الضحك .. هل أصبح عملة نادرة بين الاردنيين؟

«الضحك» .. هل أصبح عملة نادرة بين الاردنيين؟

لا يعتبر الضحك شكلاً من أشكال التعبير عن الفرح والتسلية فقط حول مواقف معينة يمر بها الإنسان خلال ارهاصات حياته، إنما أصبح وسيلة علاجية لتخطي الازمات والمشاكل الصحية المختلفة خصوصاً وأن الضحك من خلال مواقف معينة كسماع «النكت» واختراع «المقالب» بين الأصدقاء والزملاء في العمل، علاوة على التعليقات عبر شبكة التواصل الإجتماعي «الفيسبوك» من خلال مقاطع الفيديو المضحكة وغير ذلك مما يساعد الضحك علي تقوية عضلات الوجه والبطن والدورة الدموية في القلب مما يؤدي الي رفع ضغط الدم وزيادة نسبة الأكسجين في الدم، وقد اشارت دراسة طبية إلى أنه عندما يضحك الإنسان تتحرك لديه (17) عضلة في الوجه و(80) عضلة في الجسم بأكمله وتزداد سرعة التنفس، واشارت الدراسة ايضاً إلى ان الطفل الرضيع يبدأ في الضحك بعد مرور (17) يوماً من ميلاده. فكل واحد بوسعه أن يضحك، كما أن الطفل الرضيع لديه القدرة على الضحك قبل أن يبدأ في تعلم الكلام، حتى الطفل الأصم أو الأعمى يحتفظ بقدرته على «الضحك».

الأوضاع السياسية ..عامل.

ولم يخف فادي الحموري موظف قطاع عام، إمتعاضه من الاوضاع الإقتصادية والسياسية التي تشهدها المنطقة في الآونة الاخيرة، مؤكداً أن الاحداث المؤلمة انعكست تأثيراتها على نفسية المواطنين وبالتالي عاشوا في حالة حزن وكآبة لا نظير لها، مما جعل الإبتسامة غائبة عن الوجوه واصبح الضحك عملة نادرة بين السواد الاعظم من الناس، مبيناً أنه مع ذلك لا بد من الترويح عن النفس ومحاولة الخروج من حالة الحزن.

تنفيس عبر «الفيسبوك».

مروى سليم موظفة قطاع خاص، اكدت أن الضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر خارجياً على الإنسان فى صورة مرح وفرح، مضيفةً أن أسباب الضحك متعددة نتيجة مثل سماع «نكتة» أو موقف كوميدي ومزح بين الأصدقاء، مؤكداً أن الضحك وحسب الدراسات والأبحاث يفيد اجهزة جسم الإنسان المختلفة ومنها القلب علاوة على تخفيف التوتر والضغط ويحقق السعادة وراحة البال علاوة على تحريكة لعضلات الوجه والكفين، رافضة الفكرة السائدة بأن الشعب الأردني يوصف بأنه

شعبٌ «لا يضحك»، لافتةً إلى ان افراد الشعب الأردني يتقنون المزح والنكات فيما بينهم في الزيارات الإجتماعية والمناسبات المختلفة وفي اماكن العمل علاوة على «الفيسبوك» ما يحمله من تعليقات وسخرية في بعض الاحيان من باب المزاح والضحك.

الضحك مناعة.

استاذ المناهج وطرق التدريس المشارك بجامعة عمان العربية الدكتور عودة عبدالجواد أبو سنينة قال: انه في ظل الازمات والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والمتقلبة يومياً نشاهد المواطن الاردني يعاني من صعوبات الحياة المليئة بالجد والجهد والمشاكل المعقدة والآلآم والامال والمآسي كل هذه الظروف يحاول أن يبحث عن منفذ لهذا الشد والضغوط النفسية والعصبية ولكي يستريحوا من هذه الظروف والتغلب عليها لا بد من الضحك لكي يستعيدوا توازنهم وتعطيهم مناعة نفسية أمام هذه الظروف.

«الله يكفينا شر هالضحك»!

وعن اعتبار ن الضحك عملة نادرة بين الناس بين أبو سنينة: أن الضحك ضرورة ملحة أمام هذا الواقع الصعب ونحن نوصف في الاردن اننا لا نعرف الضحك حتى اذا ضحكنا نقول «الله يكفينا شر هالضحك» اذن ما سبب ذلك لأننا لم نعتاد على الضحك فأنا أقول أننا في الماضي القريب كنا نعتمد في تأمين معيشتنا ورزق أبنائنا على الطبيعة وعلى خبراتها وعلى الامطار ولذلك كان المواطن مهموم في تأمين الحياة المعيشية لأسرته وعائلته، مضيفاً ان الاوضاع الحالية قد تغيرت وأصبح هناك بدائل كثيرة لتأمين لقمة العيش لأبنائنا ولذلك نرى هناك فسحة كبيرة من الأمل وهذا نعبر عنه بالتدين والشعب الاردني متدين بطبيعته ونقول أن الارزاق بيد الله، ولذلك حدة المزاجية والعصبية خفت في الوقت الحاضر واصبح الضحك والفكاهة تتواجد في مجالسنا بين الأهل والاصدقاء وروح الدعابة متوفرة الى حد كبير.

مزايا ايجابية.

وحول سؤاله ان كان الضحك يعتبر صحياً وتنفيساً للفرد في المجتمع وتجاوزاً للهموم والمشاكل الحياتية التي نواجهها؟ اجاب أبو سنينة: إن الضحك له تأثيرات كبيرة على صحة الفرد منا في جميع الجوانب، لافتاً الى ان له تأثيراً كبيراً في تحسين المزاج ويخفض من حدة الألم ويحسن مستوى الدم ويقوي جهاز المناعة ويشد عضلات الوجه ويرفع من مستويات الكولسترول الجيد (HDL) ويزيد الضحك من فيروسات محاربة خلايا السرطانية والقضاء عليها في مهدها ويزيد من عدد الاجسام المضادة التي تمنع العدوى البكتيرية في الجهاز التنفسي وأضاف أبو سنينة أن الضحك يحمي المخ في زيادة كمية الاكسجين التي تدخل الى الجسم مما يؤدي الى تجديد الخلايا التالفة وينشط العضلات وإطلاق هورمون السعادة ويحسن من وظائف الرئة والاشخاص الذين يتمتعون بخفة الدم وروح الدعابة أفضل صحياً من هؤلاء أصحاب الوجوه العابسة.

شكل من اشكال التواصل.

وأضاف أبو سنينة أن الاشخاص الذين يضحكون عادةً يكونوا مسالمين طيبي القلب لأنهم يفرجون عن طاقتهم العدوانية بالضحك وان الضحك العميق النابع من القلب يشعر الفرد بالطمأنينة والسرور والبهجة والرضا وراحة الضمير. مبيناً أبو سنينة ان التأثير الاجتماعي للضحك يكسب الشخص محبة الناس، وودهم وتزيد من تقبلهم له وتؤدي الى المودة والمحبة والراحة والسكون وتساعد على احتواء غضب الاخرين ويصبح الفرد موضع ثقة واعتماد الاخرين وتشيع الحب والسعادة بين الناس وتقلل من القلق والاكتئاب في المجتمع والضحكة هي طريق النجاح والتفوق والابداع، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف «تبسمك في وجه اخيك صدقة» فما أجمل لغة الابتسامة لانها لغة الحياة والتفاؤل وهي طريق الصحة والسعادة والشعور النفسي العميق النابع من القلب بالطمأنينة والسرور.

» اعرف ثمن عملة بلدك الحالي بالنسبة لأي عملة في العالم
» الاختلافات بين عملة البيتكوين و عملة الريبل
» طارق خوري : عزوف الاردنيين من اصل فلسطيني هل هو عنوان فج ؟
» شجرة الضحك
» غلاسة تموت من الضحك