منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 شذرات

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 9:50 am

ما عاد هذا الإنسان يحتمل 


أعترف أنني في مرات أتهرب من ملاقاة بعض الناس، فمن خلال معرفتي بهم أيقن أنهم سيثقلونني شكوى وتذمرا من أوضاعهم حتى أصبحوا يقرأون القبح في معاني الجمال. الحقيقة أننا صرنا مثقلين بأنفسنا ولم يعد ثمة متسع للمزيد من الهموم، ويبدو لك أن المزاج العام لن يتغير، فهو مزاج لا مزاج فيه ، فقد صرنا مدمنين للشكوى والتذمر حتى أصبحا منهجاً حياتياً، كيف لا والأيام لا تمنحنا سوى مزيداً من القلق وتسرق في غفلة منّا أمننا النفسي والاقتصادي.

لكننا مضطرون إلى تغيير اللهجة.. للتوقف قليلاً كي نترك مجالاً للأمل.. لخلق حالة نفسية تعيد إلينا التفاؤل الذي تاه منا في الزحام. 

أمامنا منغصات كثيرة، ومن يستيقظ صباحاً يحاول أن يتنفس سيتذكر أن كمّاً من الفواتير والأقساط بانتظاره لكن جيبه فارغ، وأن عملاً مرهقاً بانتظاره لكنه لا يفي بالتزاماته المادية، وأن هواتف الدائنين للمطالبة بنقودهم ستلحّ من جديد لكنه لا يملك إلا تحمّل المهانة.

تراكم المسؤوليات والمنغصات يرهق الفكر والبدن، وطلبات الأبناء لم تعد بسيطة كالسابق، وما كنا نحن عليه من سعادة ورضى بالقليل لا يجد طريقه إلى أبنائنا اليوم، مع ذلك لا بد من إفساح مجال للرضى قبل أن يصيب أرواحنا يباس لا أمل في علاجه. فالزوج يشكو زوجته ، والزوجة تتذمر من هذا الزوج والأبناء كما يقول المثل لا يعجبهم العجب. يتذمر الموظفون من المدير ومن بعضهم ، وليس المديرون بأحسن حالاً. يشكو الزبائن من الخدمات، والسائق منزعج من الطريق والمارة من السيارات والطالب من المعلم والمعلم من الإدارة.

نبحث عن الخطأ ونمر سريعين عن تفاصيل الفرح. في الغالب لا نقدر مابين أيدينا إلا حين يتبخر من بين أيدينا. 
متحفزون على الأغلب وفي جعبتنا قاموس تهجمي يتغلب على القاموس التسامحي. من حقي أن أبدي قلقي وتذمري لكن دون أن أتعمد القفز عن الايجابيات.

نعم، ماعاد هذا الإنسان يحتمل، ماعادت محفزات كثيرة تستثير فيه الشعور بالسعادة.. صرنا نغضب من كلّ شيء ونحن أسوأ بكثير مما نعتقد. نستنكر ونتذمر وننتقد دون أن نتوقف لمعرفة السبب أو المساعدة بتقديم حلول وكأن على الآخرين أن يوفروا لنا السعادة على الأرض لأن دمنا أزرق وجلودنا سماوية!.

لا شيء سهل ولا شيء مؤكد ايها المثابرون في الأرض، ثمة متسع من الوقت للتفاؤل مهما توغلنا في صحارى العمر، فقط دعونا نتنفس الأكسجين وننسلّ خارجين من طابور الشكّائين: انهم يضعون العصي في دواليب الحياة ويخنقون الأمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 9:51 am

أقوى كلمة وأصعب كلمة


في كل منا تراكمات وظروف حياتية علمتنا وشكلت أساساً لشخصياتنا التي نحن عليها الآن. في صغري مثلاً أذكر أنني كنت لا أتردد في الموافقة على تأدية أية مهمة تطلب مني ضمن النطاق العائلي. في المدرسة أتذكر أيضاً أن المعلمات كنّ يخترنني لإحضار الطباشير والأوراق ومهمات أخرى يطلبنها في فترة الفرصة والسبب أنني لا أمانع عادة ولا أعترض وأؤدي الدور عن طيب خاطر. وقبل سنوات كثيرة عندما بدأت حياتي العملية قدمت مهمات وظيفية بطيب خاطر أيضاً وبقناعة تامة بمبدأ المساعدة والمشاركة للزملاء خارج الوصفي الوظيفي المطلوب. 
كثيرون منا من يضع الناس أولاً قبل نفسه..لكن وقفة للتمييز بين مساعدة نبيلة تبادر بها للمحتاج لها حقاً وبين استمرائها واستغلالها من قبل الآخرين تصبح ملحّة في سنوات النضج والاختمار، فحين تظن أن من اللطف صرف طاقاتك لأجل الغير فقط، وحين تظن أن الخلق الكريم في تقديم أكثر مما هو مطلوب منك يصدمك التطاول والاتكالية لتنفجر كي تصبح أكثر حذراً وحزماً وهدوءً. وهذا أفضل بكثير. 
هل تتذكر كم من كلمة "نعم" و "حاضر" قلتها مرغما أو خجلاً أو رضخت لها ولا زالت أصداؤها تؤثر فيك وفي حياتك إلى الآن. 
كم مرة أردت أن تقول كلمة "لا" لكنك لم تقلها. وكم مرة قلتها لكنها لم تُسمع ولم تجد لها أذناً صاغية لأنك لست الطرف الأقوى. وكم مرة أغاظك ما يجري من حولك دون أن ترفع صوتك بهذه الكلمة الصغيرة: لا!. 
لسنين طويلة، نظن أن مانتلقاه من محيطنا وما تلقمناه في مدارسنا وجامعاتنا سيكون كافياً لإجادة فنون الحياة، لكنك تكتشف متأخراً أن أولوياتك مرتبة بشكل خاطئ. لقد حملنا قناعتنا سنين طويلة ، فساعدنا بطواعية وتعاونا بطيب خاطر وبادرنا بتقديم الجهد والتعب بإخلاص دون أن ندري أننا أحياناً كنا نحرث في واد غير ذي زرع وندع الغير يحصد عرقنا.
لكن المواقف تتغير، ربما فجأة، ذلك بعد أن يكون حسن النية قد أنهكنا وأخذ من وقتنا الكثير. فكما المال السائب يعلم السرقة، تعلمك المبادرة تجاه من لا يستحقها والنية الحسنة بغير حذر كيف يسارع الآخر لاستغلال المواقف. ويبقى أن نتوقف بهدوء وحزم لنقول أقوى كلمة تضع حدا للمتمادي وتحفظ مياهنا الإقليمية من الاختراق وتغير المواقف لصالحنا دون أن تفقدنا احترام الغير. فالمساعدة فقط لمن يستحقها والمبادرة لمن يقدرها وحسن الخلق في التنازل للغير فقط لمن يُكبر هذا النبل فيك. 
يمر شوط طويل قبل أن يصل بنا القطار لمحطة تصيّرنا أكثر نضجاً واكتمالاً ، وأكثر استقلالية وحرية في الاختيار والحزم، وذلك لا يحدث إلا حين تلفحنا الحياة وتنضجنا بلهيب أيامها لنكون ما نحن عليه اليوم. مع ذلك نتمسك بالخير فينا وفي الناس ونؤمن بالمقولة السائدة: أعط الناس مايستحقون وما لا يستحقون يعطك الله ما تستحق وما لا تستحق. ودمتم بخير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:19 pm

ألف باء المخدرات !


أقتبس فقرة جاءت على موقع ألعاب الكتروني لتجارة المخدرات على الانترنت: "لديك بالضبط شهر لكسب ما يكفي من المال حتى تستطيع أن تدفع الدين الذي عليك. حاول ملء حسابك المصرفي بما استطعت من النقود بأقل وقت ممكن. يرجى ملاحظة أن أسعار الكوكايين انخفضت إلى مستوى غير مسبوق، بينما الطلب على الهيروين يرتفع باستمرار، ومن المستحسن أن تشتري بندقية للدفاع عن النفس. 

وأترجم حرفيا أهداف اللعبة كما وردت في موقع آخر: أن تصبح أغنى شخص في المدينة وتاجر المخدرات الأكثر قوة والأكثر شهرة.

وتتضمن هذه المواقع ارشادات قبل البدء باللعب مثل: عليك قتل مجموعة من رجال الشرطة قبل أن تحصل على المال أو اجمع أكياس أكثر من المخدرات من السوق السوداء، وخطوات زراعة الحشيش ثم أساليب تسويقه بالخفاء بالإضافة إلى تزويد اللاعب بأسماء المواد المخدرة حسب شعبيتها وأيها الأكثر ادراراً للثروة. 
ألعاب أو مصائب أو مصائد الكترونية مجانية بمسميات جاذبة خاصة للمراهقين مثل "حروب المخدرات "، "تهريب المخدرات " ، تاجر المخدرات " و "حيازه المخدرات". 

اضف أن مواقع خطرة مثل تلك قد تتضمن معلومات مغلوطة وهو مايؤكد لك أنها تدار من عصابات لا تعمل بوضوح،فهناك معلومة تقول أن سبعة جرعات كاملة من الهيرويين تصل بك للإدمان بينما المعلومة الصحيحة أن جرعة واحدة من الهيرويين كفيلة بجرك للإدمان.

هذه مواقع الكترونية غير محترمة وخطيرة لكنها جاذبة بشكل كبير لفئة الشباب أو لمن يتملكه الفضول والفراغ للبحث ومعرفة خبايا تجارة المخدرات، وكانت مثل هذه الألعاب سببا رئيسيا للإنجرار للتعرف إلى عالم المخدرات بهدف الفضول وكسب المال من الواقع الافتراضي إلى الحقيقة. 

لا يمكن اعتبار ما يحدث مجرد ألعاب الكترونية، ونيتها لا يمكن أن تكون حسنة، فالملاحظ أن اللاعب يكون إما تاجر مخدرات أو متعاطي مخدرات أو وسيط ولا يكون أبداً رجل الشرطة، إنها مواقع خطرة تدار عالمياً وضبطها ليس أمراً سهلا ، وبما أن حملة هذه الأيام لحجب المواقع الاباحية فلنضف إلى هذه الحملة أيضاً حجب مواقع الألعاب الالكترونية لترويج المخدرات والقمار.

من المسنحسن الاطلاع على الموقع الالكتروني لإدارة مكافحة المخدرات التابع لمديرية الأمن العام والتعرف على دليل العائلة ودليل رفقاء السوء المنشوران على الصفحة الرئيسية وكثير من المعلومات والارشادات التي تجنب الأبناء الانخراط في هذه المصيبة


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 19 ديسمبر 2015, 5:20 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:20 pm

كيف صِرنا هكذا ؟


مشكلة التحرشات في الأسواق والتعليقات التي يصرفها الشباب السائب لفتيات أو سيدات في أعمار أمهاتهم داخل المولات والمراكز التجارية مشكلة لم تجد من يعمل على حلها بشكل جدي.ومن العيب جداً أن نرمي التهمة على الفتيات بأنهن أصل المشكلة، فالشاب لم يجد من يوقفه ويذكره بأن التحرش والألفاظ والتعليقات عيب ولا يجوز أن نؤذي بنات الناس مهما كانت الأسباب. 

أناشد وزارة الشباب أن توجد في المولات وفي أماكن تجمع الشباب لافتات عبر حملة اعلامية داخل هذه المواقع وخارجها وعبر الوسائل الإعلامية تحمل مضموناً جريئاً ومباشراً تذكر الطرفين على ضبط النفس واحترام الذات وعلى حسن الخلق بطريقة سلسة ومباشرة، لعلّ وعسى أن تختفي المضايقات بين الجنسين، خاصة وأن العطلة الشتوية قد بدأت والمراكز التجارية تكتظ حالياً بمجموعات الشباب الذي يتمشى ويتسلى هناك دون هدف.

مع الاحترام للجميع لكننا لم نصل إلى الأسلوب الذي يليق في التعامل مع بعضنا في كثير من الأحيان، فالبائع في المحل التجاري على الأغلب يعاملك كمصدر إزعاج له عندما تطلب منه خدمة ما، أو عندما تدفع الفاتورة لا تشعر سوى أنك تتلقى خدمة هي أقرب إلى تلك التي تقدمها زوجة الأب الشريرة إلى أبناء زوجها، مع أنك تدفع ثمن البضاعة بهدوء وعن طيب خاطر. سلوك كثير من البائعين يحتاج إلى إعادة نظر وإلى تدريب على العلاقات العامة والأسلوب اللطيف المرحب والجاذب للزبون. لكننا نفتقر إلى أساليب التواصل. هل قلت أساليب التواصل؟ 

بما أنها سيرة وانفتحت فلا بد من القول أن قاموسنا من الكلمات الملطّفة آخذ بالتضاؤل.. أين يضيع منا بلسم الكلام مثل آسف، شكرا، تفضّل، لو تسمح. أين تذهب عنّا هذه اللطائف؟!. لماذا ننسى أنها تجلي الصدور وتزيل الحنق وتجلي آثار المواقف السلبية. لكننا نعيش مرحلة تقنين ليست اقتصادية فقط بل تمتد للتقنين في السلوك المهذب وكأننا على مشارف تلف سلوكي ، أو أننا بالأحرى صرنا جزءا منه!. 

بعض السلوك لبعض الناس دون البدائية، وكأن للآخر الحق في استلاب حقي، فليذكرني القارئ ماالذي يحدث كثيرا في طوابير الخبز، دفع المشتريات، الفواتير حتى في اجتماعات الأهالي في المدرسة وفي مواقف كثيرة، محاولة التشاطر والقفز عن حق الغير كأننا لا نراه أو أننا لا نريد أن نراه، فليكن التشاطر والتذاكي في ادارة فنون الحياة والتعامل بأخلاقياتنا المتسامحة.

هل قلت أخلاقياتنا المتسامحة؟؟.. ماالذي يحدث في الشارع، لقد أصبح الطريق العام مكاناً مثالياً لإثارة الأعصاب، لكنك تحاول أن تكظم غيظك إلى أن ينتهي السائق الذي أمامك من كتابة الرسالة على هاتفه الخلوي، أو تكظم غيظك أمام السائق الذي يعتبر الشارع ملكه الخاص أو تكظم غيظك أمام الألفاظ المتراشقة من أفواه السائقين. 

إنه الوقت المناسب لقول الحقيقة، ماالذي يحصل بيننا، هل أصاب الجفاف أرواحنا؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:21 pm

من أي كوكب جاءت؟!


