منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 د. صالح ارشيدات - ماذا يجري في الإقليم العربي الشرق أوسطي ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

د. صالح ارشيدات  -  ماذا يجري في الإقليم العربي الشرق أوسطي ؟ Empty
مُساهمةموضوع: د. صالح ارشيدات - ماذا يجري في الإقليم العربي الشرق أوسطي ؟   د. صالح ارشيدات  -  ماذا يجري في الإقليم العربي الشرق أوسطي ؟ Emptyالأربعاء 22 أبريل 2015, 12:54 am

[rtl]ماذا يجري في الإقليم العربي الشرق أوسطي ؟ الملف النووي الإيراني.. التحديات والتداعيات في الإقليم[/rtl]
د. صالح ارشيدات



[rtl]

فظهور الارهاب ومنظماته المتطرفة العابرة للاقليم ،والاقتتال المذهبي والاهلي في معظم دول العالم العربي، والغموض المحيط بالتحالف الدولي، ومواقف اعضاء التحالف من مكافحة ارهاب تنظيم داعش في سوريا والعراق، وخصوصا موقف تركيا الغامض ،رغم انها عضو فعال في حلف الناتو، وتلكؤ وتردد دول التحالف العربية والعالمية عن محاربة الارهاب بريا على الارض ، وتدخل ايران التدريجي في العراق لمحاربة تنظيم داعش على ارض العراق ،
يطرح عدة اسئلة عن مستقبل الاقليم ودوله.......
هل نحن امام اعادة ترسيم للنظام العالمي الجديد ، تلعب ايران فيه دورا اقليميا معترف به!
يرى بعض المحللين الاستراتيجيين فرضية ربط جزء من مسيرة مفاوضات الملف النووي الايراني الطويله وتداعياتها ، بما يجري في الاقليم من صراعات وفوضى مسلحة، واحداث متسارعة تهدد دول الاقليم العربي بالحروب الاهلية والصراعات المذهبية،وخصوصا صعود التنظيمات المسلحة الارهابية،و ما اصبح ما يمثله تنظيم داعش اليوم من تهديد للاقليم وللعالم كله.
ويرى المحللون ان الحرب على المشروع النووي الايراني كانت قد بدأت منذ سنوات ،كخطة استباقية،في اعقاب ضرب ارهاب القاعدة الولايات المتحدة في عقر دارها عام 2001 ، وبدأت باحتلال اميركا للعراق والقضاء على النظام( السني) عام 2003، وصعود دور ايران في التاثير على احداث العراق.
وبدأت بالحرب على حلفاء ايران الاساسيين في المنطقة ،حزب الله، في تموزعام 2006،كجزء من الحرب على التحالف الايراني.
كما حاولت القوى الغربية لاحقا، ابان انتخابات ايران الرئاسية عام 2009 ، دعم المعارضة والثورة الخضراء الايرانية ،من اجل تغيير رئاسة النظام الايراني ،من خلال دعم اليات ووسائل ما سمي سابقا بحرب وسائل التواصل الاجتماعي والشبكه العنكبوتية(الحرب الالكترونية) ،لدعم المرشح للرئاسة أنذاك مير موسوي،وكلا المحاولتين كانتا قد فشلتا.
ويجب الاشارة الى التهديدات التي اطلقتها اسرائيل ضد مشروع ايران عام 2012 ، وما كشفته محطة ن-بي-سي الاميركية عن وجود خطة اسرائيلية لضرب المشروع النووي الايراني.
و يبني المحللون الاستراتجيون، الكثيرعلى نتائج المفاوضات الدولية الحالية مع ايران حول الملف النووي، والتي اعطيت سقفا زمنيا حتى 30 حزيران هذا العام 2015، والتي على اثر نتائجها، قد يتحدد نوع التداعيات القادمة ،وحجمها على دول وشعوب الاقليم الشرق اوسطي، فأما مزيد من التوتر والحروب المتوسعة بمشاركة دولية ،وأما توافق الاطراف المتواجهة بالحد الادنى على الملف النووي، ضمن شروط قد تكون قاسية ومفاجئة للجميع. حيث ستصبح ايران على اثرها ،لاعبا اساسيا في النظام العالمي الجديد وشريكا للنظام العالمي.
فالمتابع لمفاوضات الدول (5+1) مع ايران منذ سنوات طويلة، يلاحظ قرب التوصل الى حل ما ،وصفته القياده الايرانية بالمقبول والغير مذل لايران اذا تم !، وايران تعلم طبيعة الموقف العالمي المتشدد حول برنامجها النووي، ومن هم خلفه، وتعلم موقف الرئيس الاميركي الاخير امام الكونجرس الامريكي في خطابه السنوي (حال الامة)، بأن الولايات المتحدة لن تسمح لايران بامتلاك القنبلة النووية، وان خيار اميركا في الحرب حول هذا الموضوع هو آخر الخيارات ، ويصاحب ذلك استمرار حصار دولي بقيادة الولايات المتحدة ومقاطعة دولية لايران وعقوبات اقتصادية شديدة آخرها تفعيل سياسة هبوط سعر النفط 50% مما يشكل ضغطاً اقتصادياً على ايران وشعبها، وكذلك على حلفائها دوله الاتحاد الروسي.
ورافق ذلك حملة سياسية دولية لحصار ايران بقصد اخضاعها وعزلها سياسيا، واتهمت ايران بدعم الارهاب، والرغبة بالتوسع على حساب الجيران العرب، مثل دعم القلاقل في البحرين ، و استمرار احتلال جزر في الامارات العربية ، واستمرار دعم ايران لحلفائها في سوريا وجنوب لبنان وفلسطين واليمن(حركة الحوثين التي قد تهدد الملاحة في البحر الاحمر )، حيث ما زال حزب الله يشكل تهديداً واضحاً لاسرائيل بسبب ترسانته الصاروخية على حدود اسرائيل المباشرة،وتشدد عقيدته ضد دوله اسرائيل.
بالاضافة لموقف دولة ايران حتى الان ،المعروف ضد سياسة دولة اسرائيل وتهديدها لها بالتدمير احيانا، ووقوفها بجانب القضية الفلسطينية،حيث يحدث ذلك، بالرغم من تاريخ حسن العلاقات التاريخية بين ايران واليهود منذ عهد الملك قورش اول ملوك فارس الاخمينية والملكة اليهودية استير ، بعد فترة السبي البابلي التاريخية، وبالرغم من ادراك الحال اليوم، من وجود مقاعد برلمانيه اليوم مخصصة للاقليات اليهودية في البرلمان الايراني.
وتدعم ايران اليوم حركة حماس في غزة ،الامر الذي يوجد لها انصارا في العالم العربي، وينظر اليها كمدافع عن الحق الفلسطيني، وتنظر بعض دول الغرب و الاسرائيليون اليوم، لمشروع ايران النووي بأنه موجه بالدرجة الاولى ضد دولة اسرائيل.
واعتبرت ايران الوصية السياسية وشبه الامنية على نظام الحكم في العراق، بعد احتلال الولايات الاميركية للعراق عام 2003, و بعد تفكيك جيشه القوي، وكذلك تفكيك ادارته الحكومية، وتقديم ايران الدعم للاحزاب الشيعية التي تسيطر على حكم العراق، بحكم التعديلات الدستورية، التي تمت بعد انتهاء حكم صدام حسين.وكان هذا الاحتلال الاميركي للعراق نقطه ظهور الاصولية الدينية الى العلن بين السنه والشيعة، وافسح المجال لتصبح ايران لاعبا اساسيا في العالم العربي.
كما تستمر ايران بالعلن، بدعم النظام السوري في حربها الداخلية الدائرة منذ اربعة اعوام ومشاركتها الحرب الدائرة هناك من خلال حزب الله اللبناني وبعض المليشيات العسكرية التابعة لها، مما ادى الى تغير الموازيين العسكرية لصالح النظام السوري.
مكونات المشهد الاقليمي
المراقب اليوم لحركة قوى العالم السياسية والعسكرية ومنذ انتهاء فترة الحرب الباردة، وسقوط جدار برلين 1989، وتفرد الولايات المتحدة في ادارة، مايسمى النظام العالمي الجديد، وسيطرتها فعليا على مصادر النفط ،والقرار السياسي في الشرق الاوسط ، يرى ان هناك تطورات جديدة تحدث على الساحة الدولية والاقليمية، فالولايات الاميركية اليوم وفي عهد الحزب الديمقراطي، تملك مستجدات ، فهي تملك النفط والغاز الكافي لمستقبلها القادم، وهي ايضا ترغب في عدم خوض حروب جديدة، وربما تريد مشاركة قوى ما في الشرق الاوسط، جزءا من مسؤلياتها الاستراتيجية.
والمراقب للساحة الدولية يشهد صعود دول كبرى، فدولة الصين اصبحت اكبر قوة اقتصادية عالمية (17.6 ترليون دولار) بالاضافة لوزنها العسكري والبشري. بالاضافه لصعود دولة الهند الصناعية ذات التعداد البشري القريب من دوله الصين.
كما ان روسيا، رغم تفكك الاتحاد السوفيتي الا انها استفادت من فترة الانفتاح العالمي، وحصلت على مواقع واسواق جديدة في الاقتصاد العالمي، كما حصلت على التكنولوجيا الصناعية والعسكرية بالاضافة الى تراكم عوائد النفط لديها، رغم تخليها عن جمهوريات غنية مثل اوكرانيا وغيرها كانت تشكل الاتحاد السوفيتي سابقاً.
كما ان سرعه تطور وصعود الاتحاد الاوروبي بهذه النجاعة الاقتصادية والاجتماعية، بقيادة المانيا وفرنسا واصبح يلعب دوراً سياسياً وتنمويا هاماً في العالم في معادله التوازن الدولي الجديد، بالرغم من ان المانيا لا زالت مترددة ،ولاسباب تاريخية، في الانخراط بأدوار سياسية كبيرة.
اما على مستوى الشرق الاوسط ودوله، فقد شهد تغيرات هائلة ادت الى ظهور وصعود ثلاثة قوى اساسية هي ايران وتركيا واسرائيل، وهي، اي الدول الثلاث ،وفي غياب المشروع العربي النهضوي، وفشل الجامعة العربية ومشروعها في لم شمل العرب،وفشل الدولهةالقطرية، تسعى لملىء الفراغ الحاصل في العالم العربي، حيث لايوجد فرصة لدولة اسرائيل للعب هذا الدور، بسبب العداء الاسرائيلي المزمن للعرب وللفلسطينيين تحديدا،وبالنسبه لايران فان العداء الذي اوجدته الصراعات الطائفية والمذهبية في منظومة الدين الاسلامي في العراق وسوريا واليمن ،اوجد عداء مخفيا وخوفا من التقرب من ايران. وتبقى فرصة تركيا السنية القريبة من السعودية،مواتية للعب دور اساسي في الشرق الاوسط العربي.
وبالمقابل تراجعت ادوار الدول العربية مصر والعراق وسوريا عن التأثير في الاحداث، وخصوصا بعد ان تم تدمير معظم الخدمات والبنية الهيكيلية لهذه الدول العربية، وبرزت لديها هويات فرعيه تهدد وحدتها الوطنية. كما ان العالم العربي الرسمي ينتظر حاليا، باي اتجاة ستؤل الاحداث والصراعات الحالية، بسبب موقف الولايات الاميركية تجاه الشريك الجديد ايران، لتحدد مواقفها النهائية من التحالف القادم.
ويلاحظ استمرار صعود دور السعودية الاقتصادي البارز، ودورها القيادي والتنموي في الجانب الديني العربي والاسلامي،في غياب تيارات الاصلاح والنهضة الوطنية والانسانية في العالم العربي، وبروز عمليات الاحياء الديني لدى السنة والشيعة،مع توتر ملموس بالعلاقات العربية الايرانية وخصوصا الحرب الباردة بين السعودية وايران.
فقد اصبحت ايران قوة صاعدة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ذات ايدولوجية دينية سياسية، ويحسب لها حساب في معادلات التوازن الاقليمي، ولها انصار حقيقيون في العراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان، من خلال التنظيمات المسلحة ،وعلاقات متميزة مع دوله الصين وروسيا، وترغب في الانضمام لنادي الدول النوويه الكبرى، بالاضافة لرغبتها في نشر برنامجها السياسي( الامبراطورية الفارسية) في دول الجوار العربي الاسلامي، ولعب دور شرطي المنطقة، الذي لعبته عدة دول سابقا.
واصبحت تركيا ،دولة اقتصادية وعسكرية وبشرية صاعدة، وبقوة مدعومة من حلف الناتو، وتسعى للدخول في الاتحاد الاوروبي ،كما تسعى لاحياء واستحضار فكرة الدولة القوية التي حكمت العالم العربي وجزءا كبيرا من اوروبا لأكثر من 500 عام وتلاشت عام 1918. ورغم علمانية الدولة وحزبها العدالة والتنمية الا انها تدعم الحركات الاسلامية في العالم العربي وتنافس على قيادة المسلمين السنة في العالم، وخصوصاً في مصر وسوريا ،وتعتبر نفسها مرجعية ومظلة لهما، كما اصبحت اليوم، الممر الوحيد لولوج التنظيمات الارهابية الى سوريا والعراق،ولا يزال موقف تركيا غامضا حتى اليوم من تنظيم داعش المتواجد على حدودها في سوريا والعراق.
واسرائيل هي ايضاً دولة نووية،لا تلتزم بالاتفاقات النووية الدولية، وتهدد بضرب ايه منشأت نووية ضمن نصف قطر محدد جغرافيا، وهي قوة صاعدة اقتصاديا في الاقليم لها طموحاتها واحلامها بالتوسع، وتحقيق اقامة الدولة القومية لليهود، وتملك ترسانة عسكرية متفوقة على جميع العرب، بسبب دعم وموقف الولايات المتحدة واوروبا، والذي يأتي على حساب قضية الشعب الفلسطيني المحتل من 47 سنة، بحجة امن دوله اسرائيل والذي تلتزم به الولايات الاميركية واوربا بشكل كامل، ولكنه يخفي اطماع اسرائيل التاريخية في التوسع، تحت شعار من الفرات الى النيل،ولا زال حكام اسرائيل ينظرون الى الاراضي العربية المحتلة بانها اراضي اسرائيلية محررة، او اراض متنازع عليها، كما انها حتى اليوم، لا تملك مشروعا حقيقيا للسلام مع العرب،و لا مع الفلسطينيين بالذات.
النظام العالمي القادم
اذن هناك تحولات سريعة ومهمة على ساحة التوازن الدولي وقواه المؤثرة ، وتراجع الدور الاميركي الاستراتيجي المعلن والممارس فعليا ،وظهور دول وقوى جديدة مثل الصين واوروبا الموحدة وتركيا وايران واسرائيل ،وكلها تريد حصتها من النظام الجديد، وهذا الامر قد يتطلب نظريا وفرضيا ، وبعد مرور مائة عام على مؤتمر فرساي واتفاق القوى الكبرى على تقسيم العالم عام 1919،على اعادة ترسيم للنظام العالمي الحالي ،من خلال استغلال احداث و نزاعات و صراعات في الاقليم (MENA)، وربما حروب صغيرة داخلية طاردة للمكونات المذهبية والعرقية في البلد الواحد،وخلق بيئات متفاوتة الولاءات المذهبية والعرقية،فالعالم العربي كيان متناثر الاجزاء حيث تجد القبائل والعشائر موزعة على رقعة العالم العربي،كما تجد الطوائف والفرق الدينية هنا وهناك، وكذلك بالنسبه للاعراق.
وهي فترة زمنية مليئة باحداث وازمات راهنه مستمرة ومتحركة ذات ابعاد سياسية بالدرجة الاولى، تم خلالها استدعاء واستحضار الذاكرة الصدامية لصراعات شبيهة ، بأحداث تاريخية سابقة، ولت، ومتوارية في اللاوعي، حصلت ونظجت مكوناتها على الساحة الاوربية أنذاك في فترات ما قبل بداية الحرب العالمية الاولى حتى عام 1914 ،وهي الفتره التي سبقتها الحرب الدينية في الديانة المسيحية ،و التي بدأت كحرب دينية بين البروتستانت والكاثوليك عام 1618 وانتهت كصراع سياسي للسيطرة على اوربا ،حيث استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع ودمرت مناطق باكملها تركت جرداء من نهب المرتزقة و الجيوش المتحاربة وانتهت الحرب بمعاهدة (مونستر) وهي جزء من صلح وستفاليا في المانيا عام 1648 ،
تلك الاحداث والحروب والتحالفات الاوربية السابقة شكلت بذور الحرب العالمية الاولى، والتي صاحبت بدء نهاية الامبراطورية العثمانية، وتحرر دول وشعوب البلقان والامة العربية، وظهور قوميات جديدة، حيث جاءت نتائج الحرب العالمية الاولى مفاجأه للعالم، حيث تلاشت خمسة امبراطوريات عن الساحة منها روسيا القيصرية والمانيا البروسيه وتركيا العثمانية، وسمحت بصعود قوى ودول جديدة على الساحة الدولية على رأسها الولايات المتحدة الاميركية، والدولة الروسية الشيوعية،وولادة فكرة الدولة اليهودية بدعم من بريطانيا(وعد بلفور ).
•فالتاريخ يعيد نفسه من جديد،وبلاعبين جدد، فالدولة المريضة آنذاك تمثلها اليوم منظومة دول العالم العربي ، وهو المفتقد لاي استراتيجيه عربيه تنموية او سياسية او امنية ،والصراع الجاري حاليا في دول الاقليم، هو لملىء الفراغ الحاصل ومن يملؤه فعلا، وحول اعادة ترتيب مكونات دولها السكانية على اسس مذهبية او عرقية ، كما في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، بعد ان تم اضعاف موقف المكون السني في تلك الاقطار، واغرى ايران بالهيمنة والتمدد.
هناك مؤشرات ودلالات قويه لدى اللاعبين الدوليين والاقليميين لرسم النظام العالمي الجديد، في غياب ووجود و مشاركة ( الدوله المريضة) المكون العربي وانظمته المتعددة والواسعة سكانياً واقتصادياً وثقافياً (الاسلام المحافظ والمسيحية)، بالاضافة لموقعه الجغرافي المتميز في وسط القارات.
هذا الغياب او التغيب اليوم، تلازم مع فشل الدوله القطريه، التي قامت معظمها بعد فشل حرب الجيوش العربيه على اسرائيل عام 1948 ،والتي قامت على الانقلابات العسكريه، والتفرد بالحكم، وانشاء الحزب الواحد للحاكم، بديلا عن التعددية السياسية والفكرية،التي تمتعت بها معظم الدول العربيه لعقود قبل الانقلابات وقبل الاستقلال،وفشلها اي الدوله القطرية، في بناء مجتمعات متماسكة وقوية، من خلال تعزيز المواطنة وسيادة القانون،وفشلها في ايجاد مشروع نهضوي وانساني ،وفشلها في ايجاد التنميه المستدامه الشامله، رغم توفر الموارد الطبيعيه، حيث تذرعت معظم الدول العربيه لفشلها التنموي، بالانشغال بالتصدي للدفاع عن القضية الفلسطينيه التي اوشكت اليوم على الضياع.
وحاله الاحباط العام اليوم، ادت الى تفشي ظاهره التطرف الديني والارهاب والاقتتال الداخلي، وازدياد نزوح وهجرة السكان ولجوئهم بالملايين تحت اصعب الظروف الا نسانية داخل معظم الاقطار العربية ، ويجري ذلك كله بحجة الدفاع عن الاسلام احياناً ،وباسم الدفاع عن الحقوق والحريات والقلق الوجودي للمكونات ،الذي سببته ممارسات بعض الانظمة العربية بحق شعوبها احيانا اخرى.
 أسباب ظهور التطرف
لقد كشفت احداث «الربيع العربي» الدائرة منذ سنوات عن ضعف واضح في بنية وهيكليه وعمق جذور شرعية، بعض الانظمة العربية السياسية والاجتماعية والتنموية.
حيث تميزت فترة عهود دول عربية ما بعد الاستقلال ، بظاهرة الانفراد بالسلطة، والتعسف وغياب العدالة الاجتماعية مما خلق ارتباكاً قيمياً وروحياً ومعرفياً مرت به بعض الشعوب العربية ،ادى الى ظهور صراعات اجتماعية وسياسية، اصابت اساس ثقافتهم الدينيه الموروثة، وابرزت ثقافات تاريخية بائدة قاتلة تتقاتل اليوم تحت مسميات، سنة وشيعة واخوان وسلفيون، يتنازعون الحديث باسم (الاسلام)، في غياب ورعاية معظم الانظمة لعمليات التنوير والاصلاح والتطهير للمنظومة العقائدية والسلوك الديني الرسمي، وتخليصه من الشوائب والدخلاء على الاسلام.
وفي غياب مشاريع التنوير الفكري والفلسفي الذي يساهم في رفع رقعه العقلانية اللازمة للتنوير السياسي، الذي تحجبه نوازع الاستبداد والتسلط ،برزت الحواضن للتطرف والارهاب، التي خلقت وانبتت التنظيمات الارهابيه ،واصبحت سلاحا واداة في ايدي المتصارعين المحلين والاقليميين الباحثين عن السيطرة.
وتمارس معظم هذة التنظيمات الارهابية، تبريرا لاعمالها الوحشيه، فتاوي غريبه باسم (الاسلام السلفي ) ، وهي من الماضي، متوارية في اعماق اللاوعي، ، لحقبه محددة ولت من الماضي، الذي لم يكن كله مشرقا، ولم يكن لهم دورا فيه،وهي بعيدة عن الاسلام الصحيح ورسالته السمحة للعالم والداعية للرحمة والتعايش والسلام.
فالتنظيمات المسلحة، تجيز لنفسها ولاعضائها الرجوع الى فكر وفقة فرق الخوارج الكثيرة، مثل القرامطة والحشاشين ،وجميعها لها نفس المرجعيه الفقهية رغم اختلاف اسمائها، والخوارج هم من اسس لمذاهب قتالية ووحشية وعنف، وممارسة تحريف معاني القرأن الكريم ،باسلوب( ان العبره بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)، والتي اصبحت اساس القاعدة الفقهية التي نشأت فيما بعد لدى المتطرفين والتنظيمات الارهابيه،والتي تدعو الى تكفير الامه الاسلاميه المحافظة تحت ما سموة( حاكميه الله).
و (حاكميه الله ) ،هو نوع من الصياغات الخطرة اذا اريد له تفسيرا مغايرا كما تفعل التنظيمات الارهابية ،لانه فرغ البشر من ارادتهم الرحمانية، المستقلة، ويلغي دور الجماهير الانساني ، بدعوى ان الحكم لله والحاكم هو الله، ولانه يفتح الباب لاساءة استخدام اسم الله وسلطاته سبحانه وتعالى،فضلا انه يتسع لتقديرات وتفسيرلت مختلفة كما هو الموقف من اهل الكتاب ، قد يختلط فيها حق الله بحق الحاكم وحق الافراد.
