المجد - خاص
جيل القدس أو جيل الثورة أو جيل الانتفاضة سمه ما شئت فإن اختلفت المسميات فهي تتلاقى في أن هذا الجيل لم يدرس ثقافة الخوف ولا يعرف التهديد فقد شهدت له قيادات الاحتلال وكبراء المحللين العسكريين والنفسين بذلك.
لقد اطل هذا الجيل بالميدان بشكل يختلف عمن سبقوه، فكانت بطولات أبناء القدس حكاية تدرس على مر السنين، وشباب الضفة وهم يلهون بجنود الاحتلال في مواقف استعراضية تقلل من هيبة هذا الجندي المرعوب المهزوم،وأبطال فلسطيني الداخل الذين جسدوا معالم التلاحم الفلسطيني ليكملوا مشهد الثورة وقريباً ان شاء الله مشهد التحرير، وأشبال غزة الذين قرروا إزالة الحدود ليرسموا خارطتهم المتلاحمة مع باقي الوطن ضاربين بعرض الحائط التقسيمات الأمنية التي عجز صناعُها عن مواجهتهم وفهم هذا الجيل فكانت الثورة، وكانت انتفاضة غير متوقعة وغير مسبوقة ولعل من ابرز انجازاتها التالي:
أولا: أفشلت الانتفاضة منظومة الأمن الصهيونية التي عجزت عن فهمها أو إيقافها فكانت بمركز المدافع لا المهاجم فهي ظاهرة غير مسبوقة من الثورة لدرجة أن أحد قيادات الكيان العسكري قال: "من الصعب ملاحقة منفذي العمليات فكل فلسطيني يمكن أن يحمل سكين في جيبه وينفذ عمليه".
ثانيا: حيدت كل الترسانة العسكرية الصهيونية التي تمثل أقوى واكبر ترسانة عسكرية بالشرق الأوسط، فلا الدبابات تجدي ولا الطائرات ولا الترسانة النووية ولا البطاريات المضادة للصواريخ ولا الرادارات، حتى كاميراتهم كانت تعمل لصالح الانتفاضة بتوثيق العمليات الفلسطينية وتحديد الأساليب الأنجع للهجوم وتحديد نقاط القوة والضعف ومحاولة تلافيها بالعمليات القادمة.
ثالثا: ضربت الاقتصاد الصهيوني وشلت معالم الحياة في المدن والمطاعم والفنادق والمناطق السياحية، وأصبحت المدن شبه خالية من سكانها، حتى أن الكثيرين من السياح غيروا وجهتم ليقصدوا مناطق أخرى غير دولة الكيان تكون أكثر أمنا وأمانً.
رابعاً: حققت الانتفاضة الوحدة الميدانية التي عجزت عن تحقيقها القيادة السياسية، وأوصلت رسالة للكل الفلسطيني بأن الشعب لا يمكن أن ينقسم وان الوحدة هو من يحققها وهو صاحبها وما العمليات الأخيرة والتلاحم بالميدان في مواجهة الاحتلال إلا برهان على ذلك.
خامساَ: أعادت تصويب البوصلة إلى فلسطين بعد أن غابت عربياً بسبب خلافاته الداخلية، ودوليا وأصبح لا تذكر عبر وسائل الإعلام، وغيب واقعها المرير ومعاناتها في غياهب الاحتلال دون رقيب او حسيب... عادت لتطل من جديد وتقول بصوت عال إن هناك ارض محتلة وشعب يمارس بحقه الموت والحصار واشد أنواع القهر والتعذيب.
سادسا: استنهضت الأمة واستنهضت شبابها وشرفائها من خلال الاحتجاجات والمسيرات والمؤتمرات المؤيدة للقدس ولفلسطين في اغلب الأقطار العربية على المستوى الرسمي أو الشعبي.
أهم الانجازات التي ستتحقق إن استمرت...
اولاً: ولعل ابرز ما ستحققه ان استمرت هي موجة الهجرة العكسية لليهود الي خارج فلسطين المحتلة، وسقوط نظرية الأمن الصهيونية، وتفكك الإئتلاف اليميني الديني المتطرف بعد سقوط الحكومة التي عجزت وفشلت عن التصدي لها بل كانت سببا رئيسا في اندلاعها.
ثانياً: هروب كبير من التجنيد الإجباري في الجيش الصهيوني ، بسبب الخوف والقلق ، من المواجهة الحتمية من جيش الحجارة والسكاكين الفلسطيني في الأرض المحتلة .
ثالثاً: هزيمة نفسية لجيش الاحتلال الصهيوني وانعكاس ذلك على الحياة الاجتماعية في المجتمع اليهودي من الجرائم والقتل وتعاطي المخدرات للهروب من الواقع المرير.
رابعاً: جلاء صهيوني من عشرات من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة من طرف واحد كما حصل في قطاع غزة وانسحاب جيش الاحتلال والمستوطنين في أيلول 2005 .
إن هذه الحرب الدينية المقدسة التي فرضت على الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك ، لا بد من مواجهتها لإجبار الحكومة الصهيونية على التراجع عن سياستها، ويجب على الجميع دعمها، وإلغاء التفاوض من القاموس السياسي الفلسطيني كليا، بل على الاحتلال الانسحاب من طرف واحد دون شرط او قيد، وضرورة تقديم الدعم المالي العربي والإسلامي لعائلات الشهداء والجرحى والأسرى لضمان ديمومة الانتفاضة الراهنة. ولا بد من تضافر جميع الجهود الفلسطينية الوطنية والإسلامية لضمان الاستمرارية والديمومة حتى الحرية والتحرير. |