إعداد: جوزيف البدوي[url=file:///C:/Users/Thaher/Downloads/Electronic Magazine - January 2015 (1).docx#_ftn1][1][/url]
المقدمة: لمحة تاريخية عن الموسيقى العسكرية والنشيد لدى بعض الشعوب
حاول الإنسان منذ أقدم العصور التعبير عن كل الحالات الإنسانية البدائية, كالتعامل مع الحيواناتالمتوحشة وحالات الطبيعة القاسية والاقتتال بين الجماعات الإنسانية المختلفة على ضرورة العيش. وكان الصراخ المنفرد، ثم ما لبث أن تحوّل إلى صراخ جماعي. بهذه الصورة كان أول مدماك في بنية النشيد والذي لا يختلف من حيث التعبير عن الفولكلور أو الأغاني الوطنية والقومية إلا من حيث بنيته الموسيقية وقواعده الإيقاعية واللحنية.
المارش:
كلمة غربية تطلق على قطعة موسيقية تعزفها الآلات، وتسمى نشيداً إذا كانت مصحوبة بكلام مغنى.
لحن المارش وميزانه:
يُلحن المارش عادة موقعاً على ميزان ثنائي (2/4) يوافق زمن الخطوة العسكرية، وبسرعة 120 وحدة من علامة السوداء في الدقيقة. وقد يوقع بميزان رباعي (4/4) أو بميزان ثلاثي (¾). والقرار الأساسي Tonalitéprincipale الذي يلحن عليه المارش فيجب بروزه وسيطرته في الاستهلال، ثم يصار إلى التصرف به وانتقاله من نغمة إلى أخرى بحسب قواعد المقام الأساسي. وغالباً ما يستهل بلحن من مقام كبيرMajeur ثم ينتقل في نهاية اللحن إلى جواب المقام بدلاً من قراره. وأكثر المارشات تبدأ بزمن ضعيف أو بضربة غير منبّرة تعرف بالـ upbeat أو الـ anacrusis.
النشيد:
وكما أسلفنا فإن النشيد قطعة موسيقية منظومة شعراً وملحنة تلحيناً خاصاً وهي مماثلة لطابع المارش بكل خاصياته. يُنشد النشيد إفرادياً وجماعياً ويوقع غالباً على ميزان الوحدة البسيطة (2/4) وبسرعة زمن الخطوة العسكرية أي 120 وحدة من العلامة السوداء في الدقيقة الواحدة. ويمكن توقيعه على موازين أخرى أمثال 4/4 , 3/4 , 6/8 ... وفق متطلبات الميزان الشعري ومطابقته للميزان الموسيقي. ويُستحسن التقليل من اللزم الموسيقية في النشيد لكي لا تطغي على الغناء بحيث يضيع اللحن ومعنى الكلام. وغالباً ما تُنظم الأناشيد باللغة الفصحى وتخضع للأوزان الشعرية المعروفة في علم العروض. وقد لا يُتقيّد بها رغبةً في التفنن في اللحن ومنعاً لتكرار النغمات في عبارة مماثلة.
لحن النشيد:
يلحّن النشيد عادة كما المارش على مقامات خاصة ويختار اللّحن بحسب مطابقته لمعاني الكلمات. فإن كان المعنى حماسيا اختير له مقام حماسي كالعجم أو الراست ويقابَل في الموسيقى الغربية بالمقام الكبير لما له من طابع لحني يثير الحماس ويلهبه.
وإن كان المعنى من نوع آخر يختار له ما يوافقه من المقامات ذات الطابع المحزن أو الراقص أو غير ذلك.
الموسيقى العربية وفن الأناشيد
العصر الجاهلي:
إن أول حركة إيقاعيّة عرفت عند العرب هي الحداء لِما تُشكّل في السير الطويل على الجِمال من إيقاع منظوم يُسرع أحياناً ويُبطئ أحياناً حسب مشيئة سائق الجِمال. ويورد الأصفهاني في كتابه الأغاني أناشيد كانت تُغنّى في هذه المرحلة، أي العصر الجاهلي، ويصفها وصفاً أدبياً رائعاً، غير أنه لم يصلنا أي شيء من هذه المرحلة لعدم وجود التدوين الموسيقي آنذاك.
صدر الإسلام:
احتلت الأناشيد حيّزاً لا بأس به في الفتوحات الإسلامية وكافة الحروب والغزوات التي توالت في ما بعد خلال العصر الأموي والعباسي وصولاً حتى العصر الأندلسي حيث استعملت الصنوج والطبول وآلات النفخ, وكان النشيد يؤدى غنائياً بمصاحبة الآلات الإيقاعية وبعض آلات النفخ التي أدخلت العصر الأندلسي نظراً لتمازج الحضارة العربية بالحضارة الغربية.
وأهم ما وردنا من الأناشيد الدينية والتي ما زالت تُغنَّى حتى أيامنا هذه هو النشيد الذي مطلعه :
طـلعَ البــدرُ عَلَيْنـــا مـــن ثنيّـات الوَداعْ
وَجَبَ الشُّكرُ عَلَيْنــا مـــــا دعـــا للهِ داعْ
أيُّــها المَبعوثُ فينــا جئتَ بالأمرِ المُطاعْ
[size]
ومن المعروف أن هذا النشيد أستقبل به الرسول في مكّة المكرّمة. وقد توارثته الأجيال شفاهيا حتى أيامنا هذه، وأدرجه الموسيقار رياض السنباطي في لحنه لقصيدة الثلاثية المقدسة التي غنتها أم كلثوم في مطلع سبعينيات القرن الماضي.
الأناشيد العربية في العصر الحديث:
في الربع الأخير من القرن التاسع عشر عملت مصر على استقطاب العناصر والعوامل الفنية من أوروبا وذلك بفعل التواصل الحضاري الذي خلّفته حملة نابليون على مصر والمد البريطاني عبر قناة السويس في ما بعد. فقد أنشأ محمد علي من ضمن الفرق العسكرية التابعة له مدرسة في الجيش قوامها أساتذة فرنسيون لتعليم آلات النفخ المختلفة حيث كوّن مجموعة كانت بمثابة أول فرقة موسيقية عسكرية سميت بموسيقى الجيش .
ويبقى الفاعل الحضاري المباشر لبداية النهضة الموسيقية العربية هو قدوم الموسيقي الإيطالي الشهير (فردي) إلى القاهرة حيث طلب إليه الخديوي إسماعيل حاكم مصر آنذاك تأليف أوبرا عايدة لمصر وفي نفس السنة أي 1869 بُنيت دار الأوبرا في القاهرة.
وقد مثّلت أوبرا عايدة في دار الأوبرا بالقاهرة في شهر كانون الثاني 1871 حيث لمع عازف الترومبيت المصري محمد عثمان في مقطوعة موسيقية من نفس الأوبرا Marchedes Trompettesوالتي كانت تُعزف في كافة الصالونات العربية..وعازف الترومبيت هذا المذكور هو والد عازف الترومبيت المعاصر زكي محمد عثمان الذي استعان به كبار الموسيقيين أمثال محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وكمال الطويل.
ويبقى الإلهام الحقيقي لتأليف النشيد متمثلا في الحركات الوطنية والحروب والثورات وحركات التحرّر ضد الاستعمار. فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1917، وتعبيراً عن مناداة الشعب المصري بالاستقلال وحقه بالحريّة وضع الفنان سيّد درويش نشيده الأول :
[/size]
قـــــوم يــــــا مـصـري مصر دايمـــاً بتنـاديـــــك
خُــــــــــــــــذْ بنصـري نصري ديــن واجب عليك
[size]
هذا النشيد الذي وزّعه فيما بعد توزيعاً هارمونياً محمود الخطاب أحد أساتذة الهارموني في المعهد الموسيقي بالقاهرة، والذي أشيع بثّه في الإذاعة المصرية في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين في المناسبات الوطنية والعسكرية.
وإبّان ثورة مصر في سنة 1919، ووسط هتاف المتظاهرين الذين ردّدوا وراء سيد درويش الذي لُقب بفنان الشعب عبارة "
بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي" أصبح هذا الشعار المأخوذ أصلاً عن مصطفى كامل, أول نشيد عربي أعتُمِد رسمياً نشيدا للدولة حيث عمّم في أكثر من بلد عربي. لكن مع إخفاق ثورة 1919 في تحقيق مطلبها الرئيس المتمثل في التحرر من الاحتلال الإنجليزي، ومع رحيل سيد درويش انطفأت جذوة الأغنية الوطنية لأكثر من 13 عاماً، حيث ساد مفهوم الغناء العاطفي .