وهو اختلاط يدفع ثمنه افراد المجتمع في النهاية،وهو تكريس للسلطة الدينية كما تقوم به تنظيم داعش اليوم ،ودعوة للحكم باسم الله ،ويترتب عليها تكفير المجتمعات الاسلامية المعاصرة ،وتكفير المسلمين المعاصرين،ورفض كل ما هو قائم على اساس انه جاهلي.
ويرفض اصحاب هذا النهج مفهوم التعددية والشورى والديموقراطية والاحزاب، ويدعو الى استعمال القوة في التغير لتحقيق اهدافها في نشر الفوضى والعدميه و التكفير والتهجير والترويع والقتل للسكان الآمنين والاقليات العرقية والمذهبية، مما ساهم في ظهور حواضن للتنظيمات الارهابية المتطرفة ،لها انصار ومؤيدون، كما في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر.
فقد ظهر تنظيم الدولة الاسلامية في بلاد الشام والعراق (داعش) بسرعه وقوة غامضة المرجعية، كتنظيم ارهابي اقوى من الدول التي يقيمون فيها، يقوم فكره وفقهه على فقة مدارس الخوارج وفرقها الزائلة ، التي حللت وشرعت على القتل والتدمير والسبي، وقدمت انماطا من قتل الانسان كانت متواريه في اعماق اللاوعي مثل الحرق للاسرى وسبي النساء، اعتقد لوهله انها ولت ،ويجري ذلك باسم وفائها لحقبة محددة من العالم القديم، وتمارس التنظيمات التكفير المطلق للأنظمة والدساتير، وتتبني العنف المسلح للتغيير، وهو اليوم يشكل تهديدا للعالم،وللدين الاسلامي ودوله العربية والاسلامية.
وللأسف فقد استقطب هذا التنظيم الكثير من الشباب العربي من خلال الوصول اليهم عن طريق ثورة المعلومات و الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي ،والتي يتقنها تنظيم داعش ،والمتوفرة للجميع بسهولة،والتي شكلت فضائا رحبا لهم.
و تم اغراء الشباب للالتحاق بهذه التنظيمات المسلحة، بوهم الدعوة للمشاركة بالجهاد في سبيل الله واعلاء كلمة الاسلام ،وتصويرهم لهم، ان المعركه هي مقدسة ضد المرتدين والكفار، و ضد الغرب المستعمر، بحجه انه عدو الوجدان الجمعي، المادي والفكري، للعرب والمسلمين على مر الزمان ،منذ الحروب الصليبية ،وعدو دائم لمشاريع النهظة العربية.
وباسم الدين، تنتهك حرمته ،وباسم الدين يتم شحذ الشباب وشحنهم بوهم ان لهم قضية يناضلون من اجلها، هي الثورة على الظلم و حالة الاقصاء والتهميش، و ثورة على الحكام الذين لا يحكمون باسم الله ، ويجري ذلك في غياب الرعاية الكافيه للشباب في اوطانهم، وغياب العمل على تلبيه رغباتهم الحياتية والروحية.
والشباب يشكلون 60% من المجتمع العربي،ومع استمرار التهميش لدورهم الوطني في التنمية والتطوير، مما افقدهم الافق والامل بالحياة الكريمة والشعور بالعدالة الاجتماعية في معظم بلدانهم.
هذا الاستقطاب الفكري والديني المتطرف للشباب العربي والدولي، قد يتوسع الى معظم دول العالم و العالم العربي تحديدا ، وقد يخلق فتنة دينية في مواجهة ثقافتنا الاسلامية السائدة والمحافظة فقهياً ودينياً واجتماعياً،الامر، الذي قد يفصل ويفسخ اي مجتمع اسلامي عربي محافظ بحجة المطالبه بالتغيير والاصلاح.
وسائل لمكافحة الارهاب والتطرف
على الدول العربية وشعوبها ،ان تدرك ان اشكالية الاصولية والتطرف، وتزايد ظهور التيارات الاسلامية المسلحة والمتصارعة ،هي اشكالية ترهن مصير العالم العربي والاسلامي ،وتؤطر للحديث عن التقسيم المذهبي والعرقي، وتؤثر على الحياة داخل المجتمع العربي، بالنظر الى دورو مكانة المؤسسة الدينية والدور الاعتباري لرجل الدين داخل هذا المجتمع.
فالصراع اليوم، لا يظهر فقط على مستوى التقابل بين الحداثة والمحافظة ،ولكن على مستوى اخطر بكثير وهو صراع داخل التيارات الاسلامية فيما بينها، من اجل الهيمنة على المشهد الاجتماعي والسياسي من معتدلين وتكفيرين وسلفين وجهاديين وانصار شريعة.
على الدول العربية، العمل سوية ،وبدعم عالمي لمحاربة التنظيمات المسلحة على ارض الواقع، ومحاربة ثقافة التطرف، القادم من رحم هجمة العولمة الثقافية القدرية، والبدء بتنفيذ خطة اعلامية طويلة لمعالجة اثارها السلبية.
و على الدول العربية، البدء بالاصلاح الديني والتنوير والثقافة والاعلام والمناهج والوعض والارشاد،واعطاء الشباب مزيدا من الاهتمام والرعاية ،ورفع درجه الوعي العام لتحصين الجبهه الداخليه، وخصوصا آليه دحض الفكر التكفيري واعادة تأهيل خطباء الجوامع، والقائمين على التربيه والتعليم، ومؤسسات الشباب واعادة مراجعة المناهج المدرسية،وطرق التدريس، والانفتاح على العلوم والفلسفة.
وعلى الاعلام الرسمي، المتباطىء في فهم المتغيرات الثقافية التي احضرتها العولمه منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن، والذي جعل العالم قرية كبيرة متصلة،وخصوصا مرافقة حاله الاغتراب Alienation،للعولمة ،والتي هي نتيجة عملية التسارع الرقمي للتغير الاجتماعي،وهو عنصر اساس في الحداثة، والذي ادى الى تبدل القيم والعلاقات وانماط الحياة اليومية للناس ،وهو ببساطة عدم قدرة الناس على فهم هذا العالم مع تعقيداته، والذي يؤدي الى نشوء ميل لدى الافراد للانكفاء وراء تفكير منغلق و محافظ جدا، قد تتحول الى عمل عنف وارهاب، او اللامبالاة بالعمل السياسي كحالة ،المانيا بعد حروب نابليون بونوبارت.
على منظومة الاعلام العربي، ان يتحرك لانقاذ المجتمعات العربية من حمله التشويش الفكري و الثقافي المتطرف، ضمن خطة طويلة ، وهي القادرة على الوصول الى كل الناس، والاعلام هو صانع الثقافة الشعبية ،فالاعلام الايجابي الموجه ،وضمن نظام الكتروني عالمي، لضبط استعمال الشبكه العنكبوتية، سيخفف من تغول وسوء استعمال التواصل الاجتماعي على افكار الشباب والتغرير بهم، فالحرب على الارهاب والتطرف هي حرب اعلامية وثقافية بالدرجه الاولى.
وعلى الدول العربية في نفس السياق، للانتصار على التطرف والارهاب، فك الحصار عن عملية الاصلاح الشامل وتحقيق مزيدا من العدالة الاجتماعية،واحترام حقوق الانسان وتعزيز مفهوم المواطنة الانسانية ،وهي قاعدة يقوم عليها التعدد الديموقراطي وسلامة الوطن والمجتمع وامنه واستقراره،وهي الوحدة الوطنية الجامعة البعيدة عن التعصب والتطرف والعنف والمعززة بثقافه الحوار والاعتدال الاجتماعي والديني والوعي الوطني، و توسيع المشاركة الشعبية في الحياة العامة، والانتقال الى الدولة المدنية ،وهي محاور اساسية لمقاومة منظومة التطرف والارهاب ،ولبناء مجتمعات أمنة ومستقرة ومحصنة، فالرهان الحقيقي في العالم العربي اليوم هو رهان تربوي ثقافي بالدرجة الاولى، كماان رقعة الصراع الحقيقي لا تتمثل في المجال السياسي المباشر،بقدر ما تتمثل في مجال التربية والتعليم والتنشئة،القائم على الاصلاح الديني والاصلاح الثقافي.
الخيارات القادمة
وعودة الى الملف النووي الايراني، وفرضية علاقته بالاحداث الحالية و بالتداعيات القادمة للاقليم، فإن نفوذ ايران الهائل في العراق، والذي يدعم المكون الشيعي، الذي عمل على اقصاء مكون السنة، خلق حاضنة سنية لمصلحة داعش، وادى الى نزاعات مذهبية وعرقية، حين هاجم التنظيم الداعشي، المكون الكردي السني في الموصل، واباد السكان الايزيديين العراقيين، هيأ مناخاً شعبياً عند البعض للمطالبة بالمحاصصة السنية الجغرافية، التي تطالب بالحماية الدولية ، بعد ان حصل الاكراد على اقليم كردستان ،وهي بدايه قد تؤدي الى الاستقلال عن العراق اذا توفرت لها الظروف الاقليمية والدولية.
وقد تنتشر حالة المحاصصة الطائفية والمذهبية ،الخالقة للحواضن المختلفة، في غياب المدافع الوطني القوي عن كل المكونات في البلد الواحد، وهو وجود الدولة القوية، والمحصنة بكل مكوناتها البشرية ومؤسساتها الرسمية والشعبية والمجتمعية، حيث تظهر الهويات الفرعية التي تنحاز غرائزيا للقبيلة والطائفة والعرق، وتحتكر الحقيقة والمقدس، وتتعصب لهما ،وقد تخلق حالة تطلب المحاصصة الجغرافية ضمن الوطن الواحد،كما في اليمن والعراق، وقد تنتشر مثل هذة الحاله للمحاصصة في دول عربية كثيرة مثل سوريا وليبيا واليمن.
وهذا كله مؤشر خطير على امكانية جر بعض دول المنطقة، الى حرب دينية ومذهبيه وعرقيه، قد تكون العراق وسوريا واليمن موقعها ،وقد تجر معها لهذة الحرب، بحكم الاصطفاف المذهبي والعرقي المعروفين، دولا اقليمية كبرى مثل ايران وتركيا وباكستان ،اذا خلقت الاسباب وتوفرت البيئه المحفزة لذلك.
فالملف النووي الايراني قد يكون صمام امان للاقليم نظريا !!!!، اذا ما نجحت الاطراف المتصارعه في تحقيق اتفاق الاطار في حده الادنى المقبول، والغير مذل لايران وللغرب ،وقد يكون له ثمن غير معلن، مثل القبول بادوار ايرانيه في اليمن، او دعم بقاء االنظام السوري، وفك ارتباطه التاريخي بفلسطين واللاجئين،وينطبق التساؤل على مستقبل حزب الله في لبنان،وهل يصبح مثلا، حزبا سياسيا ويلقي سلاحه.
بالاضافه الى شرط فك العقوبات الاقتصادية عن الملف النووي الايراني، وتوفير اموال طائلة محجوزة (100 مليار دولار)، وامكانية رفع اسعار النفط من جديد، مع بقاء العقوبات الدولية الاخرى على ايران مثل عقوبات الارهاب وحقوق الانسان.
وقد يؤدي الاتفاق الى تبطييء العتبة والمسار النووي الايراني لفترة طويلة، ووقف الابحاث الايرانية في المجال النووي، ولكنه قد يدعو الى تسارع دعوات بعض دول الاقليم ،لامتلاك التكنلوجية العسكرية النووية، بحجه التوازن الردعي مثل السعودية ومصر والخليج.
ولكن الاتفاق، قد يحمل في طياته ايضا ، بداية النهاية لتنظيم داعش المتطرف، الذي يهدد دول العالم كله، وخصوصا اذا شاركت ايران وتركيا الولايات الاميركية ودول الاقليم، الحرب على الارهاب.وهذا يعني بالنتيجة تعاون اميركي اوربي واعتراف بالدور الايراني في الاقليم، رغم انزعاج بعض الدول العربية واسرائيل من ما يجري.
و قد يحمل الاتفاق الكثير من الشروط والتبعات، لجميع الاطراف في المنطقة والعالم ،وخصوصاً فيما يتعلق بعلاقة ايران المستقبلية بدولة اسرائيل وشروطها االمستدامة (اتفاق سلام دائم)، وكذلك علاقة ايران الاستراتيجية بحلفائها الحاليين، سوريا وحزب الله واليمن وفلسطين(حماس) ضمن ،رؤى سياسية جديدة، تتعلق بفك ارتباط الصراع العربي الاسرائيلي ومفاهيمه المتراكمة في الوجدان العربي بالاطراف المتصارعة مثل سوريا والعراق وحزب الله ودولة اسرائيل.
وقد يشمل الاتفاق لاحقا، شمول دولة روسيا، حليفة ايران السياسية، وقد يشترط فك العقوبات عن روسيا، وتسهيل موضوع استمرار تزويد روسيا لاوروبا بالغاز الروسي، مقابل تسوية في اوكرانيا، مع ملاحظة اشتداد التنافس الدولي الجديد للغاز المكتشف في شرق المتوسط، بكميات كبيرة والذي، يشكل بديلاً محتملا لتزويد اوروبا بالغازالمتوسطي.
مع ملاحظة فرضية المحللين الاستراتيجيين ، ربط جزء من احداث الاقليم الحالية بالصراع العالمي حول الطاقة ، ومصادر الغاز الهائلة والمكتشفة مؤخرا في السواحل العربية،بعد ان اصبحت الولايات الاميركية، من المصدرين الكبار للطاقة النظيفة، ولديها شبه اكتفاء ذاتي من النفط المحكم( الصخري ).
كما يمكن لشروط الاتفاق القادم ، ان تشمل دوله تركيا الصاعدة اقتصاديا، و الفقيرة بالنفط ، والطامعة تاريخيا بحقول كركوك العراقية،والتي تواجه التحدي الكبير بدخول الاتحاد الاوروبي، وتحدي الدولة الكردية الجارة، الصاعدة ،والتي دافعت عن العراقيين والسوريين الاكراد في عين العرب والموصل ،واصبحت حامية القومية الكردية، و المالكة للنفط، والمالكة للتعاطف الدولي السياسي والعسكري.
وتواجه تركيا اليوم، تحدي استمرار العلاقة التركيه مع الحركات الاسلامية في العالم العربي، وخصوصا مع الاخوان المسلمين في مصر، وتصلب العلاقه مع دول الجوار وخصوصا مع اسرائيل وسوريا.
وبالنسبة لمجموعة الدول العربية، فأنها لن تستطيع تعبأة الفراغ السياسي في المحيط العربي، وستبقى الولايات الاميركية وشركاؤها شاغلي هذا الفراغ، وستبقى الدول العربيه مشغوله ولفترات طويله في اعادة التوازن لعلاقاتها الدوليه الجديدة مع ايران الجديدة، وقبول واقع، ما لم تقبله سابقا، وقد تلجأ الى تحالفات سياسية مع تركيا(سني)، للوقوف امام النفوذ الايراني(الشيعي) في اليمن ولبنان والعراق.
وعلى الدول العربية، اعادة ترتيب بيتها الداخلي، ضمن عقد اجتماعي جديد،وحل مشكلة اللاجئين والنازحين العرب انسانيا، وتحديث مفهوم المواطنة والعدالة المجتمعية الغائبة عن معظم الدول القطرية، وتعزيز المشاركة الشعبية في العمل العام، وخصوصا دور منظمات المجتمع المدني، وبناء دولة المؤسسات وسيادة القانون.
وستبقى قضية الشعب الفلسطيني، المحتلة اجزاء كبيرة من اراضيه منذ حرب ال48 وحرب 1967،هي الاهم في منظومة الشروط المقيدة والتسويات لاي حل في المنطقة، وخصوصا بعد ازدياد التعاطف الدولي مع القضية والشعب الفلسطيني، والذي يلاقي كفاحه وصموده اعترافاً دولياً متزايداً ،بمطالبه المشروعة، في اقامة دولته المستقلة على ترابه، وباعتراف دولي متزايد، ولعل الموقف الاميركي الجديد تجاة اسرائيل،بعد نجاح الليكود المتطرف وتصريحاته السلبية ،حول السلام مع الفلسطينيين ، هو منعطف هام في مسيرة القضية الفلسطينيةه وتداعياتها.
وعلى الاسرائيليين، المؤمنين بسياسة نتينياهو العنصرية، تجاه الفلسطينيين العرب، ان يقرروا مستقبل العلاقة مع الفلسطينيين، وطرح مشروع حقيقي للسلام مع العرب، فالنظام العالمي الجديد لن يقبل استمرار الاحتلال الابدي للفلسطينيين، وعلى الاطراف الدولية ان تقرر مستقبل حل هذه القضية، بما يرضي الفلسطينيين ايجابياً، والا فإن العالم لن يستقرابدا ، وسيزداد التطرف والارهاب ،فمعظم ما يجري في الاقليم سببه الاساسي، هو عدم حل القضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية ،واستمرار بناء المستوطنات في الاراضي العربية، واستمرار الاحتلال الاسرائيلي،والظلم الواقع على الفلسطينيين.
الخلاصة
اعادت الولايات المتحدة الاميركية دراسة استراتيجيتها في الشرق الاوسط،بعد ان اصبحت دولة نفطية ولديها اكتفاء ذاتي من الغاز الصخري لصناعاتها الاساسية،ورفضت المشاركة في اية حروب كبرى الا اذا اعتدى عليها،وهي تبحث عن شريك استراتيجي في الشرق الاوسط، وقد تكون ايران هي الشريك المناسب، في دلالة واضحة على اعادة تشكيل النظام العالمي الجديد.
اصبحت مصادر الطاقة الجديدة المكتشفة على السواحل الشرقية للبحر المتوسط، تشكل اهتماما عالميا،وقد تصبح بديلا ممكنا لتزويد اوربا بها بديلا عن دولة روسيا.
اصبحت ايران لاعبا اقليميا بعد توقيع اتفاق الاطار النووي مع الولايات الاميركية والدول الاوربية، وقد تلعب دور الشرطي في المنطقة اذا ما طلب منها ان تنظم الى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الارهابي.وفي المقابل صمدت دوله كردستان العراقية وردت هجمات التنظيمات الارهابية عن اكراد العراق وسوريا ولاقت تعاطفا عالميا من الناحيتين السياسية والعسكرية.
نفوذ ايران في المنطقة بدأ بالصعود بعد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 والقضاء على نظام صدام حسين السني القوي،حيث توفرت البيئه والادوات بعدها للصراع المذهبي والعرقي، واوجدت حواضن للتطرف والارهاب ،قد تسهل فكرة الحرب الدينية والتقسيم المذهبي في البلد الواحد.ويندرج الموضوع نفسه على سوريا واليمن.
نتج عن الحروب الاهلية والحرب على الارهاب في سوريا والعراق واليمن عملية طرد للسكان من مناطقهم على شكل نزوح ولجوء غير مسبوق في التاريخ المعاصر ففي سوريا مثلا لجأ حوالي 5ملايين سوري الى الاردن ولبنان وتركيا والمانيا، كما نزح داخل سوريا حوالي 5 ملايين سوري والعملية مستمرة، ونزح كذلك ملايين من العراقيين واليمنيين ولا زال الموضوع مستمرا.ويرى المحللين السياسيين ان هذة العمليه لها تداعيات خطيرة على مستقبل هذة الدول.
على الطرف الاخر من المعادلة، فشلت الدولة العربية القطرية، بعد الاستقلال،في تطوير اي مشروع عربي نهضوي، واجهضت التعددية السياسية والفكرية السائدة قبل الاستقلال،ودمرت مفاهيم المواطنة الدستورية للمكونات السكانية، في غياب سيادة القانون والعدالة الاجتماعية وتكافئ الفرص، وافشلت مشاريع الاصلاح الشامل والاصلاح الديني والثقافي والانساني، مما ادى الى بروز الهويات الفرعيه والتعصب لها،والتي اصبحت حواضن جاهزة للتطرف والارهاب في معظم الدول العربية.
فشلت الجامعة العربية كمشروع اقليمي عربي، في لم شمل العرب واحياء التعاون العربي ضمن رؤية نهضوية شامله،الامر الذي اوجد فراغا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، استغلته دول الجوار القوية تركيا ,ايران واسرائيل، وخصوصا بعد تدمير القوى العربية الاقتصادية والثقافية في سوريا ومصر والعراق وليبيا وغبرها.
تأكد بشكل ثابت ان حماية امن دولة اسرائيل الدائم ، هو مسؤلية اميركية واوربية لا تقبل النقاش، وقد يعيد اتفاق الاطار النووي مع ايران الجديدة، وضمن اعادة تشكيل النظام العالمي الجديد، الحياة الى مشاريع التفاوض العربي الاسرائيلي من جديد. والملاحظ ان دولة اسرائيل بقيت متفرجة عما يجري في دول الجوار وعلى حدودها،وهو عكس ما كان يحدث عادة،لابل ساعد ذلك في اعادة انتخاب اليمين المتطرف والذي ينادي باقامة دولة قومية لليهود في اسرائيل.
ستلعب تركيا السنية دورا بارزا في خلق تحالفات جديدة مع العربية السعودية وبعض الدول العربية،لمواجهة النفوذ الايراني الشيعي.
ستبقى معظم الدول العربية لفترة طويلة، خارج دائرة التأثير،الدولي و الاقليمي ، وعليها تبني وتنفيذ برامج اصلاح وتنوير شامل لبلدانها، ويشمل ذلك الاصلاح الديني، هدفه الانسان العربي وحرياته وحقوقه وثقافته، واحترام التعددية السياسية والفكرية، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية والوصول الى حالة الدولة المدنية تحت سيادة القانون وحقوق الانسان.
فالعرب يملكون مقومات اعادة النهوض الانساني والحضاري والثقافي المشترك لامة عربية واحدة متوحدة الوجدان والتاريخ والامال،تستمد من عقيدتها الاسلامية السمحة معاني التسامح والاعتدال ،شريطة الاهتمام بالانسان العربي.
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
د. صالح ارشيدات - ماذا يجري في الإقليم العربي الشرق أوسطي ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماذا يجري في واشنطن؟
»  ماذا يجري في محيط مستشفى الشفاء؟
»  د. محمد بن صالح الشنطي - القدس في الشعر العربي
» الفيديو الاخطر في العالم .. تلخيص ما يجري في العالم العربي بدقائق
» مشروع الشرق الاوسط الكبير وأثره على النظام الاقليمي العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: