مدونة سلوك وأخلاق المهنة للعاملين في قطاع التأمين
بقلم: المهندس رابح بكر
تنظر غالبية شركات التأمين إلى الوسيط على انه الحلقة الأضعف في العملية التأمينية من خلال بعض الشروط التي تفرضها الشركات في الاتفاقيات التي تبرم بينهما والتي هي كلمة حق أريد بها باطل فمن يقرأ شروطها يراها جميعها تصب في مصلحة الشركة وحمايتها وهذا حق لها لكن يجب ان تكون المصلحة مشتركة فيما بينهما.
فعندما طلبت هيئة التأمين ان تكون علاقة العمل بينهما بموجب اتفاقية فهذا لايعني بانها سيف مسلط على رقاب الوسطاء لان تعريف الوسيط والذي خضع الى امتحان يؤهله فنيا لمزاولة هذه المهنة هو ذلك الشخص المستشار الامين لطالب التأمين في كل الاجراءات ومن المفروض ان لاتكون قيمة العمولة الممنوحة هي الاساس في اختياره للشركة وانما يجب ان تكون مبنية على جودة الخدمة وملائمة شروطها الاكتتابية والتغطيات التأمينية للعملية المطلوب تأمينها مع القسط المحدد وهذا لا يتناقض مع تفويض الشركة للوسيط ببعض الصلاحيات نيابة عنها كمعاينة الشيء موضوع التأمين وتحصيل الاقساط ومساهمته في حل اي خلاف يحصل عند تقديم اي مطالبة بالمقابل فان الشركة يجب ان تقوم بخدمة العميل باحسن صورة حتى وان راجعها شخصيا وكل موظف فيها يجب ان ينظر للعميل بعين الاحترام وهذا ما يؤكد ضرورة وجود دائرة لخدمة العملاء والتي غالبا ما توكل مهمتها الى دائرة تطوير الاعمال التي يجب ان تفعل هذه الخدمة ولا يجوز باي حال من الاحوال ان يتم التفاوض مع المراجع على ترك الوسيط للعمل المباشر تحت عدد من الاغراءات منها على سبيل المثال خصم خاص من القسط تساوي عمولة الوسيط وقد تزيد او منحه تغطيات لم تكن قد وافقت عليها الشركة او عدم حاجته لها او الاساءة للوسيط وغيرها من الخزعبلات التي قد تحميها نصوص في الاتفاقية او من يطلب كتابا من العميل برغبته بالعمل المباشر مع الشركة وقد لا يعرف ما هي مبررات هذا الكتاب والاخير يحصل كثيرا للوصول الى الاهداف الانتاجية المحددة من قبل الادارة لبعض ممن يسمون انفسهم مدراء لتطوير الاعمال وهم لا يملكون من التطوير الا اسمه .
ان ما ذكرته اعلاه هو ما دفعني للمطالبة بمدونة سلوك من الناحية الانتاجية فعملية المنافسة مشروعة قانونيا ولكن يجب ان تكون شريفة دون المساس بحقوق اي من الطرفين فكل منهما يكمل الاخر ولا يحتاج الوسيط الى علاقات او مصالح شخصية مع الادارات العليا لتسهيل مهمته وانما يجب ان تكون نابعة من المصداقية في العمل مع العميل والشركة وهذا ما دفعني لاطلاق اسم المصداقية للمؤسسة التي اديرها كوسيط تأمين لان الصدق والامانة هي اهم مقومات نجاح اي منظومة بعد التوكل على الله في كل شيء ومن هنا فاني اطالب الجهات التأمينية هيئة التامين والاتحاد الاردني لشركات التامين والشركات وجمعية الوسطاء ونقابة الوكلاء لعمل مدونة تحت اسم ( مدونة سلوك واخلاق المهنة للعاملين في قطاع التأمين ) للحفاظ على حقوق جميع الاطراف بالالية التي تحافظ عليها الشركات .
تعقيب على خبر إيقاف شركات تأمين واحتكار أخرى للقطاع
بقلم: المهندس رابح بكر
لا ألوم المواقع الاخباريه على نشر هيئة التأمين قد اوقفت 13 شركة تم تسميتها في تفصيلاته لعدم امتلاكه الخبرة الكافية بقطاع التأمين وما يدور فيه وما يصدر من تعليمات من قبل الجهات ذات العلاقة فقد وصلها كتاب مروس بأسم / اتحاد شركات التأمين موجه لاحدى الشركات تستفسر عن اسماء زميلاتها في السوق الاردني التي توقفت بسبب تجاوزها الحد الاعلى لنسبة اكتتاب اقساط التامين الالزامي والذي بموجبه يمكن لهذه الشركات الوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها تجاه المؤمنين لديها وهذا الاجراء معمول بها منذ سنوات حتى في الاعوام التي شهدت احقية المواطن في اختيار شركة التأمين والذي تم الغاء العمل به في 2010 ونتيجة لهذا الاجراء كان عدد من الشركات تلجأ الى التعامل بتأمين الخسارة الكلية والذي اطلق عليه سوقيا ( نص شامل ) لتعويضها عن ايقاف اصدار التامين الالزامي لها ومن يقرا نص الكتاب المشار اليه وليس لديه الدراية عن المصطلحات التأمينية التي وردت فيه سيخرج بانطباع يتطابق مع عنوان المقال بان هيئة التأمين قد اوقفت بعض الشركات مما ادى بآخرين الى احتكار السوق كما ورد في المواقع والتي ليس لها مصلحة بالاساءة الى اي جهة كانت ونشرت الخبر كما ورد من مصدره الذي اراد رمي الكرة في ملعب الهيئة واتحاد شركات التامين وفي توقيت يتزامن مع اخبار عدم رغبة الحكومة بالغاء هيئة التأمين لحاجة هذا القطاع لها ومع احترامي وتقديري لقرار مجلس النواب بالمطالبة بالغائها ورفض مجلس الاعيان ذلك .
لو عدت في هذا المقال الى الكتاب المرفق والذي اعتبره مصدر الخبر حجة له ومستندا وثائقيا على صحة كلامه فلو اطلع اي شخص على تاريخ الكتاب لوجده قبل نهاية السنة بشهر مما يدل على ان مورد الخبر اعطى معلومة خاطئة وهو يعلم جيدا بعودة العمل لهذه الشركات في بداية السنة الجديدة وهذا يعطينا الحجة القوية على ضرورة ان تبقى هيئة التامين مستقلة معنية بقطاع عالمي له خصوصيته ويحتاج الى كفاءات متخصصة لا ان يكون تابعا لجهة قد لاتمتلك الخبرة الكافية بأعمال التأمين التي تتعامل بها الشركات مع معيدي التامين في العالم والذين هم عبارة عن امبراطوريات مالية ضخمة تحتاج الى اجراءات ولغة لايعرفها الا القائمين عليها وهنا لا اقلل من شان اي جهة كانت ستؤول اليها هذه الهيئة لكن كل له عمله ولايجوز انكار انجازات الهيئة طول هذه الفترة فكان لها دور في عملية ضبط سوق التأمين الاردني والمساهمة في تزويد الكوادر العاملة بالعلوم التأمينية من خلال دورات وورش عمل متكررة بالاضافة الى تعزيز رسالة التأمين الانسانية من خلال التعديلات التي وردت على تغطيات التأمين الالزامي مع مراعاة القسط المستحق وانشاء صندوق التعويضات ومساهمتها كجهة مشرعة ومصدر لضوابط لهذا النوع من التأمين لتقليل خسائر الشركات بسببه بالاضافة الى النقلة النوعية في ترخيص مقدمي الخدمات المساندة وغيرها ولو عدنا لسنوات قليلة سنلاحظ بان الدول المجاورة قد قامت بنسخ صورة هيئة التامين الاردنية لتعمل بموجبها وهذا الشيء يعطينا الدافع القوي للمطالبة لابقائها على قيد الحياة مستقلة .
اعود مرة اخرى لعنوان الخبرالذي لاجله كان هذا المقال هوان بعض الشركات تحتكر السوق دون غيرها فهذا الاتهام يتناقض مع الاصوات التي تنادي بضرورة تعويم التامين الالزامي باقساطه وحرية الاختيار وكأن الشركات تتلهف للتعامل به على الرغم من ادعائها بانه خاسر الامر الذي يعدم ثقة المواطن بما تقوله الشركات وتدعيه يوميا في مختلف وسائل الاعلام واختم مقالي بالمثل القائل لمن وراء هذا الخبر اذا كان الكلام من فضة فاني اذكر بان السكوت سيكون من الذهب واظنكم تعلمون الفرق بين سعريهما .
* كاتب واعلامي في شؤون التامين