منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مذكرات مثيرة لفاروق الشرع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات مثيرة لفاروق الشرع   مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Emptyالثلاثاء 10 مارس 2015, 11:09 pm

مذكرات مثيرة لفاروق الشرع (1): الكشف عن جوانب غامضة لـحافظ الأسد

أورينت نت – متابعات
مذكرات مثيرة لفاروق الشرع 650_433_0142277280084789"الرواية المفقودة " هي مذكرات موزعة على 448 صفحة لنائب رئيس النظام السوري فاروق الشرع، صادرة عن (مركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) والذي يقول أن المذكرات جاهزة منذ عام 2011 وقد حٌررت قبل اندلاع الثورة السورية، كما أنها لم تتطرق الى الوضع الداخلي السوري.

يحاول موقع (أورينت نت) تلخيص أهم المحاور التي تناولتها هذه المذكرات ضمن 3 أجزاء، على أن يكون في الجزء الأول الذي سينشر أدناه، ملخصاً ومقدمة للكتاب وذلك في نشأة الشرع وعلاقته مع الأسد وكذلك مع بعض المسؤولين السوريين، إضافة لـ " شهادات " حول علاقة النظام بأنظمة عربية مثل النظام العراقي السابق. 

كيف تعرف الشرع على الأسد 
تبدأ المذكرات بسرد قصير عن مرحلة الطفولة والصبا، بعنوان "بين النكبتين 1948 – 1967"، يتحدث فيها الشرع عن مشاركته في مظاهرات نصرة فلسطين، عقب النكبة 1948 وفتوته في درعا التي لم يعرفها حتى صار عمره تسع سنوات، ذلك أنه ولد في محردة بريف حماة، بسبب عمل أبيه هناك، وتنقّله بين أرياف حماة ودمشق.
يتحدث الشرع عن عمله في البنك العربي، وشركة الكرنك، وفي مؤسسة الطيران، ويروي كيف تعرف عام 1961، أثناء حكم الانفصال، على حافظ الأسد، ويقول: "تعرّفت إلى الطيار المُسرَّح حافظ الأسد المعين في وظيفة مدنية في مديرية النقل البحري. عرّفني إليه ضابط زميل له اسمه إبراهيم الرفاعي أذكر أنّ حافظ الأسد كان قليل الكلام، لكنه لا يتوقف عن التدخين". 

يقول الشرع "مما لا شك فيه أنّ عملي كأحد المديرين في شركة الطيران العربية السورية، آنذاك، ساعدني بحكم تبعية هذه الشركة إلى وزارة الدفاع، على التواصل مع الوزير حافظ الأسد الذي لم تنقطع اتصالاتي به حتى عندما أصبحت مديراً إقليميًا لشركة الطيران السورية في لندن، في أعقاب حرب حزيران/يونيو 1967". 

محاولة الإخوان اغتيال الأسد
وتضيء المذكرات جوانب غامضة من شخصية حافظ الأسد، وعلاقته بالرئيس صدام حسين، وبرئيس منظمة التحرير ياسر عرفات، وبأخيه رفعت الأسد، وغيرهم، كما تكشف تفاصيل أحداث مهمة، كمحاولة اغتيال الأسد من قبل الإخوان المسلمين، والتي كان شاهدًا عليها: "زار الرئيس النيجيري حسين كونتشي سورية، كان إلحاحه كبيراً علينا في أن يزور مقام الصحابي بلال الحبشي، مؤذن الرسول في دمشق. عند انتهاء زيارة الرئيس النيجيري في 26 حزيران/ يونيو 1980 كنت إلى جانبه في انتظار قدوم الرئيس الأسد لاصطحابه من قصر الضيافة إلى المطار. فجأةً ونحن نودّع الرئيس النيجيري على الدرج الضيق الخاص أمام قصر الضيافة وقع الانفجار. أبعد الرئيس الأسد بشكل عفوي القنبلة الأولى بقدمه، بينما ارتمى مرافق الرئيس الخاص اللواء خالد الحسين بجسده على القنبلة الثانية".

رفعت وفياض وخولي 
يروي الشرع كيف أقنع الروس باستضافة المبعدين من كبار الضباط ورفعت، وماذا جرى في الطائرة التي أقلتهم إلى موسكو: "في الطائرة حدثت المشادات الأكثر عنفًا وصخبًا بين شفيق فياض ورفعت الأسد، ووصلت الأمور إلى حد إشهار السلاح، وهما يجلسان وجهًا لوجه في مقصورة الدرجة الأولى. وكانت المشادات تدور حول قضايا شتى، كان من أهمها تراشق الاتهام المتبادل بعدم الوفاء لبعضهما بعضاً، و"الخطوط العسكرية" مع لبنان واستخدامها من قبل بعض التجار والمهربين وإشكالات التنافس "غير الشريف"... وكان العميد محمد الخولي، مدير فرع المخابرات الجوية يسد أثناء ذلك الباب الواصل إلى قمرة الطيارين بكلتا يديه.. ولم تهدأ الأمور إلا بعد أن امتلأت البطون بالطعام والشراب، وهي العملية التي أشرف عليها العميد الخولي، فاستبدلت الاتهامات وإشهار السلاح في لحظة "رحمانية" بعناق ومصافحات بين رفعت وفياض". 

سنوات الاختبار .. والخلاف مع خدام 
عين الشرع سفيرًا في إيطاليا 1976 وكان أول ما واجهه هو هجوم جماعة أبو نضال على مبنى السفارة. 

بعد تعيينه وزير الدولة للشؤون الخارجية عام 1980، يشير الشرع إلى اختلافه مع توجهات وأفكار وسلوكيات وزير الخارجية، نائب الرئيس عبد الحليم خدام، ولا سيما دوره السلبي في اقتتال أمل وحزب الله، وأمل والفلسطينيين. ويروي صدامه الأول معه في المؤتمر القومي الثالث عشر في آب/أغسطس 1980.
كما يروي الشرع جانباً من سلوكيات خدام: "في الرحلة القصيرة بين صنعاء وعدن، ضحكنا (الرئيس الأسد والوفد المرافق) كثيراً على عبد الحليم خدام، وهو يغافل الرئيس صالح في المطار، ويختطف من يديه مسبحة بآلاف الدولارات، كما قال صالح، وهو يركض خلف خدام لاستعادتها من دون طائل.

إبعاد عرفات بشكل مهين
يقول خدام لم تكن العلاقة ودية بين عرفات والأسد، وحاول الشرع، كما يقول، أن يحتفظ بعلاقة طيبة مع عرفات لتخفيف ثقل علاقة الأسد - عرفات. ويقول: "وافق (الأسد) من دون حماس في 24 حزيران/يونيو 1983 على إبعاد عرفات عن سورية، بنصيحة من خدام وحكمت الشهابي. تم إبعاد عرفات بشكل مهين من سورية، ورافقه ضابط إلى طائرة كانت تنتظره لتقله إلى تونس. كنت أتابع ذلك بعدم ارتياح، لأن هذا التصرف لا يخدم المصالح الوطنية لسورية، ولا موقفها من القضية الفلسطينية. ادّعى خدام والشهابي أن عرفات عقد مؤتمرًا هاجم فيه بشدة الرئيس حافظ الأسد، ونال من مكانته ودوره في الأزمة اللبنانية. 

علاقة الأسد بصدام 
يكشف الشرع تفاصيل اجتماع سري في الأردن دام 11 ساعة عام 1986 بين حافظ الأسد وصدام حسين، لطيّ الخلاف بينهما، بمساعٍ من الملك حسين الذي "من شدة حرصه على سريّة هذا اللقاء يوصل بيديه المأكولات للرئيسين من خلف الباب. أصرّ صدام على أن تصدر سورية بيانًا بإدانة إيران كشرط للمصالحة، ولكنّ الأسد لم يوافق على ذلك.

قصة أوجلان
يحكي الشرع قصة إبعاد عبد الله أوجلان من سورية في عام 1998، وكيف أوفد الأسد اللواء عدنان بدر حسن، رئيس جهاز الأمن السياسي، إلى أوجلان الذي "وافق عن طيب خاطر على إبعاده من دمشق". وكيف لجأ إلى اليونان التي وصل إليها على "متن طائرة ركاب سورية عادية بموجب جواز سفر تركي، وباسم حركي" ومنها غادر إلى موسكو ثم إيطاليا ثم "عاد مجددًا إلى اليونان التي أودعته سرًا في سفارتها في كينيا. وفي مطلع شباط/ فبراير 1999 اتصل أوجلان هاتفيًا مع اللواء عدنان بدر حسن، وأعلمه بشكوكه في أن العاملين في منزل السفير اليوناني في نيروبي، كانوا قد منعوه فجأة من إجراء أي اتصال هاتفي مع العالم الخارجي. بتاريخ 15 شباط/ فبراير 1999 ادعت السلطات الكينية بأن هناك طائرة في مطار العاصمة نيروبي سوف تنقل أوجلان إلى هولندا للإقامة فيها، ومنحه حق اللجوء السياسي، لكنه وجد نفسه يهبط في أحد مطارات تركيا.

فساد نظام الأسد
لا تغيب عن شهادة الشرع إشارته إلى بعض مواطن الخلل والفساد، ولكنه لا يدّعي أنه حارب هذا الفساد، ولم يدخل في معركة حاسمة معه، ولكنه، على أية حال، لم يكن متورطاً فيه. 

يبدأ من النزوع اليساري الصبياني الذي ساد مرحلة الستينيات بين قيادات البعث "كانت أفكار "اليسار الطفولي" تطغى على ما عداها من الأفكار في أوساط القيادة، لدرجة أن محمد الزعبي، وزير الإعلام، الذي كان أيضاً عضواً في القيادة القطرية، آنذاك، كتب في زاوية جريدة الثورة مقالة عنوانها "أقسم باليسار" مقترحًا أن المرء من الآن فصاعدًا لا يجوز أن يستمر في أداء قسم اليمين، ولا يجب أن يسير إلا على الجانب الأيسر من الطريق.

وفاة الأسد
تنتهي المذكرات بوفاة الرئيس حافظ الأسد 10 يونيو/حزيران عام 2000 وتحضيرات الجنازة وعملية توريث نجله بشار: 
"صباح العاشر من حزيران/يونيو 2000، اتصل معي هاتفيًا اللواء آصف شوكت الذي تربطني معه معرفة قديمة، وطلب أن أحضر إلى بيت الرئيس في الحال، كان وزير الدفاع مصطفى طلاس ورئيس الأركان علي أصلان يهمّان بالجلوس. وصل بعد قليل نائب الرئيس عبد الحليم خدام بلباس الرياضة، بينما كان بشار الأسد وماهر الأسد يذرعان المكان ويتنقلان بين صالون الاستقبال وداخل البيت والقلق يعتريهما بوضوح، فهما لا يستقران في الجلوس بيننا حتى ينهضا من جديد. لكن العماد مصطفى طلاس كسر الصمت، واقترح مباشرة ضرورة تعديل الدستور كي يتمكن الدكتور بشار من تولي الرئاسة. وتابع بأن التعديل المقترح يتطلب إبلاغ رئيس مجلس الشعب عبد القادر قدورة، لعقد جلسة طارئة لهذا الغرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات مثيرة لفاروق الشرع   مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Emptyالثلاثاء 10 مارس 2015, 11:10 pm

مذكرات مثيرة للشرع (2): حول وديعة (رابين) وتنازلات حافظ الأسد

أورينت نت – خاص
مذكرات مثيرة لفاروق الشرع 650_433_0142286046484813في هذا الجزء، سنحاول اختصار ماقاله الشرع في مذكراته في كتاب" الرواية المفقودة" الصادرعن (مركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) حول موضوع "وديعة رابين " التي كانت في صلب مؤتمري مدريد وجنيف، لكن ولغياب جزء مهم وضروري حول الأسباب وراء تقديم الأسد تنازلات لإسرائيل، سننقل رواية الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون أيضاً حول وديعة رابين لنترك للقارىء الحكم على صحة ومنطقية الروايتين .. ومن كان بحاجة إلى السلام أكثر .. ولماذا ..؟ وسنبدأ من رواية الشرع :

مؤتمر مدريد ووديعة رابين
يتحدث الشرع بإسهاب عن اللقاءات والتحضيرات التي سبقت انعقاد مؤتمر مدريد، وعن نص الدعوة ورسالة التأكيدات الأميركية وتشكيلة الوفد السوري برئاسة السفير موفق العلاف، والموقف من المفاوضات المتعددة وتغيير مكان المؤتمر من لاهاي إلى مدريد بإلحاح سوري بسبب مواقف هولندا غير الودية، وعدم وجود سفارة سورية فيها. 
وكيف رفع صورة شامير الإرهابي في المؤتمر، وكيف رفض الشرع مرارًا وتكرارًا أي مصافحة مع مفاوضيه الإسرائيليين. 

كما يسهب الشرع بسرد تفاصيل قصة وديعة رابين التي نُسجت أولى خطواتها عام 1993 مع زيارة دنيس روس حاملاً رسالة للأسد من كلينتون: "أسرّ (روس للأسد) له على انفراد لدقيقتين أن رابين موافق على الانسحاب الكامل من الجولان، إذا تمت تلبية حاجاته الأمنية". وتأكدت الوديعة خلال جولات وارن كريستوفر عام 1994 (ثماني زيارات لإسرائيل وسورية) حيث حمل جواب رئيس الوزراء الإسرائيلي "قال لي رابين إن الانسحاب الكامل هو إلى خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967". و"إن رابين يريد أن يتأكد أن متطلباته أيضًا سوف تتم تلبيتها، كما تمت تلبية طلباتكم". 

وكان الرد السوري "مقابل التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل إلى خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967.

يقول الشرع : في القمة الثانية التي جمعت كلينتون والأسد 1994 في دمشق "سجّل الرئيس كلينتون في هذا الاجتماع، ولأول مرةٍ، وعلى لسان أعلى سلطة أميركية ممثلةً برئيس الولايات المتحدة، بأنه حصل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين على إقرارٍ باستعداد إسرائيل للانسحاب إلى خط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 في إطار اتفاق متكامل، شريطة وضع هذا التعهد في جيبه في انتظار توصل الطرفين إلى اتفاقٍ حول بقية عناصر الاتفاق". 

قمة جنيف بين الأسد وكلينتون 
يقول الشرع: فشلت اجتماعات شيبردزتاون - كما تبين للعالم بعد أيام قليلة على انتهائها – على الرغم من المرونة التي أظهرها الجانب السوري في جميع اللجان الثلاث التي أخذت معظم وقت المفاوضين السوريين والإسرائيليين، وبإشراف الأميركيين ومساعدتهم لإنجاز أعمالها.

أما اللجنة الرابعة المتعلقة برسم حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 فظلت تراوح مكانها لأن باراك رئيس الجانب الإسرائيلي في مفاوضات شيبردزتاون لم يكن على استعداد للاعتراف بمضمون وديعة رابين، ومن ثمّ لم يكن موافقًا على رسم الحدود حسب خط الرابع من حزيران/يونيو، وأن كلامه الذي كان يردّده خلال المفاوضات بأنه لن يمحو أو يشطب ما كان قد وافق عليه أسلافه، وخصوصًا رابين ووديعته الشهيرة، لم يكن له أي معنى على أرض الواقع. 

يؤكد الشرع "أن كلينتون وقع ضحية عبّر عنها بصراحة لي شخصيًا في لقائنا الثنائي القصير قبل مغادرة شيبردزتاون، والأهم أنه عبّر عنها أيضًا في اتصال هاتفي طويل أجراه مع الرئيس حافظ الأسد بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير 2000 (أي بعد عشرة أيام كانت كافية لمراجعة كل ما قيل بين الوفدين الإسرائيلي والسوري خلال اجتماعات شيبردزتاون، وما تسرب عنها لوسائل الإعلام العالمية). 

قال الرئيس كلينتون خلال هذا الاتصال مع الرئيس حافظ الأسد: "لقد فكرت كثيرًا حول آخر محادثاتنا، وبملخص الوزيرة أولبرايت عن محادثاتها مع الوزير الشرع. وكما تعلم يا سيادة الرئيس، فقد أصبت بعد الأسبوع الأول لمحادثات شيبردزتاون بخيبة أمل، لأن الإسرائيليين لم يستجيبوا للمسائل التي أظهرتم فيها مرونة. لقد أوضحت لرئيس الحكومة باراك أننا بحاجة للتحرك إذا أردنا النجاح، وأن على إسرائيل وسورية اتخاذ قرارات صعبة. وقد حصلت الآن من باراك على إعادة التأكيد على وديعة رابين، مع البدء بعملية رسم حدود 4 حزيران/يونيو إلى جانب المسائل الأخرى".

قاطعه الأسد قائلًا "هذا جيد". وتابع الرئيس كلينتون كلامه الذي يبدو أنه كان مدونًا، قائلًا: "آمل أن يشكل هذا استجابة لحاجاتكم التي عبرتم لي عنها، وكما لخصها لي فاروق الشرع عندما اجتمعت به وهي البدء بترسيم الحدود. وإذا كان هذا يستجيب لمطالبكم، فإن لباراك أيضًا مطالب لا بد أن يحصل عليها مع موضوع الحدود وتأكيد وديعة رابين، وهي بدء المحادثات على الجهة اللبنانية بعد عدة أيام من لقاء سورية ولبنان مرة ثانية". 

وهنا دخل موضوع لبنان على الخط كشرط لم يطرح في مفاوضات شيبردزتاون. وقد أجاب الرئيس الأسد أن لديه شكوكًا كبيرة حول نيات باراك، واقترح أن تبدأ أولًا لجنة فنية من الجانبين بالعمل على ترسيم حدود 4 حزيران/يونيو، والانتهاء من هذا الموضوع. وعندها يمكن القول إن تقدمًا قد حصل؛ الأمر الذي سيشجع اللبنانيين على الدخول في المفاوضات، وسيكون ذلك مطمئنًا لجميع الأطراف.

رواية كلينتون حول "الوديعة "كما نشرها في كتاب " حياتي" 
يقول كلنتون في مذكراته التي نشرها في كتاب " حياتي ": "قبل أن يقتل إسحاق رابين كان قد أعطاني تعهداً بالانسحاب من الجولان إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، في حال تحقق مطالب إسرائيل. وقد أعطاني ذلك التعهد بشرط أن أبقيه سراً حتى يحين موعد طرحه رسمياً على سوريا في سياق التوصل إلى حل شامل. بعد موت إسحاق، أكد شيمون بيريز ثانية على الالتزام بذلك التعهد، وبناء على هذا التأكيد قمنا برعاية المحادثات بين السوريين والإسرائيليين عام 1996 في منطقة واي ريفر. وقد أرادني بيريز أن أوقع على معاهدة لضمان أمن إسرائيل إذا ما تنازلت عن الجولان، وتم اقتراح هذه الفكرة عليّ ثانية من قبل نتنياهو ومن ثم عُرضت عليّ لاحقاً من قبل باراك. من جهتي كنت على أتم الاستعداد لذلك وهذا ما أخبرتهم به".ص910 

يؤكد كلينتون " لم يكن الأسد بصحة جيدة، وأراد استعادة الجولان قبل وفاته، ولكنّه كان مضطراً لتوخي الحذر في خطواته. لقد أراد لابنه بشار أن يخلفه، وبغض النظر عن قناعته الخاصة بضرورة استعادة سوريا لكامل أراضيها التي كانت تمتلكها قبل الرابع من حزيران (يونيو) 1967، كان عليه أن يعقد اتفاقاً لا يكون عرضة لهجوم من القوى الداخلية في سوريا التي سيحتاج ابنه لتأييدها".ص911 

عندما اقترح الشرع في المحادثات الخاصة السرية أن يتم بدء المفاوضات من حيث توقفت عام 1996 بوديعة رابين التي تلتزم بالعودة إلى خط 4 حزيران (يونيو) شرط تلبية مطالبها، رد باراك، بالرغم من أنّه لم يقدم أية وعود حول الأرض "ولكن نحن لا نمحو الماضي". بعدها اتفق الرجلان أن أقرر أنا ترتيب مناقشة التفاصيل التي تتضمن الحدود، والمياه، والأمن، والسلام".ص912 

بدأنا بعقد اجتماعات حول الحدود والأمن. وهنا أبدى السوريون ثانية مرونة فيما يتعلق بهذين الشأنين، قائلين بأنّهم يقبلون تعديل الشريط الحدودي لمسافة 50 متراً (164 قدماً) بشرط أن يقبل الإسرائيليون بخط الرابع من حزيران (يونيو) كأساس للمفاوضات. وقد كان هذا العرض منطقياً من الناحية العملية، نظراً لتقلص حجم البحيرة خلال الثلاثين عاماً الماضية. لقد تحمست كثيراً لهذا العرض، إلاّ أنّه يبدو أنّه من الواضح أنّ باراك لم يخوّل أحداً في فريقه لقبول خط 4 حزيران (يونيو) مهما تكن تنازلات السوريين. 

ما زاد الأمر سوءاً تسرب نص مسودة الاتفاقية إلى الصحافة الإسرائيلية التي نشرتها بحيث بدت سوريا وكأنّها قدمت تنازلات دون مقابل، مما عرّض الشرع لكثير من الانتقادات في سوريا. وبالطبع كان هذا محرجاً له وللرئيس الأسد في آن. فحتى الأنظمة الشمولية غير محصنة من رأي الشعب ومجموعات المصالح القوية"... لم تكن صحة الأسد جيدة وكان عليه أن يمهد الطريق أمام ابنه".ص914
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات مثيرة لفاروق الشرع   مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Emptyالثلاثاء 10 مارس 2015, 11:11 pm

اقتباس :
مذكرات فاروق الشرع 3/3
في الحلقة الأخيرة تتابع 'العربي الجديد' نشر الفصل الأخير من كتاب 'الراوية المفقودة' حيث يسرد نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع تفاصيل قمة جنيف وكواليسها، وكيف عقد الاجتماع بين الرئيسين السوري حافظ الأسد والأميركي بيل كلينتون متأخراً ساعات عن موعده، وكيف انتهى سريعاً بسبب الخلاف حول الخرائط والخطوط.وصل الرئيس كلينتون جنيف متأخرًا من جولته الآسيوية، ومن ثمّ حدث بالضرورة القليل من التأخير على التوقيت المحدد. في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، أي الثالثة فجرًا بتوقيت دمشق، هاتفني الرئيس الأسد إلى غرفتي، وقال إنه لم ينم حتى هذه الساعة، ولذلك فإنه يرغب في مراجعة نقاط الحديث غدًا مع الرئيس كلينتون، وأنا أعرف أنه لا ينام إلا قليلًا ليلة السفر كما كان يخبرني دائمًا في الطائرة. شعرت بالقلق أنه لم ينم البارحة جيدًا ولم ينم حتى الآن، وسيكون الاجتماع المنتظر بعد عدة ساعات فقط، ولا سيما أن صحته ليست على ما يرام.كان من الواضح أن الضجة في الفندق التي أحدثها وصول الرئيس كلينتون قد أيقظت الرئيس الأسد وربما أيقظت كل نزلاء فندق 'إنتركونتيننتال'. فالاحتياطات الأمنية كانت كبيرة كما هو متوقع من المطار إلى مصاعد الفندق.قال لي الرئيس الأسد كان الاتفاق أن تصل طائرته وطائرتنا مساءً بتوقيت متقارب، وكنت أتوقع اللقاء معه في المطار كما قال لي على الهاتف، وتساءل عما إذا كان الترحيب به مناسبًا الآن بعد أن وصل، فنحن كعرب يجب أن نكون كرماء مع القادم الجديد. قلت له ولكنّ الأميركيين لا يفهمون عاداتنا وقد تكون تفسيراتهم مختلفة خاصة في هذا الوقت المتأخر من الليل.بعد مغادرتي جناح الرئيس لم تشغلني فكرة طغيان التقاليد العربية عليه فهي لا تتناقض مع شخصيته وتفكيره، كما لم تشغلني محبته الشخصية للرئيس كلينتون فهي حقيقية لم يمنحها لأي رئيس أميركي آخر. لقد شغلني أكثر من أي وقت التراجع في وضعه الصحي الذي لا تخطئه العين.في اليوم التالي طلبني الرئيس إلى جناحه الساعة التاسعة صباح يوم الاجتماع. وجدته في أحسن حال خلافًا لما توقعت. وتحادثنا حتى العاشرة ثم أخبرتنا المراسم أن الرئيس كلينتون قد يتأخر قليلًا عن الموعد المحدد لأنه وصل متأخرًا ليلة أمس. انتظرنا ساعة، ساعتين، ثلاث، أربع ساعات والرئيس الأسد ينتظر لا يتذمر ولا يتململ وينظر من النافذة أحيانًا إلى بحيرة جنيف، ويقول إن الحركة لا بد منها لأنها تنشط الدورة الدموية لدى الإنسان. أبلغته أن دنيس روس عاد من إسرائيل ليضع كلينتون في آخر ما يفكر به باراك، ترى هل التقاه بعد وصوله المتأخر؟ أم التقاه الآن في الصباح قبل الاجتماع؟أخيرًا أبلغنا بقدوم الرئيس كلينتون حوالي الثالثة بعد الظهر، وأن اللقاء سيقتصر عليهما وعلى وزيري الخارجية أولبرايت والشرع والمترجم عن الجانب الأميركي هلال والمترجمة عن الجانب السوري شعبان. تم اللقاء بين الرئيسين عند المصعد المحدد في الطابق الفارغ المحروس جيدًا الذي سيجري الاجتماع في إحدى صالاته. ظهر الرئيس كلينتون بابتسامة عريضة، وبعد أن صافح الرئيس الأسد قدم له ربطة عنق قال إنه اشتراها من أحد المحلات أثناء تجواله في رحلته الآسيوية هدية للأسد، حيث كان يفكر باللقاء معه في جنيف. كانت ربطة العنق ذات أرضية زرقاء فاقعة رسم عليها رأس أسد كبير ورؤوس لأسود صغيرة. لم ينشرح صدر الرئيس لها فلم ينظر لها طويلًا، ودهشت لهذه الافتتاحية الفاقعة التي لا يمكن للرئيس الأسد أو ابنه أن يهتم بارتدائها فضلًا عن اقتنائها.دخلنا إلى غرفة اجتماعات واسعة خالية من طاولة الاجتماعات الكبيرة التي كانت في لقاء 1994. جلس الرئيسان على مقعدين متجاورين وجلس بجانب كل منهما وزيرا الخارجية والمترجمين. فوجئ الرئيس الأسد بوجود دنيس روس يهم بالجلوس بيننا، فالتفت إلى الرئيس كلينتون وقال له كان الاتفاق أن يقتصر الاجتماع على الوزيرة أولبرايت والوزير الشرع. علق كلينتون بأن دنيس سيغادر حالًا الاجتماع بعد أن يعرض عليكم خريطة للجولان بذل جهدًا كبيرًا في إعدادها مع الآخرين، وأضاف أنه سيدخل في الموضوع مباشرة، وأنه كان للتو على اتصال هاتفي مع باراك رئيس حكومة إسرائيل الذي أبدى مرونة وتفهمًا لمطالبكم، فهو على استعداد لإعادة كل الجولان باستثناء شريط يبعد عن بحيرة طبريا حوالي 500 م فقط وربما 400 م حسب ما تتفقون عليه.كان الرئيس الأسد يصغي باهتمام حتى اللحظة، لكنه هنا قاطع الرئيس كلينتون، ولم يرغب في المناقشة كعادته وقال بغضب هادئ: 'هم لا يريدون السلام'. أكمل الرئيس كلينتون بعد أن نظر إلى قصاصة من الورق بين يديه مضيفًا بأن باراك يعرف تمسك سورية بأراضيها كلها، ولكنه لا يستطيع التخلي عن هذا الشريط الضيق وسيعطيكم بدلًا منه أرضًا بنفس المساحة وربما أكثر في الجنوب من هنا، وأشار إلى دنيس روس الذي ظل واقفًا بنصف انحناءة وطلب منه نشر الخريطة فوق طاولة تتوسط الرئيسين. قال روس إن هذه الخريطة مأخوذة من الجو لكامل المنطقة؛ الجولان وشمال نهر الأردن والبحيرة إبان حرب 1967، وهي خريطة واقعية في غاية الدقة ليست كخريطة 'هوف' الافتراضية التي ألف كتابًا عنها فريدريك هوف وهو من الدبلوماسيين الأميركيين المهتمين بمنطقة الجولان: حدود 1923، وخط اتفاقية الهدنة عام 1949، وخط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 ونقاط التلاقي والتباعد بين هذه الخطوط.نظرت بسرعة إلى خريطة روس فلم أميز فيها خط 4 حزيران (يونيو) 1967 الذي كان هو نفسه قد أبلغه للرئيس سرًا في عام 1993 ثم بعدها بحضوري مع وارن كريستوفر عام 1994. كان الغموض في الخطوط والمواقع التي عرضها روس في خريطته ذات ألوان متداخلة بين الكحلي الغامق والأزرق الداكن والصخري الأسود، لا علامات فارقة ولا مواقع محددة ولا خطوط واضحة ولا أسماء لقرى وبلدات معروفة في ذلك التاريخ.لم يكن لدى الرئيس الأسد حتى الحد الأدنى من الفضول للنظر في هذه الخريطة، وهو الطيار الذي يعرف كيف كانت تؤخذ الصور من الجو عام 1967؛ فالموضوع بالنسبة إليه ليس صورة البحيرة من الجو وإنما هي حياته بالذات التي عاشها ورفاقه على الأرض، وعلى شاطئ البحيرة استحم في مائها ويحن ليراها.حاول كلينتون استعادة اهتمام الأسد بما كان يقرأه، فلم يفلح بعد مرور دقائق معدودة لم تمكنه من أن يتطرق خلالها إلى المواضيع الأخرى المهمة للجانبين كالأمن المتبادل والعلاقات ومحطات المراقبة. لكن الرئيس الأسد فقد الاهتمام بعد أن تأكد أنهم يريدون من السوريين ألا يقتربوا من مياه البحيرة بأي شكل من الأشكال، عندها ادعى كلينتون بأن الوزير الشرع قد قبل في شيبردزتاون ما يطرحه الآن.لم أستطع إلا أن أقاطع الرئيس كلينتون من دون استئذان لأذكره بمناقشاتنا في البيت الأبيض وشيبردزتاون، والسياق الذي وردت فيه هذه المناقشات وأني لم أتطرق بشكل من الأشكال لا معه ولا مع أولبرايت إلى أية أمتار تبعدنا عن البحيرة. وذكّرته بأنه هو الذي تطرق إلى خط 1923 والعشرة أمتار ولست أنا. قال ولكنك وافقت بأن السيادة السورية على كامل الأرض والسيادة الكاملة على البحيرة لإسرائيل، أجبت ولكن كيف يمكن تحقيق السيادة على نهاية خط الانسحاب في 4 حزيران (يونيو) كاملة من دون أن نلامس مياه البحيرة؟ وأنت يا سيادة الرئيس كنت تؤكد لي أن السيادة السورية ستكون كاملة على أراضي الجولان حتى خط الرابع من حزيران (يونيو)، في وقتٍ ترى أن الإسرائيليين لن يتخلوا عن البحيرة في أي اتفاق؟الشرع مع وزيرة خارجية الولايات المتحدة أولبرايت في جنيفقاطعتني أولبرايت التي لاحظت أن النقاش احتد أكثر مما يجب، وقالت لي دع الرئيس يتابع كلامه حتى النهاية. لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن للرئيس كلينتون الذي أقر برسالة موقعة مع الرئيس الأسد أن وديعة رابين في جيبه منذ سنوات، وأن باراك نفسه لم يطلب منه سحبها، يمكن أن يقوم كوسيط نزيه بعدم الاعتراف بها وتغيير خط الانسحاب بمئات الأمتار. ربما كان احتدادي في مخاطبة كلينتون بهذه اللهجة سببًا لإقدام أولبرايت على كتابة 'أرجوك ألا تقاطع الرئيس' على قصاصة ورق وتسليمها لي؛ محاولةً التخفيف من وقع الصدمة التي أحدثها رئيسها في مطلع الاجتماع.ربما انطلق الرئيس كلينتون من اعتقاده بأن وضع الرئيس الأسد الصحي قد يسمح له بتمرير ما نقله باسم وزير خارجية سورية من دون اعتراض يذكر، نظرًا للثقة بين الرئيس الأسد ووزير خارجيته المستمرة لعقود من الزمن. أو ربما انطلق من ميكيافيلية سياسية أراد منها أن يمارس تكتيكًا سياسيًا تعلمه في نهاية حكمه، بعد أن خاض امتحانات قاسية وخضع لضغوط متنوعة قد لا تتوقف حتى بعد مغادرته البيت الأبيض، خصوصًا عندما أيقن بأن المحاور السوري الذي يجلس إلى جانبه الآن قد لا يكون المحاور الذي سيتابع معه اتفاق السلام.كان على كلينتون بمساعدة دنيس روس - الذي لا يستغني عنه الإسرائيليون ولا الأميركيون سواء أكانوا جمهوريين أم ديمقراطيين - أن يقبل اقتراح الأسد بأن يستمر الأميركيون بمتابعة الموضوع في غرفة أخرى تجمع أولبرايت والشرع وروس والآخرين، ليس لأن صحة الرئيس الأسد لا تسمح له بذلك على الرغم من أنهم أرهقوه قبل بدء اللقاء؛ بل لأنه يثق بدور فاروق الشرع في قيادة عملية السلام من الألف إلى الياء.ذهبنا إلى غرفة مجاورة بتثاقل واضح. أكمل روس بحضور أولبرايت ما كان قد بدأه كلينتون، ولم يرفع رأسه عن حزمة من الورق كانت بين يديه. قلت له لا تتابع يبدو أن ما ستقرأه طويل، ويحتاج إلى نقاش أطول، الأفضل أن تسلم بثينة شعبان نسخة مما تريد إبلاغنا به. وافقت أولبرايت على اقتراحي لكن لم يلتزم روس ما وعد به، فلم يسلم الدكتورة شعبان شيئًا. كما لم يقبل بمشروع بيان صحافي مقتضب كانت أولبرايت قد وافقت عليه لكي يترك المجال لتحميل سورية فشل اللقاء. وبالفعل حمّل كلينتون بعد لقائه الرئيس المصري مبارك في واشنطن المسؤولية عن فشل قمة جنيف إلى الرئيس الأسد، عندما قال 'إن الكرة في ملعبه الآن'. لكنه تراجع بعد ذلك في مذكراته 'حياتي' واعتبر أن باراك قد خيب أمله لأنه لم يفصح له عن نياته مسبقًا في مفاوضاته مع السوريين.الحقيقة أن الرئيس كلينتون لم يذكر أمامي خط 1923 إلا مرة واحدة أثناء لقائي معه بناءً على طلبه في البيت الأبيض، ولم يذكر لي أو للرئيس الأسد في اتصالات أو لقاءات سابقة شيئًا بأن 'الوديعة' التي في جيبه لا تعني الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خط 4 حزيران (يونيو) 1967. ولذلك فإنني اعتبرت إشارة كلينتون إلى خط 1923 والعشرة أمتار حينها إنما كانت من باب التمرين الذهني لا أكثر ولا أقل. وعلى هذا الأساس قلت له حتى لو افترضنا جدلًا أن هذه العشرة أمتار التي يريدها باراك كطريق سباق سيارات لن تسمح له بوجود عربة أخرى إذا تعطلت أو تطلب الأمر رفعها عن الطريق. كيف لرجل عاقل ومنفتح الذهن كما يزعم البعض عن باراك أن يتصور بأن سكان الجولان السوريين عندما يعودون إلى المناطق التي كانوا فيها في 4 حزيران (يونيو) 1976 سيقبلون بالوقوف عند العشرة أمتار، ويكتفون بالنظر إلى بحيرة طبريا نظرة رومانسية وشاعرية تشبه قصيدة 'البحيرة' التي كتبها لامارتين من دون أن يلامسوها ويرووا بساتينهم من مائها. وهل فعلًا كان يفكر البطل المغوار باراك أن يكون المستوطنون في الجولان من المؤيدين لانسحابه من الجولان؟في الطائرة في طريق العودة من جنيف إلى دمشق يوم 27 آذار (مارس) قيّمنا ما حدث بعد فترة صمت ليست قصيرة. كانت الطائرة قد أخذت بارتفاعها الطبيعي بعد الإقلاع، وأصبحت محركات الطائرة أقل ضجة وجناحاها أكثر استقرارًا. كان جوهر التقييم في مفهوم 'الرواية القصيرة' أن 'اللعبة الكبرى' التي بدأها الإسرائيليون 'كدعاة سلام' والأميركيون 'كوسطاء نزيهين' قد انتهت وانكشفت.كان لسورية ما يبرر لها اتخاذ السلام خيارًا إستراتيجيًا؛ فالاتحاد السوفييتي انهار منذ مطلع التسعينيات، ولا ظهيرَ مصريًا أو عربيًا منذ معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، ولا عمقَ إستراتيجيًا مع العراق منذ انهيار الميثاق القومي وما أعقبه من حروب عبثية مع إيران والكويت، ولا أثر يذكر لإعلان دمشق بعد أن ألغي الشق الأمني منه بطلب ملكي. هذا تاريخ حقيقي لا يجوز التلاعب به. على الرغم من كل ذلك، فالمستوطنون الإسرائيليون الذين سرقوا أرض السوريين لن يشعروا بالأمان أبدًا، وهذه أيضًا حقيقة لا يجوز إخفاؤها.بعد هذا التفكير بصوت عالٍ، قلت للرئيس الأسد أنا أفهم لمَ يستمر الإسرائيليون بخداع أنفسهم ومحاولة كسر إرادة الآخرين، لكن لا أفهم لمَ تمر هذه الخديعة على أكبر وأقوى دولة في العالم فتلفق وتكذب من دون مبرر أو مصلحة، علق الرئيس الأسد بابتسامة مليئة بالمرارة قائلًا: وهل تستطيع الدول الصغرى كالدول الكبرى أن تخدع وتكذب؟ ليس لدي أدنى شك في رغبة الرئيس كلينتون في إيصال سورية وإسرائيل إلى اتفاق سلام برعايته، بغض النظر عن تقييم هذا الاتفاق كإنجاز يستحق جائزة نوبل عليه، أو كعمل تاريخي كبير سيترك بصماته في أرجاء المنطقة والعالم، لكنه يخشى مما سيدبره له الإسرائيليون في المستقبل.لكني من جهة أخرى أخذت على الرئيس كلينتون على الرغم من ذكائه وامتلاكه قدرات شخصية وسلطة مؤثرة بحجم بلاده، ألا يحسن إدارة حوار وإيصاله إلى الهدف المنطقي المطلوب، ولا سيما بعد سنوات وشهور وساعات من الاجتماعات والاتصالات أمضاها مع المعنيين في الجانبين للوصول إلى اتفاق مبني على معادلة الأرض مقابل السلام. والسؤال الجوهري في هذه المعادلة المبني على حسن النية وقوة المنطق وليس على سوء النية ومنطق القدرة هو: كيف يمكن تحقيق الانسحاب الإسرائيلي إلى خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 من دون ملامسة مياه بحيرة طبرية؟ وبمعنى أوضح كيف يمكن لإسرائيل الادعاء بسيادة كاملة على بحيرة طبريا، وكأن شاطئها في قسمها الشمالي الشرقي يجاور الفضاء وليس الدولة السورية؟ وبمعنى أكثر واقعية كيف يمكن الامتناع عن رسم حدود الرابع من حزيران (يونيو) بجهد خبراء من الجانبين، والادعاء من الطرف المتمنّع أنه جاد في استئناف المفاوضات والوصول إلى اتفاق سلام؟كنت أتمنى على الرئيس كلينتون أن يأخذ هذا السؤال إلى باراك ويستمع إلى جوابه عنه ثم بعدها يدعو الرئيس الأسد إلى قمة جنيف إذا وجد حسن نية عند باراك وقوة منطق، ولا علاقة لمرض الأسد أو قوة عضلاته بفشل الاجتماع أو بنجاحه ولا بخريطة روس ومذكراته التي ساهمت بإضاعة السلام.تداعيات فشل قمة جنيفأحدث فشل قمة جنيف قلقًا لدى الاتحاد الأوروبي، فلبيت بناءً على طلب سفرائهم بدمشق دعوتهم إلى غداء عمل بتاريخ 30 آذار (مارس) 2000 تحدثنا فيه عما جرى في قمة الرئيسين الأسد وكلينتون، وتأثير ذلك في مستقبل عملية السلام في المنطقة. طرحوا أسئلة عديدة تنم عن تخوف البعض من تداعيات الفشل على استقرار لبنان وأمن المنطقة، وفضول البعض الآخر لمعرفة تفاصيل اللقاء في جنيف لكي يردوا على تساؤلات بروكسل والعواصم الأوروبية.زارتنا وفود عديدة كان من بين أهمها زيارة رئيس وزراء كندا جان كريتيان بتاريخ 18 نيسان (أبريل)، ولقاؤه مع الرئيس حافظ الأسد في جلسة طويلة نسبيًا طرح خلالها اقتراحًا – رآه من زاويته ومن وحي دور كندا كأكبر مساهم في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العالم – أن تقبل سورية وإسرائيل تحويل المناطق المجردة حول شاطئ بحيرة طبريا إلى محمية طبيعية وسياحية لا مثيل لها في العالم، وكان جوابنا لنعرف أولًا حدود المناطق المجردة ثم نفكر في المحميات الطبيعية. كما زارنا في منتصف أيار (مايو) 2000 الرئيس الإيراني محمد خاتمي، وتبعه كمال خرازي وزير خارجية إيران والوزير يوسف بن علوي، وبعدها بأيام التقى الرئيس الأسد مع الرئيس مبارك في القاهرة، وأعقب ذلك زيارة لدمشق من العاهل الأردني عبد الله الثاني يوم 21 أيار (مايو) 2000، لكن السلام كان مختفيًا وراء الآفاق الداكنة مهما تعددت الزيارات.


http://4linkat.com/?url=aHR0cDovL2dvby5nbC9vamxNMEo=
مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Paperclip الملفات المرفقة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات مثيرة لفاروق الشرع   مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Emptyالثلاثاء 10 مارس 2015, 11:11 pm

اقتباس :



مذكرات مثيرة لفاروق الشرع 75190ac6fe0ff5dec05249bb8d542e81


Bill Clinton, "My Life"
Publisher: K..pf | ISBN: 0375414576 | 2004 | EPUB/MOBI | 992 pages | 6 MB/9 MB


An exhaustive, soul-searching memoir, Bill Clinton's My Life is a *******ingly candid look at the former president as a son, brother, teacher, father, husband, and public figure. Clinton painstakingly outlines the history behind his greatest successes and failures, including his dedication to educational and economic reform, his war against a "vast right-wing operation" determined to destroy him, and the "morally indefensible" acts for which he was nearly impeached. My Life is autobiography as therapy--a personal history written by a man trying to face and banish his private demons. 
Clinton approaches the story of his youth with gusto, sharing tales of giant watermelons, nine-pound tumors, a charging ram, famous mobsters and jazz musicians, and a BB gun standoff. He offers an equally energetic portrait of American history, pop culture, and the evolving political landscape, covering the historical events that shaped his early years (namely the deaths of Martin Luther King Jr. and JFK) and the events that shaped his presidency (Waco, Bosnia, Somalia). What makes My Life remarkable as a political memoir is how thoroughly it is infused with Clinton's unassuming, charmingly pithy voice:

I learned a lot from the stories my uncle, aunts, and grandparents told me: that no one is perfect but most people are good; that people can't be judged only by their worst or weakest moments; that harsh judgments can make hypocrites of us all; that a lot of life is just showing up and hanging on; that laughter is often the best, and sometimes the only, response to pain.

However, that same voice might tire readers as Clinton applies his penchant for minute details to a distractible laundry list of events, from his youth through the years of his presidency. Not wanting to forget a single detail that might help account for his actions, Clinton overdoes it--do we really need to know the name of his childhood barber? But when Clinton sticks to the meat of his story--recollections about Mother, his abusive stepfather, Hillary, the campaign trail, and Kenneth Starr--the veracity of emotion and Kitchen Confidential-type revelations about "what it is like to be President" make My Life impossible to put down.

To Clinton, "politics is a contact sport," and while he claims that My Life is not intended to make excuses or assign blame, it does portray him as a fighter whose strategy is to "take the first hit, then counterpunch as hard as I could." While My Life is primarily a stroll through Clinton's memories, it is also a scathing rebuke--a retaliation against his detractors, including Kenneth Starr, whose "mindless search for scandal" protected the guilty while "persecuting the innocent" and distracted his Administration from pressing international matters (including strikes on al Qaeda). Counterpunch indeed.

At its core, My Life is a charming and intriguing if flawed book by an equally intriguing and flawed man who had his worst failures and humiliations made public. Ultimately, the man who left office in the shadow of scandal offers an honest and open account of his life, allowing readers to witness his struggle to "drain the most out of every moment" while maintaining the character with which he was raised. It is a remarkably intimate, persuasive look at the boy he was, the President he became, and man he is today. --Daphne Durham



Clinton_ Bill (2004) My Life (Ebook Pdf)
مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Paperclip الملفات المرفقة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات مثيرة لفاروق الشرع   مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Emptyالثلاثاء 10 مارس 2015, 11:12 pm

عشرة أعوام مع حافظ الأسد .. سجل سورية وقائدها في كتاب للدكتورة بثينة شعبان

مذكرات مثيرة لفاروق الشرع Hafez

كتب كلينتون شهادته في «حياتي»، وسطرت أولبرايت جزءاً مما عاشته في أثناء حياة الرئيس الأسد في «السيدة الوزيرة» ولم يستطع دينس روس أن يبتعد عن الحقيقة على الرغم من أهوائه وميوله في «السلام المفقود» وكنت قد وقفت في «الوطن» مع هذه الشهادات ذات القيمة والمصداقية إلى حد ما، وكان منبع الاهتمام من أنهم غربيون يميلون إلى الإسرائيليين، ولكنهم أجمعوا على قضايا محددة: صلابة الرئيس حافظ الأسد وعدم تنازله عن أي حق من الحقوق، وحفظوا تعبيره: نتركه للأجيال القادمة، وكذلك صبر الرئيس الأسد وطول نفسه وديناميته، والذي لم يستطع أحد تجاهله منهم هو صدق الرئيس الأسد في تحقيق السلام، لكنه السلام العادل الذي يعيد الحقوق لأصحابها.. وبقيت هذه الشهادات خارجية، ونحن أحوج ما نكون إلى دراسة علمية أقرب ما تكون إلى الأكاديمية والتوثيقية لتجلو هذا الجانب بقلم عربي معاشر معاصر مطّلع، واحتاج الأمر أكثر من عقد من الزمن ليصدر كتاب الأستاذة الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية «عشرة أعوام مع حافظ الأسد 1990- 2000» هذا الكتاب الذي يمثل إضافة مزدوجة نحتاجها، وخاصة في قلب الأزمة التي تعصف بسورية، لأنه يجلو الكثير من.الإنسان لا يغيبالدكتورة بثينة شعبان كانت خلال السنوات العشر الأخيرة من حياة الرئيس الأسد موجودة وبقوة على مسرح الأحداث، ولكنها لم تشأ أن تدخل معترك السياسة والأحداث قبل أن تقف عند قضايا هي من صلب مواصفات القائد، وعند لمسات لاتغيب عن الإنسان الذي يحمل همّ الإنسان، فقدمت بمقدمة لم تتجاوز الصفحات العشر فصلاً من الفصول المهمة عن لقائها بالرئيس الأسد، وكيف تجشمت عناء لقائه من أجل دراستها، لدفاعها عن حقها في الدراسة، وبطريقة مؤثرة تحصل على ما تريد لتنقش صورة الرئيس الإنسان في الذاكرة وتأتي المرحلة اللاحقة لتعزز هذه الرؤية، فبعد عقدين من زمن يلتقي الرئيس بالطالبة التي أنصفها، وتفاجأ بأن الرئيس يذكرها. هذه المقدمة كانت ضرورية، وقد صاغتها الدكتورة شعبان بأسلوب أدبي رشيق، فلم تغرق في الذاتية والتفاصيل، ولم تهمل الجانب الإنساني، ذلك لأن الغاية من هذا الكتاب الوثيقة ليس الحديث عن النفس، بقدر ما هو توثيق لمرحلة هي من أخطر مراحل سورية، ولمفصل ترك أثره في سورية، ولا يزال هذا الأثر موجوداً وحاضراً إلى اليوم وبقوة.. ولا يفوتني أن أشير إلى أن هذا الكتاب كتب بالإنكليزية أولاً ثم كتب بالعربية، فهو رسالة إلى الآخر والذات، وهنا تأتي العملية المزدوجة لهذا البحث، فهو يقدم بمصداقية وجهة النظر السورية للعالم الآخر، وهو في الوقت نفسه يقدم الوثيقة والشهادة للسوري الذي شهد تلك المرحلة، والذي سمع عنها ولا يعرف الكثير، لذلك تغادر د. شعبان الذاتية والوجدان لتدخل إلى الغاية والمهم.سيرة وطن وقائدجاء الكتاب في أحد عشر فصلاً: الطريق إلى مدريد. طوبى لصانعي السلام. صعود بيل كلينتون. شهر عسل سورية وأمريكا في عهد كلينتون. الوديعة لم تكن قط. جوهر الصراع: الأرض. إرث يوسف العظمة. تفاهم نيسان. محادثات لاودر غير السرية. كارثة شبردستاون. الرجل الذي لم يوقع. تقتضي الأمانة العلمية أن أذكر عناوين الفصول العريضة لهذا الكتاب، وهي عناوين مهمة تبدأ من مدريد لتنتهي برحيل الرئيس الأسد، وتحت كل فصل من هذه الفصول عناوين عديدة تختصر العلامات الفاصلة في سيرة العقد الأخير من حياة الأسد الذي شهدت المؤلفة الكثير من تفاصيله.في الطريق إلى مدريد يقال الكثير، وقد قرأنا لكتاب عرب وأجانب مؤلفات فيها من الجدية ما فيها، وفي بعضها الكثير من التحليل غير المنطقي وكنا على رأي الأستاذ عبد الإله بلقزيز الذي قدم للكتاب برؤية عميقة، كنا بحاجة إلى وثيقة سورية من الداخل، وهذه أول وثيقة تكتب لتوثق تدافع الأحداث من اجتياح العراق للكويت الذي وقع كالصاعقة على العرب، والآلية التي تمت المعالجة بها، وها هو الرئيس الأسد الذي وقف ضد الحرب العراقية الإيرانية التي تدمر الطاقات والقدرات، يقف إلى جانب الشعب العراقي ووحدته، ويتوجه برسالة طمأنة إلى الرئيس العراقي فيما لو انسحب من الكويت. تلك الرسالة أذيعت 12 كانون الثاني 1991 «إن أي أذى يصيب العراق هو في نهاية الأمر أذى يصيب بشكل من الأشكال سورية والأمة العربية جمعاء...» وتوثق د. شعبان نص الرسالة للتاريخ، وفيها تعهد واضح وصريح من الرئيس الأسد، وقد يقول قائل إن العراق سيكون مستهدفاً بهجوم حتى لو خرج من الكويت، إنني أريد أن أؤكد في هذا الشأن عهداً أخوياً لا شك فيه: «أنه لو حدث ذلك بعد الخروج من الكويت، فإن سورية ستقف بكل إمكاناتها المادية والمعنوية إلى جانب العراق في خندق واحد تقاتل معه بكل شدة وبأس حتى يتحقق النصر».انطلاق عملية السلامتقدم الكاتبة من موقعها وصفاً تحليلياً لانطلاق عملية السلام، فما جرى في الكويت فتح النوافذ على العلاقات السورية الأميركية. التي بدأت تعرف طريقها، فالتواصل بين الرئيسين الأسد وبوش الأب صار معروفاً، وجيمس بيكر وزياراته لدمشق معروفة أيضاً، وها هي د. شعبان تسجل التفاصيل دون أن تغرق في التفاصيل غير المجدية، والصورة التي تعني القارئ تنتقل من خلال هذا الفصل، فالرئيس الأسد رجل أراد السلام، لكنه القائم على استعادة الحقوق والأرض، وتدون الكاتبة دون أن تهمل كتابات بيكر ومذكراته كل ما جرى، والكيفية التي قابل بها الرئيس الأسد اندفاعة الأميركان، بل حرصهم على إنجاز شيء ما.. وتأتي الأهمية من موقع الكاتبة القريب من الحدث، والملاصق له، والمدون لتفاصيله، وهذه أول مرة تخرج مثل هذه الوثائق، ومن الضرورة أن تخرج، خاصة ما يتعلق باللقاءات والأحاديث التي سبقت عقد لقاء مدريد، إذ لم تكن المسألة بالبساطة التي يراها كثيرون، بل إنها أخذت وقتاً طويلاً في الغاية والبنود والتفاصيل وتشكيل الوفود، وتذكر الوثائق أن الوفد السوري لم يتم تشكيله إلا بعد أن فقد الرئيس الأسد الأمل من تشكيل وفد عربي مفاوض مشترك، وتشارك سورية في مدريد تاركة أمر تحفظ سورية على وفد مشترك بين الأردنيين والفلسطينيين للفلسطينيين أنفسهم، وللزمن القادر على الحكم على صوابية رأي الرئيس الأسد، وهذا ما نراه اليوم.وهنا أشير إلى أن كتاب د. شعبان أفصح عن شيء لا نعرفه، وعن آخر عرفنا جزءاً منه، وناقش، وربما صوّب بعض المناقشات التي نشرت، وكشفت جوانب أغفلها بعض من دوّن هذه المرحلة لأسبابه الخاصة... وبين محادثات مباشرة ووجهاً لوجه، وصفها الرئيس الأسد لبيكر ساخراً «وهم يبتسمون» وما بين الدخول في التفاصيل، ورغبة الإسرائيليين في استثمار الوقت في المباحثات لمجرد المباحثات تضيع فرصة السلام التي حدد لها الرئيس الأسد أمام بيكر عاماً، وقال له: يمكن أن ننجز في مدة أقل في شهرين أو ثلاثة.. ويفقد بوش الأب ولايته الثانية، ليصعد بيل كلينتون إلى الرئاسة، وتبدأ رحلة جادة من الرئيسين اللذين جمعتهما علاقة ثقة أزعجت الإسرائيليين، وهذه المرحلة تصفها د. شعبان بشهر عسل العلاقات الأميركية السورية..كلينتون والشرق الأوسطشهدت فترة الرئيس بيل كلينتون أمرين مهمين تفصّل فيهما د. شعبان، ولا تقف عند جانب واحد كما يقف كثيرون:1 – محادثات السلام العربية الإسرائيلية، وحرص الرئيس كلينتون على عقد اتفاق سلام لا يتسم بالانحياز التام لإسرائيل.2 – العلاقات السورية الأميركية التي شهدت تحسناً وتطوراً نتيجة العلاقة القائمة على الثقة بين الرئيسين الأسد وكلينتون، والتي توجت بلقاءين في جنيف ودمشق وهنا تنقل الدكتورة شعبان تفاصيل هذه العلاقة التي كان كلينتون يعبر عن سعادته بها، وعن رغبته بأن يعمل مع الأسد لأنه رجل صادق ويحترم كلمته، ولكن كلما ظهرت بوادر حقيقية ناتجة عن صدق نيّات الرئيس الأسد يقابلها الإسرائيليون بمحاولات الدخول في التفاصيل لإفشالها، وكما تمّ مع بيكر من قبل سيتم مع كريستوفر وكلينتون، فعندما وافق الرئيس الأسد على مقترحات بيكر والتعهدات الأميركية من قبل تذكر د. شعبان خيبة الأمل الإسرائيلية «انتشر نبأ الرد السوري في إسرائيل كما تنتشر النار في الهشيم، وأسدل حالة من الاضطراب والإحراج والغضب الشديد بين الإسرائيليين بسبب شعورهم أن حافظ الأسد تفوق عليهم بدهائه، جاء أول رد معلن على لسان موشيه آرنز وزير الدفاع الإسرائيلي وعضو الكنيست عن حزب الليكود: إذا كانت سورية قد وافقت حقاً على المقترحات الأميركية، فعليهم أن يأتوا ويتفاوضوا معنا...».هذا ما كان من أمرهم عام 1991، وسنرى أن سياستهم لم تتغير، وتتبع الدكتورة شعبان لمسار الأحداث، ومن خلال الوثائق، تظهر بجلاء إرادة السلام، وما يشيعه الغربيون عن أن الأسد لا يرغب بالسلام واللاحرب هو محض افتراء، فالسلام العادل كان غايته التي لم تبدأ مع كلينتون، وتحقيق التوازن للحرب- إن حدثت- كان سعيه الدائم.ود. شعبان تؤسس لهذه الثقة بين الرئيسين بشكل منطقي، فهي لم تنشأ من فراغ، فعند الاستعداد لمؤتمر مدريد ظهر للعالم أجمع صدقية الرئيس الأسد ورغبته في السلام العادل.توثق د. شعبان بالتاريخ والاسم والجلسة والقول كل ما دار في محاولات إحياء عملية السلام وإطلاقها، وإذا انتبهنا إلى أن الكتاب كتب بالإنكليزية أولاً، عرفنا قيمة ما قامت به لتعريف العالم بما فعله الإسرائيليون في إجهاض عملية السلام من خلال المماطلة والإغراق في التفاصيل، وكل ما حدث في بدء عملية السلام كان ممهداً ليبدأ كلينتون مسيرته في البحث عن السلام وتحقيقه، هذا مع الإشارة إلى قضية مهمة أبرزتها د. شعبان، وهي أن بيل كلينتون لم يكن ينظر إلى القضايا العربية.«ولم تكن عملية السلام في ذهنه خلال ساعاته الأولى في الرئاسة في العشرين من كانون الثاني 1993، ولم يأت ذكر للعرب أو للإسرائيليين في خطاب القسم. عقد أول اجتماع لمجلس الأمن القومي في 3 آذار 1993، ولم يكن على قائمة أمور السياسة الخارجية الملحّة لرئيس الولايات المتحدة الجديد حتى ذلك الحين سوى البوسنة والصومال وهاييتي..».انخراط كلينتون واللحظة الحاسمةسؤال يتبادر إلى الذهن، ما الذي دفع كلينتون للانخراط في العملية السلمية، ليجعل د. شعبان تقول عن حقبته الرئاسية بولايتيه «يمكننا القول بثقة: إن علاقتنا به كانت أكثر نضجاً وإيجابية وجدية، وقد حققت اختراقات كبرى في العلاقات السورية الأمريكية، وتوصل كلينتون إلى علاقة عمل ممتازة بالرئيس الأسد مبنية على الثقة والاحترام، وربما كانت أقوى من العلاقة بأي من أسلافه»؟مهما كان الرأي، فإن أكبر الاختراقات في العملية السلمية تحقق في عهد كلينتون، وسواء نجحت هذه العمليات أم أخفقت، فهو لا علاقة له بالموضوع، فلم يجبر أحداً على أوسلو، وبقي محترماً للرئيس الأسد، واثقاً برغبته في السلام وإن لم يتحقق، وعلى الرغم من إخفاق أوسلو تسجل د. شعبان في تسجيل نادر وجهة نظر الإسرائيليين التي لم تمرّ على الأسد، وهي المماطلة والتسويف: «في شريط فيديو يعود إلى عام 2001 قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي كان من الواضح جهله، إن كلامه يسجل: سألوني قبل الانتخابات إن كنت سأفي بشروط اتفاقيات أوسلو وأجبت بالإيجاب، لكنني سأفسر الاتفاقيات بطريقة تمكنني من وضع نهاية لهذا الركض نحو حدود 1967...» بهذه العقلية أدار الإسرائيليون عملية السلام مع العرب عموماً ومع الفلسطينيين خصوصاً، ولكن الرئيس الأسد كان عازماً على سلام شامل وعادل، ومن هنا بنيت الثقة بينه وبين الأميركان، وكلينتون تحديداً لتسجل د. شعبان الرأي السوري «برهنت اتفاقيات أوسلو لنا على ما كنا نقوله منذ سنوات، وهو أن الإسرائيليين يستخدمون فريقاً ضد فريق آخر، محاولين كسب اهتمام وسائل الإعلام العالمية، ولم يكونوا مهتمين بتاتاً بسلام حقيقي مع العرب، ولا مع الفلسطينيين، وخصوصاً أنهم كانوا غاضبين أشد الغضب من إصرار سورية على تمثيل العرب في وفد واحد في كل من مدريد وواشنطن».الرؤيتان السورية والإسرائيلية لعملية السلام وضرورتها هي التي حكمت على جهود كلينتون بالإخفاق مع صدقيّته، ولذلك احتفظ بالاحترام والثقة مع الرئيس الأسد.تدون د. شعبان شهر العسل السوري الأميركي، وتثبت وقائع لقاءي الأسد كلينتون في جنيف ودمشق عام 1994، ولشد ما أدهشني تسجيل الحديث الودي الدّال على مكانة الرجلين من خلال تدوين حديثي الرئيسين عن الأم، وعن المرأة ودورها.ومن يعد إلى كتاب كلينتون: «حياتي» يلمس المصداقية، فما من خلاف بين ما جاء عن كلينتون، وما تدونه د. بثينة شعبان.وديعة أم مراوغة؟كثر الحديث في التحليل والكتب والصحافة عمّا يسمى وديعة رابين، والحقيقة أن الكثيرين لا يعرفون تفاصيلها، وما الذي أودعه رابين أو وعد به؟! لكن د. شعبان تبين أن هذه الوديعة كانت وكأنها لم تكن، وفصّلت في الحديث عنها وعما فيها، فما بين شامير ورابين سقوط أحدهما وظهور الآخر كانت المراوغة الإسرائيلية التي لا تختلف كثيراً عن مراوغات نتنياهو التي تم تسجيلها في الفيديو المسرب.. ولعلّ أهم ما يعنينا هو ما نقلته الدكتورة شعبان عن ردة فعل الرئيس الأسد «يبدو أن الوديعة لم تحدث انطباعاً قوياً لدى حافظ الأسد، فعلى الرغم من أنه قدر أهميتها، لم ير فيها ابتكاراً كبيراً، ولم يجدها عظيمة كما رآها الأمريكيون..» وكذلك يتم التوقف عند ثوابت الرئيس الأسد، فعندما يتحدث في المؤتمر الصحفي مع كلينتون عن الإرهاب، يحدد الإرهاب بالجانب الإسرائيلي غير مكترث لرأي دينس روس والوفد المرافق للعملية السلمية.وفي المحادثات يظهر الرئيس الأسد ذلك الذي يفتخر بوطنه وعروبته وسوريته، ورجال سورية، ومن هؤلاء يوسف العظمة الذي يذكره الرئيس الأسد أمام روس بفخر لا مثيل له يفرح له العظمة لو سمعه «بقيامه بما فعل، أوجد لاحقاً الآلاف من يوسف العظمة في سورية».وللمحادثات محطات..تتابع د. شعبان تدوين ما تم من مباحثات مثل: تفاهم نيسان. محادثات لاودر. شبرد ستاون، مع تسجيل المحاولات الحثيثة من الرئيس الأميركي كلينتون في أن يحدث خرقاً ليصنع السلام الذي له فيه مصلحة كبرى، وهو الساعي للحصول على نوبل للسلام، وعلى الرغم من كل الإخفاقات التي حصلت، كان كلينتون حريصاً على السلام، وكان حافظ الأسد رجلاً حقيقياً في السلام والرغبة به، وهنا من الواجب أن نشكر المؤلفة لتوثيقها الموضوع حتى نهايته، وها هي تذكر أنه في آذار 2000 يتصل كلينتون بالرئيس الأسد، ليقول له: «لدي يا سيادة الرئيس ما تريدونه» لكن الرئيس الأسد يعتذر لإيمانه بعدم وجود شيء، ولعدم رغبته في وجود الأميركيين، والحكومة السورية برئاسة ميرو قيد التشكيل، إضافة إلى ما أثبتته في النقطة الثانية، والتي ركز عليها الباحثون والساسة، من أن سورية ليست في عجلة «كان الرئيس السوري يحاول التأكيد أن صبره قد أخذ ينفد، وأنه بدأ يفقد الثقة بعملية السلام بأكملها، كان الأسد يرسل إشارة مهذبة إلى كلينتون بأن سورية ليست الآن في عجلة لتحقيق أي شيء مع إسرائيل».وأمام الحديث المبالغ فيه عن صحة الرئيس الأسد تسجل الدكتورة شعبان، وهي القريبة من الرئيس الأسد، حقيقة صحة الرئيس الأسد على عكس ما تتحدث التقارير الإعلامية، بل تصحح لكل من حاول الإيحاء بأن الرئيس الأسد كان مريضاً، ومشغولاً كما فعل مارتن إنديك حين تحدث عن عدم رغبة الرئيس الأسد بمتابعة عملية السلام بسبب صحته!الوداع المرالكتاب ليس سيرة ذاتية، وليس دفاعاً أو استعراضاً لأحداث، وإنما هو شهادة برجل دولة من طراز فريد، لذلك كانت النهاية الحقيقية لرحلة السنوات العشر مع رحيل الأسد في العاشر من حزيران سنة 2000 وبذلك تكتمل السنوات العشر، وتنقل لنا الدكتورة شعبان جوّ دمشق الخالي من أي نوع من التوتر، فهي الملازمة لهذه السنوات لم تدري ما حدث إلى وقت متأخر، والحركة على ما يشوبها من ريبة وصمت، إلا أنها كانت هادئة، كما الرئيس الأسد، تخلو من أي مظهر عسكري، وودعت سورية ودمشق الرجل الموقف والذكاء والحنكة والدهاء. الرجل الذي لم يفرط بأمر، وحاز احترام الخصوم وتقديرهم، بالقدر ذاته، وربما أكثر مما عرف كثير من الناس.عشر سنوات مع حافظ الأسد سجل لحياة سورية، ومؤتمر مدريد، ومسيرة السلام من منظور علمي، ولا أقول سوري، يتطابق مع ما سرده المنصفون عندما تحدثوا عن هذه المرحلة.عين الجمهورية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مذكرات مثيرة لفاروق الشرع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين
» الشرع حلل 4
» الزواج بين الشرع..........والمعاصرة
» التأمين في ميزان الشرع؟
» المثالية الجنسية وحكم الشرع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: