العائلة هذا الكيان الذي أفراده محكومون بغريزة التملك وفقا لمعادلة الإرث، وسيادة الاستحواذ وامتلاك راس المال، هو نفسه هذا الذي يعصف، بل ينذر بخراب هذا الكون. مساحة الزمن المتمرد هذه التي اغتالت قيم المحبة، لم تبق من تلك الملامح الا بقايا علاقات منكمشة في مساحتها.
تمزق نسيج المحبة والألفة هذا الذي كان يجمع الاخوة على مائدة واحدة.
تحطمت اصرة العلاقات الاجتماعية بين العائلة الواحدة، بعد ان تضاءلت درجات التقارب بين أفراد البيت الذي كان يجمعهم تاريخ واحد.
لم يبق من الرباط الاجتماعي لمكونات البيت الا ارتباط مادي اسمه إرث الارض أوالعقار الذي على أساسه تتم المحاصصة وفقا لآليات ما يسمى القسام الشرعي والمحكمة وهذه الحصص ما هي الا مساحات على أساسها يأخذ كل فرد نصيبه مما تركه المتوفي، ليقول الاخ الى أخيه وداعا وبمثلها تعامل الأخت أخاها.
الكل يحرص على تنفيذ ماربه وفقا لقياسات او مقاييس الرابطة المادية، ما يشير الى تسيد العامل المادي اي المال الموروث ودوره في تحطيم
البنية الحقيقية لالفة العائلة
وبهذا تراجع دور العامل الاجتماعي للعائلة التي على أساسها تبنى المجتمعات، حتى انهارت وتراجعت مفردات التعامل الانساني بين افراد العائلة الواحدة على اساس معادلة الارتباط مع مقياس الحاجة المادية للأفراد.
ان هذا التدني ال الى انقسام وانشطار الأواصر الاجتماعية ليس على مستوى هذا المجتمع الصغير الذي هو العائلة الواحدة فحسب، بل على مستوى مجتمعات، وثقافات وأمم.
هي لغة المصالح ومقولة التملك هذه التي بسببها تكبر دائرة الحرب والانشطار وتقسيم المجتمعات والعالم.
عقيل العبود