[rtl]ريفلين: الفلسطينيون باقون هنا وعلينا السعي للعيش معهم[/rtl]
[rtl]وديع عواودة[/rtl]
NOVEMBER 12, 2015
الناصرة ـ «القدس العربي»: حملت إسرائيل على قرار الاتحاد الأوروبي وسم متوجات الاستيطان، واعتبره رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو نفاقا وكيلا بمكيالين ويتطرق إلى إسرائيل فقط وليس إلى 200 صراع آخر يدور في العالم». في بيان أصدره ديوانه قال نتنياهو الذي ينهي زيارته لواشنطن اليوم «إن قرار الاتحاد الأوروبي ميز إسرائيل فقط ولن نقبل بأن أوروبا تقوم بتمييز الطرف الذي يتعرض لاعتداءات إرهابية».وقال إن الاقتصاد الإسرائيلي متين وبمقدوره التغلب على هذه الخطوة ولكن الطرف الذي سيتضرر منها سيكون الفلسطينيين الذين يعملون في المصانع الإسرائيلية. وخلص للقول إنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يخجل من نفسه.»
في المقابل قال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في سياق حديثه عن تسوية الصراع إنها نسيت الحقيقة أن « العرب يعيشون بجانبنا وبيننا وينبغي السعي للتعايش معهم». وأضاف خلال مؤتمر السلام الذي نظمته صحيفة «هآرتس» في تل أبيب أمس إن هناك حاجة لإجماع حول الخطوات لبناء ثقة بين الجانبين تحسن الأوضاع الراهنة دون علاقة بالجدل السياسي حول الجغرافيا.
ووجه ريفلين انتقادات للجدل بين اليمين واليسار في إسرائيل. وتابع «أعيش بين أهلي وأقول: هناك شعب واع وبالغ لا يسلك طريق الغيبية، العنصرية والعدوانية في ظروف معقدة وقاسية. شعب يفهم قيود المعادلة القديمة «أرض مقابل سلام». شعب شجاع يصمم على التمسك بحقه وواجبه بالدفاع عن نفسه وغير معني بمكابدة نتائج أخطاء مصيرية باسم الرغبة الجامحة الساذجة لحلول غرائزية لإنهاء الصراع». وقال إن الفلسطينيين هنا باقون ولن يرحلوا لمكان آخر وإن الفصل أو الجدار كما يقترح اليسار لن يؤدي لإخفائهم أو جعلهم غير معادين مثلما أن أيديولوجية «أرض إسرائيل الكاملة» المنتهجة من قبل اليمين لن تبلعهم أو تحولهم لمحبينا».
متجاهلا جرائم الاحتلال والاستيطان دعا ريفلين الشبيبة الفلسطينية لاختيار الحياة وعدم السماح لثقافة الموت المعروض بصور فاضحة من مدرسة « داعش « أن تخرجهم عن طورهم. كما دعا اليمين واليسار في إسرائي للتوقف عن التصرف كالنعامة ولبذل مزيد من الجهود ليعيش الإسرائيليون والفلسطينيون سوية دون أن يكشف عن السبيل لذلك.
ريفلين المنتمي لحزب الليكود والمعارض لتسوية الدولتين ومن دعاة الاحتفاط بـ «أرض إسرائيل الكبرى» اتهم التيار الإسلامي بإرسال أطفال لتنفيذ عمليات في إسرائيل. وتابع «من ينظر حوله وعقله برأسه يدرك أننا لن نطيّر الحمام الأبيض سوية مع الفلسطينيين».
وقال رئيس حكومة بريطانيا السابق توني بلير في مقال نشرته مجلة «هآرتس» الخاصة بمؤتمر السلام أمس إنه ورغم إنهائه عمله ما زال يواصل المساهمة في الجهود من أجل التغلب على «الطريق المسدود» من خلال مبادرة خاصة بالشرق الأوسط. ومن ضمن استنتاجاته بعد سنوات من النشاط في الشرق الأوسط زار المنطقة خلالها 147 مرة ومحاولات تمرير ما يسمى بـ «سلام اقتصادي «يقول بلير إن لب المشكلة لا يكمن بالعجز عن حل القضايا الجوهرية (الحدود والأمن واللاجئون والقدس).زاعما أن حلول هذه القضايا واضحة جدا بالنسبة لأغلبية المراقبين الجديين الذين يشاركون بتسويتها. ويتابع بلير المتهم بالانحياز للاحتلال من قبل جهات فلسطينية واسعة «لو كانت هناك ثقة ونوايا حسنة ومشاعر بالشراكة بين الفلسطينيين وبين الإسرائيليين لتمت تسوية هذه القضايا مهما كانت شائكة»، لكن بلير أكد أن أوروبا ستواصل اتخاذ موقف حازم من الاستيطان عملا بموقفه المألوف وبموقف العالم. وتابع «بنهاية المطاف الطريق الحقيقية لتسوية المشكلة تكمن بالتوصل لاتفاق على الحدود والاتفاقية الوحيدة الممكنة تقوم على حدود 1967 مع بعض التعديلات». ويخلص للقول «ولذا السؤال هو لماذا الشروط الآن ليست قائمة وكيف يمكن بناء القاعدة الأساسية للحل».
من جهته قال رئيس الحكومة الفلسطينية السابق أحمد قريع في مقال لمجلة «هآرتس» المذكورة إن الطريق المسدود تحول لموت سريري لمسيرة السلام. واعتبر أن الحل يكمن باستبدال أجهزة الدم في الصراع بجهاز حوار متزن لا يشبه عملية تضليل تعودنا عليها حتى الآن. وتابع القول «عندما يقود مجتمعا يمين متطرف نفهم أنه حتى أعذب الدعوات لن تجد آذانا صاغية ويقول مثال تعلمته «لا تبكي على لبن سكب» ولكن بذات الوقت الحكمة هذه تلزمنا بالقيام بكل الفحوصات لمنع سكب حليب إضافي فهكذا نذود عن ذاتنا من الحاجة بالندم ونتحاشى الأغلاط مستقبلا». كما قال «إننا نقف اليوم أمام لحظة تقتضي صراحة ورحابة قلب غير مسبوقتين».
وأشار قريع في مقاله إلى عقم منطق القوة العمياء ولعقم الرهان على الزمن بهدف تغيير جوهر الحقائق المحفورة بالصخر. وأضاف «إن رغبنا تسمية الولد باسمه فإن توصيف الوضع الراهن بالجمود السياسي الذي تحول لموت سريري، غير دقيق». في المقابل اعتبر قريع أن مسيرة السلام قد تسببت بفتح ثغرات مهمة بجدران الكراهية التاريخية الطويلة.
وديع عواودة