ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: عناصر القوة في الصراع مع اسرائيل الجمعة 13 نوفمبر 2015, 4:44 am | |
| [rtl]عناصر القوة في الصراع مع اسرائيل[/rtl][rtl]عماد شقور[/rtl] NOVEMBER 12, 2015
لنخرج قليلا من دائرة الاحداث الجارية الآنية، على اهميتها، بل رغم اهميتها واهمية دورها في التأسيس لما يحمله واقع الايام المقبلة. ذلك كي نسأل ونتساءل: هل حال العرب عموما، والفلسطينيين بشكل خاص، وما هم فيه، من جهة، في مقابل حال الاسرائيليين، وما هم فيه، من جهة ثانية، ثابت، باقٍ وازلي؟ وهل محكوم على العلاقات بينهما، علاقات: قادر وعاجز، محتل وخاضع للاحتلال، منتصر ومهزوم، جلاد وضحية، ان تظل على ما هي عليه؟ وما هي السياسة التي ينبغي اعتمادها، ان لم يكن من اجل عكس هذه المعادَلة غير العادِلة، (وهذا ما لا أتمناه، حيث لا اتمنى لنفسي ولا لشعبي ان نكون جلادين ولا محتلين لاراضي الغير)، وإنما من اجل جعلها علاقات انسانية عادية، تتطور بشكل طبيعي نحو التعاون والتكامل والمنافسة في مجال العلوم والابحاث والابتكارات والصناعات، لجعل الحياة اكثر جدارة بان نحياها نحن وابناؤنا والاجيال المقبلة؟ ما يحول دون تطور الامورعمليا بهذا الاتجاه، هو الإختلال الكبير في موازين القوى بين الدول العربية واسرائيل، وانعدام وعبثية امكانية المقارنة بين ما تملكه اسرائيل من عناصر القوة، وما تفتقر اليه الترسانة الفلسطينية من تلك العناصر. لكن نظرة موضوعية متفحّصة ومدقّقة لهذا الموضوع الشائك والمتشابك، تظهر بجلاء ووضوح ان مجمل الاوضاع وما عليه حال العرب واسرائيل، ليس مؤبّدا ولا أزليا. ولهذا فان علاجه ممكن، وهو ليس حالة ميؤوسا منها، حيث لا طائل ولا فائدة من السعي والنضال لتعديلها والغاء ما فيها من اختلال. ذلك ان عناصر قوة الأمم والدول والشعوب، وعناصر ضعفها ايضا، رغم انها غاية في كثرة عددها، لأنها تشمل كافة مناحي الحياة والمجتمع، يمكن حصرها وحشرها في قائمتين اثنتين فقط: عناصر القوة الثابتة الدائمة، التي لا تحول ولا تزول، وعناصر القوة المتغيرة بفعل البشر والإرادة والتصميم. هذه الحقيقة تفتح باب امكانية التعاطي مع مجمل هذه العناصر بعقلانيةٍ تفتح هي بدورها الباب واسعاً للتغيير والتعديل، وفق ما تستدعيه المصلحة الوطنية، وما تُمليه الظروف الذاتية والموضوعية من شروط، وما تتيحه من امكانيات. يتفوق العرب بوضوح كبير على اسرائيل، في جميع عناصر القوة الثابتة تقريبا، في حين ان اسرائيل تتفوق على جميع الدول العربية في الغالب الأعم من عناصر القوة المتغيرة. واذا كان من الغباء والعبثية، بذل اي جهد لتعديل اي واحد من عناصر القوة الثابتة والازلية، فان من الخيانة للذات ولمستقبل الاجيال، الامتناع، او حتى التردد، في بذل كل الجهود الممكنة، من اجل التعاطي مع عناصر القوة القابلة للتغيير، بهدف تعديلها لما فيه مصلحة الدولة، او الدول والشعوب، ذات العلاقة. وللتوضيح نقول: ان الأهم بين عناصر القوة الثابتة يمكن اجمالها في الموقع الجغرافي على خريطة الكرة الارضية وطرق التجارة الدولية، والمساحة، وعدد السكان، وما تحويه ارض ذلك الموقع من موارد طبيعية ثابتة وازلية، من مثل نوعية التربة والمناخ والماء، ومن موارد طبيعية ثابتة لكنها غير ازلية، من مثل ما في باطن الارض من نفط وغاز، ومن معادن ثمينة (ذهب)، او نصف ثمينة (فضة او فيروز واشباهها)، او عادية (حديد ونحاس وبوكسايت واشباهها)، وامكانية، بل حتمية نضوبها في مستقبل قريب او متوسط او بعيد. نقول هذا دون التقليل من اهمية عناصر قوة ثابتة ازلية عديدة اخرى. اما عناصر القوة المتغيرة، للدول وللشعوب، فان ابرزها واهمها واكثرها تأثيرا، هي، في اعتقادي، القوة العسكرية، وانسجام المجتمع، ومستوى التعليم، ونوعية القيادة، وطبيعة وقوة التحالفات، وكيفية استثمار منافع مصادر القوة الثابتة غير الأزلية، ما بين تبذيرها او استثمارها على الوجه الافضل، لتشكل خميرة لمنافع دائمة. أقول كل ذلك، دون اي تقليل او استهتار باهمية عناصر قوة متغيرة اخرى. هنا نصل إلى السؤال الجوهري: كيف نتعامل ونتعاطى مع هذا الواقع المرير، على الصعيد العربي الاسرائيلي، وعلى الصعيد الفلسطيني الاسرائيلي؟ اذا كانت القدرة الفلسطينية على التأثير في الواقع العربي (حاليا)، ضعيفة او شبه معدومة، بل يكاد ان يكون عكس ذلك هو الصحيح، فان قدرة القيادة الفلسطينية على التاثير في الواقع الفلسطيني في الضفة الغربية، ومنها القدس العربية، وقطاع غزة غير محدودة، إذا تم العزم وتركّز النظر على المستقبل الفوري والمنظور والمتوسط والبعيد. أُعطي مثلاً (واحداً) على ذلك: ان تتبنى قيادة العمل الوطني الفلسطيني شعاراً تقول كلماته: «اذا كانت اسرائيل هي اسبارطة القرن الحادي والعشرين، (وهي كذلك)، فان فلسطين ستكون أثينا القرن الحادي والعشرين». وكما بادت اسبارطة وقوتها العسكرية، وكما خلُدت أثينا سقراط وافلاطون وافلوطين وأرستيب وارخميدس وفيثاغوروس، ستخلُد فلسطين. هذا يستدعي بالضرورة اجبار يهود اسرائيل على قضاء حياتهم، (غير محسودين)، داخل الدّبابة، وقبو التحكّم وتحريك طائرات الرصد والتجسس، وقمرة الطائرات الأمريكية التي ترى ولا تُرى، وابقاء تلاميذ وطلاب فلسطين في قاعات الدراسة والتعليم والبحث، لتأمين مستقبلهم ومستقبل اجيالهم اللاحقة. ذلك يستدعي بالضرورة وضع مسألة التعليم في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية حيث هي جديرة به، ليس في مكانة متقدمة في سُلّم الأوليات الفلسطينية، بل قبل، وعلى رأس، كل الأولويات الفلسطينية الاخرى. كيف؟ ببساطة: جعل راتب المُدرِّس في المدارس الفلسطينية الإبتدائية والمتوسطة والثانوية، من اعلى الرواتب، وحيث تحويل مهنة التدريس إلى مهنة مرغوبة ومطلوبة، يتنافس لبلوغها افضل وانجح الخريجيين من ارقى الجامعات، لضمان تأسيس وبناء جيل فلسطيني متفوق علميا وثقافيا، وانتاجيا بالتالي، يعرف كيف يضمن لنفسه ولبلده مكانة غاية في العلو على المستوى العالمي. هل هذا امر صعب وبعيد المنال؟ نعم، هو كذلك. ولكن هل هو امر مستحيل؟ الجواب: ابداً. لهذا مطلوب قيادة واعية وجدية، تخوض الصعاب بقوة وتصميم وثقة كاملة بقدرتها على الإنجاز. ٭ كاتب فلسطيني عماد شقور |
|