أفضل وأسوأ ما في حياة المغتربين
هل كل ما في حياة المغتربين هو الذهاب إلى أماكن الترفيه، وأحواض السباحة، والتعرض لخبرات ثقافية لا تنتهي، أم أنها حياة قاسية أكثر مما تبدو؟
وهنالك بعض الميزات والعيوب في حياة المغتربين الذين تركوا أوطانهم للعيش في الخارج.
بالنسبة لكايل بينيل الذي يعيش في كولومبيا والمكسيك، يقول إنه لا يمكن إغفال أهمية الشمس المشرقة على الدوام في أميركا اللاتينية.
وأضاف "مزيد من الشمس المشرقة والوقت الحر، من بعض أفضل الأمور في الحياة. وأنا أحصل على الكثير منهما عن طريق العيش في أميركا اللاتينية. وقد جئت من مكان يقدر قيمة الإجازات القصيرة والساعات الطوال".
ويقول بينيل إنه من خلال العمل الحر، يستطيع أن يدعم نفسه من خلال العمل لعدد أقل من الساعات مقارنة بما اعتاد عليه في ألاسكا التي ينحدر منها.
ويضيف "هذا يسمح لي بمزيد من الوقت لممارسة الرياضة، والمذاكرة، والقراءة، وقضاء وقت مع الناس".
كما أن درجة الحرارة الدافئة تسمح للناس بالخروج من منازلهم بشكل أكبر، و"بخلق مساحات عامة رائعة مثل ميدان (زوكالو)".
كما وجد بينيل أيضا أن التعارف واللهو من الأمور السهلة هناك، ويقول "هناك في الساحل الغربي بالولايات المتحدة الأميركية، أنا مجرد شخص أبيض طويل لا يرتدي أحدث صيحات الملابس، وله حلاقة الرأس نفسها ذات الشعر القصير".
ويضيف "لكن في أميركا اللاتينية، أبدو، من خلال طولي، وشعري البني الخفيف، ولكنتي الإسبانية الخاصة، شخصا غريبا قادما من الشمال، وأجد صعوبة في نطق الأسماء".
آلام بسبب اختلاف اللغة
يقول يوني باسويل، وهو مؤسس موقع "فويجر دوت كوم" للرحلات، وهو أيضا أب لثلاثة أبناء، إنه خلال إقامته في الصين، كان عائق اللغة يشكل أحد أصعب التحديات التي واجهها، وخاصة عدم التمكن من طلب أبسط الأشياء في أبسط المواقف.
ويقول في ذلك الإطار "ذات مرة، استغرق مني الأمر ساعة لكي أجد الملح في السوبرماركت".
ومن الأمور الصعبة الأخرى التي يمكن أن يواجهها المغترب الشعور بالملل، وبخاصة إذا سافر أحد الزوجين لمجرد اللحاق بشريك حياته، لأنه من الصعب أن تجد وظيفة أو أشياء أخرى تقوم بها.
ويبين ماسويل "هذا هو السبب الرئيسي لـ(فشل) المغتربين، فعندما لا يكون أحد الزوجين سعيدا، فهذا يعني أنه حان وقت الذهاب إلى الوطن بالنسبة للجميع".
ويضيف "نصيحتي هنا للتغلب على هذا الأمر، هي أن تتحلى بعقل متفتح في التعامل مع جميع الأمور، وجميع الناس من حولك، وأن تحاول أن تقضي وقتا ممتعا".
التكيف مع بيئة مختلفة
يشعر مارك أوليفيه مونير، وهو مدير لأحد المواقع الاجتماعية على الإنترنت، والذي جاء من فرنسا للعيش في فنلندا، بقلق بسبب انقطاع الصلة بينه وبين عائلته في فرنسا.
ويقول "من الصعب الآن تجنب الصراع مع أفراد عائلتي لأننا لدينا أفكار مختلفة تماما بشأن العديد من الأمور. وأنا حاليا أشعر بالراحة في كل من فنلندا وفرنسا، وهذا لم يكن الوضع قبل مغادرة فرنسا".
بعد قضاء وقت طويل في بوينس أيرس في الأرجنتين، تقول كورتيني بروت، إن إحدى أكبر السلبيات بالنسبة لها كانت تتعلق بالتكيف مع بيئة مختلفة تماما عن الوطن الأصلي.
وتوضح قائلة "لا تتمتع مدينة بوينس أيرس بالنظام، تماما كما هو الحال مع استخدام الناس هناك للغة العامية بشكل تعسفي".
كما شعرت بروت أيضا أن المغتربين سوف يثيرون نوعا من الصور النمطية تجاههم بشكل طبيعي بسبب جنسياتهم المختلفة.
وتضيف "عندما سألت الناس الذين يعيشون في مدينة بوينس آيرس عما يدور بخلدهم عندما يفكرون في أشخاص أميركيين، فكان الجواب هو أنهم أشخاص بدناء يذهبون إلى مطاعم (كنتاكي) كل يوم". - (بي بي سي)