منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحياة داخل الصورة!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحياة داخل الصورة! Empty
مُساهمةموضوع: الحياة داخل الصورة!   الحياة داخل الصورة! Emptyالأحد 21 أبريل 2013, 5:10 am





الحياة داخل الصورة! 2219c8d9df94a291eb5174f1766d4ef7c0e3dcdb

الحياة داخل الصورة!
هو عادةً شاب يحتضن الجيتار ويعزف، عادةً ألحان شائعة، أو يضعه على ظهره ويمشي في الشارع، دائما بنظرة توحي بالشرود وعدم الاكتراث، على سلالم الجامعات تتحلق حوله مجموعة من أقرانه في عملية لاستجداء المستمعين لعزف يفتقر للبريق الضروري للفت الانتباه، هذه هي الصورة الذهنية التي قتلت الموسيقى، عادةً نفس الشاب لن يفكر في أن يعزف على الكلارينيت أو الأبوا، وهي بالمناسبة الآلة التي تخصص في عزفها الراحل عبد الحليم حافظ في معهد الموسيقى، ولن يفكر، نفس الشاب، في عزف التشللو أو الكونتراباس، وهو لن يتعرف على هذه الآلات أصلا، الجيتار هو الآلة التي صدرتها الثقافة الأمريكية في أفلام السينما والأغنيات الريفية وأغاني الغجر، وهي آلة بسيطة تتناسب مع الذوق الأمريكي الذي يميل لكل ما يبتعد عن التعقيد والتركيز والاتقان، يركز فقط على القوة والكثافة، ولذلك لا يمكن أن تتطور كثير من الفرق الموسيقية الصغيرة في العالم العربي، وستبقى دائما مجرد محاولات مكررة ونسخ درجة ثانية وثالثة عن فرق غربية، أو حتى عن بعضها البعض.

مجموعة من النسخ لأصل

الصورة الذهنية، التي نحملها تجاه بعض الأمور هي التي توقف القدرة على الإبداع، تجعل العالم مجموعة من النسخ لأصل لم يكن ليحتل مكانته لو كان قابلا للشيوع والابتذال، جيفارا مثلا، أصبح علامة رسمية ومشتركة لجميع مناضلي اليسار في العالم، مع أنهم بهذه الطريقة يعتدون على مكانة شخصيات وطنية أسهمت في تحرر بلدانها بصورة بطولية، الكونغولي بياتريس لومومبا مثلا، هل يفكر أحد في أن يقلده في ملبسه أو طريقته، هل يحاول الشباب أن يقلدوا جمال عبد الناصر، العربي بن المهيدي، وقبلهم محمد أحمد المهدي، وعمر المختار، بالتأكيد لا، فالأمريكيون اهتموا أساسا بتصدير صورة جيفارا الذهنية وتحويلها إلى نمط استهلاكي ليكون الثائر في حد ذاته كائنا فوضويا، عفويا، يحمل من التهور والنزق ما يمكن من اصطياده بسهولة وبطريقة غير مكلفة، وليس صاحب المشروع الذي يريد أن يبني وطنا يمكن أن يرفع رأسه عاليا، الصورة الذهنية، مرة أخرى تدفع الكثيرين لخيارات خاطئة وعناوين مغلوطة.
الشاعر دائما يجب أن يكون شعره طويلا، يحمل نظرة هائمة، يفضل أن يتعاطى المشروبات الروحية أو أي أنواع أخرى من محفزات الإبداع ومواد التهويم الطبيعية أو الكيمائية، مع أن أكبر شعراء القرن العشرين لم يكونوا كذلك، أكثر تمردا وقدرة على التغيير كانوا شخصيات أقرب لوصف الانضباط والالتزام، بابلو نيرودا، ديلان توماس، لويس أراغون، كان مهندما وأنيقا لدرجة تتفوق على ممثلي السينما وفتيان الإعلانات، إليوت، كان شخصية واضحة العناية بذاتها بوصفه موظفا مصرفيا لفترة من حياته.
عربيا؛ كان محمود درويش قريبا من «إليوت» في شكله الخارجي والعام، أمل دنقل كان بسيطا لدرجة تجعله أشبه بموظف أرشيف في دائرة حكومية منسية، ولكن الصورة الذهنية للشاعر على الطريقة الشائعة أقرب إلى والت ويتمان، بوكوفسكي، ألن غينسبرغ، ولذلك يجب على الشاعر أن يكون على هذه الطريقة السينمائية، وعدا ذلك فهو تقليدي ورجعي ومتخلف.
البشرية والأنماط

الصورة الذهنية هي التي تصنع القوالب، الأنماط، والنمط ليس ضروريا للشخص نفسه، صحيح أنه من السهل لأي شخص أن يجد نمطا يقنعه ويتبناه، بطريقة أسهل كثيرا من بناء شخصية مستقلة، أقل تكلفة من الناحية المادية والنفسية.
النمط ضروري بصورة أكثر للمجموعة الإنسانية، تخيل لو أن المجموعة البشرية لا تتعامل مع فكرة الأنماط، ولكل شخص ضمن هذه المجموعة رأيه وطريقته الخاصة، فأي عالم مستحيل تقريبا بالنسبة للمنتجين، المنتج يهمه أن يقنع المجموعات البشرية بأن ما يقدمه هو المثالي والصحيح، ويمكنه أن يدفع أموالا طائلة لبناء الصورة الذهنية، فيقوم بحشر منتجه مثل الهاتف الخلوي في يد البطل الذي يحمل القيم المثالية التي لا يمكن أن يختلف عليها كثيرون في العالم، ويقوم باختيار نوع معين من السيارات ليستقلها أو يدخل وهو يقودها مطارداته من أجل الخير الذي يأتي دائما اختزاليا ويعبر عن وجهة نظر واحدة.

غزو الصورة الذهنية

محاربة الأنماط الاستهلاكية مستحيلة، ومتعذرة، ولا يمكن الحديث عن الغزو الثقافي في هذه الحالة، لأن المنتج هو الذي يحدد الثقافات ويعمل على تعديلها بناء على منتجاته، كما أن هذه المنتجات في حد ذاتها تصنع ثقافتها الخاصة، وتجري التعديلات الثقافية اللازمة، فالمستهلك لا يمكنه أن يقف أمام الغزو الثقافي طالما أن المجموعة البشرية لا تمتلك بدائلها الانتاجية.
والغزو الثقافي ليس في حد ذاته مشكلة في حالة حصرها في المجال المادي، ليست مشكلة على الإطلاق، ولكن الغزو في جانب الصورة الذهنية هو المشكلة لأنه يغلق فكرة التحرر العقلي، فالمبدع، بمعنى الفاعل في أي مجال ابتداء من كتابة الشعر إلى العمل اليدوي، يبقى يدور حول الصورة الذهنية التي تحدد ليس فقط الشروط الشكلية وأسلوب عمله، وإنما محتواه في النهاية، ولذلك يأتي المحتوى مجرد نسخ مكررة وباهتة عن الصور الأصلية، وليس صورة أصلية في حد ذاته.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحياة داخل الصورة!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخليل المحتلة.. الحياة داخل قفص
» أسرار وطرق الحياة ! ....الحياة معقدة؛ لكنها جميلة !
» الصورة المناسبة في الوقت المناسب:لحظات طريفة
» الصورة ذات الحدين
» تعلم الفوتوشوب CS5 بالصوت و الصورة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الحياة الاسريه والامومة والطفولة-
انتقل الى: