ثمانيني في كفرنجة.. يمتهن «الجبارة» العربية منذ نصف قرن
عجلون- الدستور- علي القضاة
ما زال الثمانيني حسين السلامة الجبالي (أبو مصطفى) يستقبل في منزله بمدينة كفرنجة منذ اكثر من نصف قرن ، المرضى ممن تعرضوا لكسور ويسعون وراء العلاج بما يسمى ب» الجبيرة « العربية .
الذي يزور منزل أبو مصطفى تطالعه الابتسامة التي ترتسم على محيا الثمانيني أبو مصطفى اذ يستقبل زواره بلطف يهون عليهم أوجاعهم ، قبل ان يبدأ بمرحلة العلاج لمريضه ، فيعاين مكان الألم، ويجس الموضع ويتلمسه مترفقا بالمريض لتحديد الكسر وإجراء عملية الجبارة، بما يتوفر من قطع القماش والعجين وقطع الأخشاب والأعواد الصغيرة لإتمام الجبيرة .
وقال أبو مصطفى أنه احترف منذ ما يزيد على نصف قرن «الجبارة» العربية التي أثبتت فعاليتها في علاج كل من تعرض لكسور كبيرة بأطرافه بأدوات بسيطة ، مؤكدا أنه يستعين في بعض الأحيان بصور الأشعة للتأكد تماما من موضع الكسر.
واضاف ابو مصطفى أنه بدأ بمعالجة المرضى مجانا ، منذ عام 1959، مشيرا إلى أن عدد من عالجهم طيلة تلك السنين تجاوز 15 ألف شخص ما بين أطفال وشباب وكهول ورجال ونساء ، مشيرا الى أنه في بعض الأيام كان يعالج زهاء خمس حالات، وانه عالج عددا كبيرا من العرب والجنسيات الأخرى، وخصوصا الذين يعملون في مهن تعرضهم للسقوط .
واكد أن الحالات التي يعالجها تتعافى من الكسور سواء البسيطة أو الشديدة في أقل من ثلاثة أسابيع، كما أنه يتابعهم بكل ما أتيح له للتأكد من شفائهم التام، لافتا إلى أنه يستطيع إجراء عملية الجبارة للكسور التي قد يتعرض لها الشخص في جميع أطرافه سواء في الساقين أو اليدين، باستثناء الكسور التي يتعرض لها الشخص في منطقة الحوض، لأنها تحتاج إلى معدات طبية.
وتابع أبو مصطفى بقوله أنه يعالج ايضا الحيوانات والطيور، حيث استطاع إجراء عمليات تجبير لمئات الحيوانات من المواشي والخيول وغيرها، متمنيا أن يكون كل ذلك في ميزان حسناته ، بحسب قوله .
وتقول الطفلة وقار 11عاما والتي تصادف قدومها للعلاج خلال اللقاء مع أبو مصطفى في منزله، أنها تعرضت للسقوط على يدها، وجاءت الى الحاج أبو مصطفى للكشف عليها وتجبيرها حيث طمأنها أن إصابتها خفيفة وستتماثل للشفاء قريبا .
وقال محمود عليان ، احد اصدقاء ابو مصطفى ، أنه يعلم عن مئات الحالات التي عالجها صديقه وشفيت تماما بعد أن تعرضت لكسور شديدة في مناطق مختلفة من الأطراف ، لافتا إلى أن الكثير من الاهالي يفضلون علاجه على مراجعة الأطباء والمستشفيات.