ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: كيف حكمت الصهيونية الولايات المتحدة.. الخميس 10 ديسمبر 2015, 6:44 am | |
| كيف حكمت الصهيونية الولايات المتحدة.. البدايات 2“بعد أن نصبح قوة و ننشئ وطننا سنرفض التقسيم وسنتوسع لنستولي على كل فلسطين” – بن غوريون عام 38 لمن فاتته الحلقة الماضية، تحدثنا عن زيارة الحاخامين اليهوديين لفلسطين للدراسة على الواقع إذا ما كانت فلسطين مناسبة لإقامة وطن قومي للصهاينة، وخلال الزيارة أرسلا رسالتهما السرية التي قالت “العروس جميلة ولكنها متزوجة”، وتحدثنا عن وعد بلفور ووضحنا بأنه كان اتفاقا بين الصهاينة وبريطانيا؛ أن تصدر بريطانيا وعد بلفور مقابل دخول الولايات المتحدة إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى، ثم تحدثنا عن بدايات التغلغل الصهيوني في الولايات المتحدة حيث ركزوا السيطرة على القضاء والإعلام والجامعات، وجندوا آلاف الصهاينة لخدمة أهدافهم، لنكمل: المحارق سوّق الصهاينة وطنهم على أنه وطن يستطيعون الهروب إليه من المجازر ضد السامية التي ترتكبها النازية في حقهم، ولكن اتضح لهم أن عدد المهاجرين كان قليلا، وأن من هاجر قد هاجر بناء على رغبته الشخصية وليس بسبب المجازر. لذلك تم توظيف أساليب كثيرة لزيادة أعداد المهاجرين اليهود. ذات مرة قال بن غوريون في اجتماع ضم منظمات صهيونية أمريكية: الصهيونية تصر على جلب اليهود إلى إسرائيل، نناشد شركاءنا مساعدتنا لجلب أطفالهم هناك، حتى لو رفضوا سنجلبهم، وأرجو ألا نضطر لذلك. وهنالك العديد من الوثائق التي تبرهن على أن الصهاينة قد قتلوا أبناء جلدتهم لإجبارهم على الهجرة. دبلوماسي شاب أمريكي لامع اسمه هيجنز جيبسون عين سفيرا لبلاده في بولندا سنة 1919 وكان بانتظار مصادقة الكونجرس، أرسل تقارير تفيد بأن هنالك مبالغة شديدة في المجازر التي ترتكب بحق اليهود، وفي أحد رسائله إلى والدته قال: هذه الحكايا التي تقال عن المجازر بحق اليهود أطلقتها أطراف خارجية مضادة لبولندا” ، فطلب فرانكفورتر لقاءه وهدده بأن الصهاينة سيضغطون على الكونجرس لإقالته من منصبه إن استمر بإرسال هذه الرسائل، غضب جوبسون وكتب رسالة من 21 صفحة وأرسلها لوزارة الخارجية قال من ضمنها أن خطة دموية تحاك لخلق ظروف ليهود بولندا تجبرهم على الهروب من وطنهم. ونجح فرانكفورتر في تحقيق تهديده للسفير الشاب الذي رفض الكونجرس المصادقة على تعيينه. كتب المؤرخ اليهودي توم سيجيف ما يلي: الكل يتساءل كيف أثر اضطهاد اليهود على حياة الفلسطينيين، في الوقت الذي بالغ فيه الصهاينة عن قصص الموت في برلين، فقد عرفوا أن ذلك سيفتح أبوابا غير مسبوقة لزيادة الهجرة إلى “إسرائيل”. وكتب الصحفي البارز نجل رئيس الوزراء الإيرلندي مقالا في صحيفة المشاهد عام 1966 قال فيه: أحد أهم ملامح الصراع الفلسطيني الصهيوني أن الصهاينة قد نجحوا في خلق صورة بأن هنالك واجب أخلاقي تجاه الناجين من المجازر، بعد أن أغلق العالم الغربي أبوابه دون استيعابهم. وفي حالات كان هنالك تعاون بين القيادات الصهيونية والنازية من أجل إطلاق سراح يهود والإبقاء على يهود آخرين في السجون. بل وقام الصهاينة بتنظيم اتفاقية مع النازيين سميّت “اتفاقية النقل” نصّت على أن اليهود الذين يرغبون بالهجرة إلى فلسطين يمكنهم أن يحولوا أموالهم بكل حرية، ومقابل هذه الاتفاقية ضغط الصهاينة على الولايات المتحدة بعدم فرض أية عقوبات اقتصادية على ألمانيا. وكتب اديون بلاك: من المفارقات أن يصبح هتلر الراعي الاقتصادي لإسرائيل. وأكثر من ذلك فقد غطت صحيفة برلين التي يصدرها مكتب الإعلام النازي زيارة وزير الإعلام النازي جوزيف جويبلس لفلسطين حيث ظهر على صدر صفحتها الأولى وسط مهاجرين يهود، وأصدر الوزير ميدالية تحمل الصليب المعقوف على أحد وجوهها ونجمة داوود على الوجه الآخر! والمسؤول النازي الكبير أدولف إيشمان الذي حوكم لاحقا أمام القضاء الإسرائيلي تعلم العبرية وسافر إلى فلسطين عام 37 واجتمع مع قادة الصهيونية بما في ذلك مساعد