ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69810 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| موضوع: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء الجمعة 15 أغسطس 2014, 6:45 am | |
| [rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء «1»[/rtl] [rtl]
[/rtl] أم القطين
[rtl]
بوح القرى .. كتابة وتصوير: مفلح العدوان
عليهم سلام.. أولئك المخلصون من أهل القرى الذين رووا تراب الوطن بدم الشهادة، وضحوا بأرواحهم في سبيل رفعة بلدهم وقضايا امتهم، فقدموا أغلى ما لديهم، ليبقى علم وطنهم عاليا، وتراب اردنهم نقيا من كل دنس. هي القرى، منارات العز، ومقامات الشجاعة، وتراويد النصر.. هي القرى، حكايات ولاء وانتماء، ونبراس خير في كل الأوقات، وهذه صفحات نقلبها من مخطوط الشهادة، ونقدمها تذكار وفاء لأولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله، والوطن، عليه، فقضوا، لتبقى الراية مرفوعة، رغم كيد المعتدين!!
أم القطين.. صرح شهداء البادية
هناك شرقا، وبالتحديد في البادية الشمالية، في قرية أم القطين(تقع على بعد 55 كيلو مترا شمال شرق مدينة المفرق، وتبعد 12 كيلومترا عن خط بغداد)، أول ما يلفت نظر القادم الى القرية، مهابة المكان فيها، يشمخ فيه نصب يحمل أسماء يتذكر أهل المنطقة أصحابها، بكل مهابة وتقديس، وقد سموه «صرح شهداء البادية»، وأول الأسماء في القائمة هو الجندي أول صالح علي العظامات الذي استشهد في حرب الـ»48» في فلسطين،ثم يليه على قائمة الشرف في هذا الصرح الذي أقيم تخليدا للذين روّوا بدمائهم التراب الأردني والعربي، دفاعا عن قضايا الأمة، وهذه القائمة تضم فيها أسماء 28 شهيدا استشهدوا في حرب الثمانية وأربعين(1948م)، والستة وخمسين(1956م)، وحرب حزيران (1967م)، ومعركة الكرامة (1968م)، والأعوام (70و71)، وحرب تشرين(1973م)، وشهداء مؤرخة سنوات وفاتهم اثناء استشهادهم عند تأدية واجباتهم الوطنية في الأعوام(1970م، 1971م، 1974م، 1975م، 1978م، 1982م)، وأغلب هؤلاء الشهداء مسجل على رخام الصرح إسمه ومكان وتاريخ استشهاده.
بصيرا.. هنا استشهد الحارث الدماء التي روّت التربة على أطراف قرية بصيرا، الواقعة على بعد 22 كم جنوب الطفيلة،كتبت بدايات تاريخ الإسلام في المنطقة،إذ أنها تروي تاريخها في تلك المرحلة بمقتل رسول رسول الله فيها قريبا من مقامه الآن. بصيرا..كانت المحرك للجيوش الإسلامية للقدوم إلى مؤتة،ومقام «الحارث بن عمير الأزدي» على أطراف بصيرا يشهد بذلك، لأن الذي قتله،وهو حامل لرسالة النبي،وسفير لدعوة حق،كان «شرحبيل بن عمرو الغساني».كان الحوار قصيرا قبل أن يقتله،حيث سأله حين التقاه: أين تريد؟ لعلك من رسل محمد؟ فقال: نعم.فأوثقه وضرب عنقه.فبلغ ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم،فاشتد عليه الأمر، وجهز جيش مؤتة. المكان يتحدث عن الشهيد،وهو في مقامه القريب من خربة جنين،كما أنه ما زالت في بصيرا منطقة قريبة منه تسمى «الكذابه» على أساس أنها قرية «كذبت» رسول الله.وأيضا هناك منطقة قريبة أخرى تذكر على أنها»قُف الصحيح»،وهي «صفاة كانوا يحطو عليها القش»،كما يقول الحاج «احمد إبراهيم رجا السفاسفه»،وللاسم دلالة على صدق «الحارث بن عمير الأزدي»،كما أنهم قديما كانوا يقولون عن مكان المقام أنه «خربة حذيف» اعتقادا خاطئا منهم،انه مقام حذيفة بن اليمان. حضور هذا المقام راسخ في وجدان أهل المنطقة..عن تلك الذاكرة المرتبطة به يتحدث مؤذن وحارس المقام «الحاج غانم البشايره» قائلا بأنه «في عام 1952م كان في المدرسة،وجاء مع الطلاب لزيارة المقام،ويتذكر المكان كيف كان دار حجر،لها قناطر وسقفها خشب، وعليها باب خشب،وكان عند القنطرة أماكن لوضع سراج الزيت،وكان معنا الشيخ أحمد الدباغ،وهو علّامة الطفيله،كان يجيبنا ويعطينا موعظة عند هذا المقام»، ثم يتحدث عن تطوير المقام،وأسماء من خدموا فيه:»بعدين في السبعينات سقط سقف المقام،فغيرو سطحه،وسووه غرفه دكه(اسمنت)،وكان اللي يخدمه «خلف الجفوت» من الطفيله،وكان المقام محاط بالشجر،وتجيه المَيّه بالانسياب من أم سراب،وبعدين استلمه «سلامه القريع» وقعد يخدمه حتى نهاية عام 1990م.بعدها بقي المقام 3 سنوات بدون حارس حتى كتبت الصحافه انو مقام الحارث مأوى للكلاب والحيوانات،فانتبهت الأوقاف،وأحضروني على أثرها،وكان هذا في عام 1994م،ثم تطور البناء بعد أن صدر الأمر الملكي بتطوير مقامات الصحابة..وأنا كنت موجود لما بدو يطوروا في المقام،وحفروا حول القبر وشفت الحجر والطين القديم اللي انبنى منه القبر».
