كتائب أكناف بيت المقدس تشرح بعض جوانب سقوط مخيّم اليرموك لكنه قد يتعذّر توضيح سبل استرجاعه... التفاصيل في التقرير التالي.
الفلسطينيون المشرّدون من المخيم يأملون استرجاعه وعودتهم إلى مأواهم ولو تحت الأنقاض
مخيّم اليرموك الذي كان مكتظاً بآلاف مؤلفة من لاجئين استولى الاحتلال الإسرائيلي على موطنهم في فلسطين، ربما يلخّص إلى حدّ ما الأزمة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية.
الفصائل الفلسطينية التي ارتأت النأي بالنفس عن الأزمة في سوريا، لم تشمل بنأيها تحييد المخيّم والسكان، ربما لأنها لم تستطع الوقوف أمام موجة عاتية كما تقول، أو ربما لأنها لم تأخذ المخاطر على محمل يدعوها إلى مواجهة الجماعات المسلّحة، لمنعها من فتح جبهة قتالية في المخيّم، ضد الدولة التي رضيت بتحييد المخيم، إذا كفلت الفصائل حياده.
في هذا المنحى، سعت أكناف بيت المقدس إلى التسلّح، وإلى تفاهمات مع النصرة وجماعات إسلامية أخرى، لحماية نفسها في المخيم، كما تجيب لدى سؤال يشكّك بتحالفاتها...
لكن أكناف بيت المقدس نأت بنفسها عن تفاهمات مماثلة مع الدولة والجيش، أو الفصائل الفلسطينية الأخرى، الرافضة لسيطرة الجماعات المسلّحة على اليرموك.
قد يكون ما حدا بها إلى تفاهمات مع "النصرة"، هو تقارب عقائدي عام، ربما يمسّ جدران التقارب السياسي، وهو ما حال من التفاهم مع الآخرين لتحييد المخيم على الأرجح.
في هذا الأمر قد يكون الحديث عن الخيانة في دخول "داعش" إلى المخيم تفصيل بين مجريات الأحداث قبل الفصل الأخير. فالفلسطينيون المشرّدون من المخيم يأملون استرجاعه وعودتهم إلى مأواهم، ولو تحت الأنقاض، بحسب تعبير أغلبهم.
في هذا السبيل تشترك أكناف بيت المقدس مع الفصائل الأخرى في مواجهة "داعش،" لكن مشاركتها مع الفصائل لتحييد المخيم في مواجهة النصرة والجماعات الأخرى التي تتقارب سياستها مع أكناف بيت المقدس قد لا يكون بالسهولة نفسها.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 69948 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
كتائب أكناف بيت المقدس تتهم جبهة النصرة بالخيانة في مخيم اليرموك، فكيف تمت هذه الخيانة؟ وكيف دخل عناصر داعش إلى المخيم؟ وماذا عن المعارك الدائرة حالياً؟
في مخيم اليرموك خلطٌ للأوراق وتغييرٌ للمعادلات، وأصدقاء سلاح الأمس باتوا أعداء اليوم..
بـ "الخيانة والتواطؤ" اتهم أكناف بيت المقدس جبهة النصرة وأصدروا بياناً شرحوا فيه كيف تخلت عنهم النصرة ومجموعاتٌ أخرى فلسطينيةٌ وسوريةٌ لتسهيل دخول داعش إلى اليرموك، وقاتلت إلى جانب عناصره وزودتهم بالمعلومات عن سير المعارك، ومنها سرايا اليرموك وكتيبة أبو علي الأنصاري التابعة لأحرار الشام، ولواء العزة، جبهة أنصار الشام الذي يرابط في منطقة التضامن.
أما عن تفاصيل ما جرى، فيقول بيان الأكناف إنهم اتفقوا مع النصرة على تحييد المخيم، إلا أن النصرة أخلت بالاتفاق، حيث تم اغتيال عدة ناشطين وشخصياتٍ فلسطينيةٍ في المخيم، كما تم غضّ النظر عن دخول عناصر داعش من خلال حواجز النصرة، وأدخلوهم ليبيتوا في بعض بيوت المخيم قبل العملية بيومٍ واحد، ما سمح لعناصر داعش بالالتفاف على أكناف بيت المقدس أثناء الاشتباكات.
من جنوب المخيم، بدأت الاشتباكات، حيث استقدمت التعزيزات لداعش من حي الحجر الأسود، المقر الرئيسي والوحيد لوجود التنظيم في محيط دمشق.
تقدم داعش من جنوب المخيم إذاً، وانحسر أكناف بيت المقدس نحو الشمال، لتبقى منطقة وجود الفصائل الفلسطينية هي الفاصلة فقط بين داعش وقوات الجيش السوري. أما عن نسبة انتشار كل طرفٍ في المخيم فهي تختلف بين مصدرٍ وآخر، ولكنها تخضع لمبدأ الكر والفر والتراجع والتقدم.
وخصوصاً أن الفصائل الفلسطينية، كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة وغيرها تستعيد زمام المبادرة في قتال داعش، حيث تتركز المعارك في ثلاثة محاور هي: محور شارع لوبية وسط المخيم من جهة الشرق، ومحور ساحة الريجي حتى شارع الفرن غرب المخيم، ومحور صلاح الدين وسط اليرموك.
تستمر المعارك إذاً داخل مخيم اليرموك، ويبقى الأكيد أن المخيم الذي لا يبعد سوى 8 كيلومتراتٍ عن العاصمة السورية دمشق يدفع غالياً ثمن الجغرافيا.
الرئيسية 
البوابة 
