كل من يؤلف ويكتب يجد أمامه تساؤلاً ساخراً يطرح عليه من بعض الأصدقاء وأفراد العائلة، مثل هل هناك أحد يقرأ؟ من الذي لديه وقت ليقرأ هذه الأيام؟… وغيرها من الكلمات التي تحمل تهكماً ورسالة مبطنة عن عبثية كل من يكتب ويؤلف بأن لا أحد يقرأ له. كل من سلك طريق الكتابة والتأليف يدرك أن مثل هذه الآراء غير صحيح، وأن هناك جمهوراً كلما توسع المؤلف في النشر وتقديم منجزات أدبية اتسعت دائرة قرائه..
اليوم تم نشر دراسة بحثية علمية تعطي دلالة على قوة وأثر القراءة الأدبية على وجه الخصوص، حيث وجد باحثون بريطانيون أن قراءة الأعمال الأدبية، توفر دفعة كبيرة للدماغ، وهذا يرفع المعنويات ويحفز على الاستمرار في المطالعة لفترات أطول. صحيفة ديلي تلغراف البريطانية هي التي نشرت نتائج هذه الدراسة وقالت إن باحثين من جامعة ليفربول وجدوا أن أعمالاً أدبية لعدد من كبار المؤلفين مثل وليام شكسبير، ووليام ووردسورث، وغيرهم، تترك تأثيراً مفيداً في الذهن، وترفع المعنويات بشكل كبير من خلال لفت انتباه القارئ وحثه على التفكير بنفسه.
واستخدم الباحثون أجهزة لتصوير نشاط الدماغ، عند قراءة متطوعين مقاطع من الأدب تبين أن الكتابات الأكثر إثارة للتحدي، ولّدت نشاطاً كهربائياً أكبر في الدماغ. ولاحظ الباحثون أن كل كلمة غريبة، أو عبارة صعبة قرأها المتطوعون زادت من النشاط الدماغي، ودام هذا التأثير لفترة أطول، وارتفع نشاط الدماغ إلى مستوى أعلى، وتم تسجيل تشجيع على مزيد من القراءة. أحد الباحثين والمشاركين في هذه الدراسة البحثية العلمية هو الدكتور فيليب ديفيس، قال: إن هذا البحث يظهر قوة الأدب وتأثيره في العقل، وقدرته على توليد أفكار جديدة. فقد وجد الباحثون تأثيراً علاجياً للشعر، فيما يستمر العمل لتحديد تأثيره النفسي، ومدى الفائدة العلاجية التي يوفرها.
ببساطة تقول نتائج هذه الدراسة العلمية إن القراءة مهمة للعقل وتنميته وتوهجه. فإذا كنت مهتماً بمستوى إدراكك وتطوير قدراتك الذهنية وتنمية حس التفكير الإيجابي فتوجه للقراءة، فلن يتطور عقلك إلا بتغذيته بسيل من المعلومات المعرفية والتي لن تحصل عليها سوى بالمطالعة والقراءة. هي دعوة لحمل الكتب وقضاء المزيد من الأوقات معها والتقنية تدعمنا فيمكننا تحميل كتب إلكترونية حتى على أجهزة هواتفنا الذكية ومطالعتها في كل مرة يطلب منا الانتظار، وما أكثر المرات التي نضطر للانتظار وبالساعات.
كتبت:فاطمة المزروعي
الرئيسية 
البوابة 
