الزي الموحد في العمل.. يلغي الفروقات بين الموظفين

<< السبت، 22 أغسطس/آب، 2015

عمان - الدستور
يرى البعض أن نمط المظهر الموحد وارتداء زي عمل موحد أمر مزعج؛ يلغي طموح الأناقة ويحجم من حرية الموظف، فيما يرى آخرون أن توحيد نمط اللباس لموظفي الشركة أو لعمالها له مزايا وأسباب منطقية كتمييز الجهة التي يعملون بها وتفرقة الزائر والمراجع لهم بينهم وبين الأشخاص خارج منظومة العمل.
وتؤكد الأخصائية الاجتماعية الدكتورة فاطمة الرقاد في جامعة البلقاء التطبيقية التفاوت الكبير بين أذواق الناس في اختيار المظهر المناسب، وأن بعضهم قد يقع في مشكلة التناقض في ملبس غير متناسق، فقد تكون اختياراتهم متناقضة أحيانا، أو غير متلائمة مع طبيعة العمل أحيانا أخرى، ولهذا بدأت الجهات في توحيد مظهر وملابس محددة لضبط هذا التفاوت، والحصول على حدود الشياكة المقبولة التي تؤثر على صورة الفرد والمكان، وترى بأن وجود زي موحد أنيق، والتزام جميع العاملين به، يعطي صورة مميزة للمكان، صورة يظهر فيها الانضباط والالتزام والترتيب، مما يزيد ثقة الناس بهذا المكان الذي يقدم خدمة أو سلعة معينة
وتقول الأخصائية الرقاد إن ارتداء زي عمل موحد يجعلك تحمل هوية العمل وطريقة واضحة للجميع، مشيرة إلى أن الزي الموحد يعلم الانضباط، وقد يكون أكثر جدية من مواعيد بدء العمل، لذلك فإن جميع المؤسسات ذات طبيعة العمل الحساسة تلتزم بزي موحد لموظفيها.
اسلوب ترويجي
مديرة أحد معارض الملابس مريم صالح تبين انهم يمنحون موظفي المعرض زيا من القطع الموجودة فيه كأسلوب ترويجي يبرز جمالياتها أكثر من طريقة عرضها في المحل. وتقول:» الى انها تفرض على موظفاتها اللواتي يعملن في مجال الاستقبال لباسا رسميا يناسب طبيعة عملهن ويعكسن صورة إيجابية لرواد المجمع.
ويفضل مدير معرض للأحذية معاذ خلف أن يرتدي موظفوه زيا موحدا يأخذ طابعا عمليا كالجينز والتي شيرت، نظرا لاستمرارية حركتهم من مكان لآخر. وفي المقابل لا تفرض مديرة احدى المطاعم خلود ظاهر على موظفيها زيا رسميا، لكنها تحرص على ان يرتدوا لباسا متماشيا مع خطوط الموضة والصرعة.
كما انها ترى أن ما يناسب الزي الموحد البنطال والجاكيت مع تبديل القميص كنوع من التغيير، موضحة أن الألوان يفضل أن تكون سادة، لأنها أريح للنظر وتناسب أجواء العمل.
وتؤكد خلود ضرورة وجود جيب على الزي الموحد للموظفين لوضع احتياجاتهم الضرورية مثل: الهاتف النقال أو مفتاح السيارة وغيرها، اضافة الى تدعيم الزي بعلامة تميز الشركة او المؤسسة بلون شعار الشركة أو «البروش». ويبين عامر تيسير انه يختلف الزي الموحد باختلاف طبيعة ومكان العمل وسياسته، فمن المتعارف عليه أن المؤسسات الرسمية والمالية كالبنوك مثلا يتسم الزي الموحد للموظفين فيها بالوقار والركازة نظرا لتعامل الموظفين مع عملاء مهمين وغيرهم. كما ان المطاعم لها زي معين يعبر عن نظافة المكان وتميزه بطعامه.
مهما يكن
أما خليل وائل فيقول :» إنني أدير فريقا مكونا من 25 شخصا تتراوح أعمارهم بين أوائل العشرينيات ومنتصف الأربعينات ولدي قاعدة بخصوص امر الزي الموحد وهذه القاعدة بسيطة جدا حيث يمكن للموظفين ارتداء ما يحلو لهم، طالما كانت الملابس نظيفة ومحتشمة (وأنا أحظر ارتداء التنانير القصيرة)، كما ان بعض الموظفين يرتدون البدلات، وآخرين يرتدون الجينز والبلوزة القطنية ولا أبالي بذلك، كما لا يبالي أحد آخر.
ويخالفه الرأي باسل زياد قائلا :» انا من مشجعي الالتزام بهذا النظام لان الزي الموحد يجعل من الموظفين شريحة اجتماعية واحدة، اذ يقوم بالغاء كل الاعتبارات الاجتماعية بينهم، فاننا طالما عشنا في مكان العمل وجدنا هناك نوعا من التمايز الطبقي بين الفئات المختلفة، ومن المعروف ان مجتمعنا يوجد فيه الغني والفقير
وهذا الأمر يلغي ذلك التمييز بين العاملين فإن الزي الموحد حسب وجهة نظري انه قاسم مشترك بينهم اذ يساويهم طبقيا .
الشعور بالمساواة
ويؤيده الرأي شهم ناصر موضحا ان الجميع يشعر بالمساواة عند توحيد الزي العملي، فلا يتميز الفقير عن الغني، وهذا بحد ذاته يؤدي إلى شعور العامل بالمساواة؛ ما ينعكس على نفسيته، ومن ثم إقباله على العمل بجديه ونشاط. كما يرى ان الزى الموحد بالنسبه لفريق العمل بمجال المطاعم فهو يعبر عن (الايمدج) وهو النظام والسياسة والتعبير عن الكيان والتى تتبعها الشركة لتعبر عن نفسها فى سوق التخصص وبين المنافسين فى مجال التخصص. موضحا ان القبعات التي يرتديها العاملون في مجال المطاعم وخصوصا الفنادق هي لحماية المواد الغذائية من تساقط الشعر عليها وما قد يحمله الشعر من بكتريا وفيروسات وفطريات و مختلف انواع الكائنات الدقيقة والتى قد تصيب المواد الغذائيه وتسبب فساد وتلف المواد الغذائية وهذا الامر الذى قد يكون سببا فيما بعد فى حدوث مختلف انواع حالات التسمم الغذائى.
يشعرها بالتوتر
أما باسمة يوسف فتشير الى ان العمل بذلك الأمر مرفوض بالنسبة لها وإن ارتداءها للزي الموحد في العمل كباقي زملائها يجعلها تشعر بالتوتر معبرة انها لا تتخيل بأنها سوف ترتدي الزي كما يرتديه الشاب في العمل مبينة ان الزي ليس ما يعبر عن الشخص وانما الاسلوب والطريقة في التعامل هو الامر الأهم. قائلة: «ما فائدة توحيد زي العمل ان كان الشخص اسلوبه فظا وبالطريقة تلك يكون الشخص اللطيف كالشخص الذي ينفر الاخرون منه مختلفة في الرأي مع الذين يؤيدون الأمر مضيفة من ناحية توحيد النفسيات فأنا لا اختلف في ذلك الرأي وانما توحيد الشخصيات هو الأمر الذي يجلب التوتر والقلق. وتوافقها الراي رولا محمد مبينة ان توحيد زي العمل يشعر الشخص بالالتزام وانه مجبر وهناك اشخاص اصحاب نفسيات لا يتقبلون الأمر بأنهم متساوون مع غيرهم وهذا ما يجعل البعض يرفض الأمر.