من هم الخوارج - تاريخهم ومبادئهم

من هم الخوارج - تاريخهم ومبادئهم
د. عميش يوسف عميش
-هي فرقة اسلامية - نشأت في نهاية عهد الخليفة عثمان بن عفان وبداية عهد علي بن ابي طالب في النصف الاول من القرن الاول الهجري. وبالذات فترة حرب (صفين) التي دارت بين علي بن ابي طالب الخليفة الشرعي وبين معاوية بن ابي سفيان الذي حاول الاستئثار بالحكم، وكان رأيه (ان علياً سيربح الحرب لو استمرت) فامر بمشورة من عمرو بن العاص برفع المصاحف، فانجر الى التحكيم. وكان من اعترض على قبول التحكيم هم انفسهم، كانوا قد اجبروه عليه من قبل واعترفوا به، ووثقه التاريخ، وهذا يكذب ادعاء البعض من ان الخوارج كانوا هم المعارضين للتحكيم من اول الامر. وهؤلاء حكموا على علي بالكفر بقبوله التحكيم الذي اجبروا عليه، ثم انهم حرضوا على علي وحاربوه. وقد عالج امير المؤمنين بحكمة ومرونة ثم بحزم وحسم، حاول اولاً مناقشتهم لكن دون اتفاق. ورغم كل المحاولات والمواعظ، بقي حوالي (4000) ابوا الا البقاء على ما هم عليه ومحاربته، وقتلوا الابرياء حتى النساء، وافسدوا في الارض، فاضطر على محاربتهم لدفع شرهم وفتنتهم وقتل معظمهم. يذكر التاريخ انهم من اشد الفرق تعصباً لآرائهم، ويدعون بالبراءة والرفض للخليفة عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب والحكام من بني امية. واصر الخوارج على الاختيار والبيعة في الحكم، ورأيهم ان لا حاجة للامة الاسلامية لخليفة زمن السلم. لكن حكمة الخليفة علي قوله لهم (الا ان لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا: لن نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم فيئا ما كانت ايديكم مع ايدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا). كان اغلب الخوارج من حفظة القرآن الكريم. بايعوا علياً بن ابي طالب بعد مقتل عثمان بن عفان. ثم خرج معاوية في جيش لملاقاة علي في معركة صفين. اطلقوا على انفسهم (جماعة المؤمنين)، وخصومهم اطلقوا (الخوارج) – لخروجهم عن علي وثوراتهم المتعددة، وفسروه على انه «خروج على ائمة الجور والفسق والضعف» وان خروجهم انما هو جهاد في سبيل الله. اصول فكرهم: السلطة العليا للدولة (الامامة والخلافة) يشترطون صلاح وصلاحية المسلم لتولي هذا المنصب بصرف النظر عن نسبه وجنسه ولونه. ومنهم من اجاز ولاية المرأة. يتبنى الخوارج ولاية ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان – لكنهم لاحقاً كفروا علياً بعد واقعة التحكيم. كما انهم تبنوا الاختيار والبيعة. ويرفضون ان الامامة من شؤون السماء. ويحكم الخوارج على مرتكبي الكبائر الذين يموتون قبل التوبة، بالكفر والخلود في النار. اشتهر الخوارج بقدراتهم القتالية وزهدهم عن الثروة وعدم حرصهم على الاقتناء. كانت لهم (5) ثورات ضد الامويين هي ( النهروان، الدسكرة، ماسبذان، جرجرايا والكوفة). كما انهم دبروا مكيدة لاغتيال علي وعمر بن العاص وكذلك معاوية بن ابي سفيان. نجا عمر ومعاوية وقتل علي بن ابي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم. بعدها قاموا ب (23) ثورة ضد بني امية. وهناك احاديث كثيرة عن الخوارج واهمها قول رسول الله (سيخرج قوم في اخر الزمان، احداث الاسنان، سفهاء الاحلام ، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز ايمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فان في قتلهم اجراً لمن قتلهم يوم القيامة). ومن فرق الخوارج (1) الازارقة – اتباع نافع بن الازرق. (2) النجدات – اتباع نجدة بن عامر الحنفي. (3) الصفرية – اتباع زياد الاصفر. لقد تم انحسار دعوة الخوارج عن مناطق الحركة العلمية، والثقافة والنفوذ والعزة ليعيشوا في مناطق نائية حياة فيها الكثير من مظاهر الجهل والقسوة، حتى اصبحوا اخيراً لصوصاً سلابين كما ونص عليه عدد من المؤرخين الباحثين. (فقد تشيعوا فرقاً واقتسموا)، والاهم عدم وضوح كثير من الامور الدينية لهم، حيث لم يكونوا قادرين على التمييز بين الايمان والكفر وموجباتهما.

[rtl]المفهوم الإسلامي للحروب عبر عصر الحضارة العربية-الإسلامية[/rtl]

د. عميش يوسف عميش

[rtl]

الكاتب الدكتور احمد عبد المنعم البهى - شغل مركز استاذ الدراسات الاسلامية - جامعة الكويت تحدث عن الحروب في المفهوم الاسلامي في مقال نشرته المجلة العسكرية الاردنية 1/ 9/ 1970. وودت ان اقتبس بعضا من مقاله: لم تكن الحروب منذ بدأ الاسلام من اجل حمل الناس على اعتناق الدين بالقوة. لكن الدعوة كانت هي الاساس وكانت بالحكمة والموعظة الحسنة. اننا ونحن نرى اليوم ان الاسلام يستخدم بطريقة بشعة من قبل المتطرفين والخوارج، ويحيلوا صورته بشكل ارهابي مرعب يسيء له. والاسلام بعيد كل البعد عن هؤلاء الارهابيين الذين ركبوا موجته واستغلوه ببشاعة. يقول الكاتب: لقد اهتم الاسلام بتطوير حياة الناس واقامة نظم اجتماعية تسعد في ظلها البشرية كبقية الاديان. كما بين الاسس التي يقوم عليها الحكم الصالح وحذر من الجرائم وبين ما فيها من اثم وانحراف وخطر على المجتمع، وسن عقوبات ضد من يعرضون امن الناس وسلامتهم للعبث. والا ترك الدولة نهباً للإرهاب والاعداء من الداخل والخارج. وهناك قوانين وضعت تتضمن: (1) ما هي ضروريات الحرب، (2) وما هي الهدنة والصلح. لقد كانت الحروب قد شرعت قبل هجرة الرسول الى المدينة وقوله تعالى» أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير». الا ان الحرب مع الاعداء كانت في السنة الثانية من الهجرة. اما غايات تشريع الحرب في الاسلام فكانت (1) محاربة من يحارب دولته ومواطنيه. (2) القضاء على مؤامرات الاعداء ضد الوطن. (3) تأمين سلامة المحاربين والمواطنين. ولتأكيد ذلك قال الله تعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، »وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» وكانت الحرب لا تبدأ الا في حالة الضرورة، ولكن لا بد من الاستعداد لها. اما الحديث النبوي (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام ) فهذا الحديث فهم بطريقة الخطأ، فالحديث يعني (قتال المشركين حيث نزلت في قوم من المشركين نقضوا عهد الرسول اكثر من مرة فكان هذا حكم الاسلام فيهم وهم الذي عناهم الرسول وليس لحمل الناس بالقوة على اعتناق الاسلام). اذن العقائد لا تفرض بالقوة. وان نشر الدين هو دعوة بالحكمة، وتأكيد ذلك « لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي» ويقول الامام المحقق ابن تيمية - « لا اكراه احد على الاسلام، ولا فائدة في اسلام هذا»، وكانت غزوات الاسلام ليس لجعل الناس اعتناقه بالقوة بل دفاعاً عنه، ورد مكايد خصومه، والبداية كانت فتوحات الخلفاء الراشدين ضد الفرس-الذين كانوا اكبر واكثر اعداء للعرب ولقد حقدوا على العرب واحتلوا الاهواز والخليج العربي وزوروا اسمه بالخليج الفارسي وهم يقاتلوننا اليوم لإنشاء إمبراطورتيهم العدائية للإسلام. كذلك الروم فكلاهما بيتوا النية للقضاء على الاسلام والامة العربية. نذكر هنا ان ابا بكر امر اسامة بن زيد وتوجيهه لإنشاء جيش، لرد عدوان الفرس المتكرر على بلاد العرب. وكانت الجيوش العربية تتسامح مع اهل البلاد المفتوحة ولم يقتصر التسامح على اهل الكتاب (المسيحيين واليهود) فقط بل شمل غيرهم. ووضعت شروط الحرب كالتالي: (1) اذا كانت ضرورة حتمية دعت لها الظروف. (2) يشترط احسان معاملة الاسرى. (3) لا لقتل النساء والاطفال والشيوخ والعجزة. (4) اعلام العدو بموعد البدء قبل دخول الحرب بمدة كافية. (5) وقف الحرب فوراً ان رغب العدو في السلم - ثم المفاوضات والصلح. اما اسرى الحروب فأنواع (1) الاعداء الذين خططوا لها فينالوا جزاءهم بالعدل. (2) او انهم مجرد جنود زج بهم في المعارك. (3) المنى: اخلاء سبيل الاسرى بلا مقابل. (4) الفدا: اخلاء سبيل الاسرى بعوض يقدره ولي الامر. (5) الاسترقاق: تملك الاسير اذا كان يحاول التآمر والكيد كما كأنه في الاسر. (6) لا يسمح التنكيل بالأسرى ويجب توفير الطعام والشراب والمأوى لهم. اما ما نراه اليوم ومنذ الربيع العربي كيفية معاملة الاسرى الاجرامية من تعذيب وتجويع والقتل بقطع الرؤوس او احراقهم احياء وكان اولهم الشهيد البطل الكساسبة، واغتصاب النساء وتجنيد الاطفال وسرقة كل ما تجد هذه المنظمات الارهابية من اموال وحلي وبترول وترويع النساء والاطفال والجريمة الكبرى انهم يبررون افعالهم البشعة باسم الاسلام وهو براء منهم وبعيد كل البعد عن جرائمهم - حروب اليوم ارهاب بحد ذاته نرفضها كأمة عربية ونقاتل هؤلاء المجرمين الارهابيين اعداء الانسانية.[/rtl]

» الخوارج