في ليلة تدمير أبراج غزة .. الهندسة الايطالية تنتصر على الصواريخ الأمريكية

في ليلة تدمير أبراج غزة .. الهندسة الايطالية تنتصر على الصواريخ الأمريكية
8/28/2014 2:47:00 PM
لا احد في سكان مدينة غزة يمكنه أن ينسى الليلة الأخيرة في الحرب على قطاع غزة، وهي الليلة الخمسين "ليلة نسف الأبراج"، والتي كما يصفوها سكان القطاع بأنها الليلة الأصعب عليهم خلال الحرب .

فلقد بدأت هذه الليلة مع في وقت متأخرة من مساء يوم الاثنين (25|، حيث تم بداية تدمير بناية سكنية مرتفعة تعود لعائلة العيماوي تقع في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة مكونة من خمس طوابق، وتضم 15 وحدة سكنية حيث تم تشريد السكان الذين كانوا يقطنون هذه البناية والذين يزيد عددهم مائة شخص.

هذه الليلة وكما يصفها سكان مدينة غزة لم يتوقف فيها القصف على الإطلاق فالطائرات والدبابات والبوارج الحربية كانت تدك المدينة من كل مكان.

ما هي إلا ساعة من تدمير بناية العيماوي حتى بدا سكان برج السوسي غرب هذه البناية والكائن مقابل مقر رئاسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" بإخلاء هذا البرج الكبير، وهو الأكبر في قطاع غزة، والمكون من 14 طابقا على مساحة دونمين تقريبا ويضم حوالي مائة شقة سكنية، وذلك بعد أن ادعى احد سكانه انه جاءه تهديد من جيش الاحتلال بإخلاء البرج إلا انه تبين بعد ذلك بأنه تهديد غير صحيح حيث وصلت إلى المكان سيارات الشرطة وطمأنت السكان وعادوا إلى شققهم.

ثم بعد ذلك قامت طائرات الاحتلال بقصف بناية سكنية تقع في منطقة مكتظة بالسكان وسط مدينة غزة تعود لعائلة عجور بالقرب من مدرسة الزهراء وقصر الباشا الأثري حيث دمرتها بالكامل ودمرت عدد كبير من المنازل هناك وقتلت فتى وجرحت العشرات من الفلسطينيين.

وبعد وقت قصير من هذه الحادثة بدا الحديث يدور عن طلب جيش الاحتلال من سكان المجمع الايطالي والذي يضم برجًا سكنيًا ومجمعًا تجاريًا كبيرًا ويقع في حي النصر غرب مدينة غزة ويضم عشرات المحال التجارية والمقاهي والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية إضافة إلى البرج السكني المكون من 15 طابقا.

المجمع الايطالي

ويقع هذا المجمع الكبير الذي يأخذ اسمه من اسم الشركة الايطالية الفلسطينية التي شيدته مع قدوم السلطة إلى غزة عام 1994 على مساحة ثمانية دونمات ويضم أكثر من 52 وحدة سكنية.

وبدأت طائرات الاحتلال الحربية من نوع "اف 16" بالتناوب على قصف هذا البرج بعدد كبير من الصواريخ.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة تطوير فلسطين التي شيدت هذا المجمع بالتعاون مع الشركة الايطالية ياسر الشنطي لـ "قدس برس": "إن المجمع الايطالي يقع على مساحة ثمانية دونمات وفيه طابق ارضي (بد روم)على هذه المساحة من الاسمنت المسلح ومكاتب ومحال تجارية تبلغ عددها 150 محلا إضافة إلى البرج السكني".

وأشار إلى انه كان مخططًا أن يتم إنشاء ثلاث أبراج أخرى بجوار هذا البرج في إطار المجمع الايطالي إلا أن الحصار والإغلاق والوضع الاقتصادي الصعب الذي مر به قطاع غزة حال دون تنفيذ ذلك.

وأضاف أن التكلفة الأولية لخسائر المجمع الايطالي تزيد عن ستة ملاين دولار.

وبعد الجولة الأولى من القصف وتدمير المجمع التجاري لهذا المجمع اعتقد السكان والجيران بان طائرات الاحتلال أنهت مهاما فتوجه سكان المنطقة وطواقم الإسعاف والإنقاذ إليه من اجل انتشال الجرحى وإخلاء بعض الحالات إلا انه وأثناء عملية الإخلاء عادت تلك الطائرات المقاتلة وأغارت مجددا على البرج السكني الذي بقي شامخًا دون أن يسقط على الأرض، حيث أصيب جراء ذلك قرابة عشرين فلسطينيًا بينهم رجال إسعاف ودفاع مدني ومصورين صحفيين.

دخل منتصف الليل وتلك الطائرات الحربية الإسرائيلية أمريكية الصنع تحاول إسقاط هذا البرج الشاهق دون جدوى حيث أطلقت تجاهه أكثر من ثمانية صواريخ ثقيلة ليتضرر البرج بشكل كبير دون أن يتم تسويته بالأرض.

الانتقام من برج الباشا

الفشل الإسرائيلي في تسوية هذا البرج بالأرض جعلهم يتوجهون لبرج أخر ليس اقل شهرة في غزة وهو "برج الباشا" والكائن في شارع الثلاثيني غرب مدينة غزة فيما يعرف باسم "دوار الطيران".

ويتكون هذا البرج من 14 طابقًا ويضم حوالي 60 وحدة سكنية معظمها كانت تعود لمؤسسات غير حكومية ومكاتب صحافة ووكالات أنباء.

وأطلقت تلك الطائرات أربعة صواريخ تجاه هذا البرج الكبير فكانت كفيلة باقتلاعه من قواعده كما هو وقلبه في الشارع الشرقي له وهو نهاية شارع الجلاء من الناحية الجنوبية ليغلقه بالكامل ويتحول هذا البرج إلى برج مقلوب بشكل أفقي وليس عمودي وممد في عرض الشارع بطبقاته كما هي.

استيقظ سكان مدينة غزة الذين كانوا يتابعون أخبار تدمير هذه الأبراج في اليوم الثاني وهو يوم إعلان وقف إطلاق النار على دمار كبير ملأ الشوارع وأغلق الطريق ليغير خارطة المدينة وشكلها، ليضاف هذا الدمار إلى ما سبقه من قبل برج "الظافر 4"، غرب مدينة غزة، والمكون من 11 طابقًا، وكان يضم 44 شقة سكنية، وكذلك برج زعرب وبجواره المجمع التجاري المركزي في رفح جنوب قطاع غزة، إضافة إلى برج السلام في شارع عمر المختار بغزة والمكون من 11 طابقا والذي يضم 33 شقة ، والذي تم تدميره في بداية الحرب .

الدقائق الأخيرة للحرب

ولم تتوقف طائرات الاحتلال خلال هذا اليوم وحتى قبل 5 دقائق من بدء سريان وقف إطلاق النار عن تدمير الأبراج حيث دمرت في آخر خمس دقائق البرج رقم 67 في مدينة الشيخ زايد والمكون من ثمانية طوابق حيث تم تسويته في الأرض إضافة إلى عدد كبير من المنازل في ذلك اليوم.

ومن جهته أفاد الدكتور مفيد الحسانية وزير الأشغال العامة والإسكان أن عدد الوحدات السكنية التي دمرت بشكل كامل أو بشكل بالغ غير صالح للسكن عشرين ألف وحدة سكنية، إضافة إلى قرابة أربعين ألف وحدة تدمرت بشكل جزئي متوسط وطفيف.

وأضاف الحساينة في بيان له أن القيمة الإجمالية للخسائر جراء هذا العدوان بلغت ( 6-8 مليار دولار أمريكي).

وأكد أن "المجمع الايطالي"، وأبراج: الباشا، والظافر، والسلام كانت تحتوي على مئات الشقق السكنية والمحلات التجارية تحولت إلى كومة من الركام بعد أن كانت المكان الآمن الذي يصنع فيه الأطفال أحلامهم.

وقال: "إن سياسة استهداف الأبراج السكنية والتشريد الجماعي لعشرات الأسر الآمنة من أبناء شعبنا لن تفلح في تهجير شعبنا أو كسر إرادته, وهي مخالفة لكافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية".

تعهد بإعادة الاعمار

وأضاف الحساينة: "إن تدمير مقر وزارة الأشغال العامة والإسكان الرئيس(والذي كان يقع في المجمع الايطالي) وهو مقر مدني خدماتي لن يثنينا عن مواصلة عملنا في خدمة أبناء شعبنا والتخفيف من معاناته, وخاصة أصحاب المنازل المتضررة.

وأكد على وقوفهم بجانب أبناء الشعب الفلسطيني في محنتهم وخاصة أصحاب المنازل المدمرة، وانه سيتم إعادة إعمار المنازل والأبراج السكنية المدمرة بأفضل مما كانت وفي نفس المكان وفق قوله.

وكانت مؤسسة "بكدار" للتنمية والاعمار وهي مؤسسة حكومية فلسطينية قدرت قبل إسقاط هذه الأبراج حجم الركام الذي خلفته الحرب على غزة بـ 1.2 مليون طن من الركام، مؤكدة أن هذا الركام بحاجة إلى وقت طويل لرفعه، إضافة إلى انه بحاجة إلى ميزانية ضخمة ومعدات كبيرة.

وقدرت "هندسة المتفجرات" في وزارة الداخلية بغزة حجم المتفجرات التي ألقيت على غزة قبل خرق الاحتلال للتهدئة الأخيرة التي استمرت خمسة أيام بعشرين ألف طن من المتفجرات، مشيرة إلى أن طائرات الاحتلال استخدمت قنابل جديدة من عائلة "الكي ام" الأمريكية شديدة التفجير التي تخترق الملاجئ والجبال والصخور.

وتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2143 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، وارتكاب مجازر مروعة.

(قدس برس)

» تعرف على القنابل المستخدمة في تدمير أبراج غزة (صور)
» الأسد يكشف سبب عدم إسقاط الصواريخ الأمريكية..
» راجمة الصواريخ الأمريكية -- mlrs m270
» طريقة حساب ليلة القدر وهى دائما ليلة الجمعة - على برنامج إكسل مبسط
» حاملة الطائرات الايطالية كافور 550