منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات Empty
مُساهمةموضوع: الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات   الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات Emptyالجمعة 20 نوفمبر 2015, 6:39 am

الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات

 
الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات 3CA17B275
تاريخ عصابات الجيش الصهيوني

المجد

هل تعرف أن الجيش الصهيوني يصنَّف كأقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط؟ تاريخ الجيش الصهيوني يرجع لـ 67 عامًا فقط عندما أعلن رئيس الوزراء ـ ووزير الدفاع  الصهيوني ديفيد بن غوريون في مايو 1948 عن تأسيس الجيش الصهيوني. كان هذا بعد 12 يومًا فقط من إعلان تأسيس “دولة الكيان”. لكنَّ الإعلان لم يكن فقط بتأسيس هذا الجيش، بل بإحلال عدة ميليشيات ودمجها معًا لتشكيل هذا الجيش.
هل الجيش الصهيوني أقوى من جيوش العرب

ربما ما لا تعرفه أن الجيش الصهيوني مصنف عالميًا كأحد أكثر الجيوش المجهزة للحرب، منذ عام 2006 فقط خاض الجيش الصهيوني عدَّة حُروب كبرى، يصنَّف أيضًا كأحد أقوى الجيوش بالمنطقة والتي لديها خبرة كبيرة في تأمين المناطق الحدودية. ميزانية الجيش الحالية 15 مليار دولار، ويخدم فيه 176500 جندي، يمتلك عددًا كبيرًا من المدرعات (3870)، وعدد 680 طائرة، ناهيك عن 80 رأسًا نوويًا حربيًا جاهزًا للإطلاق!

من نافلة القول أن نذكر أنَّ الجيش الصهيوني يرتبط ارتباطًا قويًا جدًا بالجيش الأمريكي، وإلا كيف لبضعة ميليشيات أن تُكوِّنَ جيشًا هو الأقوى شرق أوسطيًا، ويعتبر سلاحه الجوي أحد أفضل الأسلحة الجوية في العالم؟!

 الجيش الصهيوني

يُسمَّى الجيش الصهيوني بالعبري “تسفا هغناه ليسرائيل” يترجم عربيًا إلى "جيش الدفاع الإسرائيلي". “هغناه” تعني “الدفاع” وهو اسم الميليشيا التي يدور حولها هذا التقرير كونها كانت عصب الجيش الصهيوني الأساسي ـ إلى جانب بعض منظمات صغيرة أخرى، فما هي هذه الميليشيا، وكيف شكلت هذا الجيش القويّ؟!

الهاغاناه ميليشيا كوَّنت جيشًا”الدفاع عن أرواح وممتلكات المستوطنات اليهودية في فلسطين“.

كان هذا هو الهدف المعلن للميليشيا عند تأسيسها عام 1921، الدفاع عن أرواح وممتلكات المستوطنات اليهودية في فلسطين بعيدًا عن قوات الانتداب البريطاني. امتلكت الهاغاناه جيشًا من عشرات الآلاف من المستوطنين اليهود الذين جاءوا من جميع أطراف العالم. امتلكت الهاغاناه سلاح طيران وبحرية وجهازًا للاستخبارات، ليس هذا فقط بل امتلكت ثلاثة آلاف عضو في قوات الصاعقة الخاصة بها، وإذاعة عبر الأثير.

بدأت المنظمة بتدريب أفرادها من الفتيان والفتيات ما بين 15 و18 عامًا على عمليات الحراسة والدفاع عن المستوطنات. لكنَّ هذا “الدفاع” كان قد بدأ يأخذ دورهُ في التحول إلى “الهجوم” فالمجازر التي ارتكبتها ميليشيات الهاغاناه عديدة،. بدأت الميليشيا بإنشاء نقاط عسكرية داخل الأراضي الفلسطينية وكانت هذه هي البداية.

    استطاعت الهاغاناه إنشاء 50 مستوطنة يهودية في أماكن مختلفة من فلسطين، كانت فلسطين تحت سلطة الانتداب البريطاني، الإمبراطورية البريطانية كانت تحتاج إلى الصهاينة. تجلى هذا في الحرب العالمية الأولى حين اشترك الفيلق اليهودي مع قوات بريطانيا في حرب البلقان. سيمتدّ هذا التعاون مع منظمة الهاغاناه بالطبع، وإلا فكيف ستقوم “دولة الكيان” على انتصارات بنادق ميليشيا الهاغاناه؟

منذ عام 1921 وحتى 1929، ظلت الهاغاناه تقوم بعملياتها العسكرية على قرى الفلسطينيين، هذه الهجمات ستتطور لاحقًا، بالتعاون بين قوات الانتداب والهاغاناه. ازدادت أعداد المهاجرين اليهود في فلسطين، في أغسطس 1929 كانت أحداث ثورة البراق الفلسطينية، بدأت الأحداث بين الفلسطينيين والمهاجرين المستوطنين اليهود، بالمجمل قتل 116 فلسطينيًا و113 مستوطنًا، وجرح 232 فلسطينيًا و339 مستوطنًا. احتجزت قوات الانتداب 900 فلسطيني وأصدرت أحكامًا بالإعدام على 27 خفف الحكم على 24 منهم وأعدم الثلاثة الباقون.  كانت أحداث ثورة البراق أول الاحتكاكات المباشرة بين الفلسطينيين وميليشيا الهاغاناه، فقد قامت الهاغاناه بدور فعال في قمع الثورة، ومع بداية 1930 وضعت الميليشيا تحت قيادة الوكالة اليهودية التي يتزعمها ديفيد بن غوريون، والذي سيصبح أول وزير دفاع ورئيس وزراء “الكيان” على أراضٍ فلسطينية.

“وصل عدد المستوطنين اليهود في فلسطين بعد ثورة البراق 174 ألفًا. ووصل هذا العدد إلى 384 ألفًا عام 1936. كان هذا هو السبب في إطلاق الشعب الفلسطيني ثورته في أبريل 1936 للمطالبة بوقف الهجرة اليهودية”.

الثورة تنتهي على يد قوات الهاغاناه

بدأ الفلسطينيون ثورتهم الجديدة ضد الانتداب البريطاني، احتجاجًا على ازدياد أعداد المهاجرين الصهاينة إلى فلسطين، كانت الثورة مسلحة هذه المرة، استمرت لثلاث سنوات، واجهتها القوات البريطانية مضافًا إليها قوات الهاغاناه، فقد كلفت قوات الانتداب الضابط البريطاني أورد وينغيت  بتشكيل سرايا ليلية من المستوطنين للقضاء على الثورة الفلسطينية، كانت الهاغاناه قد شكَّلت قوة شُرَطِيَّة باسم “نوطريم” قوامها 22 ألف مسلح بالبنادق والرشاشات، بالطبع كان هذا بإيعاز من قوات الانتداب البريطاني.

العميد وينغيت مع بعض أعضاء تنظيمه

    في ثورة البراق السابقة جندت قوات الانتداب البريطاني رجال الهاغاناه في صفوف الشرطة، كان هذا الاعتراف “الرسمي الضمني” بميليشيا الهاغاناه.

لم تدم العلاقات قوية لفترة طويلة بين قوات الانتداب وميليشيا الهاغاناه، فقد استمرت الثورة الفلسطينية ثلاث سنوات، بعد اتساع المدّ الثوري الفلسطيني عام 1939 حاولت بريطانيا ـ في محاولة منها للتفرغ للحرب العالمية الثانية واكتساب تأييد العرب في الدول الأخرى بسبب الحرب ـ أن تستجيب لبعض مطالب الفلسطينيين. فقامت بإصدار الكتاب الأبيض الذي يحدّ من الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، هنا كشَّرت الهاغاناه وباقي الميليشيات الصهيونية عن أنيابها. الجدير بالذكر أن بريطانيا كانت قد حلَّت الفيلق اليهودي الذي حارب إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى، فانضم بدوره إلى ميليشيا الهاغاناه.

ديفيد بن غوريون يوقع على إعلان دولة الكيان عام 1948

الحرب العالمية الثانية وإثبات الهاغاناه لقوتها!

مع إصدار قوات الانتداب للكتاب الأبيض بدأت قوات الهاغاناه وبقية الميليشيات الصهيونية حربًا ضد قوات الانتداب هي الأخرى، خطف وتفجير وقتل، لكن مع دخول بريطانيا الحرب العالمية الثانية انحازت لها الهاغاناه معلنةً الحرب على ألمانيا. قوات الهاغاناه سافرت إلى بعض بلدان أوروبا لمساعدة بعض حركات التحرر اليهودية لمساعدتها في الهجرة لفلسطين، حسب بعض التقديرات وصلت قوات الهاغاناه إلى 40,000 مقاتل صهيوني. ساعدت قوات الانتداب في تلك الفترة على إنشاء قوات الصاعقة للهاغاناه، والتي سميت “بالماخ” أنشات عام 1941 لتكون القوة “الضاربة” لميليشيا الهاغاناه، كانت في بدايتها ثلاث كتائب ثم وصلت لثلاثة آلاف مقاتل! وفي تلك الفترة كثفت الهاغاناه من دورها في تشكيل قوات من الشبيبة – بين 15 و18عامًا- للحراسة والتدريب.

إنشاء جهاز الاستخبارات

في تلك الفترة أنشأت الهاغاناه جهازها الاستخباراتي المسمى “هشاي” وكان تقسيمه كالتالي:

    القسم العربي: لتجميع المعلومات حول نوايا الفلسطينيين ومخططاتهم مع الدول العربية المجاورة.

    القسم السياسي: وتلخصت مهمته بجمع المعلومات عن الجيش البريطاني.

    القسم اليهودي: لجمع المعلومات عن الشيوعيين اليهود والتنظيمات الصهيونية الأخرى غير الهاغاناه.

امتلكت الهاغاناه 12 طائرة في وحدة السلاح الجوي وكانت تمتلك وحدة قوات بحرية، واللتان أصبحتا سلاح الجو والبحرية الصهيونية. بعد إصدار قرار تقسيم فلسطين من قبل الأمم المتحدة قاد ديفيد بن غوريون – زعيم الهاغاناه ورئيس الوزراء ووزير الدفاع الصهيوني الأول- المستوطنين الصهاينة لإعلان “دولة الكيان”.

شنت حينها الهاغاناه هجمات على ثلاث مناطق رئيسة في القدس وطبريا وحيفا ويافا، واستطاعت أن تفرض سيطرتها على الأراضي “التابعة للدولة اليهودية” حسب قرار التقسيم، وبهذا أصبحت هي المسيطرة، وبعدها باثني عشر يومًا أعلن تكوين الجيش الصهيوني الذي كان أساسه ميليشيا الهاغاناه التي كانت حينها تمتلك 35 ألف مقاتل تشكلوا في اثني عشر لواءً.

هذه كانت قصَّة تأسيس الجيش الصهيوني، فقط من ميليشيا استطاعت هذه الميليشيا الانتصار في حرب 1948 وحرب 1967 بعد ذلك، إضافةً إلى بعض الحروب الأخرى الأصغر، فهل يعلم العرب حقًّا تاريخ تأسيس جيش عدوهم الأول؟

وهل يعلم العرب أن نظرية الجندي الذي لا يهزم سقطت بعد أن أصبح  صبيان واشبال فلسطين يتلاعبون به؟
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات   الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات Emptyالجمعة 20 نوفمبر 2015, 6:47 am

تعرف على قادة جهاز الأمن العام الصهيوني

 
الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات 4FD45AC

المجد-

بعد مضي شهر على إنشاء الجيش الصهيوني بتاريخ 30 يونيو 1948 تم حل هيئة جهاز جمع المعلومات التابع لتنظيم "الهاغاناه" الصهيوني وتشكيل الأجهزة الاستخبارية لدولة العدو الصهيوني. كان من أهمها جهاز الأمن العام الداخلي "الشاباك"و في يوم 18 فبراير شباط  1949تم إضفاء صفة الرسمية على هذا الجهاز المعني بالشؤون الداخلية الصهيونية وإنْ استمر التكتّم على وجوده حتى عام 1957. وما زال الجهاز ومستخدموه يعملون بصفة "الدرع الواقي غير المرئي" (شعار الجهاز).

المهام التي كُلف بها الجهاز هي:

• مكافحة التجسس الذي تمارسه قوى خارجية.

• مكافحة التجسس والمؤامرات السياسية.

• المسؤولية عن حماية أمن المؤسسات والمنشآت الحيوية للدولة وممثلياتها في الخارج.

وكان جهاز الأمن العام (الشاباك) منتشراً في جميع أنحاء الكيان  وعمل فيه بضع مئات من المستخدمين ومنهم ضباط استخبارات ميدانيون ، ومحققون ، ورجال عمليات ، ومتنصّتون ، ومحللون للمعلومات الاستخبارية ، وخبراء التكنولوجيا ، وأفراد الإدارة ، وضباط أمن وحراس. وقد تمحورت نشاطات جهاز الأمن العام"الشاباك" خلال عقدَي الخمسينيات والستينيات حول إحباط المخططات السياسية الداخلية  في الوسط اليهودي ، والتصدي لمحاولات التجسس الأوروبي الشرقي والعربي ، ودعم الحكم العسكري الذي كان مفروضاً آنذاك على المواطنين العرب في الكيان.

هذا وينتشر جهاز الأمن العام (الشاباك) منذ عام 1967 في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وهضبة الجولان  بهدف منع العمليات الفلسطينية. وفي أعقاب اختطاف طائرة تابعة لشركة "إلعال" إلى الجزائر عام 1968 وقتل الرياضيين الصهاينة في أولمبياد ميونيخ 1972 شكل جهاز الأمن العام منظومة حراسة عالمية لحماية الأهداف الصهيونية والتي قادها الصهيوني أبراهام بن دور رئيس الشاباك في الــ1972.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات   الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات Emptyالجمعة 20 نوفمبر 2015, 6:50 am

الأمن القومي الصهيوني في التسعينيات

 
الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات FFA60BFCA

المجد -

تضافرت مجموعة من العوامل تاركة آثاراً مهمةً على مجمل الأوضاع في المنطقة العربية وعلى مقومات مفهوم الأمن القومي "الإسرائيلي" ، حيث شهد عقد التسعينيات تحولات وتطورات غيّرت مفاهيم كثيرة كانت راسخة ، وقلبت موازين كانت مستقرة ، فقد اختفت الدولة السوفيتية من الخريطة السياسية العالمية ، وأدى انتهاء الحرب الباردة إلى فقدان العديد من الدول العربية الفاعلة حليفها الاستراتيجي القديم ، وإلى انعدام هامش المناورة أمامها ، الأمر الذي قلّص إلى حد بعيد قدرتها على شن حرب ضد "إسرائيل" ، ولكنها أدت إلى تقوية الموقف "الإسرائيلي" في الميزان الاستراتيجي ، فضلاً عن اتساع نطاق هجرة اليهود السوفييت وبخاصة من العلماء وذوي الكفاءات والخبرات ، وتنامت العلاقات الروسية "الإسرائيلية" حتى توّجت بتوقيع اتفاق للتعاون الدفاعي والأمني في ديسمبر 1995 . وفي ظل انفراد الولايات المتحدة بالهيمنة في الساحة العالمية ، تم توطيد التحالف الاستراتيجي الأمريكي- "الإسرائيلي" ، وامتد إلى مجال أنظمة التسلح الكبرى التي تعتمد في الأساس على الثورة التكنولوجية ، كما أبرزت تلك التطورات العالمية علو شأن الاقتصاد والاتجاه نحو التكتلات الاقتصادية . ورغم ذلك فلم تعد الخيارات السياسة أمام "إسرائيل" بالاتساع الذي كانت عليه سابقاً ، وهذا ما يفسر مقولة جيمس بيكر : "إن "إسرائيل" الكبرى فكرة ليست واقعية وليست ممكنة" ، لأن تحقيق ذلك الهدف يتطلب أن يكون لدى "إسرائيل" قوة تمكنها من فرض سيطرتها على المنطقة دون دعم خارجي تتحمل الولايات المتحدة تكلفته السياسية والمالية وتتحمل معها مزيداً من العداء من قبل الشعوب العربية .

وعلى صعيد البيئة الإقليمية ، أثبتت خبرة الحروب العربية- "الإسرائيلية" فشل الحرب في تأمين السلام "لإسرائيل" وعجزها عن توفير الأمن لها ، في حين رأى عدد كبير من أعضاء المؤسسة الصهيونية أن التفاوض مع العرب بضمانات دولية قد يلبي الحاجة إلى الأمن وخصوصاً في ظل تزايد إدراكها أنها رغم تفوّقها العسكري لم تتمكن من فرض استسلام غير مشروط على العرب ، بل على العكس فقد تمكّن العرب من تجاوز العديد من مضاعفات وآثار هذا التفوق ، وأثبتت حرب 1973 وغزو لبنان 1982 محدودية القوة "الإسرائيلية" وعجزها .

ثم جاءت الانتفاضة ، ويمكن القول بأن أقوى ضربة وجهت لنظرية الأمن "الإسرائيلي" هي الانتفاضة التي أصبح بعدها إنكار وجود الشعب الفلسطيني غير ممكن . ومن هنا كان الاعتراف بهم بوصفهم "الفلسطينيين" ، كما في صيغة مدريد واتفاقية أوسلو . وبذلك لم تعد نظرية الأمن "الإسرائيلي" تختص بالأمن الخارجي ، إذ أصبح الداخل هو الآخر مصدر تهديد ، وهو ما لا تستطيع "إسرائيل" حياله شيئاً فهي لا تستطيع أن تحرك جيوشها لقمع الانتفاضة . وبذلك أسقطت الانتفاضة الدور الوظيفي للجيش "الإسرائيلي" ، ولو مؤقتاً ، كما أنها غيّرت مفهوم الأمن لديها من كونه تهديداً خارجياً إلى كونه هاجساً أمنياً داخلياً لا يمكن السيطرة عليه مهما بلغت قوة "إسرائيل" العسكرية من بأس وشدة . ولعل هذا هو الذي دفع "الإسرائيليين" بالمطالبة بأن يتزامن توقيع اتفاق أوسلو مع إعلان الفلسطينيين وقف الانتفاضة ، وهو ما لم ينجح أبداً .

وأدت حرب الخليج الثانية إلى إبراز عدد من الفجوات في مفهوم الأمن القومي "الإسرائيلي" ، حيث أوضحت أولاً أن الجيش "الإسرائيلي" لا يمتلك قدرة ملائمة مضادة للتهديدات الصاروخية لاسيما التهديدات القادمة من بُعد . وأدى القصف الصاروخي العراقي – رغم محدودية تأثيره المادي- للعمق "الإسرائيلي" إلى انكشاف المؤخرة "الإسرائيلية" بما فيها من تجمعات سكانية كثيفة ، وازداد إدراك الخطر الصاروخي في ظل سعي دول المنطقة إلى امتلاك قدرة صاروخية بإمكانها إصابة أهداف استراتيجية "إسرائيلية" . كما أن حرب الخليج من ناحية ثانية أظهرت استحالة قيام الجيش "الإسرائيلي" بتنفيذ مفهومه الأمني التقليدي القائم على نقل الحرب بسرعة إلى أرض الخصم ، وخصوصاً أن عنصر البُعْد الجغرافي قلّل كثيراً قدرة السلاح الجوي "الإسرائيلي" على توجيه ضربات عنيفة إلى العراق .

يُضاف إلى ذلك أن عملية تسوية الصراع العربي "الإسرائيلي" سوف تكون لها انعكاسات استراتيجية بارزة ، حيث يفترض أن تقضي هذه العملية إلى قيام "إسرائيل" بتقديم تنازلات جغرافية إقليمية وهو ما يعني تآكل العمق الاستراتيجي ، والتخلي عن مفهوم الحدود الآمنة بالمعنى الجغرافي ، وإقامة تعاون اقتصادي يكفل إقامة شبكة علاقات اقتصادية متداخلة بين جميع دول المنطقة .

لقد أثبتت حرب الخليج انعدام جدوى دور "إسرائيل" القتالي . ثم مع سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور النظام العالمي الجديد بدأ مفهوم الأمن القومي "الإسرائيلي" يتشكل حسب ألوان جديدة ، هي مجرد تنويعات جديدة على النغمة الأساسية القديمة . فالثوابت ستظل كما هي (البقاء حسب الشروط الصهيونية وتوظيف الدولة في خدمة المصالح الغربية) ، ولكنها ستكتسب أشكالاً جديدة مثل التعاون العسكري مع بعض الدول العربية والمحيطة بالعالم العربي . والعدو هنا لم يعُد النظم العربية الحاكمة ولا جيوشها ، وإنما أشكال المقاومة الشعبية المختلفة .

والتقديرات الاستراتيجية "الإسرائيلية" بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتدمير القوة العسكرية العراقية تخلُص إلى التهوين من احتمال نشوب حرب عربية شاملة ضد "إسرائيل" على المستويين القصير والمتوسط (معد عدم استبعادها على المدى الطويل) ، مع تحوّل الدول العربية نحو الشكل السلمي للصراع ، وفي ظل التحالف الاستراتيجي الأمريكي "الإسرائيلي" . ورغم انكماش التهديدات الفعلية واسعة النطاق الماثلة أمام "إسرائيل" ، فإن هناك طائفة واسعة من التهديدات المحتملة والكامنة والمقصورة ، فمن ناحية أولى طرأت نوعيات جديدة من التهديد العسكري ليس من اليسير إيجاد حلول عسكرية واضحة لها ، بل أصبح من الصعب تشخيصها وما إذا كانت ذات طبيعة دفاعية أم هجومية . وأبرز مثال على ذلك ، الانتفاضة الفلسطينية ، وانتشار الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية ووسائل إيصالها وبخاصة الصواريخ البالستية .

ومن ناحية ثانية أدى تطور العملية السلمية وانكماش التهديدات الخارجية واسعة النطاق إلى بدء تبلور "التهديد الداخلي" الناتج عن ضعف التماسك الاجتماعي والتكامل القومي فتفاقمت التناقضات الداخلية الناتجة عن طبيعة التركيب الاجتماعي/السياسي للدولة الصهيونية ، وهو ما بلغ أخطر مراحله باغتيال رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين .

 

م. د. عبد الوهاب المسيري

 باختصار من الموسوعة اليهودية، ( مركز المرشد للدراسات والأبحاث – جنين )



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الكيان الصهيوني: القصَّة الكاملة لتأسيس جيشه المهزوم من العصابات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: