[rtl]"التأمين الشامل" على كرامة المواطن[/rtl] [rtl]1/29/2015 9:31:00 AM[/rtl] بدأ العام الماضي بإهانة الأردنيين في "زعيتر" و"الدقامسة" وانتهى بطلب عشيرة "الكساسبة" مساعدة "العثمانيين" بحل أزمة ابنها.
البوصلة - ربى كراسنة
المملكة حريصة على المحافظة على حياة مواطنيها، لكن بعض المنعطفات تجبر الكثيرين للسؤال عما إذا كان هذا الحرص دائما ومطلقا أم أن هناك ما يجب الوقوف عنده.
تجربة الطيار الأردني معاذ الكساسبة ذكّرت الأردنيين بابنهم الثاني القاضي رائد زعيتر الذي قتل على يد جندي إسرائيلي مطلع العام الماضي، وقالت الحكومة الأردنية إنها تنتظر نتائج التحقيق بالحادثة.
مرّ على مقتل القاضي الأردني نحو السنة. سنة على تعهد رئيس الوزراء عبدالله النسور للأردنيين أنه سيأتي لهم بالقصة كاملة. فلا هو فعل. ولا "إسرائيل" - التي تنشر عشرات كاميرات المراقبة في المكان عينه الذي قتل فيه زعيتر - منحت صديقتها "حكومة المملكة" شيئا من حفظ ماء الوجه أمام مواطنيها.
حينها، لم يقل الأردنيون أنهم يريدون رأس القاتل. اكتفوا بأن تُخرج لهم حكومتهم من سجونها الجندي أحمد الدقامسة. ولم يخرج رغم انتهاء مدة محكوميته.
يوم قتلت "إسرائيل" القاضي الأردني قال المواطنون إنه لا كرامة لنا في أرضنا. وعندما رفضت الحكومة الإفراج عن الدقامسة تأكد لهم كم أن الحسابات العبرية في مقدمة الأولويات الحكومية.
كان على عام أن ينتهي بخسارة قاضي أردني بشكل مهين، لكنها ليست إهانة على يد العدو، بل بأيدينا نحن، أعني على يد مسؤولينا، ثم عندما اقترب ذيل العام بالأفول حتى فجع الأردنيون بخبر احتجاز طيارهم الشاب معاذ الكساسبة على يد تنظيم إرهابي، دخلنا معه معركة قالت الحكومة إنها معركتنا وقيل لها بل معركة أمريكية لا ناقة لنا بها أو بعير، ويمكن لنا أن نفلت منها دون خسائر، ولكن..
يحق "للمقيمين" على أرض المملكة، أي "المواطنين" أن يقلقوا على كرامتهم في حال تعرضت مصائرهم لخطر مفاجئ.
يبدو أنهم بحاجة الى "الإشتراك" بتأمين شامل ضد القتل أو الأسر، والدفع للحكومة مقابل هذه السلعة، ربما هكذا سيفهم المسؤولون أن عليهم ليس فعل ما يلزم بل والقدوم بنتائج مرضية في حال تعرض أصبع مواطن للخطر، وإلا فليخبرونا بعجزهم وليرحلوا ما دام عقد الكرامة الذي جلسوا مستمتعين على كراسيهم لم يقدروا على تنفيذه.
يملك من هتف بأن "الحرب على الأرهاب" ليست حربنا وجاهة وهم يرون المخاطر المتوقعة لهذه المشاركة.
لقد بدأ العام الماضي بمفاجأة الأردنيين في "زعيتر" و"الدقامسة" وانتهى لتطلب عشيرة "الكساسبة" مساعدة "العثمانيين" بحل أزمة ابنها.
دولة مثل تركيا ذات الإقتصاد الضخم والجيش الأوروبي الحديث، والصناعات المتقدمة قالت لعشيرة الكساسبة، خلال زيارة الأخيرة للسفارة التركية طلبا لتدخل تركيا في ملف احتجاز الطيار الأردني: "يمكن أن نفعل شيئا لأننا لسنا أعضاء في التحالف الدولي الأمريكي ضد الإرهاب".
ربما حان للحكومة أن توزع على المواطنين المعايير التي يمكنهم فيها المطالبة بكرامتهم. هل إذا كانوا أبناء مسؤولين أو رجال أعمال فقط؟
وإلا كيف يصيح والد معاذ الكساسبة بأن أحدا لم يهاتفه ليشعره أن ابنه الذي طار في السماء بقرار رسمي، ليهبط عند تنظيم لا يرحم لم يتحدث معه!!
هنا الحديث لا يتعلق بنجاح أو فشل الإفراج عن ابننا، فهذا شأنه أمر مختلف، لا .. بل بإشعار ذويه، في محنتهم، أنهم في عين الحكومة.
الرئيسية 
البوابة 
