عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 12:15 am
الحلقة الأولى: لقاء العمالقة
الحدث: غرق الهود و البسمارك إنها فعلا رعب البحار
خرجت في أول مهمة قتالية لها
و تبين فيما بعد أنها كانت الأخيرة أيضا
إنها بسمارك, فخر العبقرية الألمانية و قاهرة البحرية البريطانية.
في ماي من العام 1941, خرجت السفينة الرهيبة ضمن قافلة مسلحة في اتجاه بحر الشمال في طريقها لفرنسا مرورا بمضايق بين السويد و الدانمارك.
أثناء تسلل القافلة متخفية رصدها طراد سويدي و حدد موقعها, و سرعان ما انتقل الخبر للبريطانيين الذين سارعوا بإرسال طائرة استطلاع لتقصي الأمر.
نجحت الطائرة في العثور على القافلة و التقطت الصورة التالية:
و يبدو جليا من خلال الصورة الحجم الهائل للبسمارك مقارنة مع باقي قطع الأسطول المرافق لها.
و في الحال, قامت بريطانيا بتعبئة أسطول ضخم لإعتراض الألمان.
الأسطول تشكل من قطع بحرية متنوعة تعتبر الأقوى ضمن البحرية الملكية أبرزها البارجة الثقيلة hood
و البارجة الثقيلة أمير ويلز prince of wales
و الملك جورج الخامس king george-V
إضافة إلى حاملة الطائرات victorious
المواجهة
و بالفعل, إلتقى الأسطولان و خاضت بسمارك أولى معاركها.
ضاقت المسافة بين الاسطولين وسط جو بارد ملبد بالغيوم والضباب والسحب الكثيفة ,حتى اصبحت المسافة 13 ميل بحرى ,ثم قامت البارجة هود باطلاق دفعة من النيران من المدافع الاربعة الامامية مرة واحدة فى صوت مرعب ,حيث كانت الدانات تزن كل منها طنا تنطلق فى الهواء بسرعة 1600 ميل فى الساعة,وكذلك فعلت البارجة برنس اوف ويلز ومرت لحظات ثم اطلقت بسمارك دفعات متتالية من الدانات نحو البارجتين البريطانيتين .اصابت طلقات بسمارك نصف اطقم المدافع على سطح هود واشعلت النيران فيها ,وقرر القبطان هولاند الانسحاب بسرعة بعد ان تعطلت نصف مدافعه واعطى اشارة بذلك ولكن بسمارك اطلقت دفعة خامسة من الطلقات على هود خلال اربع دقائق فقط اخترقت الدانات هيكل هود وانفجرت داخلها فى مخزن الذخيرة مما ادى اللى انفجار البارجة هود من الداخل واصبحت كتلة من الجحيم ثم انشطرت الى نصفين واخذت فى الغرق بسرعة.
السفينة تحترق لحظات قبل غرقها بعد إصابتها إصابة قاتلة
انسحبت البارجة برنس اوف ويلز تحت ستار كثيف من الدخان بعد اصابتها بسبع دانات من بسمارك دمرت منصتها وكل ما على سطحها من مدافع وقتل وجرح الكثيرون من بحارتها .كما اصابت بسمارك مدمرة انجليزية وأغرقتها بطلقة مباشرة واصيبت ثلاثة مدمرات اخرى وانسحبت المدمرات الاخرى فى ذعر وخوف نحو بحر الشمال. استمرت المعركة 13 دقيقة فقط ,ثم تابعت القافلة الالمانية مسارها وكان شيئا لم يكن، وهرعت المدمرة البريطانية اليكترا التى كانت على بعد 30ميلا شمال الاطلنطى الى مكان غرق هود فلم تجد سوى الحطام الطافى وثلاثة بحارة يكافحون الغرق فانتشلتهم. احدث غرق البارجة هود صدمة عنيفة لدى الحكومة البريطانية والشعب البريطانى باسره حيث لم ينج من 1421 ضابط وبحار على ظهرها سوى 3 فقط حيث كانت تعد هود اكبر بارجة فى العالم فى ذلك الوقت قبل ظهور بسمارك بالطبع، وكانت تاج الاسطول البريطانى ورمز قوة الامبراطورية.
التحضير للإنتقام
صدر أمر صريح بتدمير بسمارك مهما تكلف الأمر للحفاظ على هيبة الإمبراطورية وعلى الفور استدعت الادميرالية البريطانية معظم السفن الحربية فى البحر المتوسط والمحيط الاطلنطى مضحية بسلامة القوافل التجارية من اجل التصدى لبسمارك والانتقام لغرق هود, وشكلت الادميرالية البريطانية بسرعة اسطول كبير يتكون من 42 سفينة قتالية: 4 بوراج قتال ثقيلة - 2 طراد قتال - 2حاملة طائرات - 3طرادات ثقيلة - 10طرادات خفيفة -21مدمرة وفرقاطة.
بسمارك تنزف أيضا
كان على بسمارك الإنفصال عن القافلة و ان تذهب الى ميناء سانت ناريز الفرنسى للإصلاح نتيجة تلقيها 3 طلقات فى مؤخرة البارجة تحت مستوى خط الماء، اصابت اثنان منها خزان الوقود الخلفى مما أدى إلى تسرب الوقود مع تدفق الماء من الفتحات الثلاث حتى ابتلعت بسمارك حوالى الف طن من الماء قبل ان يستطيع الغواصون سد الثغرات بتجهيزات معدنية وكيميائية خاصة وانخفضت مؤخرة البارجة حوالى درجتين مما خفض سرعتها الى 28 عقدة. لم يكن احد على ظهر بسمارك يعلم بما يدبر لها وما ينتظر البارجة من اخطار خلال المسافة الباقية نحو الساحل الفرنسى. فى نفس الوقت نشطت طائرات الاستطلاع بعيدة المدى لاكتشاف موقع بسمارك التى كانت تسير فى خط متعرج وعند اكتشافها فى ظهيرة يوم 25 مايو ارسلت حاملة الطائرات فيكتوريوس 9 طائرات قاذفة للطوربيد من طراز سوورد فيش sword fish وهى طائرات ذات جناحين ومحرك مروحى واحد.
لم تصب بسمارك الا بطوربيد واحد عيار 18 بوصة لم يكن له اى تأثير وعادت الطائرات بمعجزة بعد ان تعرضت لعاصفة من طلقات المدافع المضادة للطائرات من البارجة.ولما تأكدت الوجهة النهائية لبسمارك تجمع الاسطول البريطانى كله للحاق بها وقطع الطريق امامها نحو الساحل الفرنسى واندفعت البارجة ريبالس repulse لمطاردتها واللحاق بها .
repulse
المصيدة
بينما كان هناك اسطول بريطانى اخر قادم من مضيق جبل طارق ,تقوده حاملة الطائرات ارك رويال ark royal ويضم البارجة رينيون renown والطراد شيفلد sheffild , وارسلت الحاملة 15 طائرة قاذفة للطوربيد لضرب بسمارك واندفعت بعض الغواصات البريطانية من البحر المتوسط لتقف فى خليج بسكاى فى انتظار بسمارك واستمرت طائرات الطوربيد والسفن البريطانية فى مهاجمة بسمارك طول الليل من جميع الجهات وهى تقاتل بعنف وشراسة وتقذف حمما من الدانات المتفجرة ولم تخلو سفينة بريطانية من اصابة المانية وسقطت طائرات كثيرة. اطلق على بسمارك عشرات الطوربيدات,وأصاب احد الطوربيدات الدفة الثقيلة التى تزن 250 طنا من الصلب وتجمدت بزاوية 20 درجة الى اليمين واصبحت عاجزة عن تغيير مسارها او القيام بأى مناورة.
فى فجر اليوم التالى كانت خمس مدمرات بريطانية قد اقتربت من بسمارك واخذت تضربها بعنف بينما كانت بسمارك عاجزة عن المناورة وتوجية مدافعها بدقة لعطل الدفة، ثم بدأت جميع السفن البريطانية فى فتح النيران من جميع الجهات على بسمارك لمدة ساعتين متواصلتين .واقتربت احدى المدمرات واطلقت عليها عدة طوربيدات من مسافة لا تزيد عن كيلومترين مع ان اقل مسافة امنة تبلغ ستة كيلومترات.
النهاية
وفى الساعة العاشرة واربعين دقيقة صباح 27 مايو 1941 بدأت بسمارك بالغوص نحو الاعماق ورفض قائدها القفز إلى الماء فغرق مع سفينته العزيزة علية . وقد أطلق أسمه بعد ذلك على بطارية المدافع الكبيرة التي تقع على مضيق بادوكاليه على الأراضي البريطانية والغريب أن جميع السفن البريطانية انسحبت بسرعة من المكان بعد أسر بعض البحارة الألمان من طاقمها كأنها تخشى صعودها مرة أخرى وبعد إنتهاء المعركة وصلت 11 غواصة المانية وامكنهم انقاذ الباقى ليصل عدد الناجيين 115 وغرق مع البارجة باقى طاقمها وعددهم 2106 من بينهم قبطانها ايرنست ليندمان وقائد الاسطول الادميرال جونتر لوتينز.
رسم توضيحي يظهر خط سير البيسمارك و أماكن المعارك و موضع غرقها
عصارة علماء البحرية الالمانية النازية في القرن العشرين، هذه السفينة الحربية العظيمة و
الجبارة التي تصدت لوحدها لاسطول بحري مصغر و لتدميرها جهز اسطول بحري كامل من خيرة سفن البحرية البريطانية، و في الواقع لقد قرأت سابقا كتاب عنها به روايات لبحارين على متنها يروين تجربتهم و كيف غرقت و كيف استطاعوا مواجهة المخاطر بالنسبة للتسليح الرهيب جدا الذي لا يقل رهبة عن حجمها، فهي تحتوي على ما يفوق ال60 مدفعا بحريا بمختلف العيارات الضخمة بما فيهم المدفع الجبار SK C/34 naval gun الذي يبلغ طول المدفع وحده ال20 متر تقريبا و عيار 380ملم و الذي تقارب حجم قذيفته ال1000 كيلوغرام.
و الجميل ايضا انها كانت قادرة على حمل عدد من الطائرات المائية من نوع Arado Ar 196
اصبحت معظم الدول الاوروبية تحت سيطرة الالمان فى عام1941 وكان وجود الاسطول الالمانى فى المحيط الاطلنطى تهديد مخيف لقوافل السفن التجارية وقصة اغراق بسمارك تعد من اهم واقوى العمليات البحرية والجوية التى تدرس حتى الان فى الكليات البحرية فى مختلف دول العالم حيث انها اول عملية بحرية وجوية مشتركة. ومؤلف الكتاب (لودوقيك كنيدى) اشترك فى هذه المطاردة حينما كان ضابطا صغيرا على احدى المدمرات البريطانية خلال الحرب وتمكن بعد الحرب من الاطلاع على الكثير من الوثائق الحربية البريطانية والالمانيةكما قام بنفسه بالبحث عن الحقيقة ممن اشتركوا فى هذه العملية ممن بقوا على قيد الحياة من الجانبين. وفى مايو 1989 تم العثور على البارجة النازية بسمارك فى قاع المحيط الاطلنطى وتم تصويرها تحت الماء .
انتهى بناء البارجة العملاقة بسمارك فى فبراير 1939 فى ترسانة احدى الشركات الالمانية فى ميناء هامبورج حيث حضر هتلر والقادة حفل تدشين البارجة التى اطلق عليها اسم المستشار اوتوفون بسمارك التسليح الرئيسي يتمثل في 8 مدافع عيار 380 ميليمتر بالاضافة الى 12 مدفع عيار 150 ملم 14 مدفع مضاد للطيران عيار 105 ملم 16 مدفع عيار 37 ملم 12 مدفع عيار 20 مم التدريع كحد اقصى 380 ملم والقوة 163 الف حصان بسرعة 30.8 عقدة
هناك شك حول من أغرق البارجة لأن هناك برامج و روبورتاجات و كتب تطرقت لقصة غرق هذه البارجة و هناك من أكد أن الألمان هم من أغرقوها كي لا يستولي عليها البريطانيون بعد أن تم إعطاب البارجة
يسود الاعتقاد بأن البريطانيين أغرقوا أثناء الحرب العالمية الثانية البارجة الألمانية بسمارك قبالة ساحل إيرلندا عام 1941.
لكن رحلات عدد من البعثات البحرية إلى السفينة بقاع المحيط في الأعوام القليلة الماضية أثار الشكوك حول صحة هذا الاعتقاد.
ويأتي هنا دور كابتن البحرية الأميركية فريد ماكليرين الذي يقوم بمهمة المساعدة لكشف حقيقة غرق بسمارك على عمق نحو 4900 متر في المحيط الأطلسي، والذي بدأ في يونيو/ حزيران 2001 أول عملية غوص بشري لفحص السفينة الغارقة. وكان فحص ماكليرين للسفينة بالإضافة إلى الصور التي التقطها خلال جولتين مختلفتين جعله يعتقد أن الألمان أنفسهم أغرقوا أكثر السفن مهابة في أسطولهم حتى لا يستولي عليها البريطانيون.
وقال ماكليرين إنه بعد ضربة طوربيد القوية والمعركة السريعة أحيط خلالها بالبارجة بسمارك يوم 27 مايو/ أيار 1941 خرق الألمان السفينة ثم فروا منها. ولم ينج إلا نحو 115 بحارا من بين 2200 كانوا على متن البارجة.
وهناك آخرون يشاركون ماكليرين في رأيه، فعدد من البعثات الاستكشافية بما في ذلك الاكتشاف الأول لبسمارك على يد روبرت بالارد عام 1989 ورحلة أخرى للمخرج السينمائي جيمس كاميرون الذي صور فيلما وثائقيا عن السفينة اكتشف أن بسمارك في حالة هبوط إلى قاع المحيط، مما يشير إلى أن القصف البريطاني لم يكن الضربة القاضية للسفينة.
كما أن شهادة الناجين من المعركة تؤكد أن المهندسين الألمان في السفينة ساعدوا على تفجير مواد ناسفة بهدف منع الاستيلاء عليها. وأصبح الجدل الدائر عن بسمارك معركة في حد ذاتها إذ إن المؤرخين والمكتشفين اصطفوا للدفاع عن التفسير المقبول أو لمحاولة فضح زيفه.
لقد كان غرق السفينة موضع فخر البريطانيين بسبب حجمها الكبير إذ يبلغ طولها أكثر من 240 مترا وعرضها نحو 37 مترا وبها أكبر المدافع. وأصبح إنزال الهزيمة ببسمارك مطلبا أساسيا بعد 23 مايو/ أيار 1941 عندما أغرقت السفينة البريطانية هود، مما أسفر عن مقتل كل البحارة الذين كانوا على متنها وعددهم نحو 1400 باستثناء ثلاثة فقط.
وفحص بعض المستكشفين البريطانيين مثل ديفد ميرنز بالتعاون مع شبكة تلفزيونية بريطانية، البارجة بسمارك وتوصلوا إلى استنتاجات مختلفة عما توصل إليه ماكليرين وفريقه بما في ذلك فكرة أن الألمان الذين خرقوا السفينة من المحتمل أن يكونوا قد عجلوا بإغراقها وسط نيران كثيفة من أربع سفن بريطانية. وقالوا إنهم وجدوا عدة فجوات في جسم السفينة، بيد أن مستكشفين آخرين قالوا إن تلك الفجوات سببها اصطدام السفينة بقاع المحيط.
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 30 نوفمبر 2015, 2:33 am عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 12:25 am
الحلقة الثانية : ضربة الساموراي الحدث : operation Z
بشعة المنظر لكنها كبيرة الضرر السيف الطويل للساموراي الياباني mitsubishi zero
الزمن: السابع من دجنبر 1941 المكان : جزيرة هادئة وسط المحيط الهادئ (هاواي) تمثل المركز الرئيسي للقوات البحرية الأمريكية.
في صباح يوم جميل,لم يكن المقيمون على هذه الجزيرة الجميلة النائية يضعون في حسبانهم أنهم تحت أنظار القادة في الإمبراطورية اليابانية و أنهم يمكن في يوم من الأيام أن يشكلوا هدفا للهجوم عليهم.
في ذلك الصباح شق سكينه دوي انفجارات هائلة و أزيز 353 طائرة غطت السماء و شرعت في إفراغ حمولتها القاتلة على القاعدة البحرية الأمريكية مدمرة بذلك العديد من القطع الحربية و هي راسية في الميناء و ذلك في إطار ضربة وقائية من العملاق الياباني بهدف تحييد البحرية الأمريكية و منعها من التدخل في الحرب التي يدبرها ضد هولاندا و بريطانيا و أمريكا في هذا الجزء من العالم خاصة بعد فرض حصار خانق على اليابان من قبل هذه الدول و حرمانها من الخام و المعادن .
بطل الهجوم هو الميتسوبيشي زيرو, و هي طائرة مقاتلة تتمتع بمدى كبير يتناسب مع موقع الجزر اليابانية و يمكنها من خوض معارك بعيدة عن اليابسة.
الهجوم على الميناء تم عبر موجتين, شاركت فيه 353 طائرة أقلعت من ست حاملات وسط المحيط.
صورة للحاملات اليابانية و الزيرو على متنها تستعد للإقلاع
البحارة يلوحون للطائرات المقلعة
الزيرو تقلع بحمولتها القاتلة
الوصول للجزير و التحليق فوق الميناء لإصطياد الأهداف
بداية الهجوم
الجنود المصدومون يراقبون ما يجري دون أدنى حيلة
الدمار الذي طال السفن الحربية
القصف استهدف الطائرات أيضا
بعض المحاولات اليائسة لصد الهجوم آتت أكلها
خط سير المهاجمين
حققت الموجة الأولى من الهجوم نصراً مذهلاً. و كانت تلك البداية فقط ، إذ كانت الموجة الثانية من الهجوم على وشك أن تبدأ. في الساعة الثامنة و خمسون دقيقة اقتربت الموجة الثانية من الطائرات اليابانية من الشمال و كانت خطة الهجوم ضرب القواعد العسكرية المنتشرة على الجزيرة بالمقاتلات و القاذفات الأفقية و قاذفات الانقضاض.
الموجة الأولى
عند الساعة الثامنة و أربعة و خمسون دقيقة بدأ الهجوم الثاني و أصابت 78 قاذفة انقضاض السفن في بيرل هاربر و ضربت 54 قاذفة بعيدة المدى المحطات الجوية التابعة للقوات البحرية و حامت 36 مقاتلة فوق المرفأ لضمان السيطرة على الأجواء ، لقد أحدثت الموجة الثانية فوضى عارمة ، وأخذ الأميركيون يطلقون النار على كل ما يتحرك في الجو.
خلال الهجوم كانت قد أكملت الطائرات اليابانية موجتان من الهجوم ،الموجة الأولى كانت في تمام الساعة الثامنة إلا خمس دقائق . و الثانية في تمام الساعة الثامنة و أربعين دقيقة . و كان كل شيء قد انتهى في العاشرة صباحاً .
الموجة الثانية
ألح القائد فوشيدا على متن حاملة الطائرات على إطلاق الموجة الثالثة و لكن في الساعة الواحدة و النصف ظهراً قرر الأميرال ناغومو إلغاء الهجوم و انسحب الأسطول الياباني.
و كانت تلك هي الغلطة التي اقترفها اليابانيون, لأن القوة الضاربة في البحرية الأمريكية و التي تتمثل في حاملات الطائرات كانت لا تزال في مأمن بعيدا عن الجزيرة.
سلاح الحاملات سيشكل الأداة التي سيكسر بها الأمريكيون نصل سيف الساموراي الياباني
و سيكسرون لاحقا كرامته ...
و لي عودة طبعا لهذه المسألة في الحلقات القادمة بإذن الله.
نتج عن الهجوم اغراق أربعة بوارج حربية من البحرية الأمريكيةفضلا عن تدمير 4 أخرى. كما أغرق اليابانيون أيضاً ثلاثة طرادات، وثلاث مدمِّرات، وزارعة ألغام واحدة، بالإضافة إلى تدمير 188 طائرة. وأسفرت الهجمات عن حصيلة ثقيلة في الأرواح, بحيث قتل 2402 شخص و أصيب 1282 آخرون. بينما لم تُصب الهجمات أياً من محطة توليد الطاقة، وحوض بناء السفن، ومركز الصيانة، ومحطة الوقود، ومخازن الطوربيد، فضلاً عن أرصفة الغواصات، ومقر البحرية الأمريكية ومقر قسم الاستخبارات. و في المقابل كانت الخسائر اليابانية ضئيلة،بحيث دُمِّرت 29 طائرة وأربع غواصات صغيرة وقُتل أو أُصيب 65 جندي فقط.
نصب تذكاري أقيم في مكان الحادث
رأينا كيف أن الزيرو قادت الهجوم و نفذته بنجاح و حققت السيطرة الجوية التامة على سماء الجزيرة و وفرت بذلك الحماية للقاذفات لكي تجهز على أهدافها
و بذلك تكون هذه الطائرة قد استحقت أن تدخل لائحتنا ضمن الأسلحة التي صنعت الحدث.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 12:26 am
قصه Yamato و قصه الغواصه العملاقه حامله الطائرات اليابانيه
العملاق الياباني
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 12:33 am
الجبار oerlikon 20mm يعتبر من اقوى المدافع فى الحرب العالمية الثانية ويمكنه اطلاق 1000 طلقة فى الدقيقة وتم استخدامة فى دبابة Centurion
والدبابة Cromwell A27M
وايضا على الBf 109
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 12:47 am
من اغرب الاسلحه التي استخدمت في الحرب العالميه وكان لها دور فعال أينشتاين قال ذات مرة: "أنا لا أعلم ماهي الأسلحة التى سيستعملها العالم في الحرب العالمية الثالثة, ولكني أعلم يقينا أن الحجارة والعصي ستكون أسلحة الحرب العالمية الرابعة." .. في إشارة الى أن الدمار التي ستخلفه الحرب الثالثة لن يبقي على أي حضارة على الأرض. الحرب العالميّة الثانية هي نزاع دولي مدمّر بدأ في 7 يوليو 1937 في آسيا و1 سبتمبر 1939 في أوروبا وانتهى في عام 1945 باستسلام اليابان. قوات مسلحة من حوالي سبعين دولة شاركت في معارك جوية وبحرية وبرية. شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي وتسببت في ازهاق أكثر من 70 مليون نفس بشرية. أنقسمت القوات الى قسمين هم الحلفاء "allies" والمحور "axis" . استعملت كل بلد أقصى ما توصلت اليه من أسلحة في هذا الوقت, وهذه بعض أغرب الأسلحة التى إما كانت مشروعا لم يتم أو دخلت بالفعل حيز التنفيذ وتم استعمالها.
قوات الحلفاء: الصاروخ الموجه بالحمام
الفكرة أمريكية وهي باختصار هي ان جهاز التحكم الخاص به كاميرا متصلة بالصاروخ تنقل صورة الهدف على شاشة، وتأتي ثلاث حمامات مدربة تنقر الهدف على الشاشة ومكان النقر هو المكان الذي يضربه الصاروخ. تم صرف مبلغ ٢٥٠٠٠ دولار امريكي على الأبحاث وقتها ثم توقفت ولكن ليس لبلاهة الفكرة ولكن لأن "الأبحاث في هذا المشروع ستعطل البحث العلمي في مشاريع أخرى"
السيارة الجيب الطائرة
الفكرة بريطانية و هي ربط مراوح طائرة هليكوبتر (مروحية) في سيارة جيب ونجحت بالفعل تجربة ربط سيارة بنتلي بالمراوح واستطاعت التحليق بسرعة ٦٥ ميل في الساعة كحد أقصى. توقف المشروع بعد تطوير طائرات خفيفة مجهزة لحمل السيارات الحربية ..
قنبلة السهام المسمومة
تم الإفراج عن وثيقة سرية للغاية بريطانية بها معلومات عن هذا المشروع الذي عملت عليه بريطانيا مابين عامي ١٩٤١ و١٩٤٤ القنبلة الواحدة يمكنها ان تحمل حتى ٣٠٦٠٠ ابرة مسمومة ومحملة بالجمرة الخبيثة وسموم اخرى. وعند الأصابة يحدث الموت بعد نصف ساعة على الأكثر ولا يمكن عمل اسعافات للمصاب. لم يخرج المشروع لحيز التنفيذ حيث أن الفكرة غير عملية ولاتصلح الا للأماكن المفتوحة .. الكلاب المضادة للدبابات
الفكرة سوفيتية والكلاب المضادة للدبابات أو الكلب-القنبلة هي كلاب تم تدريبها لتبحث عن الطعام تحت الدبابات أو المدرعات. يتم تجويع الكلاب لعدة أيام ثم ترتدي حزام ناسف ملغم بالمتفجرات واطلاقها في أرض المعركة، الحزام به عصا خشبية تتحرك عند نزول الكلب تحت الدبابة أو المدرعة وتفجر الألغام وبالطبع يموت الكلب. التقارير السوفيتية تقول بأن هذه الكلاب استطاعت تدمير ٣٠٠ دبابة ألمانية وسببت من المشاكل للجيش النازي بأن يتم اصدار الأوامر باطلاق النار على الكلاب فور رؤيتها وحرقها بقاذفات اللهب. تم الإستمرار في تدريب واستعمال هذه الكلاب حتى عام ١٩٩٦! ..
السفينة الجليدية
الفكرة بريطانية: في عام ١٩٤٢ تكبدت قوات الحلفاء خسائر بحرية كثيرة نظرا لقلة دوريات السلاح الجوي فاقترح اللورد لويس ماونتباتن بناء سفن عملاقة من الجليد لتحمي السفن الحربية الحقيقية. السفن الجليدية اقترحها لتكون بعرض ٦٠٠ قدم وارتفاع ٤٠٠ قدم بعد اضافة قلب من الخشب الى الماء اثناء تجميده ليكون مادة شديدة الصلابة تقدر على صد القنابل والمتفجرات. تم بالفعل تنفيذ نموذج أولي في بحيرة باتريشيا وتم تحديد الإرتفاع المثالي للسفن ب٣٥ قدم، ولكن قبل أن تنتهي التجارب على السلاح كان الحلفاء قد انتصروا في معركة الأطلسي وتم الغاء المشروع تماما في ١٩٤٣ بعد بدء تصنيع حاملات الطائرات. قوات المحور: المدفع الكهربائي:
المدفع الكهربائي تم اقتراحه من القوات النازية كسلاح طويل المدى. هذا المدفع العملاق كان قادرا على اطلاق ٧٥٠ قذيفة بقطر ٦ بوصات في الدقيقة على أهداف على مسافة ٩٠ ميل. القذائف الكهرومغناطيسية كانت تنطلق فتسحب الصاروخ وترسله الى طريقه معها. كان الإقتراح النظري يبدو رائعا بالطبع ولكن في الحقيقة هو غير عملي للمسافات القصيرة وبعد استخدام الطائرات الحربية أصبح لا داعي له.
قاهرة الدبابات الجالوتية
مضادات الدبابات هذه كان يتم التحكم بها عن بعد، بطول ٤ اقدام وارتفاع قدم واحدة وتحمل ٧٥ كيلوجراما من المتفجرات، يتم التحكم بها لتتحرك تحت الدبابات والمدرعات والمباني ثم يتم تفجيرها عن بعد. ..
البالونات الناريه
فكرة يابانية وهي عبارة عن بالونات هوائية محملة بالمتفجرات والقنابل وتم اطلاق ٩٠٠٠ بالون منها في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وصل منها حوالي ١٠٠٠ فقط ولم تقتل غير ٦ أشخاص ولم تسبب أي ضرر يذكر.
المدفع المحمول على سكك حديدية
بدأ استخدامها في القرن التاسع عشر، هذه المدافع كانت تزن ١٣٥٠ طن ولذا كانت تتحرك على قضبان حديدية كالقطارات. كانت تستطيع اطلاق قذائف وزنها ٧ اطنان لمسافة ٣٧ كيلومترا فكانت تقدر على اطلاق القذائف لتعبر بحر المانش (القناة الإنجليزية) وأيضا انتهى استخدامها بعد بدء استخدام الطائرات فكان اخر مرة تم استعمالها في الحرب العالمية الثانية. .. http://en.wikipedia.org/wiki/Schwerer_Gustav
السلاح السري لهتلر
كان ادولف هتلر يهدد طوال الوقت في الحرب العالمية الثانية يهدد باستعمال السلاح السري الذي سيحقق له النصر في الحرب وكل الحروب، ولقد رجح معظم العلماء أن ألمانيا كانت عاكفة على تطوير سلاح نووي أثناء الحرب العالمية الثانية ولكن اسلوب هتلر في التعامل مع العلماء الألمان جعلهم يتأخروا في تطوير السلاح ليدخل حيز التنفيذ وبعد الحرب هاجر معظمهم الى الولايات المتحدة الأمريكية وتم تطوير السلاح هناك. ولكن لا أحد يعلم على وجه التحديد ان كان هذا هو السلاح السري الذي طالما تحدث عنه هتلر أم هو مجرد حرب نفسية من الرايخ الثالث .. هذا السلاح سيظل دائما من الغاز الحرب العالمية الثانية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 1:04 am
الحلقة الرابعة: السهم القاتل
الحدث : غرق الشيفلد
" كنا نراقب البحر الذي كان هادئا جدا...
ظننت أني رأيت شيئا يشبه الطوربيد قادما نحونا...
كان الماء يتطاير خلفه...
قلت: أظن أنه طوربيد ...
أدار القائد منظاره إلى نفس المكان و قال: ...لا ... إنه الإيكزوسيط ..."
سهم ناري بطول يقارب 6 أمتار
يحمل شحنة قاتلة تزن 165 kg
و يطير سنتمترات فقط فوق الماء بسرعة أدنى من سرعة الصوت بقليل ليطبق على ضحيته و يخترق بدنها و ينفجر بداخله.
هذا القاتل له سجل حافل أيضا
تسلسل الأحداث
الزمان: 4 ماي 1982
المكان: قرب جزيرتي "ستانلي" و "ريو جراندي" في أرخبيل يطلق عليه " المالوين " و " مالفيناس " بالإسبانية, بينما يطلق عليه المستعمر البريطاني إسم " جزر الفوكلاند "
الرصد الساعة الثامنة و الربع صباحا: رصدت طائرة استطلاع تابعة للأرمادا الأرجنتينية سفنا بريطانية في الموقع المذكور
و بعد قرابة ساعتين تم إصدار أوامر بتنفيذ الهجوم عليها و الإنتقام لغرق الجينرال "بلجرانو" على يد غواصة نووية بريطانية
التحضير
تم تجهيز طائرتين فرنسيتي الصنع من طراز super etendard -تسلمت الأرجنتين عددا منها حديثا- بصاروخ إيكزوسيط لكل منهما بنسخته الأحدث اشتملت عليه صفقة الطائرات نفسها.
الضحية:
المدمرة HMS_Sheffield
الهجوم
أقلعت الطائرتان لقطع المسافة الطويلة التي تفصل قاعدتها في " ريو جراندي " عن موقع السفن البريطانية.
و خلال الطريق و في الساعة العاشرة صباحا التقت بطائرة صهريج لتتزود بالوقود و تكمل الرحلة بعدها نحو هدفها في صمت
بعد نصف ساعة, توصل الطياران بآخر تحديث لوضعية السفن البريطانية, و جرى تعديل مسارهما نحوها.
كانت السفن حينها على بعد 209 كلم من الطائرتين المحلقتين على علو منخفظ جدا قرب سطح البحر تفاديا لكشفهما, و هذه العملية خطيرة و دقيقة جدا و فيها مجازفة كبيرة بحياة الطيارين
لكن الأرجنتينيين كانوا قد تدربوا جيدا على ذلك فور تسلمهم الطائرات الجديدة تحسبا لمثل هذه المواجهات.
ظهرت السفن على رادارات الطائرتين بوضوح
و عند بلوغهما مسافة 37 كلم من الهدف على الساعة الحادية عشر و أربع دقائق, أطلقت الطائراتان الصاروخين و انسحبتا من مكان العملية في اتجاه قاعدتها.
" و فورا إحتمى الضباط و أفراد الطاقم...
أتذكر أنني أنا و زميلي بقينا مندهشين مما يحدث...
تابعنا اقتراب الصاروخ حتى اللحظة الأخيرة قبل اصطدامه...
انبطحنا أرضا...
و حدث الإنفجار..."
لحظة الإصطدام
عقب الهجوم
محاولة إطفاء النيران و الإخلاء
اقتربت النيران بشدة من مستودعات الذخيرة و الصواريخ
و لم تنجح محاولات السيطرة عليها
فأمر قائد المدمرة بإخلائها
النهاية:
تم الإخلاء الكامل مع حلول الساعة الثانية و النصف ظهرا
و شرع في قطر المدمرة
لكنها غرقت في العاشر من ماي في ساعات الصباح الأولى بعد ستة أيام من الهجوم
الحصيلة:
توفي عشرون شخصا ممن كانوا على متنها و جرح آخرون.
و اضطرت السفن الأخرى إلى التراجع لمسافة آمنة بعيدا عن مدى الطائرات الأرجنتينية
صورة تلخص مجريات الأحدات :
المذهل هو أن صاروخا واحدا من أصل اثنين أطلقا هو الذي أصاب المدمرة’ بينما ظل الآخر طريقه
لكن المذهل أكثر هو أن الصاروخ اخترق السفينة و لم ينفجر
كل الحريق نتج عن وقود الصاروخ نفسه و اشتعال محروقات المدمرة نفسها.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 1:32 am
الحلقة الخامسة : طائر الحرية الحدث : Opération Jéricho
"إما أن تلحقوهم ...... و إما سيعدمون......"
نزلت الرسالة على البريطانيين كالصاعقة.... يجب اتخاذ القرار فورا..... الوقت يداهمهم و لا مجال للإنتظار....
الزمن: 18 فبراير 1944
المكان : سجن مدينة "أميان" الفرنسية ساعة الظهيرة.... الخراب يعم البلد.... الجوع.... البرد .... الإستعمار النازي.... البلد تنتظر ساعة الحرية.....
إنها ساعة الظهيرة.... السماء رمادية.... الثلوج تتساقط على المدينة.... و على السجن.... إنها الظهيرة... ساعة توزيع الحساء.... سيعدمونهم قريبا.... ربما كان ذلك هو آخر حساء يتناولونه.... لا مفر من المغامرة و التدخل فورا.....
إضاءة: الشرطة السرية النازية اعتقلت أعضاء في المقاومة الفرنسية إلى جانب بعض المتعاونين معهم و قامت بتجميعهم في سجن "أميان" تحضيرا لإعدامهم. القيادة في بريطانيا المجاورة توصلت بالنبإ و راحت تدرس خيارات التدخل.
ربما اتضحت الآن مسألة العنوان بعض الشيء بخصوص موضوع العملية, لكن يبقى الإفصاح عن الوسيلة المعتمدة فيها.
إنها ببساطة " البعوضة "
البعوضة أو The Mosquito هي طائرة بريطانية متعددة المهام دخلت الخدمة سنة 1941 الذي يميزها أيضا إلى جانب كونها متعددة المهام هو مقطعها الراداري الصغير نظرا لكونها مصنوعة من الخشب!!! نعم... هي مصنوعة من الخشب
و النتيجة كانت مذهلة فعلا طائرة خفيفة لكن متينة و رشيقة جدا و ذات سرعة هي الأعلى بين الطائرات الخشبية ثنائية المحرك و تتمتع بمعدل تسلق عال جعلها مقاتلة مرعبة لسلاح الجو الألماني مع حمولة كبيرة من القنابل و مدى كبير جعلها أيضا مقنبلة خطيرة و فوق كل هذا طائرة استطلاع مثالية.
فرنسا: إنها ساعة الظهيرة... السجناء بأجسادهم الهزيلة ينتظرون بفارغ الصبر وجبة الحساء اليتيمة لعلها تدفئ أجسامهم التي نخرها البرد و الجوع و سوء المعاملة و التفكير المتواصل في المصير المجهول... إنها ساعة الظهيرة....
بريطانيا: اتخذ القرار.... سيتم تنفيذ العملية.... طيور الحرية في الطريق.... حلقت 18 طائرة Mosquito من الجنوب البريطاني في اتجاه السواحل الفرنسية على ارتفاع منخفظ لتجنب الرادارات النازية المنصوبة على طول السواحل الفرنسية المحتلة و في ظروف جوية كارثية و في ظل صمت رهيب لأجهزة الراديو قصد تجنب التقاط حوار الطيارين الإنجليز و بالتالي فقدان عنصر المفاجئة.
بسبب الظروف الجوية السيئة و صمت أجهزة الراديو فقدت 4 طائرات الإتصال البصري ببقية السرب و حكم عليها بالعودة لقواعدها تاركة باقي الطائرات تولى المهمة بقيادة الكابتن Pickard....
الهدف: سجن مدينة "أميان" أهداف العملية : 1- قصف مركز لمبنى تمركز الحراس و أعضاء الشرطة السرية النازية.
2- تحطيم جزء من الجدار الخارجي للسجن حتى يتمكن الأسرى من الهرب عبر الفجوة.
فرنسا ساعة الظهيرة هي ساعة الحسم... و هي ساعة تجمع الحراس في مبناهم الخاص لتناول الغداء... ساعة الظهيرة هي ساعة الحسم... إما أن تكون .... أو لا تكون ....
انطلقت فجأة صفارات الإنذار تلتها أصوات انفجارات و أزيز طائرات محلقة... طيور الحرية وصلت... نفذ الطيارون الإنجليز غارتهم على السجن عبر موجتين تكللت بالنجاح ......
صورة للجدار المحطم
صورة حديثة لنفس الجدار تبرز بوضوح مكان الفجوة
سلكت الطائرات خط سير متعرج لتموه جهة الهجوم....
دقائق قليلة بعد ذلك كانت المقاتلات النازية في الجو تطاردهم..... أطلق قائد العملية الكابتن بيكارد رسالة مشفرة عبر الراديو تفيد بنجاح المهمة و بالتالي ضرورة الإنسحاب فورا....
كانت تلك آخر كلماته....
طاردته مقاتلتتان ألمانيتان و اقتلعت مدافعها الرشاشة ذليل الطائرة و سقطت غير بعيد عن السجن مخلفة مقتل القائد و مساعده.
تحطمت الطائرة في حقل 7 أميال بعيدا عن السجن....
انتشل القرويون الفرنسيون جثتي الطيار القائد و مساعده المتفحمتين و دفنوهما....
الحصيلة:
قتل 93 شخصا بالإضافة إلى قائد السرب المهاجم و مساعده. فر من السجن 225 سجينا. تم إعادة اعتقال 182 منهم.
عمليات أخرى مماثلة لطائر الحرية:
- Opération Carthage تمت في يوم 21 مارس 1945 في Copenhague بالدانمارك أيضا استهدفت Shellhus حيث مقر GESTAPO الواقع بقلب المدينة و لذي كان يستعمل لتخزين الوثائق السرية و تعذيب المواطنين. الغارة تمت بطلب من حركة المقاومة الدانماركية بغرض تدمير المبنى و تعطيل عمل الشرطة السرية النازية في البلد بإتلاف الملفات و الوثائق التي تدين النشطاء. العملية جوبهت بكثير من التردد بسبب وجد المبنى في منطقة مكتظة بالسكان, لكن الموافقة حصلت و أرسلت 20 قاذفة بالإضافة إلى 30 مقاتلة لتوفير الحماية لها. الهدف:
صورة للبعوضة و هي تنسحب بعد إلقائها لحمولتها القاتلة
المبنى يشتعل
كللت العملية بالنجاح رغم دقتها و خطورتها لكن كارثة وقعت عكرت صفو النشوة.... بينما كانت إحدى القاذفات تطير على ارتفاع منخفض جدا اصطدم جناحها بإحدى البنايات فتضرر.... حاول الطير الإستمرار في التحليق بها على ذلك النحو لكنها هوت به في أحد الشوارع و اشتعلت... مرت بالقرب من المكان قاذفة أخرى و لمح طاقمها الدخان المتصاعد فظن أنه منطلق من المبنى المقصود فألقى بقنابله عليه.... و تبين فيما بعض أن القنابل أصابت معهدا دينيا قريبا من المقر المراد تدميره
صورة لمعهد Jeanne d'Arc الذي طاله القصف
الحصيلة: تدمير 6 طائرات مهاجمة و مقتل 9 من الطواقم تدمير المقر العام للجستابو و مقتل 55 جنديا ألمانيا و 47 دانماركيا من المنتسبين لهذا الجهاز مقتل 125 مدنيا من بينهم 86 طفلا من تلاميذ المعهد و 8 معتقلين دانماركيين.
- أيضا و في 31 من أكتوبر سنة 1944 هاجمت القوات الجوية الملكية البريطانية بنجاح مقر GESTAPO في مدينة AARHUS بالدانمارك الذي كان مقرا لإعتقال الناشطين المناوئين للنازية, و كللت العملية بالنجاح.
البعوضة قامت بعمليات صعبة جدا و جريئة تطلبت تخطيطا و إعدادا دقيقين و امتدت حتى قصف العمق الألماني في عز الحرب المشتعلة. و لا يسعني المجال لذكر تفاصيل أخرى عن تلك العمليات الرائعة و أكتفي بما ذكرت لحد الآن حتى لا أثقل الموضوع أكثر
ما جعلني ألقب هذه الطائرة بطائر الحرية هو بالأساس نوعية عملياتها التي اشتهرت بها و التي خلفت صدى كبيرا و دروسا تلقن للأجيال القادمة من الطيارين, هذه العمليات لم يكن من الممكن أن يكتب لها النجاح لولا قدرات هذه الطائرة "الخشبية" المتميزة و التي جعلت صيتها يجوب العالم و بيعت في دول كثيرة منها أمريكا و فرنسا و كندا و الكيان الصهيوني و بلجيكا و الصين و أستراليا و السويد و سويسرا و النرويج و غيرها كثير, و أنتجت منها نسخ عديدة تنوعت بين المقاتلات و المقاتلات القاذفة و المقاتلات الليلية و طائرات الإستطلاع و التدريب و قاذفات الطوربيد العاملة على متن حاملات الطائرات و غيرها الخلاصة أن هذه الطائرة حققت نجاحا منقطع النظير و أنتج منها ما يفوق 7780 طائرة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 1:39 am
قصتنا اليوم تدور حول واحدة من اكثر الحوادث غموضا في تاريخ الصراع الامريكي و السوفياتي اثناء الحرب الباردة.
هذه الحادثة كانت لها اثار و نتائج تاريخية و سجلت فيها اكبر انتكاسة لامريكا
و نصرا مدويا كتب باحرف من ذهب في سجل انجازات الاتحاد السوفياتي
على الصعيدين العسكري و الديبلوماسي.
الحلقة السادسة
عنون قصتنا لهذه الحلقة هو :
عندما تحدى النسر الصامت الامريكي رياح الاورال
التاريخ : 01 ماي 1960
اي 13 يوم قبيل انعقاد قمة باريس بين المعسكرين.
المهمة :
تصوير مواقع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المتمركزة في مدينتي Sverdlovsk و Plesetsk اضافة الى منشأة نووية حساسة جدا, لصالح وكالة الاستخبارات المركزية CIA. باستخدام سلاح سري لا يوجد له منافس و لا يمكن ايقافه ! انها الاسطورة Lockheed U-2 .
المكان :
قاعدة سرية تابعة لوكالة الامن القومي NSA في بادابر قرب بيشاورفي باكستان تم اختيارها كقاعدة لانطلاق اليو 2 التي سوف تتبع مسارا مدروسا بطريقة محكمة يتضمن المرور على الاهداف و العودة الى قاعدة بودو في النرويج.
منفذ العملية :
القبطان Francis Gary Powers ضابط سلاح الجو الامريكي الذي تم جنيده من طرف و كالة الاستخبارات المركزية.
السلاح :
جوهرة التكنولوجيا الامريكية و اسطورة التخفي Lockheed U-2 ذات القدرة على التحليق على ارتفاعات شاهقة تجعل من غير الممكن ان لم نقل من المستحيل لاي سلاح موجود في ذلك الوقت ان يعترضها.
البداية ....
وحدات الرادار لمحطة الانذار المبكر ترصد اختراق جديد المجال الجوي من طرف طائرة مجهولة تبدو نفس الطائرة التي حاولت الاقتراب في مرات سابقة لحظات معدودة ... كل وحدات الدفاع الجوي السوفياتية في حالة تأهب و طوارئ قصوى بعد صدور اوامر حازمة لقادة الوحدات من طرف الجينرال يفجيني سافيتسكي باسقاط الطائرة المجهولة مهما كان الثمن .
المحاولة الاولى لاعتراض الطائرة المجهولة باءت بالفشل بسبب عدم قدرات المقاتلات الاعتراضية السوفياتية بلوغ الارتفاع الشاهق للطائرة المجهولة ! صواريخ السام الموجودة على مسار الطائرة تفشل كذلك في التصدي للطائرة بسبب تواجدها خارج نطاق مدى الصواريخ ! التوتر يزداد و الاعصاب مشدودة في مركز العمليات .. الطائرة تواصل التوغل داخل العمق السوفياتي و لا احد يدري ما نوعها و لا المهمة الموكلة اليها ؟ .. الى اين تتوجه ؟ ..ماذا تحمل ؟ .. هل هي نفس الطائرة التي تم رصدها من قبل ؟ .. هل هي من نوع اخر ..؟ ماهو الحل ....؟؟؟؟؟ ماذا يحدث ؟ هل العملاق السوفياتي لم يعد سيدا على اجواءه ؟ ماذا لو كان الزائر الغريب يحمل سلاحا نوويا ؟ ابهذه البساطة سيصل الى موسكو و يلقي حمولته امام اعين الجيش الاحمر العظيم ؟ مالذي تفكر فيه القيادة المركزية ؟ ماهي الاجراءات التي سوف تتخذ اذا لم نتمكن من ايقاف المعتدي ؟ ... ماذا سيقولون للشعب ؟ الرئيس خروتشيف في وضع لا يحسد عليه !.... مستقبل الاتحاد السوفياتي و سمعته على المحك ...... هذا بعض مما يدور في مكنون ضباط غرفة العمليات ! و للاسف لا احد يمتلك الجرأة حتى للسؤال !!! الوقت يمر و الجميع ينتظر نتيجة الاجراءات التي اتخذت و التقارير لا تأتي بجديد..
فجأة ياتي ضابط الاتصالات مهرولا الى قائد العمليات و في يده تقرير و تعابير وجهه تدل على اطلاعه على امر عظيم ماهو ياترى ؟؟؟؟ ...... .... .. القائد يرفع سماعة الهاتف و علامات الصرامة على وجهه ... سيدي لقد تم التعامل مع الهدف المعادي بنجاح و الوحدات العملياتية تقوم في هذه الاثناء باليحث عن الطاقم !
الجميع مذهول و الاعصاب تكاد تنفجر ! قائد العمليات يضع السماعة و يصمت برهة ... ثم يصيح ! لقد فعلها Voronov لقد فعلها ... انها الديفنا انها ملكة الجو .. فخر السوفييت !!! القاعة تنفجر بالصيحات الهستيرية و شعارات الثورة ! و اخيرا الثورة انتصرت و حافظت على ماء الوجه !
ماذا حصل بالضبط ....
بالقرب من منطقة Degtiarsk في اقليم الاورال حيث تتواجدة كتيبة من بطاريات Dvina SA-2 Guideline S-75 تحت قيادة الميجورMikhaïl Voronov , الذي بمجرد اقتراب الطائرة من مرمى البطاريات يعطي اوامر باطلاق وابلا من 14 صاروخ باتجاه الهدف الذي اصيب في مقتل مما دفع الطيار الامريكي الى القفز و خرق الاوامر الصارمة التي تقضي بتدمير الطائرة في حال فشلت العملية و عدم السماح للسوفييت بالاستيلاء عليها.
الطيار الامريكي باورز كان يحمل في عدته قطعة دولار فضية تحمل سما قاتلا مصنوعا من مادة saxitoxine للاستخدام في حالة الإمساك به ! لكنه لم يستخدمه بل العكس فعل المستحيل من اجل النفاذ بجلده حيث أثناء محاولته القفز نسي ان يفصل انبوب الأكسجين المتصل به و اضطر الى المقاومة من اجل تحرير نفسه من المقعد و القفز و لو تأخر قليلا لكان في عداد الأموات حي أصاب وابلا ثانيا من الصواريخ الطائرة لحظات قليلة بعد قفزه . القاء القبض على فرانسيس باورز بمجرد نزوله على الارض.
قيادة الدفاع الجوي لم تعلم باسقاط اليو2 الا بعد 30 دقيقة مما ادى الى اسقاط مقاتلة اعتراضية سوفياتية من طراز MiG-19P بواسطة وابل ثالث من صواريخ الديفنا.
وهكذا سقطت الاسطورة على يد اسطورة جديدة !
تطور الاوضاع
انقلبت المعلدلة و تنفس السوفييت الصعداء و حان الوقت الان للتحضير للرد المناسب ....
نتوجه الان الى الضفة الاخرى ..... امريكا !
بعد مرور اربعة ايام على اختفاء فرانسيس باورز و طائرته في ظروف غامضة خاصة و ان السوفييت لم يفصحوا عن أي حادثة .
وكالة الفضاء الامريكية ناسا تعلن عن اختفاء طائرة تابعة لها في شمال تركيا في بيان صحفي مقتضب حيث جاء في مضمونه بان الطيار تعرض لمشكل صحي و اغمي عليه اثناء الرحلة و الطائرة كانت في وضع الطيار الالي !!!! و بانه تم استقبال رسالة استغاثة على تردد قناة الطوارئ يعلن فيها الطيار تعرضه لمشكل الاكسجين داخل قمرة القيادة ليتختفي لحظات بعدها !!! و لتأكيد الرواية تم طلاء طائرة U-2 بالوان وكالة NASA و عرضت على الصحافة الدولية.
الفخ السوفياتي
بعد صدور البيان الامريكي جاء الرد السوفياتي مباشرة باعلان الرئيس خروتشيف امام مجلس السوفييت الاعلى و المجتمع الدولي بان قواته تمكنت من اسقاط طائرة تجسس امريكي و لم يعطي مزيدا من التفاصيل. الادارة الامريكية و بعد تصريحات خروتشيف اعتقدت بان فرانسيس باورز لقي حتفه و اخذ سره معه !!! و اعطت تعليمات لاصدار مقال عن الحادثة يؤكد مجددا بان الطائرة المعلن عنها هي طائرة تستخدم في ابحاث للارصاد الجوي و بانها ضاعت و دخلت المجال الجوي السوفياتي عن طريق الخطأ بسبب الحادث الذي تعرضت له اثناء طيرانها في تركيا بحسب بيان الناسا الاول و من جهة اخرى صرح البيت الابيض الامريكي بان الطائرة التي اسقطها السوفييت هي نفسها طائرة الناسا التي ضاعت و يؤكد بصفة قطعية بان الطائرة كانت في مهمة علمية و لم يكن لديها اية نية او محاولة متعمدة لاختراق المجال الجوي السوفياتي و لن يتعدى الامر مجرد حادث عرضي و مجددا لدعم الفرضية قام الامريكان باستدعاء جميع طائرات ال U-2 من اجل المراقبة التقنية و اعادة اختبار نظام التزود بالاكسجين .
السقوط في الفخ
في 7 ماي خروتشوف يعلن المفاجأة !!! (اليوم سوف افشي لكم سرا ! في تصريحي السابق تعمدت عدم ادلاء أي معلومات عن الطيار و تعمدت عدم التصريح بان الطيار حي يرزق ...........و الان ماعليكم سوى القاء نظرة على عدد الحماقات التي صرح بها الامريكان).
صفعة مؤلمة و موقف لا تحسد عليه امريكا !!!!!
فرانسيس باورز لم يكن فقط حيا ! بل طائرته كانت بين ايدي السوفييت في حالة ممتازة حيث تمكن التقنيون من استعادة الكاميرا و قاموا بطبع بعض الصور التي التقطتها الطائرة عن المنشآت العسكرية السوفياتية الحساسة... الحادثة شكلت احراجا بالغا للادارة الامريكية و الرئيس ايزنهاور الذي فضح متلبسا بالكذب العلني امام العالم اجمع ...
الطيار باورز وجد بحوزته طقم نجاة مكون من 7500 روبل سوفياتي و مجموعة مجوهرات للنساء ... هذه المحجوزات مع جزء كبير من حطام الطائرة تم عرضه في المتحف المركزي للقوات المسلحة في موسكو بينما جزء من الحطام تم ارساله الى امريكا حيث يعرض في متحف National Cryptologic Museum .
النتائج و التطورات المستقبلية
الغاء قمة باريس التي كانت ستجمع القائدين بسبب رفض الرئيس ايزنهاور تقديم اعتذارا رسمي عن الحادثة.
- الاتحاد السوفياتي يحول القضية الى مجلس الامن من اجل تقديم تقريره حول الحادثة و تمت مناقشة الملابسات لمدة اربعة ايام انتهت بعرض امريكا لاتفاقية السماء المفتوحة بين البلدين.
- في 19 اوت 1960 الحكم على باورز ب 3 سنوات سجن و 7 سنوات اشغال شاقة و بعد امضاءه ل 21 شهر تم مبادلته مع الجاسوس السوفياتي رودولف آبل.- تدهور العلاقات و نشوب ازمة بين الاتحاد السوفياتي و باكستان بسبب تواطؤه حيث ادعى الباكستانيون بانهم تعرضوا للخداع من طرف الامريكيون الذين اخفوا عليهم طبيعة العمليات السرية الخاصة بالجوسسة و التي كانت تدار في قاعدة بادابر الباكستنية و التي انتهت بغلق القاعدة في 7 جانفي 1970.
ظهور روايات جديدة :
تأكيد الرواية الرسمية :
الرواية الرسمية التي تقول باسقاط ال U-2 بواسطة حزمة من 14 صاروخ سام 2 .. يتم تأكيدها مجددا من طرف عميل سابق لجهاز الاستخبارات العسكرية GRU الذي عمل فيما بعد لصالح جهاز الاستخبارات البريطانية MI16 .
رواية الطيار السوفياتي Igor Mentioukov :
في سنة 1996 صرح القبطان Igor Mentioukov بانه تلقى الاوامر باسقاط الطائرة الامريكية عن طريق الاصطدام (تقنية خاصة بالاصطدام مستلهمة من المعارك البحرية بين السفن) باي ثمن لان فعالية الصواريخ على ارتفاع 20.000 متر غير مجدية , و قد تمكن من اعطاب اجنحة ال U-2 باستخدام طريقة مبتكرة تعتمد على ظاهرة فيزيائية (VORTEX) يتم اطلاقها من مخرج المحرك النفاث عن طريق دفع المحرك لاقصى طاقته حيث تنطلق دوامة هائلة لبضع ثواني كانت كافية لكسر جناح الطائرة الدقيق و قد استعمل في هذه العملية طائرة من طراز Soukhoï Su-9 التي كان اقصى ارتفاع لها لا يتجاوز 17.000 متر و لكي يتم بلوغ ارتفاع ال U-2 تم اجراء بعض التعديلات على السوخوي و تجريدها من كل الاسلحة و الحمولة الزائدة و السلاح الوحيد الممكن استخدامه هو المناورة ! للعلم كذلك بانها لم تكن اول محاولة ل U-2 لاختراق الاجواء السوفياتية و لهذا السبب كانت القوات الجوية السوفياتية تقوم بتدريب طيارين متخصصين و اجراء مناورات و تجارب من اجل محاولة اعتراض الطائرة الامريكية و في نفس السياق صرح الطيار السوفيتي بان حزمة السام قد اطلقت لكنها اصابت طائرة صديقة (الميغ المذكورة سابقا 19) و لم تصب اليو 2.
رواية سيرغي خروتشيف :
في روايته التي يدعي ان والده الرئيس خروتشيف اطلعه عليها و هي ان محاولة الطيارIgor Mentioukov لم تنجح و بان الطائرة الامريكية قد اسقطت بالفعل من طرف فريق Mikhaïl Voronov الذي امر باطلاق ثلاثة صواريخ سام 2 حيث انطلق فقط صاروخ واحد انفجر بالقرب من مؤخرة الطائرة و كان كافيا لاعطاب جناحيه حيث اضطر باورز الى القفز بعد النزول الى ارتفاع منخفض دون ان يعرف بان الطائرة قد تم اعتراضها في النهاية ! كذلك يؤكد قصة حزمة صواريخ السام ال 13 التي اطلقت و اصابت في الاخير طائرة الميغ 19 التي كان على متنها الطيار Sergueï Safronov الذي نال وسام الجيش الاحمر بعد وفاته.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 1:57 am
الحلقة السابعة في ضيافة الآيات
الحدث: مخلب النسر
الزمن: 4 نوفمبر 1979
المكان: طهران
البلد دخلت مرحلة تاريخية جديدة .... أتباع الخميني يحكمون سيطرتهم عليها شيئا فشيئا.... العالم يراقب الأوضاع عن كتب.... فإيران دولة محورية في المنطقة....
إطلالة تاريخية: في أواسط السبعينيات كانت إيران على وشك أن تصبح أقوى دولة في الشرق الأوسط....
سعى الشاه إلى تحقيق ذلك المبتغى من خلال صرف مداخيل النفط على: بناء قاعدة صناعية حديثة و قوية بناء جيش قوي بتسليح غربي متطور, فحصلت إيران على أقوى الأسلحة الأمريكية في حينها كالإف 14 التي لم تستعملها أي دولة غير أمريكا و إيران
الكوبرا
و غيرها من الأسلحة. لكن الشاه كان يصرف المال أيضا على حياة الترف و البذخ و بناء القصور
فيما كان شعبه يعاني و الرخاء و الغنى كان حكرا على الطبقات العليا من المجتمع الإيراني هذه الفوارق الطبقية و توجه الشاه نحو تحديث الدولة وفق النموذج الغربي كلها عوامل ساهمت في تغذية الإحتقان الشعبي لكن الدولة و بواسطة أجهزتها الأمنية و شرطتها السياسية -المعروفة بالسافاك- بصفة خاصة كانت تشدد الخناق على المعارضين و تقمعهم. أبرز هؤلاء المعارضين كان هو " الخميني"
الذي استقر في فرنسا منذ العام 1978 و كان يطمح لتطهير إيران من الفساد و الهيمنة الغربية فصار بذلك رمزا للمعارضة. في سنة 1979 اشتعلت الأوضاع في البلاد و عجزت قوات الأمن عن فرض السيطرة الطلبة الإسلاميين المتظاهرين و الذين كانوا يلقون دعما متزايدا من الساكنة. فر الشاه من البلاد و حل بمصر طالبا اللجوء فيما حل الخميني بطهران و سيطر على الأوضاع هناك و أعلن قيام "الجمهورية الإسلامية" و تعهد بمحو آثار التغريب و مظاهره من البلاد.
الشرارة
في الرابع عشر من فبراير, هاجم حشد من الطلبة الإيرانيين السفارة الأمريكية بطهران مطالبين بترحيل الشاه, فصدتهم الشرطة. الشاه يعاني من مرض السرطان و طلب من مقر إقامته في المكسيك السماح له بدخول أمريكا للعلاج. وافق الرئيس كارتر على الطلب و طار الشاه إلى أمريكا و اشتعل الشارع الإيراني مطالبا بترحيله بغرض محاكمته
الإحتجاز بلغت الإحتجاجات ذروتها في الرابع من يونيو سنة 79 و اقتحم حشد من الطلبة السفارة الأمريكية و احتجزوا من فيها. هذه المرة لم تمنعهم الشرطة... بل ساعدتهم... تم احتجاز 70 رهينة... انخفض العدد إلى 53 بعد أسبوعين نتيجة مفاوضات مكثفة و صعبة أفرج الطلبة بعدها عن النساء و الرهائن ذوي الأصول الإفريقية فيما بقي الآخرون محتجزين بغرض مبادلتهم بالشاه. تفاقم الأزمة تم الدخول في مفاوضات عصيبة مع المحتجزين من أجل إنهاء الأزمة لكنها لم تحقق نتيجة تذكر.... تطلع الأمريكيون إلى تدخل الحكومة الإيرانية من أجل إيجاد حل يتم بموجبه إطلاق الرهائن.... لكن الخميني إنتقل بنفسه إلى السفارة ليعلن دعمه للطلبة.... بل أكثر من ذلك, هدد بمحاكمة الثلاثة و الخمسين رهينة أمريكية بتهمة التجسس....
ردة الفعل الأمريكية
سارعت أمريكا إلى تجميد الأرصدة الإيرانية و إلى فرض حضر على النفط الإيراني لكن الوضع لم يزد إلا تأزما و بات على الرئيس كارتر المقبل على انتخابات رئاسية خلال شهور قليلة أن يتصرف بسرعة و فعالية لينقذ ماء وجه أمريكا و ينقذ مستقبله السياسي. و تم اتخاذ القرار... قرار تنفيذ المهمة الخطيرة... مهمة تحرير الرهائن من قلب العاصمة الإيرانية طهران...
مخلب النسر
سلاحنا لهذا اليوم هو طائرة النقل الشهيرة c-130-hercules
و المروحية RH-53D Sea Stallion
الخطة: العقل المدبر للخطة هو الكولونيل Charles Beckwith
هو عنصر سابق في القوات الخاصة الأمريكية في فييتنام و كان تابعا أيضا لفرقة كومندو بريطانية...
ثقته كبيرة في نجاح الفرقة الأمريكية الخاصة المسماة Delta Force في تنفيذ العملية بنجاح...
و على هذا الأساس بنى خطته...
قام الكولونيل باستدعاء فرقة Delta Force بالإضافة إلى جنود من الكتيبة 75 بجورجيا اختصاصهم هو العمليات خلف خطوط العدو...
ستنتشر هذه القوة في مصر حيث سيبقى أغلبها هناك بينما ينقل الآخرون إلى جزيرة تابعة لسلطنة عمان على متن طائرة c 141
ثم ستنقلهم طائرات c-130-hercules إلى عمق الأراضي الإيرانية 300 كلم جنوب شرق طهران في موقع سمي desert 1
هذه القوات ستقوم بتأمين المنطقة استعدادا لاستقبال 8 مروحيات Sea Stallion التي ستقلع من الحاملة "نيمتز"
المروحيات ستحط بموقع desert 1
ستتزود بالوقود هناك
ثم تقلع حاملة الجنود إلى موقع آخر قريب جدا من طهران
سيتم تمويه المروحيات بحيث لا يكشف أمرها و تفشل المهمة
بينما ينتقل الجنود إلى داخل العاصمة على متن شاحنات إستأجرها عملاء المخابرات الأمريكية
بعدها تقتحم Delta Force السفارة الأمريكية و وزارة الخارجية و تحرر الرهائن
تقوم بعد ذلك مروحيات Sea Stallion بإجلاء القوات و الرهائن المحررين
خلال ذلك ستقلع طائرات c 141 من مصر ناقلة ما تبقى من القوات هناك لتحط بهم في مطار " منزرية " الواقع 60 كلم جنوب طهران بهدف تأمينه...
إذا ما تعرضت الطائرات لمقاومة تمنعها من الهبوط بالمطار فإن الخطة البديلة تقتضي بإنزال القوات بالمظلات
المروحيات ستحط بعد ذلك في هذا المطار و يعود الجميع إلى مصر على متن الطائرات
شروط نجاح المهمة: وصول 6 مروحيات على الأقل إلى موقع desert 1 و إلا فإن فشلها أمر محتوم.
إطلع الرئيس " كارتر" على الخطة المعقدة و الكثيرة المراحل ...
احتمال فشل مرحلة منها أو كلها كبير جدا...
شعبية الرئيس في تراجع...
في الأخير أعطى موافقته لتنفيذها على مضض...
و ليته لم يفعل...
التنفيذ:
في 21 أبريل 1980 وصلت قوات أمريكية إلى مصر في سرية تامة انتقلوا إلى جزيرة " مسيرة" و بعدها انطلقوا نحو desert 1 في ليلة الرابع و العشرين من أبريل عملية مخلب النسر قد بدأت.... فور وصولهم إلى المنطقة قامت القوات بالسيطرة على حافلة إيرانية مليئة بإيرانيين مرتعبين من المشهد و مما حصل... من بعيد لاحت شاحنة صهريج... رأى صاحبها المشهد... زاد من سرعته... أول الغيث قطرة!!! أطلق الجنود النار... و اشتعلت الشاحنة... إندلع حريق هائل أضاء الصحراء ...
القطرة الثانية ...
في التوقيت المحدد أقلعت 8 مروحيات Sea Stallion من على حاملة الطائرات " نيمتز " تعطل جهاز الملاحة على إحداها فاضطرت للعودة إلى الحاملة... القطرة الثالثة... بسبب عطب ميكانيكي اضطرت مروحية أخرى للنزول في قلب الصحراء... عدد المروحيات وصل إلى الحد الأدنى الكفيل بإنجاح العملية... واصلت المروحيات الأخرى طريقها لكن عاصفة رملية أخرتها ساعة و نصف عن موعدها... القطرة الرابعة تم إبلاغ قائد العملية بأن مروحية أخرى صارت خارج اللعبة... و على الفور طلب الكولونيل Charles Beckwith من واشنطن إلغاء العملية لأنه لم يعد يملك الحد الأدنى من المروحيات جاء الرد من واشنطن يأمره بمتابعة العملية رغم ذلك... لكنه رفض...
الكارثة....
عند تنفيذ الإنسحاب في الظلام الدامس, اصطدمت مروحية بطائرة c-130 و اشتعلت النيران بهما.... توفي 8 رجال و جرح 4 آخرون...
في محاولة لتخطي ما حدث, أمر القائد الجنود بإخلاء المروحيات و الصعود جميعا على متن الطائرة الثانية...
أقلعت الطائرة...
و خلف الجنود وراءهم كل المروحيات بالإضافة إلى الطائرة المحترقة...
فشل المرحلة الأولى أدى بالضرورة إلى إلغاءإقلاع باقي الجنود من مصر باتجاه مطار " منزرية "
النتائج
انتشر الإيرانيون بكثافة في موقع desert 1 مع خيوط الضوء الأولى ... و راحوا يفحصون حطام الطائرات و يلتقطون الصور الشاهدة على الفشل الذريع للمهمة...
إحراج ما بعده إحراج للرئيس " كارتر " الذي كان عليه أن يوضح العديد من الأمور لشعبه و للرأي العام الدولي... خطة طموحة أكثر من اللازم و مركبة من عدة مراحل... ضعف التنسيق و الحظ العاثر كلها أسباب حكمت على العملية بالفشل... فشلت الخطة و بقي الرهائن محتجزين و واصلت شعبية الرئيس نزولها... و مع ذلك لم يستسلم...!!!!
تم التخطيط لتنفيذ عملية أخرى لتحرير الرهائن لكن هذه المرة بتخطيط جديد...
تم العمل على تعديل طائرة c-130 و تزويدها بصواريخ دافعة تمنحها القدرة على الإقلاع و الهبوط في مساخة صغيرة... و الهدف هو النزول بالطائرة داخل ملعب كرة قدم في العاصمة طهران و الإقلاع منه مجددا
بالفعل تم تجهيز الطائرة... لكمها تحطمت خلال التجارب. تم تجهيز أخرى... لاقت نفس مصير سابقتها...
الحل
جاء الفرج من السماء لكن ليس من طائرة أمريكية توفي الشاه في القاهرة في التاسع و العشرين من يوليوز سنة 1980 المطالبة بترحيله كانت السبب في اندلاع الأزمة
و ها هو الرجل قد رحل إلى الأبد... رحيله منح واشنطن أملا في تحقيق انفراج في الأزمة لكن " مخلب النسر " جعل الإيرانيين أكثر تصلبا خسر " كارتر " الإنتخابات و ضاع أمله في تحقيق إنجاز يحسب له قبل رحيله من البيت الأبيض
الخلاص
في العشرين من يناير سنة 1980, أدى " رونالد ريغان" اليمين كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية
دقائق بعد ذلك وصلت أخبار من طهران تفيد بأن الرهائن يستقلون طائرة باتجاه الجزائر
تم نقلهعم بعد ذلك إلى قاعدة عسكرية أمريكية في ألمانيا
في 31 يناير 1981, وصل الرهائن أخيرا إلى أرض الوطن بعد قضاء 445 يوما في الأسر.
و خصص لهم استقبال شعبي حار
و انتهت فترة استضافتهم من قبل " الآيات "
بعد التعديلات التي أدخلت على الطائرة صار بالإمكان الإقلاع من مسافة صغيرة جدا بفضل الصواريخ الدافعة في الخلف.
أما الصواريخ في المقدمة فكانت تستعمل لتقليل سرعة الطائرة عند النزول.
تابع الشريط التالي و ستدهش من قدرة الطائرة على الإقلاع و النزول في مدرج قصير
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 2:11 am
الحلقة الثامنة
الجريمة
سلاح اليوم هو المقاتلة الأمريكية الثقيلة p-38-lightning
و هي مقاتلة ثقيلة خدمت في سلاح الجو الأمريكي منذ 1941 و حتى 1965 تميزت المقاتلة بتصميمها الفريد و سرعتها الكبيرة التي تجاوزت 700 كلم في الساعة بالإضافة إلى تسليحها القوي: مدفع عيار 20 ملم و أربع رشاشات عيار 12,7 ملم, فضلا عن قدرتها على حمل قنبلتين أو 10 قذائف صاروخية عيار 127 ملم أو طوربيد واحد.
الزمن :صبيحة الأحد 18 أبريل 1943 المكان :Bougainville
أقلعت 16 طائرة p38 lightning من قاعدتها في Guadalcanal بالمحيط الهادي... حلقت على علو منخفظ... فقط 30 قدما فوق أمواج المحيط... في ظل صمت تام لأجهزة الراديو... مزودة بخزانات وقود إضافية ... قاطعة 450 ميلا ... الغرض هو تنفيذ مهمة دقيقة للغاية... غلطة واحدة و ينتج عنها الإخفاق في ملاقاة الهدف... غلطة واحدة و قد يكلفهم ذلك الإبتعاد عنه مئات الأميال... أو ساعات ... أو هما معا... المهمة سرية للغاية... و دقيقة جدا... و بأمر مباشر من الرئيس الأمريكي...
إطلالة تاريخية:
إشتعل المحيط الهادي بعدما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب ضد اليابان على إثر الهجوم على القاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربر ( راجع الحلقة الثانية ضربة الساموراي )
Isoroku Yamamoto أميرال البحرية الامبراطورية اليابانية والقائد العام للأسطول الياباني كان هو العقل المدبر لتلك العملية و هو من تابع تنفيذها.
نبذة عن هذا الرجل:
هو من أشهر أمراء البحر وأعظم استراتيجي بحري حربي عرفته اليابان على الإطلاق. ومع أنه كان من معارضي الحرب ونصيراً للسلام؛ فقد تولى بنفسه إعداد الأسطول الامبراطوري والطيران البحري الحربي وتطوير معداتهما لخوض الحرب، وقاد كثيراً من الحملات العسكرية اليابانية في المحيط الهادئ إبّان الحرب العالمية الثانية، وعلى رأسها الغارة الناجحة على بيرل هاربر، التي أدت إلى تدمير القسم الأكبر من الأسطول البحري الحربي الأمريكي في المحيط الهادئ، وإلى دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء. حاز ياماموتو شهرة واسعة وتقديراً عالياً في اليابان وفي الولايات المتحدة الأمريكية كذلك؛ لعبقريته التكتيكية والاستراتيجية، ولحرصه الشديد على منع مرؤوسيه من ارتكاب جرائم حرب في أثناء العمليات الحربية.
التحق إيسوروكو في السادسة عشرة من عمره بالأكاديمية البحرية في إتاجيما Etajima ، وتخرج منها عام 1904. وعُمِّد قتالياً على الطراد نيشين Nishin في معركة تسوشيما Tsushima الحاسمة في أثناء الحرب الروسية اليابانية (1904ـ1905)، حيث اكتسب خبرته الأولية وجُرح وفقد إصبعين من يده اليسرى، غير أنه سرعان ما تعافى وعاد إلى الخدمة من جديد.
أمضى إيسوروكو الفترة بين 1904 وبداية الحرب العالمية الأولى في جولات تدريبية بحرية بين كوريا والصين والسواحل الشرقية للولايات المتحدة وأستراليا. وفي عام 1913 ألحق بكلية الأركان البحرية في تسوكيجي Tsukiji المؤهلة للقيادات العليا، وعين بعد تخرجه فيها عام 1916 ضابطاً في أركان المجموعة القتالية الثانية برتبة رائد بحري Lieutenant Commander. وفي عام 1919 أوفد ياماموتو إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة في جامعة هارفرد لمدة سنتين، و تركز اهتمامه على صناعة النفط ومشتقاته الحيوية للبحرية الحديثة. رقي إثر عودته في عام 1921 إلى رتبة مقدم بحري Commander، وعين مدرساً في كلية الأركان البحرية في طوكيو. وفي عام 1923 رقي إلى رتبة عقيد بحري captain وعين قبطاناً للطراد فوجي Fuji، وأرسل في عام 1924 إلى مركز جديد للتدريب على الطيران ، وبعد أن أمضى هناك ثلاثة أشهر أصبح مديراً للدراسات في المركز، وصبّ اهتمامه على انتقاء نخبة من الطيارين شكّل منهم فيلقاً جوياً، غدا فيما بعد السلاح الجوي الرئيسي للبحرية اليابانية.
في عام 1926 عين ياماموتو ملحقاً بحرياً لسفارة اليابان في واشنطن، عُني في أثنائها بدراسة القدرات العسكرية الأمريكية. وبعد عودته عام 1928 تولى قيادة الطراد إيسوزو Isuzu، ثم حاملة الطائرات أكاجي Akaji، فمديراً لمكتب شؤون الأسطول في وزارة البحرية، حيث أدخل كثيراً من التجديدات على أمن الطيران والملاحة. وفي عام 1930 مُنح رتبة عميد بحري Rear Admiral
وعين في أواخر 1936 نائباً لوزير البحرية, ومع أنه لم ينجح في منصبه هذا في إقناع قيادة البحرية بالتوقف عن بناء بوارج جديدة لضعفها حيال هجمات الطوربيد، ونفقاتها الكبيرة؛ فقد تمكن من تطوير سلاح حاملات الطائرات ليصبح السلاح الضارب الرئيسي لليابان. وكانت له مواقف جريئة برهن فيها على بعد نظره وحسه الاستراتيجي، وخاصة معارضته رغبة الجيش التحالف مع ألمانيا النازية خشية أن يقود هذا التحالف اليابان إلى التورط في حرب ضد أكبر قوتين بحريتين في العالم: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وربما الاتحاد السوڤييتي أيضاً، ولأن الاقتصاد الياباني يعتمد أساساًعلى استيراد المواد الخام منها. كذلك وقف ياماموتو موقفاً معارضاً من غزو اليابان الصين سنة1937. وقد تعرض بسبب مواقفه تلك لانتقادات شديدة وعداء سافر من المتطرفين الذين حاولوا اغتياله. وحفاظاً على حياته، لم يجد وزير البحرية آنذاك مخرجاً سوى إبعاد ياماموتو إلى البحر، فرقي إلى رتبة أدميرال عام Full Admiral، وعُيِّن في 30 أغسطس 1939 قائداً عاماً للأسطول المختلط؛ أي القائد العملياتي للبحرية كلها، وهي أعلى رتبة في البحرية اليابانية.
16 طائرة, 4 منها ستنفذ المهمة... بينما تكفل لها الحماية الطائرات الأخرى... بعد ساعتين وتسع دقائق من التحليق.. وصل السرب إلى جزر سولومون... و بدت لهم جبالها... و فجأة... بدا لهم صيدهم الثمين... كسر صمت أجهزة الراديو بصيحة مدوية ... "bogies"... "bogies..."
إطلالة ثانية:
ياماموتو هو العقل المدبر لعملية بيرل هاربر, بالإضافة إلى كونه القائد الأعلى للبحرية الإمبراطورية. و هو رجل ذو عقلية فذة و ساهم تكوينه العلمي و خبرته العسكرية في أن يقود البحرية اليابانية باقتدار و يدخل عليها من التطوير و التحديث ما يجعلها في مصاف القوى العظمى. بعد تلك الغارة الناجحة على بيرل هاربر قرر ياماموتو متابعة أعماله الهجومية باحتلال الجزر الاستراتيجية في المحيط الهادئ و استدراج القوى الرئيسية للأسطول الأمريكي إلى معركة حاسمة للقضاء عليه نهائياً. غير أن الأمريكيين تمكنوا من تحليل رموز الشيفرة اليابانية وكشف خطة ياموموتو، واستعدوا للمواجهة في معركة ميدواي Midway في يونيو 1942، وألحقوا بقواته خسائر فادحة. وفقد ياماموتو بعد ذلك زمام المبادرة وتحول إلى عمليات الاستنزاف والدفاع.
الضحية و كنتيجة لتمكن الأمريكان من فك الشيفرة اليابانية, التقطوا برقيات تفيد بقرار الأدميرال ياماموتو القيام بجولة تفتيشية لعدد من القواعد اليابانية في جزر سليمان Solomon Islands. و ما كان الأمريكان ليضيعوا مثل هذه الفرصة لإغتياله...
الرصد:
صاح طيار عبر جهاز الراديو بعدما لاحظ وجود مقنبلتين يابانيتين من طراز ميتسوبيشي mitsubishi g4m
مصحوبة بست مقاتلات zero الشهيرة بغرض توفير الحماية لها
المعركة:
و على الفور اشتعل القتال... اشتبكت الزيرو مع المقاتلات المهاجمة و سقطت أولى واحدة و أرسلتها إلى الأرض لتتحطم في الأدغال... الطيارون المكلفون بإسقاط طائرة ياماموتو ركزوا على مهمتهم و هاجموا المقنبلتين... أمطروها بالرصاص بالتناوب من مدافع مقاتلاتهم... أحد الطيارين يحكي كيف أنه هاجم المحرك الأيمن من الطائرة إلى أن انبعث منه دخان أسود كثيف... انتقل بعدها إلى مهاجمة بدن الطائرة... و قصد الجناح الأيسر و حطمه... إلتفت الطائرة حول نفسها و هوت بسرعة نحو الأدغال... و قتل الأدميرال....
انتشل ياماموتو من بين أنقاض الطائرة في اليوم الموالي وأحرق جثمانه ونقل رماده إلى طوكيو حيث استقبل استقبالاً رسمياً في احتفال مهيب.
نسب إسقاط الطائرة إلى الطيار BARBER Rex Théodor و الطيار LANPHIER Thomas George إلا أن قرائن كثيرة دلت على كون BARBER هو من حقق الإسقاط.
BARBER Rex Théodor
LANPHIER Thomas George
صورة للطيارين الذين شاركوا في العملية
كان ياماموتو قوي البنية، صارم الملامح، شديد الملاحظة، يتمتع بمواهب قيادية وفكر استراتيجي وبعد نظر من الطراز الأول، ويملك مهارات ميكانيكية وتقنية مكنته من وضع خطط تطوير الطيران وحاملات الطائرات ومتابعة تنفيذها. وقد مُنح كثيراً من الأوسمة الرفيعة الوطنية منها والأجنبية، بما في ذلك وسام الصليب الحديدي الألماني. لكن الرجل اشتهر أيضا بمعارضته للحرب و للإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و الجرائم التي ارتكبها الجيش الإمبراطوري خاصة ضد الصينيين, كما أن موقفه المعارض للحلف الثلاثي مع ألمانيا و إيطاليا و للحرب مع أمريكا و بريطانيا و روسيا جعله محط أنظار العديد من المتنفذين في السلطة باليابان لدرجة أنهم حاولوا اغتياله.
قال ذات يوم مخاطبا رئيس وزراء اليابان : «إن أُمِرت بالقتال بغض النظر عن العواقب، فسوف أكون مطلق اليد لستة أشهر أو سنة على أقصى حد، ولكنني لست واثقاً مما سيكون عليه الحال في السنة الثانية أو الثالثة. فالتحالف الثلاثي قد تم ولا يمكننا فعل شيء. والموقف الآن على ماهو عليه، ولكنني آمل أن تبذل جهدك لتجنب الحرب بين اليابان وأمريكا».
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 2:31 am
الحلقة التاسعة: الخطأ العمد الحدث : الرحلة 655 في أجواء الخليج العربي: هل تريد قهوة يا سيدي؟.... أفضل الشاي لو أمكن .... شكرا من فضلك, كم ستستغرق الرحلة ؟.... لماذا تسأل؟ هل ضجرت بهذه السرعة ههههه ؟ ..... 28 دقيقة فقط و نحط في مطار دبي... في مكان ما في مياه الخليج العربي: سيدي, من الأفضل أن تأتي فورا... ماذا هناك ؟... لقد عادوا مجددا....
السلاح : الطراد الأمريكي USS Vincennes
الضحية: طائرة إيرباص 300
الحرب العراقية الإيرانية مشتعلة بشدة و الخليج العربي صار ساحة لحرب من نوع جديد حرب استنزاف الطاقات الإقتصادية و خنق العدو تجاريا زوارق حرس الثورة الإيرانية السريعة تعمل على تطبيق حظر على ناقلات النفط و السفن التجارية المتوجهة من أو إلى العراق الولايات المتحدت نشرت 30 قطعة بحرية في المنطقة بهدف القيام بدوريات لحماية السفن التجارية العابرة للمضايق هناك
فجر الثالث من يوليو 1988: الطراد الأمريكي USS Vincennes في رحلة العودة إلى قاعدة في البحرين بعد قضائه شهرا كاملا في البحر الرابع من يوليو هو عيد وطني بالنسبة لأمريكا و مصالح الإستخبارات أرسلت تقارير تفيد بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة تحسبا لأعمال عدائية من جانب إيران ضد المصالح الأمريكية في المنطقة. " ما الأمر؟" " سيدي, زوارق إيرانية تهاجم سفينة باكستانية..."
USS Vincennes طراد أمريكي قمة في التكنولوجيا و مجهز برادار هو الأقوى من نوعه قادر على تتبع حوالي مئة هدف في دائرة شعاعها 300 كلم. تسليحه رهيب جدا و يشتمل على ما مجموعه 26 صاروخا بما فيها 8 صواريخ هاربون و نظامين من نوع Phalanx CIWS للحماية الذاتية من التهديدات القريبة و مدفعين عيار 140 ملم و 127 ملم و عدة مدافع رشاشة عيار 12,5 ... باختصار, الطراد يمتلك قدرة نيران هائلة و بإمكانه مواجهة كل التهديدات كيفما كان نوعها و مصدرها سواء من السطح أو الجو أو من الأعماق. و هو بذلك يستحق مليار دولار التي صرفت لبنائه.
William C. Rogers III
القائد روجرس يتابع عبر الشاشات العملاقة في مركز قيادة السفينة المعطيات الكثيرة التي تصور الوضع.
الشاشات تظهر تجمعين للزوارق الإيرانية التشكيل الأول يوجد بالقرب من قطعة بحرية أمريكية أخرى في المنطقة و التشكيل الثاني بصدد التنسيق لشن هجوم على سفينة باكستانية
الزوارق الإيرانية تتسلح بمدافع رشاشة عيار 12,7 و قذائف آر بي جي و خلال شهور قليلة هاجمت تلك الزوارق السريعة أكثر من 70 ناقلة نفط.
"أرسلوا المروحية لتستطلع الأمر و تعطينا صورة أمثل عن الوضع..." حلقت مروحية من طراز Sikorsky SH-60 Seahawk من على متن الطراد و أبصر الطيار الزوارق الإيرانية....
شرارة الأزمة: صاح قائد المروحية : " سيدي, نحن نتعرض لهجوم.... أكرر, الزوارق الإيرانية ترشقنا بالمضادات ..." " انسحبوا فورا...." " إلى الجميع على السفينة: خذوا مواقع القتال..." و دوت صفارات الإنذار على متن الطراد
في مطار بندر عباس: طائرة تجارية إيرانية تستعد للإقلاع في رحلة قصيرة تربطها بمطار دبي عبر مضيق هرمز.
على متن الطراد USS Vincennes " سيدي, ما الخطوة التالية؟ " " لقد فتحوا النار على مروحية امريكية, يجب ان نرد...." " شغلوا المحركات بأقصى سرعة و اقتربوا من الزوارق لكن دون الدخول في مدى نيرانها" "حاضر سيدي" أقترب الطراد من الزوارق و قد حصل القائد روجرس من مقر القيادة الخاصة بالوحدات العاملة في الخليج على إذن بإطلاق أعيرة تحذيرية على الزوارق. إهتزت جنبات الطراد بفعل قوة المدفع عيار 127 ملم و هو يطلق رشقات تحذيرية تجاه الإيرانيين
و سجل بذلك أول انخراط له في عمل حربي منذ دخوله الخدمة قبل 6 سنوات الجولة الأولى: لم يتأخر رد الزوارق الإيرانية, بل بادرت هي بدورها إلى إطلاق النار على الطراد USS Vincennes و الفرقاطة uss montgomery لكن مدى أسلحتهم لا يصل للقطعتين السريعتين و اللتان تنسقان مع بعضهما و تسيران في خط متعرج. السفينتان الآن صارا بلا شك في حالة قتال بعدما اخترقت الزوارق السريعة مجالهما الحيوي و الأوامر تقضي بالسماح لهما بتحييد أي خطر يهددهما...
لاعب جديد في الساحة: بينما المعركة محتدمة صاح الضابط المكلف بمراقبة الجو على متن الطراد: " سيدي, طائرة غريبة غيرت مسارها فجأة و تتجه نحونا مباشرة..." " تحقق من إحداثياتك و حدد نوع الطائرة و هويتها" " إنها طائرة إيرانية يا سيدي... إنها من نوع P3 و تتجه نحونا مباشرة ..."
P3 هي طائرة دوريات بحرية من صنع لوكهيد الأمريكية
" إلى الطائرة الإيرانية... هنا السفينة الحربية الأمريكية... لقد رصدناكم متوجهين صوبنا مباشرة ما هي نواياكم؟ " " هنا الطائرة الإيرانية... نحن في مهمة بحث... سنبقى بعيدين عنكم..." غير الطيار الإيراني وجهته لكن القائد روجرس لم يرتح للأمر إنه يعلم جيدا أن ال P3 تتوفر على رادار لتحديد الموقع فهل الإيرانيون يسعون لتحديد مكان الطراد بدقة بغرض توجيه ضربة جوية له؟؟؟ لقد استحضر التحذيرات التي تلقاها بشأن احتمال تعرض المصالح الأمريكية لاعتداء عشية العيد الوطني الأمريكي.
مطار بندر عباس: " الطائرة المتوجهة نحو دبي, يمكنكم الإقلاع... رحلة موفقة ..." " شكرا لك..." " أخيرا سنقلع, لقد تأخرنا نصف ساعة كاملة بسبب ذلك الراكب " " لا تشغل بالك, ركز على الإقلاع الآن ..."
بندر عباس مطار مدني و يستعمل للأغراض العسكرية أيضا و في ذلك اليوم علم الأمريكيون بوجود عدة طائرات مقاتلة من طراز إف 14 الإيرانية على أرضية المطار !!!
على متن الطراد USS Vincennes فور إقلاع الطائرة التجارية الإيرانية ظهرت على شاشة رادار الطراد الأمريكي بادر الضابط المسؤول عن الرادار بإجراءات تحديد هويتها فورا شغل نظام IFF لكنه لم يتلق جوابا حاسما الرادار حلل الإشارات الصادرة عن نظام IFF الخاص بالطائرة الإيرانية النتيجة أظهرت أن الطائرة لم تحدد هويتها بدقة هل هي عسكرية أم مدنية ؟ الجواب الذي تلقاه من الطائرة نفسها كان غامضا, فالطائرة قد تكون مدنية لكنها قد تكون عسكرية أيضا... إحتار الضابط المسؤول جراء تضارب البيانات الواردة من الطائرة الإيرانية فتارة تشير إلى كونها مدنية و تارة تشير إلى كونها عسكرية و تتطابق رموزها مع رموز الإف 14 !!!! لجأ الضلبط إلى أجندة الرحلات التجارية المقررة في ذلك اليوم و في تلك المنطقة بالذات لعله يتمكن من تحديد هوية الطائرة تفقد جدول الرحلات و نظر إلى ساعته لا توجد رحلات جوية مقررت في ذلك الوقت!!! طبعا لأن الرحلة تأخرت عن موعدها نصف ساعة بسبب مشاكل أحد الركاب مع إدارة الهجرة !!! الإجراء التالي يقضي بربط الإتصال مع الطائرة المجهولة لتحديد هويتها" " إلى الطائرة المقلعة من مطار بندر عباس هنا السفينة الحربية الأمريكية أنتم تطيرون باتجاه منطقة تواجد سفن حربية أمريكية يرجى تحديد هويتكم و أهدافكم " كرر الضابط النداء مرات عديدة لكنه لم يتلق أي رد الطائرة كانت في ذلك الوقت تخاطب برج المراقبة عبر الموجة المدنية و الطراد الأمريكي لم يكن يضبط أي جهاز راديو من أجهزته على الموجة المدنية و بالتالي لم يكن بإمكانه سماع المحادثة.
تصاعد التوثر: إشترى الشاه من الولايات المتحدة الأمريكية خلال السبعينات من القرن الماضي 80 طائرة من طراز إف14 و هي مقاتلة شرسة و ذات تسليح مرعب
للمرة الأخيرة قام الضابط بإرسال نداء عبر موجة الإستغاثة هذه الموجة يفترض أن يسمعها الجميع ... لكن بقي نداؤه دون جواب فقرر إبلاغ روجرس بالأمر: " سيدي, هناك طائرة مجهولة تطير باتجاهنا بسرعة 500 كلم في الساعة بياناتها الصادرة من جهاز IFF تتطابق مع رموز إف14 إيرانية" القائد روجرس يقع تحت ضغط كبير الأحداث توالت منذ الفجر: أولا : التحذير الصادر بشأن احتمال وقوع هجمات ثانيا: إطلاق النار على المروحية الأمريكية ثالثا: الإشتباك مع الزوارق السريعة الإيرانية رابعا : طائرة الدوريات البحرية التي كانت تقترب من الطراد خامسا: الطائرة المجهولة التي تطير بسرعة تجاه الطراد و ترفض الإستجابة
القائد ربط بين كل هذه الأحداث و تحت الضغط الكبير للمسؤولية المناطة به, قام بإشعار القيادة بما يجري: " طائرة مجهولة يرجح أنها إف 14 إيرانية تقترب منا بسرعة... نطلب الإذن بالإشتباك معها إذا إقتربت من مسافة 20 عقدة دون أن تغير مسارها. " " يسمح لكم بالإشتباك مع الهدف لو تبين أنه معادي لكن يجب تحذيره أولا قبل إطلاق النار." " علم.."
الزوارق من جديد: بينما القائد يتابع أمر التهديد الجوي تم إخباره بأن المدفع الأمامي للطراد تعطل و أنه غير قادر على إطلاق النار على الزوارق الإيرانية. فأمر القائد بأن تقوم السفينة بتعديل وضعها حتى تتمكن من استعمال المدفع الخلفي في القتال التف الطراد بحركة قوية و عدل موقعه بسرعة حتى يتمكن من توجيه مدفعه الخلفي نحو الزوارق. و استأنف القصف ...
على متن الطائرة المدنية الإيرانية: " هنا الرحلة 655 نطلب الإذن بالإرتفاع أكثر " " لكم ذلك, نرجو تأكيد الرمز 6760 " " الرمز هو 6760" " شكرا " هذا الرمز يعني أن الطائرة هي مدنية و ليست عسكرية, و يتم بثه إلى أجهزة تعرف العدو من الصديق.
على متن الطراد USS Vincennes صاح أحد الضباط : " سيدي, رموز الطائرة استقرت أخيرا و تفيد بأنها مدنية." سمع القائد رسالة الضابط لكن صمت الطائرة و رفضها التجاوب مع النداءات جعله يشك في أمرها و يستغرق في التفكير فجأة قطع حبل تفكيره صوت ضابط آخر: " سيدي, الطائرة اقتربت من المدى المسموح هل ترغب في الإشتباك معها؟" لم يرد القائد و بقي صامتا.... " سيدي, هل ترغب في الإشتباك مع الطائرة؟" لا جواب.... " سيدي, هل ترغب في الإشتباك مع الطائرة؟" هنا رد القائد : " ...لا..." كان رد القائد حاسما... لا اشتباك مع الطائرة في ظل الشكوك القائمة حول هويتها.
التصعيد الخطير: بدا أن الأزمة ستحل و أن الطائرة اتخذ قرار بعدم إسقاطها لكن فجأة صاح أحد الضباط المتابعين لإحدى الشاشات: " سيدي, الطائرة تنخفض ..." نزل الخبر على الحضور كالصاعقة الطائرة تنخفض, هذا يعني أنها تتخذ الوضعية المثلى للإنقضاض على السفينة !!!! يا إلهي ... الطائرة تنخفض أكثر فأكثر كلما اقتربت من الطراد الكل حبس أنفاسه و بدأ يتصور الأسوأ حياتهم على المحك, و مصير كل طاقم السفينة رهين بقرار القائد روجرس و ضابط الراديو ما فتئ يكرر نداءه لكن دون رد.
السيناريو أعاد إلى أذهانهم حادثة مقتل 37 من المارينز بعدما قصفت طائرة عراقية الفرقاطة الأمريكية uss stark
تم تحميل مسؤولية الحادث لقائد السفينة و أجبر على الإستقالة. و لا أحد يرغب في ملاقاة نفس المصير. "سيدي, الهدف يزيد من سرعته و يتوجه نحونا مباشرة" هنا, شغل القائد مفتاح تشغيل الصواريخ المضادة للطائرات قبل فوات الأوان تم القفل على الهدف... و أطلق الصاروخ... و أطلق صاروخ آخر للرفع من احتمال الإصابة...
قام ضابط الراديو بتوجيه إنذار أخير للطائرة بتغيير مسارها فورا و إلا فإنها ستتعرض للتدمير وضع القائد أصبعه على زر التفجير الذاتي للصواريخ المنطلقة في حال ما إذا استجابت الطائرة للتحذير مرت الثواني القاتلة و الكل يحبس أنفاسه...
النهاية: في الساعة التاسعة و الدقيقة الخامسة و الخمسين تم تدمير الطائرة و تم تأكيد الإسقاط... انتابت القائد روجرس نوبة ارتياح معتقدا أنه أنقذ السفينة و الطاقم من خطر محقق. لكنه لم يدرك إلا لاحقا أنه تسبب في مأساة كبيرة...
الحصيلة و الخلاصات: - فجرت الطائرة في الجو و قتل الركاب و أفراد الطاقم كلهم و البالغ عددهم 290 شخصا - الحادث فجر مشاعر الغضب المتأججة أصلا لدى الشعب الإيراني تجاه الأمريكان - تم تحويل القائد روجرس إلى المحكمة العسكرية - وجهت له انتقادات بسبب " عدوانيته " الزائدة خلال ذلك اليوم - أكمل الطراد مهمته في الخليج تحت قيادة روجرس و انتقل بعد ذلك المحيط الهادي و الهند قبل أن يعود إلى قاعدة بحرية في San Diego في 25 أكتوبر 1988.
- حصل روجرس على وسام الإستحقاق من الرئيس بوش الأب سنة 1990 - عشرة أشهر بعد الحادثة, إنفجرت قنبلة في سيارة( ميني فان ) كانت تقودها Sharon زوجة القائد روجرس و اشتعلت فيها النيران, لكن السيدة لم تصب بأذى.
- الحادثة أسالت من المداد بقدر ما أسالت من الدماء و لم تقتنع الجهات الإيرانية بالرواية الأمريكية, بينما أكدت شهادات من أطراف أخرى ضعف هذه الرواية التي كان الغرض منها تبرير الحادث و إبعاد المسؤولية عن أمريكا.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: أسلحة صنعت الحدث الإثنين 30 نوفمبر 2015, 2:40 am
الحلقة العاشرة one-way mission
سآخذكم هذا اليوم ايها الإخوة الاعزاء في رحلة إلى الأربعينيات من القرن الماضي لنطالع صفحة من صفحات التاريخ المبهر دائما للحرب العالمية الثانية و سنتعرف على حدث مميز طبع تلك المرحلة المظلمة من تاريخ البشرية. حدث هذه المرة ربما لا يعرفه عدد كبير من الإخوة, لكنهم حتما يعرفون الحدث الذي يرتبط به ارتباطا وثيقا. راجع الحلقة الثانية : operation Z على الرابط التالي: الحلقة الثانية : ضربة الساموراي
أصيبت الولايات المتحدة الامريكية بصدمة كبيرة جراء الهجوم المباغت و الخسائر الفادحة التي لحقت الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ الذي ما عاد هادئا منذ حصول الضربة على بيرل هاربر. و عليه, قررت القيادة توجيه ضربة لليابان و في عمقها و غير بعيد عن قصر الإمبراطور الياباني. و تم الشروع في التخطيط للمهمة... مهمة جريئة... مهمة خلف خطوط العدو... مهمة باتجاه واحد...!!!
التحضيرت:
Ernest Joseph King قائد البحرية الأمريكية
الفكرة: King طرح فكرة إيصال القاذفات الأمريكية إلى قلب العاصمة طوكيو عبر حاملات الطائرات. الفكرة بدت غير واقعية, لكنها في نظر King كانت ممكنة لو تم اختيار الطائرات المناسبة و تدريب الطواقم جيدا لتنفيذ المهمة. اختيار الطائرة:
من بين الخيارات المتوفرة وقع الإختيار على القاذفة المتوسطة B-25 Mitchel من صناعة شركة North American بفضل مداها الكبير و قدرتها على حمل كمية مناسبة من الذخيرة و إمكانية تجهيزها لتقلع من على متن حاملة طائرات
المواصفات: المهمة : قاذفة دخول الخدمة : سنة 1941 الخروج من الخدمة: سنة 1979 المحرك: محركان بقوة 1700 حصان (لكل محرك) الطاقم: 8 أفراد السرعة: 438 كلم في الساعة المدى: 2170 كلم التسليح: 1450 كيلوغرام من القنابل + رشاشات متعددة الأعيرة + قذائف صاروخية القاذفة - بعد إعادة تأهيلها - تقلع من حاملة الطائرات USS Ranger فيما تقف قاذفة أخرى من نفس الطراز على متن الحاملة
اختيار قائد للمهمة:
وقع الإختيار لقيادة المهمة على القائد المحنك James Harold Doolittle الشهير ب Jimmy Doolittle
James Harold Doolittle هو طيار و تقني محنك حاصل على الدكتوراه في مجال الطيران و له إسهامات كثيرة في تطوير أجهزة الملاحة على الطائرات فضلا عن هوسه بالسرعة و تحطيم الأرقام القياسية.
صورة التقطت له في العشرينات من القرن الماضي
Doolittle مع فريقه على متن الحاملة USS Hornet
Doolittle يجهز قنبلة
التدريب على المهمة: في شهر مارس 1942 وصلت 24 قاذفة إلى قاعدة جوية بولاية فلوريدا قصد التمرن على الإقلاع بكامل الحمولة من مدرج طوله 152 متر فقط الطواقم كانت تتدرب دون أدنى معطى عن طبيعة المهمة, المعلومات بقيت محاطة بأكبر قدر من السرية شارك في الإستعدادات حوالي 10 آلاف بما فيهم الطواقم الارضية و التقنيون و المهندسون و حتى طواقم حاملات الطائرات المعنية بالمهمة.
بداية المهمة: حطت 16 قاذفة B-25 على متن حاملة الطائرات USS Hornet و تم تجريد الطائرات من أسلحتها الدفاعية للتقليل من وزنها و بالتالي الرفع من مداها
و انطلقت بها من سان فرانسيسكو باتجاه المحيط الهادئ لملاقات حاملة أخرى هناك و هي USS Enterprise
- و سيعمل قائد الحاملة على مرافقة USS Hornet و قاذفاتها حتى مسافة 550 عقدة من اليابان - بعد ذلك ستقلع القاذفات لمهاجمة العاصمة طوكيو بالإضافة إلى مدن Kobe و Nagoya و Osaka - من المفترض أن يقلع doolittle أولا و من ثم يدخل طوكيو وقت الغروب و يقصفها بقنابله الحارقة التي ستنير الأهداف لباقي الطائرات المهاجمة. - و بعد تنفيذ المهمة ستتوجه القاذفات نحو الصين لتنزل على مدرجات قريبة من الساحل مع الخيوط الأولى للصباح حتى يسهل عليها تحديد أماكن المدرجات.
اللقاء: بعد انطلاق الحاملة من سان فرانسيسكو ب 24 ساعة أفصح الجينرال doolittle لطواقم الطائرات عن طبيعة المهمة و أهدافها الحقيقية و أكد عليهم بعدم التعرض لقصر الإمبراطور الياباني مخافة أن يأتي العمل بردة فعل عكسية و يرفع معنويات اليابانيين المحبين لزعيمهم هيروهيتو
في الطريق نحو هدفهم إشتغل الطاقم بتعلم بعض الكلمات الصينية تحسبا لأي طارئ يضطرهم للهبوط بعيدا عن المكان المحدد. القاذفات تصطف فوق الحاملة USS Hornet استعدادا للمهمة تحت حماية سفينتين مرافقتين. بينما توفر الحاملة USS Enterprise الحماية بواسطة مقاتلاتها
صورة لأحد أفراد طاقم القاذفة المكلف بالمدفع الرشاش المضاد للطائرات
صورة تظهر الفريق المشارك في العملية كل بجوار طائرته
مفاجآت غير سارة: 1- في السادس عشر من أبريل (يومان قبل موعد التحليق) التقط الطاقم إرسالا من إذاعة يابانية محلية تعلن على سبيل المزاح أن اليابان تعرضت لقصف من قبل قاذفات أمريكية !!! مضمون الخبر رغم كونه كان على سبيل المزاح إلا أنه أثار مخاوف من احتمال اكتشاف الخطة الأمريكية من قبل اليابانيين. 2- في الساعات الأولى من صباح الثامن عشر من أبريل ظهرت سفينتان يابانيتان على رادارات الحاملة الأمريكية USS Enterprise !!! لكنها سرعان ما انسحبت مبتعدة عن مدى الأسطول الأمريكي. المهمة صارت في خطر !!! 3- بعد وقت قليل ظهرت قطعتان حربيتان يابانيتان غير بعيد على الأسطول الأمريكي, و قامت إحداهما بالتبليغ عبر الراديو عن اكتشاف الحاملتين الأمريكيتين. و على إثر ذلك أمر قائد الحاملة USS Enterprise بإغراق السفينتين اليابانيتين.
صعوبات جديدة: - اكتشاف الاسطول الأمريكي مبكرا و الإبلاغ عن وجوده بعثر أوراق قادة العملية و عليه فقد تقرر الشروع في تنفيذ المهمة فورا دون انتظار الموعد المحدد سلفا. - إقلاع الطائرات من موقعها الحالي معناه زيادة المسافة بحوالي 150 ميلا بحريا, مما يطرح تساؤلات حول مدى كفاية وقودها حتى تحط في الصين. - الطقس السيئ أبى إلا أن يزيد من صعوبة المهمة, إرتفعت الأمواج بشكل جعل عملية إقلاع القاذفات الثقيلة من على الحاملة أمرا بالغ الخطورة.
ساعة الصفر دقت: في الساعة الثامنة و الربع صباحا, أقلع Doolittle بقاذفته بصعوبة بالغة من على متن الحاملة القائد Doolittle يقلع بقاذفته من على متن الحاملة 650 ميلا من السواحل اليابانية إيذانا ببداية المهمة
القاذفة تنطلق من حاملة الطائرات USS Hornet
المكان : طوكيو الساعة الثانية عشر ظهرا بالتوقيت المحلي السلطات و في مصادفة غريبة تقوم بتمرين حول إنذار يتعلق بهجوم جوي السكان لم يأخذوه على محمل الجد و تعاملوا معه ببعض الإستخفاف إنتهى التمرين و عادت الحياة في المدينة إلى طبيعتها.
المكان : عرض البحر السفن الحربية اليابانية خرجت مسرعة للبحث عن الحاملات الأمريكية.
فوق طوكيو: وصل Doolittle إلى شواطئ اليابان و في مصادفة عجيبة الوزير الأول الياباني يحلق في طريقه للقيام بتفتيش قاعدة عسكرية يابانية و يلمح سرب القاذفات الأمريكية Doolittle يصل طوكيو في الثانية عشر و النصف و يشرع في القصف السكان تصوروا أن الأمر هو امتداد للتمرين الجوي المنفذ قبل قليل !!! صورة لقاعدة Yokosuka البحرية اليابانية تم التقاطها من قبل أحد طواقم القاذفة B-25
تم تنفيذ الضربة لكن القاذفات أصبحت في حاجة ماسة إلى الهبوط على أقرب أرض حليفة أو على الأقل محايدة الإقلاع المبكر و تغيير الخطة كانت له عواقبه على مدى القاذفات و استهلكت الوقود اللازم لوصولها سالمة إلى الصين.
- إحدى القاذفات التي كان يقودها Edwark J. York اتجهت نحو الإتحاد السوفياتي و حطت في Vladivostok : تم احتجاز الطاقم 13 شهرا و أطلق سراحهم في 23 من شهر ماي سنة 1943. - Doolittle أمر طاقمه بالقفز من القاذفة التي تحطمت لحظات بعد ذلك فوق تلة قريبة.
صورة لحطام الطائرة
جنود صينيون يصطحبون رجال القائد Doolittle نحو مقر آمن
دوليتل و طاقمه رفقة أصدقاء صينيين
- إحدى القاذفات حطت في منطقة صينية خاضعة للسيطرة اليابانية. تم احتجاز الطاقم و أعدم ثلاثة منهم, بينما توفي الرابع بسبب سوء المعاملة و نقص التغذية. و بقي الأربعة الآخرون رهن الإعتقال حتى نهاية الحرب. - قاذفة أخرى سقطت في البحر, غرق بعض أفرادها و من نجا منهم تم قتله بعدما نجح في السباحة نحو الشاطئ. - 3 قاذفات تحطمت فوق مقاطعة Chekiang الصينية صورة لطيارين و أفراد طاقم القاذفات الأمريكية المصابين عقب العملية و قد تم اصطحابهم نحو قرى صينية آمنة لقضاء فترة نقاهة
صورة للقاذفة تظهر الضرر الذي لحقها بفعل الرشاشات
الخلاصات: - من بين 80 فردا المشاركين في العملية, تمكن 71 منهم من العودة لبلادهم ! + التسعة قتلوا إما إعداما أو بسبب سوء المعاملة و الإطعام أو بسبب سقوطهم أثناء القفز من القاذفات.
- الخسائر التي تكبدها الجانب الياباني كانت بدون تأثير كبير: + قتل حوالي 50 شخصا و جرح 400 جراء القصف + 100 منزل دمر أو تضرر + إصابة حاملة يابانية طور البناء
و عليه فإن الضرر النفسي للغارة كان اشد على اليابانيين, و تحطمت بذلك الهالة التي ما فتئت ترسم عن قوة الإمبراطورية اليابانية -خاصة عقب الهجوم على بيرل هاربر - و مناعتها ضد الهجمات الجوية بسبب موقعها الجغرافي و قوة سلاحها الجوي. العملية شكلت وجبة دسمة للصحافة الأمريكية في سعي منها لرفع معنويات الشعب و محو تبعات الضربة اليابانية التي تلقوها.
استقبل العائدون إلى الولايات المتحدة استقبال الأبطال و تم توشيحهم بأوسمة.
حصل Doolittle على Medal of Honor عقب المهمة و تسلمها من قبل الرئيس الامريكي روزفلت.
توفي Doolittle سنة 1993 بعد مسيرة حافلة و إنجازات كبيرة كان أهمها الضربة الجوية على الإمبراطورية اليابانية و التي سميت باسمه The Doolittle Raid