منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 القدس... العصور التاريخية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القدس... العصور التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: القدس... العصور التاريخية   القدس... العصور التاريخية Emptyالسبت 07 فبراير 2015, 1:19 am

القدس... العصور التاريخية 3265

هاجر الكنعانيون بسبب الجفاف والقحط من الجزيرة العربية باتجاه بلاد الشام في الألف الرابع قبل الميلاد، وأقام الكنعانيون داخل بلاد الشام وجنوبها الشرقي (شرقي الأردن) إضافة إلى جنوب فلسطين وساحلها وجنوبها الغربي. وعرفت المنطقة التي نزلت بها القبائل الكنعانية باسم (أرض كنعان)، وشملت الشريط الساحلي الممتد من صيدا وحتى غزة، ومن الساحل الغربي إلى البحر الميت شرقاً، ومن بحيرة طبريا شمالاً إلى بئر السبع جنوباً.
وكان الكنعانيون ينقسمون إلى قبائل متعددة، اتخذت كل واحدة منها مكاناً خاصاً نزلت فيه، دون أن تتمكن من إقامة دولة موحدة، إلا أنها كانت على جانب كبير من الحضارة والمدنية. وتبرز الدراسات التاريخية، بأن قبيلة (يبوس) تعد أول من سكن مدينة القدس وما حولها، وكان ذلك سنة (2500) قبل الميلاد.
وعلى الرغم أن الكنعانيين عبدوا عدة آلهة في الإطار العام، إلا أن الدلائل تؤكد على أنهم اعتقدوا بالتوحيد ومارسوا هذه العقيدة. فقد أشارت روايات التوراة إلى أن ملكي صادق، الملك العربي اليبوسي الذي حكم مملكة (شاليم – ساليم) وكان صديقاً لخليل الله إبراهيم عليه السلام اعتقد هو وجماعته بالله الواحد العلي مالك السماوات والأرض، واتخذ من بقعة الحرم القدسي الشريف معبداً له، وقدم ذبائحه على موضع الصخرة المشرفة، وقد مجدته التوراة، كما مجده الإنجيل باعتبار أنه أول من قدس الحرم الشريف ووصفاه بأنه (كاهن الله العلي).
وتدل الدراسات التاريخية والأثرية أن الكنعانيين لم ينقطع نسلهم في فلسطين مع كثرة الأجناس التي تعاقبت على السكن فيها، فقط ظلوا فيها حاكمين ومحكومين يشكلون سواد السكان بعد اندماجهم مع المسلمين وإن كان اسمهم قد غاب في التاريخ.
1- العصر الفرعوني:
حكم الفراعنة المصريون القدس في مطلع القرن السادس عشر قبل الميلاد، واستمرت فترة النفوذ المصري نحو مائتين سنة، فقد تعرضت المدينة إلى غارات البدو (الخابيرو)، مما اضطر الوالي المصري عبدي خيبا أن يستنجد بأخناتون، غير أن الأخير لم يتمكن من مساعدته. ولم يعد الحاكم المصري للقدس إلا في زمن سيتي الأول (1317-1301) قبل الميلاد، ويستدل من إحدى الرسائل التي أرسلها عبد خيبا إلى سيده اخناتون أن سكان المدينة قد اضطروا إلى مغادرتها والهرب إلى الجبال وبعضهم قد التجأ إلى مصر، حيث جاء في الرسالة "وأخذ الفلسطينيون يهاجرون رعباً من فظائع بدو الخابيري، فتركوا بلادهم واعتصموا بالجبال".
2- العصر اليهودي:
هاجم اليهود فلسطين في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وفي عام 977 أو 1000 ق.م تمكن داود عليه السلام من الاستيلاء على المدينة وسماها باسمه، وبنى فيها قصراً وحصوناً. وخلف سليمان عليه السلام الذي ولد ونشأ في القدس والده وحكم القدس أربعين سنة، بنى خلالها الهيكل في المكان الذي كان يتعبد فيه ملكي صادق. وكان هذا المعبد لجميع اليهود ثم أصبح بعد وفاة سليمان  عليه السلام معبداً لأقلية من اليهود حيث انقسمت الدولة في عهد رحبعام بن سليمان واختفى اسم (مدينة داود) ليحل محله اسم (أورشليم) تجريفاً لاسمها العربي الكنعاني. وخلال 337 سنة، وهي فترة حكم اليهود، حكم عشرون ملكاً، مات أكثرهم من نصفهم قتلاً بأيدي قومهم. وقد أصاب القدس في ظل الحكم اليهودي الكثير من الأهوال، فقد استولى عليها الأعداء مراراً، وسلبوا أموالها وعمت الفوضى الدينية والفساد وشاعت العبادة الوثنية بين سكانها وأكثرهم من اليبوسيين والكنعانيين والعموريين.
3- العصر الفارسي:
وفي زمن صدقيا بن يوشيا، وهو آخر ملوك اليهود على القدس (597-586) ق.م، أرسل نبوخذ نصر (بختنصر) جيشه وحاصر المدينة ثم احتلها ونقل سكانها من اليهود أسرى إلى بابل بالعراق، ومن بينهم الملك وأحرق الهيكل، وخرب المدينة وجعلها أكواماً من الأنقاض. وبعد أن استولى الفرس على سورية وفلسطين، سمح الملك قورش سنة 538 ق.م لمن أراد من الأسرى اليهود بالعودة إلى القدس. وبتأثير زوجته التي يتصل نسبها بملوك اليهود، بنى قورش – رغم مقاومة سكان جنوب فلسطين وأوساط الشام – هيكلاً جديداً أسماه هيكل قورش. وظل هذا الهيكل قائماً من سنة 515 ق.م وحتى سنة 20 ق.م حين بدأ هيرودوس الكبير في بناء هيكلاً جديداً.
4- العصر اليوناني:
استولى الاسكندر المقدوني على القدس سنة 332 ق.م، فاستقبله سكانها من اليهود بالترحاب متناسين فضل الفرس عليهم، وبعد وفاة الاسكندر، تأرجحت السيطرة على المدينة في عهد خلفائه، فخضعت أولاً للبطالمة في مصر ثم انتقلت سنة 198ق.م إلى حكم السلوقيين في سورية. وقد تأثر السكان في هذا العهد الهلينستي بالحضارة الإغريقية، وقام الملك السلوقي انطيوخوس الرابع بتدمير الهيكل سنة 165 ق.م وأرغم اليهود على اعتناق الوثنية اليونانية. وكان من نتيجة ذلك أن اندلعت ثورة المكابيين، ونجح اليهود في إحداث قلاقل وفتن وحروب دامية، وحصلوا على نوع من الحكم الذاتي تحت حكم الحاسمونيين من سنة 135 وحتى سنة 76 ق.م.
5- العصر الروماني:
بعد فترة من الفوضى، استولى القائد الروماني بومبي على القس سنة 63 ق.م فأصبحت المدينة تتبع الإمبراطورية الرومانية، ولكن في عام 40 ق.م استولى الفرس على القدس مرة أخرى ثم لم يلبث الرومان أن استردوها بعد عامين، وعينوا هيرودوس الأرومي ملكاً عليها، فجدد بناء الهيكل إرضاءً لليهود الذين سمح لهم بشيء من الحكم الذاتي.
ورغم الامتيازات التي خص الرومان السكان اليهود بها عن غيرهم، إلا أن القدس نظموا عصياناً وقاموا بإحداث شغب مما اضطر تيطس إلى دخول القدس سنة 70 ميلادية لتأديبهم، فأحرق المدينة بعد نهبها حتى أصبحت قاعاً صفصفاً وبيع كثير من الأسرى اليهود في سوق العبيد. ورغم قضاء  الإمبراطور الروماني المبرم على القدس، إلا أن سكانها من اليهود عادوا إلى التمرد في عامي 115 و 132 ميلادية، وتمكنوا في المرتين من السيطرة على المدينة. فما كان من الإمبراطور هدريان إلا أن أخمد هذا التمرد بعد تدمير المدينة 135 ميلادية وحرث أرضها وتشتيت أهلها ما بين قتيل وأسير. ولم يسمح هدريان إلا للمسيحيين فقط بالإقامة في القدس، شريطة ألا يكونوا من أصل يهودي. كما أمر الإمبراطور بألا يسكن (إيليا) أي من اليهود الذي شتتهم في أنحاء العالم. وبذلك يكون الرومان قد دمروا القدس مرتين، انقطع إثرهما تواجد اليهود فيها لمدة ألف سنة، فلم يسكنوها، وإن الإمبراطور قسطنطين قد سمح لهم فيما بعد بدخول المدينة زائرين مرة واحدة في السنة، وخلال القرون الخمسة التي تلت التدمير الثاني للمدينة استعان الرومان بنحو خمسين يهودياً للخدمة والأعمال الدنيا.
ولما انقسم الرومان عام 395 ميلادية إلى قسمين متناحرين، ضعفت مملكة القدس، فهاجمها الفرس واحتلوها عام 614 ميلادية بمساعدة خمسة وعشرون ألف يهودي. وكان لليهود دوراً بارزاً في الفتن والنهب والدمار والحرق الذي أصاب كنيسة القيامة والأديرة والكنائس حيث قدر عدد القتلى من المسيحيين بأكثر من ستين ألفاً. ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلاً، إذ انتصر هرقل على الفرس عام 627 ميلادية، واسترد الصليب منهم وأعاد القدس إلى الحكم الروماني مرة أخرى.
6- العصر الإسلامي الأول:
بعد قتال دام أربعة أشهر كاملة، طلب البطريرك صفرونيوس من قائد جيوش المسلمين – أبو عبيدة بن الجراح – أن يستدعي الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليسلمه شخصياً مدينة القدس. ودخل عمر بن الخطاب عن طريق جبل المكبر في أيار من سنة 636ميلادية حيث كتب للنصارى وثيقة منحتهم الحرية الدينية في القدس مقابل الجزية بناء على طلبهم. وبناءاً على تلك الوثيقة التي عرفت باسم (العهدة العمرية) بقي النصارى على حالهم في ظل مختلف حقب الحكم الإسلامي، محتفظين بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم ومعتقداتهم.
ومع عمر بن الخطاب وبعده، وفَدَ إلى القدس عدد كبير من الصحابة والتابعين، وأقبل المسلمون عليها من كل ناحية، فمنهم من جاء مع الفتح ومن جاءها بقصد الإقامة، ومنهم من جاءها بقصد الزيارة والتبرك وتلقي العلم، ومنهم من جاءها للإهلال بالحج والإحرام قبل التوجه لمكة المكرمة. وكهذا، أخذ العنصر الإسلامي ينمو وينتشر بسرعة وعاد إلى المدينة طابعها الإسلامي.
أولى الخلفاء الأمويون والعباسيون مدينة القدس اهتماماً كبيراً، وكان للمدينة منزلة وعناية خاصة. وشهدت الحركة العلمية في القدس ابتداءً من القرن الثاني الهجري انتعاشاً كبيراً تمثل في زيارة وإقامة عدد كبير من العلماء والأئمة من مختلف البلدان. كما شهدت المدينة نهضة طبية، وبرز فيها عدد من الأطباء المشهورين.
7- العصر الصليبي:
الخلافات بين السلاجقة والفاطميين وتنازعهم المستمر على بلاد الشام من جهة، والصراعات الداخلية بين سلاطين السلاجقة، وهم الذين كانوا يمسكون بمقدرات الخلافة العباسية آنئذ، سهل على الصليبين مهمتهم وأدى إلى نجاحهم في احتلال بيت المقدس وأقسام كبيرة من بلاد الشام. ففي سنة 492هـ/ 1099م، سقطت القدس بيد الصليبيين، وبذلك انتهت الفترة الأولى من تاريخها الإسلامي الذي دام نحو خمسمائة عام. وارتكب الغزاة في المدينة مجزرة رهيبة، وخصوصاً في منطقة الحرم الشريف حيث ذكرت الإحصاءات أن عدد ضحاياهم بلغ سبعين ألفاً، الأمر الذي يتناقض تناقضاً صارخاً مع تسامح عمر بن الخطاب والمسلمين فيما بعد. كما نهب الصليبيون ما كان في الصخرة والأقصى من كنوز وحولوا منطقة الحرم إلى كنائس ومساكن للفرسان وإسطبلات لخيولهم.
وهكذا، قامت في بيت المقدس مملكة لاتينية يتولى الحكم فيها ملك كاثوليكي، وأصبحت البطريركية الكاثوليكية تقوم على إقامة الشعائر الدينية للنصارى بدلاً من البطريركية الأرثوذكسية مما آذى شعور الطوائف المسيحية قاطبة وأثار استنكارها وعدم رضاها. ورغم ما أحدث الصليبيون، فإن المسلمون لم يسلموا بالهزيمة والقبول بالأمر الواقع، بل كانوا يتحينون الفرص لاسترجاع المدينة الذي شكل الهدف الأسمى عند القادة المخلصين الذين سعوا لتوحد الصفوف والنهوض بمهمة التصدي الجدي للصليبيين.
8- العصر الإسلامي الثاني:
سعى آل زنكي، عماد الدين ثم نور الدين، لتوحيد صفوف المسلمين وممالكهم وقتال الصليبيين في وقت واحد. واستطاع صلاح الدين الأيوبي أن يكمل ما بدأه ويسترد القدس من الصليبيين عام 1187 م بعد انتصار المسلمين في معركة حطين. ودخل صلاح الدين القدس صلحاً وسمح للصليبيين بمغادرتها بعد دفع جزية بسيطة، وسمح للمسيحيين الشرقيين بالبقاء في المدينة.
وفي خضم الانتصار الذي حققه المسلمون، أزال صلاح الدين الصليب عن قبة الصخرة ووضع فيها المصاحف وعين لها الأئمة، ووضع في المسجد الأقصى المنبر الذي أمر نور الدين بصنعه، ودشن إنشاءات إسلامية كثيرة بهدف تحصين المدينة كحفر خندق عميق وإنشاء سور وأبراج حربية من باب العمود إلى باب الخليل، كما اتخذ إجراءات متتالية لإسكان المسلمين بالقدس، وإنشاء مؤسسات مختلفة فيها، وهي إجراءات تبعه فيها خلفاءه من الأيوبيين.
ولكن ورثة صلاح الدين ارتكبوا بحق القدس – بعد كل ما عملوا من أجلها – خطيئتين كبيرتين: الأولى سنة 1219م، والثانية سنة 1129م. ففي الأولى أمر الملك العظيم عيسى ابن الملك العادل أبو بكر أخو صلاح الدين، متعللاً بالضرورات الاستراتيجية وبالعجز أمام الضغط الصليبي، بتخريب أسوار القدس وكثير من مبانيها خشية عدم القدرة على المحافظة على المدينة إثر احتلال الصليبيين لدمياط في السنة السابقة، وخوفاً من استحكام الصليبيين داخل أسوارها إن تمكنوا من احتلالها فيتعذر بالتالي إخراجهم منها. ومع أسوار القدس، خرب الجند الكثير من معالم المدينة وخرج كثير من سكانها متوجهين إلى الكرك ودمشق تاركين أموالهم وممتلكاتهم. وفي المرة الثانية، سلم الملك الكامل القدس – باستثناء منطقة الحرم – إلى الملك فردريك ملك صقلية، وظلت القدس بيد الصليبيين 11 سنة حيث عاد الملك الناصر داود واستردها. ولكنها عاد وسلمها للصليبيين بعد أربع سنوات مرة أخرى. وفي سنة 1244 م استرد الملك الصالح نجم الدين أيوب القدس نهائياً.
9- الاحتلال البريطاني:
سار التطور الذي شهدته القدس في القصر الأيوبي في خط متصاعد وثابت في عصر المماليك الذي دام نحو 260 سنة، وقد حظيت فيه المدينة بمظاهر التقدير بوصفها المدينة الثالثة في الإسلام، سواء في النهضة العمرانية أو في قيام المؤسسات الدينية والعلمية.ونالت القدس في عهد السلاطين العثمانيين الذي استمر أربعمائة عام (1556-1917) اهتماماً فائقاً. فقد أولوا الأماكن المقدسة كل العناية والرعاية، وسعوا في تعميرها وحماية الطرق المؤدية لها. فجددوا قبة الصخرة، وبنو سور القدس لحماية المدينة من العدوان الخارجي والغارات.
 
ومن المعروف أن الدولة العثمانية بلغت أوج قوتها في القرن السادس عشر، ثم بدأ الضعف يدب فيها مع نهاية ذلك القرن، وقد انعكست هذه الأوضاع على أقطار الدولة العثمانية عموماً، ومنها فلسطين والقدس. وظهر ذلك في عجز الدولة عن كبح النزاعات المسلحة بين أمراء الإقطاع، وسوء الإدارة، مما أثر بشكل كبير على الحركة الاقتصادية والعلمية والعمرانية في القدس ابتداءً من القرن السابع عشر الميلادي، وبلغ التدهور أوجه في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي حيث بدأ تأثير التغلغل الأجنبي في القدس والشعور بالخطر المتزايد يتهدد المدينة من الغربيين وفيهم الصهاينة، وسقطت القدس بأيدي الجيوش البريطانية في 8-9/12/1917، وكان البيان الذي أذاعه الجنرال اللنبي بداية المؤامرة والنكبة التي تعيشها القدس، حيث سارت حملات الاستيطان والتهويد في فلسطين بشكل عام، وفي القدس بشكل خاص بوتيرة متسارعه لتصبح على شكل هجمات استيطانية تستهدف إضفاء الطابع اليهودي على المدينة. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القدس... العصور التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: رد: القدس... العصور التاريخية   القدس... العصور التاريخية Emptyالسبت 07 فبراير 2015, 1:21 am

القدس... معلومات وحقائق

الموقع الجغرافي:
تقع مدينة القدس على خط طول خمسة وثلاثين درجة وثلاث عشرة دقيقة شرقي خط جرنتيش، وعلى خط عرض واحد وثلاثين درجة وسبعة وأربعين دقيقة شمالاً. وهي تقع على سلسلة تلال ذات سفوح تميل من الغرب إلى الشرق، يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر ما بين سبعمائة وعشرين وثمانمائة وثلاثين متراً. وتبعد المدينة – في خطوط مستقيمة- عن البحر المتوسط اثنين وخمسين كيلومتراً، وعن البحر الميت اثنين وعشرين كيلومتراً، وعن البحر الأحمر مائتين وخمسين كيلومتراً. وأما بالنسبة للطرق المعبدة التي تربط بين القدس وكل من المدن الفلسطينية والعواصم العربية، فهي كما يلي: عكا (150)، نابلس (65)، الخليل (36)، يافا (62)، غزة (92)، عمان (88)، دمشق (290)، بيروت (388)، القاهرة (528)، بغداد (865).
تشير الحفريات الأثرية إلى أن النواة الأولى لمدينة القدس أسست على تلال الضهور (الطور أو تل أوفل) التي تطل على قرية سلوان إلى الجنوب الشرقي من الحرم القدسي الشريف، ومساحتها نحو 55 دونماً. وأسهمت مياه عين أم الدرج التي تقع في الجانب الشرقي من تلال الضهور في توفير المياه للسكان. ومع مرور الزمن، انتقلت النواة الأولى إلى تلال أخرى، مثل مرتفع بيت الزيتون (بزيتا) في الشمال الشرقي، ومرتفع ساحة الحرم (مدرياً) في الشرق، ومرتفع صهيون في الجنوب الغربي، وهي المرتفعات التي تقع داخل السور فيما يعرف اليوم بالقدس القديمة، ومساحتها حوالي كيلومتراً واحد، وتقع فيها الأماكن المقدسة عند الأديان الثلاثة.
وتتميز القدس بموقع جغرافي استراتيجي محمي بخطوط دفاعية طبيعية. فمن جهة، تحيط بالمدينة مجموعة كبيرة من الأودية، منها ثلاثة أودية هي: وادي جهنم من الشرق ويعرف أيضاً بوادي سليمان أو وادي يهوشافاط أو وادي ستنامريم، ووادي الجبانين من الغرب، ثم وادي الربابة من الجنوب والجنوب الغربي. وأما الجهة الشمالية، فيتصل المرتفع مع أرض الحرم الشريف بأرض مستوية لا يوجد فيها عوائق طبيعية. لذلك كانت معظم الحملات العسكرية التي استهدفت تعسكر على جبل المشارف، في الجهة الشمالية من القدس، وتشن غاراتها انطلاقاً منه. كما أن جميع الفاتحين كنبوخذ نصر، والاسكندر، وبومبي، وعمر بن الخطاب دخلوا المدينة من الشمال.
ومن جهة أخرى،  فإن طبيعة العامل الطبوغرافي للقدس يجعلها قلعة حصينة، فهي محاطة بالجبال من جميع الجهات. وميزة هذه الجبال تكمن في كونها مراصد للإنذار المبكر،وتمنح المدافعين فرصة لملاقاة الغزاة قبل وصولهم للمدينة. فمن ناحية الشرق، يقع جبل الزيتون (جبل الطور) الذي يرتفع نحو 830 متراً عن سطح البحر، مطلاً على جميع المنطقة الشرقية وحتى وادي الأردن. ومن ناحية الغرب، تحيط بالمدينة سلسلة من الجبال أعلاها جبل النبي صموئيل الذي يشرف على المنحدرات الغربية، ويطل على المنطقة الساحلية من فلسطين. ويرتفع جبل المشارف (سكوبس) مطلاً ومشرفاً على منطقة تصل حتى مدينة رام الله في الجهة الشمالية من القدس، وقد دعي بذلك لأنه يشرف على المدينة، والناظر لها من هذا الجبل يرى لها منظراً جميلاً حيث يشاهد أيضاً الطور والبحر الميت ومنطقة الكرك. وأما من الثغر الجنوبي للمدينة، فيقع على جبل المكبر الذي يشرف بدوره على المنطقة الجنوبية إلى مسافة تتجاوز مدينة بيت لحم.
وسمي هذا الجبل بهذا الاسم، لأن الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وقف عليه وكبر ساعة أطل على بيت المقدس قادماً من الحجاز ليتسلم المدينة.
ومع تزايد عدد سكان المدينة باستمرار، لم يعد موضع المدينة القديم يستوعب السكان والمباني داخل السور، فانتشر العمران خارج السور في جميع الجهات، وظهرت الأحياء الحديثة التي تعرف بالقدس الجديدة، إضافة إلى الضواحي التي ارتبطت بالمدينة وكانت في القديم قرى تابعة لها مثل قرى شعفاط، وبيت حنينا، وسلوان، وعين كارم، ودير ياسين، والقسطل (شكل مرفق)، كما زحف العمران على الجبال المجاورة، فأقيمت عليها أحياء جميلة مثل حي المشارف على جبل المشارف، وحي القطمون على جبل القطمون، وحي المكبر على جبل المكبر.
 
أسماء القدس:
تتجلى أحداث القدس التاريخية في الأسماء العديدة التي أطلقت على المدينة، فقد عمّر العرب الكنعانيون بيت المقدس قبل نحو 5000، ودعوها (أورسالم) نسبة إلى سالم أو شالم بمعنى السلام، وأور كلمة سومرية تعني مدينة. وقد انتقل هذا الاسم إلى الأمم القديمة عن طريق العرافيين حيث حرّف إلى (يروشالايم) عند اليهود، و(أوشامام) عند الفراعنة، و(هيروسوليما) عند اليونان والرومان، و(جروسالم) عند الغربيين.
وفي القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أغار بنو إسرائيل على أرض كنعان. وحاربت القبيلة الكنعانية العربية التي استقرب منذ فجر تاريخها في مدينة القدس والجبال المحيطة بها، بني إسرائيل نحو مائتي سنة. وخلال تلك المدة، اشتهرت القدس باسم (مدينة يبوس)، وهو اسم أطلقه يوشع – قاد بني إسرائيل – نسبة لاسم زعيم القبيلة الكنعانية. وحين دخل اليهود المدينة سنة 997 قبل الميلاد بقيادة داود عليه السلام، أصبحت تعرف باسم (مدينة داود)، إذ أنه جعلها مقراً لحكمه.
ولكن اسم (مدينة داود) الذي أطلق على القدس لم يدم طويلاً، فقد أخذت (أورشليم) تحل محلها. وعلى الرغم من انتهاء النفوذ السياسي لليهود الذي لم يستمر أكثر من 73 سنة، إلا أن الفرس واليونان والرومان الذي تعاقبوا في السيطرة على المدينة استمروا في استخدام اسم (أورشليم)، وهو كما ذكرنا تحريف لاسمها العربي الكنعاني (أورسالم – أورشاليم).
وفي عام 135 ميلادية، دمر الإمبراطور الروماني هدريان المدينة ومسحها وشتت أهلها، وغير اسمها إلى (إيليا كابيتولينا) ويقال معناها بيت الله – ومع أن الإمبراطور قسطنطنين أعاد للقدس اسمها القديم (أورشليم) سنة 324 ميلادية، إلا أن العرب ظلوا يعرفونها باسم (إيليا) حتى بعد الفتح الإسلامي. أصبحت تعرف باسم (القدس) و(بيت المقدس) و(القدس الشريف)، أي المكان المطهر من الذنوب، ويقال المنزه عن الشرك والمرتفع، وهي تسميات ثابتة في القرآن الكريم والسنة.
 
الأماكن المقدسة:
تحتل مدينة القدس مكانة عظيمة في نفوس المسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء. وترتكز هذه المكانة عند الأديان الثلاثة بأن عدداً كبيراً من الرسل والأنبياء قد عاشوا في القدس، أو كان لهم صلة بها بشكل من الأشكال. ومن هذه الصلات ما يعتبر حقائق تاريخية ومنها ما يبنى على القصص والروايات القديمة ولا يمكن إثباته بالأدلة التاريخية، ويكفي أن نشير إلى ما معروف عن صلة الأنبياء إبراهيم ويعقوب وإسحاق وعيسى ويحيى وزكريا وصالح عليهم السلام ببيت المقدس. وتذهب الروايات المتوارثة إلى أبعد من ذلك، فتربط بين القدس وبيت آدم ونوح وسام بن نوح. فقد قيل أن آدم – عليه السلام – دفن في مغارة بين القدس ومسجد إبراهيم، وقيل إن سفينة نوح سارت حتى بلغت بيت المقدس فوقفت ونطقت بإذن الله تعالى، وقالت: يا نوح هذا موضع بيت المقدس الذي يسكنه الأنبياء من ولدك. وقيل إن سام بن نوح هو الذي اختط القدس وبناها وكان ملكاً عليها، وكان يلقب ملكي صادق، وجاء في الأثر أن عبدالله بن عمر قال "بيت المقدس بنته الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعمرته، وما فيه موضع شبر إلا وقد سجد عليه ملك". وقال مقاتل بن سليمان "ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى عليه نبي مرسل أو قام عليه ملك مقرب".
تعتبر العقيدة الإسلامية الإيمان بالرسل والأنبياء وبالرسالات السماوية أصلاً من أصول العقيدة، إذ أن الدين الإسلامي جاء مصدقاً للرسالات السماوية السابقة التي حملها الرسل عليهم الصلاة والسلام. ففي أية (3، 4) من سورة آل عمران {نزل عليك الكتاب مصدقاً لما بين يديه، وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدىً للناس، وأنزل الفرقان}. وفي آية (13) من سورة الشورى {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}، ومن هذا المنطلق، فإنه يمكن تحديد أهم الأماكن الإسلامية المقدسة على النحو التالي:
(1) المسجد الأقصى: وهو ثاني مسجد بناه إبراهيم عليه السلام بعد الكعبة المشرفة، كما ورد ذلك عن النبي صل الله عليه وسلم. والأقصى تعنى الأبعد، والمراد بعده مكة بقرينة جعله نهاية الإسراء من المسجد الحرام.
(2) مسجد الصخرة : وله تاريخ عريق، فعنده اتخذ إبراهيم عليه السلام معبداً ومذبحاً. وهي التي أقام يعقوب عليه السلام عندها مسجده بعد أن رأي عموداً من النور فوقها، وهي التي نصب عليها يوشع عليه السلام قبة الزمان أو خيمة الاجتماع التي أنشأها موسى عليه السلام في التيه. وبنى داود عليه السلام عندها محرابه، فيما شيد سليمان عليه السلام عندها المعبد العظيم المنسوب إليه كما عرج الرسول صل الله عليه وسلم من فوقها إلى السماء في ليلة الإسراء.
(3) البراق: وهو الحائط الذي يحيط بحرم المسجد الأقصى من الناحية الغربية، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحرم الشريف. وسمي بهذا الاسم، لأنه المكان الذي ربط عنده الرسول صل الله عليه وسلم براقه ليلة الإسراء والمعراج. ويسميه اليهود حائط المبكى، لاعتقادهم أنه من بقايا هيكلهم القديم الذي عمره هيرودوس سنة 18 ق.م، ودكه تيطس سنة 70 م. ولذلك، أخذوا يقدسونه وراحوا يزورنه.
 
وبالنسبة للمسيحيين، فإن كنيسة القيامة التي بنتها الملكة هيلانة سنة 335 ميلادية، في الموضع الذي اكتشف الرومان فيه صليباً قالوا إنه الذي صلب  عليه المسيح تعد أهم مكان مقدس للديانة المسيحية في القدس. وإلى جانب حائط المبكى، فإن مكان هيكل سليمان عليه السلام يعد مكاناً مقدساً لليهود. وما يزال الصهاينة يبحثون عن مكان الهيكل على مرتفعات القدس، وبخاصة في حرم المسجد الأقصى. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القدس... العصور التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: رد: القدس... العصور التاريخية   القدس... العصور التاريخية Emptyالسبت 07 فبراير 2015, 1:22 am

القدس... المعالم الإسلامية

مباشرة بعد الفتح الإسلامي، أخذت مدينة القس تلبس حلة جديدة، جاء ذلك على شكل إعمار لمنطقة المسجد الأقصى بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، بعد فتحها عام 15هـ (636م).
هذا وبرز بشكل ملفت للنظر خلال الحكم الأموي، ببناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة على يد الخليفة عبد الملك بن مروان وابنه الوليد بن عبد الملك، واستمر إعمار الحرم القدسي خلال مراحل التاريخ الإسلامي، سواءً أيام العباسيين أو الفاطميين أو المماليك، ثم جاء دور العثمانيين فواصلوا ذلك أيضاً.
الإعمار المذكور جاء على شكل إجراء أعمال بناء وتوسيع لمساجد الحرم أو ترميمها وأحياناً أخرى وقف مبان وسبل لزائري القدس للصلاة والزيارة.
 
هذا ويبلغ طول الحرم المقدسي:
من الجهة الغربية (490) متراً، ومن الجهة الشرقية (474) متراً، ومن الجهة الشمالية (321) متراً، ومن الجهة الجنوبية (283) متراً.
أما محيطه فهو كالتالي:
الحائط الشمالي (1042) قدماً
الحائط الشرقي (1530) قدماً
الحائط الجنوبي (922) قدماً
الحائط الغربي (1601) قدماً
 

 
 

الصخرة المشرفة:
الطول (17,70) متراً
العرض (13,50) متراً    
الارتفاع (1,25) متراً
 

 
 

قبة الصخرة:
مثمنة الشكل طول الجانب (67) قدماً، وارتفاع القبة (170) قدماً، مبنية على (4) دعائم و(12) عاموداً ولها (4) أبواب.
 

 
 

المسجد (الجامع) الأقصى:
الطول (80) متراً، العرض (55) متراً، الأبواب (10)، وقبة من الخشب المغطى بالرصاص.
 

 
 

قباب المسجد الأقصى:
قبة السلسلة، قبة المعراج، قبة محراب النبي، قبة يوسف، قبة الشيخ خليلي، قبة موسى، القبة النحوية، قبة الخضر، قبة سليمان.
 

 
 

مآذن المسجد الأقصى:
مئذنة باب المغاربة أو المئذنة الفخرية، مئذنة باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة، مئذنة باب الأسباط.
 

 
 

أروقة المسجد الأقصى:
الرواق الممتد من باب حطة إلى باب شرف الأنبياء (باب فيصل)، يقع في المنطقة الوسطى لسور الحرم الشمالي.
الرواق المحاذي لشرف الأنبياء.
الرواقان السفليان اللذان تحت دار النيابة شمال الحرم من الغرب، ورواقان فوقهما مستجدان.
الأروقة الغربية وتمتد من باب الغوانمة إلى باب المغاربة/ المنطقة الغربية للحرم.
الرواق الممتد من باب الناظر إلى باب القطانين/ امتداد الرواق السابق جنوباً.
الرواق الممتد من باب القطانين إلى باب السلسلة/ امتداد الرواق السابق جنوباً.
الرواق الممتد من باب السلسلة إلى باب المغاربة/ امتداد الرواق السابق جنوباً.
 

 
 

سبُلُ الحرم:
سبيل قايتباي، سبيل شعلان، سبيل باب الحبس، سبيل علاء الدين البصيري، سبيل البديري، سبيل قاسم باشا، سبيل السلطان السليمان.
 

 
 

آبار الحرم:
بئر الشيخ الخليلي، بئر الأمانة، بئر أبي السعود، بئر باب الجنة، بئر العصافير، بئر الخلود، البئر الأسود.
 

 
 

أبواب الحرم المقدسي:
باب الأسباط، باب حطة، باب شرف الأنبياء/ أو باب العتم أو باب فيصل، باب الغوانمة/ باب الخليل أو باب الوليد، باب الناظر/ باب علاء الدين أو باب الحبس أو باب المجلس، باب الحديد، باب القطانين، باب المتوضأ، باب السلسلة، باب المغاربة/ باب النبي أو باب البراق، باب السكينة/ مغلق، باب الرحمة / مغلق، باب التوبة/ مغلق، باب البراق/ مغلق.
 

 
 

العقارات المقدسية الموقوفة على الحرم:
دار الأيتام الإسلامية، تكيّة خاصكي سلطان، خان السلطان، دار المحكمة الشرعية عند باب السلسلة، دار الشيخ الحنبلي، كلية روضة المعارف، المدرسة البكرية، حمام الشفا، دكاكين على مقربة منه في سوق القطانين، دار حبس الرباط، دار حبس الدم.
 

 
 

المصلى المرواني:
يقع المسجد المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، وكان يطلق عليه قديماً التسوية الشرقية من المسجد الأقصى. ويتكون من (16) رواقاً، تبلغ مساحتها (2775) متراً مربعاً، أي ما يقارب (4) دونمات. وقد استعمل زمن الرسول صل الله عليه وسلم مصلى للأنبياء جميعاً ضمن المسجد الأقصى المبارك. وللتسوية مداخل عديدة منها مدخلان من الجهة الجنوبية وخمسة مداخل من الجهة الشمالية، استخدمه معاوية كمصلى ومكان للتدريس. وخصص زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية متكاملة، ومن هنا أطلق عليه اسم المصلى المرواني .
عند احتلال الصليبيين للمسجد الأقصى استخدم المكان مربطاً لخيولهم ودوابهم، ومخازن ذخيرة، وأطلقوا عليه "اسطبلات سليمان". وعند عودة القدس على يد صلاح الدين الأيوبي في (27 رجب 583هـ) أغلقت البوابات الجنوبية للمصلى وعددها بابان (المفرد والثلاثي).
سقف أيام العثمانيين/ سليمان القانوني وهو السقف الحالي.
الأعمدة والأقواس في المصلى تعود لفترة عبد الملك بن مروان.
تم افتتاحه مجدداً لجمهور المصلين في (12/12/1996م) بالتعاون بين هيئة الأوقاف الإسلامية وجمعية الأقصى، (الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر) ولجنة التراث.
 
المقابر الإسلامية في القدس
اشتهرت مدينة القدس عبر التاريخ بكثرة الفاتحين وحب الزائرين وولعهم، ومقصد العلماء والفاتحين، وكان لمكانتها الدينية والدنيوية المميزة والمنفردة خصوصية لا تضاهيها خصوصية، الأمر الذي جعل كثيراً من هؤلاء الزوار الرحالة والمشاهير والعظماء الذين زاروها أو عاشوا فيها، أو يوصوا بدفنهم فيها تحت ترابها الطاهر.  وقال السلف الصالح عن القدس "لا يوجد فيها موقع شبر إلا وقد صلى عليه نبي أو أقام عليه ملك مقرب". وبعد دخول القدس في رحاب الإسلام، أصبح الرباط والمرابطة والجهاد في بيت المقدس له شأن كبير عند الله عز وجل، فالمرابطون فيها هم في جهاد إلى يوم القيامة، والمدفونون فيها هم دليل ورابط قوي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، ويربط الأجداد بالأحفاد، فهو امتداد جسدي ونفسي للأجيال من بعد.
وفي معظم بيوت القدس القديمة دفن مسلمون، ولا تزال شواهد قبورهم شامخة وظاهرة في مكانها. وعليه فللمسلمين في القدس مقابر كثيرة، منها ما كان مستعملاً فيما مضى، واندثر مع الزمن ومنها لا يزال مستعملاً حتى يومنا هذا.
المدفونون من الصحابة في القدس هم: عبادة من الصامت، أبو ريحانة، إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي المقدسي، فيروز الديلمي، شداد  بن أوس، ذو الأصابع التميمي، مسعود بن أوس  بن زيد، سلام بن قيس، وائلة بن الأسقع، أبو أبيّ بن أم حرام، يزيد بن سلام، عبد الله بن محيريز الجمحي، زياد بن أبي سودة.
أما كبار الشخصيات المدفونة في مقبرة مأمن الله، فهم:
الفقيه ضياء الدين أبو عيسى محمد الهكاري / مستشار صلاح الدين الأيوبي توفي سنة (585، 1289م).
الشيخ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد القرشي الهاشمي / مغربي أندلسي/ توفي سنة (599، 1202م).
قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة (675، 1276م).
الكمال ابن أبي الشريف.
الأمير علاء آيد وغدي بن عبد الله الكبكي.
المقر العالي عمر بن إبراهيم بن عثمان بن علم الواسطي (684، 1285م).
الأمير صلاح الدين محمد ازدمر السلحدار الناصري (697، 1297م).
إبراهيم بن محمد (5708، 1308م).
القاضي شرف الدين منيف الحاكم بالقدس الشريف (714، 1313م).
الشيخ شرف الدين عيسى إمام الحرم القدسي (719، 1319م) .
ايدمر الشيخاني ناظر الحرمين (721هـ، 1321م).
الشيخ العابد الزاهد جلال الدين العقيلي المعروف بابن القلانسي (722هـ، 1322م).
الشيخ الصالح عبد الله محمد بن إبراهيم المصري توفي سنة (372هـ، 1323م).
الحاج عليوان بن إبراهيم الرندي.
شهاب الدين بن جبارة المقدسي النحوي الحنبلي (721هـ، 1327م).
الشيخ حسام الدين.
قاضي القضاة عماد الدين القرشي (734هـ، 1394م).
الشيخ أبو عبد الله الهندي (773هـ، 1371م).
شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفدا إسماعيل القرقشندي (778هـ، 1376م).
بهادر أخو الست طنشق المظفرية (789هـ، 1394م) .
الشيخ عبد الله البسطامي (794هـ، 1319م) .
الشيخ الإمام القدوة أبو بكر الشيباني (797هـ، 1319م).
الشيخ محمد بن أبي جوز.
شيخ الإسلام شهاب الدين أبو العباسي أحمد المصري المقدسي المشهور بابن الهائم (815هـ، 1412م) .
قاضي القضاة شمس الدين الخالدي الديري (847هـ، 1423م).
قاضي القضاة وشيخ الإسلام شهاب الدين أبو العباس الأموي المصري المشهور بابن المجمرة (844هـ، 1441م).
الشيخ محمد فولاذ (844هـ، 1441م).
النجم بن شهاب الدين (844هـ، 1440م).
أبو الحسن البدري (844هـ، 1440م).
شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن آرسلان (844هـ، 1440م).
الإمام أبو عبد الله الزرعي (848هـ، 1444م).
القاضي برهان الدين أبو إسحاق الخزرجي المشهور بابن نسيبة (852هـ، 1448م).
قاضي القضاة تقي الدين أبو بكر الرصاصي.
الأمير ركن الدين منكورس الجاشنكير.
شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد المشهور بابن الهائم.
القاضي أمين الدين عبدالرحمن بن شمس الدين الخالدي (856هـ، 1452م).
الشيخ عثمان الحطاب المصري من أعيان الصالحين بمصر (892هـ، 1486م).
قاضي القضاة خير الدين أبو الخير الإمام المقري الغزي المقدسي (194هـ).
الشيخ أحمد بن علي بن ياسين الدجاني (969هـ، 1561م).

نجم الدين الخيري الرملي بن خير الدين الرملي. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القدس... العصور التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: رد: القدس... العصور التاريخية   القدس... العصور التاريخية Emptyالسبت 07 فبراير 2015, 1:23 am

الأصالة الإسلامية في عمارة القدس وزخارفها

يعود اسم القدس القديم (مدينة السلام، أورشليم) إلى اليبوسيين الكنعانيين أجداد العرب الذين أنشاؤا هذه المدينة، وتأكيد ذلك من خلال رسائل تل العمارنة التي أرسلت إلى مصر في عهد أختانون، ثم أعاد الحشمونيون استعمال هذا الاسم. ولكن العرب، كانوا ينظرون إلى هذه المدينة بتقدير  بالغ، فاستعملوا أولاً أسمها الروماني – البيزنطي (إيليا) ثم أطلقوا عليها اسم بيت المقدس، والقدس.
وبعد استيطان اليهود القدس في بداية القرن العشرين، ابتدءوا بالبحث عن المعالم التوراتية في القدس، وما زالت البعثات الأثرية التي اقتصرت مؤخراً على الإسرائيليين، جادة في البحث والتنقيب دون إحراز أي اكتشاف يؤكد التاريخ اليهودي في القدس.
ولقد قام مازار بالتنقيب في منطقة المدرج الكبير وفي المنطقة الجنوبية من الحرم، كما يتابع أفيغاد التنقيب بالحي اليهودي القديمة وفي القلعة. ويتابع بروسحي الحفر في بساتين الأرمن وفي سفوح الأسوار الخارجية، وتتركز أعمال يادين وشيلوح وبركاي في الحفر في منطقة المقابر بحثاً عن مؤشر تاريخي يهودي، ولقد أعلنوا جميعاً نتائج حفرياتهم في دورية المصنفات لعام 1994، وكان أبعد ما توصلوا إليه هو العصر الروماني،دون أية دلالة على الوجود الإسرائيلي عبر تاريخ القدس، ولم يتضح لهؤلاء أي مؤشر على وجود مدينة داود ذات الأسوار أو على أثر لهيكل سليمان الذي وصفته التوراة بمبالغة.
ويعترف الأثري الإسرائيلي بروسحي بذلك، بل هو ينفي الادعاءات التي تتحدث عن قوس اكتشفه روبنسون يعود إلى عهد هيرودوس. ويعترف مازار أن القدس ورام الله وبيت لحم كانت تحت سلطة كنعانية في عهد أخنانون (قبل ظهور موسى 1350 ق.م تقريباً).
لقد كانت نتائج الحفريات التي قامت بها العالمة البريطانية كينيون منذ عام 1960 في جنوبي الحرم، وفي بساتين الأرمن، وقرب بوابة دمشق، وفي منطقة المرستان، مخيبة لجميع الآمال الصهيونية، بل لقد كشفت عن خطأ التأويلات التوراتية للمكتشفات الأثرية السابقة.
وعندما كانت كينيون تبحث عن الهيكل في جنوبي الحرم الشريف، عثرت فقط على آثار ثلاثة قصور ومسجد، أعلن الإسرائيليان مازار وبن دوف أنها تعود إلى عصر مروان بن عبد الملك، واستمرت قائمة خلال العهود العباسية الفاطمية ثم أصيبت بزلزال عام 1034 م.
وتعترف الإسرائيلية مريام روزن إيليون، أن ما نراه من آثار معمارية ضمن الأسوار في القدس القديمة، يعود إلى العهود الإسلامية، ويمثل جميع العهود التي تعاقبت على القدس بعد الإسلام.
لم تكن مدينة القدس، قبل الفتح الإسلامي سنة 16 هـ 637م، إلا مدينة صغيرة تعرضت لاجتياح الفرس. ومنذ أن زار الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه المدينة سنة 16 هـ/ 637م ليستلم المدينة معلناً عن عهد قطعه لحماية أهل الذمة والحفاظ على منشآتهم الدينية، ابتدأ الإعمار الإسلامي، وكان بدائياً مؤقتاً إذ أمر الخليفة عمر أن يبنى مسجد في مكان صلاته.
ويتحدث الرحالة أركولف 670م عن مسجد بسيط كان في جهة الجدار الشرقي رباعي المخطط، وكان يتسع لثلاثة آلاف رجل دفعة واحدة، وكان يطلق عليه اسم مسجد عمر. كما أمر الخليفة عمر بإنشاء مظلة من الخشب على الصخرة المشرفة في قمة جبل موريا، واستمرت حتى عهد عبد الملك بن مروان.
لقد أراد عمر بن الخطاب أن يقوم بزيارة منطقة الإسراء في المسجد الأقصى، كما ورد في الآية الكريمة، {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} (الإسراء:1).
على أن المسجد الأقصى المذكور في الآية الكريمة هنا، لا يعني المسجد الذي أنشأه عبد الملك بن مروان لاحقاً، وإنما يعني المكان المقدس الذي يسجد فيه لله تعالى في مكان يبعد عن المسجد الحرام في مكة المكرمة. المكان الذي يسمى (الحرم الشريف)، وهي أرض واسعة تحيط بها الأسوار بطول يصل إلى 492م من الغرب وإلى 462 من الشرق وعرضه في الشمال 310م وفي الجنوب 281م، وله عدد من المداخل الرمزية مؤلفة من أقواس وأعمدة أطلق عليها اسم الميازين، في هذه الساحة منشآت إسلامية تعود إلى مختلف العهود الإسلامية، هي مدارس ومساجد وقباب وأهمها قبة الصخرة والمسجد الأقصى. وكان العرب الذين يزورون القدس يتبركون بهذا الحرم ويطلقون عليه المسجد الأقصى.
وعندما كان معاوية بن أبي سفيان والياً على القدس والشام في عهد عمر، رمم الأسوار واعتنى بالبساتين والأشجار. وبنى في عكا داراً لصناعة المراكب والسفن. وفي مدينة القدس نودي خليفة على المسلمين، وكان هو مؤسس الدولة الأموية واختار قبل دمشق القدس عاصمة لمكانتها عند العرب.
وفي عهد عبد الملك بن مروان أمر بإنشاء قبة الصخرة سنة 72هـ/ 691م، وابتدأ بإنشاء المسجد الأقصى الذي أتمه فيما بعد ابنه الوليد سنة 97هـ/ 715م، ولقد أنفق عبد الملك مالاً وفيراً في القدس لإنشاء هذين الصرحين للدلالة على قوة الإسلام وانتصاره، وأمر بتعبيد الطرق بين الشام والقدس، لتسهيل سبل الزيارة الدينية المقدسة للحرم القدسي.
وفي قبة الصخرة وبعد إنجازها، تقبل الوليد بن عبد الملك بيعة المؤمنين، خليفة على المسلمين، بينما كان أخوه سليمان ينشئ مدينة الرملة وما فيها من مسجد وقصر، وداراً للصناعيين، ثم جاء أخوه هشام ليبني قصر المفجر في أريحا. وهو أضخم قصور الأمويين.
ورغم إهمال العباسيين لبلاد الشام، فلقد زار القدس عدد من الخلفاء مثل المنصور والمهدي والمأمون، وترك كل منهم أثره في إجراء إصلاحات هامة في المسجد الأقصى وفي قبة الصخرة، ويعود إلى الخليفة المهدي إعادة بناء المسجد الأقصى سنة 158هـ 744م. بعد زلزال أتى عليه.
لقد رزئت بلاد الشام بالاحتلال الصليبي، وكانت القدس أصلاً الهدف الأكثر أهمية، تم ذلك سنة 492هـ/ 1099م، وكان أول ما سعى إليه هؤلاء الغزاة أن جعلوا قبة  الصخرة كنيسة رفعوا عليها الصليب، وهدموا أطراف الأقصى وجعلوه مقراً لفرسان الاسبتارية.
ويعود الفضل العظيم للبطل صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس سنة 583هـ/ 1187م وسجل هذا التاريخ على محراب المسجد الأقصى الذي قام بتجديده، وما زالت الكتابة قائمة حتى اليوم في المسجد بعد تحريره. ثم قام بإعادة ترميم مسجد قبة الصخرة، وسجل ذلك في محيط القبة من الداخل.
لقد كان الأيوبيون أبطالاً في التحرير وكانوا قدوة في الإعمار والإنشاء، ففي مدينة القدس وحدها قام صلاح الدين بإعادة بناء سور القدس سنة 587هـ/ 1191م وتابع أولاده ذلك، كما قام بحفر الخندق حول الأسوار، وأنشأ الملك العادل أخ صلاح الدين الجامع العمري سنة 589هـ/ 1193م وبنى سقاية لحفظ الماء وتموين القدس. وأنشأ ابنه الأفضل المدرسة الأفضلية، والمسجد وأنشأ قبة المعراج سنة 598هـ/ 1201م، وقبة سليمان والزاوية الجراحية والمدرسة الناصرية وزاوية الدركاه وزاوية الهنود.
وتابع المماليك آمال البناء وأصبحت القدس أكثر ازدهاراً في عهدهم، وخلال حكم الملك الناصر محمد بن قلاوون المملوكي، الذي امتد ثلاثة وأربعين عاماً، حفلت القدس بالعمائر المملوكية التي كانت نموذجاً رائعاً لتطور العمارة الإسلامية. ولقد قام الملك بإنشاء أروقة المسجد الأقصى التي تمتد من باب الحرم حتى باب الغوانمة، وعمّر السور القبلي عند محراب داود وقام بترخيم صدر المسجد الأقصى إلى حائط المسجد الجنوبي، وجدد تذهيب قبة المسجد الأقصى، وقبة الصخرة سنة 720هـ 1320م، وعمّر الميازين مقابل باب حطة ومقابل باب شرف الأنبياء، وجدد عمارة باب القطانين وعمر قناة السبيل عند بركة السلطان، وهي القناة الداخلة للقدس من عين العروب، وأنشأ جامع القلعة 710هـ/ 1310م ويتكون من حرم ذي محراب جميل.
وفي عهد السلطان الأشرف قايتباي تم إنشاء الأشرفية وسبيل قايتباي في الحرم الشريف، والمدرسة المزهرية، وأنشأ السلطان برقوق المدرسة الجهاركية وبركة السلطان وخان السلطان ودار السبت .
وكان عهد المماليك طويلاً استمر ما يقرب من ثلاثة قرون تركوا في القدس آثاراً كبيرة، وتلا هذا العهد مباشرة العهد العثماني منذ عام 923هـ/ 1517م، الذي ابتدأ بأعمال الترميم التي قام بها السلطان سليمان القانوني في سور القدس وأقام برج اللقلق وبرج الكبريت، وأبراجاً أخرى، كما جدد أبواب القدس، مثل باب العامود، باب دمشق، وباب الساهرة 946هـ/ 1537، وباب ستي مريم وباب الخليل وباب النبي داود 940هـ/ 1540م، وباب المغاربة وباب الخليل 947هـ/ 1538م.
وأنشأ عدداً من السبلان في الطرق المؤدية للحرم القدسي. منها سبيل بركة السلطان وسبيل باب العتم وسبيل سليمان وسبيل باب الناظر وسبيل باب الأسباط.
وكان سليمان القانوني قد اهتم بتوسعة هامة في الحرم المكي في مكة المكرمة، كذلك قام في القدس باستبدال الزخارف الفسيفسائية التالفة في واجهة قبة الصخرة وأمر بتغطيتها بألواح القيشاني التي ما زالت قائمة تحمل اسمه وتاريخ الترميم.
إن المباني الإسلامية التي أنشئت خلال العهود المختلفة تؤكد الشخصية الإسلامية التي تتمتع بها القدس القديمة التي ما زالت محافظة على طابعها التقليدي، رغم انتهاكات اليهود وتغييراتهم الواسعة .
تبلغ مساحة القدس ضمن الأسوار كيلومتراً مربعاً ويقع الحرم الشريف في الناحية الشرقية من المدينة وأسوارها. وتقسم المدينة إلى حارات أو خطط، وفي هذه الأحياء أسواق محلية صغيرة استقلت عن الأسواق الرئيسة، وكانت الأحياء تضم مجموعات سكانية منسجمة في بيئتها الاجتماعية والدينية، وطرق المدينة القديمة متعرجة، غطي بعضها بعقود، وقد تقوم منشآت أو امتدادات عالية للبيوت.
ومن أهم هذه المنشآت المساجد والمآذن والمدارس، وإذا استثنينا قبة الصخرة والمسجد الأقصى فإن أكثر المساجد والمآذن في القدس تعود إلى العصر المملوكي، نذكر منها المئذنة الفخرية 677هـ/ 1278م، وهي مربعة وفوقها شرفة تحمل بيت المؤذن وفوقه رقبة مثمنة ثم قبة صغيرة، ومئذنة باب الغوانمة 730هـ/ 1329م، ومئذنة باب الأسباط 769هـ/ 1367م.
ومن المساجد نذكر مسجد القلعة 710هـ/ 1310م، والمسجد القيمري 674هـ/ 1276م وجامع الخانقاه الصلاحية، وتعود مئذنته إلى عام 798هـ/ 1395م.
ومن المساجد العثمانية مسجد النبي داود الذي أنشأه سليمان القانوني وهو مجمع معماري، ولقد حوّله الإسرائيليون إلى كنيس وأزيلت الكتابات القرآنية منه واستبدلت بكتابة عبرية، وجامع المولولة 995هـ/ 1587 والمسجد القيمري. وبتحليل مساقط ومقاطع هذه المآذن تبين لنا مدى ارتباطها بالأصول المعمارية الإسلامية التي سنتحدث عنها.
إن أكثر المباني الإسلامي في القدس هي المدارس التعليمية. ويذكر أوليا جلبي أن عدد المدارس والزوايا في القدس خلال القرن الحادي عشر الهجري كان 630 مدرسة، ومن أقدم المدارس المدرسة المنصورية التي أنشأها الملك المنصور قلاوون، وهي أكثر المدارس الإسلامية الباقية من العهد المملوكي الذي امتد حتى عام 923هـ/1517م، وقد اهتم المماليك بتأكيد المذهب السني بمذاهبه الأربعة وبخاصة المذهب الشافعي، ولذلك فإن بناء المدرسة يتضمن أربعة أواوين لتدريس الفقه حسب المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي والمالكي، وكان الإيوان القبلي هو حرم للصلاة ومدرسة لتدريس المذهب الشافعي.
وتمتاز عمارة المدارس بالفناء ذي البركة تشرف عليه الأواوين والغرف، أما الواجهة الجميلة التي تدخل منها إلى المدرسة من خلال دركاه، فهي من ميزات العمارة المملوكية، وإذا كانت المدارس المملوكية في القدس لم ترق إلى مستوى المدارس في القاهرة التي تميزت بالاتساع والفخامة كمدرسة السلطان حسن، فإنها مع ذلك تتمتع بالأناقة والبساطة والوحدة، ومن أهم المدارس المملوكية الباقية حتى اليوم:
المدرسة السلامية 1300م وهي مؤلفة من طابقين وصحن وإيوان كبير، ومدخل جميل، المدرسة الجاؤلية 1320م واستعملت داراً لنيابة السلطنة ثم أصبح داراً للحكم العثماني وأضيف إليها طابق ثالث. المدرسة التنكزية 1329م وكان فيها خانقاه ودار للأيتام ودار للحديث، المدرسة الأمينية 1330م وتتداخل مع المدرسة الفارسية، المدرسة الملكية 1340م. المدرسة الفارسية 153 وتقع فوق الحرم الشريف الشمالي. المدرسة الأرغونية 1356 وفيها ضريح الحسين بن علي. والمدرسة القشتمرية 1358م مؤلفة من طبقة واحدة وفيها مسجد ذو محراب جميل. المدرسة المحدثية 1360م، المدرسة المنجيكة 1360م، ولها قاعة ضخمة تشرف على الحرم القدسي، المدرسة الطشتمرية 1384م وتتألف من مدرسة وتربة وكتّاب وسبيل. وتعود أهمية القدس إلى وجود الحرم الشريف والأبنية القائمة عليه، وبخاصة المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
إن المساجد التي أشرف على بنائها الوليد بن عبد الملك، وهي الأقصى في القدس والأموي في دمشق ومسجد حلب ومسجد الرسول في المدينة، كانت متشابهة، وكان مصدر مخططها مسجد الرسول الأول في المدينة المنورة والمؤلف من حرم وصحن. ولم يبق من المسجد الأقصى الذي أقامه الأمويون إلا بعض العناصر، كما أن المؤرخين لم يقدموا وصفاً شافياً لعمارة هذا المسجد الأولى.
لقد تغيرت معالم المسجد الأقصى بعد الزلزال الذي حدث في عام 130هـ/ 748م وأعاده المنصور 154هـ/ 770م إثر زلزال آخر عام 158هـ/ 774م فأعاد بناءه الخليفة المهدي عام 163هـ/ 780م حيث انقص من طوله وزيد في عرضه، ولم تكن له قبة بل كان غنياً بالرخاميات والفسيفساء، وكان له ستة وعشرون باباً في واجهة الحرم تتصل بأجنحة متجهة نحو جدار القبلة، ثم رمم المسجد في عهد الخليفة الفاطمي الظاهر إثر زلزال عام 406هـ/ 1015م. ولقد وصف كريزويل المسجد في ذلك العهد، وبعد تحرير القدس سنة 583هـ/ 1187م جدد صلاح الدين المحراب القائم حتى اليوم وزينه بالفسيفساء، واستحضر من حلب المنبر الخشبي الذي أحرقه اليهود في آب 1969.
لقد نشر ماكس فان برشيم الكتابات التي تؤرخ أعمال المحراب وعمارة المسجد الأقصى التي أجراها صلاح الدين والملك العظيم عيسى ثم السلطان محمد بن قلاوون وابنه الملك الكامل، والسلطان قانصوه الغوري، وفي هذا القرن العشرين نفذت ترميمات هامة قام بها المهندس التركي كمال الدين. وما زال المسجد الأقصى محافظاً على معالمه الإسلامية ولم تؤثر على هويته فترة الاحتلال الصليبي.
ويجب أن نذكر هنا أن الترميمات التي تمت في فسيفساء الأقصى بإشراف المهندس التركي، أبانت أن هذا الفسيفساء يعود إلى العهد الفاطمي، وهو يختلف بجودته ورسومه وطريقة تنضيده عن الفسيفساء الأموي. والفسيفساء الفاطمي هذا مثال نادر نراه في الأقصى فقط وليس له مثيل في هذا العصر أو في العصر الأيوبي. ولكن العناصر الزخرفية بقيت ذاتها منذ العصر الأموي والعباسي والفاطمي، وحتى في العصر المملوكي مما نراه في مدفن الملك الظاهر بدمشق.
إن أهم ما يميز مدينة القدس ويؤكد طابعها الإسلامي المقدس هو الحرم الشريف الذي تقوم فيه روائع العمارة الإسلامية وبخاصة قبة الصخرة، والحرم هو أولى القبلتين وثالث الحرمين، فهي صرح لحماية الصخرة المقدسة وعليها همّ إبراهيم الخليل بالتضحية بابنه، كما أن الرسول عرج منها إلى السماء، والحرم الشريف وهذه الصخرة كان قبلة المسلمين في صلاتهم الأولى، ثم نزلت الآية الكريمة {ومن حيث خرجت فوّل وجهك شطر المسجد الحرام} (البقرة:150) فتحول المصلون إلى الكعبة حيث الحجر الأسود أيضاً .
ولا بد من الوقوف طويلاً أمام قبة الصخرة، هذه الآية الرائعة التي قال عنها المؤرخ بوركهارت "إن إشادة بناء بهذا المستوى من الكمال والإتقان الفني، يعتبر عملاً خارقاً في دولة الإسلام التي لم يكن قد مضى على ظهورها قرن واحد".
ولقد توسعت كتب تاريخ العمارة الإسلامية بوصف تفاصيل هذه القبة، وأهم ما يثير الاهتمام هو المخطط الثماني الذي قامت عليه، والسؤال ما هو مصدر استلهام هذا المخطط، ولماذا قام بشكل متفرد على مخطط ثماني مخالفاً لشروط المسجد التي وضعها الرسول عند بنائه المسجد الأول في المدينة المنورة .
تتجه أبحاث المؤرخين إلى مقارنة بناء قبة الصخرة المثمن بأبنية مماثلة كانت قائمة قبل هذه القبة. ولقد اهتم كريزويل بمقارنة هذا المخطط القائم على قبة قطرها 20,40م مع مخطط كنيسة القيامة في القدس التي تقوم فوقها قبة قطرها 20,44 م.
ويتوسع إيكوشار في تحديد العلاقة بين قبة الصخرة وقبة كنيسة القديسة هيلانة في رافينا – إيطاليا، كما يقارنها مع كاتدرائية بصرى 512م، وكنيسة القديس سمعان العمودي – سوريا. وليس من شك أن استمرارية العمارة الثمانية، ولكن ما يهمنا هو معرفة السبب الذي دعا المعماريين، رجاء بن حياة الكندي ويزيد بن سلام، إلى اختيار هذا الشكل الثماني لبناء آبدة تكريمية تحتضن الصخرة المقدسة أو هي بناء تعبدي، مسجد أو قبلة للصلاة.
لقد وصلت قبة الصخرة إلى أقصى حدود الكمال المعماري كما يشهد بذلك ماكس فإن برشيم الذي درس القبة دارسة متعمقة، وكما تشهد ابنته مارغريت على روعة الزخارف الفسيفسائية في هذا القمة. ولكن أهمية هذه القبة وقد أصبحت رمزاً إسلامياً بعد الكعبة تبدو في احتوائها على معان قدسية رسخت أسس الفكر المعماري الإسلامي، وكانت أصلاً يقتدى في العمارة اللاحقة.
تتألف قبة الصخرة من بناء ثمانية أضلاع تعلوه قبة خشبية مصفحة قطرها 20,40م، ذات رقبة عالية تنفتح فيها 16 نافذة ويعلو القبة جامور نحاسي ارتفاعه 4,10م، وارتفاع القبة عن الأرض 35,30م.
ترتكز القبة على ستة عشر حاملاً هي اثنا عشر عموداً وأربع عضادات متناوبة. وتشكل هذه الحوامل الممشوقة دائرة هي مرتسم القبة، ويحيط بهذه الدائرة مثمن طول ضلعه 20,60 م، وهو مؤلف من جدران ارتفاعها 9,5 تعلوها تصوينة، وبين المثمن والدائرة يقوم مثمن من الحوامل مؤلفة من أقواس تحملها 8 دعائم تربطها ببعضها أقواس محمولة على ستة عشر عموداً. وتنفتح في أربعة من الجدران الخارجية أربعة أبواب تقابل الجهات الأربع وإذا امتدت هذه الجدران الأربعة فإنها تشكل مربعاً طول ضلعه 510 م تقريباً يتقابل مع مربع آخر من الجهات الأربع الأخرى. وهكذا، فإن القبة تقسم إلى 16 مجازاً من الأعمدة الحاملة، يحيطه مثمن من الأعمدة والأقواس الداخلية، يقابلها مثمن الجدران الخارجية المؤلفة من مربعين، مربع بشكله امتداد الواجهات ذات الأبواب ومربع يشكل امتداد الواجهات ذات النوافذ.
وإذا أعدنا رسم مخطط قبة الصخرة، كما أثبته العالم ماوس، فإننا نرسم دائرة كبيرة قطرها 43م تقريباً ومركزها (م) وضمنها نرسم مربعين متقابلين يشكلان نجمة ثمانية ونقاط التقائهما هي مراكز دعائم الرواق الأوسط المؤلف من ثمانية أقواس محمولة على أعمدة، تشكل مسقطاً ثمانياً، وبالتقاء مراكز الدعائم، مع مقابلها نحصل على مربع رؤوس زواياه الأربع هي مراكز عضادات القبة الأربع، وبين كل عضادتين ثلاثة أعمدة مؤلفة مسقطاً ست عشرياً يحتضن دائرة هي مرتسم القبة.
إن الشكل المربع هو جزء من الدائرة بل هو قادر إذا ما تحرك دائرياً حول محوره أن يشكل الدائرة، ويتجلى هذا التحرك في مضاعفة المربعات، المربعان المتقابلان يشكلان نجمة ثمانية، والمربعات الأربعة المتقابلة تشكل نجمة ست عشرية، وهكذا نصل عن طريق تقابل عدد كثيف من المربعات إلى الدائرة .
ولقد اهتم بابادوبولو بهذه الظاهرة واعتمدها لتفسير المنظور اللولبي في رسم المنمنمات، وفي العمارة الإسلامية والزخرفية تأكيد على إبراز هذا الانتقال من المربع إلى الدائرة أو من المكعب إلى الكرة.
ففي المساجد يتحول الشكل الرباعي في مركز الحرم إلى شكل دائري يحمل القبة، عبر عنق مثمن، وفي المآذن، ولنأخذ مئذنة الغوانمة في القدس مثالاً، نراها تتألف من صومعة رباعية متوجة بشرفة مربعة أيضاً، تعلوها منارة مثمنة تغطي وجوهها الثمانية محاريب، وتعلو هذه المنارة قبة ذات عنق أسطواني مرتفع، والأمر نفسه مع مئذنة الفخرية. ويتجلى هذا التحول أيضاً في المحاريب والإيوانات التي يعلوها نصف قبة تتشكل من نصف الشكل الثماني أو نصف الشكل السداسي كما أثبت ذلك إيكوشار.
وقد يبدو هذا التحول إنشائياً لا بد منه، ولكنه في الفكر المعماري الإسلامي له دلالة دينية. إن الانتقال من المربع إلى مضاعفاته وصولاً إلى الكرة المتمثلة بالقبة أو أنصاف القبة، أو الدائرة، يرمز إلى انتقال كوني توحيدي. فالمربع يمثل الأرض بجهاتها الأربع، والمثمن يمثل الكون أي الأرض وقد التحمت بعناصر الطبيعة الأربعة الماء والنار والتراب والهواء، والدائرة أو الكرة تمثل القوة الإلهية، ولذلك فإن القبة أصبحت رمزاً مادياً إسلامياً نراه ماثلاً في جميع المباني الإسلامي.
صحيح أن القبة تقليد معماري قديم وهي طريقة إنشائية ناجحة لتغطية المباني، بيد أنها في العمارة الإسلامية، أصبحت رمزاً لملكوت الواحد الأحد. إليها يتجه الابتهال والدعاء، ومنها تشع الرعاية والحماية .
ومع أنها لا تقوم في العمارة الإسلامية بوظيفة إنشائية لازمة دائماً، فإنها تبدو كموئل للابتهال ماثلة فوق المساجد وفي نهايات المآذن، بشكل مغزلي أو مقبب، أو تبدو نصف قبة من طاسات المحاريب والإيوانات، أو تبدو في القباب التكريمية والأضرحة كمظلة حماية ترمز إلى العناية الإلهية.
وفي بيوت الصلاة أو في المآذن يتم الانتقال تصاعدياً تعبيراً عن الابتهال، ولكن في الأضرحة وقباب التكريم فإن الانتقال يتم من القبة إلى القاعدة تعبيراً عن الرعاية والحماية والتكريم، كما هي قبة الصخرة.
وهذا يعني أن هدف بناء قبة الصخرة لم يكن لمضاهاة كنيسة القيامة كما يقول المقدسي (ص19)، ولم يكن لمجرد تقليدها كما يدعي كريزويل، بل كان هدفاً رمزياً لتحديد علاقة رعاية وحماية.
وابتدأت التجربة لتحقيق هذا الهدف بتصميم قبة السلسلة لتكون نموذجاً أولياً لقبة الصخرة، وأرادها المعماريان المصممان أن تعبر في مقاسها وتشكيلاتها عن رموز وحدانية، وهنا نتذكر أسباب تسمية القبة النموذج بالسلسلة، هذه التسمية التي أطلقها العامة على القبة تعبيراً عن علاقتها بالسدة السماوية، فالمعتقد الشائع أن ثمة سلسلة معلقة في السماء يرقى عليها إلى السدة العليا، المؤمن الصالح دون غيره. هكذا يحمل شكل القبة معنى دينياً محدداً. ثم تأكدت هذه التشكيلات والمقاييس والنسب في قبة الصخرة لتعبر عن هوية البناء باعتباره مظلة للصخرة المقدسة وآبدة رمزية للإيمان والارتباط بالخالق وطلباً لرحمته وعنايته، إذ أن القبة التي تعبر عن الكون والسدة السماوية تغطي حادبة حامية موضع التكريم والتمجيد، وينتقل هذا الرمز الدائري إلى شكل مثمن ومنه إلى شكل مربع.
وقد تقف ضمن حدود التشكيل المثمن كما هو الأمر في قبة الصخرة، ولكن يبقى التحول من الأعلى إلى الأسفل موافقاً لاتجاه العناية الإلهية من السماء إلى الأرض، وبصورة عامة فإن القبة تستقطب الإيمان والدعاء، وتشع الرعاية والحماية. وقد نرمز إلى القبة بطاسة المحراب أو مرمز إليها بالعقد (مرتسم مقطع القبة) والقبوات والأقواس، وتبقى في جميع الأشكال رمزاً لتلك العلاقة التي تربط الإنسان على الأرض بخالق الكون في ملكوته.
إن هذا الرمز المعماري الذي نراه في جميع الأبنية الإسلامية على امتداد الأرض التي آمن فيها الناس بالدين الإسلامي، نراه واضحاً في المنشآت الإسلامية في مدينة القدس على اختلاف وظائفها، سواء أكانت سبيلاً أو كانت مدفناً أو كانت قبة مسجد أو قبة تكريمية أو قوساً أو عقداً، مما يضفي الطابع الإسلامي على مدينة القدس كلها ويؤكد أصالة العمارة فيها.
وتبقى قبة الصخرة منطلق الأصالة المعمارية الإسلامية، فالنجمة الثمانية التي تعبر عن مفهوم الكون وخالق الكون في الفكر الإسلامي، والتي تتألف من مربعين متقابلين بمركز واحد. مربع يمثل الجهات الأربع كما هو مربع الكعبة المشرفة ومربع آخر يمثل عناصر الطبيعة الأربعة – الماء والهواء والنار والتراب، هذه النجمة هي شكل مخطط بناء قبة الصخرة التي كادت أن تصبح قبلة للمسلمين في عهد عبد الملك بن مروان، كما كان الحرم الشريف قبل بناء القبة، القبلة الأولى للمسلمين.
ومرة أخرى نحن لا ننكر أن عمارة القبة لها نظائرها في العمائر الثمانية السابقة للإسلام، نراها في قلعة سمعان (قرب حلب) وفي كاتدرائية بصرى (حوران) وقد درس إيكوشار هذه العلاقة بدقة، ولا ننكر أن كثيراً من الرموز الرياضية المألوفة في الثقافة الإغريقية عند أفلاطون وفيتاغورس كانت معروفة عند علماء المسلمين، ولكن الشيء الجديد في قبة الصخرة، هو تحول الشكل المربع الذي يرمز إلى جغرافية الأرض بأبعادها الأربعة، إلى شكل ثماني مؤلف من مربعين متقابلين في قبة الصخرة يشكلان نجمة ثمانية هي إشعاع القبة، هذا الشكل الكروي المعبر عن قبة الكون، والذي يمثل العناية السماوية على الصخرة المشرفة. وإضافة إلى ذلك لا يخلو جمال تكوين هذه القبة من علاقات رياضية علمية، فلقد لاحظ رشموند أن مقطع القبة يمكن حصره ضمن مثلث متساوي الساقين، نسبة ارتفاعه إلى قاعدته هي نسبة ذهبية 1,6/ 1 وهذا الاستنتاج مقبول ويمكن أن نقلل جمالية مقطع القبة المدهشة إلى هذه النسب الذهبية. ولكن الإدعاء من أن المعمار الذي صمم القبة قد طبق هذه النسبة حرفياً من الفن البيزنطي كما يقول بابادبولو، لا يستقيم مع النسب غير الذهبية التي قام عليها مقطع كنيسة القديسة هيلانة في رافينا، التي اعتبرها النموذج الأسبق للقبة.
ولذلك فإن المعمار المسلم بحدسه السليم، استطاع أن يحكم العلاقة الجميلة بين القاعدة والارتفاع في قبة الصخرة، حتى أصبحت أقرب إلى النسب الذهبية التي تحقق الجمال الأمثل عند الإغريق.
ولا بد أن نقف قليلاً عند الشكل المثلث الذي يحصر مقطع القبة، لنراه ممثلاً للأرض المشرئبة نحو السماء كما في تأويل النجمة السداسية الإسلامية المؤلفة من مثلثين، الأول وقاعدته إلى أسفل يمثل الأرض والآخر يمثل السماء، ولا بد أن نشير هنا أن مخطط قبة السلسلة الذي يقوم على الشكل السداسي ومضاعفاته وصولاً إلى الشكل الدائري لم يكن أمراً عفوياً.
لقد حقق مصممو قبة الصخرة أسساً رياضية في قبة الصخرة، أراد المستشرقون، وبخاصة بابادبولو نسبتها إلى قوانين فيثاغورس وأفلاطون، وهو بذلك يريد أن ينفي عن العمارة الإسلامية والفن، الطابع الصوفي ليربطه بالمنطق الفيثاغوري معارضاً بذلك آراء ماسينون، التي تقوم على نظرية الأشعريين. ويقول ماسينون "ليس في الفكر الإسلامي استمرارية بل هي أنات وهذه الأنات لا تخضع لنظام التتابع اللازم، إنها متقطعة، وعلى هذا فليس من أشكال أو وجود، بل ثمة تجمع ذراتي، فالخط ليس إلا نقطة تحل محل نقطة".
والواقع أن ماسينون اعتمد على موقف (كلامي) خاص بالأشعريين وهذا الرأي ينطبق على الفكر الوحداتي القائم على وحدة العالم والوجود من خلال واحدية الخالق والتي عبر ماسينون في مصدر آخر عندما قال "الشيء الجميل هو شيء مركب، ويتجلى جماله في انسجام عناصر تركيبه"، ومن الواضح أن هذا القول ينفي الذراتية عن الشيء الجميل.
وعندما نتأمل الحركية الكامنة في تحولات الشكل المربع ضمن محيط الدائرة، يتبين لنا ثمة حركية وميضية تنطلق من المربع إلى الدائرة عبر مضاعفات المربع الهندسية 16-32-64 الخ، ضمن نظام السلسلة الهندسية، ونستطيع القول أن جميع القباب التذكارية تقوم على مبادئ قبة الصخرة ذاتها، بل لقد انتقل الشكل المضلع الثماني إلى أبنية لاحقة إسلامية، مثل قبة الصليبية في سامراء ومدرسة كابي آغا في آماسي – تركيا. وبقيت محافظة على مفهوم النجمة الثمانية. ولكنها عندما انتقلت إلى الأبنية المسيحية، مثل كنيسة القديس بطرس في روما، فإن المخطط يتحول من مربعين متقاطعين بشكل نجمة ثمانية، إلى مربع واحد يقطعه في أنصاف أضلاعه صليب (إغريقي) متساوي الضلعين، وقد بدا المربع في مخطط برامانتي أقل وضوحاً، فضخمه مايكل أنجلو في المخطط الذي نفذه، فأصبح أكثر وضوحاً، وذلك عندما أراد توسيع مواضع أركان القبة التي أصبحت أقطارها مضاعفة عن القبة التي صممها برامانتي، وهكذا فإن تحول مخطط الصليب والمربع إلى الدائرة التي تعلو الكنيسة كان إنشائياً مفتعلاً ولم يكن تصعيدياً كما هو في قبة الصخرة.
إن عدداً من القباب التي أنشئت في منطقة الحرم الشريف، كانت تذكارية، ولذلك فإن الرمز الوحيد الذي تتضمنه هو القبة ذاتها وهو الرمز السماوي المعروف والمعبر عن العناية الإلهية، وتحمل هذه القباب أقواس على أعمدة من واجهاتها الست كما هو قبة السلسلة، أو الواجهات الأربعة كما في قبة يوسف التي أنشأها صلاح الدين يوسف الأيوبي، أو في قبة يوسف آغا والقبة النحوية وقبة موسى، أما قبة النبي 945هـ/ 1538م، وقبة سليمان وقبة الأرواح فإنها تقوم على ثمانية وجوده.
وإذا انتقلنا إلى الزخارف الهندسية التي تبدو محفورة على واجهات المباني أو على أبوابها، نراها ترجع إلى المنطق نفسه، كأنها مرتسم التحولات المعمارية اللولبية على سطح ذي بعدين.
ويجب التمييز في الرقش العربي بين الرقش النباتي والرقش الهندسي، فالزخارف الفسيفسائية نباتية المنشأ، وعندما درست "فان برشيم"، و"دولوره" زخارف فسيفساء قبة الصخرة النباتية، كان لا بد من ربطها بتقاليد الزخارف السابقة للإسلام، لاستمرارية التقاليد المعمارية والفنية في المراحل الأولى لتشكل الفن الإسلامي، ولكن دارسة الزخارف الهندسية، تبقى مستمدة من الفكر الجمالي الإسلامي.
إن انطلاق الزخرفة الإسلامية من الشكل المربع ومضاعفاته المثمن والست عشرين نراه في تشكيل الزخرفة المسطحة على الأرضيات أو الجدران أو السقوف الخشبية، أو نراه في الزخرفة المجسمة في طاسات المحاريب وفي المقرنصات، ويرتبط هذا التحول إلى حد بعيد بالأسس الإسلامية التوحيدية التي عبر عنها معمارياً مصممو قبة الصخرة.
وإذا أردنا أن نستعير تحليل إيكوشار الذي أجراه على مقرنصات وزخارف الحمام في قلعة صلاح الدين في (سوريا)، فإننا سنرى أن طاسات المحاريب في مداخل المساجد والمدارس في مدينة القدس تخضع لمفهوم تحول نصف المربع إلى نصف قبة وهكذا، ونادراً ما نراه تخضع لمفهوم الانتقال في نصف المسدس إلى نصف اثنين عشري، وهكذا، أو من نصف المخمس إلى المعشر.
فلقد كانت النجمة الثمانية في الزخرفة والمخطط الثماني في العمارة التي التزمه معماريو قبة الصخرة علامة إسلامية مميزة، ولا ينفي أن المسدس والنجمة السداسية أو المخمس والنجمة الخماسية هي من التقاليد الفنية الإسلامية أيضاً لها تأويلها ومعناها، فالنجمة السداسية مؤلفة من مثلثين، واحد يمثل الأرض ورأسه إلى أعلى تعبيراً عن الإيمان، وآخر يمثل السماء ورأسه إلى أسفل تعبيراً عن عناية الله، والنجمة الخماسية هي إدماج للمثلين.
لقد كان الفكر الوحداني الإسلامي المحور الذي نشأ عليه الفن الإسلامي والعمارة الإسلامية وكانت تجارب المنشئين الأوائل في القدس من معماريين ومزخرفيين وخطاطين، محاولات تأسيسية لفن جديد، تتضح منطلقاته النظرية بتحاشي التشبيه لعدم مضاهاة الله في مقدرته على الخلق، أو فيما يتعلق بالتعبير عن المطلق عوضاً عن المشخص من خلال الشكل الهندسي المجرد، ففي ذلك يتحقق الانتماء إلى العقيدة التوحيدية من خلال الفن.
وإذا كانت ولادة الرقش العربي قد بدأت من هذه المنطلقات، فإن ولادة الخط العربي كعمل إبداعي، تولدت من تجويد كتابة القرآن تعبيراً عن التكريم والتعظيم، ويجب أن نذكر هنا أن أقدم شكل من أشكال الخط العربي البديع نراه على جدران قبة الصخرة، فثمة شريط طوله 240 متراً، يقع في القسم العلوي من المثمن الداخلي بقبة الصخرة يتضمن كتابة منفذة بفصوص الفسيفساء المذهبة على خلفية زرقاء، هي آيات قرآنية من سورة النساء وسورة آل عمران، وثمة كتابة أخرى تتضمن تاريخ بناء قبة الصخرة.
إن هذا الخط المسمى بالجليل الشامي المأخوذ من الخط النبطي المتأخر، قد تكيف مع الفسيفساء أو الألواح النحاسية في تشكيل المدات والمنحنيات، وبصورة عامة فإن هذا الخط المركب من الخط اليابس والخط اللين، يعتبر أساساً لأنواع الخطوط التي جاءت بعده الخط الكوفي وخط الثلث ومشتقاته.
لقد ازدهى مسجد قبة الصخرة بالزخارف النباتية الكثيفة المشكلة بالفسيفساء داخل القبة، أو الزخارف الهندسية المرسومة على ألواح القيشاني في واجهات القبة، ولا بد أن نشير هنا إلى أصالة هذه الزخارف .
في عام 950هـ/ 1543م أمر السلطان سليمان القانوني بترميم زخارف قبة الصخرة الخارجية، وكانت من الفسيفساء المشابه لفسيفساء الداخل الذي ما زال قائماً، ولكن المرمم وجد أنه من الأفضل استبدال الفسيفساء بألواح الخزف، التي نراها اليوم، نظراً للنقص الكبير في الغلاف الفسيفسائي، ولقد كان الاعتقاد أن هذه الألواح صنعت في أزنيك – تركيا، ولكن الدراسات الأخيرة أبانت أن هذه الألواح صنعت في القدس، يقول لين "إن أزنيك لم تكن ناشطة في صناعة الخزف ولم يكن لها دارية بصنعة ما يسمى بالحبل الجاف، ولذلك فإن هذه الألواح قد صنعت عام 959هـ/ 1552م محلياً دون شك، وليس لها نظير"، وكنا توسعنا في تأكيد هوية هذه الألواح الخزفية في بحث مستقل.
أما الفسيفساء الداخلية فهي صناعة محلية قام بتنفيذها صناع محليون، ولقد استبعدت مارغريت فان برشيم أن تكون الفسيفساء في قبة الصخرة مستوردة أو أن يكون الصناع غرباء.
ولا بد أن نتذكر أن كميات الفسيفساء الهائلة التي غطت بوقت واحد المنشآت الأموية في المسجد الأقصى وقبة الصخرة وجامع دمشق، وقصر المفجر وغيرها، لا يمكن أن تكون مستوردة، بل هي وتصاميمها محلية أصلية أنجزها عمال محليون، وتصاميم هذه الفسيفساء مجردة تعبر عن جمال الطبيعة دونما دلالة مادية، لأنها صيغ فردوسية ليس لها علاقة مباشرة بالصيغ الواقعية كالزهرة وغيرها. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القدس... العصور التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: رد: القدس... العصور التاريخية   القدس... العصور التاريخية Emptyالسبت 07 فبراير 2015, 1:24 am

القدس ... الفضائل

فضل الله سبحانه وتعالى من الأرض بقاعاً احتضنها بتشريفه وتعظيمه، وجعلها مواطن للعبادة والطاعة، تضاعف فيها الحسنات وتنمو بها الأجور. وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى من خلال القرآن الكريم والسنة المطهرة بأن أفضل هذه  البقاع هي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وبيت المقدس. فكما ارتبطت الأولى بكونها بلد الرسول صلى الله عليه وسلم ومهبط وحيه، وقبلة المسلمين، وبها الكعبة المشرفة، وارتبطت الثانية بكونها مأوى الرسول صل الله عليه وسلم بعد الهجرة، وبها قبره ومسجده، فإن بيت المقدس ارتبطت بالعقيدة الإسلامية من خلال معجزة الإسراء والمعراج حيث خصّها الله بالبركة. والبركة في لغة العرب تعنى النمو والزيادة في الخير، وفي الشرع "ثبوت الخير الإلهي في الشيء"، ومن ذلك، قوله تعالى {سبحان الذي أسرى بعيده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}، وقوله تعالى {ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين}.
 
1- البركة المعنوية:
وهي جانب مهم من جوانب البركة التي اختص الله بها أرض بيت المقدس. ومنشأ هذه البركة يرجع إلى عدة أمور هي:
أن هذه الأرض مبعث الأنبياء ومهبط الملائكة، وهي مدفن الرسل والأنبياء والأرض التي يبعثون منها، وهي أيضاً أرض المحشر والمنشر والحساب ووضع الموازين للناس. فبالنسبة للأمر الأول، شهدت أرض فلسطين عامة وبيت المقدس خاصة نزول الوحي السماوي على كثير من الأنبياء كداود وسليمان وإبراهيم ولوط وموسى .
ولم يقتصر نزول الملائكة على هذه الأرض على الإيحاء بالتعاليم السماوية للأنبياء، وإنما تحظى ذلك بنزول دائم للملائكة كما ورد في الحديث الذي رواه زيد بن ثابت رضي الله عنه بأنه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول "يا طوبى للشام يا طوبى للشام" فقال الصحابة رضوان الله عليهم، يا رسول الله وبم ذلك؟ قال "تلك ملائكة الله باسطة أجنحتها على الشام". أي أن الملائكة تحفها وتحوطها بإنزال البركات ودفع المهالك والمؤذيات.
وبالنسبة للأمر الثاني، كثرة ما دفن فيها من الأنبياء والصالحين، فقد جمع الله سبحانه وتعالى الأنبياء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليصلي بهم إماماً في المسجد الأقصى. فقد روي ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم لما دخل المسجد الأقصى قام يصلي فالتفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه. وقال ابن كثير في تفسيره "بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام، ولهذا جمعوا له هناك كلهم فأمهم في محلتهم ودارهم فدل على أنه الإمام الأعظم والرئيس المقدم".
وأما بالنسبة لكونها أرض المحشر والمنشر والحساب، فقد روى الإمام أحمد بن حنبل – بمسنده – عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صل الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس، فقال "أرض المحشر والمنشر"، فبعد أن يخرج الناس من قبورهم يوم القيامة يساقون إلى بيت المقدس لينتظروا فصل القضاء بينهم.
ويترتب على كون أرض فلسطين وبيت المقدس أرض مباركة عدة آثار منها: أنها عقر دار الإسلام في وقت اشتداد المحن والفتن، ويظل هذا الأثر ملازماً لهذه الأرض ما دامت تتصف بالبركة الإلهية، وهي لا تنقطع ما دامت السماوات والأرض. وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين إلى ذلك في عدة أحاديث صحيحة، ومنها ما رواه عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما حيث قال "قال رسول الله صل الله عليه وسلم: إني عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام".
وعن آثار بركة أرض فلسطين أن المقيم المحتسب فيها يعتبر مجاهداً في سبيل الله ومرابطاً، لأن هذه الأرض عرضة للغزو في كل وقت لمكانتها وشرفها فهي محل أطماع الغزاة، ولهذا كان قدر أهل الشام وفلسطين أنهم مرابطون إلى يوم القيامة، حيث روى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال "قال رسول الله صل الله عليه وسلم: أهل الشام وأزواجهم وذرياتهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله، فمن احتل منها مدينة من المدائن فهو في رباط، ومن احتل منها ثغراً من الثغور  فهو في جهاد".
وأخيراً، إن أهل بيت المقدس وفلسطين منصورون بإذن الله ما داموا على الحق المبين، ينتقم الله بهم من أعداء الدين. فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة مرفوعاً إلى رسول الله صل الله عليه وسلم قال "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك. قيل يا رسول الله أي هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
وروى الطبراني عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول "أهل الشام سوط الله في أرض ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا إلا هماً وغماً".
 
2- البركة الحسية:
وإلى جانب البركة المعنوية، هناك البركة الحسية ومن مظاهرها: الموقع المتوسط، فهي قلب الوطن الإسلامي، وبوابة القادمين من آسيا في طريقهم إلى إفريقية وبالعكس.
وهي فضلاً عن ذلك، ذات موقع وسط بين بلدان العالم القديم على المستويين الحضاري والعسكري، وربما كان هذا أحد الأسباب الرئيسية لاختيارها مبعثاً لعديد من الأنبياء، ومستقراً للرسالات السماوية، ومنطلقاً للجيوش الغازية والفاتحة لما حولها من البلاد. فقد مر بها الإسكندر المقدوني عندما غزا مصر، واتخذها عمرو بن العاص قاعدة لانطلاق الجيوش الإسلامية لفتح مصر. وقد كانت موانئ فلسطين قواعد لسفن المسلمين المتجهة لفتح جزر البحر الأبيض المتوسط. ومن مظاهر البركة الحسية لأرض فلسطين، النشاط الزراعي الكثيف الذي تمخض عن وفرة في البحار والعيون والأنهار. فالقدس تعد من أخصب بلدان فلسطين، تحيط بها بساتين وكروم ومزارع وأشجار فاكهة وزيتون. وتنتشر حولها قرى كثيرة الزروع والأشجار. وفضلاً عن زراعة الأتراج، واللوز، والجوز، ازدهرت زراعة التين والموز والسماق. ويعد الزيتون من أكثر مزروعات القدس وفرة حيث يستخرج منه الزيت، ويحفظ في الآبار والأحواض ليصدر إلى عدد من بلاد العالم. وفي الجملة، فإن سائر جبال فلسطين وسهولها ملأئ بالزيتون والتين وسائر الفواكه.
ويرجع سبب هذه الكثرة في الأشجار الثمار إلى وفرة المياه. ففلسطين تقع على البحر المتوسط، وفيها البحر الميت وبحيرة طبريا، وهي بحيرة مشهورة على جانب شواطئها تتفجر ينابيع شديدة الحرارة، وماءها ملحي كبريتي يتخذ علاجاً طبيعياً لترهل  البدن والجرب وغير ذلك، وفيها العيون والجداول والأنهار كعيون عسقلان وأريحا وبيسان والخليل وقيسارية وسلوان، بالإضافة إلى كمية الأمطار الكبيرة التي تسقط على أرض فلسطين في فصل الشتاء.
 
3- القدسية:
لقد نص الله تعالى على قدسية هذه الأرض في كتابه الكريم، فقال على لسان موسى عليه السلام {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين} (48)، والمقدسة في الآية بمعنى المطهرة، ويقال للسطل الذي يتطهر به قدس، ومن هنا جاءت تسمية بيت المقدس. وترجع قدسية أرض فلسطين إلى كونها أرض المسجد الأقصى والصخرة المشرفة، وهما موجودان قبل بعثة سيدنا موسى وعيسى عليهما السلام، أي قبل بناء هيكل اليهود، وكنيسة المهد الموجودة في بيت لحم وكنيسة النصارى الموجودة في القدس والمعروفة بكنيسة القيامة.
ويترتب على كون أرض بيت المقدس طاهرة أنها لا تقبل شركاً ولا عدواناً ولا ظلماً ولا علواً في الأرض، ولا يدخلها الدجال في آخر الزمان. ففيما يتعلق بالأولى، كان من أثر قدسية هذه الأرض خلو بيتها المشرف من الأصنام والأوثان في غالبية العصور، وهي لا تتحمل الظلم والعدوان، ولم تمكن للأمم العاتية من العيش فيها ولا الاستقرار عليها، وقد سجل التاريخ الهزائم والنكبات التي حلت بالدول التي تعاقبت على الأرض المقدسة عند تماديها في الظلم والعدوان. وكانت هذه الحقيقة واضحة وجلية، إذ تعرض اليهود لعدة غزوات من الفرس والروم بسبب عودتهم إلى الفساد والعلو في الأرض. كما تعرض الفرس الذين حكموا فلسطين وبيت المقدس في القرن الأول قبل الميلاد إلى أشنع هزيمة على يد الرومان. وأصبحت هذه الحقيقة سنة ماضية في الأمم والدول إلى يوم القيامة، فلما تفرق المسلمون وانقسموا إلى دولتين، سلط الله عليهم الصليبيين، ولما طغى الصليبيون وبغوا في الأرض سلط الله عليهم القائد صلاح الدين الأيوبي وحرر المسجد الأقصى من قبضتهم. ولم يتحقق هذا الانتصار إلا بعد أن وحد صلاح الدين الصف الإسلامي وطهر تصورات المسلمين ومعتقداتهم مما علق بها من مفاهيم خاطئة، وشعارات زائفة، وقناعات منحرفة.
ومن آثار قدسية بيت المقدس أن الدجال – كما أسماه الرسول صلى الله عليه وسلم – لكثرة تدجيله وكذبه وادعائه الألوهية يظهر على كل الأرض ما عدا الكعبة ومسجد الرسول صل الله عليه وسلم والمسجد الأقصى ومسجد الطور.
فقد روى أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفة عن سمرة بن جندب عن النبي صل الله عليه وسلم وذكر الدجال فقال "وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس، فيهزمه الله وجنوده حتى أن جذم – أصل – الحائط وأصل الشجرة ينادي يا مؤمن هذا كافر يستتر بي تعال فاقتله". 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
القدس... العصور التاريخية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ مدينة القدس عبر العصور
» مقدسيات :القضاة في القدس عبر العصور
» مؤتمر القدس - "المؤتمر الاول لدعم وتمكين اقتصاد القدس"
» القدس وآفاق التحدي (ملف كامل عن مدينة القدس والمسجد الاقصى مدعم بالصور)
»  الآفاق المستقبلية لمعركة ”سيف القدس“ … خلاصات معركة سيف القدس |

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: مدن فلسطينيه-
انتقل الى: