كيف ينشأ الصوت عند الإنسان
الصوت
الصوت هو وسيلة تواصل الكائنات الحيّة مع بعضها البعض، وتختلف أصوات الكائنات الحية من كائن إلى آخر فبعضها يمتلك صوت جميل مثل العصافير، والبعض الآخر يمتلك صوتاً مزعجاً مثل الغراب والحمار، ويختلف صوت الإنسان عن صوت الحيوانات بأنّ الإنسان قادر على التحكّم بصوته وتحسينه، كما أنّ هناك أصوات تمتلك موهبة بالفطرة وأصحابها يعرفون كيفية استخدامها، وهناك أصوات تمتلك هذه الموهبة لكن أصحابها لا يعرفون المهارات اللازمة لاستخدامها وبالتالي لا يعرفون كيفية تطويرها، وهناك أصوات لا تمتلك أي موهبة لكن بعزيمة قوية من أصحابها وتدريب طويل يتمكنون من تنمية مهاراتهم واكتساب الموهبة اللازمة للتقدم نحو الأفضل، الغناء عبارة عن موهبه وهو في نفس الوقت تدريب وعزيمة وإصرار ومهارات مكتسبة مع الوقت.
آلية عمل الصوت
للصوت خصائص وميكانيكية خاصة بالعمل فالصوت البشري يكون عبارة عن اهتزازات متكررة ومتتالية تحدث في منطقة الحنجرة نتيجة الهواء المندفع من الرئتين إليها، هذا ما يكوّن صدىً في منطقة الفم ومنطقة الأنف ليخرج بنبرة معينة، وتتكوّن الحنجرة من تسعة غضاريف ملتصقة مع البعض مكوّنة صندوق الصوت، كما تحتوي الحنجرة على الأحبال الصوتية التي يسبب اهتزازها نتيجة مرور الهواء القادم من الرئتين تضيق العضلة المرتبطة بها أو توسيعها ممّا يسهم في حدوث الصوت، قوّة اندفاع الهواء من الرئتين تؤثّر على قوة درجة الصوت فلو كان الهواء منبعثاً بقوة نحو الأحبال الصوتية سيتكوّن صوت عالٍ ولو كان قوة الهواء المنبعثة نحوها ضعيفة سينشأ صوت منخفض.
البصمة الصوتية
إنّ ما يجعل صوت الإنسان مختلفاً من شخص إلى آخر هو شكل وحجم مجاري الأنف والفم والحنجرة التي تختلف اختلافاً بسيطاً في الطول والعرض والنتوءات من شخص إلى آخر، ممّا يجعل صوت كل شخص مميز عن الآخر، وإن تعرّض هذه الأجزاء الثلاثة للعدوى أو الإصابة يؤثّر على طريقة خروج الهواء مما يجعل الصوت يختلف مؤقتاً إلى أن يعود الإنسان إلى حالته الطبيعية، كما أنّ شكل الأسنان والشفاه واللسان وحجمها تؤثّر على نبرة الصوت ونوعيته وطول الأحبال الصوتية وعرضها، وطريقة اهتزازها تساهم في تمييز الصوت من إنسان إلى آخر وهذا التمييز يطلق عليه مصطلح البصمة الصوتية فكما يستحيل تطابق بصمتي إصبعين لإنسانين مختلفين فإنه من المستحيل تطابق بصمتي صوت لشخصين مختلفين.
يمكن التحكم بدرجة الصوت ونبرته كما يفعل المغنيون عن طريق التحكم في انقباض وانبساط الأحبال الصوتية وقوة الهواء المندفعة من الرئتين (الزفير) إلى الحنجرة، فيخرج الصوت الجهور أو الصوت الهامس أو الصوت الرومنسي الهادئ وذلك عن طريق التدريب المستمر والمتتابع.
ما سبب بحة الصوت
يعتبر الكلام من الأمور المهمة للإنسان حيث أنه يعتبر هو أسلوب التحاور والتفاهم بين البشر ، ينطلق صوت الإنسان من الحنجرة بفعل إهتزاز الأحبال الصوتية وبدافع من العضلات التي تقوم بتحريكها في الجزء الأوسط للحنجرة ومن ثم ترتبط الحنجرة بشرايين عصبية حسية مرتبطة بالمخ وبالأعصاب المسؤولة عن إصدار الكلام .
تتكون الأحبال الصوتية على جانبي الحنجرة وتعمل العضلات والأغشية المحيطة بها في منطقة الوسط على دفعها وإهتزازها أثناء النطق وخروج الكلام كما أنها تهتز وتنفرج هذه الحبال في حالة الشهيق وتلتصق في حالة الزفير ، تعتبر منطقة الأحبال الصوتية هي منطقة نائية لمرور الدورة الدموية فهي بالعادة يكون لونها مائل للبياض .
وبالرغم من أهمية الحنجرة والحبال الصوتية في عملية الصوت إلا أنها تتمتع بصفات عديدة أخرى ومن أهمها عملية التنفس والشهيق والزفير عن طريق دخول الهواء عبرها كما أنها تعتبر حاجز يحمي الرئة من دخول الأتربة والغبار والأدخنة الضارة كما أنها تساعد أي شخص يريد أن يقوم بمجهود عضلي عن طريق الضغط على أسفل المعدة لزيادة تقوية الجسم .
بحة الصوت :هي الصعوبة في إخراج الكلام بالصوت السليم للشخص فيصدر صوت ضعيف غير واضج أو فيه نوعا من الخشونة الواضحة ، كما تعتبر بحة الصوت منها ما هو عارضا ومؤقتا يزول تدريجيا بعد إنقضاء أسبوعين ومنها ما يستمر لعدة أشهر وهنا يجب التنويه لزيارة الطبيب والكشف على الحنجرة والحبال الصوتية وصندوق الصوت ثم ملاحظة عدم وجود أي نتوءات وأورام على سطح الحبال الصوتية وإن وجدت يعمل لها مسحة وزراعة مخبرية للتأكد من نوعها وإجراء تحاليل دم شاملة لتجنب وجود أي أمراض خطيرة قد تؤدي لحدوث بحة الصوت .
ومن الأسباب التي تعمل على إرهاق الحنجرة والحبال الصوتية وتسبب بحة الصوت:
نزلات البرد ووجود إلتهابات ميكروبية فيروسية .
إستنشاق هواء ملوث من الجو المحيط أو عوادم السيارات أو أبخرة كيماوية ضارة .
التحدث بصوت عال ومرتفع والإنفعال والصراخ والتحدث بشكل مستمر .
الإرتداد المريئي عن طريق فتق في عضلة الحجاب الحجاب الحاجز تؤدي لإرتداد الطعام للبلعوم وتعمل على تهيج الحنجرة والحبال الصوتية .
وجود أنواع معينة من الدرن يتكون على الألياف البيضاء للحبال الصوتية .
التدخين بشكل مبالغ فيه .
وجود قطع صغيرة تتكون على الحبال الصوتية لإستمرارية الكلام وهي عادة ما تتكون عند المغنيين والمدرسيين .
أسبات تعود منذ الولادة في طبيعة الخلقة .
تكون أورام على الحبال الصوتية قد تكون حميدة أو تكون خبيثة .
التعرض للحساسية المزمنة في منطقة مربع الصوت .
تعمل إستمراية البحة على إرهاق الأوتار والأحبال الصوتية بشكل كبير وتؤدي إلى هيجانها وحدوث بعض الآلام كما تؤدي البحة إلى تضحم الحبال الصوتية مع الإستمرارية ، كما يحدث إرتخاء في الأوتار الصوتية وخمول في الاغشية والعضلات المحيطة بها .
يتم الكشف على المريض ببحة الصوت عن طريق الفحص الروتيني السريري أولا ثم أخذ صورة مقطعية للحنجرة عن طريق إستخدام أنبوب صغير يسمى المنظار يتم من خلاله تصوير الحنجرة والأوتار الصوتية وتسجيل إهتزازاتها وقوتها ، وفي حالة وجود أي ورم تؤخذ خزعة لعمل زراعة مخبرية للتأكد من عدم وجود أورام خبيثة ومن ثم يتم إجراء فحوصات مخبرية للمريض تتضمن فحص دم شامل للتأكد من خلو الجسم من أي اجسام أو أمراض خبيثة .
ويتم العلاج عن طريق علاج الفيروسات بمضادات حيوية والطلب من المريض بعمل حممامات أبخرة يتم من خلالها إستنشاق المريض لبخار الماء ومن الممكن إضافة مواد مرطبة وملطفة للماء كالبابونج والأعشاب حيث أن هذه التبخيرة تعمل على إراحة الحنجرة وترطيبها ، ونصح المريض بالعزوف عن الكلام لتفادي أي تهيج أو إرهاق للحنجرة ، وإجراء عملية جراحية في حالة التأكد من وجود ورم خبيث يتم بها إستئصال الورم .
كما أنّ هناك علاجات طبيعية تستخدم لعلاج بحة الصوت وهي فعالة في نتائجها ومن هذه الوصفات مزج كمية من العسل والسمسم المطحون وتناوله ثلاث مرات يومياً ، ووصفة أخرى تعتمد على مزج زيت السمسم مع قليل من المحلب المطحون وقليل من المستكة المطحونة والعسل وتعرف هذه الوصفة بنتائجها الفعالة في محاربة بحة الصوت وترطب الحنجرة .
طرق علاج بحة الصوت
يتحدث الإنسان و يتواصل مع الآخرين في حياته اليومية من خلال الصوت ، فهو الأداة الرئيسية للتواصل مع الآخرين ، ثم تأتي من بعده حركات اليدين و الجسم و لغة الجسد في تكملة التواصل مع الآخر . و أحياناً قد يفقد الإنسان بعضاً من تواصله مع الآخرين بسبب بحة في الصوت أو اختلاف في خروج الصوت كالمعتاد . فما السبب ؟
بحة الصوت هي اختلاف في الصوت ، فيصدر من الفم بشكل غير طبيعي ، و أحياناً لا يصدر الصوت اطلاقاً ؛ و ذلك بسبب حدوث تورم في الأحبال الصوتية أو التهابها ، فلا تهتز بشكل طبيعي . و جرّاء ذلك يشعر الشخص بالألم عند التحدث ، أو بتشوك في حنجرته .
أسباب حدوث بحة الصوت :
في حالات الإصابة بمرض الإنفلونزا ، أو بنزلات البرد و الزكام .
التهابات الجهاز التنفسي العلوي .
التهاب الحلق ، أو سرطان الحنجرة .
معاناة الشخص من التحسس ، يدفع بصوته للتغير في نبرة خروجه من الفم .
تعرّض الصوت للإجهاد ، بسبب الصراخ ، أو بسبب التحدث لفترات طويلة .
التدخين يساهم في خلق مشكلة بحة الصوت لدى المدخن .
الارتداء المريئي المزمن .
استنشاق بعض المواد الكيميائية .
حدوث تلف في أعصاب الأحبال الصوتية أو في الغدة الدرقية .
علاج بحة الصوت :
العلاجات المنزلية :
التوقف عن التدخين .
شرب السوائل و المشوربات الدافئة ، مثل : الشاي مع العسل . أو الليمون مع الماء الساخن .
تجنب مزيلات الاحتقان ؛ إن كان الشخص يعاني من الحساسية .
عدم رفع الصوت أثناء الحديث . و عم التحدث لفترات طويلة .
استعمال معدل الرطوبة ، لنعمل على ترطيب الجو ، ومنع تراكم البكتيريا فيه .
العلاج الطبي :
إن استمرت البحة أكثر من اسبوعين ، يجب على المريض زيارة الطبيب ، و القيام بفحص الحنجرة ، و بعد تحديد السبب وراء البحة ، يحدد الطبيب نوع العلاج المناسب لك .
للوقاية من حدوث بحة الصوت : يجب أن نترك التدخين و نقلع عنه لما له من أضرار للجسم و الصحة و الصوت . كما يجب الحرص على غسل اليدين لحماية أنفسنا من نزلات البرد و التهابات الجهاز التنفسي العلوي . و تناول الأطعمة الصحية ، و شرب الماء بكميات كافية للجسم ، وممارسة التمارين الرياضية . و عدم الصراخ و التحدث بشكل مطوّل كي لانجهد الصوت .