحا الجازي، وسالم سعود راعي الجذوة الجازي، وعبد الله زعل الكليبات الجازي، وحامد قيله الذيابات الجازي، وسلطان عليق بن عودة الجازي، ونصار صياح بن عوده الجازي، ومحمد ضيف الله الصباحين الجازي، ومدلول راعي الحصان الجازي، وعلي رفيفان بن ذياب الجازي.
ويضيف كبار القرية كذلك أسماء شهداء في القوات المسلحة الأردنية، استشهدوا في ميادين الدفاع عن ثرى الوطن، ومنهم فوزا جزاع صياحيين الجازي، وعناد عارف راعي الجذوة الجازي، وعبد الهادي حسين بن عودة الجازي.
وتحدث الحاضرون، في سياق فضاءات الشهادة، عن اثنين من الشهداء المدنيين كانا من سكان في منطقة الأشعري، «وهذول هم ناعور ابو شريتح، وعطا الله ابو شريتح، كانوا بالغور في غور فيفا، وكانت معركة الكرامة في هذاك الوقت، وكانوا مواطنين مدنيين، ما هم عسكريين، ولما مرت طياره هيلوكوبتر اسرائيلية فوقهم، قاموا يطخوا عليها، كانوا متحمسين للمعركة، فهبطت الطيارة عندهم، وقاموا أسروهم، وكان معهم شاب هو ابن واحد منهم، فقام الاسرائيليين، طخوهم بعد ما اسروهم، واطلقوا الشاب اللي معهم، واستشهد الاثنين عطا الله، وناعور.. الله يرحمهم».

صويلح.. وصفي التل

غرب قرية صويلح، في ضواحي عمان، توجد منطقة الكمالية التي هي غابة تحتضن في منتصفها منزل المرحوم الشهيد وصفي التل، وبجانبه، على طرف الشارع الرئيس المؤدي الى السلط، هناك قبره الذي ما زال باقيا يضم رفاة الشهيد، ويسرد حكاية اغتياله في القاهرة بتاريخ 28/11/1971م، ويشكل شهادة فداء، وانتماء، لتراب الوطن، وثرى الأردن.
كما أن القادم الى صويلح، سيرى تحت جسر صويلح، في وسط الدوار في بداية البلدة، نصبا تذكاريا للشهيد ابراهيم حرب الرفايعة، الذي كان جنديا في الحرس الملكي، مع جلالة المغفور له الملك حسين بن طلال رحمه الله، حيث يذكر سليمان الموسى، في كتاب «تاريخ الأردن السياسي المعاصر» بأنه «في يوم 9 حزيران 1970م، نصب رجال المنظمات كمينا على مثلث صويلح، وأطلقوا النار الكثيف من مختلف أنواع الأسلحة على سيارات الموكب، مع استخدام القنابل اليدوية، وقد استشهد من جراء ذلك أحد حرس جلالته، وأصيب خمسة منهم بجراح، وجاء في بيان رسمي أن الملك نجا من الرصاص الذي أطلق على موكبه». كما ورد في كتاب مهنتي كملك، وعلى لسان المغفور له الملك الحسين بن طلال أنه «ما كدنا نمر أمام مركز القيادة العسكرية في صويلح، حتى جعلت نيران الرشاشات تدوي. فلاقى حتفه أحد الجنود المتواجدين في سيارة الجيب التي كانت تتقدمني، وجرح آخر. فأطلقنا جميعا نيران أسلحتنا للإفلات من هذا الكمين، واستمر اطلاق النار بضع دقائق أيضا الى أن توقف،..».

مكاور.. يوحنا المعمدان

دم الشهيد صار ذاكرة وأسطورة في قرية مكاور (تقع الى الجنوب الغربي من مأدبا، على مسافة حوالي 25 كم، وإلى الشمال الغربي من قرية ذيبان)، والشهيد هنا هو النبي يحيى، الذي يوضح المطران الصائغ جانب خاصا من حكاية مقتل يحيى المعروف في الأناجيل بيوحنا المعمدان، حيث يقول: «وقصة استشهاد يوحنا المعمدان ذكرها الانجيل المقدس (مرقس6/14-29)، فهيرودس انتياس (ابن هيرودس الكبير) طلّق امرأته، واتخذ هيروديا امرأة أخيه زوجة له، وأخوه لا يزال على قيد الحياة. فكان يوحنا المعمدان يقول له: (لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك). من أجل ذلك كانت هيروديا ناقمة على يوحنا تريد قتله. وجاء يوم موافق، إذ أقام هيرودس في ذكرى مولده مأدبة للأشراف والقواد وأعيان الجليل، فدخلت سالومة ابنة هيروديا من زوجها الأول، ورقصت، فأعجبت هيرودس وجلسائه، فأقسم الملك لها قائلا: (لأعطينك كل ما تطلبين مني، ولو نصف مملكتي). فسألت الصبية أمها ماذا تطلب، فقالت لها أمها: (أطلبي رأس يوحنا المعمدان). فاغتم الملك، ولكنه أرسل من وقته حاجبا، وأمره بأن يأتي برأس يوحنا المعمدان، فمضى الحاجب، وقطع رأسه في السجن».



الثلاثاء 2014-08-12
[/rtl]

التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء E06324ec8d43e0e86af271c02adb37bf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التاريخ الشفوي.. سرد الحياة
» التاريخ الشفوي.. سيرة التعليم
» التاريخ الشفوي.. مدونة «الطِبَابَة»
» التاريخ الشفوي الفلسطيني، بين الحقيقة الغائبة والواقع المزيف
»  «جمعة الشهداء والأسرى»

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي-
انتقل الى: