منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فن صناعة العدو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69673
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

فن صناعة العدو Empty
مُساهمةموضوع: فن صناعة العدو   فن صناعة العدو Emptyالثلاثاء 18 نوفمبر 2014, 6:39 am

فن صناعة العدو


من فنون السياسة المعاصرة الجديدة، وأحد علومها الحديثة هو ما يعرف « بفن صناعة العدو «، الذي يرتكز على ضرورة وجود العدو واعتبار ذلك حاجة ملحة لاستمرار الحياة القائمة على الصراع والمواجهة الدائمة بين الخصوم، حيث لا طعم للحياة بلا صراع، ودون تذوق طعم الانتصار، ولا يتحقق الانتصار إلا من خلال معركة ومواجهة، ولا تكون المعركة ولا تظهر إلى حيّز الوجود إلا بوجود عدو، وإذا كان ذلك صحيحاً، فلا بد من أن تحسن اختيار عدوك، أو أن تملك القدرة على صناعته إن لم يكن موجوداً.
الأقوياء أكثر حاجة لوجود العدو، وأشد احساساً بالشعور الملح بضرورة البحث عن الخصم الجيّد، الذي يليق بمستوى قوتهم، وأكثر إظهاراً لمعاني القوة المختزنة لديهم  وابراز جوانبها المخفية، من أجل الوصول إلى مستوى النشوة المطلوبة من خلال تحقيق الانتصار، وكلما ازداد القوي قوة، كلما زادت إليه حوافز إظهار معالم قوته ،ولا مجال لإظهارها إلا عبر مواجهة متكافئة قادرة على استفزاز مكامن القوة، وقادرة على امتاع الجمهور.
ما ينطبق على حلبات المصارعة والملاكمة بين الأبطال، ينطبق على ميادين الصراع بين الجيوش والدول والقوى العالمية، فلا طعم لمواجهة بين بطل قوي متميز مع خصم ضعيف لا يقوى على النزال، فمثل هذه المواجهة لا تشعر البطل بنشوة الانتصار، ولا تحظى باقبال الجمهور الباحث عن متعة المشاهدة، مما يدعونا إلى التصديق بصحة قول من قال : «عليك أن تحسن اختيار عدوك» أوعليك ان تطيل البحث عن خصم يليق بخصومتك، ولا يحط من منزلتك وقدرك وهيبتك.
فلسفة البحث عن العدو، وصناعة الخصم، فلسفة مهمة في الحياة، لأن الأمة التي تشعر بغياب العدو وانعدام الخصم، تميل إلى الاسترخاء والسكون، ويضعف الشعور لديها بالحاجة إلى البحث عن اسباب القوة، مما يؤدي إلى توقف عجلة الابداع، كما يؤدي إلى بلادة ذهنية عامة، لأن العقل يحتاج إلى المحفزات التي ترفع مستوى الطاقة الدافعة للبحث عن الحلول، ولذلك نجد أن الدول القوية والأمم المسيطرة كلما انتصرت على عدو، بدأت بالبحث عن عدو آخر، وكلما استطاعت هزم خصومها، شرعت بإيجاد خصم بديل.
من هنا نستطيع فهم ما يجري على الساحة الدولية والعالمية ونستطيع فهم فلسفة تجدد الصراعات وخلق الحروب وافتعال المعارك الدائمة والمستمرة على ارضنا وبين صفوف امتنا، حيث تدور رحاها بطريقة ذكية وأسلوب ماكر يفيض خبثاً ودهاءً، سواء من حيث القدرة على اختيار العدو، اومن حيث تطوير آليات صناعة الخصوم، والقدرة على افتعال المواجهة المحسوبة بعناية و تغذيتها ببراعة.
 نلحظ بوضوح فلسفة تضخيم العدو وتكبيره، من خلال دخول الآلة الإعلامية الذكية القادرة على خلق الانطباعات، وصناعة الرأي العام، وتهييج الغالبية من الدهماء، عندما لا يكون العدو كبيراً ولا ضخماً على وجه الحقيقة، ولا يليق بمستوى المواجهة ،لا بد حينئذ  من اللجوء إلى سياسة التضخيم الإعلامي، والقدرة على المبالغة في الوصف، اعتماداً على سذاجة الخصم وغفلته وضعفه وانعدام خطورته، كمثل القط الذي أمسك فأراً، فإنه لا يعمد إلى التهامه مرة واحدة، بل يتركه مرة ومرة، ويكمن له بشكل مصطنع ثم ينقض علية مرة، ويتركه أخرى في لعبة مسلية يحاول القط أن يلعب من خلالها  الدور بشكل احترافي، ويصنع مواجهة محسوبة النتائج، من أجل الوصول إلى مستوى النشوة والشعور بحلاوة الانتصار في آخر الأمر، والقيام باحتفال كبير يليق بالحدث المهم.
ما يجري في عالمنا العربي لا يخرج عن نطاق لعبة صناعة العدو وصناعة المواجهة، بصورة تقترب من مشهد لعبة القط والفأر، وتسجيل صفحات جديدة في علم السياسة، وفن صناعة الحروب وافتعال المواجهات، خاصة إذا كانت هذه اللعبة مدفوعة التكاليف مسبقاً من خزينة أخرى، وإذا كانت الضحية من جنس آخر، وأدوات الصراع والقتال من الجنس نفسه.
أما التطوير المذهل الذي دخل على هذا الفن، أن يصل الأمرالى القول : كيف تختار عدواً لعدوك؟ وكيف تصنع لخصمك خصماً؟ وكيف تجعل خصومك يقتل بعضهم بعضاً؟ ولقد سمعت بأذني أحد قادة الحرب المعاصرين وهو يقول : « سوف نجعل المتطرفين يقتلون بعضهم بعضاً، ويحاربون بعضهم بعضاً..» وهم في الحقيقة لا يفرقون بين متطرف ومعتدل، إذا كان كلاهما من شعب آخر وأمة أخرى وعرق آخر على أرض بعيدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
فن صناعة العدو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  عين على العدو
» خبراء: استنزاف العدو هو السيناريو المتوقع 
» قضية أسرى العدو
» فلسطين ـ اسرائيل: البديل – العدو
»  باسم سكجها .... في صداقة العدو!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: