حرب الخليج الثانية]من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[size][rtl]
حرب الخليج الثانية، تسمى كذلك
عملية عاصفة الصحراء أو
حرب تحرير الكويت (
17 يناير إلى
28 فبراير 1991)،
[6][7] هي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد
العراق [8] بعد أخذ الإذن من
الأمم المتحدة لتحرير
الكويت من
الاحتلال العراقي. تطور النزاع في سياق
حرب الخليج الأولى، وفي عام
1990 اتهم العراق الكويت بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة،
[9] وعندما اجتاحت العراق الكويت فُرضت عقوبات اقتصادية على العراق وطالب مجلس الأمن القوات العراقية بالانسحاب من الأراضي الكويتية دون قيد أو شرط.
استعدت بعدها الولايات المتحدة وبريطانيا للحرب، وبدأت عملية تحرير الكويت من القوات العراقية في
17 ينايرسنة
1991 حيث حققت العمليات نصرا هاماً مهد لقوات التحالف للدخول داخل أجزاء من العراق، وتركز الهجوم البري والجوي على الكويت والعراق وأجزاء من المناطق الحدودية مع السعودية، وقامت القوات العراقية بالرد عن طريق إطلاق عدد من صواريخ
سكود على إسرائيل والعاصمة السعودية الرياض.
سميت الحرب بين إيران والعراق باسم
حرب الخليج الأولى، وقد أطلق على هذه الحرب اسم حرب الخليج الثانية، ولكن يُطلق عليها في بعض الأحيان اسم حرب الخليج أو حرب الخليج الأولى
[6][10] للتفريق بينها وبين
غزو العراق عام 2003،
[11] وتسمي الولايات المتحدة هذه الحرب باسم
عاصفة الصحراء (
بالإنجليزية: Operation Desert Storm)؛ وغالبا ما يُخطئ الناس وبشكل خاص الغربيين، ويعتقدون أن هذا اسم النزاع بكامله، رغم أن دائرة بريد الولايات المتحدة أصدرت طابعا عام
1992 يحمل اسم "عملية عاصفة الصحراء" بصورة لا تدع مجالا للشك بأن هذا اسم العملية وحدها فقط، كما منح
الجيش الأمريكي "
أوسمة الحملة" (
بالإنجليزية: campaign ribbons) لمن شارك بالخدمة في
جنوب غرب آسيا.
بعد احتلال العراق للكويت بفترة قصيرة، بدأ الرئيس الأمريكي
جورج بوش الأب بإرسال القوات الأمريكية إلى السعودية، وقد سميت هذه العملية باسم درع الصحراء، وفي نفس الوقت حاول اقناع عدد من الدول الأخرى بأن ترسل قواتها إلى مسرح الأحداث. فأرسلت ثماني دول قوّات أرضيّة لتنضم إلى القوات الخليجية المكونة من
البحرين،
الكويت،
عُمان،
قطر،
السعودية،
والإمارات العربية المتحدة، وألوية الولايات المتحدة الثقيلة، البالغ عددها 17 لواءً، والخفيفة البالغ عددها 6 ألوية، بالإضافة إلى تسعة أفوج بحرية أمريكية. وكانت أربع دول قد أرسلت وحدات من طيرانها الحربي، لينضم إلى سلاح الجو السعودي، القطري، والكويتي، بالإضافة إلى الأمريكي، البحرية الأمريكية، وسلاح طيران البحرية الأخيرة، مما جعل عدد المقاتلات الجويّة ثابتة الجناح يصل إلى 2,430.
امتلك العراق في المقابل بضعة
زوارق مدفعية وزوارق حاملة للصواريخ، ولكنه عوّض عن هذا النقص في عدد القوات الأرضيّة الهائل، والبالغ 1.2 مليون جندي، 5,800
دبابة، 5,100
مدرعة أخرى، و 3,850 قطعة
مدفعية، مما زاد من القدرة القتالية للقوات الأرضية العراقية. امتلك العراق أيضا 750
طائرة مقاتلة وقاذفة قنابل، 200 قطعة جويّة أخرى، ودفاعات صاروخية ورشاشة دقيقة.
أطلقت كل دولة من الدول المشاركة في هذا النزاع اسما خاصا بها على هذه العملية، فأطلقت عليها
الولايات المتحدة اسم عملية عاصفة الصحراء وعملية درع الصحراء (
بالإنجليزية: Desert Shield)،
والمملكة المتحدةعملية جرانبي (
بالإنجليزية: Operation Granby) تيمنا بجون مانرز، مركيز قرية جرانبي، وأحد أشهر القوّاد العسكريين في
حرب السنوات السبع؛
وكندا أطلقت عليها اسم عملية الاحتكاك (
بالإنجليزية: Operation Friction)؛
وفرنسا دعتها بعملية دوجت (
بالفرنسية: Opération Daguet)، أي عملية أيل الشادن.
أسباب الصراع وجذوره[عدل] نشأة الكويت[عدل]
[/rtl][/size]
خاطة ترجع للعام 1730 لحدود الدولة العثمانية وقد كتب على الكويت اسم "portus cathema" أي ميناء كاظمة وهي خارج حدود الدولة العثمانية[size][rtl]
تأسست الكويت عام 1613 حينما استوطنها
العتوب وسرعان ما ازدهرت المدينة بفضل التجارة البحرية. ويذكر الرحالة
مرتضى بن علوانعام
1709 ما نصه «
دخلنا بلداً يقال لها الكويت بالتصغير، بلد لا بأس بها تشابه الحسا إلا أنها دونها ولكن بعمارتها وأبراجها تشابهها». ومن دون سائر قبائل العتوب تولى
آل صباح الحكم في الكويت. وفي عام
1766 انفصل
آل خليفة عن العتوب بالكويت ليؤسسوا لهم مدينة
الزبارة في قطر. وفي عام
1783 هاجمت قوات العتوب في الزبارة والكويت جزيرة البحرين ونجحوا في ضمها إلى أراضي الزبارة.
في عام 1871 قام
والي بغداد مدحت باشا بشن حملة عسكرية لاحتلال الأحساء والقطيف، وساند حاكم الكويت الشيخ
عبد الله بن صباح الصباح الحملة باسطول بحري يقوده بنفسه
[12] وقد ذكر مدحت باشا في مذكراته أن السفن الثمانين التي نقلت المؤنة واللوازم الحربية كانت تابعة لحاكم الكويت
[13] كما أرسل حاكم الكويت قوة برية بقيادة أخيه الشيخ
مبارك الصباح ضمت العديد من قبائل البدو.
[12]بعد نجاح الحملة منح مدحت باشا حاكم الكويت لقب قائمقام مكافأة له على خدماته للدولة العثمانية وظل اللقب ينظر له كمنصب شرفي حيث تعهدت الدولة العثمانية بستمرار الكويت ذاتية الحكم.
[14] ولم تتواجد أي إدارة مدنية عثمانية داخل الكويت ولا أي حامية عسكرية عثمانية في مدينة الكويت ولم يخضع الكويتيون للتجنيد في خدمة الجيش العثماني كما لم يدفعوا أي ضربية مالية للأتراك.
[15]وقد كتب والي بغداد
مدحت باشا في مذكراته عن
الكويت ما نصه:
«تبعد الكويت عن البصرة 60 ميلا في البحر وهي كائنة على الساحل بالقرب من نجد وأهلها كلهم مسلمون وعدد بيوتها 6,000 وليست بتابعة لأية حكومة وكان الوالي السابق نامق باشا يريد إلحاقها بالبصرة فأبى أهلها لأنهم قد اعتادوا عدم الإذعان للتكاليف والخضوع للحكومات فبقى القديم على قدمه ونسل هؤلاء العرب من الحجاز وكانوا قبل 500 سنة قد حضروا إلى هذه البقعة وهم وجماعة من قبيلة مطير وواضع أول حجر لتلك البلدة رجل اسمه صباح وقد كثر عدد أهلها على تمادي الأيام وشيخها اليوم اسمه عبد الله بن صباح وهو من هذه القبيلة والأهالي هناك شوافع وهم يديرون أمرهم معتمدين على الشرع الشريف وحاكمهم وقاضيهم منهم فهم يعيشون شبه جمهورية وموقعهم يساعدهم على الاحتفاظ بحالتهم الحاضرة وهم لا يشتغلون بالزراعة بل بالتجارة البحرية وعندهم ألفان من المراكب التجارية الكبيرة والصغيرة فهم يشتغلون بصيد اللؤلؤ في البحرين وفي عمان وتسافر سفائنهم الكبيرة إلى الهند وزنجبار للتجارة وقد رفعوا فوق مراكبهم راية مخصوصة بهم واستعملوها زمنا طويلا.[16]»بعد
الحرب العالمية الأولى انتهت
الدولة العثمانية وأصبحت أراضي العراق خاضعة للانتداب البريطاني حتى عام
1932 حينما منحت
المملكة المتحدة العراق استقلاله. وقد فتح الملك
غازي بن فيصل بن الحسين في عام
1935 إذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور وخصصه لبث حملته لضم الكويت إلى العراق.
في
يونيو 1961 استقلت الكويت عن بريطانيا وبعد أسبوع واحد من اعلان استقلال الكويت عقد
عبد الكريم قاسم مؤتمرا صحفيا في بغداد يطالب في بالكويت مهددا باستخدام القوة لتندلع بذلك أزمية سياسية بين الكويت والعراق عرفت
أزمة عبد الكريم قاسم. وقد حاولت القيادة العراقية إضافة لمسات قومية لهذا الصراع فقامت بطرح فكرة أن الكويت كانت جزءا من
العراق وتم اقتطاع هذا الجزء من قبل الإمبريالية الغربية حسب تعبيرها وتم أيضا استغلال تزامن هذا الصراع مع أحداث
انتفاضة فلسطين الأولى.
[17][18] كانت أدعاءات عبد الكريم قاسم تتركز بأن الكويت كانت جزء من العراق وقام بفصلها
الاستعمار البريطاني على الرغم من استقلالية الكويت من الحكم العثماني.
قامت
الجامعة العربية بالتدخل لمواجهة تهديدات عبد الكريم قاسم وأرسلت قوات عربية من
السعودية والجمهورية العربية المتحدة والسودان إلى الكويت.
في
4 أكتوبر 1963 أعترف العراق رسميا باستقلال الكويت واعترافها بالحدود العراقية الكويتية
[18][19][20]في
20 مارس سنة
1973 هاجم الجيش العراق مركز حدودي تابع للكويت في ما يُعرف
بحادثة الاعتداء على الصامتة ونتج عن ذلك قتل جنديين من كلا الجانبين.
[21] الخلاف على الحدود[عدل]
[/rtl][/size]
[size][rtl]
جاء أول ترسيم للحدود بين
الكويت والدولة العثمانية عام
1913 بموجب
المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 والتي تضمنت اعتراف العثمانيين باستقلال الكويت وترسيم الحدود. وقد نصت المادة السابعة من المعاهدة على أن يبدأ خط إشارات الحدود من مدخل خور الزبير في الشمال ويمر مباشرة إلى جنوب أم قصر وصفوان وجبل سنام حتى وادي الباطن وأن تكون تبعية جزر
بوبيان ووربة وفيلكا وقاروه ومسكان للكويت، وبينت المادة السادسة أن تبعية القبائل الداخلة ضمن هذه الحدود ترجع للكويت
[22] وبعد انتهاء
الحرب العالمية الأولى وهزيمة العثمانيين احتلت بريطانيا الأراضي العثمانية في العراق. وقد طالب أمير الكويت الشيخ
أحمد الجابر الصباح في
أبريل 1923 بأن تكون حدود هي ذات التي كانت زمن العثمانيين وقد رد المندوب السامي بالعراق السير
بيرسي كوكس على طلب الكويت باعتراف الحكومة البريطانية بهذه الحدود.
[23] وقد سعت بريطانيا بتعمد تصغيير ميناء العراق على الخليج لكي لا تهدد أي حكومة عراقية مستقبلية النفوذ والسيطرة البريطانية على الخليج.
[24][25][26]في
21 يوليو 1932 أعترف رئيس وزراء العراق
نوري سعيد بالحدود بين الكويت والعراق. وفي
4 أكتوبر 1963 أعترف العراق رسميا باستقلال الكويت وبالحدود العراقية الكويتية كما هي مبينة بتبادل بالرسائل المتبادلة في
21 يوليو و10 أغسطس 1932 بين رئيس وزراء العراق
نوري سعيد وحاكم الكويت الشيخ
أحمد الجابر الصباح [19] من خلال توقيع محضر مشترك بين الكويت والعراق من خلال اجتماع حضره كل من الشيخ
صباح السالم الصباح ولي العهد الكويتي آنذاك
وأحمد حسن البكر رئيس الوزراء العراقي في تلك الفترة.
[18][20]في عام
1991 شكل مجلس الأمن لجنة لترسيم الحدود البلدين ووافق العراق على الالتزام بقرارات اللجنة. وفي عام 1993 صدر قرار مجلس الأمن رقم "833" لترسيم الحدود بين الكويت والعراق وأعترفت الكويت به فيما أعترف العراق بالقرار في عام 1994.
[27] الخلاف على انتاج النفط[عدل]
[/rtl][/size]
تقديرات وفيات الجيش العراقي تتراوح ما بين 8000 إلى 100،000 خلال 1990s في وقت مبكر حرب الخليج.[28][size][rtl]
خلال
الحرب العراقية-الأيرانية دعمت
الكويت والسعودية العراق اقتصاديا ووصلت حجم المساعدات الكويتية للعراق أثناء
الحرب العراقية-الأيرانية إلى ما يقارب 14 مليار دولار، كان العراق يأمل بدفع هذه الديون عن طريق رفع أسعار
النفط بواسطة تقليل نسبة إنتاج منظمة
أوبك للنفط. واتهم العراق كل من الكويت
والإمارات العربية المتحدة برفع نسبة إنتاجهما من النفط بدلا من خفضه وذلك للتعويض عن الخسائر الناتجة من انخفاض أسعار النفط مما أدى إلى انخفاض النفط إلى مستوى يتراوح بين 10 و 12 $ بدلاً من 18$ للبرميل. ولكن إحصائيات
منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تشير إلى أن 10 دول من ضمنهم العراق لم تكن ملتزمة بحصص الإنتاج.
[29][30][31] و على الرغم من ذلك تعهدت كل من الكويت والإمارات بالالتزام بحصص الإنتاج المقدرة بمليون ونصف برميل في
10 يوليو 1990، وصرحت الكويت في
26 يوليو 1990 بإنها خفضت إنتاجها من النفط إلى مستوى حصص منظمة أوبك.
[32] وبدأت الأحداث تأخذ منحنى تصعيدياً من قبل النظام العراقي حيث بدأ العراق بتوجيه اتهامات للكويت مفادها أن الكويت قام بأعمال تنقيب غير مرخصة عن النفط في الجانب العراقي من
حقل الرميلة النفطي ويطلق عليه في الكويت
حقل الرتقة وهو حقل مشترك بين الكويت والعراق.
الخلاف على الديون[عدل]
صرح الرئيس العراقي آنذاك
صدام حسين أن الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات كانت بمثابة دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي حسب تعبيره وأن على الكويت والسعودية التفاوض على الديون أو إلغاء جميع ديونها على العراق، ويُقدر
صندوق النقد الدولي حجم الديون العراقية للكويت بستين مليار دولار.
[33] وتعدت مطالبه إلى طلبه من
دول الخليج 10 مليارات دولار كمنحة للعراق وطلب تأجير جزيرتي
وربة وبوبيان الكويتيتين. ولم تثمر الجهود الدبلوماسية في تخفيف حدة التوتر. ففي آخر يوليو من عام 1990 عُقد اجتماع في مدينة جدة بين وفد كويتي يرأسه الشيخ
سعد العبد الله السالم الصباح، ولي العهد الكويتي، ووفد عراقي برئاسة
عزة الدوري. ونتج عن هذا الاجتماع الموافقة على تقديم الكويت منحة 9 مليارات دولار وتبرع الملك
فهد بن عبد العزيز آل سعود بعشرة مليارات دولار بشرط أن يتم ترسيم الحدود بين الكويت والعراق دولياً قبل دفع أي مبلغ. وقد جاء طلب الكويت هذا إثر قيام العراق بترسيم الحدود وعقد المعاهدات والتسويات مع كل من المملكة العربية السعودية
والأردن وأجل عقد معاهدات مماثلة مع الكويت كي يتم استخدام هذه القضايا كوسيلة ضغط على الأخيرة.
[18][34]إحدى نتائج الحرب العراقية الإيرانية كان تدمير موانئ العراق على
الخليج العربي مما شل حركة التصدير العراقي للنفط من هذه الموانئ، وكانت القيادة العراقية تأخذ في حساباتها المستقبلية احتمالية نشوب الصراع مع
إيران مرة أخرى،
[35] ولكنها كانت تحتاج إلى مساحة أكبر من السواحل المطلة على
الخليج العربي، فكانت
الكويت أحسن فرصة لتحقيق هذا التفوق الإستراتيجي. وهناك آراء تؤمن بأن الغزو العراقي للكويت كان مؤامرة أمريكية-إسرائيلية نفذها صدام حسين ليتم تأمين والسيطرة على منابع النفط في الخليج.
[36][37] وفي
25 يونيو 1990 التقى صدام حسين مع السفيرة الأمريكية
أبريل غلاسبي والتي قالت أن أمريكا «ليس لها راي بشان صراع عربي-عربي».
[38][/rtl][/size]