ولم يتلألأ نجمها إلا في انتفاضة الطلبة التي اتقدت في عام 1935، من أجل الاستقلال (1930-1934) في عهد الملك فؤاد الأول، فكانت أغنية محمد عبد الوهاب الوطنية الأولى (
حب الوطن فرض علي ... أفديه بروحي وعينيه) احتفاء بمعاهدة 1936 التي أبرمها زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس مع المحتل الإنجليزي، تلك المعاهدة التي اعتبرها المصريون آنذاك انتصاراً كبيراً في رحلة كفاحهم ضد الاستعمار.
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) اختفت الأغنية الوطنية مرة أخرى أو كادت حتى وقعت نكبة فلسطين عام 1948 فأججت الشعور الوطني والفني .
النشيد والأغنية الوطنية والقومية في مصر ولبنان:
لقد تراوح التعبير الوطني في الموسيقى العربية بين قالب النشيد الذي يخضع غالباً للقواعد الرسمية والأسلوب العسكري الصارم أحيانا, وبين قالب القصيدة والأغنية الوطنية التي انتشرت قومياً أو محلياً ووفق الأحداث والحروب التي كانت دائماً الدافع والمُلهم لهذا النوع من التأليف الموسيقي. ففي عام 1946 ألهبت أم كلثوم العالم العربي بقصيدة أحمد شوقي "
سلوا قلبي "من ألحان رياض السنباطي :
[/size]
وعلّمنا بنـاءَ المـجدِ حـتى أخذنا إمرةَ الأرضِ اغتصابا
وما نيلُ المطالبِ بالتمنّي ولــكن تؤخـذُ الدنيـــا غلابــا
[size]
وحين غنّت أم كلثوم هذه الأبيات, كانت الحرب العالمية الثانية قد وضعت أوزارها, ونهض الشعب المصري يعرض على المحتلّين "مطالبه الوطنية " في جلاء قوّاتهم عن أرضه واستكمال استقلاله. وكانت كلمة "المطالب" تعني " المطالب الوطنية" ... ولهذا كان البيت الذي يذكر فيه شوقي أن نيل المطالب ليس بالتمنّي , يثير حماس مستمعي أم كلثوم, فيعلو هتافهم وتصفيقهم في كل مرّة يستمعون فيها لهذا البيت الذي لحّنه السنباطي تلحيناً حماسياً رائعاً, وتحوّلت أم كلثوم إلى داعية من دعاة "الجلاء".
وفجرت نكبة فلسطين والعرب منذ سنة 1948 وإلى اليوم الأعمال الكبيرة فنّياً وسياسيّاً وعسكرياً, فقد ألهمتّ الشاعر علي محمود طه بقصيدته:
[/size]
أخي جاوز الظالمون المدى فحقَّ الجهادُ وحقَّ الفدى
أنتركهم يغصــبونَ العُروبة مجــدَ الأبــوّةِ والـــسؤدّدَا
[size]
التي لحّنها وغنّاها محمد عبد الوهاب من مقام الراست الكبير؛ وشاعت في العالم العربي أجمع. ولم تزل هذه القصيدة ماثلة في الذكرى لما قد جمعت من إتقان في الكلمة واللحن والأداء.
في مطلع عام 1951 كانت مصر في أوج غليانها ضد الاستعمار البريطاني وعمت الاضطرابات المدن والقرى وتوقفت الجامعات والمدارس عن التدريس وتكثفت المظاهرات الطلابية الضخمة حتى وصلت قناة السويس، كما كثرت الاعتقالات، وزادت الرقابة من حدتها, وأشتد أوار الحماسة القومية والوطنية وصار من المستحيل كبح جماحها...
في تلك الفترة العاصفة، ولد نشيد "
أقسمتُ باسمِكِ يا بلادي" لمحمد عبد الوهاب والذي وزّعه توزيعاً أوركسترالياً الموزّع اليوناني أندريا رايدر الذي رافق محمد عبد الوهاب فترة طويلة. وقد أصبح هذا النشيد شعار نشرة الأخبار في إذاعة دمشق منذ خمسينيات القرن الماضي ولفترة لا تقل عن أربعين سنة.