تضحك كثيراً عندما تقرأ بعض ما يقال في المرأة وما يكتب عنها، وتشعر أنها كائن فضائي آت من كوكب آخر في مجرة نائية.
قلت بعض ما يكتب ويقال عن المرأة في الصحافة يجعلك تضرب كفا بكف لأنه كلام يرتهن صاحبه لدائرة فكرية مغلقة بإحكام ولا يضيف شيئاً لمسيرة المرأة بل ينتقص من القدرات الهائلة للنساء، أمهات وأخوات وزوجات.
ويذهلك كم يشكل موضوع «المرأة» مناخاً للبحث عن الأزمات والدخول في تفاصيل صغيرة تضيع من خلالها الصورة الكبيرة للإنجاز والتقدم الذي أحرزته، ويصبح الهوس فقط في البحث عن سلوكيات المرأة وطرح الآراء في عملها ومشاركتها المجتمعية والسياسية وكل ذلك بمعزل عن سماع رأيها، صاحبة الشأن. وفي ذلك أيضا ما يخرج علينا من فتاوى تتعلق بالنساء تخلق انشغالاً في الرأي العام مثل حزام العفة وارضاع الكبير وتحريم أكل الموزللمرأة!.
أول من أمس استفزني خبر في احدى الصحف العربية يطالب فيه باحث اجتماعي بتأسيس ما يسمى «علم المرأة» إذ يقول أن من شأن هذه الدراسات أن توفر لنا التعرف على صفات المرأة وتركيبتها النفسية والعقلية وطريقة تفكيرها وردود أفعالها وقدرتها على القيام بمسؤولياتها!. أعدت قراءة ماسبق لأتأكد هل يتحدث الخبر عن المرأة أم عن مسخ آت من المجهول. وأستغرب كيف يستطيع البعض أن يحدد الإجابات والحلول والتحليلات المناسبة للغير وقد يرافق ذلك عنف في الجدل وتشنج في النقاش دون أن يتوقف بداية لإيجاد الأجوبة لمشكلاته الشخصية.
كما لا زلت لا أعرف، بعد سنين طويلة من العمل الجاد لتمكين المرأة، لماذا يصر البعض على تضييع الصورة الحقيقية فيما وصلت له النساء من تقدم في المجتمعات ، بخاصة المرأة الأم العاملة التي ثبت حسب دراسة بإسم (النساء مهمات) أن لها القدرة على تسيير الأمور بدقة وتحفيز فريق من المتعاونين في سبيل انتاجية أفضل, وأتذكر الآن تحقيقا سابقا لمجلة نيوزويك بعنوان «الازدهار الوشيك» أن معظم النساء حرمن على مر التاريخ فرصة عادلة للمساهمة في الأبحاث والهندسة وادارة الأعمال والأعمال القيادية، وفيما يتغير ذلك سيتضاعف عدد الناس الذين يستغلون مقدراتهم العقلية لحل مشاكل العالم. أي أن مخزون الأفكار في العالم سيتضاعف بفضل تفعيل مساهمة النساء في مجالات الحياة .
إيماني الكامل أن الإنسان لدعم الإنسان والمرأة والرجل شريكان أساسيان في البناء وليست كائنا فضائيا كما يريد تصويره البعض. للأسف بعد كل ما تحقق للمرأة إلا أن أصحاب الروح السلبية لا يسأمون خلق انطباعات عامة تصب بالتأكيد في غير مصلحة المجتمع وتعطل طاقات أفراده ويخلقون الملابسات والملاحظات ويصورون المرأة ككائن غريب يتعين دراسته وفق معايير حشرت في حلقها غضباً عنها!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:22 pm

أشياؤنا الصغيرة !


يزحف للنفس التعب، ويهرب الناس لتفاصيل نائية يختبئون بين ضفتيها، وأهرب عادة إلى دفتر عتيق أخبئه في درج قريب،حفر عليه بأرقام ذهبية 1980. انه العام الذي اقتنيت به الدفتر وهو العام الذي كتبت به معظم الأشياء فوق الورق، صفحات الورق صارت صفراء معتقة لكنها تحتشد بأوقات مليئة بالحياة وبالوجوه والأحداث. 

وبينما كان الصبح يغسل النوافذ من بقايا النعس شعرت برغبة في الانسحاب من الوقت.. فتحت الدفتر وأحسست شعورا غريبا بالانقياد لسحر اللحظة. عادت بي عجلة الأزمان واستهواني الحلم ..عادة ما يستهوينا الهروب إلى المستحيل لنتخفف قليلاً من ثقل الواقع، فثمة أغراض بسيطة نحتفظ بها تحس بأنفاسها وتأسرك بحميمية عجيبة. انها أشياؤنا الصغيرة التي تحتفظ بسحرها إلى الأبد، وتصبح كلما تراكم العمر، قادرة بشكل عجيب أن تعيد للقلب ومضاته.. فكل صفحة من الدفتر القديم الذي احتفظ به هي قارورة عطر تعبق أسطرها بالفرح والتلقائية وراحة البال، وأشعار وكلمات ومذكرات ونثريات ذابت أصابعي وأنا أطرّزها ، تبهرني التفاصيل العفوية وتضحكني كلما قلـّبتها تكرارا إلى أن تعيد للمزاج رونقه من جديد. 

كنت منصهرة مع الأمس حين ألح رنين الهاتف ، فانتقلت من هناك إلى هنا, وخرجت من مخبئي لأطوي الأوراق المعتقة بالذكرى وأواريها مخبأها حتى اشعار آخر.. فلا وقت في الوقت وعلينا أن نركض لتلبية المسؤوليات اليومية..وإذ بالتعب يلقي القبض علينا وشرائط الصباح لا زالت تغزل نورها. ثم تتساءل ما بال الناس يهربون إلى تفاصيلهم الصغيرة وأقاتهم المستحيلة .. انهم ياعزيزي يغرسون بها وحشتهم نحو أوقات راحت وذكريات خلت، فلا أحد يعرف قصة الفجر الآتي لكنهم يأمنون وهم يقلبون أيامهم الفائتة.

تدور أرجوحة الحياة صعودا وهبوطا وأتذكر ذلك الكاتب الذي قال: "اليوم جل الأشياء تقع خلفك: عمرك .. ذكرياتك.. أحلامك.. ولربما غدك أيضاً، أنت مهزوم ومنتصر بغض الطرف عن حجم نصيبك من الدنيا، أنت هنا مجرد عابر طريق، فأطلق ذاتك نحو طفولتك المسروقة في ركاب الغجر، وكن ماتريد!". 

لا بد من الاعتراف: هنا في الصدر شيء ناقص، لا تشعر بامتلائه سوى وأنت تبعثر بين يديك أشياءك الصغيرة..أمكنتك الضائعة.. تفاصيلك البعيدة التي تلمّ بها أشياء ذاتك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:23 pm

يا عيب ..


تقول معلومات الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة (ذبحتونا) أنها رصدت مؤخراً وخلال أسبوعين فقط 14 مشاجرة كبيرة في الجامعات الأردنية، وهذا يعني أن مشاجرات صغيرة أيضا تكون قد حصلت على الهامش أو بين أروقة الكليات لا تستحق تصنيفها ضمن فئة (الكبيرة).

يا عيب، تضرب كفاً بكف ثم تتساءل من أين ستخرج قيادات المجتمع وعلماؤه ومفكروه؟ من هكذا زعرنات هي امتداد طبيعي لعنف مجتمعي انسحب إلى البيئة الجامعية في ظل هشاشة الشخصية وغياب النشاطات اللامنهجية وتعاظم أوقات الفراغ والعزلة الطلابية.

الموضوع أكبر من ولدنات في الجامعة على أسباب تافهة في الغالب، ولا يمكن أن يكون العنف الذي ينفجر بتكرار في الجامعات وليد اللحظة، انها تراكمات كثيرة عبر الزمن. فليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تندفع فيها حمم الإقتتال في الحرم الجامعي.. هذا غير التهديد والإرهاب اللفظي والشتائم النابية داخل منارات العلم، والأسباب حسب دراسة سابقة تتراوح بين الكبت والتعصب القبلي والتركيز على التحصيل الأكاديمي دون التطلع لبناء الشخصية والانطواء والحميّة والغيرة والاستعراض. شيء محزن أن يكون جيل المستقبل بتلك العقلية الانتقامية، بهذه الشخصية الهزيلة الانهزامية التي ترفض الآخر.

لو تأملنا بأعمق مما نرى فإن لهذا الاستئساد الجامعي أساس أكبر.. مثلا العقوبة الجسدية التي يوقعها الآباء على أطفالهم، هي نوع من أنواع العنف الذي يولد الكبت القابل للانفجار مستقبلاً. الشتائم التي يتقاذفها الآباء في حضرة أبنائهم وسيلة فعالة لتدريب الطفل على التعامل بالمثل. انفعال المعلم في المدرسة وضرب الطالب أمام الجميع. السادية المرورية التي تتجلى في طريقة قيادة السيارات وتبادل السباب في الشارع أليست مما يولد الاحتقان ثم العنف. وكل ما ورد ليس إلا نقطة في بحر يتشربه الإنسان كالأسفنجة ليفرغه فوق غيره دون مناسبة وبانفعالات غير مبررة.

على عاتق جهات كثيرة تقع مسؤولية اصلاح هذه الهشاشة، والإنسان لا يتغير أحيانا إلا إذا فرض فوقه التغيير، وقبل أن نعيد صياغة الآخر، لا بد نعزز الثقافة النابذة للعنف في داخل كل منا، وسلوكياتنا أمام أبنائنا اليوم كفيلة بأن تحتوي الأجيال القادمة من براثن الاستئساد والتنمر، لكننا لا نفعل.. لأننا في زمن يستنكر الانفلات وهو يوجه الدعوة!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:24 pm

يا فرعون من فرعنك؟


«كان يضربني».. تقول ختام. ثم تتلفت حولها خائفة فتستدرك «لكن معلش ضرب محتمل». فإذا بالضرب المحتمل يتحول بالصمت إلى همجية ضحيتها الحلقة الأضعف في المجتمع: المرأة والطفل. ألا تعلمين يا ختام أن قناعتك بالضرب أقنعت جلادك بأحقيته في عقابك؟
ثم تقول فاطمة: «أصبحت أدرب أبنائي كل يوم على تكتيك الهرب من أبيهم عندما يبدأ هيجانه».
ضحية أخرى بدت حياتها معلقة بين يديه الآثمتين. لكن طلب (الستيرة) وخوفها من المجتمع جعلها تصبر، انه القبول المجتمعي المشروط بالخضوع، وجهلها بالقانون، ككثير من المعنفات، لم يعنها على اتخاذ قرار في صالحها.. حاجتها إلى المال وعدم تمكنها اقتصاديا أفقدها الأمان وجعلها كغيرها ترتضي القسوة.
بدا الحديث مع نساء معنفات تجاوزن المحنة بالإنفصال أو التقادم، أن أكثرهن قدرة على استرداد حياة كريمة والثقة بالنفس هي من استطاعت أن تمتلك القدرة على تأمين عيشها من عمل يؤمن لها حياة كريمة مهما بدت بسيطة.
تسأل احداهن لماذا يضربني لا أعرف، وأخرى تقول «كنت أفكر عادي الرجل يضرب زوجته، كل الرجال يضربون!».
تبدو ممارسة العنف أمراً عادياً لمن يحمل نفسية مشوّهة. فمثلاً تربّى عدنان في مجتمع غاضب. كان يجري مرتعداَ عندما يسمع صراخ أبيه في البيت، ويهرب ليختفي تحت الأغطية.
في المدرسة اعتاد أن يعالج أموره بالحوار الجسدي مستخدماً المهارات التي تعلمها في المنزل، فهي أقصر الطرق لإنهاء الحوار حين يحيل العنف كل تلك الضجة إلى صمت مطبق.
تعرض مرة لعقاب مدرسي. هدده مربي الصف ووالده هدد أن (يمسح الأرض بكرامة الأستاذ)، وفي البيت حملته أمه مسؤولية ما حصل بالمدرسة لأنه بالتأكيد ارتكب ما يستحق العقاب!.
في الوظيفة، مارس نسجه الإجتماعي المتخلخل على زملائه منذ اليوم الأول، لكنه وجد نفسه يوماً داخل مشكلة حقيقية كادت أن تعصف بمصدر رزقه، فلم يجد بدّاً من أن يكبت ويحتقن.
فـقـدَ عدنان التوازن منذ طفولته، انطلق إلى الحياة مادة أولية رديئة اختلطت بالنسيج الأساسي للمجتمع وجعلت بناء هذا المجتمع ناقصاً. وكان لابد أن تكبر إعاقته النفسية. وكان لا بد أيضاً لهذا العطن من فريسة يفرغ فيها كبته ورفضه وتجاربه التي ابتلعها سنة وراء سنة.. فأتى الزواج كمواسم تصفية الحسابات آخر العام.
قصص كثيرة في طيات المجتمع برغم تكتم الأطراف، هذا صمت أحمق لا فضيلة له. فقر يثري العنف وزواج مبكر غير ناضج ولا متكافئ وأزمات نفسية واجتماعية واقتصادية متراكمة وانحلال خلقي وديني أنتج ذكراً ضاق أفقه حتى ضاق به.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:25 pm

الزّوج.. الزّميل!

 
من خلال مشاهدات أتساءل إن كان عمل الزوجة بجانب زوجها في نفس المنشأة نعمة أم نقمة..

أميمة التي تزوجت زميلها في العمل، تدرك صعوبة أن يتقبل زوجها، الذي هو الآن زوجها وزميلها، تفوقها عليه في البيئة الوظيفية المشتركة، ما يضعها في وضع حرج نتيجة غيرته المهنية.. أعرف أن أميمة كانت نابغة وأن أول مالفت نظر (الزوج الزميل) إليها هو ذكاؤها وهو مايعتبره الآن فذلكة لا داعي لها! غير ذلك فالواضح للزملاء من حول الزوجين أن زوج أميمة يقلص حركتها وبطريق التنغيص جعلها تقلص مشاركتها في كثير من الاحتفالات وعشاءات العمل التي تنظمها المؤسسة التي بها يعملان سوياً، إما برفضه الصريح أو محاولة وضع العراقيل، وهي كما تقول فقدت الحماس في التفكير أصلا بمشاركة زملائها وزميلاتها أية نشاطات خارجية وأصبح تحصيلاً حاصلاً أن يشارك وحده في تلك المناسبات!.

أما إيمان فإن زوجها مدير القسم الذي تعمل به إلى جانب عشرين موظفاً، وكلما اختلف موظف أو موظفة مع المدير، استداروا إلى زميلتهم ايمان شاكين لها أن زوجك يفعل بنا «كذا وكذا»، وهي ما بيدها غير الاستماع ومحاولة اقناعهم أن لا دخل لها في هذه الأمور الوظيفية، وأكثر من ذلك قد ينقلب عليها البعض حد الخصام بسبب قرارات زوجها متناسين ضرورة الفصل بين العمل والعلاقات الشخصية، وكأن على الزوجين أن يحمل أحدهما وزر الآخر في بيئة العمل.

تلك عينة من عينات وقصص كثيرة بسبب الزيجات التي تجمع الزوجين تحت سقف عمل واحد، وهي حالات لا زالت مثار جدل بين مؤيد ومعارض. ويعترف أحد الأزواج أنه يشعر باطمئنان كون زوجته (زميلته) مكبلة بنظراته وأنه على دراية بتحركاتها وصداقاتها، أو أنه يمتلك الفرصة بتوجيهها أثناء العمل.

وبالنسبة للزوجة فلربما وضعت زوجها هي الأخرى تحت المراقبة في جيئه وذهابه وحديثه مع الزميلات. وفي الحالتين قد لا يؤدي أي منهما عمله على الوجه الأكمل لشعوره أنه مراقب. لكن التعميم لا يصح فكما أن هناك زيجات تتوتر بسبب العمل المشترك، إلا أن زيجات أخرى ناجحة وسعيدة بين أزواج يعملون بذات البيئة الوظيفية ويقدرون ظروف بعضهم البعض.

القلب وما يريد.. لكن عمل الزوجين في أماكن ووظائف مختلفة يعتبر أريح بالاً وأكثر إثراء على المستوى المعرفي حيث تتنوع خبرات كل منهما بما يعتبر إضافة نوعية لتجارب بعضهما البعض. لكن حين تتآلف قلوب الزملاء حد الارتباط والبقاء في وظيفة واحدة، فلا حل لتفادي المشكلات سوى امتلاك سعة الأفق والثقة الكافية ببعضهما بعيدا عن المراقبة والسيطرة والغيرة الشخصية والوظيفية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:26 pm

ابتكارات المتسولين..!


قبل عامين من الآن استفزني المشهد المؤلم وهي تجلس مطرقة الرأس مع طفلها، فسارعت بتلقائية إلى الوقوف بسيارتي إلى جانب الطريق لمساعدة تلك المرأة الملتفحة بالسواد. كانت تجلس بحزن وأسى كبيرين يثيران مشاعرك الإنسانية ، لقد بدا وجهها ملفوحاً بلهيب الشمس وهي تتكوّم إلى جانب حاوية القمامة قرب سوق تجاري وبجانبها طفل صغير، تجلس فقط دون أن تسأل أو تتسول أو تبحث في النفايات. ولم أدرك بداية أنها طريقة مبتكرة وماكرة لجمع أكبر قدر من المال من خلال استدرار الشفقة. ويوما اثر يوم بدا أنها استطاعت أن تحقق غايتها من خلال التزايد الملحوظ لأعداد السيارات المتوقفة أمام حاوية القمامة.

في رمضان الذي يليه عادت نفس السيدة تفترش حاوية القمامة وبجانبها هذه المرة طفلة مختلفة. ثم رأيتها تترجل من المقعد الخلفي لسيارة ومعها طفل رضيع في مرة ثالثة. رمضان الحالي أصبح المشهد أكثر وضوحاً متخذاً شكل العصابات والشبكات المحترفة، وباتت حاويات القمامة في الأماكن الحيوية لاتخلو من متسولة إلى جانبها طفل صغير لاستعطاف الناس.

الملفت أن جميع المتسولات سواء بجانب الحاويات أو على الاشارة الضوئية هن في عمر شاب يؤهلهن البحث عن عمل شريف، لكن التسول لهؤلاء أصبح مهنة تدر ربحاً يغني عن عناء البحث عن العمل الشريف.

ولا بد أمام هذا النصب والاحتيال أن نصر على عدم التصدق عليهم لأنهم ليسوا في حاجة للصدقة وفي ذلك تشجيع لهم ودعوة لابتكار الجديد في عالم التسول. فمعظم المتسولين ينتمون إلى شبكات تسول محترفة تتجدد في الأسلوب وتتكاثرفي الأماكن التي فيها حركة مرورية أو في الأماكن المكتظة ويحصدون أموالا لا يستهان بها عن طريق استغلال مشاعر الناس خاصة في الشهر الفضيل. ما يفطر قلبي فقط هؤلاء الأطفال المساكين الذين لا يعرفون أين هم ولماذا يجلسون قرب حاوية نفايات، ومعظمهم يتم استئجاره مقابل دنانير معدودة لاستمالة العامة.

ملاحظة ثانية حول بائعي الصحف على الاشارات يبدو أنهم جنحوا نحو التسول بدل بيع الصحف، وأصبح الاشتباك معهم على الاشارة الضوئية أمراً مزعجاً للغاية ، وهي نقطة لا بد لإدارات التوزيع في الصحف الالتفات اليها لأنها باتت مزعجة فما تلبث تقف على الاشارة الضوئية حتى يبدأ مسلسل من الشكوى والتذمر من ضيق الحال وبدل بيع نسخة الجريدة يعرض عليك أوراقا تستدعي العلاج، قلت لأحدهم أعطني الوصفة واشتري لك الدواء من الصيدلية المقابلة لكنه أجابني بأنه لم يطلب مني الدواء ولكنه يريد ثمنه! وبائع آخر أعطيته ثمن الجريدة لكنه رفض أن يعطيني النسخة التي نقدته ثمنها، وذاب سريعاً بين أسراب السيارات..

على سيرة ذكر الإشارة الضوئية لابد من الحديث عن جزئية ايجابية، يلفتني بائع الورد وهو يطوف بألوانها المختلفة وينادي: جوري زنبق بامبو.. الصورة لطيفة وتبعث في الروح فسحة جمال وإن كانت جمالية مخطوفة بين أسراب المتسولين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:27 pm

«مردوخ» يقيم بيننا !


تعثرت في بحثي على الانترنت بموقع الكتروني يوفر، بزعمه، تحميل برامج للتنصت على أي تلفون تريده في العالم.. تضرب كفاً بكف ازاء هذا الانحدار والأدهى أنك تفاجأ بكمّ الراغبين بتحميل البرنامج والسائلين: دلوني على طريقة تحميل البرنامج بسرعة! ، ولعل مردوخ بطل فضيحة التنصت الإعلامية حالة قائمة بيننا في كثير من تفاصيل حياتنا.. أما رأيي في ذلك كله جملة استعيرها من الراحل محمد الماغوط تقول: مجرم من يعبث في دروجي وأوراقي في غيابي ، فهو تماماً كمن يعبث بعفاف طفلة في المهد.

أضم صوتي للمطالبة باعتبار التجسس جرماً يعاقب عليه القانون، لأنه وليد نفسية غير مستقرة، أفلا نصل إلى المعلومة إلاّ بانتهاك الآخر وإفساد الروابط الإنسانية؟ أليس ثمة وسيلة أكثر احتراماً وكما يليق؟؟.

«هل في العالم مردوخ واحد».. تساؤل طرحته مجلة سيدتي في عددها الأخير تحت ملف بعنوان «لا خصوصية بعد اليوم» ، وفجر التحقيق ظاهرة التنصت على الغير انطلاقاً من فضيحة «نيوز أف ذا وورلد»، فقد استباح اخطبوط الاعلام روبرت مردوخ خصوصيات آلاف الناس بكل بساطة عبر أساليب تنصت مقززة. ويؤكد التحقيق في «سيدتي» بأن العالم بات مكتظّاً بنماذج مردوخ من الجيران والأزواج وزملاء العمل ووسائل الإعلام.

تناولت قبل عامين تقريبا ظاهرة تجسس الأزواج على بعضهم لكنها ظاهرة تمتد لتصيب شرائح عديدة في المجتمعات فمن زميل يتجسس على ايميل زميله في العمل إلى جارة مهووسة برصد حركات جارتها من النافذة، ولا ننسى هواة القرصنة الالكترونية.. وهل يسلم بعض الإعلام في العالم من هذه البلية في سبيل الربح المادي؟.

مخطئ من يظن أن الأمر يقتصر على الوسائل البدائية في التنصت فصرعات التجسس لاتقف عند حد.. من نظارة شمسية تهديها الزوجة لزوجها تصور تحركاته، أو شريحة دقيقة على زر القميص أو الموبايل أو كاميرات على شكل حاملة أقلام أو قلم حبر ينقل الصوت والصورة أو آلة رصد وتسجيل بشكل معطر جو ، ناهيك عن التفتيش في التلفون المحمول ، ذلك غير برامج الكمبيوتر والفيديو التي ترصد كل كبيرة وصغيرة.

وعودة إلى تحقيق مجلة سيدتي الذي رصد رأي بعض الإعلاميين بأن أغلب بلداننا العربية تخترق كل ما هو شخصي، ولا شيء عندنا اسمه «الإعلام للإعلام»، بل تحول إلى تجارة وهذا التحول أدخله في مطبات مشابهة لما وصل إليه مردوخ، ولكن لا وقت عندنا للمساءلة، مادام الربح المادي مستمراً والعقوبة القانونية لازالت متعثرة وغير قابلة للتطبيق لعدم اكتمال الأدلة.

أوافق أن تقصير التشريعات القانونية يساعد على استسهال انتهاك خصوصية الآخر.. فوق ذلك وأهم منه الأمر الالهي القاطع: ولا تجسسوا». ثم يأتي من يقول بكل أريحية أرجوكم دلوني بسرعة كيف أحمّل برنامج التنصت على التليفون!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:27 pm

المهنة: عامل وطن

 
مساء الأربعاء الماضي تذكرت "أبو عدنان". لقد مرت سنوات طويلة، بالتأكيد أنه تقاعد من عمله كعامل وطن، ولا شكّ أن الطرقات تدين إلى كفّه المتعب بفيض من الجميل. تذكرته حين كان يتفيأ ظلال دالية العنب على عتبات دارنا، يقطف عنقوداً أخضر ويجلس للراحة بعد أن يركن مكنسته إلى جانبه. ثم تراه يخرج منديلا من جيب ملابسه البرتقالية المنسوجة بالصبر ليمسح عدسات نظارته السميكة، ويتمتم تلقائيّاً بحمدالله ثم يرتشف كاسة شاي بالنعنع في لحظة راحة مخطوفة. أبو عدنان كان عامل الوطن في شارعنا حين كنا صغاراً، وحين يغيب.. كانت تتيه الطرقات عن قيافتها ونظافتها. وقد كان، لسنوات طويلة، مصرّاً على أداء وظيفته بإخلاص إلى أن أتم أبناؤه تعليمهم الجامعي وتزوجت ابنتيه وهن فخورات بأبٍ ارتضى عملاً شريفاً مغموساً بقيظ الشمس ولسعة البرد، بدل أن يتوقف ليمد يده إلى أحد.

لا أعرف الآن ما هي أحوال "أبو عدنان"، لكني تذكرته الأسبوع الماضي في جلسة أدبية وفنية نظمتها أسرة "صالون فيلادلفيا الابداعي" في مقهى جفرا الشعبي، وكانت جلسة طيّبة تجسدت فيها فكرة انسانية، وأسعدني أن اجتمعت أطياف سياسية وفنية وأدبية واعلامية لتؤكد على نُبل العمل الشريف وتنبذ ثقافة العيب التي أودت بأعداد من الشباب إلى ردهة البطالة والعالة على الغير، وما لفت الانتباه أن الضيوف الذين حضروا باختلاف مناصبهم اجتمعوا تحت رعاية كريمة من "عامل الوطن" خالد أبو حليمة الذي تسيّد الجلسة راوياً بثقة قصة مليئة بالكفاح والكرامة والشهامة.

التفاتة التقدير هي أقل ما يستحق منا راعي الحفل "عامل الوطن" وزملاؤه ممن يؤمّنون لنا صباحات صحية ونظيفة.. فبدل جلوسه على رصيف البطالة واستجداء الناس اختار عامل الوطن خالد أبو حليمة كما كثيرين ممن اضطرتهم ظروف حياتهم اللجوء لمهنة يعزف عنها الناس ويعتبرونها أسفل السلم الوظيفي، اختار الانحياز إلى الكرامة وتأمين لقمة شريفة وإن كانت مجبولة بالعناء.

قلت ليست وقفة الاحترام هي أكثر ما يمكن أن نقدمه لتلك الفئة المكافحة، لكننا من الأجدى أن ننصّب أنفسنا جميعا عمالاً للوطن، كل في موقعه، وعلينا جميعاً تقع مسؤولية المحافظة على بيئة أنقى والوقوف في وجه العبثية والعشوائية خاصة أن الانفجار السكاني لا يقف عند حد والأرقام المطروحة تشير إلى تراجع مستويات النظافة في المحافظات خاصة في عمّان.

شكر عظيم ندين به إلى جميع عمال الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، وخالص التقدير إلى جميع الحضور: سياسيين وكتّاب وفنانين واعلاميين ممّن حضروا للتأكيد على أن العمل عبادة .. والشكر موصول إلى جهود زملائي في "صالون فيلادلفيا الابداعي" لتكريسهم الدائم للنهج الانساني.. فعلى المحبة والخير والانسانية دوماً نلتقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 5:29 pm

جسدي .. مُلكي


الاساءة الجنسية تتزايد بتسارع في المجتمع ومعلومات ووقائع كثيرة تشير إلى عدم اقتصارها على جنس معين أو عمر محدد. الرجل يتحرش بالمرأة والمرأة تتحرش بالرجل واساءات فظيعة إلى أطفال صغار لا يعلمون شيئا اسمه الثقافة الجنسية. 

الموضوع في غاية الأهمية وأؤكد أن هنالك سيدات فشلت زيجاتهن أو عزفن عن الزواج بسبب اساءات جنسية وقعت عليهن في الصغر ممن لا يخاف الله ولا يقيم وزناً للأخلاق والانسانية. فلو عرفت البنت الصغيرة منذ البداية أن ليس من حق أحد مدّ يده إلى جسمها لعرفت أن تقول «لا» ، ولاستطاعت أن تكسر حاجز الخوف والحرج والاضطراب وتبوح بخوفها. 

وما يحصل مع البنات يحصل مع الصبيان, فهذا العامل يطلب من طفل عمره (10) سنوات أن يذهب معه إلى الغرفة المجاورة ليقول له سرّا، وسائق يعرض لطفل عمره (12) سنة مجموعة من الصور الاباحية، وحارس العمارة يغري ولداً عمره (9) سنوات بالدخول إلى غرفته أسفل العمارة ليعطيه العصير، وهذه جميعا أفعال اغتصاب مبدئية على طريق الجريمة الكاملة.

تحرش في البيت والشارع والمدرسة والعمل والجامعة.. والتحرش ليس فقط استباحة جسد الآخر فإنه كذلك تعليق جارح أو نظرة خادشة أو سؤال محرج. وبحسب علمي أن التحرش وفق قانون العقوبات الأردني ليس من الجرائم التي يجوز فيها التوقيف ،وحتى تقع الإجراءات العقابية يتطلب وقوع أي فعل منافٍ للحياء الإتيان بشهود أو أثبات حدوثه بتقديم أدلة الأمر الذي يعتبر من أصعب الأمور ، أو أن يعترف المعتدي بما أقدم عليه وذلك مستحيل. 

ولأن الناس لم تأت جميعها من بيئات تتسم بالسمو التربوي والأخلاقي فالحل هو التثقيف الواعي بدءا من مرحلة الروضة ليعرف الطفل أن الجسد مساحة مقدسة لا يصح للغرباء الاقتراب منها أكثر من اللازم ، وتشجيع المتحرش به على المجاهرة بدل الصمت أوالظن أن هذا أمر اعتيادي، ففتيات كبرن وهن يعتقدن أن مايتعرضن له من تحرش أمر عادي، أو واجهنه بسلبية لأنهن حملن شعوراً بالذنب تجاه ما يحصل.. فهن دوماً الملامات لأنهن خرجن من البيت أو لأنهن لبسن هذا ولم يلبسن ذاك أو لأنهن اخترن مجال العمل هذا وليس غيره...الخ. 

التثقيف الجنسي الممنهج ليس أمراً جانبياً، فحتى الأمهات والآباء المتعلمون والجامعيون لا يعرفون كيف يخوضون مع أبنائهم في حديث كهذا، ليبقى مصدر المعلومات للأبناء إما الأصدقاء أو الانترنت وهذا خطر كبير. بالاضافة إلى التثقيف لا ضير أن يتعلم أبناؤنا آليات الدفاع عن النفس وتعزيز قوة البدن. ومن يظن أنه يعيش في المدينة الفاضلة فهو مخطئ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 6:12 pm

عزيزي السائق


 وأنت تقود سيارتك ضع نصب عينيك أن جميع سائقي السيارات وجميع المشاة أعداؤك وعاملهم وفقاً لذلك.

حال الانعطاف بسيارتك يمينا أو يسارا لا داعي لاستخدام الغمّازات، لأن في ذلك كشفا لنواياك وتسهيلاً على السائق من خلفك، لكنك تستطيع أن تعطي إشارة الغماز إلى اليمين ثم تباغت السائق وراءك بانعطافك المفاجئ إلى اليسار، وليكن ما يكون.

بالتأكيد فإن المشاة هم وسيلة تنغيص وعرقلة لا تأبه لهم ولا تنظر إليهم ولا تعطهم الفرصة لقطع الشارع فهذا ليس من اختصاصك.

من حقك عزيزي السائق أن تتمتع بنظافة سيارتك ولك أن ترمي من شباك سيارتك إلى الشارع الأكياس والأوراق والقوارير وباكيت الدخان وما إلى ذلك فلا عقوبة رادعة سوف توقفك أو تؤدبك. 

إياك أن تترك مسافة أمان بينك وبين السيارة التي أمامك، إن الابقاء على مسافة كافية هي فرصة لسيارة اضافية أن تزج بنفسها أمامك ، وهذا التنازل سيكون على حساب كرامتك بالطبع.

ابدأ بالتزمير والتهمير على الإشارة الضوئية عند رؤيتها تضيء باللون البرتقالي، مع ملاحظة أن الزامور يجب استخدامه بشكل يثير الأعصاب، تعبيراً عن الرفض والإحساس بالقرف الذي تشعر به لتأخر حركة السير.

لا تلتزم بالسرعة ولا تغضب من سائق الصهريج أو البكب أو الشاحنة التي تأخذ المسار الأيسر للشارع ولا تلتزم بالمسار الأيمن.

عندما تخوض غمار الدوّار لا داعي للتنبه والتركيز بخط السير، فقط ابدأ بإرسال مسج على هاتفك الخلوي لأي شخص يخطر على بالك.

احرص على استخدام الإضاءة العالية بشكل دائم أو متقطع حتى تعمي بصر سائق السيارة التي أمامك، فهو حتما يشكّل عقبة في طريقك.. في هذه الحالة إذا كان السائق أمامك جباناً سيفسح لك الطريق ولك أن ترميه بنظرة استصغار وانتصار. أما لو كان السائق له ذات العبقرية فإنه سيرد لك الصاع صاعين ويبطئ سيره قصداً لإغاظتك، ولن تستطيع تجاوزه إلا بعد أن تسمعه أو يسمعك بضع كلمات تتضمن أسماء كائنات تمشي على أربع.

نصيحة أخيرة عزيزي السائق: تنازل عن حقك الشخصي لسائق التكسي لإن الاشتباك ليس في صالحك. وإياك أن تسابق أو تنازع باصات الكوستر، فهي وسائل نقل نفّاثة مخصصة للطيران.

عزيزي السائق تذكر مرة ثانية أن جميع سائقي السيارات وجميع المشاة هم أعداؤك وعاملهم وفقاً لذلك.

عزيزي القارئ: نرحب بأية نصائح وارشادات تزيد الأمر سوءاً.

للأسف.. العلاقة في الشارع مزاجية إلى حد كبير والأزمة الأخلاقية في السياقة أصبحت حالة عامة تزداد سوءاً بمرور الوقت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2015, 6:29 pm

النّارنج


كثيرا ما يحملنا الحديث ،هكذا ببساطة، إلى اتخاذ قرار سريع للسفر باتجاه دمشق من الصباح الباكر والعودة مساء ذات اليوم. يحدث ذلك كثيرا ، حيث يشعر الأردنيون أن «الشام» وأهل الشام يقاسمونهم اللقمة والعشرة حتى صارت مدينة الياسمين جزءا من تركيبهم النفسي، وصارت كذلك الوجهة الأولى والاختيار الأقرب إلى القلب. فالمسافر إلى جارة القلب سوريا، لا يمل من العودة إليها مراراً ليملأ رئتيه بعبق الياسمين الشاميّ ويحمل إلى عمان من حلوياتها وأطايبها.

في الشام تنتقل بين أزقة التاريخ، وأقصد تحديداً دمشق، فمنذ أعوام كثيرة درجت على وصالها وزرتها عشرات المرات في كل الفصول، حيث تعود كل مرة محملا بذكريات حميمة وسعادة لا تلبث أن تفجر الاشتياق إلى تكرار الزيارة.

يأخذك سحر التفاصيل الغافية في جنبات بيوتها المزخرفة بالجماليات البصرية للبيئة الدمشقية والتي تحول معظمها إلى مطاعم أو متاحف؛ من بيت جبري وبيت خالد العظم وبيت اليوسف والعبد وقصر العظم وبيت النابلسي وبيت البارودي.. وتتلذذ بخيراتها مرورا بالخوالي وبوابة دمشق وست الشام والنارنج، وحلوياتها المعروضة بشكل يملؤه الذوق في سميرا ميس وأبو الجدي ومهنا والشرق وغيرها مما لا يحصى في مقالة.

كل شيء فيها يقول صنع في الشام ..من دكاكين الحمرا إلى الصالحية إلى الشعلان أو «الكسلانة»، ثم إلى الحميدية إلى باب توما وغيرها الكثير من الأماكن والأسواق والميادين والأزقة، حيث البضائع الشامية التي تناديك للتفرج على بهجة عرضها وللتسوق منها.

من شراب التوت البيتي إلى شراب الرمان وعصير الورد والتمر الهندي والخشاف والعصائر الشامية التي ترويك وأنت تنساب في أزقة المدينة القديمة محاذياً البيوت الدمشقية الكبيرة وبَحراتها الفوراة وأنفاس ساكنيها التي لم ترحل من هذه النفائس المعمارية.

لا شيء يشبه الجامع الأموي ولا شيء يشبه الشام ، ولم يذكر أن أحدا امتلأ منها حد البعد عنها، فكلما غادرتها عدت إليها بشوق أكبر.

اشتقت إلى الشام. فيها شيء يسحر، اشتقت إلى غموضها. اصالتها. سحرها. طعامها. عجقة الميدان. مقاهيها. كرسي الخيزران. الكبة المشوية. بزورات الحميدية. زجاجة التوت المركّز من يد العجوز. اللهجة الشامية. إطلالة قاسيون من نافذة الفندق. شجرها العتيق. أوراق اللبلاب الغافية على الأبواب. الوردة الدمشقية على الشبابيك. متحف دمشق. التراثيات في مدحت باشا. حارة النارنج. طالع الفضة. ماء الورد. سكاكر قبقاب غوار. البرازق. الفول والتسقية. بوظة بكداش. ليمونادة القيمرية. زهورات البيرقدار. فنجان القهوة في مقهى النوفرة. عش البلبل. الشنكليش. الكرز والمشمش. أقع في غرام الشام. اشتقت حتى لكاسة الشاي على حدود جابر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالإثنين 21 ديسمبر 2015, 8:15 am

صفّي النيّة !


لا أعرف أين وصل الحال بهذا الاختراع الذي أعلن عنه مجموعة من العلماء قبل سنوات. ومع أنه أثار زوبعة من الردود في حينه إلا إننا، في الوقت الحالي، أحوج ما نكون إلى امتلاك جهاز كشف النوايا. وقلت في مقالة سابقة أن هذا الجهاز إنجاز يشبه فقط أفلام الخيال العلمي التي تنتجها هوليوود، فقد نجح فريق من العلماء من جامعة أكسفورد البريطانية ومعهد ماكس بلانك الألماني بالتعمق ربما أكثر مما يجب في الدماغ البشري، وعلى اثر ذلك التبحّر في العقل البشري اخترعوا جهازا صغيرا يشبه النظارة ويعمل بالرنين المغناطيسي. الغريب في هذه الثورة العلمية أنها مخصصة لكشف النوايا والأفكار في عقل الإنسان وحتّى قبل أن تتحول إلى أفعال حقيقية على أرض الواقع. أكثر من ذلك، يؤكد العلماء أن الاختراع العلميّ لا محالة في طريقه إلى أرض الواقع عاجلا ً أم آجلاً.

تتبّعت في ذلك الوقت ردود الفعل التي تفجّرت إثر الإعلان عن هذه القفزة العلمية الواسعة التي ستكشف بواطن البشر، وقد استفزّت حينها الأوساط العلمية كون هذا الاختراع الجديد سيهدد أخلاقيات العلم وأصول المهنة العلميّة التي يفترض أن يتم تسخيرها لخدمة الانسانية، بينما في هذه الحالة، كما برأي كثير من العلماء والمتابعين، فإنها تُحول العلماء إلى أدوات لأفعال غير مقبولة انسانياً هي التنصت والتجسس على حياة الناس واختراق مساحات خاصّة لا يفترض الدخول إليها.

كنّا في الامثال الشعبية نقول: صفّي النية.. لكن النية صارت مرتهنة لأكثر من مصلحة وصارت كذلك متلونة لأسباب ظاهرها فيها الرحمة وباطنها الرغبة في تحقيق مآرب لا نعرفها وانتزاع مكتسبات لا علاقة لها بالصالح العام. فكم نحن إذن محتاجون لجهاز كشف الكذب وكم نحن محتاجون لجهاز كشف النوايا القادر على مسح الدماغ بدقّة عالية، لفك رموز المزاودين على أوطانهم وفضح نوايا المنافقين والكاذبين والمتملقين والمتكسبين أينما وجدوا.

وإن كانت مديرة برنامج أخلاقيات المخ والأعصاب في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا تعلق بصراحة إن الاحتمال هائل لإساءة استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة ، وتؤكد بأن التصدي له موقف ملحّ لأن علينا التفكير في تأثيراته الأخلاقية، إلا أنني ومن باب التمني لكنت أرغب في وجود هذه التكنولوجيا في أي مكان يحتاج عملية تنظيف القمح من الزوان ويساعد في إيقاف معمعة المزايدة على الوطنية.

قبل التفكير فيما يمكن تحقيقه للوطن، فإن الأمر يستدعي المباشرة في أن يتحمل كل انسان مسؤوليته ويؤدي أمانته وينهض بإلتزاماته ويراجع نفسه قبل أن يحاسب غيره.. حينها فقط سنعرف كيف نعشق أوطاننا كما تستحق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالإثنين 21 ديسمبر 2015, 8:15 am

شهيدات الميراث !

 
غادرت «نبيلة» من عملها ذاك الصباح ، حيث أكد جميع العاملين معها في القسم أنها في هذا اليوم بدت مرتبكة وليست على مايرام . أخبرني المسؤول المباشر عن قسمها أنه رفض مغادرتها لظروف العمل لكنها أصرّت كونها ستخرج «لأمر طارئ» : فهي ذاهبة للتنازل عن حقها في التركة لأشقائها الذكور!. ولم ينته الحديث إلى هنا فقد أسرّت «نبيلة» لإحدى زميلاتها المقربات أنها حزينة لذلك تماما ً لكن الأمر ليس بيدها فلم يحدث للنساء في عائلتها من قبل أن ورثن، فالعرف في العائلة يقضي أن تتنازل المرأة للرجل. «نبيلة» غير متزوجة وحالها أفضل من «ام أيمن» التي تعيل خمسة أطفال ووضع زوجها المادي ضعيف للغاية لكنها تعرضت لاحتيال عاطفي من شقيقها الأكبر، بالمقابل هددها زوجها ان تنازلت لأشقائها أن يطلقها. «ام أيمن» تنازلت أخيرا ً، تحت الضغوط، عن حصتها في ميراث والدها ليتخلى عنها شقيقها ويهجرها زوجها.

إجبار المرأة على التخلي عن حقها في الميراث ظلم بيّن وعصيان فاضح للتقسيم الشرعي الذي أمر به الله، وانتهاك للحقوق المقدّسة للمرأة وعبث بإنسانيتها لأنها في الأغلب تتنازل ترهيبا ً وخوفا ً مما قد يقع عليها أو على أبنائها من عنف، غير ذلك من قصص في المحاكم عن حالات القتل بداعي الشرف التي كُشف ماوراءها من مؤامرات طمعاً بممتلكاتها الموروثة.

وإذا كان التخارج عن الإرث يتم بالتراضي لظروف معينة إلا أنه على الناحية الثانية تتعرض فيه المرأة إلى ضغوط اجتماعية متباينة سواء بالمخاجلة والترغيب أو بالإساءة والإيذاء والضرب والتهديد أو الحرمان من الزواج كي لا يذهب المال بزعمهم إلى رجل غريب، هذا غير الحالات التي قتلت فيها نساء بريئات بداعي الشرف بسبب عدم رضوخهن، ما يدعي للنظر إلى القضية بعين القلق.

طالبت الوطنية لشؤون المرأة والمنظمات النسائية وجهات عديدة ، وهو مطلب لا يقبل التفريط، بوقف هذه الممارسات ومنع التصرف بحق المرأة في الميراث دون رغبتها ووفق ضوابط وشروط، وطرحت في هذا المجال بدائل فيما يتعلق بالتخارج عن الإرث كأن يمنع التنازل عن الحصة قبل انتقال الملكية من المورّث إلى الوارث وقبل أن تعرف المرأة قيمة الإرث الحقيقي وبعد فترة زمنية محددة حيث تنقضي مرحلة الصدمة النفسية التي تمر بها الإناث بعد حدث الوفاة،إذ كثيرا ما يتم استغلال هذه المرحلة العاطفية للضغط على الشقيقات أو الأم للتخلّي عن حقهن.

بالضرورة اطلاق حملات توعية للنساء بنظام الميراث والتقسيم الشرعي للتركة، وكان لا بد لتخارج الميراث من قانون ناظم وهو فعلا ماتضمنته المادة 318 من قانون الأحوال الشخصية المؤقت رقم 36 لسنة 2010 والذي جاء كثمرة للجهود ، نتمنى الاسترشاد الحقيقي به.

يبقى سؤال .. ياترى ماهي المشاعر التي تحملها لعائلتها وبيئتها ومجتمعها امرأة أجبرت أو أرهبت للتخلي عن حقّها في الميراث؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالإثنين 21 ديسمبر 2015, 8:17 am

البقاء ليس للأقوى


يقول حنا مينا ان العافية النفسية وراحة الضمير وصدق الخلق هي التربة التي تنبت وتنمو فيها شجرة القلب الحمراء.

فأي قلب يحمل هؤلاء؟؟..

بدا الأمر في غاية التسلية كي تستشرس معلمة فوق طفل ضعيف ولا بد للحدث المسلي أن تقوم معلمة ثانية بتسجيله والاحتفاظ به للرجوع إليه حال احتاجت مرة ثانية للضحك،لأن طفلا ً هناك لا قيمة له ولن يعرف كيف يعترض ذو الخمس سنوات، كان فقط يرتجف كعصفور بلله المطر وظلّ يستجدي الأمان في غير موضعه. مربية أطفال تخون الأمانة ولا عزاء للطفولة.

وهنا قصص كثيرة أيضا ً تصحو فيها فزّاعات الشر في وجه الأطفال:

يتكسر صراخ الطفل فوق جدران المنزل، لكن أنينه استطاع العبور إلى نافذتي كنت يوميا أسمعه يستغيث وهي تصرخ ويرجوها أن لا تضربه، اقشعر بدني لبكائه اليومي وحاولت استطلاع الأمر، لقد كان صغيرا ً ومعاقا ً ولم تكن سوى أمه، لقد قررت أن تلجأ إلى أقصر الطرق وأكثرها آدمية للتعامل مع صغيرها المعاق.. التهديد والضرب والحبس!. ما أرّقني أنني لم أعد أسمع بكاءه..؟.

في احد مطاعم الوجبات السريعة تقف طفلة أمام البائع المنشغل بتلبية طلبات الزبائن، تطلب الصغيرة بعض المناديل الورقية أول مرة وثاني مرة وخامس مرة لكنه لا يريد أن يجيب لأنها طفلة لن تحاسبه على اهماله ولن توبخه على تجاوز طلبها إلى آخرين. لفتني المشهد من بعيد فاقتربت من البائع ونبهته إلى طلبها فناولها المناديل بنرفزة واضحة، حين أبديت استغرابي الشديد لأسلوبه في التعامل مع طفل كان رده لا ينقصه المزاجية التي يعتبرها واقعا ً على الغير أن يتحمله..تستغرب كيف يدافع البعض عن خطئهم كما يقول جبران بأكثر قوة مما يدافعون عن صوابهم أو يعتذرون عن أخطائهم.

أدارت الأم أداة التسجيل قبل خروجها إلى العمل، أرادت أن تطمئن أن العاملة الآسيوية تعامل الطفلة بذات الطريقة اللطيفة حين تكون هي متواجدة في المنزل. رجعت من عملها وأدارت التسجيل.. الخادمة تقضي وقتها بالحديث عبر هاتف خلوي، فتطلب الطفلة كوب ماء، تصرخ الخادمة في الطفلة بصوت مرعب وتهدد أنها ستلقي بها في كيس الزبالة إن لم تذهب إلى غرفتها.

هذه قصص يومية لمعاملة الأطفال لكن هناك ملفّات كبيرة وكثيرة جدا ً حول استغلال الأطفال أو تعنيفهم أو تعذيبهم أو ترهيبهم لأن الجاني غير عابئ بنواقصه، يصب اعتلاله النفسي فوق طفل ضعيف يدرك أنه لا يعرف كيف يدافع عن نفسه أو يسترجع حقه.

لا شيء يثير الغثيان أكثر من التعرض لطفل، وليس أبشع من العنف ضد الأطفال إلا السكوت عنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالإثنين 21 ديسمبر 2015, 8:17 am

فكّر بغيرك


«وأنت تعد فطورك فكر بغيرك لا تنس قوت الحمام.. وأنت تنام وتحصي الكواكب فكر بغيرك، ثمة من لم يجد حيزا للمنام».

ما أشبه الإسراف بالكفر، وما أشبه الخضوع للرغبات بالعبودية. كم يفزع التشاوف البوهيمي وكم تنفرك مشاهد المنافسة الاجتماعية واستعراض القدرات المالية، أما المستغرب في كل ذلك أن تكون على يقين بأن كل محاولات الاستعراض كما يقال في العامية « على خازوق»، ثم نتناسى أن للعالم وجها آخر موغلا في العوز قد نقدّم له أقل القليل لو حمدنا الله على النعم الكثيرة التي نتمتع بها وأمسكنا قليلا عن المباهاة الفارغة.

كانت أنامل الطفلة التي أمامي تقبض على بطاقة ملونة أخذت تلوح بها يمنة ويسرة، أنها ليست سوى دعوة لعيد ميلاد إحدى الصديقات في المدرسة. المكان: فندق من فئة الخمس نجوم، الحضور: بذخ واسراف لا طفولة بينهما.. كل ما حضر وكل ما كان لا يتناسب وبساطة الحدث, ولا تستوعب الطفولة فيه حجم هذا الإسراف. لم تكن الدعوة الى حفل عيد ميلاد طفلة في التاسعة من عمرها بقدر ما هي تعرية لآفة تجتاح بعض الآباء من استعراض باهت وممل شاهدناه من قبل، إنما يعكس ضعف الثقة الاجتماعية والنفسية، فلا يمكن للبذخ أن يكون وسيلة لإسعاد طفل بقدر ما هو فضح لأساليب استغلال هؤلاء الأطفال لثقافتنا التفاخريّة الخاصة.

لن نكون ضد الفرح, ولا ضد البهجة, وليس لأحدنا أن يملي على الآخر كيف يحتفل وعلى أية أنغام يطرب، لكنه الابتذال الذي تخنق فيه الطفولة وينبت منه جيل هشّ يترعرع على سرير النفاق الاجتماعي.

في بريدي الالكتروني رسالة فيها صور صادمة لعالم متناقض يترنح بين دفتي البذخ والحرمان؛ فبينما يعيش جزء من العالم ثراء فاحشا, تظهر شريحة أخرى أكبر تستوطن مستنقعات الفاقة والفقر تقتات الفتات وتنام بين مجموعة من الخردة.

واقع مرير ينعكس على مرآة لا مبالاتنا كل صباح.. ففي الوقت الذي يحترق أكثرنا بنار الأسعار ولهيب رغيف الخبز، وبينما تقدم لنا الأخبار والصحف وجبات بؤس مجانا كل صباح, نجد أن هيمنة العوالم المخملية تصر على طمس تلك الصورة بإسراف يثير الاستهجان. ولماذا كلّ هذا؟ لا نعرف، مع أن الله أنعم على الكثيرين منا وتراهم يحفظون النعمة ويقدرونها ليبارك فيها الله.

الإفراط في الاستهلاك الكمالي سوس ينخر المجتمع ويفسد الأبناء ويورث المرء ارتياحا للدنيا. الاعتدال مطلوب في جميع مناحي الحياة وليس من التربية أن يبالغ الإنسان بتدليل أبنائه وتلبية جميع متطلباتهم، فينشأ الواحد منهم عبدا لشهواته.

حافظوا على النعمة لتدوم أيها المتسابقون إلى الإسراف المبالغون في الاستعراض، واذكروا أن في العالم ملايين الأطفال جاؤوا بلا تواريخ ميلاد يقبعون تحت خط الفقر, يمدون أيديهم الجافة نحو كسرة خبز مستحيلة ويموتون في أحضان البؤس تلفهم غرف كالحة وأحياء مقفرة إلا من الحاجة والتعاسة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالإثنين 21 ديسمبر 2015, 8:19 am

اعتياد ..

 
قبل أكثر من عشرين عاما ً كنّا مجموعة من الأصدقاء تفرقنا في رحاب الجامعة الأردنية بحسب التخصصات، بعضنا يدرس الحقوق أو العلوم السياسية وإدارة الأعمال وبعضنا في كلية الآداب يدرس اللغات وعلم الاجتماع واصدقاء آخرون انتشروا في الكليات العلمية. في معظم أوقات الفراغ بين المحاضرات كنا نتوجه إلى منطقة وسطى نلتقي فيها.

في البداية كنا نلحظ أن بعض الأصدقاء في كلية الطب يعزفون عن الأكل ويشعرون بالغثيان إذا تصادف وجودهم في الكافتيريا بعد محاضرة التشريح، فمنظر الجثة الباردة التي يلتفون حولها كان كافيا ً لسداد الشهية ولهزالهم، يضاف أن رؤية جسد ميت قد شكلّت لهم ما يشبه صدمة نفسية، وأذكر أن صديقة فقدت وعيها في أول مرة تدخل فيها إلى قاعة تشريح.

مرت الأيام وبتّ ألاحظ أن صديقتنا التي فقدت وعيها وضعف جسدها قد حطّت عليها الشهية بعد انقطاع ، وأثار استغرابنا نحن طلبة الكليات الأدبية أن أصدقاءنا «الأطباء» أصبحوا يمضغون الطعام ويتضاحكون ويتحدثون عن المشارط والمشرحة والجثث باعتيادية غريبة جدا ً، هذا غير المزاح والمقالب داخل قاعة التشريح وأحتفظ بتفاصيلها. أصدقائي الأطباء صبغ الهدوء شخصياتهم بعد ذلك ولم يعد أحدهم ينفعل لما كان داعيا ً للإنفعال والاشمئزاز من قبل.

إنها العاديّة، وفي حياتنا جميعا ً مواقف اعتدناها صارت تقابل بالحيادية والفتور في ردود أفعالنا.. فتكرار المشهد على نحو مستمر يصبح أمرا ً نمر به دون أن نتوقف عنده كثيرا. تخبرنا الأنباء كل يوم عن شكل جديد للجرائم: قتل وسرقة وسطو مسلح ومشاجرات واحتيال، حتى أصبحت الجريمة خبرا يوميا يَسّر الانفتاح على العالم تحويلها إلى وظائف نظامية نقرأ تفاصيلها ببعض الحرارة الفطرية.. ثم نمضي.

وصلنا لمرحلة اعتياد ، فخبر الجريمة لم يعد أمرأ استثنائيا في المجتمع، وردود فعلنا باتت تقتصر على ملامح باهتة. ما الحل؟ .. نريد للعقاب أن يكون معلوما ً للجميع متجذراً في الأذهان، وأن تلقى التغطية الاعلامية للأحكام القضائية والاجراءات العقابية الصادرة بحق الجريمة ذات الكثافة والاهتمام اللذين تلقاهما أخبار ارتكاب هذه الجرائم حين تتصدر الأخبار بشكل متزايد ، ولتكن طمأنة المجتمع على الصفحات الأولى أو البارزة بأن هناك يدا من حديد تضرب كلّ خارج عن القانون وخارج عن السوية البشرية، كما يمكن لكل مرة ينشر فيها خبر ارتكاب جريمة أن يتمّ التذكير أسفل الخبر بالعقاب الذي يلحق بالجرم ، وهذا أضعف الإيمان في مكافحة الجريمة. فلربما كان الترويع من العقاب سببا ً في الحدّ من أعقد مشكلات المجتمع: الإجرام؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالإثنين 21 ديسمبر 2015, 8:20 am

«الحقائق المكتومة تتحول إلى سموم»

 
حين تبدو أركان القصة متكاملة يحدث الانهيار، وكما يحصل في الأفلام العربية تكتشف احدى الزوجات أن زوجها العائد من سفره المزعوم لم يكن أبدا على سفر، فالصدفة وحدها حملتها لتفقد جواز سفره لتكتشف أنه لا يحمل أي ختم يؤكد سفره خارج البلاد .وبعد عاصفة من الشكوك والأسئلة يعترف الزوج بأنه قضى وقته طيلة الفترة الماضية داخل احد الفنادق برفقة امرأة أخرى، وانتهى الموضوع بنفس السيناريو الذي يتكرر في قصص الخيانات الزوجية بأن أكد لها الزوج أنها نزوة لن تتكرر ثم يلقي باللوم على زوجته لأنها السبب في روتين الحياة وانسحاب المشاعر بينهما. وماذا عن الزوجة؟ فلعلها سامحت ولعلها لم تسامح لكنها تجاوزت وطوت الصفحة المُرّة كرماً لأبنائها وحفاظا ً على سمعة الأسرة العريقة في حين استمر الزوجان يمثلان أمام الناس دوراً بارداً بأن حياتهما سعيدة ومستقرة.

وفي قصة ثانية تحكي التناقض بين ماهو معلن وما هو ممنوع من النشر ينفصل دون سابق انذار الزوجان المحسودان من الجميع وسط صدمة الأهل والأصدقاء فانسجامهما العائلي وعلاقتهما الوادعة أمام الناس لم تدع مجالا للتصديق أن الصورة الجميلة انهارت، فيعلن الزوجان فجأة أن العشرة غير قابلة للإستمرار وأنهما يعيشان حياة كانت مليئة بالمشاكل والعواصف لكنهما أتقنا التمثيل وكان لا بد للتمثيلية من نهاية!.

قصص كثيرة أبطالها أزواج يعيشون حياة هادئة أمام المجتمع لكنها في الحقيقة تحمل وجها ً آخر غير معلن يحوي تفاصيل نزاعات وخلافات ومشاكل أسرية وعنف.

الضغط المعنوي الواقع على الزوجات نتيجة صبرهن وتكتمهن على المشاكل الأسرية والخيانات الزوجية هو عنف نفسي أشد فتكا من العنف الجسدي ، فالسيدة، في قصة ثالثة، والتي لازالت لغاية الآن تحتمل إهانة زوجها وخياناته الكثيرة لتحافظ على صورة عائلتها أمام المجتمع لأجل سبب وحيد أن لها بنات في سن الزواج يكملن سنوات الجامعة النهائية، تحتمل فقط لحفظ كرامة البنات أمام الناس لكي تضمن لهن عريسا ً محتملاً، ولعلها خضعت خلال ما مرّت به للحفاظ على مشاعر بناتها لشكل بشع من العنف النفسي.

تحتمل كثير من النساء تصرفات الزوج الذي ينجرف مع أهوائه دونما مراجعة للضرر وفداحة الخسارة التي سيحملها هذا الفعل لاحقا، فيدمر روحا ليشبع رغبة، وفي معظم الحكايات فإن الزوجة على الأغلب تمتص نزوة زوجها محكومة لمصلحة العائلة مهما عانت هي من اعتلال بعد ذلك ومهما بدت للعيان متماسكة.

البيت العربي محافظ ولهذا تبدو كثير من البيوت هادئة لكنها من الداخل تهدر بعواصف هائلة ، وكما أن هناك أزواجا ً يقدسون أسرهم فإن هناك قصصا كثيرة لأزواج انجرفوا مع أهوائهم دون حساب لمشاعر الشريك، وفي الأغلب تصبر النساء على أهواء الأزواج في سبيل كرامة الأبناء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:04 am

قل لي ماذا يفعل الناس في الأعياد؟

 
يفترض لإجازة الأعياد أن تكون بمثابة عزل صحي لرتابة الايقاع اليومي وخروج عن المألوف واشتياق دائم كلما انتهيت منه عدت إليه بحماس أكبر. تبدأ أماسي العيد على نحو طيب لكنها لا تلبث تأخذ وجها معتادا ً. إنها حياة رتيبة حتى في الأعياد. يتساءل الناس كيف أمضيت العيد، فبماذا نصف اجازاتنا؟ بأنها سريعة العطب؟ أو افتقاد التناسب بين مفهومها الصحيح وبين طقوس تأديتها؟.. تقول احدى السيدات أنها لم تعد تطيق العطلات لأن خلافاتها مع زوجها تتفاقم بعكس الهدنة السائدة بينهما وهو في أيام العمل، ويقول الزوج العيد مصروف لا يحتمل وواجبات باردة وأولادي يثيرون جنوني بحركة لا تهدأ وخلافاتهم تزداد ولا فرصة للجسد والعقل للانعتاق من مهامهم في الاجازة.

اذا أردنا الاجتهاد بالتفسير الإجتماعي للمناكفات العائلية فإن الرجل يحس بالإختناق لأنه محاصر بطلبات الزوجة والأولاد قبل وخلال العيد، وينغص عليه حساب المصروفات المتراكم فيصبح العيد هما ً ذاتيا ً بالنسبة إليه. ومن ناحية الزوجة فهي لا تتحمل أن يتدخل زوجها بأمور منزلية لا تعنيه بدءا من التعليق على شؤون الأبناء وانتهاء بتفاصيل المطبخ. أما الأبناء خاصة الصغار فيزدادون صخباً لأن بداخلهم طاقة لا يمكن تفريغها داخل المنزل إلا بشكل مزعج. الشاب أو الفتاة يشعران حتماً بضجر وفراغ كبير قد يؤدي لحردهم أو امتناعهم عن مشاركة الأهل في الطقوس العائلية. وإذا أردنا فلسفة الأمور فالناحية العلمية ترى أن الشحنات السلبية تنتقل من شخص لآخر في نفس الحيّز الكهرومغناطيسي، وإذا كان هذا الحيز ضيقا يعني شحنات سالبة أكثر، ويتواتر ذلك كله لإفساد المزاج بشكل عام!.

ماذا فعلت في العيد هو سؤال لازال يطرحه عليك كثيرون ممن تلتقيهم.. فلربما وجدوا ضالتهم في اجابة استثنائية أو سحرية تقضي على الروتين الممتد في أعيادنا واجازاتنا. لقد أصبح الملل سمة عامة وتكراراً يفرضه المشهد: في أوقات الدوام ننتظر الاجازة، وفي الاجازة نتوه عما كنا نبحث عنه فيها، ونعود للحلقة ذاتها في التفتيش عن مرفأ الراحة في دوامة مكررة.

صدف أن كنت في أكثر من دولة أوروبية في مواسم الأعياد والاجازات حيث تدب عندهم حياة أكثر تشويقا ً وفرحاً من نوع خاص لا تفسير له سوى الانعتاق نحو الحرية الخالصة والصفاء النفسي، ولا تعرف كيف تفرح الشعوب الغربية في أعيادها بهذا القدر، ثم تتدارك أن الحالة النفسية والاقتصادية للشعوب تساهم حتما ً في تشكيل الواقع، وهذا كاف لنعرف لماذا نمارس اجازاتنا على نحو غير متقن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:05 am

أنا لم أمت بعد!


حين ينقل الموظف مشاكل عمله إلى بيته، فلا بد بالتالي من أن يحمل مشاكله الخاصة إلى العمل ويهذي بها ، وأعرف من ينتظر أو تنتظر ساعات الدوام الرسمي لإنهاء جميع المكالمات الخاصة من المكتب وطرح المشاكل الشخصية لمناقشتها مع الزملاء وذلك بالتأكيد على حساب وقت المؤسسه التي يعمل بها ووقت زملائه الذين لا يفوتهم الاستماع إلى الأمور الخاصة التي تستجد، خاصة إذا كان نظام المكاتب مفتوحا يتيح للجميع مراقبة تحركات بعضهم البعض. 

يضطر الموظف للبقاء داخل عمله ثماني ساعات حتى وان احتاج انجاز العمل الذي يؤديه إلى ساعتين أو ثلاثة فقط. فهل نتساءل كم من الطاقات تهدر والموظف حبيس جدران مكتبه ، وكم من الأعمال يتم جرجرتها وتأجيلها من ساعة إلى أخرى بدعوى أنها ستنجز اليوم ولا فرق إن كانت ستنجز بداية النهار أو في نهايته مايؤدي كثيرا إلى التكاسل وتأخير المصالح . في الحقيقة فإن العمل الذي سيقوم به الموظف ممكن انجازه بوقت أسرع لو أنه سيحاسب في نهاية الشهر بمنهجية الانجاز وليس بحسب ساعات الدوام الطويلة التي تستهلك الموظف وتقتل الدافعية لمزيد من العطاء في الوقت الفائض الذي يضطر أن يبقى فيه حبيس مؤسسته، فيقتله بالسواليف والنميمة والهواتف الخاصة وفناجين القهوة.

عند انتصاف النهار تبدأ القدرات الذهنية للموظف بالتراجع مع انتكاس في الحالة المزاجية وبعضهم يلقي بثقله فوق المكتب بما يذكرك بالأديب الدنمركي أبسن الذي كان يعلق ورقة إلى جانبه تحسبا لغفوة تداهمه أثناء الكتابة، كتب عليها : «أنا لم أمت بعد وإن كنت أبدو كذلك» !.

باستثناء الوظائف التي تقدم خدمة مباشرة للجمهور ولكي لا تتأثر عملية تلبية احتياجات المراجعين ، فإن قناعة تتشكل لدي أن العمل بنظام الدوام الرسمي لكثير من الوظائف عبء على المؤسسة مقارنة بما يستطيع الفرد أن يقدمه من عمل نوعي، وأقول ذلك بحكم تجربة شخصية وبحكم تجربة الكثيرين في العمل الجزئي لأكثر من مؤسسة حيث يتمكن الانسان من انجاز أعماله واتمامها بنوعية دون الحاجة إلى البقاء وراء مكتب لساعات عمل طويلة مرهقة ومملة.

العالم يسعى لإيجاد خطط جديدة لتأدية العمل لتقليص النفقات وعدم هدر الطاقات وتحسين نوعية الانتاج من خلال تشجيع العمل المتحرك الذي نؤديه بحرفية ونقدم فيه مخرجا نهائيا مهنيا حتى لو تمت تأديته من البيت فما يهم هو المنجز الحقيقي الذي لا يحتاج منا أن نتمترس داخل منشأة معينة دون انجاز فنثرثر ونؤجل العمل ثم نرهق بما فيه الكفاية وقد نضطر إلى تعليق ورقة تؤكد: أنا لم أمت بعد وان كنت أبدو كذلك!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:06 am

يا رب ولد!


«الحجة ام بشير» سيدة سبعينية بدت مرهقة وفي عينيها حزن يُحكى. سألتها عن بناتها قالت أنهن وابناؤهن يملأون البيت عليها وعلى زوجها (أبيهن) المريض، ويراعين بعين الرحمة كافة شؤونهما وختمت كلامها حيالهن: «الله يرضى عليهم دنيا وآخرة». ثم سألتها وما أخبار «بشير» ؟ فتمتمت سريعا ً كمن لا يريد الخوض في اجابة «الله يسامحه ويوفقه وين ما راح».

«بشير» الذي أطلّ على العائلة الملهوفة بعد طول انتظار وابتهال وترقب من إنجاب أربع بنات، فكانت الفرحة الكبرى لمّا جاء الولد قرة عين أبيه وأمه. كرّت السنون و كفة ميزان الابن أرجح من كفة أخواته البنات. وَهَن العظم من الوالدين وزارت الشيخوخة لكن الأمل معقود على سندهم الوحيد: بشير. تزوجت البنات وخلفوا الصبيان والبنات. أما الابن الوحيد فسرعان مااتخذ قراره بالسفر ليدرس في الخارج، فتوجه إلى بريطانيا وأنهى سنوات الدراسة ولم يزر والديه سوى مرة واحدة بعد انتهاء السنة الدراسية الأولى. ثم أبلغهم عبر الهاتف بأنه أسس لنفسه حياة وتزوج ووجد عملاً مع وعود معلّبة بأن يعود.

مع ما يسببه بعض الأبناء الذكور من خذلان لعائلاتهم وما تحيط به الإبنة الأنثى أبويها من حنان ورعاية، تبقى بالرغم من ذلك فكرة انجاب الأنثى مؤرقة ، والطموح لا يحده حدود لإنجاب الذكر حامي نسل العائلة ورأسمال الأسرة وحامل اسمها، وهو ذاته من قد يخون أمانتها.

وجدت نفسي أستدعي الحالة السابقة خلال قراءة تحقيق استقصائي مهم نشرته إحدى الصحف المحلية حول تقنية فصل الأجنة (اختيار جنس المولود المرغوب به) التي بات يلجأ لها الأزواج بشكل متزايد لتحديد جنس المولود، ليحسم معظمهم طبقا للثقافة السائدة قرارهم الأكيد بتفضيل انجاب الذكر. وتتم عملية الاختيار بعد التلقيح خارج الرحم، ثم بعد تكون الأجنة يتم سحب خلية من الجنين لفحص الحامض النووي بحثا عن الكروموسوم الذكري (Y) أو الكروموسوم الأنثوي (x) وبذلك ينقل الجنين المرغوب به إلى رحم الأم ويزرع به وهو عادة ذكر ويتم الاستغناء عن الأجنة الإناث.

هل تعيد عملية فصل الأجنة وأد البنات في الجاهلية إلى الأذهان؟، لقد حدد علماء الشرع بعض الضوابط ان لا يتم الاختيار بحسب الأمزجة وارضاء الأذواق. مع ذلك لازالت التقنية علما ً حديثا ً يثير خلافا ً بين الفقهاء بين مؤيد ومعارض والحقيقة تؤكد وجود انفلات من الأسس الأخلاقية في سبيل الربح التجاري وهذا ما أكده كذلك التحقيق المشار إليه.

ما يهم أن الإقبال على تقنية فصل الأجنة إلى تزايد، وإن كانت اليوم مكلفة في متناول شريحة قادرة ماديا فقط، لكن التكلفة قد تصبح بمتناول فئة أوسع مع ازدياد المنافسة فتفسح المجال أمام عدد متزايد من الأزواج لتحكيم الرغبة الفطرية بإنجاب الذكر ، وهذا قد يعني أننا أمام تمييز جديد ضد الأنثى واحتمالية اختلاط الأنساب أو حدوث خلل محتمل في التركيبة السكانية إن لم توضح الضوابط والشروط ويصل الفقهاء إلى رأي قاطع حيال استخدام هذا العلم الحديث قبل أن يصبح تجارة منفلتة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:07 am

أعصاب 
أحب الدعوات إلى الناس وأقربها إلى القلب هي الدعوة بالستر. يدعو الانسان إلى الستر إذ يعتقد أنه من غير الحكمة أن يعرف الآخر أكثر مما يجب، ويسعى الساعون إلى الإبقاء على أسرارهم عن أعين الناس والحفاظ أمامهم على نقاء سيرهم. إن الحقيقة تحب أن تتوارى لأنها ثقيلة دم ، وما تلهث لمعرفته سيكون في لحظة ما كفيلا بمنحك مزيدا ً من خيبة الأمل. 

هل بتنا نبغض البحث عن الحقائق، ذلك أن الأكذوبة المغلفة في ورق براق تريح من نزف مزيد من الأعصاب.. أعصابنا التي لم يعد بإمكاننا أن نهدرها بعبث ولا يمكن أن تشترى أو تباع أو تستبدل ان انتهت صلاحيتها. الحقيقة أننا لم نعد نسعى للحقيقة ، إنها خشنة وقادرة أن تتربص بقدرة احتمالنا. منا من بات يكتفي بأكذوبة ذات رائحة عطريّة!. 

...............

رشاقة 
ذاكرة هواتفنا كالمرأة التي تتأمل رشاقتها أمام المرآة، فيفاجئها منظر الدهن المتراكم والجلد المترهل والتجاعيد الغائرة، ولا بد من قرار سريع للتخلص من هذه العلامات غير المحببة.. بالريجيم مرة أوعن طريق الاضطرار لمبضع الجراح مرة أخرى. 

نقوم بمراجعة الأرقام المحتشدة في ذاكرة هاتفنا؟. أسماء ذابت مع الحياة وشخوص ابتلعتهم الطرقات.. وآخرون حان وقت رحيلهم. تغربل، فيعود الهاتف بعد التنقية رشيقا، لكنه ما يلبث أن يكتنز سريعا إلى حين الحاجة لعملية جديدة للترشيق!. 

.............

أزمة 
يذكر أنه وفي ذات الفترة التي طارت فيها شهرة المونولوجست المصري شكوكو في الآفاق، لم يكن الناس، في مصر والعالم العربي، لو سألتهم، ليتعرفوا على الأديب المفكر الكبير عباس محمود العقاد.. أكثر من مئة كتاب وأكثر من خمسة عشر ألف مقال. لكنها كارثة نسمح بحدوثها كل يوم.

................

مسلسلات 
لمن فاته الخبر فليعلم أن مقهى في الصين فتح أبوابه للراغبين من زبائنه تفريغ أحزانهم بالبكاء، ويقدم المطعم مدعمات لانهمار الدموع مثل الفلفل الحار والبصل الأبيض والعتمة التي تحفظ الخصوصية. اقتراح غير مكلف قدمه أحدهم لمن لا يملك ثمن الرحلة إلى الصين بأن يسارع المواطن الأردني بتفريغ حمولته من الهموم عبر ملاحقة المسلسلات الرمضانية والبكاء أمامها، نخص بذلك المسلسلات الخليجية، التي" ما قصّرت" بما تحويه من لطم وصفعات وعويل وأمراض مستعصية داخل حلقاتها، ولم تنس أمام هذا اللطم أطنان الأصباغ على الوجوه. اللهم إني صائم!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:07 am

الأب السِّكّير!

 
القصة الأولى: يفقد عقله اثر نوبات السّكر ثم ينتهي المشهد بشتم زوجته وابنائه بأقذع الصفات. في آخر مرة ضرب ابنته الشابة أمام صديقتها دون وعي. أما شقيقها الأكبر فقد طرده أبوه المخمور من البيت أكثر من مرة دونما سبب فآثر الهرب والعيش بعيدا عن جحيم أبيه. سنون طويلة مرت استطاعت خلالها «عبلة» أن تحول هذا الاضطهاد والعنف العائلي إلى نجاح عملي باهر. ومع وفاة والدها قبل أعوام، لم تستطع أن تنسى الألم النفسي المختبئ في أعماقها، فكانت تلجأ إلى وأد القهر عن طريق مزيد من الانصهار في حياتها العملية. كان أبوها مدمن كحول يحول حياة عائلته إلى جحيم مستعر كلما لعبت برأسه الخمرة.

قصة ثانية: ثلاث فتيات صغيرات أكبرهن في السابعة عشرة، يبعثر أبوهن المال على ملذاته فلا يبقى لهن إلا القلة التي توفرها الأم. لا يعرفن من والدهن إلا كف اليد حين تهوي على رؤوسهن دون تمييز. يسارعن ووالدتهن للهرب إلى غرفهن والاختفاء في زوايا البيت حين يعود مخمورا مسعورا كل ليلة.

قصة ثالثة: بعد الغداء يبدأ بمعاقرة الخمر. يسكر فيتوحّش. تهرب الزوجة والأبناء إلى منزل الجيران اتقاء شره، أو إلى حر الشارع عندما يحاولن درء الفضائح ولا يعدن إلا بعد أن يأمنّ على نفسهن من هياجه.

قصة رابعة: كان يسكر حد الثمالة ثم كالبهائم يفعل مع زوجته فعلها حتى انه يوسعها ضرباً بكل ما أمامه. في آخر مرة هربت إلى الشارع شبه عارية والدماء تنزف منها.

قصص حقيقية يقف وراءها ادمان الكحول، ويولد الانحراف الخلقي الذي يتلبس مدمن الخمر. فيما تشير بعض القصص إلى مأساوية أكبر من التي ذكرتها. هناك أبناء ذكور انحرفوا وانجرفوا مثل أبيهم إلى الخمر، ومنهم من أصابه رد عكسي فخرج من المحنة سليما معافى من الآفة.

البيوت تتقوض بانهيار أساساتها، وفي الأبعاد الرئيسية للعنف المنزلي ، يعتبر الأب المدمن سواء على الكحول أو المخدرات مسألة حاضرة بقوة في السجلات، حيث الإدمان يقوض حياة العائلة ويسبب انهيارها.

يفقد الأب السكير عقله في زجاجة ضاربا بعرض الحائط ميثاق الأبوة، فيبث في أبنائه وبناته حياة مذعورة.. انها اهانة كبيرة لمفهوم القدوة في العائلة وعلامة من علامات انحطاط الشعور بالمسؤولية.

هناك جهات معينة مخولة بمتابعة حالات العنف المنزلي واثبات الاعتداء الواقع ومعاينة الحالات التي ترد إليها، وهناك اجراءات قانونية ومتابعات اجتماعية ونفسية لمحاولة الوصول إلى حل المشكلة أو استقرارها. منها ما يتم التوصل فيه إلى وفاق عندما يستجيب رب الأسرة إلى الارشاد والتوعية الدينية والنفسية والعلاجات الطبية. لكن حالات أخرى كثيرة تبقى طي الكتمان من باب طلب السترة والخوف من الفضيحة، تقع تحت رحمة ابوة مخمورة لا ابوة فيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:08 am

السّادة الكُتّاب

يروي كثير من القراء أنهم بقدر مايجذبهم قلم هذا الكاتب ويتابعونه بشغف، بقدر ما يفاجأون بعدم اكتراثه التواصل مع قرائه خاصة أنه قد وضع بريده الالكتروني أسفل مقالته، ما يعني أنه التزم أدبيا بإجابة كل رسالة ترد إليه. 

قبل عامين أرسلت إلى رئيس تحرير جريدة عربية تحظى بتأثير بالغ وأهمية كبيرة، أبلغته بملاحظة حول نسخة الجريدة الالكترونية، وكنت على قناعة أنه، لكثرة مشاغله التي أقدرها، سيعير الرسالة اهتماما ً بأضعف الإيمان، وقبل أن يكتمل سوء ظني وجدت رده يحمل باقة من الشكر بكل تواضع ووعدا بمتابعة الموضوع، وهذا ماحصل فعلاً. وفي أحد الأيام فوجئت بأن كاتبا عربيا كبيرا أفرد مقالة كاملة لمناقشة رد قدمته أسفل مقالته وذلك دون سابق معرفة بيننا. 

ولا أذكر مرة أنني أرسلت إلى الدكتور فهد الفانك باستفسار أو رأي دون أن يجب برد متواضع دون إهمال أو تعالٍ. وفي الصيف الماضي كتبت إلى المبدع ابراهيم جابر ابراهيم اسأله ، ثم انفرط الوقت ونسيت تماما أنه لم يجب، لأفاجأ بعد عدة أشهر برسالة منه عنوانها (اعتذار) تحمل أدبا جما وفكرا راقيا واعتذارا ً مبررا ً عن التأخر في الرد. أما الساخر المذهل أحمد حسن الزعبي فهو بحد ذاته بيت خبرة في احترام القارئ بكل أريحية وطيب نفس. وهنالك أمثلة كثيرة في تواضع الكبار كأستاذنا الكبير خالد المحادين الذي يمنح خلاصة تجاربه للجميع دون استثناء كما يمنح الآباء لأبنائهم. أسماء كثيرة ومواقف لن تتسع المقالة لسردها مما يقدمه الكبار في قيمتهم وقيمهم من اعتبارات للغير تعكس نجاحا ً وثقة في النفس ونضج في التفكير.

يقول أحد الأصدقاء أنه كان من أكثر المهتمين بمتابعة كل إصدار للكاتب والأديب الفلاني على مدى سنوات طويلة ، وملاحقة كل تصريح أو رأي له في أي مكان، إلى أن قابله يوما ً وجها لوجه فاصطدم بتلك العجرفة الاستثنائية وأحسّ في اللحظة ذاتها أن وقته في متابعة كاتبه المفضل قد وئد عبثا ! . 

عندما يمنح القارئ ثقته إلى الكاتب فإنه يمنح شيئا غاليا ونادرا هذه الأيام، ومن حق القارئ أن يحترم الكاتب وقته ، فالقارئ في النهاية يملك وقتا محدودا يهدي منه جزءا لقراءة ماتفضلت به الصحف، واذا كان المال هو رأسمال التاجر فإن القارئ هو رأسمال (الكاتب) ووحده القادر على منحه مشروعية هذا اللقب مهما امتلك الكاتب من موهبة ومهما فعل.

لم تكن الفوقية سببا لرفعة الشأن يوما ً، إن العمود الصحفي الذي يطل منه الكاتب هو بيته الذي يستضيف فيه الزوار، إذ عليه أن يفتح قلبه ليغرف الزائرون منه. القارئ ذكي، لكنه لا يغفر النفاق والكذب.. والإهمال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:09 am

فتور ..

 
[6/23/2010 2:57:38 AM]
رنا شاور
يخطر لك أن تقلب قوائم الاتصال في هاتفك الخلوي، فتمر بمئات الأسماء والأرقام المتزاحمة. أصدقاء وأقارب ومعارف وزملاء. وآخرين كثيرين يشغلون حيزا دون أثر. من هؤلاء؟، أناس قابلتهم في دوامة الحياة ثم ابتلعتهم الطرقات من جديد. لا بد أنهم مثلك يتأملون اسمك في قوائمهم بذات الغرابة: من هذا؟. تمر بأسماء جاء وقت رحيلها، وأسماء تحبك دون حاجة لتأكيدات يومية. 

كم من الناس قبلنا وكم من الناس بعدنا. أسماء كثيرة ارتبطت بأماكن وحكايات وظلت في الذاكرة، وبين ذلك كله عمر يتسلل في خلسة من الانشغال. 

تجد نفسك مدفوعا خطوات أبعد للسير في المسافات القلقة : كيف تمضي الحياة بين اندفاع وحبور.. بين اشتهاء وفتور.. بين نبضة قلب ورفة عين. 

وفي المشوار تساقطت أوراق كثيرة. فقدنا قسرا، جزءا من مساحتنا الاجتماعية وأمننا النفسي. تغيّرنا. تقلّبنا. تقدمنا في التعب. حماستنا للناس والأشياء احتاجت لإعادة نظر، وانسحبت منا الأحاسيس حين تهنا في الزحام.

يصف الروائي الطيب صالح هذا التبدل في احدى كتاباته: «قبل أعوام كان خلية حية في جسم القبيلة المترابط. كان يغيب فيخلق فراغاً لا يمتلئ حتى يعود، وحين يعود يصافحه أبوه ببساطة وتضحك أمه كعادتها ويعامله بقية أهله بلا كلفة طوال الأيام التي غابها.. أما الآن فأبوه قد احتضنه بقوة وأمه ذرفت الدموع وبقية أهله بالغوا في الترحيب به. هذه المبالغة أزعجته. كان إحساسهم الطبيعي قد فتر فدعموه بالمبالغة».

البساطة والتلقائية التي تجاوزت اللزوميات هي فعل ماض. بالغنا، اضطراريا، بالعطف غير التلقائي مثل أبطال «الطيب صالح». في داخلنا شيء سرق في غفلة منا. رغما ً عنا. ثمة محفزات كثيرة لم يعد بمقدورها أن تحرضنا.غابت الدهشة مع آخر عيد كبرنا بعده. وانهمك الانسان بادعاء حياة لا تشبه الحياة.. 

عبر بنا الزمن إلى أزمان أخرى ، كخليط من الأضداد في عالم مضطرب. ماعاد هذا الإنسان يتفاعل لكثرة ما مر به، مع أن قلبا بهذا الاتساع يعيش فيه. ولازلنا في صعود وهبوط نستجدي ألفة الأمس: بسيطا حميما يهدهد الوقت على مهل.. ذلك حين «يصافحه أبوه ببساطة وتضحك أمه كعادتها ويعامله أهله بلا كلفة» .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:09 am

أنا غني تزوجيني !


كم من الممكن أن يخسر من مصداقيته في عيون الناس، ذاك الانسان الذي يسوق لنفسه ويروج لمحاسنه دون مبرر؟. كثير جدا. 

في البيئة الوظيفية لا ينظر بعض الموظفين إلى الخطأ الذي يقعون فيه عندما يقدمون دعاية مجانية لذواتهم بشكل مباشر دون أسباب مقنعة، فترى الموظف يردد مثلا: أنا خبير، أنا شغّيل، أنا مهم.. لكني لا أحظى بالمكانة المناسبة.. لكني لا أتقاضى الراتب الذي أستحقه..الخ. هذه المزاعم وان كانت صحيحة وفي مكانها ستجعل أولئك يخسرون من رصيدهم الحقيقي في مؤسساتهم. الأمر إذن متعلق بشكل مباشر بالذكاء الاجتماعي للأفراد: كيف نقول مانريد ومتى وأين ولمن. 

يصف أحد خبراء العلاقات الانسانية ما يفعله الموظف، الذي يصر على امتداح قدراته بشكل فج ّ ومكشوف، كالذي يبادر إلى على فتاة جميلة في احدى الحفلات ويقول لها: انا غني ولبق ومتعلم فلذلك عليك أن تتزوجيني، هنا لا يستبعد الخبير أن يرد الطرف الآخر بصفع السائل على وجهه، وهذا برأيه قمة الاخفاق. أما النجاح من وجهة نظره أن تجعل هذه الجميلة تأتي اليك في حالة انبهار قائلة : هل تتزوجني؟.. ما يعني أن ثمة رسائل غير مباشرة ارسلت إلى الجهة المعنية والتقطها الطرف الثاني بنجاح، وهو مايسمى التسويق غير المباشر للذات.

الترويج للذات ، يصور تماما كتسويق سلعة في السوق ،حيث أكثر من وسيلة تسويق مباشرة وغير مباشرة، وعليك أن تحسن الاختيار المناسب والذكي لتمرير أفكارك ومشاعرك لأن الانسان وحده المستفيد أو المتأذي من حسن أو سوء الاختيار. 

كثيرة هي المواد والدراسات وورش العمل التي عنيت بالعلاقة في البيئة الوظيفية خاصة بين المدير والموظف، لكنها التقطت الصورة من زاوية محدودة، فأيها لم يهتم بالتدريب على المهارات العاطفية وتعزيز الذكاء الاجتماعي بين الموظفين في العمل لجعل العمل مكانا ً أكثر استقرارا وأمنا ً. 

وان كنا أفضل موظفين على الاطلاق فاننا في النهاية نتعامل مع بشر مثلنا تماما، بانفعالاتهم وعواطفهم، بتقبلهم ورفضهم، فهل يعتبر من الأفضل أن تقول عن نفسك أنا ذكي أو أنا مسكين أو أنا أفضل منكم جميعا، أم تحاول أن ترسل اشارات تبني عليها الصورة الذهنية التي تريدها لنفسك ثم تدع غيرك يقول :أنك فعلا ً شخص مذهل !.

ما ينطبق على البيئة الوظيفية يصح أن نعمم فكرته على الحياة العامة فليس أسوأ من أن تتسول اعجاب الناس إلا أن تتوسل تعاطفهم. هذا لا يمكن أن يكون ذكاءً.. هذا الغباء بعينه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:10 am

على الإشارة الضوئية

 
أول مرة رأيتهم يتعلقون بالسيارة بهذا الشكل المرعب لم أستوعب حقيقة ما يفعلونه. كانت السيارة التي أمامي على الاشارة تنتظر الضوء الأخضر حين تجمهر حولها ثلاثة مراهقين وهم يتزحلقون بخفة على حذاء تزلج. فتحت الإشارة والصبية ملتصقون بالسيارة التي صعد ت بهم من اشارة حدائق الملك عبدالله إلى اشارة وهبة تماري في الشميساني، ثم انعطف السائق يمينا بشكل مفاجئ وارتمى أحد الشباب الصغار أمام عجلات السيارة بعد أن اختل توازنه، ولولا لطف الله وانتباه السائق في اللحظة الأخيرة لكانت عجلات السيارة قد حولت هذا المتزلج المتهور إلى أشلاء. 

انهم مجموعة من الصبية يتحلقون حول السيارات على الاشارات الضوئية ويتمسكون بها بانتظار الضوء الأخضر ما يعتقدون أنها لعبة مسلية، معرضين أنفسهم ومعرضين سائقي السيارات إلى خطر مرعب، ماذا لو أن أحدهم دهسته هذه السيارة .. وحده السائق المسكين سيتحمل السائق توابع هذه الولدنة.

..........

الفراولة المغشوشة والمصبوغة لا زالت تباع على الإشارة، ودون أن تطلب يجبرك البائع على الشراء ، فقد يباغتك بوضع (شرحة الفراولة) على التابلو الأمامي للسيارة ولأن الوقت لن يسمح بالمفاوضة تنقده الثمن الذي تدفعه من صحتك. 

..........

صارت وقفة الاشارة تعني مناكفة البائعين وتجنب سخطهم، كما أنها صارت مكلفة، فما أن يجد أحد الباعة طفلا بالسيارة حتى يتراكض بالألعاب الرخيصة وبأسعار لا تساوي قيمتها ، ثم أن كثيرا منها غير نظيف وغير آمن، وعندما تعلمه بعدم رغبتك في الشراء، يهملك ليطرق الزجاج الخلفي لاستفزاز الأطفال الذين سيطالبونك حتما ً باللعبة إلا اذا استطعت اقناعهم. 

..........

بيع الورود على الاشارة هي الظاهرة الوحيدة التي يتسامح حيالها السائق، على الأقل منظرها مبهج وألوانها تبعث في النفس الراحة. الابقاء عليها أمر جميل وحضاري، وقد لاحظت أن معظم السائقين يتابعون بنظراتهم بائع الورد.

..........

الاشارات لم تعد محطة قصيرة للانتظار فحسب، عليك أن تهيء نفسك للعديد من المفاوضات والمفاصلات والدعوات الصالحات والطالحات. الإشارات الضوئية بحاجة لإلقاء نظرة واجراءات جادة من المعنيين، خاصة مزاليج الرعب!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:11 am

سياحة داخلية أم..؟

 
لا داعي للمجاملة إذا أردنا تصحيح الخلل مهما صغر حجمه أو كبر، فنحن نشير إلى الخطأ من باب التطلع إلى تصليحه.

لم أرد الكتابة من المرة الأولى التي مررت بها بتجربة سياحة داخلية ولا حتى الثانية أو الثالثة. كنا نتمنى أن تكون هذه مواقف عابرة لا تمثل مفهوم السياحة الداخلية عندنا في الأردن. لكن الملاحظات كانت تترسخ كل مرة جديدة نتجرأ فيها لتجربة السياحة الداخلية وتحديدا الترفيهية.

هل عندنا سياحة داخلية؟ هذا هو السؤال الأول. هل السياحة الداخلية موجهة للأردني أم هي وسيلة تطفيش له؟ وهذا سؤال ثان. وهل الفظاظة التي يقدمها لك العامل في أرقى الفنادق هي الثمن الذي تقبضه مقابل الاستنزاف غير العادي لتكاليف الرحلة السريعة.

لست بصدد التقييم أو التنظير أو طرح الخطط البديلة، لا يعنيني هذا، أتحدث فقط من منظور مواطن عادي يهمه أن يخرج قليلا من ضغوط العمل والحياة إلى قدر بسيط من الرفاهية، كأي مطلب إنساني لا يمكن أن تستوي حياة الفرد بدونه، فالتخفف من أعباء الحياة إلى حين حق للإنسان وشرط أساسي لاستعادة القوى الذهنية والجسمانية لتحقيق انجاز أفضل.

لكنني ككثيرين أقرر، من باب أولى، أن أبقى في بلدي..فلماذا أتكلّف اقامة يومين في العقبة ما قد أدفعه في أربعة أيام في مدينة شرم الشيخ أو في مصايف سوريا؟. ولماذا لا يتم احتساب أسعار سياحية منافسة للأردني وإبقاء الأسعار السياحية للأجنبي؟ وهل فعليا يستطيع الفرد ذو الدخل المحدود في الأردن تحمل هذه التكاليف الباهظة لو قرر الترفيه، إلا إذا كان القصد اجتذاب نوعية نخبوية من المواطنين.

إن أول مقومات الحضارة يا سادة هو الإنسان وهو أصل التطور وعامل النجاح الأعظم ، وإذا ما تجاوزنا الحديث عن الأسعار الخيالية التي لا تأخذ مقابلها الخدمة المتوقعة فإننا بالضرورة يجب أن نتحدث عن المعاملة التي تتلقاها من القائم على الخدمة في المنتجعات أو المرافق السياحية، فالموظف الأردني يعاملك بطريقة أشبه ماتكون كتلك التي تعامل بها زوجة الأب أبناء زوجها، خدمة بلا نفس وعلى أهبة الانفجار ولا تعرف سببا لهكذا حس ثأري تجاهك، علما أن المعاملة التي يتلقاها الأجنبي، وهذا حصل بشكل صريح أمامي واستهجنه غيري من العوائل الأردنية، أفضل بكثير وهو ما لمسناه بشكل صريح. تستغرب إذن أن يحصل الأجنبي على معاملة أفضل دونما سبب، بينما العامل من أصل آسيوي أو أجنبي يبدي لطافة أكبر من تلك التي يظهرها لك ابن بلدك ولا تعرف لماذا؟ . على سبيل المثال وهذا مثال واحد فقط من مواقف كثيرة لا زالت تحدث: يطلب الجرسون دون أن ينظر إليك أن تخلي الطاولة المقابلة للبحر لأنها محجوزة ، تنتقل لمكان ثان وتكتشف أن الطاولة ليست محجوزة أبدا ً لكنها وسيلة لإفهامك أن الأفضلية للسائح الأجنبي مع أنك غالبا ماتقدم البقشيش السخيّ الذي لا يقدمه السائح الأجنبي.

عدنا بعد قضاء يومين في العقبة وعاد لنا أصدقاء بعد أربعة أيام في شرم الشيخ وطابا.. دفعنا أكثر ودفعوا أقل. انبسطوا أكثر وانبسطنا أقل. عوملوا بترحاب أكبر وعوملنا بترحاب أقل. لماذا يحدث ذلك يا وزارة السياحة؟ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:12 am

لنا كالناس أعمار.. ستنفرط


كحق الحالمين بالتجربة، نخوض الحياة. كقصص كاذبة يسردها مسافر جاء من البعيد، نكتشف زيف بريقها كلما اقتربنا من نهايتها. وبعد أن تدفع ثمن الرحلة لتبدو كأي انسان منهك، تنجلي ثمة حقيقة واحدة، إنها القناعة التي تزور متأخراً والحكمة العتيقة التي لم يصدقها أحد: «لا شيء يستحق».

الحياة مشوار وهذا الطريق يمتد بتعب طويل. و سنوات الكرّ أضاعت تأملات لم تقرأ بعد، وطوى الوهن قصة الفجر التالي.

يكتمل الوعي وتبلغ أشدك كل يوم.. لكن الوقت كفيل بتحنيطك في قوالب لا تتسع لآمالك. تضيق النفوس كلما أوغلت في اكتشافها، ولؤم الطباع انكشف لمّا سقطت ورقة التوت عن طبائع البشر.

هل نركض لكي نكبر؟ أم أننا لا ندري إلى النضج أو إلى الفناء نسير. نراكم العمر لاهثين أحيانا ً كثيرة، أو فرحين ضمن حيّز ٍ لن يمنح الكثير.

نعاظم البكائيات على الحاضر، ونلعن البشر والحجر والشجر. ننمي حالة الاستعداد والاستعداء لغد مليء بالأسئلة، فنفرط في اجترار الأمكنة الضائعة وطلل الحكايا المسكونة بنواقيس الدهشة. وكأن في اجترار الذكرى تنبيه لنا أن ماضٍا حميما تسرب في غفلة منا. هل الحقيقة أن ماضينا كان الأجمل ؟، هل كان أنبل؟. أم هو القلب المنهك يتقلب بين فجر ٍ وليل، وليل وفجر، فيروح يغترف من الصور البعيدة كلما فاجأته العتمة.. أو كلما اقتصد الدهر من مواسم الحصاد.

كمسبحة في يد منافق تكرّ الأيام.. نسقط لكي ننهض أو نسقط لنعاود السقوط. نخسر مرة لننتصر أو لنخسر مرة ثانية، وننام لنصحو أكثر قوة أو أكثر بلادة.

ويظل الإنسان، مهما نسي، مشروع فناء تائه في الزحام: كثيرون قبلنا وكثيرون بعدنا.

إنه عالم متصل، فلماذا ننسى أن لنا كالناس أعمارا ً ستنفرط يوما ً كحبات العقد؟. إنه عالم متصل، وهذا جسدك المنذور لأديم الأرض سيرحل، في غفلة منك، لجوفها. كثيرون قبلك وكثيرون بعدك، ونتوه من جديد في الزحام.

يا الله.. لا تجعلنا ممن أحب الخلق ونسي الخالق.. ممن أحب المال ونسي الحساب.. ممن أحب القصور ونسي القبور، أو ممن أحب المعصية ونسي التوبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:13 am

الساخرون ..

ما زلت، ككثيرين، أتأسف على فقدان إبداع بحجم الراحل محمد طمليه. وكم أتمنى لو أن الراحل تمهل قليلا في المرض، ربما لأنني ما زلت ألوم إهمالي في اضاعة الفرصة الوحيدة التي كانت ستمنحني التعرف عن قرب إلى هذه الظاهرة الفريدة ، فلم أذهب ذات مساء لتلبية دعوة لحضور حفل توقيع كتابه (اليها بطبيعة الحال)، ولم اعد أتذكر لماذا لم أكن هناك، لكنني أدرك اليوم أنها كانت فرصة لم تتكرر!.

قبل أعوام طـُلب مني كتابة مقالة أسبوعية للمجلة الالكترونية (بترا نت) الصادرة عن وكالة الأنباء الأردنية، وحصل أن بدأت بتقديم موضوع اجتماعي كل يوم أربعاء. المفارقة التي وجدت نفسي جزءا منها أنني كنت أكتب زاوية مدعمة بالحقائق أو مدعمة بالأرقام أو الوقائع الحقيقية، بينما لاحظت أن أيام الأسبوع الباقية كانت محجوزة لمجموعة من أمهر الكتاب الساخرين.

أربكني هذا الحضور اللافت للأقلام الساخرة بقدر ما أشعرني بشيء من الغرابة اللذيذة، ومعرفتي بالزملاء عن قرب تدفعني للاعتراف بجهدهم بأن الكتابة الساخرة هي أصعب أنواع الكتابة التي لا تحتمل الاخلال بالمقادير، فأن تكون كاتبا ساخراً يعني أن تخرج من رحم الشارع وتنبض بنبضه وتلمس قاعه وبسطاءه ومهمّشيه وأن تحرص بشدة وحرفية على عدم قطع الشعرة الرفيعة التي تفصل بين الأدب اللاذع وبين التهريج الذي لا علاقة له بأي أدب. غير ذلك فمن الصعب أن تقارع هؤلاء المبدعين في أكثر الموضوعات جدية،لأنهم متمترسون بحرفية وراء ثقافة واطلاع كبيرين.

تحدثت مرة عن الصعوبات التي تواجه المرأة في حقل الرواية ومرة عن المعيقات امامها في مجال الكتابة السياسية، أما وقد وجدت نفسي قبل أعوام جنبا إلى جنب مع كتاب ساخرين فقد وجب الإعتراف أننا كقرّاء لا نفصل الكاتب عن المكتوب،فمجتمعاتنا تضع المرأة في مصاف المربية الأولى، فكيف إذن تسخر وتتهكّم من تقوم على تنشئة الأطفال، وما شكل الجيل القادم إذا كان حديث الأم مطعماً بالسخرية ينقصه الالتزام؟! وهل يسمح أن تسخر من خيباتها وخيبات النساء امرأة مسؤولة أو أم رصينة مهمتها السمو بالأخلاق في الأسرة العربية؟.

نطمح بالتعريف أكثر بالأدب الساخر..فهو أدب رفيع وشاق، ولو أن الأطر تتفسخ قليلاً في مرآة المجتمع ،لقدّم لنا ساخرات ورسامات كاريكاتير من الطراز الأول، ولم لا ؟ فهي ستحدث الجميع، بشكل أفضل من الجميع، بعوالم النساء المليء بالانفعالات والإشكاليات. لكنها الجندرية التي أجازت للرجل التفكّه والتندر بما لم تسمح به للمرأة التي لا زالت تسير بحرص في هذا الحقل الملغوم!.

الكرة الآن في ملعب الروّاد الساخرين الأوائل بتقديم ورفد ودعم الأدب النسائي.. الساخر المحترف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:13 am

الهاربون


في كل صباح تنتظر (ميسّر) رنة التليفون ليكسر صمت المنزل الكبير ، لقد تزوجت الصغيرة سمر منذ عامين وذهبت برفقة زوجها إلى حيث رزقه في أبو ظبي. فدوى أيضا متزوجة منذ خمسة أعوام، ومع أنها لا يفصلها عن بيت أمها سوى شارعين لكنها تعود من عملها في السادسة مساء مرهقة بما يكفي. أما فؤاد فهو يمر في نهاية الأسبوع ليطمئن على أمه ، ويؤمن لها ماتحتاجه عن طريق ارساله مع السائق بعد أن يتحدث معها من هاتفه الخلوي في طريقه إلى عمله صباحا ً، وعندما تبدأ (ام فؤاد) بسؤاله عن أبنائه تجد الوقت قد تسرّب والطريق بين بيته وعمله كأنه طوي : أمّي ، وصلت المكتب سأكلمك ثانية بعد نصف ساعة. تسأله سريعا إن كان من الممكن أن يشاركها الغداء اليوم ويجيب مسرعا ً كمن لم يسمع: أمي بطلبك كمان نص ساعة . تمتد أحيانا النصف ساعة إلى أربعة أيام. 

هي امرأة متمكنة وقوية، وكانت فاعلة في شبابها كخلية نحل لا تهدأ . رمقت دفتر التليفونات إلى جانب التليفون، لا تعرف كيف أثار بها مظهره الذابل هذه الحالة من الوهن. لقد كانت صفحاته مثقلة ذات شباب ، وكثيرا ما اضطرت إلى تحديثه ليتسع أكثر فأكثر. مرت بأصابعها الناحلة فوق الأحرف الأبجدية للدفتر ، حرف الدال هو وحده المتخم : دكتور عادل، دكتور أمجد، دكتور يوسف، دكتور جميل، دكتورة ايمان.. هذا أشد ما تحتاجه الآن، قربها من الناس على مدى أعوام زهدها بهم، كل ما تطمح إليه الآن أن يجد أبناؤها الثلاثة مع أبنائهم الوقت ليلتفوا معها على طاولة الطعام في المطبخ ، أو أن يشاركها أحدهم فنجان قهوتها الصباحية. 

تدرك ميسر، وهي في الواحدة والسبعين، أكثر من أي وقت مضى، كم هو صعب وتعيس أن لا يشاركك أحد تفاصيل يومك ، وتتحدث لي بابتسامة ساخرة عن لعبة الزمن، فقبل أكثر من أربعين عاما ً فرّطت في حقها دون تعمد، كما تقول، لم تكن أجندتها المحتشدة بالعمل تؤمن لها الوقت لسماع تفاصيل صغارها المدرسية، كان وقتهم لها وكان وقتها مليئا بالمواعيد، ولم يعد وقتهم ملكهم عندما أصبح وقتها لا يملؤه إلا مكالمة هاتفية من أحدهم. 

لماذا ينبت هذا الشعور بالندم الآن بعد أن أصبح الأبناء وجوها ً غائبة. قالت لي ميسّر وأنا أخبرها عن قناعتي التي يراها البعض ضربا ً من الجنون.. عن تضحيتي بفرص عمل متفوقة وذهبية، حين أكتفي منها بما يبقيني معا ً قيد الإنجاز وقيد دائرة الأبناء : هذا رائع تقول لي في رضا، فأنا ياابنتي لم أتوقف لأرى آثار انتصاراتي في عيونهم. ثم تؤكد على صحة قراري: لا تستعجلي الوصول ، لا شيء يستحق .. انظري إلى تفاصيلهم الصغيرة كم تمر بسرعة ، إنهم هاربون منا يوما لا محالة، وليس عليك أن تكتشفي ذلك بعد فوات الأوان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:14 am

الأبناء الشرعيّون فقط !

 
اختبرت (لوس أنجلوس تايمز) إلى اي مدى تستطيع الصحيفة العريقة أن تتجاوز القيود التقليدية في الصحافة المكتوبة . الصحيفة الأمريكية المملوكة لعملاق الإعلام شركة تريبيون غطت صفحتها الأولى الجمعة الماضية بمادة إعلانية ترويجية لفيلم أليس في بلاد العجائب! ما أحدث صدمة مهنية كبيرةفي الشارع الإعلامي. يبقى أن مدير تحرير الصحيفة لم يعلق سوى بأنه "لم يكن قراري بالتأكيد"!. 

هذا التراخي في التقيد بالأطر التي حافظت عليها الصحافة لعقود انسحب على صحف كثيرة كانت المحرك الأساسي للقوى في المجتمعات، مااضطرها أمام قوة الإعلام الجديد أن تفقد بعض حصتها في السوق واللجوء إلى إيجاد بدائل للمعايير الصحفية لم تكن قابلة للطرح أوالنقاش في الماضي. وهذا ما يضع الأوراق على الطاولة بين كبريات الصحف في العالم إلى أي مدى يمكن التخفف من الضوابط التي سارت عليها المهنة في سبيل مجاراة التطور الحاصل في الإعلام الجديد، إعلام الانترنت المحسوب بالثواني والدقائق وليس بالأيام. 

شكلت صحف كثيرة موازين القوى في مجتمعاتها مثل (ألموند الفرنسية) التي علّقت مؤخرا ً أن الصحيفة يجب أن تتغير أو تفقد فرصتها الأخيرة، ومع أن من الصعب جدا ً فك الارتباط العاطفي مع الصحافة الورقية بسهولة، فالحقيقة واضحة ولا يمكن القول بغير ذلك.. الصحافة الالكترونية متسارعة ومتنافسة إلى الحد الذي تفاجأ به بالتطور اليومي المهول في أدائها ، وهي بالتأكيد لن تمنح وقتا ً كثيرا ً لنستوعب هيمنتها على الشارع الإعلامي ، خاصة حين يبدو عامل السرعة والاستئثار في نقل الخبر الأهم في حضورها وتقييمها الجماهيري . 

الخبر الجيد أن غالب صحافة الانترنت يملك أمرها أبناء شرعيون للصحافة التقليدية، فهم خارجون إلى الإعلام الجديد من رحم المهنة الأصلية بتقاليدها وضوابطها وأخلاقياتها بمزيد من الحرية التي لا شك تفجر الإبداع الملتزم بالقواعد والأعراف الأصيلة للمهنة ولا تقوم على الآراء الشخصية والأمزجة المتقلبة والمتقولبة. 

استوقفتني مقالة للكاتب سمير عطاالله في الشرق الأوسط اللندنية يعرب خلالها عن فزعه حيال مستقبل الصحافة، فهي باتت حرة جدا ً لكنها غير مهنية وغير ديمقراطية؟ . هل يمكن أن نؤيد ذلك إلا في أقلّه؟ ، فليست الفوضى هي من يجمع الناس في نهاية الأمر، وإن بدت الصورة كذلك لبعض الوقت وإن بدا الصراخ الاعلامي يجتذب المارّة بدافع الفضول، لكن أن يكون الحال مستقبلا ً قائما ً على الغوغاء فهذا بالتأكيد غير صحيح، البقاء لمن يحترم عقل الناس ويمنحهم فرصة الاطلاع على آفاق أوسع ترتقي بذائقتهم. 

الصحافة الإلكترونية ليست حدثا ً عابرا ً وإن بدت للغير أكثر إزعاجا ً، يحصل أن تختلف معايير الأشياء فالعامل الحاسم في الأمس لم يعد اليوم هو ذاته العامل الحاسم.. عشقنا للصحافة التقليدية في رصانتها يضاهيه التطلع بشغف نحو التفجر الإعلامي الجديد الذي سيغير وجه العالم، إنه المستقبل الذي نبنى أسسه اليوم، انه الوعي الذي ستقوم عليه قناعات أجيال بأكملها. الصحافة الصفراء ليست وليدة الإعلام الجديد ومن الظلم أن ينسب إليها ، لقد وجدالفائض منها في الماضي لكن مكانها أمام الصحافة الجادّة لم يتعدّ أحاديث الزقاق في العتمة، ولم يعد إعلام "غوبلز" بعد هذا التطور المجتمعي ينطلي على أحد : (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس)!. 

البقاء للأفضل وهو ذاته ما ينطبق على ساحة الإعلام الالكتروني. الأبناء الشرعيون فقط يباهون بأنفسهم ويخرجون للنور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71190
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

شذرات - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شذرات   شذرات - صفحة 2 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2015, 8:15 am

الجريمة باسم الشرف


(وضع خالد كوبا على شفتي كفاية، وطلب منها أن تشرب بعض الماء. سألها أن تتلو بعض الآيات من القرآن واستل سكينا ً. توسلت كفاية الرحمة. استمع الجيران في الخارج، لكنهم لم يفعلوا شيئا عندما شرعت في الصراخ).

(جريمة كفاية هي أنها سمحت لنفسها بأن يغتصبها شقيقها الآخر.... أنزلت العار بعائلتها ولم يتبق غير حل واحد). (انه الحادي والثلاثون من أيار وهو اليوم الذي قررت فيه والدة كفاية وأعمامها وأشقاؤها أن عليها أن تموت).

اخترت النص من كتاب (الجريمة باسم الشرف) لكاتبته المراسلة الصحفية الوحيدة في الأردن التي تحقق في جرائم الشرف رنا الحسيني، وهي الحادثة التي، كما تقول، حوّلت مسار عملها الصحفي إلى قضية وطنية للحد من جرائم الشرف ومعاقبة مرتكبيها، وتضيف في مقدمة الكتاب «أن محاربة ما يسمى «جرائم الشرف» رحلة محفوفة بالخطروصادمة، فأنا أتعرض أحيانا للتهديد».

تسرد الحسيني في كتابها الذي صدر بنسخته العربية مؤخرا ً والقائم على وقائع وحقائق مخيفة وخلاصة حروب لتعديل القوانين، قصصا ً مأساوية وصادمة لنساء قتلن ظلما ً على يد الأب أو الأخ أو الزوج أو العم أو ابن العم أو حتى قتلة مستأجرون يستفيدون لاحقا ً من تساهل قانون العقوبات الذي يوفر أحكاما ً مخففة في سورة من الغضب الشديد لا تتعدى الستة أشهر، كما أضاءت الصحفية الجريئة والمحترفة في الجوردان تايمز جوانب هامة من العنف ضد النساء الذي ينتهك الإنسانية أمام تساهل قانوني وصمت مجتمعي حيال عمليات القتل الوحشية الظالمة.

أشار الدكتور مؤمن الحديدي مدير مركز الطب الشرعي في تحقيق صحفي لجريدة محلية قبل أيام أن 750 حالة وردت للمركز العام الماضي بين اغتصاب أو شروع في اغتصاب أو تغيب عن المنزل يدخل في شبهة الاغتصاب. لكني على يقين أن هذا الرقم هو بعض قليل من الكلّ ، إذ تبقى طي الكتمان أو التمويه حوادث مشابهة كثيرة مسكوت عنها سواء من الضحية أو من العائلة التي لازال شرفها يرتبط بسيرة نقاء الأنثى التي تجلب العار لمجرد الشبهة، بينما تؤخذ عثرات الذكور بالطبطبة ولمّ الموضوع .

الإغتصاب هو أقسى أنواع العنف الجسدي وأكثر الجرائم الموجهة ضد النساء بشاعة، و الضحية في كثير من الأحيان لا تبوح ذعرا ً من جلب العار لعائلتها، ويجدر بالذكر أن كثيرا ً من الفتيات اللواتي قتلن فيما يعرف بجرائم الشرف ثبت أنهن تعرضن إلى حوادث اغتصاب سواء من غرباء أو من محارم.

مؤخرا أبدى القضاء الأردني مزيداً من التدقيق والتشدد حيال مرتكبي هذه الجرائم حيث وصل الحكم إلى 12 عاماً في جريمة شرف حديثة. قناعتي أن القتلة ليسوا فوق القانون حين يجدوا من يوقفهم عند حدهم. نتطلع إلى مزيد من العدالة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
شذرات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» شذرات روحانيّة
» شذرات من القول !!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: منوعات-
انتقل الى: