منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان   الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Emptyالثلاثاء 09 يونيو 2015, 8:11 pm

معجزة اختلاف الألوان:
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَراتٍ مُّخْتَلِفًَا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ والدَّوَآبِّ والأَْنْعَامِ مُختَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَالِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَآء إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 27 – 28].
 
كل قول في القرآن: {أَلَمْ تَرَ} يعني أنه رأى، والمطلوب التأمُّل والتفكُّر فيما يُرى، ألم تر بقلبك، والقلب محل التفكُّر، وينتهي إليه العلم.
 
فالإرشاد للتفكُّر كان في كون الوحدة {الماء} نتج عنها كثرةٌ وتنوعٌ مختلفٌ، والتنوع كان في ألوان الثِّمار، وتراب الجبال، وبشرة الإنسان، وجلود البهائم.
 
والمتحرك والمتغير أكثر إثارة وتشويقًا للذِّهن؛ كيما يبحث فيه؛ لذا أحال الله - تعالى - العقل نحو التفكر في المتغير المنبثق عن أصل ثابت، والتغيُّر بانتظام لا ينشأ من ذات الشيء، فلزم متحكم يغاير بين المتنوعات.
 
هنا نجد أنَّ الله - تعالى - جعل اللون من آياته التي تهدي إلى الخشية منه؛ لأنَّ في أسرار تكوُّنِها دلائل على قدرة وإبداع مُكوِّنها، وكلما تجلَّت أسرار منها، زادت معرفة العبد لعظمة خالقها، فصار العالم بآياتِ الله - تعالى - عالِمًا بعظمته المتجلية في أفعاله، فعظمة المصنوع من عظمة الصانع، والفاعل لا يعرف إلا بفعله، فالخالقُ لا يعرف إلا بمخلوقاته، ومن ذاك سمي العالَم عالَمًا؛ كونه علَمًا على خالقه... "كأن قائلاً قال: اختلاف الثمرات لاختلاف البقاع، ألا ترى أنَّ بعض النباتات لا تنبت ببعض البلاد، كالزعفران وغيره، فقال - تعالى -: اختلاف البقاع ليس إلا بإرادة الله؛ وإلا فَلِمَ صار بعض الجبال فيه مواضع حمر ومواضع بيض؟ والجُدَد جَمْع جُدَّة، وهي الخطة أو الطريقة، فإنْ قيل: الواو في: {وَمِنَ الْجِبَالِ} ما تقديرها؟ نقول: هي تحتمل وجهين: أحدهما: أنْ تكون للاستئناف، كأنه قال تعالى: وأخرجنا بالماء ثَمرات مُختلفة الألوان، وفي الأشياء الكائنات من الجبال جُدَد بيض دالة على القدرة، رادة على مَن ينكر الإرادة في اختلاف ألوان الثِّمار، ثانيهما: أنْ تكون للعطف تقديرها وخلق من الجبال.
 
قال الزَّمخشري: أراد: ذو جُدَد، واللطيفة الثَّالثة: ذكر الجبال، ولم يذكر الأرض، كما قال في موضع آخر: {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ} [الرعد: 4]، مع أنَّ هذا الدليل مثل ذلك؛ وذلك لأنَّ الله - تعالى - لما ذكر في الأول: {أَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ}؛ كان نفس إخراج الثمار دليلاً على القدرة، ثم زاد عليه بيانًا، وقال مختلفًا، كذلك في الجبال في نفسها دليلٌ للقدرة والإرادة؛ لأنَّ كون الجبال في بعض نواحي الأرض دون بعضها، والاختلاف الذي في هيئة الجبل، فإنَّ بعضها يكون أخفض وبعضها أرفع دليلُ القدرة والاختيار، ثم زاده بيانًا، وقال: {جُدَد بيض}؛ أي: مع دلالتها بنفسها هي دالة باختلاف ألوانها، كما أنَّ إخراج الثمرات في نفسها دلائل واختلاف ألوانها دلائل.
 
المسألة الرابعة: {مختلف ألوانها}، الظَّاهر أن الاختلاف راجعٌ إلى كل لون؛ أي: بِيضٌ مختلف ألوانُها، وحُمر مختلف ألوانها؛ لأنَّ الأبيض قد يكون على لون الجص، وقد يكون على لون التراب الأبيض دون بياض الجص، وكذلك الأحمر، ولو كان المراد أنَّ البيض والحمر مختلف الألوان، لكان مجرد تأكيد، والأول أَوْلَى، وعلى هذا، فنقول: لم يذكر: {مختلف ألوانها} بعد البيض والحمر والسود، بل ذكره بعد البيض والحمر، وأخَّر السُّود الغرابيب؛ لأنَّ الأسود لما ذكره مع المؤكد، وهو الغرابيبُ يكون بالغًا غاية السواد، فلا يكون فيه اختلاف.
 
المسألة الخامسة: قيلَ بأنَّ الغرابيب مُؤكد للأسود، يقال: أسود غربيب، والمؤكد لا يَجيء إلا متأخرًا؛ فكيف جاء غرابيب سود؟ نقول: قال الزمخشري: غرابيب مؤكد لذي لون مقدر في الكلام؛ كأنه – تعالى - قال: سواد غرابيب، ثم أعاد السواد مرة أخرى، وفيه فائدة وهي زيادة التأكيد؛ لأنَّه - تعالى - ذكره مضمرًا ومظهرًا، ومنهم من قال: هو على التقديم والتأخير، ثم قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ} [فاطر: 28] استدلالاً آخر على قدرته وإرادته، وكأنَّ الله - تعالى - قسم دلائل الخلق في العالم الذي نَحن فيه، وهو عالم المركبات قسمين: حيوان وغير حيوان، وغير الحيوان إمَّا نبات وإما معدن، والنَّبات أشرف، وأشار إليه بقوله: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ} [فاطر: 27]، ثم ذكر المعدن بقوله: {وَمِنَ ٱلْجِبَالِ} ثم ذكر الحيوان، وبدأ بالأشرف منها وهو الإنسان، فقال: {وَمِنَ النَّاسِ} ثم ذكر الدواب؛ لأنَّ منافعها في حياتها؛ والأنعام منفعتها في الأكل منها، أو لأن الدابة في العُرف تطلق على الفرس وهو بعد الإنسان أشرف من غيره، وقوله: {مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ}، القول فيه كما أنَّها في أنفسها دلائل، كذلك في اختلافها دلائل"؛ ("مفاتيح الغيب"، الرازي).
 
نعلم أنَّ الطيف الضوئي المرئي يتألف من سبعة ألوان، ومن عجائب الألوان أنَّ ذكرها ورد في القرآن بالجمع سبع مرات بعدد ألوان الطيف الضَّوئي، وذلك في الآيات التالية:
1– {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13].
2– {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 69].
3– {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22].
4– {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} [فاطر: 27].
5– {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27].
6– {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28].
7– {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر: 21].
 
فاللون إنَّما ذكر للتذكر والتفكر، ففي كل سياق كان اللون دليلاً على القُدرة على الإبداع، والتخصيص حجة للمتصرف، فكِّر يومًا أن تتأمَّل الزهور التي خلقها الله، دقِّق النَّظر في الألوان الزاهية لزهرة جميلة، تساءل: مَن الذي أعطى هذه الزهور ألوانها، والتفاوت القائم في اللون نفسه؟! تأمَّل معي الآيات السابقة؛ لتجدَ أن الله - تعالى - ربط اختلاف الألوان بالتذكر فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ}، وربطه كذلك بالتفكُّر، فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، وربطه بالعلم، فاختلاف الألوان يَحتاج لعلماء يدرسوا هذه الظَّاهرة؛ ليدركوا عظمة الخالق - تبارك وتعالى - ولذلك قال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}، وخُتمت الآيات بأن هذه المعجزة - معجزة اختلاف الألوان - هي تذكرة لأولي العقول والألباب، فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر: 21].
 
ويؤكد الباحثون أنَّ ظاهرة اختلاف الألوان هي ظاهرة مُحيرة ومذهلة، فكيف يُمكن لزهرة أن تنظم هذه السلسلة الرائعة والمتناسقة من الألوان؟! ومَن الذي ينظم عملها؟! ومن أين جاءتها التعليمات لترسم هذه التناسقات اللونيَّة الباهرة؟! والجواب ببساطة: إنَّه الله - تعالى - القائل: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 24].
 
يقول تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22]، والإرشاد هنا نحو معرفة أسرار التلوُّن والتنوع فيه؛ إذ الآية هي العلامة الجليَّة، والدليل المرشد بوجه من الاستدلال إلى مُستدل عليه معلوم لدى المستدِل والمستدَل له أو عليه، ومسمى آية لا يُطلق إلا على ما يُحرِّك الفكر نَحو: خفي، وسط، جلي، فاستثارة الذِّهن لا تكون بالبَدَهِي وما تبلدت النَّفس واعتادت رُؤيته، ووعت مفهومه ومضمونه، بل بما دَقَّ وعز إدراكه إلا بتمعن وتدبُّر، وكون الألوان آيات للعالمين مؤداهُ وجود معجزة في الألوان، وعلينا أن نتفكر فيها؛ لندركها، ونسبح الله - تعالى - لنزداد إيمانًا وتسليمًا لهذا الخالق العظيم.
 
ما اللون؟
الألوان التي نراها أصلها واحد، هو الضَّوء الذي تتأثر به أعيننا، ولكل لون تردُّد مُحدد، نرى جزءًا صغيرًا منها، وهو الطَّيف المرئي، ولو رمزنا للضوء بطول موجته؛ فإنَّ الإنسان يرى فقط الألوان ذات طول الموجة من 400 نانو متر إلى 700 نانو متر تقريبًا (1 النانو متر: هو جزء من مليار من المتر).
 
وعندما يسقط الشعاع الضوئي على مادة ما، وتبدو بيضاء - دليلٌ على أنَّها تعكس كل الألوان، ولا تَمتص شيئًا منها، والمادة السَّوداء تعني أنَّها تَمتص كل الألوان، ولا تعكس شيئًا منها، أما المادة الحمراء، فهي تمتص كل الألوان عدا الأحمر، فتعكسه لنا فنراها حمراء، وهكذا.
 
اللون الذي نراه هو عبارة عن مَوجات لها تردد محدد، فالأحمر هو موجة لها تردد، واللون الأخضر هو نفس الموجة الضوئية، ولكن لها تردد أكبر، وهكذا.
 
إذًا؛ تختلف الألوان عن بعضها باختلاف طول موجة كل منها أو تردُّده، وهذه آية تستحق التفكُّر: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 27 – 28].
 
وتأمَّل كيف ربط الله بين العلم وخشية الله من جهة، وبين معجزة الألوان من جهة ثانية؛ ليدلنا على أهمية هذا التنوُّع في عالم الألوان وتأثيرها على الناس.
 
وتدبر: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 21 – 22].
 
انظر كيف يربط بين الألوان واختلافها في قوله: {مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ}، وبين الإيمان في قوله: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ}، وكأن في ذلك إشارةً إلى أهمية التفكُّر في عالم الألوان واختلافها، وبخاصة أنَّ التراب واحد، والماء واحد، ولكنَّنا نرى عالمًا مليئًا بالألوان لا تكاد تجد له نهاية.
 
الألوان والعين:
يؤكد العلماء أنَّه لا يُمكن تقليد العين البشرية مهما حاولوا؛ لأنَّها تتميز بوجود ملايين الخلايا، جميعها تعمل بتناسُق مُحكم، وهذا لا يُمكن تحقيقه في حيز بحجم العين؛ يقول تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]، ويقول: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون: 78]، كيف يرى الناس الألوان؟ بعض اللغات لا تحوي كلمات منفصلة تعبر عن الألوان الأخضر والأزرق والأصفر والبرتقالي، بينما يستخدم الإسكيمو "17" كلمة لوصف اللون الأبيض من درجات الثلج المتنوعة.
 
وتُظهِر لنا مقارنة مصطلحات الألوان وجود نماذج خاصَّة، فكل اللغات تحوي أسماء محددة للَّونين الأبيض والأسود، وإذا قُمنا بتمييز لون ثالث، سنجده الأحمر، يتلوه الأصفر أو الأخضر، ثم تليها بقية الألوان.
 
كيف ينتج اختلاف الألوان؟
كلُّ إنسان لديه لون مُفضل يتناسب مع اهتزاز خلايا جسده (الرنين الطبيعي للجسد)، فقد خلق الله الكون بحيث يتألف من ذرَّات، والذرَّة تتألف من جسيمات أصغر منها، وجميع هذه المخلوقات الصغيرة تهتز بنظام مُحكم وعجيب، ينشأ عن التفاعل الجسدي والنفسي.
 
ويقوم النبات أثناء عملية التركيب الضوئي بامتصاص الفوتونات الضوئيَّة القادمة من الشمس، وتحويلها إلى طاقة كيميائيَّة تختزن في أوراق النَّبات، وأودع الله في هذه النباتات برنامجًا محكمًا يعطي الأوامر للخلايا بامتصاص كل الألوان ما عدا اللون الأخضر، ولذلك نجد أوراق النباتات خضراء، أمَّا في أعماق البحار؛ حيثُ لا يصل الضوء الأخضر نجدها تَمتص الضوء الأزرق، ويقول العلماء: لولا هذه القدرة على امتصاص ضوء مُحدد في النباتات لبَدَا العالم أسودَ قاتمًا، بالفعل عملية مدهشة تستحق التفكير، ويؤكد علماء آخرون أن الطبيعة لا يُمكن أن توفر مثل هذه البرامج المعقدة في عالم النبات لتعطي هذا التنوع الهائل والمتناغم؛ بحيث لا نجد أيَّ خلل في عالم الألوان الطبيعي؛ لذلك لا بد أن يكون هناك قوة مهيمنة على هذا الأمر؛ {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13].
 
ومن خلال مراقبة العلماء للغطاء النباتي تبين أن النبات لا يمتص الأشعة تحت الحمراء، بل يعكسها، وهذا يُسْهِم في تنظيم درجة حرارة الغلاف الجوي، وتتميز بعض المواد بقدرتِها على امتصاص الضوء أو عكسه أو انكساره باتجاهات مُختلفة، باستثناء مادة شفافة تمامًا ستسمح بمرور الضَّوء كما هو، وكذلك بتأثير من الرؤية عند الإنسان.
 
والمادة الحمراء مثلاً، إذا تعرَّضت للضوء تَمتص جميع ألوان الطيف ما عدا اللون الأحمر، الذي تعكسه، والمادة البنفسجية تعكس بعض الأحمر وبعض الأزرق، أمَّا المادة السوداء، فتمتص جميع ألوان الطيف، والأبيض يعكسها جميعًا.
 
عندما يمر شعاع ضوء خلال الهواء، سيتعرض حتمًا للانكسار بدرجة مُعينة تعتمد على كمية الغبار الموجودة حوله، تنكسر الموجات القصيرة من ألوان الطيف (الزَّرقاء) بدرجة أكبر بكثير من الموجات الطويلة (الحمراء)، وفي الأيام الصافية حيث الغبار وقطرات الماء قليلة في الجو سيكون انعكاس أشعة الضوء محدودًا جدًّا، وبذلك نرى السماءَ زرقاء فاتحة، وعند الغروب حيث تزداد كَميَّة الغبار في الجو؛ خصوصًا أيامَ الحصاد، يزداد تشتت الضوء، وخصوصًا الموجاتِ القصيرةَ الزرقاء، بحيث تبقى الأشعة الصَّفراء والحمراء ظاهرة على سطح الأرض.
 
ولو كانت الأرض كالقمر، دون جو يُحيط بها، لبدت السماءُ سوداء دائمًا، في الليل وفي النهار.
 
اللون والأثر النفسي:
بما أنَّ اللون هو تردد لموجة كهرومغناطيسية، فإنَّنا نستطيع باستخدام لون مُحدد تعديل تردُّدات الجسم، وهذه فكرة العلاج بالألوان؛ لأنَّ كل واحد منا لديه مجال كهرومغناطيسي ينشره حول جسده، ويتأثر هذا المجال بألوان الملابس والألوان المحيطة بنا، ولذلك تَجد الإنسان عندما يكون في نزهة بين الأشجار يحس براحة نفسيَّة؛ بسبب انعكاس التردُّدات الخضراء على جسده.
 
التأثير نفسي؛ لأنَّ للَّون ترددًا خاصًّا به، ومن خلال تردده يؤثر على العين وعلى الرَّنين المغناطيسي بالإنسان، ولذلك عندما نرى لونًا محددًا، فإنَّ تردُّدات هذا اللون تنتقل عبر العين إلى الدماغ، وتؤثر على خلايا الدماغ والقلب بشكل مُختلف عن لون آخر، ولها تأثير على شخصية الإنسان، من خلال حبِّه لألوان محددة ومدى تفاعله معها.
 
يُعَدُّ التفاعُل مع الألوان عملية معقدة جدًّا، لم يتمَّ تفسيرها بشكل موسع ودقيق حتى الآن، ولذلك تعدُّ الألوان آية محيرة من آيات الخالق - تبارك وتعالى – الذي أمرنا أن نتفكر فيها؛ لندرك ونتذكر أنَّ هذا الكون لم يأتِ صدفة؛ {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13].
 
فخلف كل لون قصة، بعضها جميل تستبين العيون الباصرة الحقيقةَ فيها، بينما ترى عيون أخرى فيها روح الشحناء والبَغضاء، وكل آفات النفس البشرية، من أجل هذا نستطيع القول: إنَّ الألوان تَحمل المشاعر المتناقضة، فهي تحمل مشاعر الأمل واليأس، وترمز لمفاهيم الإثم، كما ترمز لمفاهيم البراءة، ولذا يساء استخدامها حينًا، ويُضحَّى بها حينًا آخر، يُفضَّل بعضها ويُزدَرى البعض الآخر.
 
فاللون يُعرَف بأنه ظاهرة من النُّور أو الإدراك البصري يُمكِّن المرء من التمييز بين الأشياء التي لولا هذا اللون، لكانت متطابقة، ولكونها إحدى الخصائص التي تُمكننا من تمييز الأشياء، تُعدُّ الألوان معنى من معاني الحياة، وعليه، فإنْ قلنا: إنَّ الحقيقةَ تتداخل مع الحياة كان لنا أن نقول: إنَّها – أي: الحقيقة - تُرى من خلال الألوان المختلفة.
 
وأثر الألوان على الإنسان كامن في التجاوب النفسي المبهج الذي تثيره في الحياة اليوميَّة، وهو ما يعرف بالإدراك النفسي، فضلاً عن آثارها في حياة الفن، الموضة، التجارة والانفعالات النفسية والعاطفيَّة.
 
 
على سبيلِ المثال تُعَدُّ الألوان: الأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والبني - ألوانًا ساخنة، بينما تعد الألوان: الأزرق والأخضر والرمادي ألواناً باردة.
 
من هنا قيل: إنَّ الألوان: الأحمر، والبرتقالي، والأصفر - تُثير البهجة والشهيَّة، وتدفع الإنسان نحو العدوانيَّة، فالأحمر يستعمل في مطاعم "ماكدونالد"؛ لأنَّه مُثير للانتباه ويشعر الإنسان بالجوع؛ كما يَجلب البقاء في المكان الأحمر انزعاجًا يجعل الزبون ينصرف بسرعة؛ أي: "يأكل سريعًا".
 
بينما يدعو اللونان: الأزرق والأخضر إلى الحس بالأمان والهدوء والسَّلام، أمَّا الألوان: البني والرمادي والأسود، فهي تثير الحزن والإحباط والقنوط، وبالرَّغْم من هذا، فيُمكننا القول بأن هذه المفاهيم ما زالت فردية، وتَختلف من فرد لآخر.
 
فالسن والحالة المزاجيَّة والصحة النفسية، إضافة إلى عوامل أخرى تؤثِّر على إدراكنا للألوان، فالأشخاصُ الذين يشتركون في صفات فردية مُميزة غالبًا ما يشتركون في إدراكهم للألوان، وتفضيلهم لبعضها على بعض، يؤكد الأطباء النفسيُّون أنَّ تحليل استخدام المرء للألوان وتجاوبه معها يكشف لنا معلومات نفسية وثيقة الصِّلة بالتحليل النفسي، بل يذهب البعض منهم إلى أن بعض الألوان لها آثار علاجية لبعض الإعاقات النفسية والجسدية.
 
ففي الصين والهند واليابان تستخدم الألوان في الطبِّ البديل، ويُعَدُّ اللون البرتقالي مفيدًا في حالات الاكتئاب، والأصفر لمرضى السُّكر، والأخضر للمصابين بالقرحة والخمول الرُّوحي، والأزرق البنفسجي لمرضى الصَّرع.
 
ما يهمنا هنا هو العضو الجسدي الذي يستقبل اللون مثل العين ومراكز الإحساس في البشرة.
 
فطول الموجة الخاصَّة بكل لون يحمل وينقل الطاقة إلى العضو الجسدي الذي يحوي ذلك اللون، وتقوم تلك الطاقة بإزالة الاضطرابات الجسدية والنفسية.
 
فالأشعة الملونة تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي؛ لذا تتم معالجةُ العلل المختلفة بأشعة متنوعة الألوان لتنوع تأثيرها ولتعدد درجاتها.
 
وعلى الرَّغْم من أنَّ هذه الفوائد الطبية ما زالت قيد البحث، فإنَّ الألوان تُحدِث ردَّ فعل جسدي ونفسي مُحدد وواضح؛ فالغرف والأشياء ذات اللون الأبيض وتلك التي لها ظلال خفيفة لألوان "مُبْهِجة" ربَّما تبدو أوسع من تلك التي طُلِيَت بألوان داكنة أو "دافئة".
 
وكما يعلم المصمِّمون ومهندسو الديكور، فإنَّ الألوان الداكنة لها أثر تقليصي؛ فالحجرة الْمُبهجة التي تُطلى باللون السَّماوي تَحتاج إلى تثبيت مُنظم أضواء أعلى من الحجرة المطلية بلون برتقالي باهت؛ حتى يمكن الحصول فيها على نفس درجة الإحساس بالدفء، ويعاني الأفراد الذين يتعرضون لألوان غير عادية منبعثة من مصادر خاصَّة صُداعًا واضطراباتٍ عصبية، بل إنَّ الأطعمة التي يتم تقديمها في هذا الجو ربَّما تصيب الإنسان بالتقزُّز والمرض، وعلى النقيض نَجد ألوانًا أخرى تدعو إلى البهجة، فحينما يتعرض المرء للون مبهج بعد تعرُّضه للون آخر داكن، يزدادُ لديه الشعور بالسعادة بدرجة أعلى مما لو كان قد تعرض مباشرة للون مبهج فقط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان   الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Emptyالثلاثاء 09 يونيو 2015, 8:12 pm

معاني الألوان:
اللون الأحمر:
يُمثل عادة العاطفة، والانفعال، والنار، والغضب، وإذا كان الأحمر ملتهبًا، فإنه يعني الحرب.
 

لوحظ تأثير فيسيولوجي للون الأحمر؛ حيث يؤدي التعرُّض لهذا اللون لفترة طويلة إلى زيادة ضغط الدم، وهو يملك تأثيرًا على مختلف غدد الجسم، ومِنْ ثَمَّ ينشِّط خلايا الجسم، ويرفع طاقتها، وإذا قمنا بتخفيف اللون الأحمر؛ ليصبح زهريًّا، فإن تأثيره سيقلّ، والذي يتأمل الطبيعة يلاحظ أنَّ الله - تعالى - اختار ألوانًا مُحددة لنباتات محددة بما يتناسب مع خصائص هذه النباتات.
 

يعبِّر هذا اللون عن العواطف والمشاعر والاندفاع، ويرمز إلى الدَّم الذي فيه الحياة، وإلى الحرب والقتال؛ قال أبو العلاء المعري:


يَتَهَلَّلُونَ طَلاَقَةً  وَكُلُومُهُمْ        يَنْهَلُّ مِنْهُنَّ النَّجِيعُ الْأَحْمَرُ


 
والنَّجيع هو الدم الأحمر، والمراد: الأحمر المكروه والمؤلم، وليس حمرة اللون؛ لأنَّ الدم أحمر بالضرورة، والعرب تضرب الحمرة مثلاً للمكروه والأذى، بعض القبائل جعلت من اللون الأحمر شعارًا لها قبل الإسلام.
 
ظل الأحمر لعدَّة سنوات رمزًا للعُنف والقتل والظُّلم والإرهاب، وبتعبيرٍ آخر يعني الأحمر وجهًا مملوءًا بالغيظ (أحمر الوجه)، أو دمويًّا (عينان دمويَّتان).
 
أمَّا في مَجَال السياسة، فيُشير اللَّون الأحمر إلى الإثارة، أو الدَّفع نحو تغيير اجتماعي سياسي جذري، مصحوبًا بالقوة؛ كما هو الحال في الثَّورة الحمراء، وأيُّ شيء آخر يتَّصل بالشيوعية مثل المربع الأحمر الخاص بالاتِّحاد السوفيتي السابق، بل يوجد في العالم جيشان أحمران: الجيش السوفيتي الذي أسس عقب ثورة 1917، والجيش الأحمر الياباني الذي أسس عام 1969، وعرف أولهما بقوانينه ونظمه الصارمة؛ مثل معاقبة بعض الكتائب بإرسالها في موجات انتحار جماعيَّة، غَيْرَ أن مجموعة من القوانين الجديدة سُنَّت عام 1960 خفَّفت من حمرة الجيش السوفيتي.
 
أمَّا الثاني فهو عبارة عن منظمة إرهابية يابانية صغيرة بقيت ناشطة حتى 1990، أمَّا الألوية الحمراء الإيطاليَّة، وهي منظمة إرهابيَّة يسارية مُتطرِّفة، اختارت اللون الأحمر والعنف في سعيها لتهيئة إيطاليا في السبعينيَّات لثورة ماركسيَّة، كما اختار الثَّوريون الصينيون الذين سعوا لإنهاء الثَّقافة التقليديَّة الصينية اللونَ الأحمر والعُنف، وتابعهم الثُّوار الكمبوديون الذين يعرفون باسم "الخمير الحمر"، والذين قاموا بقتل جيل بأكمله، أو ما يقارب مليون ونصف مليون نسمة من السُّكان، البالغ عددهم 5.7 مليون نسمة في فترة حُكم امتدت لثلاث سنوات ونصف فقط.
 
اللون البرتقالي:
يعبِّر عن الطاقة والقوة والحيوية، يؤكد بعض الباحثين أنَّ هذا اللون مُرتبط بنظام المناعة للجسم؛ حيثُ يؤدي التعرُّض للضوء البُرتقالي لزيادة مناعة الجسم، وربَّما بسبب توافق الاهتزازات الخاصة بالخلايا المناعية مع تردُّدات اللون البرتقالي.
 