وفي هذه الفترة قام ضابط كبير من الجيش المصري يدعى "سيد طه" أُطلق عليه اسم الضبع الأسود بتنظيمات مسلّحة أخذ يناوش بها القوات البريطانية المسلّحة المرابطة في قناة السويس الأمر الذي زاد في تأجّج الشعور الوطني, وفي غمرة هذه الاضطرابات التي اتصفت بالعنف وفي غِمار هذه الأحداث لحن رياض السنباطي قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم "
مصر تتحدّث عن نفسها " فبلغ في تلحينها حد الإعجاز في البلاغة اللحنية برغم صعوبة شعرها وقافيتها حيث تعتبر الحد الفاصل بين النشيد والأغنية الوطنية أو القومية التي عمّت العالم العربي بعد ذلك.
ويكفي مطلع هذه القصيدة التي امتزج فيها أسلوب التلحين بروح النشيد الخطابي والإلقاء الغنائي الثوري فيه ليشكل نداء عميقاً ودعوة للجماهير للنضال من أجل الحريّة. وبرزت مقدرة الملحّن رياض السنباطي في تذليل الصعاب اللغوية مع الارتقاء باللحن إلى مستوى الشعر. ويقول مطلع القصيدة:
[/size]
وَقَفَ الخلقُ ينـظرونَ جميعاً كيفَ أبني قواعدَ المجدِ وحدي
وبُناةُ الأهرامِ فـي سالفِ الدهرِ كَفــــوني الكلامَ عنِد التــحدّي
[size]
وظهرت هذه القصيدة إبّان حريق القاهرة الشهير من قبل الملك وأنصاره من عملاء الانجليز, واعتبرت نشيداً وطنياً يجمع "الضباط الأحرار" في الجيش المصري الذين قاموا بعد حوالي سنة بثورة 23 يوليو 1952
وبعد أيام من ثورة
23 يوليو 1952 التي قام بها مجموعة الضباط الأحرار, أُفرج عن أغنية محمد عبد الوهاب نشيد الحرية "
كنتَ في صمتِكَ مرغمْ.." من شعر كامل الشناوي, سجل سنة 1951 ومنعت إذاعته السلطات الملكية, وأعتبر نشيد الثورة. وقد اعتمدت إذاعة القاهرة المقدمة الموسيقية لهذا النشيد كشعار نشرة الأخبار حتى أيامنا هذه.
كما أنشد محمد قنديل بعد يومين من قيام الثورة (
ع الدوار ع الدوار.. راديو بلدنا فيه أخبار) كلمات حسين طنطاوي ألحان أحمد صدقي. وبعد أسابيع من نجاح الثورة أهدت أم كلثوم مستمعيها أغنيتها الخالدة (
مصر التي في خاطري وفي فمي .. أحبها من كل روحي ودمي) كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي.
خلال فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي عصفت بالعالم العربي أحداث وطنيةً وثورات داخلية وحركات عسكرية قومية كبرى أهمها الحرب العربية الإسرائيلية, حيث طغت الأغنية الوطنية على الأغنية العاطفية وغيرها من القوالب الغنائية المعروفة .
فإبّان
حرب 1956 التي شهدت "العدوان الثلاثي" على مصر وتحت وابل من القذائف والأعمال العسكرية سُجل نشيد "
والله زمان يا سلاحي" للشاعر صلاح جاهين الذي لحنه كمال الطويل وُّشدّت به أم كلثوم. واعتُمد هذا النشيد نشيدأً وطنياً لجمهورية مصر العربية من سنة 1960 حتى سنة 1979, كذلك اعتمدته العراق نشيداً وطنياً لها منذ سنة 1963 ولغاية سنة 1981، بعد ذلك اعتمدت نشيداً آخر من ألحان المؤلف الموسيقي اللبناني الوليد غلمية واستمر هذا النشيد حتى سنة 2003.
كما ظهر في الفترة نفسها رائعة الشاعر عبد الله شمس الدين والملحن محمود الشريف النشيد الذي رددّه العرب أجمعين وهو نشيد:
" الله أكبر فوق كيد المعتدي". الذي وزّعه "أندريا رايدر" وهو من أجمل الأناشيد العربية, وقد أنشده الكورس بعد العجز في إيجاد المطرب كارم محمود لأدائه, وقد سجلت موسيقاه فرقة أوركسترالية تشيكية كبيرة. واعتمدته الجماهرية الليبية نشيدها الرسمي, اعتباراً من 1/9/1969 لغاية 2011.
ومن الأناشيد الخالدة لتلك الفترة التي أنشدتها المطربة الوطنية فايدة كامل من شعر كمال عبد الحليم, الذي حصل على وسام من الرئيس جمال عبد الناصر تكريماً له عن هذا النشيد الذي لحنه علي إسماعيل:
[/size]
دعْ سمائي فسمائي مُحرِقَة دعْ قناتي فقناتي مُغْرِقَة
وأحذرِ الأرضَ فأرضي صاعقة
[size]
كما غنّت المطربة اللبنانية نجاح سلام قصيدة
" أنا النيل مقبرة للغزاة " شعر محمود حسن إسماعيل وألحان رياض السنباطي. وغنّت "
يا أغلى اسم في الوجود" كلمات إسماعيل الحبروك وألحان محمد الموجي. وأنشد الملحن والمطرب اللبناني عفيف رضوان من كلمات أحمد شفيق كامل
"من بيت لبيت من شبر لشبر"
الأغاني الوطنية التي ظهرت في فترة الوحدة بين مصر وسوريا 1958– 1961- أم كلثوم
" بعد الصبر ما طال" كلمات بيرم التونسي ألحان رياض السنباطي
- أم كلثوم " يا ربى الفيحاء
( وفّقَ اللهُ على النورِ خُطاكَ) "كلمات محمود حسن إسماعيل ألحان رياض السنباطي
- محمد عبد الوهاب "
أغنية عربية " كلمات كامل الشناوي, كما غنّى "
يا إلهي " و
" الله ثالثنا " من كلمات حسين السيد .
- عبد الحليم حافظ
" إحنا الشعب" كلمات صلاح جاهين ألحان كمال الطويل .
- صباح من ألحان فريد الأطرش "
حموي يا مشمش " و "
من الموسكي لسوق الحميدية".
- ومن الأغاني التي انتشرت ونالت شهرة واسعة في تلك الفترة "
وحدة ما يِغلبها غلاّب" للمطرب محمد قنديل كلمات بيرم التونسي وألحان عبد العظيم عبد الحق.
ولم تخلُ الحركات السياسية العربية التي طالما دعت للوحدة والقومية من شعارات تُرجمت نشيداً أو أغنية, وأهم هذه الأعمال "
الوطن الأكبر" لمحمد عبد الوهاب, 1959, والذي اشترك به أكثر من أربعين فناناً بين موسيقي ومغنّي من كافة البلاد العربية منهم عبد الحليم حافظ, شادية, صباح, نجاة الصغيرة, فايدة كامل, إلخ... والذي استعان فيه محمد عبد الوهاب بكافة آلات النفخ النحاسية والخشبية والوتريات حيث اعتبر هذا النشيد بمثابة نشيد القومية العربية. وقد قدّم كأفضل نشيد في عيد " الفن والثقافة" في مصر عام 1966. كما قدّم في توزيع جديد على مسرح قاعة ألبرت هول في لندن بمناسبة تكريم محمد عبد الوهاب في 22 يوليو 1988.
وقد أتبع محمد عبد الوهاب هذا العمل وبنفس الأسلوب أغنيتين وطنيتين,
"الجيل الصاعد "1961 و
"صوت الجماهير"1963 من كلمات حسين السيد.
1967 النكسة- محمد عبد الوهاب"
حيّ على الفلاح" و"
سواعدٌ من بلادي" بالاشتراك مع الأخوين رحباني شعراً ولحناً وتوزيعاً
- عبد الحليم حافظ "
عدّى النهار" عبد الرحمن الأبنودي – كمال الطويل. "
أحلف بسماها وبترابها" عبد الرحمن الأبنودي – كمال الطويل. "
البندقية اتكلمت " عبد الرحمن الأبنودي – كمال الطويل.
" يا حبيبتي يا مصر" محمد حمزة – بليغ حمدي غناء شادية. أم كلثوم "
راجعين بقوة السلاح " صلاح جاهين – رياض السنباطي التي ظهرت قبل النكسة بأيام والتي كانت تذاع كثيراً بعد النكسة. "
إنّا فدائيون ( سقط النقاب عن الوجوه الغادرة ) " عبد الفتاح مصطفى – بليغ حمدي. " طريق واحد
( أصبح الآن عندي بندقية) " نزار قباني – محمد عبد الوهاب. وقد سجلتها أم كلثوم سنة 1969 وكان قد غناها محمد عبد الوهاب سنة 1965 .
كما ظهرت عدة أغاني وطنية خلال الحرب التي شنّها العرب على إسرائيل في
أكتوبر 1973, أهمها: ما ردده عبد الحليم حافظ "
خلّي السلاح صاحي" كلمات أحمد شفيق كامل وألحان كمال الطويل، و"
لفي البلاد" كلمات محسن الخياط وألحان محمد الموجي و"
عاش اللي قال" كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي. وغنت نجاح سلام "
سوريا يا حبيبتي" تأليف وتلحين محمد سلمان.
كما بثت الإذاعات العربية نشيد "
الله أكبر" الذي أنتج سنة 1956 وأغنية "
يا أهلاً بالمعارك " من كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل والتي غناها عبد الحليم حافظ في احتفالات عيد الثورة في 23 يوليو 1965 ومغناة "
راجعون" من أعمال الرحابنة وغناء فيروز إنتاج 1957.
في
لبنان كما في مصر لمع الأساتذة فليفل بصياغة فن الأناشيد على الصعيدين الوطني العسكري والتربوي.
ففي سنة 1942 ساهَم الضابط محمد فليفل وأخوه أحمد في تأسيس موسيقى الدرك اللبناني, وقد لحّنا أجمل الأناشيد الوطنية والعسكرية الحماسية أمثال : نشيد "إنّ لبنان لنا" و"نشيد الجنود" ونشيد الجيش, ونشيد المصفّحات, ونشيد تشرين الذي وضع خصّيصاً لحفلة العرض العسكري في عيد الاستقلال, "نحن الشباب , "موطني", "الفخر في بلادنا", نشيد المدرسة الحربية, إلخ...
وفي العام 1952 انضم سليم فليفل وهو نجل محمد فليفل إلى ميدان الموسيقى الوطنية والتربوية حتى أورثت هذه العائلة الوطنية كمّاّ من الأناشيد التي عمّت لبنان والعالم العربي.
وفي العام 1959 سجّل الأساتذة فليفل لقيادة الجيش في استديوهات بعلبك أناشيد مختارات الجيش والتي تتضمّن كافة الأوامر والتشريفات المُترجمة موسيقياً في الأبواق والطبول "تأهب , إلى العلم, قرع الطبول, معزوفة القائد ,إلخ..."
ومن ألحان الأساتذة فليفل نشيد
" حماة الديار" المُعتمد نشيداً رسمياً في الجمهورية العربية السورية منذ سنة 1938 حتى يومنا هذا.
كما عايش اللبنانيون منذ ثلاثينيات القرن العشرين وحتى أواخر خمسينياته الأغاني الوطنية والسياسية الإنتقادية التي كان رائدها عمر الزّعني الذي اعتبر بطلاً من أبطال معركة الاستقلال حيث كان يحارب بسلاح الكلمة وينتصر.
في العام 1946 قام الملحن اللبناني عبد القادر التنّير بتلحين السلام الملكي الأردني من شعر عبد المنعم الرفاعي. ولم يزل هذا النشيد معتمداً حتى تاريخه, "
عاش المليك عاش المليك سامياً مقامه خافقاتٌ في المعالي أعلامهُ"
وقد برزت أعمال لبنانية في مجال الموسيقى الوطنية لتخرج من إطارها المحلّي وتعمّ بقوميتّها كافة البلاد العربية، ومن أهم هذه الأعمال: قصيدة أبو القاسم الشابي التي لحنّها وغنّاها الموسيقار حليم الرومي 1967 وشدّت بها في ما بعد المطربة سعاد محمد "
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدَّ أن يستجيب القَدَرْ" كما غنّت هذه القصيدة ثانيةً المطربة سعاد محمد في منتصف سبعينيات القرن العشرين ولكن هذه المرة بلحن رياض السنباطي. وشدّت هذه المطربة القديرة سنة 1975 قصيدة وطنية للشاعر نزار الحرّ وألحان جوزيف عطا الله حملت العنوان
"مــن أجــل بـلادي". في العام 1942 فاز الملّحن اللبناني حليم الرومي بجائزة تلّحين نشيد الجيش العربي الأردني في مباراة أقيمت في مقرّ إذاعة الشرق الأدنى السابقة. ويقول مطلع هذا النشيد الذي نظمه الشاعر عبد المنعم الرفاعي:
"دمتَ يـا شـبلَ الحسين قـائـدَ الجيـش الأبـيّ وارثــاً للنهضـتين مجـدُ عـزٍ يعـرُبـيّ"ولا يزال هذا النشيد حتى اليوم يعزف ويغنّى في المناسبات الوطنية الأردنية. وقد اعتمد كإشارة موسيقية لبرنامج الجيش العربي الأردني في الإذاعة الأردنية.
كما انتشرت في لبنان والبلاد العربية منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين الأغاني الوطنية والقومية
للرحابنة وفيروز.
" وطني يا جبل الغيم الأزرق",
" بيّي راح مع ها لعسكر حمل سلاح راح وبكرّ"," لبنان يا أخضر حلو"،"عَ إسمَك غنّيْت ", "وطنَ النجومِ أنا هنا"...لقد عالج الرحابنة كافة الجوانب الوطنية والتاريخية اللبنانية في مسرحياتهم الغنائية , حيث لم تعد الأغنية الوطنية مارشاً عسكرياً ودعوةٌ إلى حرب, وأبواق استنفار, ورائحةُ قتال, بل هي تجليّات شاعر وإبداع بأسلوب موسيقي جديد:
"يـا ورق الأصفر عمْ نِكبَرْ عمْ نِكبرْ .. وطرقات البيوتْ عمْ تِكبر عمْ تِكبرْ.. وتِخلصْ الدّني وما في غيرَك يا وطني"كما كان للوطن السوري رصيد كبير من أعمال الرحابنة خاصةً وأن فيروز درجت كل عام أن تظهر في مهرجانات معرض دمشق الدولي منشدة
"سائليني ", "شامُ يا ذا السيفُ", " يا شامُ عاد الصيف"...ولم تخلُ قضية فلسطين في كافة مناسباتها من أعمال الرحابنة الموسيقية والتي جاءت بين قالب النشيد والقصيدة والأغنية الوطنية والقومية التي شدّت بها
فيروز ومن هذه الأعمال
"راجعون", " رجعتَ في المساء" ," جسرُ العودة" , " يا جسراً خشبياً"والأغنية التي هزّت مشاعر العرب بعد نكسة 1967 "
زهـــرةَ المـــدائنِ " وبعدها "
سنرجعُ يوماً إلى حينّاً" ,
" القدسُ العتيقة" , "سيفٌ فليشهر" , "أذكرُ يوماً كنتُ بيافا"...وللأردن في أعمال الرحابنة وفيروز قصيدة حبٍ عصماء تحكي البطولة والحضارة والعزم , من شعر سعيد عقل:
[/size]
" أردنُّ أرضَ العَزمِ أُغنيةَ الظُّبى نَبتِ السُّيوفُ وحدُّ سَيفِكَ ما نبا"
[size]
الخلاصة:
يصوّر النشيد والأغنية الوطنية في الموسيقى العربية الواقع العربي الحديث في حيثياته الثقافية والتقنية والسياسية والعسكرية. وبعدما كان النشيد أو الأغنية تتغنّى بالحاكم أو الزعيم أضحت موضوعاً وطنياً يعالج العزّة والعنفوان ويحثّ على القتال بحماسة والعودة إلى الأرض المغتصبة.
والملاحظ منذ زمن ثمانينيات القرن العشرين اندثار الأغنية الوطنية العربية عامةً إلى درجة فقدانها - باستثناء بعض الأعمال التي تظهر من حين إلى آخر- لتظهر مكانها الأغنية السياسية الانتقادية, ظاهرة الشيخ إمام في مصر ومارسيل خليفة في لبنان ...
[/size]
[size]
[url=file:///C:/Users/Thaher/Downloads/Electronic Magazine - January 2015 (1).docx#_ftnref1][1][/url] قائد موسيقى الجيش اللبناني برتبة عميد[/size]