داميا.. سنوات الحرب هناك في قرية داميا (تقع ضمن منطقة الأغوار الوسطى/غور داميا والشقاق)، حديث يرويه الأهل فيها عن شهداء الحرب من الأبرياء المزارعين، حيث يقول مزيد حمدان المصالحه «أبو محسن» وهو أحد كبار داميا، أن هذه القرية زراعية منذ القدم، وأن منطقة زور داميا كانت ممرا لمعظم الناس من الأردن إلى فلسطين، فكانوا يتاجروا وبعضهم «يروحوا للمصايف في سهل عسكر قبل نابلس»، وكانوا يسكنوا في القرية القديمة قرب الشريعة، لكن في عام 1967م أثناء «حرب الستة»، اضطر أهل القرية بعد أن اشتد القصف أن يخرجوا من البلد «منشان عيالهم وحرمهم»، وتوالت المعارك، لكنه بقي بعض الرجال في المزارع رغم كل تلك الأخطار، واستمر الوضع حتى معركة الكرامة 21/آذار/1968م، وهو يتذكر حادثة أثناء اجتياح قوات الكيان الصهيوني وكان في القرية القديمة «باقي حوالي 36 مزارعا»، هرب جزء منهم، وبقي 11 مزارعا يحاولون الهرب من خلال قناة كانوا مختبئين بها، إلا أن جنود العدو اكتشفوهم عندما حاول احد المزارعين استطلاع الطريق للهرب من القرية، فصوبوا الأسلحة تجاههم، واحتجزوهم، لكن عملية إنقاذهم كانت عندما سقطت قذيفة في المكان من مدفعية الجيش الأردني، ووقع الجنود واستغل المزارعون الفرصة وهربوا. يقول «أبو محسن» أنهم أخذوا الأراضي الزراعية من مثلث العارضة لغاية غور داميا والشقاق، وقتل من المنطقة حوالي «15 واحد». ومن المزارعين الذين قتلوا يتذكر جاره سالم البخيت الذي كان «راكب تراكتور ومحمل بندوره وباذنجان وكان السائق معه من أهل القرية وهو إبراهيم الفارع، وكان برفقته أبناءه عبد الله وحسن سالم البخيت»، وجاءت القذيفة الأولى فلم تستطع إصابة التراكتور لكن القذيفة الثانية أصابت «التريلة»، وأصابت الختيار، وهرب السائق إبراهيم، وترك التراكتور «ماشي»(يضيف أبناء الشهيد على هذه المعلومة بأنه كان معه أبناءه عبد الله وحسن سالم البخيت، وأنهم هربوا مع السائق عندما صار القصف)، وبعدها بلحظات أصابت قذيفة ثالثة التراكتور، وبتر ساقه، وتوفى. يضيف ذوي الشهيد هنا بأنه بعد أن هدأ القصف عاد أبناءه ومعهم خلف الفلاح، ومفلح الطعيمات، وعيد أبو حمد الله، وعارف العيد، وحسن صالح الطعيمات، ونوري العايد العلاقمة، وعلي مذيب الشطي، ولكن الجيش رفض إدخالهم في تلك الفترة الى منطقة الزور، وذلك لأسباب أمنية، وخوفا على سلامتهم، إلا أن أبناء الشهيد أصروا على الدخول على مسؤوليتهم الخاصة، وبحثوا عن جثة أبيهم، ووجدوه مقتولا وقد قطعت ساقه، وبعد ذلك تم أخذوا الجثة ودفنوها في مقبرة سيحان في الصبيحي. يكمل أبو محسن بأنه كان «آخر واحد طلع» من القرية هو «مزيد الحمدان» (أحد كبار القرية)، ومعظم الناس في تلك الفترة خرجوا إلى قرى مختلفة في البلقاء.
الرامة.. دبابة الجيش عند «قهوة حنا» استشهد الملازم «محمد هويمل الزبن»، في قرية الرامة (تقع ضمن لواء الشونة الجنوبية في الأغوار الوسطى وتتبع اداريا الى محافظة البلقاء)...كان هذا في حرب الكرامة، وما زال أهل الرامة يتذكرون هذا الشهيد وبطولته،ويتحدثون عن الدبابات التي اتجهت إليهم في تلك الأيام لحمايتهم من العدو الذي كان يستهدفهم، ليتم استغلال هذا المسار، عبر قرية الرامة ليكون ثغرة يخترقونها لدخول الأردن،لكن دبابات الجيش الأردني دخلت للمواجهة،واستطاع الوكيل «محمد أبو حنيان» أن يتمركز بدبابته قريبا من موقع القهوة،ومن مكانه الاستراتيجي هناك،قصف آليات العدو الإسرائيلي،واحتل المنطقة،ونظفها منهم وبقي متمركزا في موقعه هناك كأنه كان هو مفتاح النصر،والثبات، بعد شهادة رفيقه في السلاح الملازم الزبن.
الثلاثاء 2014-06-24[/rtl]
[rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69810 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء الجمعة 15 أغسطس 2014, 6:49 am | |
| [rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 2[/rtl] [rtl]
مفلح العدوان
أرواحهم الطيبة، ترفرف حولنا، تتلمس البيوت، وتتفقد الدروب، وترقب بمحبة كل الناس على هذا الثرى، وكأن الشهداء، كل حين، في تلك القرى، يلوحون من الاعالي للوطن الذي ضحوا بأرواحهم من أجله. هؤلاء لهم حق علينا بأن نتذكرهم، ونعيد سرد بطولاتهم، ونقاء عطائهم، وقداسة رحيلهم على جناح الشهادة الى جنان الخلد التي هم فيها مع الأنبياء والقديسين ينعمون.
السماكية.. ذاكرة المعارك
تلويحة تقدير الى قرية السماكية، الساكنة هناك شمال شرق مدينة الكرك، حيث يتذكر الأهل فيها، شهداء القوات المسلحة من أبناء السماكية؛ فمنهم «حنا خليل سلامة النصراوين» الذي دخل الجيش عام 1947م وتدرب في الكفرين كعسكري حربي،وبعد انتهاء فترة التدريب التحق بالسرية الأولى التابعة للقوات الأردنية في القدس،وقد استشهد في معركة باب الواد بتاريخ 25/5/1948م. ويذكر رفاقه في السلاح أنه بعد أن نفدت من بندقيته الذخيرة حمل عددا من القنابل اليدوية،وهجم على خنادق العدو حيث أصيب بجروح بليغة،وتم اسعافه من قبل ممرضة من عائلة النسيبة،ثم تم نقله الى مستشفى «الهيس بيس» في شعفاط في القدس،وتوفي بعد عامين متأثرا بجراحه،وهو حتى الآن غير معروف مكان دفنه. وأيضا هناك الشهيد «حنا عيسى النصراوين» الذي استشهد في معركة اللطرون،بتاريخ 9/6/1948م،وكان يعمل مأمور لاسلكي في الجيش العربي،وأثناء هجوم العدو الصهيوني لم يترك جهاز اللاسلكي صالحا،بل أتلفه حتى لا يستخدمه العدو ويستمع من خلاله الى المحادثات اللاسلكية،وأستشهد في تلك الغارة،ودفن في دير اللطرون في القدس. وكذلك أستشهد «جبرائيل حنا حجازين» حيث قصفت سيارته العسكرية التي كان يقودها مما أدى الى تدهوره واستشهاده. وأيضا «توما سلامه قلانزه حجازين»، الذي استشهد في عدوان عام 1967م،بعد أن قاتل بشراسة وقد كان زملاؤه يدعونه بالمقاتل الشرس،حيث أن نيران سلاحه اعاقت تقدم الجنود الصهاينة من المدينة المقدسة،وتذكر الحكايات عنه بأنه بعد استشهاد رفاقه حوله،بقي يقاتل من على سطح أحد الأديرة هناك،ولم يستمع الى تحذيرات اصدقائه واشارتهم اليه بالإنسحاب من شدة المعركة وبقي يقاتل،ولم تتوقف مقاومته من على سطح البطريركية اللاتينية إلا بعد أن أغارت عليه طائرة اسرائيلية حربية وقصفته برشاشاتها،واستشهد على أثرها. أما «ميخائيل سالم البوالصة»، فقد استشهد في احدى الغارات الإسرائيلية،اذ انه كان في خندق للقتال،وتم بشكل رسمي اصدار قرار بوقف اطلاق النار،ولكنه لم يعلم بذلك القرار واستمر بإطلاق النار من سلاحه الخاص وتصادف في تلك اللحظة مرور احدى طائرات العدو متوجهة من هناك الى الكيان الصهيوني،فلمحت اطلاق النار من الخندق الذي كان موجود فيه،فأغارت عليه،واستشهد على اثرها. ويكتمل عقد الشهداء بـ»جميل خليل العدايين الحجازين» الذي استشهد عام 1970م في احدى الغارات الإسرائيلية.
صبحا وصبحية.. صائد القنابل
في جهة الشرق الشمالي من مدينة المفرق، تقع قريتا صبحا وصبحيه، حيث للشهادة حكاية هناك، ويبدأ سردها على هذا النحو: غاب وانقطعت أخباره منذ حرب حزيران عام 1967م.. هو العريف «نوري زايد البكّار»، من قرية «صبحا».. السؤال المتكرر حوله: هل صعد شهيدا، أم بقي أسيرا في سجون العدو؟ ما زالت أخباره منقطعة عن أهله وإن اعتبره الجيش الأردني،في سجلاته، شهيدا،غير أن أهله يريدون أي خبر عنه يمكن من خلاله أن يقطعوا الشك فيه باليقين كما حصل،في القرية، قبل خمس سنوات حين جاءت بالصدفة أخبار عن الملازم «عبد الله فلاح الموالي» الذي جاء إلى أهله رجل يسعى بخبر عنه!! كان حامل الخبر هذا رجل من فلسطين . قال: (إن الملازم عبد الله كان مدفونا في كهف في منطقة «نعلين»، وأن الجيش الإسرائيلي صادر الأراضي التي كان فيها الكهف، وكان هو اقرب الناس إلى مكانه، وحين فتحوا القبر، أمروه بأن يأخذ الجثة ويدفنها، فلما كشف عنها وجدها ترفل بعلامات الشهادة، لم يمسسها التعفن، وكأن الملازم عبد الله ميت الآن وليس قبل ثلاث وثلاثين سنة). قال الرجل من فلسطين أنه أخذ الجثة ودفنها في حوش بيته، فاطمأن أهل الشهيد إلى أن ابنهم كرّمت جثته بالدفن في الأرض المقدسة هناك. ويروي الشيخ «هايل فواز السردي» (أبو طلال) أن كثيرا من أبناء قريتي «صبحا وصبحيه» لهم قصص بطولية في الحروب التي تهيأت لهم الفرصة للمشاركة فيها، كونهم كانوا نواة مجموعة المجاهدين التي تم تشكيلها من أهالي قرى المنطقة،تحت راية «جيش الإنقاذ»، إبان حرب عام 1948م وكانت تضم بالإضافة إليهم مجموعة من الدروز، حيث شاركوا جميعا في تلك الحرب في موقع «حي المصرارة» في القدس واستشهد منهم اثنان. كما أن «أبو طلال» يتحدث عن الجندي «قطيفان ورّاد المرهي» من قرية «صبحيه»، والذي كان جندي مشاه، وكان يطلق عليه زملاءه لقب «صائد القنابل» حيث تجلت بطولته في عام 1948م حين كان يلتقط القنابل التي كان يلقيها عليهم جنود الأعداء ويعيدها إلى مواقعهم فتتفجر هناك وتدمر المنطقة التي تصلها، إلا انه وافته المنية حين تناول إحدى القنابل، وتأخر قبل أن يلقيها باتجاه العدو فتفجرت به ووقع شهيدا .
كثربا.. الأخوان الشهيدان
أماأهل قرية كثرباالواقعة جنوب غرب الكرك على مسافة 25كم ضمن سفحي جبلي المعيصرة والميدان، فيعودون في قراءتهم لصفحات الشهداء الى بدايات القرن الماضي، حيث يتحدث أهل القرية ما سمعوه عن الآباء والأجداد، كيف انه في عام 1911م بعد «هيّة الكرك»، عندما جاء الجيش التركي إلى كثربا معتقدا أنها قرية العراق التي قتل فيها جنود أتراك على أيدي أهلها، وكان هذا الجيش القادم للانتقام من أهل قرية العراق، لكنه اخطأ الطريق ووصل إلى كثربا فجمع أهلها لينتقم منهم إلا انه قبل أن تتم المذبحة اكتشف الأتراك أن هذه القرية ليست هي التي يريدونها، فقام الجندرمة الاتراك باحتجاز ستة شيوخ من كثربا ليدلوهم على قرية العراق، أخذوهم معهم مسافة، ثم أطلقوا سراح أربعة منهم، وأخذوا اثنين منهم فقط وهما كرهائن الشيخ إبراهيم وأخوه خليل حميدان القراله ومضوا في طريقهم إلى قرية العراق مع الرهينتين. يتذكر أهل القرية، قبل أن يأخذ الاتراك هؤلاء الرهائن، كيف جاءت الحاجة «فريجه البزيرات» الى الشيخ خليل و»انتخت» به، وطلبت منه أن يفتدي قرية كثربا بروحه ويخاطر ويذهب مع الأتراك مدافعا عن «الأرض والعرض» كي تسلم القرية، وقالت فيه قصيدة يحفظها كل أهل كثربا ويرددون بعض مقاطعها التي تقول فيها: يا خليل وان كانك شيخ قدم راسك حافظ على العورات تالي ناسك زرقا لخليل يا قوة باسها فاتت على كمندار تومي براسها فاتت على الطابور ترن جراسها نظرا على خليل لن لفاها غايب يكسي بنات العم والقرايب
يكسي عبي الجوخ بني الشاعر
ويقول أهل القرية أن الأتراك أخذوا الأخوين قائلين لهما بأنهما من شيوخ القرية وكان من الواجب عليهم يوقفوا تلك الأعمال التي يتم فيها مقاومة الأتراك، كما اتهموهما بأنهما متعاونان مع المقاومة ضد الدولة العلية العثمانية، فأخذوهما بعد أن نفذوا مذبحة العراق، وسجنوا الشيخ خليل في قلعة الكرك، بينما اقتادوا الشيخ إبراهيم إلى الشام، حيث سجن فترة وأعدم، ولكن لما جاء خبر إعدامه إلى أخيه في سجن قلعة الكرك، أصابته صدمة و»انجلط» ومات فقام الأتراك برمي جثته من احد نوافذ القلعة العالية باتجاه الوادي السحيق، ولم يجرؤ أحد على سحب جثته من هناك خوفا من الأتراك، وكان الفصل شتاء والثلوج تغطي المكان، فقامت زوجته «طفلة سليمان البطاطحة» ومعها ابنتيها «شفق»و»جروه» بالمغامرة، وذلك بأن طلعن من إبط القلعة أمام الأتراك وحملن جثة الشيخ الشهيد خليل على ظهر دابة في تلك الليلة المثلجة وعدن به إلى القرية، ويروي أهل كثربا انه قد تم تثبيت اسمي الأخوين الشهيدين في صرح الشهيد.
الثلاثاء 2014-07-01[/rtl] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69810 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء الجمعة 15 أغسطس 2014, 6:50 am | |
| [rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء «3»[/rtl] طبقة فحل [rtl]
.. اعداد مفلح العدوان
مفلح العدوان- يستمر البوح حول سيرة الشهداء وبطولاتهم، وتفاصيل حكايات صعودهم نحو الأعالي مجللين بالطيب والغار والفخار.. هنا سيكون المرور على قريتين هما الذنيبة وطبقة فحل، وللشهادة هالات تتجلى في هاتين القريتين، وقصص يحكيها الرواة هناك بمهابة واعتزاز.
الذنيبة.. «خمسطعش شهيد»
يشكل عام 1972م في ذاكرة أهل قرية الذنيبة التي تقع شمال غرب مدينة الرمثا، منعطفا مهما في تاريخ القرية، والأثر النفسي على أبنائها، على إثر تهدم قريتهم، بعدما سقطت عليها القنابل، بعد معركة جوية فوق سمائها بين الطيران السوري، وطيران العدو الصهيوني. يُفصّل بعض من تلك الذاكرة الحاج محمد الربيع (أبو محمود)، قائلا: «انضربت البلد بالثنين وسبعين(1972م)، وكنا عاملين مجلس قروي جديد، واعترضت الطائرات الإسرائيلية الطيران السوري، ورجعت الطيارات وكانت أربعة، ومحملة صواريخ، ورمت واحد من الصواريخ فأجا عالبلد». يكمل الحاج محمد الزعبي (أبو قاسم)، مفصّلا بقية القصة لأنه كان رئيسا للمجلس القروي في تلك الفترة، مضيفا بأن «العملية صارت بين إسرائيل وسوريا، ولما وجدت سوريا إن الجو لصالح إسرائيل انسحبت، وتراجعت، ومنشان هيك كان لازم تخفف حمولتها، فرمت أول (كازان) في الجهة الغربية من القرية، وهزت ذنيبه، واتصدعت البيوت، واللي داره قريبه من هناك اتهدمت، يعني اللي انرموا كازانين، واحد بالوادي، وواحد غربا..واللي انفجر بالقرية، وقع على دار العفافي (محمود المصطفى العفافي)، ولأن البلد على حفة شفا، تأثرت كثير، واتهدمت بيوت، وراح شهداء بهذاك اليوم خمسطعش(15) واحد من القرية». ويتحدث الحاج أبو محمود الربيع أنه كان في القرية عندما سقطت الصواريخ، وأنه أبلغ الدولة عن الحادث، من خلال التلفون الموجود في دكان مصطفى محمد أحمد (أبو معاش)، حيث هناك كان مكتب البريد، والتلفون، وبعد ذلك جاء الإسعاف والدفاع المدني إلى القرية. كما يضيف بأنه «أجا الملك حسين(الله يرحمه)، للبلد، ووقف في ساحة دار الناجي، وبوقتها كان صادق الشرع عندنا محافظ، وكان معه، فقال صادق الشرع:مولاي هذه بلد حدودي، وهي كل بيوتها الآن مهدومة أو آيلة إلى السقوط، فخلينا نعمرها، ووافق الملك، وأصدر أمره: (آمر بتعمير بلدة ذنيبه من جديد..)، وأعطى فترة ستة أشهر لإنهاء التعمير.. وكانوا الناس اللي مهدمه بيوتهم يسكنوا بخيام في الفترة بعد الصواريخ، وصار الإعمار على ثلاث دفعات، وكانت الدفعة الأولى ثمانين(80) نمرة». ويتذكر أهل القرية أنه تم لهؤلاء الشهداء مراسم دفن سريعة، بسبب أن جثثهم كانت متفتتة، كما أن بعض البيوت مات فيها أكثر من واحد مثل محمود المصطفى الذي سقط «الكازان» على بيته، وماتت زوجته وثلاثة أولاد له، ولذلك فإن الملك الحسين الذي استمر على مدار ثلاث سنوات بعد التفجير يزور القرية، عندما حضر إلى ذنيبة، في إحدى المرات، أمر لمحمود بمسكن وأعطاه سيارة تاكسي ليعمل عليها.
طبقة فحل.. حرب الاستنزاف
للحرب والشهادة قصص يرويها دائما أهل قرية طبقة فحل تلك القرية الصامدة هناك في وادي الأردن، وبالتحديد أكثر، في الأغوار الشمالية، على مسافة 5 كيلومترات شرق بلدة المشارع. داخل القرية هناك أمكنة تحتل تفاصيل خاصة في الوجدان الشعبي، والذاكرة الجماعية، لأهل قرية طبقة فحل، ومنها مرتفعات تل الحصن وسرطبة، تلك المناطق التي كانت تشكل مخبأ للمدنيين أثناء حرب الاستنزاف بعد عام 1967م، حيث كانت القرية مستهدفة وعرضة للقصف ردا على أي اختراق من قبل المقاومة التي كانت تتمركز حولها، أو مدفعية الجيش الأردني التي كانت تقصف العدو من المرتفعات المحيطة بها. ويصف أهل القرية هذا الرعب بالقول أن بعض الصواريخ التي لم تنفجر في تلك الفترة، بقيت حتى وقت قريب، تشكل خطرا موقوتا على أهل قرية طبقة فحل، كما أنهم في تلك الفترة تأثرت معيشتهم بسبب قصف المدفعية والطائرات لمزارعهم، مما أجبرهم على اللجوء إلى المغائر والكهوف القديمة، لتصبح مأوى لهم ولعائلاتهم، وكان بعضهم ينام في قبور القرية الأثرية لمدة تصل أحيانا إلى أربع وعشرين ساعة، في تلك الليالي التي كانت سماؤها مكتظة، دائما، بأصوات الطائرات ودوي المدافع، وانفجارات القنابل، كانت طبقة فحل، آنذاك، ترزح تحت كل هذا الرعب.
نزوح أهل الطبقة
يقول الحاج علي إبراهيم الحسين(ابومحمد): كان مبدأ المقاومة آنذاك «اضرب واهرب»، وكنا نحن المواطنين العزّل نعاني مما يحدث من ردة فعل اسرائيلية في تلك الفترة، لذلك فالكثير من اهل القرية (فلّوا) منها، ونزحوا من الخربة إلى القرى المجاورة مثل الأشرفيةوجديتا هربا من الرعب الذي كان يسلط علينا من طيران العدو، وبقي الوضع على هذا الحال حتى عام1973م. ويتابع أبو محمد وهو يسرح نظره في الأفق: بعض السكان بقوا في بيوتهم، بينما بعضهم الآخر نقل فقط أغراضه وعياله وبقي الرجال يحمون المساكن.. عائلات قليلة استمرت في اقامتها داخل القرية رغم الرعب حولها، وكان أبي من هؤلاء، وكان له دكان هو ورفيقه حسن المفلح الملقب (بالهبر)، الذي كان شريكه في الأرض والتجارة، وأحيانا كانوا حين يشتد القصف يباتون في المغائر المنتشرة حول القرية خاصة حين تحوم الفانتوم والميراج والمستير (أنواع طائرات كان يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي في تلك الفترة) فوق القرية. انا بقيت معي عائلتي، وكان يجتاحنا خوف حقيقي آنذاك، وفي البداية، كان الرعب كثيرا خصوصا في أول مرة أرى قنابل التنوير التي تطلقها الطائرات، كان هذا بعد المغرب، وكانت أم محمد «تدك البابور لتصنع ابريق شاي»، فتحت الباب ورأيت التنوير، وفكرت انه من البابور، فقلت لها «طفيه»، ورمت الطائرة «اللمبه» وانتشر «الضوء»، فخفت وقلت لها وزعي الأطفال على زوايا البيت، وبدأت الطائرات بعد ذلك تضرب، وتقصف، شاهدتها تضرب سيارة عسكرية، وبعد قليل هدأ الجو، فنقلت أم محمد والأطفال إلى خندق قريب، وقلت لهم «ما تخافوا بس شهّدوا يا اولادي»، وغطيت الخندق بالخيش،أما أنا فاختبأت في مكان آخر عند صخرة قريبة. كانت المشكلة في الطيران عندما يرمي الصواريخ، والكازانات(برميل كبير مثل الصاروخ فيه متفجرات ويعمل حفرة كبيرة)، إضافة إلى الرعب من مدفعية الجيش التي كانت تقصف من فوق رؤوسنا.. كان خوفا بمعنى الكلمة في لحظتها. ولاحظ أبو محمد أن القصف «لم تسلم منه حتى الحيوانات، مثل حصان جارنا، الذي كان مربوطا شرق داري»، ولما طلعت الطيارة الاسرائيلية تحوم فوق القرية كان يركض ويدور من الخوف ومن الصوت، فاقتربت منه الطائرة وقصفته فتقطّع وتهدم معه جدار الجهة الشرقية من بيتي!!
دم فوق عجين الجائعين
خمسة أطفال حولها.. والقصف مستمر من الأعلى، كأن السماء يحرسها البارود، وتريد ابتلاع الأرض، والتهام قرية طبقة فحل، غير أن «آمنة عمايرة» لم يكن عندها في البيت أية قطعة خبز، وما من طعام تسد به جوع أبنائها الذين يبكون حولها..عجنت لهم الطحين، جهزته، ولم يتبق لها الا أن تخبزه، و»بيت الطابون» على مرمى خطوات من موقع خوفها وجوع أبنائها!! آمنة العمايرة، كانت تسمع صوت الطيران، وكانت تشعر بالرعب أيضا، لكن تلك الأفواه حولها كانت تنتظر من يبدد جوعها، فحملت المعجن بين يديها، وهي تدعو الله أن يلطف بهم..ونبض قلبها يعلو.. خطوة أولى، وكانت خارج المأوى..خطوة أخرى، على تلك التلة، وكأن قدرها كان ينتظرها،فاقتربت منها الطائرة..وأخطأتها في المرة الأولى كأنها تحذرها. لم تتراجع.. وبيت الطابون لم يتبق بينها وبينه سوى خطوات معدودة، فاستمرت نحو هدفها، لكن الطائرة عادت سريعا وأطلقت عليها النيران من رشاشها فتناثر الدم الطاهر فوق عجين الجائعين، وكانت شهيدة طبقة فحل أم الخمسة أطفال..الشهيدة آمنة!!
عروس الغور
قبل ثلاثة أيام كان عرسها.. والفرح مشوب بصوت الرصاص.. وعروس الغور كانت تهيء نفسها للخروج مع زوجها ومجموعة من الحصادين نحو طبقة فحل!! كان كثير من أهل القرية قد غادروها، ورحلوا إلى القرى المجاورة، لكن أرضهم هناك كانوا قد زرعوها حبوبا، وجاء وقت الحصاد..السنابل أمام أعينهم، والطيران فوق رؤوسهم..العائلات تنتظر من يسد جوعها، وكان بعض هؤلاء الأهلين يغامر فيعود إلى أرضه، ويبدأ حصادها خلسة، وبرعب كامل، فالطيران في أي وقت سيأتي، بعضهم نجا، وآخرون كان نصيبهم الشهادة. العروس التي خرجت مع الحصادين «الغوارنة»، كانت أساور الذهب ما تزال في يديها، وكأن سوء طالعها قد قادها في هذا الاتجاه، مع الحصادين، وكانوا منهمكين رغبة بالقمح، وخوفا من جهنم الطائرات. كانت قريبة منهم فبدأ القصف، وبدأ الدم معه، وكانت عروس الغور تلك إحدى الشهيدات.. كانوا ستة وكانت هي المرأة العروس بينهم !!
الثلاثاء 2014-07-08[/rtl] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69810 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69810 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69810 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء الجمعة 15 أغسطس 2014, 6:54 am | |
| |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69810 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء الجمعة 15 أغسطس 2014, 6:58 am | |
| [rtl]التاريخ الشفوي.. عبق الشهداء 7[/rtl] [rtl]
مفلح العدوان
كأنهم يفتحون نوافذ السماء، ليطلوا علينا من هناك، ويسألوا عن حال البلاد، كل البلاد بعد غيابهم. ونجيب أننا لم ننسهم، وها نحن نحاول ما استطعنا سبيلا توثيق معراج صعودهم، غير أن الحيرة تأتي من إيجاد الإجابة عن تغير الأحوال بعد رحيلهم. ما زال نهر الشهادة ينساب دما متجددا، و»بلاد العرب أوطاني.. من الشام لبغدان»، ما زالت تنزف قلقا، «ومن نجد الى يمن.. إلى مصر فتطوان»، تقدم قوافل الدماء، لعل الحال يتغير الى ما يرضى عنه الشهداء.. اللهم آمين.
إبدر.. لواء الإمام
يتذكر كبار قرية إبدر التي تقع شمال غرب مدينة إربد، أنه كان يتمركز على أرض إبدر لواء الإمام علي من قوات الجيش العربي الأردني، وكانت القيادة هناك، وعندما صارت حرب الإستنزاف، بعد معركة الكرامة، طالت القرية آثار هذه الحرب، حيث أنه» في شهر ثمانية من سنة التسعة وستين انضرب مركز قيادة اللواء، وانضربت البيوت اللي حواليه، ومنها كان مركز البريد اللي كان في دكان المختار جاد الله احمد مفلح الدقامسة(أبو ماجد)، وكان عنده التلفون للبريد، وأجا صاروخ عالدكان، كما انه استشهدت مريم حسين العلي، وكانت في بستانها لما اجت الصواريخ وصار القصف».
أم النعام.. مع الثورة
لأهل قرية أم النعام، الواقعة على بعد 8 كيلومترات غرب المفرق، ذاكرة مع الثورة العربية الكبرى، وتاريخ يكتب عن مقاومة الأتراك في تلك الحقبة. يتحدث أهل أم النعام أنهم شاركوا في تلك الحركة العربية ضد الأتراك، بشكل مجموعات فردية، «فزعة ضد مظالم الدولة التركية، ومن اللي شاركوا بيها رجال مثل زايد اخو فلحه، وابراهيم أبو سماقه، ونايف أبو فلاحه، وجابر أبو سماقه، وغيرهم من اللي قاتلوا وكانوا يْغِيروا على حملات الجيش التركي بالخيل، وينهبوا منهم غنايم وكانوا يجيشوا مع فخذ من الشديفات، وانقتل بهذيك الغارات عفاش ابن شديف، وهذا كله صار لمنهم سمعوا بالثورة، فقاموا وقاوموا من عندهم من قبل ما تصلهم جيوشها، وبدوا يقاتلوا الأتراك وين ما يلاقوهم..».
أيل.. شيخ قاض وآخر شهيد
قرية أيل تقع الى الغرب من مدينة معان، ويُذكر في تاريخها شيخان فاضلان فيها، واحد ترك أثرا في القضاء، والثاني هو شيخ فارس شهيد. الأول هو الشيخ القاضي جراد بن غانم، وهو من قضاة العشائر المعروفين على مستوى الأردن، والمنطقة، وقد أورده الدكتور محمد ابو حسان في كتابه «تراث البدو القضائي»، في متن الكتاب، وضمن كشف قضاة بدو الجنوب. أما العلامة الثانية في ذاكرة القرية، فهو الشيخ العفن بن غانم، كونه فارس معروف، وهو من شهداء حرب فلسطين 1948م، وقد استشهد معه من ايل كوكبة أخرى من شهداء الوطن والواجب آخرهم الشهيد الملازم عناد محمد جراد النعيمات الذي استشهد عام 2007م اثناء ادائه الواجب في الأمن العام.
الجرباء.. سيرة «المناضلية»
ها أنا الآن في قرية الجرباء (تقع الجربا جنوب الأردن، الى الغرب من معان على مسافة نحو 25كم).. وها أنا أسمع حديث الأهل من حولي يتحدثون عن الشهداء، والأفاضل، من أهل الجرباء الذين قضوا نحبهم في ميادين القتال. وبدأ الرواة من الحاضرين توزيع مفاتيح الكلام بينهم، فأخذت أبواب الذاكرة تتفتح عبر ألسنتهم عن أسماء وأحداث، أبطالها من أهل تلك القرى، من عشيرة الجازي، وأخذت أدوّن في البداية سيرة «المناضلية» الذين ساروا من على هذه الأرض، للدفاع عن فلسطين، في حرب حزيران عام 1948م، وكان منهم كل من الشيخ هارون بن سحيمان الجازي، وقد كان قائد المناضلين في باب الواد، والشيخ ممدوح بن عوده الجازي، صامد الذيابات الجازي، ومليح راعي الجذوه الجازي، ونايل بن حمد الجازي، ومحمد راعي الوضحا الجازي، وفرحان كايد الجازي، والشيخ محمد صفوق الجازي، وعايض راعي الجذوة الجازي، وحتمل بن نهار بن عودة الجازي، وصبيح راعي الوضحا الجازي، وجارد ذياب الجازي، وجزءا محمد الجازي. وقد التحق بهم في تلك الفترة كل من الشيخ جدوع بن عودة الجازي، والشيخ فيصل بن حمد الجازي، والشيخ عفاش راعي الجذوة الجازي. وقد استشهد من المناضلية كل من نايل بن حمد الجازي، وحتمل بن نهار بن عودة الجازي. كما يشير أهل المنطقة الى شهداء الجيش العربي في «حرب الثمانية وأربعين» من أبناء الجازي، حيث يتذكرون علي جويعد راعي الوضحا الجازي، وسالم سعود راعي الجذوة الجازي، وعبد الله زعل الكليبات الجازي، وحامد قيله الذيابات الجازي، وسلطان عليق بن عودة الجازي، ونصار صياح بن عوده الجازي، ومحمد ضيف الله الصباحين الجازي، ومدلول راعي الحصان الجازي، وعلي رفيفان بن ذياب الجازي. ويضيف كبار القرية كذلك أسماء شهداء في القوات المسلحة الأردنية، استشهدوا في ميادين الدفاع عن ثرى الوطن، ومنهم فوزا جزاع صياحيين الجازي، وعناد عارف راعي الجذوة الجازي، وعبد الهادي حسين بن عودة الجازي. وتحدث الحاضرون، في سياق فضاءات الشهادة، عن اثنين من الشهداء المدنيين كانا من سكان في منطقة الأشعري، «وهذول هم ناعور ابو شريتح، وعطا الله ابو شريتح، كانوا بالغور في غور فيفا، وكانت معركة الكرامة في هذاك الوقت، وكانوا مواطنين مدنيين، ما هم عسكريين، ولما مرت طياره هيلوكوبتر اسرائيلية فوقهم، قاموا يطخوا عليها، كانوا متحمسين للمعركة، فهبطت الطيارة عندهم، وقاموا أسروهم، وكان معهم شاب هو ابن واحد منهم، فقام الاسرائيليين، طخوهم بعد ما اسروهم، واطلقوا الشاب اللي معهم، واستشهد الاثنين عطا الله، وناعور.. الله يرحمهم».
صويلح.. وصفي التل
غرب قرية صويلح، في ضواحي عمان، توجد منطقة الكمالية التي هي غابة تحتضن في منتصفها منزل المرحوم الشهيد وصفي التل، وبجانبه، على طرف الشارع الرئيس المؤدي الى السلط، هناك قبره الذي ما زال باقيا يضم رفاة الشهيد، ويسرد حكاية اغتياله في القاهرة بتاريخ 28/11/1971م، ويشكل شهادة فداء، وانتماء، لتراب الوطن، وثرى الأردن. كما أن القادم الى صويلح، سيرى تحت جسر صويلح، في وسط الدوار في بداية البلدة، نصبا تذكاريا للشهيد ابراهيم حرب الرفايعة، الذي كان جنديا في الحرس الملكي، مع جلالة المغفور له الملك حسين بن طلال رحمه الله، حيث يذكر سليمان الموسى، في كتاب «تاريخ الأردن السياسي المعاصر» بأنه «في يوم 9 حزيران 1970م، نصب رجال المنظمات كمينا على مثلث صويلح، وأطلقوا النار الكثيف من مختلف أنواع الأسلحة على سيارات الموكب، مع استخدام القنابل اليدوية، وقد استشهد من جراء ذلك أحد حرس جلالته، وأصيب خمسة منهم بجراح، وجاء في بيان رسمي أن الملك نجا من الرصاص الذي أطلق على موكبه». كما ورد في كتاب مهنتي كملك، وعلى لسان المغفور له الملك الحسين بن طلال أنه «ما كدنا نمر أمام مركز القيادة العسكرية في صويلح، حتى جعلت نيران الرشاشات تدوي. فلاقى حتفه أحد الجنود المتواجدين في سيارة الجيب التي كانت تتقدمني، وجرح آخر. فأطلقنا جميعا نيران أسلحتنا للإفلات من هذا الكمين، واستمر اطلاق النار بضع دقائق أيضا الى أن توقف،..».
مكاور.. يوحنا المعمدان
دم الشهيد صار ذاكرة وأسطورة في قرية مكاور (تقع الى الجنوب الغربي من مأدبا، على مسافة حوالي 25 كم، وإلى الشمال الغربي من قرية ذيبان)، والشهيد هنا هو النبي يحيى، الذي يوضح المطران الصائغ جانب خاصا من حكاية مقتل يحيى المعروف في الأناجيل بيوحنا المعمدان، حيث يقول: «وقصة استشهاد يوحنا المعمدان ذكرها الانجيل المقدس (مرقس6/14-29)، فهيرودس انتياس (ابن هيرودس الكبير) طلّق امرأته، واتخذ هيروديا امرأة أخيه زوجة له، وأخوه لا يزال على قيد الحياة. فكان يوحنا المعمدان يقول له: (لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك). من أجل ذلك كانت هيروديا ناقمة على يوحنا تريد قتله. وجاء يوم موافق، إذ أقام هيرودس في ذكرى مولده مأدبة للأشراف والقواد وأعيان الجليل، فدخلت سالومة ابنة هيروديا من زوجها الأول، ورقصت، فأعجبت هيرودس وجلسائه، فأقسم الملك لها قائلا: (لأعطينك كل ما تطلبين مني، ولو نصف مملكتي). فسألت الصبية أمها ماذا تطلب، فقالت لها أمها: (أطلبي رأس يوحنا المعمدان). فاغتم الملك، ولكنه أرسل من وقته حاجبا، وأمره بأن يأتي برأس يوحنا المعمدان، فمضى الحاجب، وقطع رأسه في السجن».
الثلاثاء 2014-08-12[/rtl] |
|