اللون الأصفر:
لون الشمس، إذا كان قويًّا باهرًا يرمز للفرح والتفاؤل والحيويَّة وشفافية النَّفس، أمَّا إذا كان داكنًا، فيعبر عن عواطف مُتخبطة غير سعيدة، كالغَيْرة والحسد والطَّمع والغضب، بعض الباحثين يربطُ بين نشاط الدماغ وبين هذا اللون، فالأصفر ينشط خلايا الدماغ، أمَّا الأثر النفسي فهو يزيد من السُّرور لدى الإنسان، وهناك من الباحثين مَن يربط اللون الأصفر بالخوف أو الموت، ولكن ليس لديهم دليلٌ علمي على ذلك سوى ما يعبر عنه بعض الناس.
 
ويوحي اللون الأصفر بالمرض والشيخوخة، والاستنزاف، والضنى، وصفرة الوجه يولدها الفزع والبؤس والسُّقم، كما يعبر الأصفر عن إرهاصات الموت والفناء، كما تشير إلى ذلك الآية الكريمة: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضْوَان} [الحديد: 20]، واصفرار النبات أعظم دلالة على التهيُّؤ للزوال، وفي الآية الكريمة تلميحٌ إلى تبدُّل حال الحياة من حال إلى أخرى، وكلُّها أعراض زائلة آخرها الفناء كأطوار الزرع، وارتباط اللون الأصفر بالاضمحلال والتساقُط كثير في الشعر العربي، ومن ذلك قول الشاعر:
تَبْكِي عَلَى الْأَعْشَابِ هَجْرَ غُصُونِهَا        بِمَدَامِعٍ   نَضَبَتْ    وَوَجْهٍ    أَصْفَرَا


في عصرنا هو يرتبط بمواد الفضائح الْمُثيرة والأخبار المزيفة (الصحافة الصَّفراء)، كما يشير إلى الجبن (شيء من الجبن في شخصية الرجل).
 
فاللَّون الأصفر الباهت علامة على الموت ونهاية الحياة، ولكن - سبحان الله! - فإنَّ اللون الأصفر الفاقع هو علامة السُّرور والفرح، ولذلك قال تعالى في سورة البقرة: {إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة: 69]، فتأمَّلوا كيف كان اللون الأصفر وسيلة للسرور؛ {تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}.
 
يقول - تبارك وتعالى -: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا} [الأنعام: 99]، يؤكد بعض الباحثين أنَّ اللون الأخضر يدل على الحياة؛ يقول تعالى: {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 43]، فاللون الأصفر الباهت هو علامة الموت، أمَّا اللون الأخضر هو علامة الحياة، "وربَّما نجد هذه الإشارات في عالم الأحلام".
 
اللون الأخضر:
رمز الخير والأمل والمستقبل والبعث من جديد، والتفاؤل وتَجديد الآمال العظيمة للمستقبل، واستعادة القوى والطاقة.
 
هناك بعض الآراء تؤكد على أنَّ اللونَ الأخضر مفيدٌ للقلب، ويُساعد على التنفُّس بعمق، وهو لون يُساعد على إعادة التوازن لخلايا الجسم، وهذا اللون يدخل على الإنسان السرور والبهجة، ولذلك نَجد الأطباء في العمليَّات الجراحية يرتدون هذا اللون لتخفيف الألم عن مرضاهم، ولمنحهم الإحساس بالبهجة والسُّرور.
يرمز اللون الأخضر إلى الخصب والبركة والنَّماء؛ كما في الآية الكريمة: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَْرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِفٌ خَبِيرٌ} [الحج: 63].
 
وهو لون يبعث البهجة والفرح، ويَخلو من كل الصفات السلبيَّة، كما أنه لون يقوي حدة البصر، وقد يراد باللون الأخضر السواد أو الأدمة لقول الشاعر:
وَأَنَا   الْأَخْضَرُ   مَنْ    يَعْرِفُنِي        أَخْضَرُ الْجِلْدَةِ فِي بَيْتِ الْعَرَبْ

ومن معاني الأخضر أيضًا النعمة والرضا؛ كقوله - تعالى - في وصف أهل النعيم: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَان} [الرحمن: 76]؛ قال الرازي في فائدة اللون الأخضر هنا: "ميل الناس إلى اللون الأخضر في الدُّنيا أكثر، وسبب الميل إليه هو أن الألوان التي يظن أنَّها أصول الألوان سبعة، وهي الشفاف وهو الذي لا يَمنع نفوذ البصر فيه، ولا يحجب ما وراءه، كالزجاج والماء الصافي وغيرهما، ثم الأبيض بعده، ثم الأصفر، ثم الأحمر، ثم الأخضر، ثم الأزرق، ثم الأسود.
 
والأظهر أنَّ الألوان الأصلية ثلاثة: الأبيض، والأسود، وبينهما غاية الخلاف، والأحمر مُتوسط بين الأبيض والأسود، فإنَّ الدم خلق على اللون المتوسط، فإنْ لَم تكن الصحة على ما ينبغي، فإنْ كان لفرط البُرودة فيه، كان أبيض، وإن كان لفرط الحرارة فيه، كان أسودَ، لكن هذه الثلاثة يحصل منها الألوان الأُخَر، فالأبيض إذا امتزج بالأحمر حصل الأصفر، يدل عليه مزج اللبن الأبيض بالدم، وغيره من الأشياء الحمراء، وإذا امتزج الأبيض بالأسود حصل اللون الأزرق؛ يدل عليه خلط الجص المدقوق بالفحم، وإذا امتزج الأحمر بالأسود حصل الأزرق أيضًا، لكنَّه إلى السواد أميل، وإذا امتزج الأصفر بالأزرق حصل الأخضر، وقد علم أنَّ الأصفر من الأبيض والأحمر، والأزرق من الأبيض والأسود، والأحمر والأسود.
 
فالأخضر حصل فيه الألوان الثلاثة الأصلية، فيكون ميل الإنسان إليه؛ لكونه مشتملاً على الألوان الأصليَّة، وهذا بعيد جدًّا، والأقرب أن الأبيض يفرق البصر، ولهذا لا يقدر الإنسان على إدامة النَّظر في الأرض عند كونها مستورة بالثلج، وإنه يورث الجهر والنَّظر إلى الأشياء، والسواد يجمع البصر، ولهذا كره الإنسان النَّظر إليه، وإلى الأشياء الحمراء كالدم، والأخضر لَمَّا اجتمع فيه الأمور الثلاثة دفع بعضها أذى بعض، وحصل اللون الممتزج من الأشياء التي في بدن الإنسان، وهي الأحمر والأبيض والأصفر والأسود، ولَمَّا كان ميل النفس في الدنيا إلى الأخضر ذكر الله - تعالى - في الآخرة ما هو على مقتضى طبعه في الدنيا.
 
قال تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الكهف: 31]، "قال القرطبي: وخصَّ الأخضر بالذكر؛ لأنَّه الموافق للبصر؛ لأن البياض يبدِّد النظر ويؤلم، والسواد يُذَم، والخضرة بين البياض والسَّواد، وذلك يجمع الشعاع، والله أعلم.
 
وصفُ الثياب بأنَّها خضر وصفٌ كاشف لاستحضار اللون الأخضر؛ لأنَّه يَسُرُّ الناظر؛ لذلك فهو لون ثياب البَررة والأتقياء، واللون الأخضر يَحوي معنى الرحمة واللُّطف والاعتدال (شتاء أخضر: معتدل)، ومعنى الجاذبيَّة والبهجة، ومعنى الشباب والحيويَّة وعدم النُّضج أو الاكتمال (تفاح أخضر)، وكذلك معنى الجدة، وفي المقابل قد يعني شيئًا له مظهر باهت ومريض أو شخص حسود (أخضر من الحسد)، كما يشير هذا اللون إلى الحركات السياسيَّة المناصرة للبيئة (السلام الأخضر)، أو الأفراد الذين يعملون من أجل الحفاظ على البيئة (حزب الخضر).
 
اللون الأزرق:
يعبر عن التمعن والتأمُّل والفكر عن تحليل الذَّات ودراسة النفس، وهو رمز للصفاء والهدوء والسكون والراحة.
 
يساعد على تخفيض ضغط الدم، وله تأثير مُسكِّن للجسم، وهو لون الهدوء، وهو ينشط الغدة النُّخامية، ويساعد على النوم بعمق، ويُقوي نخاع العظام، وهناك وجهات نظر تؤكد على أنَّ اللون الأزرق يساعد على الإبداع.
 
يقترب اللون الأزرق في معانيه من اللون الأسود في الثَّقافة العربية، ذلك أنه لون كريه؛ لأنَّه لون الموت والمرض والكآبة والحزن، وقد قال المفسرون في تفسير الآية الكريمة: {يَوْمَ يُنفَخُ في الصُّورِ ونَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} [طه: 102]: إنَّ الزرقة هي لون كلون السماء إثر الغروب، وهو في جلد الإنسان قبيح المنظر؛ لأنه يشبه لون الإصابة بحروق النار، وظاهر الكلام أن الزرقة لون أجسادهم، وقيل: إنَّ المراد لون عيونهم؛ لأنَّ زرقة العين مكروهة عند العرب، والأظهر على هذا المعنى أنْ يراد شدة زرقة العين؛ لأنَّه لون غير معتاد، فيكون كقول بشار:
وَلِلْبَخِيلِ   عَلَى   أَمْوَالِهِ   عِلَلٌ        زُرْقُ الْوُجُوهِ عَلَيْهَا أَوْجُهٌ سُودُ


اللون البنفسجي:
يرمز لما هو جميل وحلو في حياة الإنسان؛ لأنَّه متصل عادة بالكرم وبالتضحية، لكنه يمثل أيضًا الانقباض والكآبة والحزن.
 
يساعد على هدوء الغضب، وهو مُرتبط بالاضطرابات العاطفيَّة؛ حيثُ يساعد على التخفيف منها، ويُعَدُّ هذا اللون من أهم الألوان في الاستقرار العاطفي وإحداث تغيير في حياة الإنسان، وبالطبع قد نَجد أناسًا لا يتأثرون بالألوان، هذا أمر طبيعي، وبالمقابل نَجد أناسًا لديهم حساسية فائقة تُجاه الألوان، يتذوَّقونها ويتفاعلون معها، مثل تفاعُلهم مع الموسيقا مثلاً.
 
اللون البني:
يؤكد بعض الباحثين أنَّ اللون البني هو لون الاستقرار، ويمنح الإنسان بعض الهدوء والعودة للطبيعة؛ حيث نجد أن لون التراب يميل للون البني، ومِنْ ثَمَّ هذا اللون يذكرك بالبساطة ويزيد من الإحساس بالتواضع، طبعًا المسألة نسبية تختلف من شخص لآخر، حسب الحالة النفسية، وحسب المعتقدات لديه.
 
اللون الأسود:
يعبر بسبب دكانته عن الحزن عن مواقف وحالات نفسية تعيسة، كالخوف والغموض، ويعبر اللونان معًا الأبيض والأسود عن تَحوُّل أو لحظة انتقال، عن المرور من مرحلة إلى أخرى، كما يُمثِّلان اللحظتين الأساسيَّتين في حياة الإنسان: مولده ووفاته، هو لون سلبي وغير مفيد في العلاج ويقلل النمو.
 
واللون الأسود هو رمز للوقار عند بعض النَّاس، وهو رمز للحزن عند آخرين، وعند العرب اللون الأسود وما يتركب منه، يكدر الروح ويُعمي القلوب، ويولد الأخلاط السوداويَّة؛ لأنه اللون المشاكل للظلام وما فيه من قتامة وهواجس، وهو عند المسلمين لون الكفر والضلال وسوء الحال والمآل في الآخرة؛ قال تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عِلَى اللهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 60].
 
فقد جعل الله - تعالى - اسوداد الوجه علامةً على سوء المصير؛ لأنَّ السواد يناسب ما سيلفح وجوههم من مسِّ النار، كما يدل هذا اللون في الأدبيَّات العربية على معانٍ أخرى منها العبوس والغيظ؛ لقوله - تعالى -: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: 58].
 
ومن معاني الأسود أيضًا: التعبير عن الخوف والمهلكات كالحروب؛ حيث يَسْودُّ وجه المقاتل خوفًا وهلعًا، قال الشاعر:
مَا أَنْ تَرَى الْأَحْسَابَ بِيضًا وُضَّحًا        إِلاَّ  بِحَيْثُ   تَرَى   الْمَنَايَا   سُودَا

واللون الأسود يستخدم للإشارة إلى الأمور الثَّقيلة والخطيرة (مكيدة سوداء)، أو المتسخة والملوثة (أيدي سوداء)، أو المكر والخبث والشر (أفعال سوداء)، أو الأشياء ذات الأثر السلبي (علامة سوداء في سجل المرء)، أو الأمور الغيبيَّة أو الشيطانية (سحر أسود)، أو الأحداث والمشاعر الحزينة واليائسة والمصائب (اليأس الأسود)، أو العداوة والغضب والتجهم (الحقد الأسود)، أو الأمور المشوهة والسخرية الشاذة (الفكاهة السوداء)، أو عمليات الاستخبارات السرية (المهام الحكومية السوداء).
 
يقول طبيب علم النفس الاجتماعي "إبراهيم بالي أغلو": "على الرَّغم من أننا نربط الأسود بمعانٍ سلبيَّة فلا يُمكن أن ننكر أنَّه يُمثل الجدية والاحترام والنُّبل، فهناك مواطن لا يعد فيها اللون الأبيض الذي هو لون الطهر لونًا مناسبًا، ولا بد أنْ تستخدم الألوان مع درجاتها وتجميعاتِها المناسبة.
 
ويرى الطبيب نفسه أنَّ من المنطقي ربط الأبيض بالمفاهيم الإيجابية، والأسود بالمفاهيم السلبية: "الأبيض والأسود كالليل والنَّهار، فبينما يثير سواد الليل الذُّعر في القلوب، يشيع ضوء النهار فيها الطمأنينة والسَّكينة، كما أنَّ عتمة الليل تخفي الألوان، بينما يظهر النهار بريقها، والناس بطبيعتهم يَميلون لحب الضَّوء وألوانه السَّاطعة، كما أننا نستخدم الضوء الأبيض في علاج الاكتئاب، واهتمام المرء بالألوان الدَّاكنة يعطينا مِفتاحًا لمزاج هذا الشخص، بينما ارتداء المريض لملابس بيضاء يعطينا انطباعًا أنه آخذ في التحسن".
 
ويسجل لنا التاريخ أنَّ جماعات مثل "جماعة اليد السوداء"، و"جماعة الأوجه السوداء"، و"جماعة الستر السوداء" دأبت على العنف والتخريب، وتعد جماعة الستر السوداء التابعة للزعيم الفاشي موسوليني أهمها على الإطلاق، فبعد طرد هذه الجماعة على إثر انقلاب عام 1943 تجنب الناس ارتداء القمصان السود.
 
اللون الأبيض:
رمز للنقاء والضوء، وللصدق والإخلاص، وعدم التحيز وللنهار، وهو لون السماء، يتدرج لون السماء من النيلي الداكن إلى البرتقالي أو الأحمر في وقت الغروب، لكننا نميل إلى الاعتقاد بأن لون السماء الطبيعي هو الأزرق، وبما أنَّ الشمس مصدر الضوء على الأرض، تصدر ضوءًا أبيضَ، فمن العجب حقًّا أن نظن دائمًا أن لون السماء هو الأزرق.
 
ويتكون اللون الأبيض من مزيج ألوان الطيف السبعة: (الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق النيلي، والبنفسجي)، كما تبدو في قوس قزح، (والذي ينتج من اختلاف أطوال الأشعة المكونة للضوء).
 
وهو اللون الذي يَجلب الراحة والسلام ويبدد اليأس؛ ولذلك يفضل لمن يجد في نفسه اليأس والاكتئاب أنْ يُحاول ارتداء قميصٍ أبيضَ مثلاً؛ أي: يدخل اللون الأبيض في جزء من لباسه، ليس بالضرورة أن يكون لباسه أبيض بالكامل؛ ولكن يكفي التنويع.
 
يرتبط اللون الأبيض في الثقافة العربية بالطهر والبراءة، وهو لون مصاحب للنور والصفاء، ويطلق على مَن به خصلة حميدة؛ قال الأخطل:
رَأَيْتُ  بَيَاضًا  فِي   سَوَادٍ   كَأَنَّهُ        بَيَاضُ الْعَطَايَا فِي سَوَادِ الْمَطَالِبِ


وأحيانًا أخرى كانوا يريدون بالبياض طلاقة الوجه وبشره، وقد جعل الله - تعالى - البياض علامة على حسن المصير في الآخرة؛ قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيَمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُروُنَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيَها خَالِدُون} [آل عمران: 106 - 107].
 
واللون الأبيض يعني الخلو من الألوان، كما يعني الضَّوء أو الشحوب (شعر أبيض، شفاه بيضاء؛ أيْ: من الخوف)، كما يعني الخلو من الانحراف الأخلاقي، ويحمل معنى بريء أو عفيف (زواج أبيض)، ومعنى غير ضار (كذب أبيض، وسحر أبيض)، كما يُشير إلى الأشياء السعيدة أو الأثيرة لدى المرء (أيام الحياة البيضاء)، ويعني أيضًا المحافظ سياسيًّا أو الشعب التقليدي؛ الذي يقوم بإجراءات ثوريَّة مضادة (إرهاب أبيض).
 
لقد كان النبي الأعظم - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُحب اللون الأبيض وهو لون يرمز للطهارة؛ فقد كان يدعو ((اللهم نقِّني من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس))، واللون الأبيض هو رمز النَّجاح يومَ القيامة عندما تبيض وجوه وتسودُّ وجوه؛ يقول تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 106 – 107]، إذًا اللون يحدد مستقبل الإنسان، إمَّا إلى الجنة، وإمَّا إلى النار.
 
الوردي:
يرمز للحياة، والعواطف الحلوة الجميلة كالحبِّ لشخص واحد أو لعديدين؛ أي: إنَّه يعبر عن انسجام وتفاهُم عام مع الآخرين.
 
اللون الزهري يعني أنَّ الشخصَ راديكالي مُعتدل يَحمل رُؤى اشتراكية، سياسيَّة كانت أم اقتصادية، كما يعني أيضًا الإثارة العاطفية (زهري مبهج).
 
هل للأمم ألوانها الخاصة؟
المناسبة بين الألوان وتفضيل بعضها على بعض وما تُمثله بعض الألوان من معانٍ، فضلاً عن الجوانب النفسيَّة للألوان، كلها أمور خاصة بكل أمة، وتَختلف باختلاف الزمان والمكان، فالأمريكان واليابانيُّون مثلاً يَحملون نفس المفهوم حول الألوان الساخنة والألوان الباردة، وعلى الرغم من هذا يرى اليابانيون أنَّ الأزرق والأخضر ألوانٌ طيبة، والبُرتقالي والأحمر الأرجواني ألوان سيئة، في الوقت الذي يرى فيه الأمريكان الألوان الأخضر والأصفر والأحمر ألوانًا طيبة، ويضعون البرتقالي والأحمر الأرجواني في مصافِّ الألوان السيئة.
 
وبينما يُمثل اللون الأسود لون الحزن في الغرب يستبدل به الأبيض أو الأرجواني أو الذهبي في بعض الثقافات الأخرى.
 
ويذهب البعض إلى أنَّ المجتمعات تَميل لاستخدام الألوان التي تتَّسق مع معتقداتها وثقافتها، ففي جزر بانجي الإندونيسيَّة يعتقد المواطنون أن أسلافهم وصلوا إلى المكان في زوارق بُنِّيَّة اللون، ولذا فهم يبنون بيوتَهم على هيئة زوارق طليت باللون البني، بل يذهبون إلى حد التضحية بحيوان عجل البحر لتعليق رأسه على المنازل؛ كي يزيدوا في زخرفتها، ويرتدون اللون الأحمر في أثناء الجنائز؛ حيث يشيع هذا اللون في ثقافتهم وتمتلئ الشوارع بالمشيعين الذين يتشحون باللون الأحمر.
 
أمَّا في منغوليا، فيشيع اللون الأخضر؛ حيثُ يُحب السُّكان الطبيعة والحيوانات، وفي جواتيمالا أجبر المحتل الإسباني كلَّ قبيلة من السكان الأصليِّين على ارتداء لون معين؛ كي يستطيع تمييزهم، وكأن الناس أحبُّوا هذا الأمر وقبلوه، فما زال الأمر ساريًا حتى اليوم، أما مدينة فارانسي الهندية ونهر الجانج، فهما يُذكِّران المرءَ باللون البُرتقالي، بينما يذكرك تاج محل باللون الأبيض.
 
والإيرانيون يرون أنَّ اللون الأسود لون شريف، واللَّون الأسود رمزٌ للحداد، ويتشح الإيرانيُّون باللون الأسود لتذكر أئمتهم، بينما يرتدي الغربيون السواد في جنائزهم لتذكر قدِّيسيهم.
 
يبدو أنَّ الإيرانيِّين يرتدون ثيابَ الحداد على الدَّوام، فكربلاء تعيشُ داخلهم، أمَّا الأتراك فلا يعدُّون اللون الأسود لونًا حزينًا؛ لذا فهم يرتدون ثيابًا عادية أثناء حضور الجنائز؛ لأنَّهم ينظرون إلى الموت كجزء لا يتجزأ من الحياة.
 
أمَّا اللون الأحمر فهو عند الإيرانيِّين لون العار، وأما في تركيا والصين والهند، فيعد الأحمر لون الزفاف؛ حيث ترتدي العروس خمارًا أحمر على رأسها عشية زفافها، وتُحيط خصرها بحزام أحمر اللون يوم الزفاف، كما تضع المرأة ساعة الولادة أيضًا شريطًا أحمر اللون، كإشارة إلى أنَّها على عتبة مستقبل جديد مليء بالثراء والغنى.
أمَّا الأفارقة والآسيويون فهم يُحبون ارتداء الألوان المتعدِّدة، ويرجع ذاك إلى طبيعة البلاد التي يقطنونها؛ حيثُ الطبيعة والجو المشمس الساطع الذي يؤثر على أمزجتهم وأذواقهم؛ لذا نراهم في ألوان زاهية ومتداخلة، بل غريبة أحيانًا.
 
أمَّا اللون البنفسجي، فهو لون الإمبراطورية البيزنطية؛ حيثُ كان الإمبراطور وَحْدَه هو من يرتدي هذا اللون، وحتى بعد موت الإمبراطور بنيت مقبرته من حجارة بنفسجيَّة اللون، وأظهرت حفريات تيومولوس بمدينة "تكيرداغ" في تركيا أنَّ الإسكندر الأكبر كان يرتدي غالبًا اللون القرمزي، وربَّما يكون هذا هو السبب وراء تفضيل أباطرة الدَّولة البيزنطية هذا اللون بدرجاته المختلفة.
 
هل للأديان ألوان؟
المسلمون مثلاً يفضلون اللون الأخضر؛ حيثُ تُغطَّى قبورهم وأضرحتهم بأردية خضراء، كما يَشيع اللون ذاته في مساجدهم، ربَّما يربط بعض الناس بين الإسلام واللون الأخضر؛ حيث كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُحب اللون الأخضر، فهو يريح العين، ويرتبط بالطبيعة، وأمر الناس أن يرتدوا ما صفا لونه، وخلا من الدنس وأراح العين، وكتيبة المهاجرين والأنصار هي الكتيب الخضراء، وأعلام بني أمية خضراء.
 
واستحب عمر بن الخطاب الثَّوب الأبيض لحامل القرآن؛ لتفضيل النبي له، وقوله بفضله عن غيره، ففيه صفاء اللون تعبيرًا عن صفاء النفس والسلوك والسلام، وفيه يُكفَّن موتى المسلمين.
 
ونرى القساوسة الأرثوذكس الشرقيِّين يتَّشحون بالسواد، ويضعون غطاء رأس أسود اللون، ورجالَ الدين والراهبات الكاثوليكيِّين ربَّما يفضلون اللون الأسود؛ لبساطته ووقاره، وبعض الرهبان البروتستانت مثل اللوثريين - أتباع مارتن لوثر- يرتدون اللَّون الأبيض أو الرمادي ربَّما كردِّ فعل ضد الكنيسة الكاثوليكيَّة؛ كما ترتدي بعض الجماعات اليهودية المتشددة المعاطف السَّوداء الطويلة والقُبَّعات السوداء عادة، أثناء المناسبات الدينيَّة أو الأحداث الهامَّة؛ ليدلوا على أهمية الحدث، والرهبان البوذيون يفضلون الأحمر الزعفراني.
 
معاني الألوان في الرسم:
الأحمر: يرمز إلى التضحية والمحبة.
الأصفر: يرمز إلى النور والإشراق.
الأخضر: يرمز إلى الخير والسلام والشباب والربيع.
الأبيض: يرمز إلى السلام والنَّقاء والطهر والفضيلة.
الأزرق: يرمز إلى الحكمة والخلود.
 
ماذا يحدث عندما تختفي الألوان؟
إنَّ الألوان نعمة من الله - تعالى - ويَجب أن نشكره عليها، فلو كان العالم يظهر أمامنا باللونين الأسود والأبيض؛ لسبَّب ذلك القلق والإحباط والخوف للناس، فالألوان مصدر للفرح والتفاؤل، والتغيير والتنوع من ألوان الجمال والمتعة؛ لأنَّ (الروتين) يسبب الملل والتبدُّل، لكنَّ التجدُّد والتنوُّع يَخلق البهجة والتلذُّذ بالنظر إليه، ومن الطرق المستخدمة في السجون من أجل نزع الاعتراف من خلال وضع السجين في غرفة ذات لون واحد فاقع مثلاً - مثل الأحمر - فيُصاب بنوع خطير من أنواع الاكتئاب؛ مما يُجبره على الاعتراف بالحقيقة من أجل التخلُّص من هذه الحالة.
 
أو داخل غرفة بيضاء لمدة طويلة، فيسبب ذالك تلفًا في صور الذَّاكرة، وبالفعل لو كان العالم بلون واحد أو لونين، لكان أشبه بسجن كبير، فانظروا إلى هذه النعمة العظيمة التي لا ندركها إلا عندما نفقدها.
 
تكرار الألوان في القرآن:
اللون الأخضر يتكرر 8 مرات بعدد أبواب الجنَّة، من عظمة القُرآن الكريم أنَّ الله - تعالى - جعل اللون المميز للجنة هو اللون الأخضر، وذكر هذا اللون مع مشتقَّاته في القرآن 8 مرات بعدد أبواب الجنة، والآيات هي:
1– {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا} [الأنعام: 99].
2– {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 43].
3– {وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 46].
4– {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ)} [الكهف: 31].
5– {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [الحج: 63].
6- {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} [يس: 80].
7– {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 76].
8– {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} [الإنسان: 21].
 
للجنة ثمانية أبواب، اللون الأسود يتكرر سبع مرات بعدد أبواب جهنم:
حدَّثنا النبي الأعظم - وهو الذي لا ينطق عن الهوى - أنَّ جهنم سوداء مُظلمة، والعجيب أن الله - تعالى - ذكر اللون الأسود مع مُشتقات الكلمة سبع مرات في القرآن بعدد أبواب جهنم، وذلك في الآيات التالية:
1- {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].
2– {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106].
3– {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ} [آل عمران: 106].
4– {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: 58].
5– {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27].
6– {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر: 60].
7– {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [الزخرف: 17].
 
سبحان الله! تأمَّل ارتباط اللون الأسود بعدد أبواب جهنم، فتكرر سبع مرات، وكيف ارتبط اللون الأخضر بالجنة، فتكرر ثماني مرات؟!


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 09 يونيو 2015, 8:48 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان   الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Emptyالثلاثاء 09 يونيو 2015, 8:15 pm

الألوان والسعادة

وجد الباحثون في أحدث تجربة علمية أن الألوان مهمة جداً لإضفاء السعادة على حياة الناس، ولذلك قالوا إن وجود الألوان في الطبيعة هو أمر محير جداً، لنقرأ ....



الألوان آية من آيات الله جل جلاله، وقد استعرضنا في مقالات سابقة الأثر النفسي للألوان على الإنسان، واليوم نطلع على دراسة علمية جديدة تؤكد أن الألوان قد تكون وسيلة لإضفاء السعادة على حياة البشر، فقد وجد باحثون أن التعرض لبعض الألوان، منها الأزرق والأخضر والبرتقالي والبنفسجي قد يزيد من الإحساس بالسعادة والثقة بالنفس.
وعرض باحثون في الدراسة، التي نفذتها "مايند لاب،" وهي مؤسسة تضم مجموعة من العلماء في بريطانيا، لعدد مختلف من الألوان والأضواء، ووجدوا أن اللونين الأزرق والأخضر زادا من إحساس الذكور بالسعادة، فيما جاء تأثير الأزرق والبنفسجي والبرتقالي مماثلاً على فئة النساء.
وبحسب تقرير "التلغراف"، عزز اللونان الأزرق والأحمر من مستويات الثقة بالنفس بين الذكور، وكان للأزرق والبنفسجي ذات المفعول على النساء. كما اكتشف الباحثون أن التعرض للألوان البراقة عموماً له فوائد متعددة.
وعرَّض العلماء مجموعة متطوعين لتلك الأضواء، وجاءت نتائجهم أسرع في الاختبارات الذهنية بنسبة 25 في المائة، وفي ردة الفعل بنسبة 12 في المائة، إلى جانب تحسّن في القدرة على التذكر. بالإضافة إلى ذلك، كشف الباحثون أن قبضة من تعرضوا لألوان براقة، كانت أقوى من سواهم. وقال د. ديفيد لويس، مؤسس "مايند لاب" إن الدراسة تثبت أن إضفاء المزيد من الألوان على حياتنا، تحديداً في فصل الشتاء، قد تطرد كآبة الشتاء. 
وفي دراسة أخرى تبيَّن أن النساء يولدن وهنَّ يفضلن اللون الزهر بالفطرة، وذلك بناء على اختبار أجرته الدكتورة آنيا هيلبرت، وهي خبيرة علم نفس في جامعة نيوكاسل على 208 أشخاص، طُلب منهم اختيار لونهم المفضل بسرعة فائقة بين مجموعة من الخيارات. وأظهرت الدراسة أن معظم الأشخاص اختاروا اللون الأزرق على أنه لونهم المفضل، غير أن النساء بينهم اخترن اللون الأزرق المظلل بالأحمر، بينما اختار الرجال اللون الأزرق القريب من الأخضر. وقالت الأخصائية يازو لينغ، التي أشرفت أيضاً على الدراسة: إن الأمر قد يعود إلى قدرة النساء البيولوجية على التمييز بصورة أفضل من الرجال بين اللونين الأحمر والأزرق.
ماذا يحدث عندما تختفي الألوان من حياتنا؟
إنه أمر حزين جداً أن تكون الحياة بلا ألوان، وهذا ما يحدث مع الأشخاص المصابين بما يسمى "عمى الألوان" وهو مرض ميؤوس من علاجه حتى الآن! ولكن الأطباء ينصحون المصابين به بإيجاد وسيلة ما للتعايش معه وتقبّله. وهذا المرض ينتج عن عيب جيني صغير. وقد يكون عمى الألوان كاملاً أو جزئياً، فقد يصاب الطفل بعمى لون محدد مثل الأزرق أو الأصفر، أو عمى عدة ألوان. ويشير البروفيسور هيرمان كراستل، المتخصص في طب وجراحة العيون في مدينة هايلدبيرغ الألمانية، إلى أن نحو 8 بالمائة من الذكور و0.4 من الإناث يولدون بعمى الأحمر والأخضر. ويوضح الطبيب الألماني أن عيباً جينياً صغيراً يتسبب في قيام مستقبلات الصورة في قرنية العين بإرسال معلومات ناقصة عن اللون من خلال العصب البصري إلى المخ. 
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit derBildunterschrift: أول من اكتشف هذا المرض هو العالم جون دالتون، الذي لاحظ حالة القصور في رؤية الألوان، وهو أحد المصابين بالمرض. ويعدّ عمى اللونين الأحمر والأخضر من الأمراض المعروفة منذ زمن طويل، ويسمى أيضا بـ "الدالتونية" نسبة إلى الكيميائي والطبيب الإنجليزي جون دالتون الذي كان هو نفسه مصاباً بهذا الخلل، وكان من أوائل من وصفوا حالة القصور في رؤية الألوان. وكان دالتون، الذي توفي عام 1844، يرى البرتقالي والأصفر والأخضر على أنها ظلال مختلفة للون الأصفر. 
وتمكن العلماء من إثبات أن دالتون يعاني من عمى ألوان بعد 150 عاماً من وفاته حسبما ذكر مدير معمل دراسات الجينات الجزيئية في مستشفى العيون بجامعة توبنغن بيرند فيسينغر، الذي يجرى أبحاثا على الأسباب الوراثية لعمى الألوان. وتم رصد المورثة المشوهة عند دالتون في حمض نووي DNA من نسيج محفوظ من عينه. 
أما أخصائي البصريات في مدينة أولتن السويسرية فريتس بوسر، فيقول واصفاً إصابته بعمى الأحمر والأخضر: "إننا لا نرى كل شيء باللون الرمادي، لكننا فقط نرى بصورة مختلفة". ويقوم هذا الأخصائي بتدريب مختصين في الإعاقة البصرية ومدرسي ضعاف البصر في ألمانيا. ويضيف بوسر معلقاً على تعايشه مع المرض: "حينما أقوم بجمع ثمار التوت مع ابني فإنه يجمع كميات أكبر من التوت الأحمر، بينما أقوم بجمع التوت الأسود بصورة أفضل".
ويشير طبيب وجراح العيون كراستل إلى أن بعض المصابين بعمى الألوان يميزون بين ظلال الأصفر البني والأصفر الرمادي والبني أفضل من الذين يتمتعون بإبصار طبيعي. ويؤكد الباحثون أن تأثير مشكلات الألوان قليل على الحياة اليومية. إلا أن المصابين بعمى الألوان لا يناسبهم العمل كطيارين أو سائقي قطارات لأنها مهن تحتاج إلى التعرف على الإشارات اللونية. 
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit derBildunterschrift: وعلى الرغم من أن عمى الألوان لا شفاء منه وليس قابلاً للتصحيح، إلا أن المصابين به ممن يتطلعون إلى "وسيلة مساعدة" يمكنهم أن يجدوا بسهولة عروضاً عبر الانترنت عن عدسات خاصة ذات مصافي ألوان يفترض أنها قادرة على تصحيح عمى الأحمر والأخضر. وينصح الخبراء هؤلاء المصابين بعمى الألوان بتقبل المرض. كما ينصح الخبراء بإخضاع الأطفال لفحوص عمى الألوان مع بدء حياتهم المدرسية على أقصى تقدير حتى وإن لم تظهر عليهم أعراضه، لتجنب صعوبات التعليم. فالمواد المرتبطة بالألوان مثل الخرائط تستخدم باستمرار في المدارس، وإذا ما أظهر التشخيص إصابة الطفل بعمى الألوان فإنه يتعين إبلاغ المدرسين، ويجب كذلك أن يكون الطفل على وعي بالمشكلة.

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Color_happiness_01
الطبيعة تعبر عن نفسها بالألوان، فهذا انفجار بركاني مرعب ولكننا نرى فيه لوحة إلهية رائعة، وهذه صورة مصغَّرة عن نار جهنم، وانظروا كيف تتجلى الألوان الأحمر والأصفر والبرتقالي، ولكن نار جهنم شديدة الحرارة لدرجة أن الألوان اختفت وأصبحت سوداء، فهي مظلمة أعاذنا الله منها.

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Color_happiness_002
اللون الأخضر يعتبر من أكثر الألوان راحة للنظر، وهو اللون المميز للجنة التي وعدها الله للمتقين، وقد ثبُت أن اللون الأخضر يساعد على استقرار الحالة النفسية للإنسان، ويثير البهجة في النفوس، ومن رحمة الله تعالى بنا، أنه جعل هذا اللون هو اللون المميز للطبيعة من حولنا، وعلى الرغم من ذلك نجد بعض الملحدين يدعون أن كل شيء في الطبيعة جاء بالمصادفة!

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Color_happiness_003
من الطرق الحديثة للعلاج ما يحاول الباحثون استغلاله اليوم، ألا وهو العلاج بالألوان، فلكل لون خصائص أودعها الله فيه، وكل لون يحوي طاقة تثير في الإنسان شعوراً محدداً بالفرح أو السرور أو السعادة أو غير ذلك، ويؤكد الباحثون اليوم أن العلاج بالألوان يعتبر من الأساليب الهامة في الطب البديل.

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Color_happiness_004
انظروا إلى هذه الصورة! لو تأملناها بشيء من العمق نرى فيها الحزن والكآبة بل لا نكاد نرى أي سرور أو سعادة، والسبب هو اختفاء الألوان، ولو تأملنا هذه الصورة أكثر نلاحظ أنها نفس الصورة السابقة ولكن من دون ألوان، فانظروا كم الفرق هائل بين الصورتين، وانظروا إلى تأثير الألوان في حياتنا، إن هذا يدعونا لأن نحمد الله تعالى على هذه النعم: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 21-22].
هل من إشارات قرآنية؟
لقد ذكر الله "الألوان" في كتابه المجيد سبع مرات، وقد جعل الله من الألوان معجزة تستحق التفكر فقال: (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13]. فالألوان هي آية يجب أن نتذكر من خلالها نعمة الخالق تبارك وتعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)، فلولا الألوان لكانت الحياة حزينة جداً، لأن وجود الألوان يمنح المرء إحساساً بالفرح والسعادة، وهذه نعمة معظم الناس غافلون عنها.
وكما رأينا فإن مشكلة عمى الألوان تضعف قدرات الإنسان في التمييز والتعلم، واختفاء الألوان من حياة هذا الإنسان نهائياً هو أمر محزن ينعكس سلبياً على قدراته وكفاءته وطاقاته. حتى إن الله تعالى ربط بين الألوان وبين ذكر العلماء وخشيتهم لله تعالى! يقول عز وجل: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 27-28].
فقد ذكر الله في هذا النص الألوان ثلاث مرات: ذكر ألوان الثمار: (ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا) وذكر ألوان الجبال: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا) وذكر ألوان الناس والحيوانات: (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ)، ولذلك فقد شمل هذا النص كل ما نراه حولنا من ألوان سواء في البشر أو الحيوانات أو النبات أو الجماد مثل الجبال. ثم ذكر بعد ذلك خشية العلماء لربهم، لأن العالم الذي أدرك عظمة الخلق لابد وأن يدرك عظمة الخالق تبارك وتعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، أي أن العلماء هم أشدّ خشية لله تعالى من غيرهم لأنهم عرفوا قدرة الله تعالى.
الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان E2CEE13F-E7F2-99D


ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان   الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Emptyالثلاثاء 09 يونيو 2015, 8:21 pm

[rtl]الإعجاز في النفس - بحث رائع: معجزة اختلاف الألوان[/rtl]

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان E2CEE13F-E7F2-99D 
بحث رائع: معجزة اختلاف الألوان
هل تؤثر الألوان على حياتنا؟ وكيف يمكن أن نغير حياتنا باستخدام الألوان؟ لماذا اختار الله اللون الأخضر للجنة؟ ولماذا اختار اللون الأسود لجهنم؟ هل هناك معجزة ما؟ لنقرأ....

آيات كثيرة يمر عليها الإنسان ويراها وهو غافل عنها، ومن المعجزات ما سخَّره الله لنا من ألوان، فما هو الجديد الذي كشفه العلم في الألوان وكيف أشار القرآن لذلك؟ يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22]. هذه الآية تؤكد على وجود معجزة في الألوان. وأنه يجب علينا أن نتفكر فيها ونسبح الله تعالى، لنزداد إيماناً وتسليماً لهذا الخالق العظيم.
ما هو اللون؟
كل الألوان التي نراها أصلها واحد، وهي عبارة عن ضوء تتأثر به أعيننا، ولكل لون تردد محدد، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه خلق لنا أعيناً لا ترى كل الترددات من حولنا! فقط نرى جزءاً صغيراً منها وهو الطيف المرئي، ولو رمزنا للضوء بطول موجته فإن الإنسان يرى فقط الألوان ذات طول الموجة من 400 نانو متر إلى 700 نانو متر تقريباً (والنانومتر هو جزء من بليون من المتر).
فعندما يسقط الشعاع الضوئي على مادة ما فتبدو بيضاء، فهذا دليل على أنها تعكس كل الألوان ولا تمتص شيئاً منها، وإذا رأينا مادة سوداء فهذا يعني أنها تمتص كل الألوان ولا تعكس شيئاً منها. أما المادة الحمراء فهي تمتص كل الألوان عدا الأحمر فتعكسه لنا فنراها حمراء وهكذا.
إن الضوء الذي نراه هو عبارة عن موجات لها تردد محدد، فالضوء الأحمر هو موجة لها تردد، واللون الأخضر هو نفس الموجة الضوئية ولكن لها تردد أكبر، وهكذا... إذاً تختلف الألوان عن بعضها باختلاف طول موجة كل منها أو تردده، وهذه آية تستحق التفكر. ولذلك ينبغي علينا أن نتدبر قول الحق تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ *وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 27-28].
والعجيب أن الله تعالى ذكر في هذا النص الكريم شيئاً غريباً لا يمكن أن يصدر من بشر، وذلك في قوله: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وهذا يعني أن العلماء هو أشد خشية لله من غيرهم، وهذه الآية كانت سبباً في إسلام أحد العلماء لأنه أدرك أنه لا يمكن لبشر أن يعرف مثل هذه الحقيقة. وتأملوا معي كيف ربط الله بين العلم وخشية الله من جهة وبين معجزة الألوان من جهة ثانية، ليدلنا على أهمية هذا التنوع في عالم الألوان وتأثيرها على الناس.
وانظروا معي إلى هذا النص الكريم: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 21-22]. انظروا كيف يربط البيان الإلهي بين الألوان واختلافها في قوله (مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ) وبين الإيمان في قوله (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ)، وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة إلى أهمية التفكر في عالم الألوان واختلافها، وبخاصة أن التراب واحد والماء واحد ولكننا نرى عالماً مليئاً بالألوان لا تكاد تجد له نهاية.
الألوان والعين
يؤكد العلماء أنه لا يمكن تقليد العين البشرية مهما حاولوا لأنها تتميز بوجود ملايين الخلايا جميعها تعمل بتناسق مُحكم، وهذا لا يمكن تحقيقه في حيز بحجم العين! ولذلك فإنهم يقفون عاجزين منبهرين أمام آية البصر. ولذلك ينبغي أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة التي ذكرنا بها كثيراً في القرآن. يقول تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78]. ويقول أيضاً: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [المؤمنون: 78].
كيف ينتج اختلاف الألوان؟
كل إنسان لديه لون مفضل يتناسب مع اهتزاز خلايا جسده (الرنين الطبيعي للجسد). فقد خلق الله الكون بحيث يتألف من ذرات والذرة تتألف من جسيمات أصغر منها، وجميع هذه المخلوقات الصغيرة تهتز بنظام محكم وعجيب. وقد درس العلماء ظاهرة اختلاف الألوان ودهشوا عندما رأوا هذا التنوع اللامنتهي في عالم النبات والحشرات والحيوان.
يقوم النبات أثناء عملية التركيب الضوئي بامتصاص الفوتونات الضوئية القادمة من الشمس وتحويلها إلى طاقة كيميائية تختزن في أوراق النبات، وأودع الله في هذه النباتات برنامجاً محكماً يعطي الأوامر للخلايا بامتصاص اللون الأخضر، ولذلك نجد أوراق النباتات خضراء!
أما النباتات في أعماق البحار حيث لا يصل الضوء الأخضر نجدها تمتص الضوء الأزرق ولذلك فإن هذه العملية معقدة جداً وقد دُرست من قبل علماء وكالة ناسا، وتبين لهم أن ألوان النبات تختلف مع اختلاف القدرة على امتصاص الطيف الضوئي. ويقول العلماء لولا هذه القدرة على امتصاص ضوء محدد في النباتات لبدى العالم أسود قاتماً، ولكنها بالفعل عملية مدهشة تستحق التفكير، ويؤكد علماء آخرون أن الطبيعة لا يمكن أن توفر مثل هذه البرامج المعقدة في عالم النبات لتعطي هذا التنوع الهائل والمتناغم بحث لا نجد أي خلل في عالم الألوان الطبيعي، لذلك لابد أن يكون هناك قوة مهيمنة على هذا الأمر!
ونقول إنها قدرة الله تعالى القائل: (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13]. ومن خلال مراقبة العلماء للغطاء النباتي تبين أن النبات لا يمتص الأشعة تحت الحمراء، بل يعكسها، وهذا يساهم في تنظيم درجة حرارة الغلاف الجوي، ولا يزال هذا الأمر لغزاً محيراً لهم.
اللون والأثر النفسي
مما لاشك فيه أن للألوان تأثيراً نفسياً واضحاً، فكل لون له تردد خاص به، ومن خلال تردده يؤثر على العين، ولذلك عندما نرى لوناً محدداً فإن ترددات هذا اللون تنتقل عبر العين إلى الدماغ وتؤثر على خلايا الدماغ بشكل مختلف عن لون آخر. والألوان لها تأثير على شخصية الإنسان، ويمكن أن تحلل شخصية المرأة أو الرجل من خلال حبه لألوان محددة ومدى تفاعله معها (وتبقى المسألة نسبية). والحقيقة لا توجد دراسات علمية موثقة حتى الآن حول التأثير النفسي المؤكد على جميع البشر، ولكن هناك ملاحظات يراها الباحثون، ويعتبر التفاعل مع الألوان عملية معقدة جداً لم يتم تفسيرها حتى الآن، ولذلك تعتبر الألوان آية محيرة من آيات الخالق تبارك وتعالى أمرنا أن نتفكر فيها لندرك ونتذكر أن هذا الكون لم يأت عن طريق المصادفة: (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13].
اللون الأحمر
لوحظ تأثير فيزيولوجي للون الأحمر حيث يؤدي التعرض لهذا اللون لفترة طويلة إلى زيادة ضغط الدم. وهو يملك تأثيراً على مختلف غدد الجسم، وبالتالي ينشط خلايا الجسم ويرفع طاقتها. وإذا قمنا بتخفيف اللون الأحمر ليصبح زهرياً فإن تأثيره سيقل. والذي يتأمل الطبيعة يلاحظ أن الله تعالى اختار ألواناً محددة لنباتات محددة بما يتناسب مع خصائص هذه النباتات.
اللون البرتقالي
يؤكد بعض الباحثين أن هذا اللون مرتبط بنظام المناعة للجسم حيث يؤدي التعرض للضوء البرتقالي لزيادة مناعة الجسم، وربما بسبب توافق الاهتزازات الخاصة بالخلايا المناعية مع ترددات اللون البرتقالي.
اللون الأصفر
بعض الباحثين يربط بين نشاط الدماغ وبين هذا اللون فاللون الأصفر ينشط خلايا الدماغ، أما الأثر النفسي فإن اللون الأصفر يزيد من السرور لدى الإنسان، وهناك من الباحثين من يربط اللون الأصفر بالخوف أو الموت، ولكن ليس لديهم دليل علمي على ذلك سوى ما يعبر عنه بعض الناس.
اللون الأخضر
وهناك بعض الآراء تؤكد على أن اللون الأخضر مفيد للقلب. ويساعد على التنفس بعمق. وهو لون يساعد على إعادة التوازن لخلايا الجسم. وهذا اللون يدخل على الإنسان السرور والبهجة، ولذلك نجد الأطباء في العمليات الجراحية يرتدون هذا اللون لتخفيف الألم عن مرضاهم، ولمنحهم الإحساس بالبهجة والسرور.
اللون الأزرق
يساعد على تخفيض ضغط الدم، وله تأثير مسكن للجسم وهو لون الهدوء، وهو ينشط الغدة النخامية ويساعد على النوم بعمق ويقوي نخاع العظام. وهناك وجهات نظر تؤكد على أن اللون الأزرق يساعد على الإبداع.
اللون البنفسجي
يساعد على هدوء الغضب وهو مرتبط بالاضطرابات العاطفية حيث يساعد على التخفيف منها. ويعتبر هذا اللون من أهم الألوان في الاستقرار العاطفي وإحداث تغيير في حياة الإنسان، وبالطبع قد نجد أناساً لا يتأثرون بالألوان! هذا أمر طبيعي، وبالمقابل نجد أناساً لديهم حساسية فائقة تجاه الألوان، يتذوقونها ويتفاعلون معها، مثل تفاعلهم مع الموسيقى مثلاً.
اللون البني
يؤكد بعض الباحثين أن اللون البني هو لون الاستقرار. ويمنح الإنسان بعض الهدوء والعودة للطبيعة، حيث نجد أن لون التراب يميل للون البني، وبالتالي هذا اللون يذكرك بالبساطة ويزيد من الإحساس بالتواضع – طبعاً المسألة نسبية تختلف من شخص لآخر حسب الحالة النفسية وحسب المعتقدات لديه.
اللون الأسود
هو لون سلبي وغير مفيد في العلاج ويقلل النمو. واللون الأسود هو رمز للوقار عند بعض الناس، وهو رمز للحزن عند آخرين، ولكن الإسلام لا يقر بذلك، لأن هذه الألوان هي نعمة من نعم الخالق عز وجل، وجميعها يكمل بعضها بعضاً. ولا يمكن الاستغناء عن أي واحد منها.
اللون الأبيض
هو اللون الذي يجلب الراحة والسلام ويبدد اليأس! ولذلك يفضل لمن يجد في نفسه اليأس والاكتئاب أن يحاول ارتداء قميص أبيض مثلاً، أي يدخل اللون الأبيض في جزء من لباسه، ليس بالضرورة أن يكون لباسه أبيض بالكامل ولكن يكفي التنويع.
الألوان تتكرر في القرآن بعدد ألوان الطيف الضوئي!!
نعلم أن الطيف الضوئي المرئي يتألف من سبعة ألوان ومن عجائب الألوان أن ذكرها ورد في القرآن بالجمع سبع مرات بعدد ألوان الطيف الضوئي، وذلك في الآيات التالية:
1- (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13].
2- (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].
3- (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22].
4- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا) [فاطر: 27].
5- (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) [فاطر: 27].
6- (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 28].
7- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [الزمر: 21].
وسؤالي لكل من يظن أن القرآن من تأليف بشر: هل جاء ذكر الألوان سبع مرات بالمصادفة؟
اللون وسيلة للتذكر والتفكر
أخي القارئ! هل فكرت يوماً أن تتأمل الزهور التي خلقها الله لنتأملها؟ هل نظرت أو دققت النظر في الألوان الزاهية لزهرة جميلة؟ وهل تساءلتَ من الذي أعطى هذه الزهور ألوانها؟ تأمل معي الآيات السابقة لتجد أن الله تعالى ربط اختلاف الألوان بالتذكر فقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) وربطه كذلك بالتفكر فقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وربطه بالعلم فاختلاف الألوان يحتاج لعلماء يدرسوا هذه الظاهرة ليدركوا عظمة الخالق تبارك وتعالى ولذلك قال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) وخُتمت الآيات بأن هذه المعجزة (معجزة اختلاف الألوان) هي تذكرة لأولي العقول والألباب، فقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ).
ويؤكد الباحثون أن ظاهرة اختلاف الألوان هي ظاهرة محيرة ومذهلة، فكيف يمكن لزهرة أن تنظم هذه السلسلة الرائعة والمتناسقة من الألوان؟ ومَن الذي ينظم عملها؟ ومن أين جاءتها التعليمات لترسم هذه التناسقات اللونية المبهرة؟ والجواب ببساطة: إنه الله تعالى القائل: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 24].
العلاج بالألوان
بما أن اللون هو تردد لموجة كهرطيسية فإننا نستطيع باستخدام لون محدد تعديل ترددات الجسم وهذه فكرة العلاج بالألوان. لأن كل واحد منا لديه مجال كهرطيسي ينشره حول جسده، ويتأثر هذا المجال بألوان الملابس والألوان المحيطة بنا، ولذلك تجد الإنسان عندما يكون في نزهة بين الأشجار يحس براحة نفسية بسبب انعكاس الترددات الخضراء على جسده.
وهنا نتذكر آية عظيمة تشير إلى أهمية البهجة والسرور في حياة الإنسان من خلال النظر إلى الطبيعة الخضراء، يقول تعالى: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) [النمل: 60]. أي أن الحدائق هي مصدر البهجة والفرح والسرور، وربما نعجب إذا علمنا أن بعض الباحثين في دول الغرب يعالجون مرضاهم (وبخاصة مرضى الاكتئاب) بالنظر إلى النباتات والطبيعة الخضراء.
ماذا يحدث عندما تختفي الألوان؟
إن الألوان نعمة من الله تعالى ويجب أن نشكره عليها، فلو كان العالم يظهر أمامنا باللونين الأسود والأبيض لسبّب ذلك القلق والإحباط والخوف للناس، فالألوان مصدر للفرح والتفاؤل. ومن الطرق المستخدمة في السجون من أجل نزع الاعتراف من خلال وضع السجين في غرفة ذات لون واحد فاقع مثلاً مثل الأحمر فيُصاب بنوع خطير من أنواع الاكتئاب مما يجبره على الاعتراف بالحقيقة من أجل التخلص من هذه الحالة. وبالفعل لو كان العالم بلون واحد أو لونين لكان أشبه بسجن كبير! فانظروا إلى هذه النعمة العظيمة التي لا ندركها إلا عندما نفقدها.
اللون الأصفر بين السرور والموت
يقول تعالى: (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) [الزمر: 21]. لقد ذُكر اللون الأصفر في القرآن خمس مرات، وارتبط بأمرين الأول هو السرور، والثاني هو الموت، أو بعبارة أدق المرحلة التي تسبق الموت.
فاللون الأصفر الباهت علامة على الموت ونهاية الحياة، ولكن وسبحان الله فإن اللون الأصفر الفاقع هو علامة السرور والفرح، ولذلك قال تعالى في سورة البقرة: (إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) [البقرة: 69]. فتأملوا كيف كان اللون الأصفر وسيلة للسرور (تَسُرُّ النَّاظِرِينَ).
يقول تبارك وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا) [الأنعام: 99]. يؤكد بعض الباحثين أن اللون الأخضر يدل على الحياة، يقول تعالى: (وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) [يوسف: 43]. فاللون الأصفر الباهت هو علامة الموت، أما اللون الأخضر هو علامة الحياة (وربما نجد هذه الإشارات في عالم الأحلام!).
اللون الأخضر لباس أهل الجنة وفراشهم
يقول تعالى عن لباس أهل الجنة: (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) [الكهف: 31]. ويقول عن فراش أهل الجنة: (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) [الرحمن: 76]. وإن الذي يتأمل القرآن يرى بأن اللون الأخضر هو لون الجنة التي وُعد المتقون. وهنا نتذكر أن النبي الأعظم صل الله عليه وسلم حدّد لنا عدد أبواب الجنة وهي ثمانية أبواب، ولكن هل هناك علاقة بين اللون الأخضر وعدد أبواب الجنة؟ لنقرأ ونتأمل عسى أن ندرك عظمة هذا القرآن.
اللون الأخضر يتكرر 8 مرات بعدد أبواب الجنة!!
من عظمة القرآن الكريم أن الله تعالى جعل اللون المميز للجنة هو اللون الأخضر، وذكر هذا اللون مع مشتقاته في القرآن 8 مرات بعدد أبواب الجنة! والآيات هي:
1- (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا) [الأنعام: 99].
2- (وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) [يوسف: 43].
3- (وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) [يوسف: 46].
4- (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) [الكهف: 31].
5- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) [الحج: 63].
6- (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس: 80].
7- (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) [الرحمن: 76].
8- (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) [الإنسان: 21].
وسؤالي هل هذه مصادفة أن يكون عدد أبواب الجنة ثمانية ونجد اللون الأخضر يتكرر ثماني مرات بالضبط؟
اللون الأسود يتكرر سبع مرات بعدد أبواب جهنم!!!
حدثنا النبي الأعظم وهو الذي لا ينطق عن الهوى أن جهنم سوداء مظلمة، والعجيب أن الله تعالى ذكر اللون الأسود مع مشتقات الكلمة سبع مرات في القرآن بعدد أبواب جهنم، يقول تعالى عن عدد أبواب جهنم: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر: 43-44].
وذلك في الآيات التالية:
1- (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: 187].
2- (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) [آل عمران: 106].
3- (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ) [آل عمران: 106].
4- (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [النحل: 58].
5- (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) [فاطر: 27].
6- (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) [الزمر: 60].
7- (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [الزخرف: 17].
ونقول سبحان الله! انظروا كيف ارتبط اللون الأسود بعدد أبواب جهنم فتكرر ذكره سبع مرات، وكيف ارتبط اللون الأخضر بالجنة فتكرر ذكره ثماني مرات! بالله عليكم هل يمكن لمصادفة عمياء أن تصنع مثل هذا التوافق العجيب؟!
اللون الأبيض أكثر الألوان ذكراً في القرآن
لقد كان النبي الأعظم صل الله عليه وسلم يحب اللون الأبيض وهو لون يرمز للطهارة، فقد كان يدعو (اللهم نقِّني من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس)، واللون الأبيض هو رمز النجاح يوم القيامة عندما تبيض وجوه وتسودّ وجوه، يقول تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آل عمران: 106-107]. إذاً اللون يحدد مستقبل الإنسان حسب عمله إما إلى الجنة أو إلى النار، فالكافر يكون وجهه مسوداً يوم القيامة، والمؤمن يكون أبيض الوجه يوم القيامة، والعجيب أن أكثر لون تكرر ذكره في القرآن هو اللون الأبيض، هل هذه مصادفة؟ ربما يكون في ذلك إشارة إلى أهمية هذا اللون، اللهم بيّض وجوهنا في الدنيا والآخرة.
ملاحظة:
هذه الملاحظة وردتنا من طبيبة نفسية في فرنسا حول اللون الأخضر كلباس للأطباء في غرفة العمليات، فاللون الأخضر مريح للطبيب ولا يتعب عيون الفريق الطبي الذي يقوم بالعملية. وقد يرتدي الطبيب اللون الأزرق أحياناً لأنه لون الهدوء، بهدف الحصول على أعصاب هادئة للتحكم جيداً في العملية الجراحية. كما أن العلماء لا يصنفون الأبيض والأسود ضمن الألوان (لأنها ألوان مركبة).
ــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل




المراجع الأجنبية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان   الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان Emptyالثلاثاء 09 يونيو 2015, 8:56 pm

العلاج بالألوان

صيحة جديدة فى عالم الطب

 
توجد الألوان في كل مكان حولنا، فأحلامنا وردية، وغضبنا أحمر، وشبابنا بلون الربيع.

واللون ليس مادة ملموسة، بل هو إحساس ناتج عن موجات كهرومغناطيسية تشكل الضوء. تتلقى الأعين هذه الموجات وتتولى الأدمغة ترجمتها فيتولد عن ذلك إحساس نسميه الألوان.
 
وتلعب الألوان دورا كبيرا في تغيير نظرة الفرد للحياة، كما أنها تعبر عما يدور في شخصيته بحيث يتجاوب معها. وتعتبر الألوان بحد ذاتها من العوامل البيئة المؤثرة في صحة الإنسان، فهي تؤثر على العواطف والنظرة إلى الحياة وتؤثر أيضا على السعادة النفسية للفرد والمجتمع بشكل عام. كما تملك الألوان طاقة قوية، فيمكنها أن تشفيك أو تسبب لك المرض، تعالج نفسيتك أو توتر أعصابك، تنشطك أو تهدئك، تمنحك شعوراً بالدفء أو بالبرودة، تؤجج عاطفتك أو تميتها... الخ.
 
وفي يومنا هذا ورغم مرور أكثر من 150 عاما على بدء دراسة تأثير اللون على الإنسان، ولا سيما تأثيره العلاجي، بصورة علمية، لا يزال هذا الموضوع في طور الاستكشاف البطيء على الصعيد الدولي، ويكاد يكون مجهولا تماما في العالم العربي، اللهم إلا باستثناء بعض المختصين في العلاج المكمل، وهم قلة يعدون على الأصابع.
 
وبغية نشر أهمية الألوان واستخدامها كعلاج مكمل، نشأت في الآونة الأخيرة العديد من المؤسسات ومراكز البحث والتدريب والعلاج المتخصصة في دول غربية على الخصوص، رغم أن العلاج بالألوان كان معروفا من عصور سحيقة لدى الحضارات القديمة لا سيما في الشرق الأقصى (الهند والصين) والشرق الأوسط (بلاد الرافدين ومصر الفراعنة ويونان الإغريق).
 
ومن أهم تلك المؤسسات غير الحكومية المختصة في العلاج باللون في بريطانيا "مؤسسة التدريب على العلاج بالألوان"، و"رابطة العلاج بالألوان" و"الألوان الدولية" وهي جميعا هيئات أسستها "جون ماك ليود" إحدى أبرز الخبراء في العلاج في بريطانيا والعالم.
 
الغرب والعلاج بالألوان:
بدأ الاهتمام بالتداوي باللون ويسمى أحيانا (Chromo therapy) في أوروبا والولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن الـ19، وإن كان العرب المسلمون قد اهتموا بآثار الألوان العلاجية قبل الغرب بقرون.
 
فقد جاء في كتاب "القانون" "لابن سينا" إشارة إلى تأثير الألوان الرئيسية على الفرد فوجد أن الأحمر على سبيل المثال يثير الدم بينما الأزرق يهدئه.

أما أول كتاب غربي وضع حول استخدام الضوء لأغراض علاجية فكان بعنوان: "الضوء الأحمر والأزرق"، أو "الضوء وأشعته كدواء" لمؤلفه الدكتور "س. بانكوست" ونشر عام 1877. وقد ركز بحث الكتاب على تأثير الأشعة الحمراء المنبهة والزرقاء المسكنة على جسم الإنسان.
 
في العام 1878 اكتشف العالم "دي. بي. غاديالي" المبادئ العلمية التي تشرح لماذا وكيف للأشعة الملونة المختلفة تأثيرات علاجية متنوعة في الكائن الحي.


وفي عام 1887 نشر الدكتور "إيدوين بابيت" كتابه البحثي الهام بعنوان: "مبادئ الضوء واللون" أوصى فيه باتباع عدة تقنيات وأساليب لاستخدام اللون بغرض العلاج.

وفي عام 1933 وبعد سنوات من البحث نشر "غاديلي" موسوعة (فن قياس الألوان الطيفية) وهو تحفة في مجال العلاج باللون.
 
كما قام العالم مندل الألماني في عام 1980م بتأليف موسوعة علمية عن الألوان الأساسية والألوان المكملة لبعضها وكيفية التداوي بها عن طريق أجهزة علاجية مختلفة تسمى بأجهزة العلاج الطبيعي بالأشعة الملونة.
 
العلاج بالألوان:
تتمثل نظرية العلاج بالألوان في أن لكل لون تردداً تذبذبياً أو اهتزازياً مختلفاً. ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضاً تردداً ينبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان بصحة جيدة، ولكن عندما يصاب بالمرض فإن هذا التردد يصبح غير متوازن.
 
وقدأشار الباحثون إلى أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على جسم الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس القزح.
 
فكرة التداوي بالألوان:
يقول الأخصائيون فى هذا المجال أن كل جسد تحيط به هالة عبارة عن حزمة ضعيفة من الأضواء تلتف حوله وتتكون من عدد من الألوان المختلفة وكل لون من هذه الألوان له علاقة بجزء معين من أجزاء الجسم، فاللون الأحمر مثلا يمثل اليدين والقدمين والدم والكلى، واللون الأصفر للجهاز العصبي، والبنفسجي للقلب، ويعكس لون هالة كل إنسان حالته الصحية جسديا وعاطفياً وروحياً وفى هذا النوع من العلاج يقوم الأخصائي بعمل تشخيص ثم يلجأ إلى تعريض جزء مصاب فى الجسم إلى ألوان معينة حتي يؤثر فى طريقة أداء هذا الجزء.
 
ويؤكد "الطب البديل" أن نقص لون معين في جسم الإنسان يؤدي إلى اضطرابات داخل الجسم، وإلى ظهور "أعراض سلبية" على الإنسان، قد تؤثر في العلاقات الأسرية أو الاجتماعية، نظرا لتأثيرها المباشر في الحالة الشعورية للإنسان، وقد يمتد هذا التأثير إلى القدرة الجنسية؛ وبالتالي فإن تزويد الجسم "باللون الناقص" الذي يحتاجه يساعد في علاج هذه الاضطرابات، وإلى اختفاء هذه الأعراض السلبية فورا!
 
و قد أثبت العلم الحديث أن الألوان تزود الجسم بالطاقة التي تعمل بدورها على "تصحيح" الاضطرابات الشعورية أو النفسية، بما فيها السلوك السيكوباتي (الذي يصنف بالميول العدوانية وعدم نضوج العاطفة إلى حد بعيد).
 
إذن يستطيع الإنسان تمييز الألوان بواسطة حاسّات في شبكية العين يطلق عليها الإمتدادات المخروطيّة والإمتدادات العصيّة. وتتميز العصّية بأنها حساسة للضوء المنخفض في حين أن المخروطيّة والتي تتطلب كثافة أكبر من الضوء، تسمح بالتقاط اللون، ثم تقوم بإرساله إلى العصب البصري ومن ثم إلى الدماغ.
 
تستجيب الغدتان النخامية والصنوبرية في الدماغ إلى الرسائل المرسلة من الخلايا والتي تحدد كمية وجودة للون المشع على الجسم، ثم تقومان بإفراز هرمونات تحاكي الغدد الأخرى.
 
ومما يثير الدهشة أن للألوان تأثير على مكفوفي البصر تماماً كالمبصرين نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم وهذه الفكرة استخدمها الصينيون القدماء في علاج الأمراض.
 
وطبقاً لما يعتقده الدكتور ألكسندر شاوس (مدير المعهد الأمريكي للبحوث الحيوية الاجتماعية في تاكوما بولاية واشنطن)، فإنه عندما تدخل طاقة الضوء أجسامنا، فإنها تنبه الغدة النخامية والصنوبرية، وهذا بدوره يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة، تقوم بإحداث مجموعة من العمليات الفسيولوجية، وهذا يشرح لماذا تسيطر الألوان تأثيرا مباشرا على أفكارنا ومزاجنا وسلوكياتنا.
 
ومما يثير الدهشة أن للألوان تأثيرا حتى على كفيفي البصر، والذين يظن أنهم يحسون بالألوان، نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم، وذلك يدل على أن الألوان التي تختارها لملابسك ومنزلك ومكتبك وسيارتك والأشياء الأخرى الخاصة بك يكون لها تأثير عميق لديك.
 
طرق العلاج:
أصبح العلاج بالألوان وسيلة من وسائل العلاج النفسي والجسمي، إذ اكتشف العلماء وجود مجال كهرومغناطيسي حول كل كائن حي، يعمل على امتصاص الضوء وتحليله إلى ألوان الطيف التي تبدأ بالأحمر وتنتهي بالبنفسجي. ووجد أيضاً أن أنسجة الجسم المختلفة تأخذ من طاقة هذا الطيف حاجتها، مما يؤدي إلى صحتها وتعزيز قدرتها على أدائها البيولوجي.
 
وهذا يعني أن هناك حاجة بيولوجية للأنسجة من الألوان، فإذا ما غابت أو نقصت تعرض هذا النسيج للضعف والمرض والاضطراب.
 
وقد استخدمت هذه الحقائق علاجياً، فأصبح من الممكن الآن إعطاء المريض جرعة من الألوان كما تعطى جرعة من الدواء أو الغذاء، إذ أصبح جزءاً من العلاج بالأشعة.
 
ويستخدم المعالجون مدى واسع من الأساليب المتنوعة لمعالجة مرضاهم تشمل تغطيتهم بأوشحة ملونة أو تسليط أضواء ملونة على أجزاء مختلفة من أجسامهم أو عرض ألوان معينة عليهم أو تدليكهم بزيوت ملونة أو إضافة ملابس مختلفة الألوان لخزانة الثياب.
 
وتعتمد هذه التقنية العلاجية التي طورها علماء أعصاب أمريكيون على حزم ضيقة من الضوء الملون تستخدم لتنشيط الخلايا المستقبلة للضوء التي تعرف بالعصويات والمخروطيات الواقعة خلف العين في عدة جلسات تستغرق كل منها 20 دقيقة وذلك بهدف إعادة التوازن للجهاز العصبي الذاتي.
 
ويرى المعالجون أن هذه التقنية إذا لم تعالج الحالات المرضية فإنها تساعد في تحسين الصحة النفسية للمريض بشكل عام.
 
فعلى سبيل المثال يمكنها تخفيف حالات التوحد النفسي والعدوانية عند الأطفال، كما تساعد في تحقيق الدعم والراحة النفسية لمرضى السرطان وتحسين نوعية حياتهم.
 
وأشار الخبراء إلى تزايد إقبال الآباء على استخدام الصناديق الضوئية الملونة التي تعرف باسم لوماترون لمعالجة أطفالهم المصابين بمشكلات مرضية تتراوح من التوحد إلى عسر القراءة وخلل التناسق وعسر الانسجام، وذلك بعد أن حقق هذا العلاج نتائج ممتازة في هذا الصدد.
 
كيفية تطبيق العلاج باللون:
لا توجد فحوص خاصة في الطب التقليدي لتشخيص "نقص" لون معين داخل الجسم، وبالتالي فالعلاج بالألوان ليس له قواعد محددة في هذا الطب، أما عن كيفية تزويد الجسم بتلك "الألوان الناقصة" التي يحتاجها، فإن ذلك يتم عن طريق ممارسة بعض وسائل الطب البديل، مثل "اليوجا" و"التصور" و "التأمل" ولكل منها أسلوب مختلف.

وحتى يتم "العلاج بالألوان" بصورة صحيحة وسريعة يجب أن يتوافر اللون المستخدم في عملية العلاج في غذاء الشخص اليومي، مع الأخذ في الاعتبار القيمة الغذائية لهذا الغذاء والتي لا يمكن إهمالها، ومن أمثلة الأغذية المحتوية على اللون الواحد: البنجر والطماطم والبطيخ، وكلها يتوافر بها اللون الأحمر، أما اللون البرتقالي فنجده في الجزر والبرتقال والمانجو، فيما يحتوي التوت والعنب على اللون البنفسجي.

الطريقة التقليدية التي تستعمل بها الألوان للعلاج تتمثل في "استحمام" المريض بضوء يشع عبر مرشح (فلتر) ذي لون معين لفترة محددة، حيث تكون حجرة العلاج مطفأة النور باستثناء الضوء اللوني العلاجي. بعض المعالجين قد يحملون شيئا ملونا مثل بطاقة فوق منطقة معينة من الجسم أو يوصون المريض بارتداء ثياب من لون معين.
 
في إحدى الطرق التي تعرف باسم "تنفس اللون" يطلب من المريض تخيل لون ما وأن يقوم بـ"استنشاق" هواء ذلك اللون. وقد يوصي المعالجون أيضا المرضى بتناول أطعمة من لون معين وشرب ماء تشرّب ضوء الشمس عبر مرشّح أو لوحة أو شاشة ملونة، أو شرب عصير من لون معين.
 
العلاج بالألوان وأشعة الشمس:
والآن أصبح الكثير من الأطباء والعلماء يتجهون إلى العلاج بالألوان وأشعة الشمس لما لها من تأثير قوي على الإنسان أكثر من العلاج بالمواد الكيميائية.

و للدكتور قيس غوش كتاب في الأسواق بعنوان (العلاج بالألوان وأشعة الشمس) وملخص فكرةالكتاب هو كشف علاقة الألوان وأشعة الشمس بصحة الإنسان وسلوك، وأنها تمنحنا العلاج عندما نشعر أننا بحاجة إليه وهي تؤثر في كياننا تأثيراً بالغاً ومن الطبيعي أننا نتأثر ونستخدم الألوان في حياتنا فنحن نتعرض لها في كل حين بصورة تلقائية ودون وعي منا. وكما يقول الدكتور غوش فكلما استخدمنا الألوان بوعي منا زاد تناغمنا معها وبعد وعينا لهذا العلم فنجد أننا في تجدد وأننا نسير باتجاه شفاء أجسادنا وتقوية أعصابنا. لقدبدأنا ندرك بأن صحتنا وحيويتنا تعتمدان إلى حد كبير على الألوان والأشعة الشمسية، طالما أن حياتنا تبدأ بالنور ويمدها هذا النور بالحياة والنشاط.

والحق كما يقول الدكتور غوش أن الناس الذين بدأوا يعون بأهمية الألوان والنور قد أخذوا بالتزايد، وأن مسألة مساعدة أنفسنا غدت تعني أننا أصبحنا أكثر وعياً لأنفسنا وللعالم الضوئي الذي يحيط بنا.
 
نماذج للعلاج بالألوان:
1- استخدم الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم وقتل البكتيريا وبالتالي المحافظة على المومياوات.
 
وأظهرت البحوث الحديثة أن الاستخدام الصحيح للألوان يمكن أن يزيد التركيز والنشاط والقدرة على التعلم والفهم والتذكر بحوالي 55 إلى 78%.
 
2- دراسة أخرى أجريت عام 1982 في كلية التمريض بسان دييجو تم فيها تعريض 60 امرأة في متوسط العمر يعانين من التهاب المفاصل الروماتيزمي للون الأزرق مدة 15 دقيقة فشهدن تحسنا ملحوظا في شدة الألم الذي خف بدرجة كبيرة عن ذي قبل.


3- بينت دراسة أجريت عام 1990 تم فيها تسليط أضواء حمراء اللون على عيون مجموعة من المرضى يعانون من الصداع النصفي في بداية ظهور النوبة فتعافى حوالي 93% منهم بشكل جزئي نتيجة هذا العلاج وأرجع المعالجون السبب فيذلك إلى أن اللون الأحمر يزيد ضغط الدم الشرياني ويوسع الأوعية الدموية.
 
4- كما بينت التجارب أن للألوان أيضا تأثيرا في مدى إحساسنا بالحرارة، حيث أجريت دراسة في النرويج عرفوا منها أن وجود الناس في غرفة مطلية باللون الأزرق يدفعهم إلى رفع مؤشر التدفئة المركزية ثلاث درجات أعلى من أفراد يجلسون في غرفة مطلية باللون الأحمر.
 
5- و أثبتت دراسات أخرى أن خفة الألوان ودكانتها بعمقها وتدرجها يؤثر في دقة إدراكنا للوقت، كما يؤثر في قدرتنا على التركيز والتذكر.
 
6- قام عالم دانماركي يدعى "نيل فنسين" باستعمال الضوء الأحمر في علاج الجدري وأثبتت التجارب أن اللون الأحمر يمنع وصول الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد المصاب كما يمنع حدوث التشوهات.
 
7- هناك معتقد أن ضوء الشمس بما فيه سرعة "ألوان الطيف" له قدرة على إنتاج فيتامين (د) تحت الجلد وهذا الفيتامين يقل في حالة الإصابة للين العظام حيث تعد من أهم الفلسفات في تكوين العظام.
 
8- كما كشف أخصائي الجلدية في مركز بوسطن الطبي بالولايات المتحدة النقاب عن أن حزمة من الضوء الأزرق قد تعيد نضارة الشباب إلى البشرة وتزيد الوجه تألقا وجمالا.
 
ووجد هؤلاء في دراسة أن العلاج بالضوء الأزرق الذي صودق عليه أصلا لمعالجة الآفات الجلدية السرطانية في الوجه يزيل التجاعيد والخطوط الخفيفة والبقع البنية الداكنة من الوجه.
 
وأوضح الخبراء أن الضوء الأزرق يتفاعل مع محلول خاص يوضع على الوجه، وخلال 16 دقيقة تحته وبعد أسبوع واحد من النقاهة يتم الحصول على الهدف المطلوب.
 
9- فسر علماء مركز بوسطن ذلك بأن الخلايا التالفة تخضع لهذا التفاعل الذي يسبب انفصالها وتساقطها لمدة أسبوع ليحل محلها خلايا جديدة سليمة، وأشاروا إلى أن نتائجها ليست مثيرة كنتائج عملية إعادة تسطيح الجلد بالليزر، لكن مدة التعافي فيها أقصر، وهي بديل بنفس جودة عمليات التقشير الكيماوي وقد تكون أفضل منها كونها أبسط وأقل عدوانية وإيلاما. وأبان الخبراء أن هذه التقنية المضادة للشيخوخة مكلفة للغاية، حيث يصل سعر الجلسة الواحدة منها إلى 800 دولار، كما أن آثارها على المدى الطويل لم تتضح بعد لأنها ما زالت حديثة.

10- الألوان والحروق:
طور بعض الأطباء بحوثاً ودراسات هدفت الى علاج الحروق بالألوان، وذلك بوضع المنطقة المصابة تحت ضوء ملفوف باللون الأخضر، وكانت النتيجة لدى كثير من المرضى أن الألم قد خف بصورة أسرع، كما استخدم الأطباء ألوانا أخرى لعلاج الربو وآلام الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والمغص والقرحة وغيرها.
 
11- ثبت علمياً أن وضع الأشخاص الذين يميلون إلى العنف في غرفة مطلية باللون الوردي الفاتح لفترة قصيرة يجعلهم أكثر هدوءاً واسترخاء.. والسبب هو التأثير الفسيولوجي الذي تحدثه طاقة الكهرومغناطيسية لهذا اللون على إفراز الغدد التي تؤثر مباشرة على الانفعالات العاطفية المختلفة.

12- وقد ثبت أيضاً أن طلاء حجرات الدراسة باللون الأزرق الفاتح مع وضع مصابيح إضاءة عادية يجعل التلاميذ أكثر انتباها ويقلل سلوكهم العدواني، أما طلاء الجدران باللون البرتقالي مع الإضاءة بالفلورسنت فإنه يحدث أثراً عكسياً لسلوك التلاميذ.

وطريقة العلاج بالألوان تعتمد على اختيار اللون المناسب للمرض واحاطة الجسم به مكانياً بالجلوس فيه أو بارتداء ملابس من نفس اللون وتأمله أثناء تركيز العقل على الجزء المصاب من الجسم وبذلك يتضح أنه تؤثر رؤية عين الإنسان للألوان نفسياً بل وصحياً عليه. إن للألوان تأثير سيكولوجي والتي تصنف إلي تأثير مباشر وآخر غير مباشر.
 
13- يؤكد المعالجون بالألوان أن جسم الإنسان يعرف بفطرته أهمية الألوان لذلك عندما تصيبه الكآبة نراه يرتاح عندما ينظر للسماء والبحر أو للخضرة والأشجار.

ولعلّ الزمن القادم يفصح عن بعض الأسرار التي كشفها القرآن العظيم، عن الألوان وما فيها من بديع صنع الله وقدرته وآلائه، وما أودعها - عز وجل - من أسراره ولطائفه سبحانه وتعالى.
 
عزيزى القارىء يكفي أن نعلم أنه:
من غموض الأزرق خلف السماء وتحت البحر ولدت الفلسفة ومن خير الغابات الخضراء تعلم الإنسان الأول الأخذ قبل العطاء وهو يقطف ثمار الأشجار.
 
ومن وهج النار عرف ألم الاحتراق وأيضاً أحس بالدفء والأمان من الوحوش المفترسة من سواد الليل.
 
فمع الألوان تعلم الإنسان المعيشة على الأرض، ومن وحي الطبيعة اختار ألواناً للحب وأخري للحرب.
 
ترى! هل سيأتي اليوم الذي سنجد فيه معاهد متخصصة للعلاج بالألوان؟
 
وهل سيصبح العلاج بالألوان هو صيحة القرن القادم......؟ نأمل ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الألوان وتأثيرها في نفسية الإنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملف كامل تشريح جسم الإنسان ,كل ما يتعلق بجسم الإنسان,معلومات طبيه هامه عن جسم الإنسان
» أطلس جسم الإنسان أول موسوعة طبية عربية لتفاصيل ووظائف أعضاء جسم الإنسان
» امرأة بكل الألوان
» الألوان باللغة الأسبانية
» عمي الألوان Color blindness

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث ثقافيه-
انتقل الى: