[rtl]
رحلة في أجواء رمضان حول العالم (صور)[/rtl]
[rtl]التاريخ:17/6/2015 - الوقت: 2:49م[/rtl]البوصلة - إعداد ليث النمرات
ما إن يقترب حلول شهر رمضان المبارك، حتى تبدأ النسائم الرمضانية الممزوجة بنفحاتها الإيمانية، وروائحها العطرة الندية، بملامسة الأرواح قبل الأبدان، حاملة معها طقوسا وأجواء خاصة ومميزة، عل الوصول إليها ومعايشتها في غير الشهر الفضيل أمر مستحيلا.
الأجواء الرمضانية، مميزة في كافة البلدان العربية والإسلامية، رغم اختلافها لاختلاف العادات والتقاليد والموروثات الخاصة في كل بلد، إلا أن صبغة خاصة ورونقا مميزا يطغى على كافة الجوانب الحياتية في تلك الأيام، تجعل الكثيرين أن يتمنوا بأن يكون بقية العام كرمضان.
"البوصلة" تمكنت من جمع واستعراض عدد من الطقوس الرمضانية المميزة في الدول العربية والإسلامية، والأجواء التي يعيشها المسلمون في كافة أنحاء العالم، لاسيما تلك المرتبطة بالعبادات والروحانيات، إضافة إلى طقوس المأكولات والمشروبات الرمضانية الخاصة.
الأردن
المحطة الأولى كانت من نقطة البداية، الأردن وكغيره يتميز بالأجواء الحميمة المفعمة بالروحانيات، ولها نكهتها المميزة التي تقوى الأواصر الاجتماعية والعائلية منذ اليوم الأول من الشهر الفضيل، إضافة إلى الطقوس الروحانية التي تشهدها كافة المساجد من دروس تكون بشكل شبه يومي والمذاكرات القرآنية المشتملة على التفسير والتدارس.
وعلى غير ما هو متعارف عليه بأن الأردنيين عادة ما يميلون إلى "الكشرة" تبدو ملامح البسمة مرسومة على الشفاه في أيام وليالي الشهر الفضيل، إذ تسود أجواء المحبة والألفة وعادة ما تتمثل بتبادل الأطباق التي يحضرها الأهالي، والتي يتربع "المنسف" على عرشها.
ومع اقتراب شهر رمضان ترتفع وتيرة الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل، وتبدأ المحال التجارية تنافس في تقديم الأطعمة والحلويات المشهورة في هذا الشهر، مثل القطايف بالجبن والجوز والقشطة والكنافة والعوامة وأصابع زينب والمعمول.
السعودية
يتميز شهر رمضان بجوه الخاص والمليء بالخير والروحانيات في نفوس المسلمين ولكن رمضان في المملكة العربية السعودية له جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين، المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، من مثل قول: ( الشهر عليكم مبارك) و( كل عام وأنتم) و( أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه) و( رمضان مبارك).
أما فيما يتعلق بعادات الإفطار في السعودية فعادة أهل المملكة عند الإفطار هي بأن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه (فكوك الريق) وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة، وبعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه شيء.
مصر
يتحول الشارع المصري في هذا الشهر الفضيل إلى احتفالية جميلة، فتنشط حركة الناس في الأسواق لشراء حاجيات رمضان المتعارف عليها، وتتزين الشوارع بضجيج صوت الباعة والفوانيس الملونة، وما يزيدها جمالا هو منظر الأطفال حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية، وهم ينشدون قائلين: “رمضان.. حلو يا حلو”.
وأبرز ما يُعرف به رمضان هذا الشهر الكريم في مصر، هو: السهر حتى ساعات الفجر الأولى، فتمتد السهرات والجلسات بين الأصدقاء والمعارف، وتبادل الزيارات، فتجد الليل موصولاً بالصباح حتى يؤذن الفجر، وتجد المساجد عامرة بالمصلين والروحانيات عالية، وكلٌّ يسابق لختْم القرآن الكريم.
سوريا
ومن العادات التي واظبت عليها الأسر السورية في رمضان وما تزال قائمة حتى يومنا هذا افطار جميع أفراد الأسرة لا سيما الأبناء المتزوجون مع زوجاتهم وأولادهم خلال اليوم الأول من بدء الصيام في منزل العائلة والحضور له شيء طبيعي من دون توجيه الدعوة في حين أن عشاء اليوم الثاني يكون عند أكبر أولاد الأسرة سناً وتستمر هذه الحال أياماً قد تمتد طوال الشهر الكريم باعتبار أن من سمات ونفحات رمضان كبح النزاعات والمشاحنات وتوثيق الصلات الاجتماعية لاسيما صلات الرحم.
وهناك طقوس متمثلة بالدعوات المتبادلة لتناول الافطار تشكل فرصة لتبادل الأحاديث والتعرف على أحوال بعضهم والتسامر والسهر وقضاء أجمل السهرات الرمضانية ومن العادات التي يمارسها السوريون هي تقديم وجبات من الطعام للمسحراتي ومبلغاً من المال له تحت اسم /العيدية/ مع الأيام الأخيرة من رمضان بعد أداء واجبه في عملية ايقاظهم طيلة شهر رمضان .
كما اعتاد السوريون في هذا الشهر على تبادل أطباق الطعام والشراب المتعددة والتي أعدتها النساء لا يكاد يخلو كل بيت منها كطبق الكبة وهي عبارة عن برغل مقلية بالسمن الحيواني والبصل واالمعدونس ومن أطباق الطعام التي اعتادت ربات البيوت على تحضيرها في هذا الشهر المقلوبة التي تتألف من الرز المطبوخ مع الباذنجان واللحم والسمن العربي والمزين بأنواع المكسرات كالجوز والصنوبر واللوز والفستق الحلبي.
فلسطين
خلال رمضان وقبل رمضان بيوم يجتمع أطفال فلسطين في الحارات ويبدؤون بالهتاف لرمضان: حالو حالو رمضان يا كريم يا حالو، وما أن يعلن عن ثبوت رؤية الهلال تبدأ المساجد بالتكبير و ينتشر الأطفال في الشوارع ينشدون طرباً وترحيباً بالزائر الطيب، فيما تزين الطرقات بالزينة والإضاءة الملفتة للنظر و المفرحة للقلوب المشتاقة.
لحظة أن يرتفع أذان المغرب تجتمع العائلة حول مائدة الإفطار وأشهر أطباقها: مقلوبه و فريكه و المنسف والمحاشي و ورق العنب والملفوف و الخبز العربي، أما العصائر شيء أساسي على المائده منها: عصير الرمان و البرتقال و قمر الدين والتمر هندي.
أما الحلويات بعد الفطور: يتميز الفلسطينيون بالقطايف المغمسة بالقطر بطعمي القشطة والمكسرات والكنافه النابلسية، واجتماع العائلة على أكواب الشاي الساخنة مع النعنع.
كما أن الإفطار الجماعي لا يغيب عن الشارع الفلسطيني، حيث تقوم المساجد بدورها وتبقى احتفالات الأطفال الصغار لبعد صلاة العشاء اما الكبار فيذهبون في المساء إلى صلاة التراويح ثم لدروس حفظ القران التي تقام بالمساجد بعد صلاة التراويح ، ثم إلى الأسواق والمتاجر ويشترون الأكلات الرمضانية ويبدؤون بتزيين البيوت ومداخلها.
تركيا
تعدُّ تركيا من أكبر الدول الإسلامية التي تحتفِل برمضان احتفالاً كبيرًا، وبالرغم من اختلاف اللغة والثقافات بينها وبين والعديد من الدول العربية والإسلامية، فإن رمضان في تركيا لا تختلف أجواء الاحتفال بقدومه كثيرًا عن مظاهر استقباله في غيرها من البلاد العربية والإسلامية، فنجد نفْس الفرحة والتبريكات التي تطوف البلاد فرحًا واستبشارًا بشهر الخير والبركة والغفران، وتجد الزينة وبائعي الحلوى، واستِعدادات ربات البيوت بأواني الطهي الجديدة، وشراء كل ما لذَّ وطاب من الأطعمة، إلا أنه قد تزيد هذه الاحتفالات وتتعدَّد مظاهرها، وتبرز أكثر في تركيا؛ حيث سحر المكان والطبيعة الخلابة، والجو الجميل، والذي يغلب عليه عادةً الاعتدال، وخاصة في السواحل الشمالية من البلاد في العاصمة إسطنبول ومدن؛ مثل: بورصا - كارتبه - آبانت - إينه آدا - طرابزون - وأوزون جول؛ حيث الخُضرة وشلالات المياه، والأنهار المُنسابة عبر الجِبال؛ مما يُسهم في توفير مُناخ رائع يسهم بشكل كبير في تحمُّل نهار الصيام.
وفي فرحة كبيرة يعلِّق الشباب الزينات ومصابيح الإنارة فوق المساجد التركية الطاعنة في التاريخ، والتي تَشتهر بزخرفها الإسلامي بديع الصنع.
كما جرت العادة فى البيوت التركية على نثر روائح المسك والعنبر وماء الورد على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل؛ ابتهاجًا بقدوم الشهر الكريم.
احتفالية إسطنبول: وأكثر ما يميِّز الاحتفالات في رمضان تلك الاحتفالية الكبيرة التي تُقام بالعاصمة التركية إسطنبول في منطقة السلطان أحمد، وهو المسجد الشهير، وتتلألأ أنوار المساجد بكافة أنحاء تركيا، والتي يصل عددها عددها إلى 77 ألف مسجد تقريبًا.
تونس
يستقبل التونسيون شهر رمضان الكريم قبل قدومه بأيام عديدة، لما له من مذاق خاص، وعادات فريدة، وأجواء روحانية جليلة، ففي النهار كما في الليل يغدو رمضان في أرض الزيتونة كله حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة، والاحتفالات الخاصة بهذا الشهر الكريم.
ويحتل شهر رمضان مكانة روحية عميقة لدي التونسيين، حيث تمتلئ الجوامع في كل محافظات البلاد بروادها الذين يفترشون الشوارع والأحياء التي تقع بالقرب من الجوامع، وتصدح المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن يؤمنها أئمة من خريجي جامعة الزيتونة للعلوم الإسلامية.
ويتسابق التونسيون عقب إفطارهم إلى حضور صلاة التراويح، ومواكبة مجالس الذكر وحلقات الوعظ الديني والمحاضرات والمسامرات الدينية، وتلاوة ما تيسر من القرآن إلى جانب عدد كبير من الأختام والإملاءات القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوي الشريف.
وتنظم السلطات التونسية ما يزيد علي الـ400 مسابقة لحفظ القرآن الكريم في كافة مساجد البلاد، لعل أشهرها المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم، والتي تشهد مشاركة أكثر من 15 دولة عربية وإسلامية، حيث يتولى الرئيس التونسي في ختامها تسليم جائزة رئيس الجمهورية الدولية للدراسات الإسلامية وتبلغ قيمتها 25 ألف دولار.
ماليزيا
شهر رمضان مناسبة للفرح في ماليزيا، وهو وقت يجذب المسلمين من غير الماليزيين للذهاب في رحلة إلى هناك وتجربة شيء مختلف عما عهدوه، فالحيوية تملأ المكان، والأسواق تعج بالمشترين وتعبق بروائح الطعام والتوابل وما لذ وطاب، تعالوا معنا في رحلة جميلة لنتعرف على رمضان في ماليزيا، كيف يتحول هذا البلد إلى "خلية نحل" نشيطة مُنتجة ومفيدة.
وأكثر ما يميز ماليزيا أنها تستغل فرصة قدوم شهر الصوم كي تبدأ نشاطها التجاري، لتتحول الشوارع في كوالالمبور إلى أجواء احتفالية تعج بالمارة والمتسوقين، يتم افتتاح العديد من البازارات منذ بداية الشهر الفضيل، هذه الأسواق الشعبية التي تبدأ نشاطها بدءا من الساعة الرابعة عصرا، وتعرض مختلف المنتوجات والأطعمة، كما تقوم بتحضير وجبات طعام كثيرة من أجل الإفطار للصائمين، ليتحول المكان إلى مشروع خيري عملاق يمزج العمل والتجارة بالعبادة والإحسان.
ويفطر الماليزيون المسلمون في منازلهم، والبعض منهم يفطر في المساجد، ويحضر القادرون بعض الأطعمة التي توضع على بسط في المساجد من أجل الإفطار الجماعي، وفي المناطق الريفية يكون الإفطار بالدور، فكل منزل يتولى إطعام أهل قريته يوماً خلال الشهر الكريم في مظهر يدل على التماسك والتراحم الذي نتمناه في كل أرجاء العالم الإسلامي.
أندونيسيا
للبلدان العربية والإسلامية عادات وتقاليد خاصة بشهر رمضان،تميزه عن سائر البلدان الأخرى،فرمضان في إندونيسيا له طابع خاص،إذ اعتاد المسلمون على استقباله بمظاهر احتفالية تميزهم عن باقي مسلمي العالم حيث تتغير أنماط معيشتهم وتتحول بصورة كبيرة خلال الشهر الفضيل ، ويصبح هاجسهم الأول على مدى أيام الشهر هو العبادة وقرأءة القرآن والإكثار من الذهاب إلى المساجد.
ومن بين مظاهر إستقبال رمضان في إندونيسيا، الإهتمام بالبيوت وتزينها ،وكذلك تزيين الشوارع بلافاتات رمضانية ومصابيح خاصة في بعض المناطق،إضافة الى العناية بالمساجد التي تقام فيها أنشطة رمضانية كصلاة التراويح، وتلاوة القرآن الكريم وتدريس علومه.
ومن التقاليد أيضا ،أن هناك بعض المدارس والمعاهد الإسلامية تعد أنشطة خاصة للطلاب والتلاميذ خلال هذا الشهر تتضمن دروسا ومحاضرات،ومسابقات في تلاوة القرآن بالإضافة إلى افطارات جماعية تقام في المساجد.
ومن العادات المشهورة في إندونيسيا أن يجتمع المسلمين في المساجد قبل آذان المغرب لتناول الإفطار،حيث توضع الأطعمة والمشروبات التي يجلبونها من المنازل على الأرض،ويجلسون قبل الآذان جنبا إلى جنب كبارا وصغارا،ويؤدون صلاة المغرب مباشرة بعد تناول المشروبات والأطعمة سريعا ،ثم يعودون للتجمع حول موائد الإفطار لتناول الوجبة الرئيسية، ويعتبر الأرز هو الطعام الرئيسي في إندونيسيا إلى جانب أطعمة أخرى.
(البوصلة)