بن غوريون. وكتب عن علاقة النازية بالصهيونية عمدة القدس لاحقا تيري كوليك، في مذكرات ظلت حبيسة الأرشيف السري الإسرائيلي. قال كبير الحاخامات في العراق: اليهود العراقيون سيقفون دائما ضد الصهيونية، فاليهود والعرب عاشوا سوية لأكثر من ألف عام ولا يعتبرون أنفسهم إلا جزءا من الأمة العربية، بعد هذا الكلام الذي لم يعجب الصهاينة قام الصهاينة بزرع القنابل في الأحياء اليهودية والكنس لترويع اليهود العراقيين وإجبارهم على الهجرة إلى فلسطين، كما قاموا أيضا بتفجير مركز المعلومات الأمريكي في العراق وسوقوا الأمر على أن العراقيين المناهضين للأمريكان ولإخوانهم اليهود العراقيين هم الذين قاموا بالأمر، وهذا ما كتبه رجل المخابرات الأمريكي ويلبر كرين. وفي تلك الفترة ظهرت منشورات تحث اليهود على الهجرة إلى فلسطين، ومنشورات أخرى تحدثت عن إرهاب العرب فصدقها العالم وبدأ اليهود العرب بالهجرة إلى فلسطين. كتب جيلاري المؤرخ اليهودي العراقي واصفا تلك المرحلة: لم يهاجر اليهود في العالم الإسلامي بإرادتهم إلى فلسطين، ولكن اليهود قتلوا اليهود لإرغامهم على ذلك. بناء الصهيونية في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي غيرت الصهيونية استراتيجيتها من الضغط لإنشاء دولة لها في فلسطين، إلى إنشاء مؤسسات لها في فلسطين، وكان ذلك بسبب موجة التيارات المعادية للصهيونية في الولايات المتحدة والركود الاقتصادي العظيم، فقد رأى الكثير من المفكرين الأمريكان واليهود أن إنشاء دولة صهيونية على أرض عربية هو أمر بغيض وضد القيم الأمريكية واليهودية الأرثوذوكسية والمباديء الإنسانية. وكانت أهم المؤسسات الصهيونية التي أنشئت على أرض فلسطين الجامعة العبرية في القدس، وقدمت الجامعة للرأي العام الأمريكي على أنها عمل إنساني المقصود منه الإحسان. وفي تلك الحقبة زار بن غوريون الولايات المتحدة كل عام وكان مقتنعا بأن أهم مسرح للصهيونية خارج فلسطين هو الولايات المتحدة واليهود الأمريكان. وقال الصهيوني موشي شيرتوك، الذي أصبح وزيرا للخارجية فيما بعد: “سيصبح للولايات المتحدة قوة حاسمة في نهاية الحرب العالمية الثانية، وقوتنا داخل أمريكا هو أمر مهم للغاية”. وفي عام 1939 بدئ ببناء اللوبي الصهيوني، برئاسة راباي أبا وهيليل سلفر الذي بدوره أسس المجلس الصهيوني الأمريكي الطاريء، والذي جمع له بحلول عام 1943 نصف مليون دولار، وهو رقم مهول في تلك الأيام، كما نجح الصهاينة في تأسيس منظمة الإغاثة اليهودية المتحدة، التي عملت كغطاء للمنظمات الصهيونية في جمع التبرعات، فجمعت 14 مليون دولار في عام 1941 و150 مليون بحلول عام 1948، وهو ما يعادل الواحد والنصف مليار هذه الأيام. وبهذه المبالغ الضخمة قامت الصهيونية ببناء شبكة ضخمة من العلاقات العامة، وأمرت منتسبيها بالاتصال برجال الكونجرس في كل مدينة، وبجميع الموظفين الرسميين وعائلاتهم، والمشاركة في جميع الاتحادات العمالية، وأمدوهم بالمعلومات والمواد الدعائية ودربوهم على إلقاء المحاضرات. وظهرت في تلك الفترة منظمات عديدة مناهضة للصهيونية، ولكنها فشلت في التصدي لهذا الأخطبوط المنظم بموارده المالية غير المحدودة. وتغلغلت الصهيونية في المجتمع الامريكي وأصبح تحت إمرتهم الكثير من رجال الدولة حتى أنهم في العام 45 هددوا الرئيس الجديد للولايات المتحدة ترومان الذي لم يكن على وفاق معهم في أول الأمر، وضرب السيناتور المشهور الموالي للصهيونية إيمانويل سيلر على طاولة الرئيس معترضا على سن قانون ضد مصالح الصهيونية قائلا له سنطردك من مدينتنا. وظهرت في تلك الفترة سيطرة صهيونية على مجالس إدارات المدارس، والمكتبات، وطبعت ملايين المنشورات الداعمة للصهيونية، وظهرت عشرات عناوين الكتب المؤيدة للفكر الصهيوني ووزعت على نطاق واسع. صناعة التأييد المسيحي توجه جزء من ميزانية الصهيونية لشراء ذمم صفوة النخب البروتستانية الأمريكية، وأُسس المجلس الفلسطيني الأمريكي في عام 1932 بهدف دعم الصهيونية من خلال هيئة من الأمريكان غير اليهود، وما لبث أن امتد هذا المجلس ليشمل جميع المدن الأمريكية، ولنفس الأهداف أسس المجلس المسيحي في فلسطين، وانضم لهذين المجلسين العديد من رجال البرلمان والموظفين الرسميين والكتاب والناشرين ورجال الاعمال، ونشط الصهاينة في دعم أعمال الخير المسيحية، وربطوا بين هجرة الصهاينة إلى فلسطين والواجب الديني والإنساني. وغفل المسيحيون الأمريكان عن أن قيام الدولة الصهيونية سيهجر إخوانهم المسيحيين العرب، ولم يعرفوا بتلك المجازر التي ارتكبت بحق مسيحيي فلسطين لاحقا، وعندما تناقلت وكلات الأنباء حجم الاضطهاد الذي يتعرض له مسيحيو فلسطين، نشطت دعاية صهيونية هائلة تدعي بأن التنكيل كان من المسلمين وأن الصهيونية تحمي كنائس الشرق، وكتب مستشرق أمريكي شهادة أحد رجال الدين المسيحيين نقلا عن ما قاله صهيوني له: عندما نتحكم بكم في فلسطين تستطيعون أخذ مسيحكم الميت والعودة به إلى وطنكم! الاستعمار الصهيوني حاول الصهاينة في أول الأمر شراء أراض من الفلسطينيين، ولكنهم لم ينجحوا بذلك، فاستخدموا العنف لإجبارهم على بيع أراضيهم. وأسس الصهاينة عددا من الجماعات الإرهابية لقتال العرب والبريطانيين، وكان أشهر هؤلاء الإرهابيين رئيس الوزراء الصهيوني مناحيم بيغن، وفي ليلة إعلان الدولة الصهيونية وصل تعداد الصهاينة إلى ثلث سكان فلسطين وارتفعت ملكيتهم للأراضي من %1 إلى 6% فقط. أرادت بريطانيا إنهاء انتدابها لفلسطين، والمنطق يقتضي أن تطبق الأمم المتحدة أحد مبادئها وهو حق الشعوب في تقرير المصير، وبدأت الصهيونية بالضغط على الهيئة العامة للأمم المتحدة لمنحهم %55 من أراضي فلسطين. بداية الأمر رفضت الولايات المتحدة مبدأ التقسيم، ورأت أن موافقتها ستضر بمصالحها الاستراتيجية في العالم العربي، وكان على رأس المعارضين رئيس قسم الشرق الأدنى في الخارجية الأمريكية لوي هيندرسون، الذي كتب عشرات التقارير حول هذا الأمر، وهاجم الصهاينة هيندرسون واتهموه بمعاداة السامية وطالبوا بإستقالته، وهددوا عائلته، وضغطوا على وزارة الخارجية لنقله إلى أن رضخ ترومان في عام 1948 وعينه سفيرا في نيبال! ومنذ ذلك الوقت أصبح يعلم المسؤولون الحكوميون جيدا أن لا مكان في وزارة الخارجية للذين يرفضون الإملاءات الصهيونية، وفي السنوات التي تلتها أصبحت مناصب مدراء المكاتب في وزارة الخارجية حكرا على الصهاينة. في عام 1947 ظهر تقرير لوكالة الاستخبارات الأمريكية يحذر من أن القادة الصهاينة يضغطون لتحقيق أهداف تضر بالمصالح العليا للقوى الغربية واليهود في قسم الشرق الأدنى والشرق الأوسط. وانضم ترومان للوبي المؤيد للصهيونية على الرغم من عشرات التقارير التي وصلت للرئيس ترومان محذرة من أن دعمه لرغبة الصهاينة بتقسيم فلسطين سيضر بالمصالح العليا للولايات المتحدة إلا أنها لم تجد أذانا صاغية، فمستشاره السياسي كلارك كليفورد آمن بأهمية الصوت الصهيوني في الانتخابات المقبلة، وأن دعمه لخطة التقسيم من شأنه أن يحسم الانتخابات القادمه لصالحه، وأيضا فمنافسه ديوي أخذ نفس الموقف في دعمه للصهاينة. وكان من أبرز المعارضين لقرار التقسيم وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال، صاحب خطة مارشال الشهيرة الذي رأى أن تفضيل المصلحة الانتخابية للرئيس مقابل المصلحة القومية للبلاد لهو أمر دنيء يضر بالولايات المتحدة، وقال سأمنح صوتي للرئيس الذي يفضل المصلحة القومية للولايات المتحدة على مصالحه الانتخابية، وانضم إلى مارشال أيضا وزير الدفاع جيمس فوريستال الذي فشل في إقناع الرئيس بالوقوف بوجه الصهيونية. وكتب ترومان في مذكراته: هنالك ضغط كبير عليّ من الصهاينة لم يشهده البيت الابيض من قبل. بالإضافة للضغوط المستمرة، قام الصهاينة بشراء الذمم، فقد أثبت المؤرخون أن ترومان قد استلم حقيبة ملأى بالنقود من الصهاينة في قطاره الذي طاف الولايات المتحدة أثناء حملته الإنتخابية. وكان أحد أهم الممولين لترومان رجل الأعمال الصهيوني أبراهام فينبيرغ، الذي كان له دور مشابه مع الرئيس جونسون. وبعد أن فاز ترومان بالانتخابات الثانية وجه كلمة شكر من على منصة التتويج للصهيوني فينيبيرغ، وعندما اكتشفت المخابرات الأمريكية لاحقا أن فينبيرغ قد موّل صفقات سلاح غير شرعية تم إقفال القضية. ضغط الصهيونية على أعضاء الأمم المتحدة على الرغم من ضمان الصهيونية لدعم الولايات المتحدة لقرار التصويت بتقسيم فلسطين إلا أنهم كانوا بحاجة إلى موافقة ثلثي أعضاء هيئة الأمم المتحدة وهذا أمر كان من الصعب تحقيقه . انصبت استراتيجية الصهيونية على تأخير التصويت حتى يتاح لهم فرصة إقناع الدول للتصويت لصالحهم. وكتب روبرت ناثان الصهيوني الذي عمل موظفا في الحكومة الأمريكية: لقد استخدمنا كافة الوسائل للضغط على الدول، فقلنا لدول أن الصهيونية ستستخدم نفوذها لوقف أي مساعدات للدول التي تصوت ضد التقسيم! وكتب صهيوني آخر مفتخرا: لم نترك أية دولة مهما كانت صغيرة لإقناعها بالتصويت مع قرار التقسيم، وكل دولة استخدمنا الأسلوب المناسب معها. فحتى فرنسا تم الضغط عليها، فمستشار الرئيس الأمريكي بيرنارد باروش قال لفرنسا أن المساعدات الاقتصادية ستتوقف ما لم تصوت لصالح قرار التقسيم، وهددت ليبيريا من خلال شركة فيرستون الأمريكية العملاقة بأنها لن تتوسع في نشاطها في ليبيريا لو صوتت ضد قرار التقسيم، ودول أمريكيا اللاتينية رُبط قرار موافقتها على التقسيم بإنشاء طريق يربط بينها. وحتى زوجات رؤساء الوفود لم يسلمن من الترغيب والتهديد الصهيوني، فأغدقوا عليهن الهدايا الثمينة، وأرسلت شيكات على بياض لبعض رؤساء الدول مثل هاييتي. وأغرى مستشار ترومان كلارك كليفلاند الفلبين بتأجيل سبعة كمبيالات مستحقة السداد معروضة على الكونجرس، بعد أن خطب مندوبها خطبة عاطفية ضد التقسيم، ولكن بعد 24 ساعة صوتت الفلبين لصالح التقسيم! قرار التقسيم في 29 نوفمبر عام 1947 صدر قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 181 بالتقسيم، ومع أن هذا القرار هو الذي أنشأ الكيان الصهيوني، إلا أنه لم يحمل أي إلزام لتطبيقه، فقرارات الجمعية العمومية لا تلزم الأعضاء بخلاف قرارات مجلس الأمن، لذلك فقد احتوى القرار على طلب من مجلس الأمن بإتخاذ الإجراءات لتنفيذ هذا القرار، ولكن لم يتابع مجلس الأمن بإتخاذ أي قرار. قرار 181 المجحف وغير الملزم أدى إلى تفجر العنف في فلسطين، فخلال أشهر فقط تم تهجير 413000 فلسطيني من منازلهم، فالصهاينة قد استعدوا قبل أشهر لهذه الحرب. في 15 أيار أعلن الصهاينة إنشاء وطنهم على أرض فلسطين ولم يحددوا حدودها أو يكتبوا دستورها، ودخلت خمسة جيوش عربية إلى فلسطين، وفاقت العصابات الصهيونية خمسة الجيوش مجتمعة بالمال والعتاد، واستطاعت الأمم المتحدة إصدار قرار مؤقت لوقف إطلاق النار استطاع الصهاينة استغلاله للتسليح. الكونت السويدي مبعوث الأمم المتحدة فولك بيرنادوت، الذي أنقذ آلاف اليهود من النازيين كلف بالتوسط لإنهاء العنف ولكن الصهاينة اغتالوه في القدس! وبنهاية الحرب سيطر الصهاينة على %78 من فلسطين. للعلم + الراباي الصهيوني ساسون الذي حاول تهجير اليهود العراقيين تعرض لضرب مبرح منهم لرفضهم الذهاب إلى فلسطين. + في عام 1870 قام الصهاينة بتنظيم حملة كبيرة في الولايات المتحدة ودعمهم رجال الكونجرس ضد المجازر التي ترتكب ضد اليهود في رومانيا، وحقق الكونجرس في هذا الموضوع بضغط صهيوني ليتبين لاحقا أن عدد القتلى اليهود في هذه المجازر بلغ الصفر. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: كيف حكمت الصهيونية الولايات المتحدة.. الأربعاء 16 ديسمبر 2015, 4:02 am | |
| كيف حكمت الصهيونية الولايات المتحدة... البدايات (3) *إسماعيل الشريف
«إسرائيل أرض اليهود... لم تكن أبدا أرض العرب، حتى عندما كان كل سكانها من العرب، إسرائيل تعود لأربعة ملايين يهودي روسي حتى لو لم يولدوا فيها، وإنها أرض التسعة ملايين يهودي آخرين موزعين في العالم حتى لو لم يريدوا العيش فيها»– إسرائيل إلداد، فيلسوف صهيوني ومن كبار منظري الصهيونية. لمن فاتته الحلقة الماضية تحدثنا عن المبالغة في المحارق النازية ضد اليهود، والتواطؤ الصهيوني النازي أحيانا لتسهيل هجرة اليهود لفلسطين، وإجبار الصهاينة لليهود كي يهاجروا إلى فلسطين، وتحدثنا عن خفايا قرار التقسيم، وأنه ليس إلا قرار سلب لم يكن يوما قرارا قانونيا، وبينّا دور ترومان الداعم للصهيونية، والرشاوي التي قبضها منهم، لنكمل: المجازر قامت العصابات الصهيونية قبيل قرار التقسيم وبعده بارتكاب ما لا يقل عن 33 مجزرة بحق الفلسطينيين، كانت العصابات الصهيونية تمتلك العتاد والرجال بشكل أكبر بكثير من الفلسطينيين، وبعد حرب 48 تم طرد ثلاثة أرباع الفلسطينيين من منازلهم. وكما كتب المؤرخ الإسرائيلي توم سيفيج أن إسرائيل قد ولدت من رحم الإرهاب، وتطلب إنشاؤها الأساليب الفاشية والقسوة. في قرية الدوايمة شاهد عيان يهودي يذكر: لقد قتل الأطفال بضربهم بالهراوات على رؤوسهم، ما من منزل إلا وقد قتل من أفراده، وتبجح جندي صهيوني بأنه اغتصب امرأة ثم أطلق الرصاص عليها. وتذكر فلسطينية أن جنديا أطلق النار على أختها الحامل ثم شق بطنها بساطور! وبعد مجزرة دير ياسين في نيسان من عام 48 يروي أحد العاملين في الصليب الأحمر وكان أول الواصلين للقرية المنكوبة، أنه رآى 245 شخصا مقتولا منهم 145 إمرأة، 35 منهن حوامل. وكتب أحد الجنرالات الصهاينة: الفلسطينيون لم يعرفوا كيف يقاتلون ولكنهم أتقنوا الموت. وكتب ريتشارد كاتلنج، البريطاني مساعد المحقق العام في الجرائم: العديد من بنات المدارس تم الاعتداء عليهن وذبحهن، وكتب أضا: والنسوة الكبار أيضا تم ذبحهن. وقد أصبح لاحقا كل من مناحيم بيغن وإسحاق شامير جزاري دير ياسين رؤساء وزراء للاحتلال الصهيوني. وبعد ستة أشهر قام مناحين بيغن الذي وصل صيته الإجرامي أطراف المعمورة، بما في ذلك قيامه بتفجير فندق الملك داود في القدس الذي أدى إلى مقتل 91 شخصا، قام بزيارة الولايات المتحدة، والتقى خلال جولته بعدد كبير من رجال الكونغرس والمحافظين وكبار المسؤولين، وحاولت وزارة الداخلية الأمريكية رفض منحه تأشيرة الدخول إلا أن أمرا جاءها من الرئيس ترومان بمنحه تأشيرة الدخول، وخلال جولته اعترف بيغن بكثير من الفخر بالعمليات الإرهابية التي قام بها خلال مقابلة مع محطة تلفزة أمريكية، سأله المذيع كيف تشعر أن تكون أب الإرهاب في الشرق الأوسط، أجابه بيغن متهكما في الشرق الأوسط فقط؟ بل قل في كل العالم! دعم المجموعات الأمريكية للعسكرية الصهيونية لم يكن الرأي العام الأمريكي على علم بوجود مجموعات أمريكية لدعم العسكرية الصهيونية في أرض فلسطين وكانت هذه المجموعات: 1- وفد الاريغون، وتأسست عام 1939 وتطوي تحتها ستة منظمات أخرى، وكان من داعميها إليانور روزفيلت زوجة الرئيس الأمريكي والرئيس هاري ترومان والعديد من كبار الساسة، ومن نشاطاتهم أنهم قاموا بتجنيد أهل الفن آنذاك مثل فرانك سناترا ومارلون براندو اللذين قدما عشرات الأعمال الفنية لجمع تبرعات لهم، وحصلت بعض أعمالهم على تبرعات بلغت المليون دولار. وبعد الحرب العالمية الثانية كان من أهم نشاطات هذه البعثة تهجير اليهود إلى فلسطين خاصة الإرهابيين منهم للمشاركة في أعمال إرهابية في فلسطين. ولعل من أعمالهم مزاوجة الدين اليهودي مع الأهداف الصهيونية، وتأسيس دين يهودي جديد متطرف وصهيوني قائم حتى هذا الوقت، فالكابالا وهي تعاليم صهيونية تدمج عقائد وثنية، تقول أن غير اليهود هم تجسيد للشيطان وأن العالم قد خلق فقط لليهود، ومؤسس هذه العقيدة الشيطانية كان الحاخام كوك الذي قال أمام أتباعه الصهاينة والأمريكان: إن الفرق بين روح اليهودي وغير اليهودي أكثر بكثير من الفرق بين روح الإنسان وروح البهيمة. 2- وقام الحاخام باروخ كورف بتأسيس لجنة العمل السياسية لفلسطين: وهي مجموعة إرهابية لاقت رواجا كبيرا في الولايات المتحدة، استندت إلى الدين الجديد الذي أسسه كوك، وكان من أبرز نشاطاتها بناء علاقات متينة مع رجال الكونغرس الأمريكان، وفي عام 1946 اكتشفت المخابرات البريطانية أن كورف كان يخطط لاغتيال وزير الخارجية البريطاني، وأخفت المخابرات البريطانية هذا المخطط عن الرأي العام إلى أن خرجت الوثائق السرية عام 2003 لتكشف تفاصيل هذا المخطط، وقد كانت الفكرة إسقاط قنابل على وزارة الخارجية وعشرات الآلاف من النشرات التي تقول سنقوم بنقل الحرب إلى داخل بريطانيا، وذلك لأن تعاون بريطانيا في تهجير اليهود إلى فلسطين كان دون المستوى المطلوب، ولكن منفذ العملية نقل كل المعلومات إلى الشرطة البريطانية. ولاحقا أصبح كورف صديقا مقربا من الرئيس نيكسون، وتشير التقارير أن الحاخام كانت له سيطرة كبيرة على نيكسون والذي بدوره دعم الكيان الصهيوني وخاصة هجرة اليهود الروس إلى فلسطين. 3- مؤسسة « سونيبورن « وهي مؤسسة تابعة للمنظمة الإرهابية الهاجانا، وأسسها كل من بن غوريون ورودولف سونيبورن ، وكان الهدف الأساسي لهذه المؤسسة تأسيس منظمة سرية تهدف إلى جمع التبرعات للكيان الصهيوني، وكان لها ممثلين في أكثر من أربعين مجموعة صناعية أو اتحاد للعمال، كما قاموا بتأسيس مجموعات شبابية صهيونية كانت من مهامهم تهريب الأسلحة في القوارب التي تحمل المهاجرين إلى فلسطين، حاولت السلطات الأمريكية وقف عمليات التهريب هذه، وفي عام 1948 أعد مدير المخابرات الأمريكية تقريرا سريا لوزير الدفاع تحدث فيه عمليات تهريب السلاح وحذر من أن هذا العمل يؤثر على الأمن القومي الأمريكي، ولكن كما المنظمات الصهيونية الأخرى كان لسونيبورن علاقات متينة مع كبار رجال الساسة فلم يهتم أحد بهذا التقرير. 4- مجموعة سيرف وكانت من المجموعات السرية التي عملت في الولايات المتحدة، أنشأت عام 1942، أسسها الصهيوني البريطاني الأصل اسرائيل سيف، امبراطور الملابس وصهر مايكل ماركس أحد مؤسسي ماركس آند سبنسر، وكتب عنها المؤرخ بيتر جروس أنها مجموعة معقدة سوداء جذبت العديد من كبار الساسة في البيت الأبيض، وكان هدفها الأساسي نقل رسائل الصهاينة في فلسطين إلى مراكز صنع القرار السياسي في واشنطن. 5- اللجنة الأمريكية الإسرائيلية تأسست عام 1906، أسسها المصرفي جاكوب سشيف، هدفها حماية اليهود داخل الولايات المتحدة وخارجها، في الثلاثينيات والأربعينيات حددت اللجنة أسماء خمسين ألف مناهض للصهيونية أو متعاطفين مع الألمان وتم إلقاء القبض عليهم من قبل السلطات الأمريكية، ونجحت اللجنة في تحويل مؤسس حزب «الأول» جيرالد سميث للتحقيق من قبل السلطات بتهمة العداء للسامية بعد أن كانت مباديء الحزب عدم دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية. ولغاية الآن لا يعرف أحد حجم التبرعات التي حصلت عليها المنظمات الصهيونية داخل الولايات المتحدة، ولكن بعض الباحثين وصلوا إلى رقم يوازي 3.5 ترليون دولار بقيمة المال هذه الأيام خلال الفترة 1939 – 1948. التسلل والقمع بشكل متواز مع تأمين الدعم المالي للصهيونية كان يجري سرا حملة لإنشاء معسكرات تأوي اليهود تمهيدا لشحنهم إلى فلسطين، ولكن تبين أن اليهود في هذه المعسكرات لم يريدوا الهجرة إلى فلسطين فعمل الصهاينة على إقناعهم وإرغامهم للهجرة، وقاموا بمعاقبة الأشخاص الرافضين للهجرة داخل هذه المخيمات بمصادرة حصصهم من الطعام وأوراقهم الثبوتية لإرغامهم على الهجرة إلى فلسطين. وكتب المؤرخ جرودزينسكي: قام العسكريون الصهاينة بجمع الأطفال الأيتام اليهود وأحيانا اختطافهم من عائلاتهم ووضعهم داخل هذه المعسكرات وتهجيرهم إلى فلسطين. التجنيد الإجباري لأول مرة في تاريخ العالم تقوم –لا دولة- بفرض التجنيد الإجباري على أناس لم يعيشوا على أرضها، وتطلب منهم الدفاع عنها! واستخدموا أساليب عديدة في فرض هذا التجنيد من فصل الأشخاص المتهربين من الخدمة الإلزامية من أعمالهم، وطردهم من منازلهم، وتخفيض حصصهم من الطعام في المعسكرات وأحيانا ضربهم، ولم يكتفوا فقط بمعاقبة المتهربين من التجنيد الإلزامي وإنما امتد ذلك لمعاقبة أقاربهم، وظهر تمييز واضح في أجور المكلفين بين الناطقين باللغة الإنجليزية وغيرهم. كتب الكاتب الإسرائيلي توم سيجف: أن معظم المهاجرين اليهود الألمان قد جاءوا إلى فلسطين مجبرين، في أرض الميعاد كانوا محل إزدراء. النازحون الفلسطينيون بحلول عام 1949 ونتيجة للتطهير العرقي الصهيوني ضد أصحاب الأرض الفلسطينيين، مئات الآلاف من الفلسطينيين هجّروا من أراضيهم، أرسل مندوب الولايات المتحدة في الكيان الصهيوني رسالة إلى ترومان قال فيها: لقد وصلت أرقام النازحين الفلسطينيين إلى مستويات مرعبة وهي في تزايد مستمر، ويجب النظر إليها على أنها كارثة إنسانية والتعامل معها على هذا الاساس، فقد وصل عدد النازحين إلى أربعمائة ألف وهو في تزايد مستمر، ولقرب حلول فصل الشتاء فمن المتوقع أن يموت مائة ألف نازح فهم بلا مأوى أو طعام كاف. وظل الرقم في تزايد إلى أن وصل إلى ثلاثة أرباع مليون نازح، وساعد العرب أخوانهم وتبرعوا بحوالي أحد عشر مليون دولار، وتشير التقارير أن الصهاينة تبرعوا للنازحين بخمسمائة «بوكسة برتقال» ! مع أنهم استولوا على أراض للفلسطينيين بلغت قيمتها 480 مليون دولار في عام 1947 وبقيمة اليوم تبلغ 5.2 تريليون دولار. وترومان الذي ساهم بخلق هذا الكيان السرطاني، حاول إقناع الصهيونية بعودة النازحين إلى منازلهم، وشعر مندوبه المكلف بهذه المسؤولية مارك إيتردج بالقرف من رفض الصهاينة لطلب الرئيس وكتب تقريرا إلى وزارة الخارجية الأمريكية جاء فيه: ما أراه الآن هو إجهاض للعدالة والإنسانية ولا أريد أن أكون القابلة القانونية لهذا الإجهاض. وأخيرا هددت وزارة الخارجية الأمريكية بتجميد 49 مليون دولار قرض من أحد البنوك للاحتلال الصهيوني إذا لم توافق الصهيونية على إعادة 200 ألف نازح إلى منازلهم، وكلف جورج ماجهي، المنسق الأمريكي لشؤون اللاجئين بتسليم هذه الرسالة إلى السفير الصهيوني في واشنطن، ويذكر ماجهي رد فعل السفير على هذه الرسالة، فيقول نظر إلي السفير بنظرة بين التهديد والاشمئزاز وقال سأوقف محتوى هذه الرسالة، وفعلا كان له ما أراد فالرئيس ترومان طلب عدم ربطه بهذا التهديد! وصدق السفير وأوقفت الرسالة. سيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام يقول المؤرخ ريتشارد ستيفز: أن الصهيونية انتبهت مبكرا إلى طبيعة النظام السياسي الأمريكي، من أن السياسات تصنع بواسطة الرأي العام والضغط، وأن من أهم أدوات صنع القرار الإعلام، وكان لهم ما أرادوا. ومنذ ذلك الوقت سيطرت الصهيونية على وسائل الإعلام، وفي دراسة عام 1917 لأكبر أربعة صحف أمريكية، كانت افتتاحياتها تصب في صالح السياسة الصهيونية. وذكر أحد الباحثين في العشرينيات من القرن الماضي أن نصف مواد صحيفة الواشنطن بوست يتم تحريرها من قبل المنظمات الصهيونية. ويذكر وزير الخارجية الأمريكي الشهير مارشال أن الرأي العام الأمريكي كان مغيبا تماما عن مأساة النازحين الفلسطينيين عام 1947 نتيجة لغياب أية أخبار عن هذه المأساة في جميع وسائل الإعلام الأمريكية. وكانت جميع مقالات الكتّاب تصب لصالح الصهيونية، وعندما كتب الكاتب ميلتون ماير مقالا ينتقد الصهيونية في صحيفة «ساتيردي ايفننج»، قام الصهاينة بإرسال آلاف رسائل الاحتجاج إلى الصحيفة وقطعوا اشتراكاتهم وسحبوا إعلاناتهم، ومع اعتراف رئيس التحرير أن مقال الكاتب كان رائعا إلا أنه رفض بعدها أي مادة تنتقد الصهيونية. وتقول الكاتبة كاثلين كريستيسون بأنه حال صدور قرار الأمم المتحدة بالتقسيم قامت الصحافة بلعب دور مهم لتأسيس التغطية العالمية بشأن المسألة العربية الصهيونية حتى وقتنا الحالي، فقبل قرار التقسيم 24 مندوبا صحفيا أمريكيا وبريطانيا واستراليا كتبوا تقاريرهم من وجهة النظر الصهيونية، ولم تكتب مادة واحدة متعاطفة مع العرب ولم يغطّ مندوب واحد أي من الأراضي العربية، وبعض هؤلاء الصحفيين تورطوا في أعمال عنف ضد الفلسطينيين، وامتلأت المكتبات بمئات عناوين الكتب الصهيونية، وكتب النقاد المقالات التي تمتدح هذه الكتب، أما الكتب القليلة التي نقدت الصهيونية فوجه النقاد نقدا حادا لها أو لم يتم حتى التطرق لها. وعندما كتب البروفيسور ميلر بوروز، أستاذ علم الآثار في جامعة يال كتابه «فلسطين من شأننا» رد عليه المجلس الأمريكي الصهيوني بنشرة وصفوا فيها هذا العمل بأنه معاد للسامية، مع أن هذا البروفيسور كان نائب رئيس منظمة مناجزة العداء للسامية وأحد أكبر الناشطين والمنظرين لصالح الصهاينة، وما طبق على البروفيسور طبق على عشرات المؤلفين الآخرين الذين لم يرحب بهم في أي مكان ولم يستطيعوا التحدث عن كتبهم أمام أي من القراء. دورثي ثومبسون دورثي كانت أشهر صحفية على مر العصور، عامودها كان الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة، وبرنامجها الإذاعي كان يستمع إليه عشرات الملايين الأمريكان، وكانت متزوجة من أشهر الروائيين، وتصدرت صورتها غلاف مجلة التايمز كامرأة العام، وقامت النجمة الشهيرة كاثرين هيبورن بتجسيدها في عمل سينمائي عظيم، وكانت أول صحيفة حذرت من النازية، وكان رأسها مطلوبا من هتلر شخصيا، وكانت أحد الداعمين للصهيونية، ومع هذا، فبعد زيارتها لفلسطين بعد الحرب بدأت بتسليط الضوء على مأساة النازحين، وشجبت الإرهاب الصهيوني، فتعرضت لحملة شرسة لاغتيال شخصيتها ومهنيتها من قبل الصهيونية، فكتبت بألم: رسالة بعد رسالة استلمتها، والغريب أنه كما يبدو نفس الشخص الموهوب قد كتبها، وتم إيقاف مقالها في النيويورك بوست، وامتلأ صندوق بريدها برسائل تتهمها بمعاداة السامية، وأوقف لعيون الصهيونية برنامجها الإذاعي الشهير، ونسيها التاريخ. للعلم + كتب إدوارد بلاك كتابه الشهير اتفاقية النقل 1948، وفي مقابلة مع القناة الخامسة الأمريكية في شيكاغو يوم 22.4.1984 قال بلاك إنه هوجم هجوما عنيفا من الصهاينة بعد كتابة هذا الكتاب الذي فضح الاتفاقية بين النازيين والصهاينة والتي نصت على نقل عدد من اليهود من المعسكرات النازية إلى فلسطين، وكانت هذه الاتفاقية نتيجة للحملة الكبيرة التي قادتها الصهيونية لمقاطعة المنتجات النازية، وسميت الاتفاقية «هافارا» وتعني بالعبرية منتدى يهودي. + كتب الصهيوني صمويل لاندمان في كتيبه بريطانيا العظمى: اليهود وفلسطين، مهددا دول العالم بأنه لو لم يتم إنشاء وطن للصهاينة، فإنهم سوف يهدمون ركائز الحضارة البشرية بالذهاب إلى حضن البلشفية أو الشيوعية. والجدير بالاهتمام أن هرتزل في كتابه عام 1896 قال عندما نغرق سنصبح تابعين بروليتاريين في جميع الأحزاب الثورية. + في عام 1946 قدم العرب اقتراحا في مؤتمر بريطاني عقد عن فلسطين بتأجيل وعد بلفور وإنشاء دولة فلسطين موحدة بمجلس حكم مؤقت من سبعة عرب وثلاثة يهود. + كتب القاضي الدولي هنري قطان: الأمم المتحدة لا تمتلك أية سيادة على فلسطين وليس لديها القوة لمنع الشعب الفلسطيني من المطالبة باستقلاله، وبالتالي فإن قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين لا قيمة له، في القانون أو حتى البديهيات، هذا ما يجمع عليه القضاة الكبار، والقرار هذا ضرب بعرض الحائط كافة المباديء التي تقوم عليها الأمم المتحدة. + الولايات المتحدة كانت أول دولة تعترف بالكيان الصهيوني. وأرسل ترومان مبعوثا خاصا للوفد الأمريكي إبان قرار التقسيم لمنع أعضاء كثر من الوفد من الاستقالة احتجاجا على قرار بالتصويت لصالح التقسيم. وبعد، على هذه العجالة التاريخية أصبح من الواضح لنا أن الصهيونية هي التي تحكم الولايات المتحدة، وأنه تم تفصيل دين يهودي جديد لأهداف الصهيونية، وأستغرب ممن يدّعي أن دولة بني صهيون العنصرية هي دولة ديمقراطية، فقد قامت على جماجم شعب، واستمدت قوتها من الإرهاب والترويع، ويبقى في ذهني سؤال لم أستطع الإجابة عليه، فما تعلمناه ونحن صغار في كتب الجغرافيا من أن هذا الكيان قد أنشئ لفصل الشرق العربي عن غربه وأنه يحقق مصالح الغرب،ليس صحيحا فهو دائما كان وما يزال ضد المصالح الغربية، فقد أجبرت الصهيونية اليهود على الهجرة وكان لديهم خيارات أخرى لإنشاء هذا السرطان في مكان آخر في العالم. لقد وصلت لقناعة أن الصهيونية ما هي إلا أداة من أدوات جسم أكبر بكثير يختبىء خلفها، يحركها ويحقق مصالحها، ويبقى سؤالي لهذا اليوم برسم الإجابة. إنتهى ...
|
|