ما هي بيكربونات الصودا
العناصر الموجودة حول الإنسان في الطبيعة هي من أهم الأمور في حياته، فهي تدخل في كل شيء إبتداءً من جسمه الذي يحتوي على الكثير من العناصر كالصوديوم، الكالسيوم، وحتى تصنيع الأشياء من حوله كالحديد الذي يدخل في صناعة العلب، والصوديوم في الملح، فكل ما حول الإنسان يتكون من عناصر، وقد استطاع الإنسان أيضاً دمج بعض هذه العناصر مع بعضها وإنتاج مركبات كيميائية إستفاد منها في أمور كثيرة وأهمها في الصناعة، ومن أكثر هذه المركبات المتعارف عليها هي بيكربونات الصودا.
وتعتبر بيكربونات الصودا أو ما تسمى ببيكربونات الصوديوم من المكونات الأساسية في كل بيت، لما لها من فوائد كبيرة، كإستخدامها في عمليات تنظيف المنزل ، ولإزالة رائحة الملابس والسجاد، ولتنظيف وتلميع الأشياء المصنوعة من الذهب والفضة، وهناك من يستخدمه في تبييض أسنانه، ولكن من أكثر الإستخدامات الشائعة لها هو استخدامها في عمليات الخبز.
وبيكربونات الصودا هي أحد المركبات الكيميائية صيغتها Na2CO3
ولها عدة تسميات أبرزها : صودا الخبز، ورماد الصودا، ويكون هذا المركب على مسحوق أو بودرة بيضاء اللون، كما أن هذا المركب يذوب وينحل في الماء، بينما هو غير قابل للذوبان والإنحلال في الكحول، ويتم تحضيره عن طريق تسخين هذا المركب في وسط جاف أو سائل ليتحول بشكل تدريجي إلى المكون المستخدم بكثرة، ويتواجد بيكربونات الصوديوم إما بطريقة طبيعية أو يتم تصنيعه بطريقة خاصة تدعى بطريقة " السولفية "، ومن الضروري جداً حفظ هذا المركب في وعاء مغلق وفي مكان بارد وجاف، ويجب عدم تعريضه إلى الهواء لأنه سيتفكك.
ولهذا المركب العديد من الإستخدامات في الحياة اليومية، سواء في مجال الأعمال المنزلية، أو في المجال الطبي، ومن هذه الإستخدامات :
يستخدم بيكربونات الصودا بكثرة في إزالة الروائح القوية التي قد علقت باليدين.
تستخدم للمحافظة على الزهور لأطول وقت ممكن في الإناء.
يمكن أن تستخدم كمادة لإطفاء حريق بسيط شبّ في أحد المفروشات أو السجاد أوالملابس.
للتخلص من الروائح الكريهة في البراد ينصح برش كمية من بيكربونات الصودا للتخلص منها.
وكذلك الأمر يمكن رشها على الأحذية والجوارب وأمشاط الشعر والفراشي للقضاء على الرائحة الكريهة الموجودة فيها.
كما يمكن أن يستخدم كوسيلة للتخلص من رائحة الجلد الكريهة.
وعند رش القليل من بيكربونات الصودا في أماكن إنتشار الصراصير فإن ذلك يسهم في التخلص منها.
ويمكن إستخدامها في العديد من المجالات الطبية، كتبييض الأسنان، والحصول على شعر لامع وجذاب.
يمكن إستخدام بيكربونات الصودا لعلاج بعض الإلتهابات الجلدية، والتهيج الذي قد يحدث في الجلد، وللقضاء على الحكة الحرارية.
1كما يمكن إستخدامها في حل بعض المشاكل التي قد تصيب المعدة مثل الحموضة لما لها من دور كبير في تخفيف الحموضة، وعلاج الحرقة.
ولكن بالرغم من كل هذه الفوائد التي يجنيها الإنسان إلا أن لها عدة أضرار في حال أخطأ في استخدامها، فيجب استخدامها بحذر شديد جداً وعدم الإفراط في استخدامها، فقد يؤدي استخدامها الخاطئ على الجلد والشعر إلى تجفيفهما ، كما تسبب الشعور بالغثيان أو حدوث انتفاخات عند إضافتها بشكل كبير على الطعام، وتناولها بجرعات كبيرة يؤدي إلى حدوث العديد من المشاكل الصحية مثل: ارتفاع ضغط الدم، آلالام في المعدة، والإصابة بالصداع والعطش.
أين توجد بيكربونات الصوديوم
لو تأمّلنا أجسامنا وممّ تتكوّن وما تركيبها، لوجدنا أنّها تتألف من مركباتٍ يدخل في تكوينها عددٌ معينٌ من العناصر مثل: الكربون، والفسفور، والهيدروجين، والنيتروجين، إلخ...، ولو نظرنا إلى طعامنا الّذي نتناوله، لوجدنا أنّه لا يتكوّن إلّا من مواد كيميائيّة، ومن هذه المواد الكيميائية موادٌ عضوية؛ أي مركّبات أساسها عنصر الكربون، فطعامنا يتألّف من كربوهيدرات، وبروتينات، وسكريّات، أو دهون.
ونحن نستعمل في حياتنا العمليّة مواد ومركّباتٍ كثيرةٍ، وقد لا يخلو يومٌ من أيامنا لا نستعمل فيه هذه المركّبات، فمثلاً مركّب كلوريد الصوديوم نحتاجه بشكلٍ مستمر، ولا يخلو طعامنا منه، وملح الطعام مهمٌ جداً كمكوّن أساسي في جميع أطعمتنا جميع أطعمتنا، والكثير من المواد الأخرى نستعملها ولا نعرف ما هي أو من أين جاءت، فمثلا ً ملح الطعام يتمّ استخراجه من مياه البحار بعد معالجته وإدخال بعض المواد المحسّنة للطعم.
وبعيداً عن الأطعمة التي لا نستطيع العيش من دونها، لو ألقينا النّظر على ملابسنا وبعض الأدوات التي نستعملها، لوجدنا أنّها ليست إلّا مركّباتٍ كيميائيةٍ، ملابسنا تتكوّن من القطن أو النايلون، وما النايلون إلّا أحد مبلمرات مركّبات الكربون، بينما يتكوّن الخشب الذي نستعمله في أثاثنا من مركّبات الكربون، وقس على ذلك الكثير من الأشياء في حياتك.
وفي الحديث عن غذائنا وعلاقته بالكيمياء، نجزم بأنّ طعامنا متعلّق بصورةٍ لا يمكن تخيّلها بالكيمياء ولا سيّما الكيمياء العضويّة؛ فالطعام الّذي نأكله أساسه الطبيعي عضوي، والتغيّرات التي تحدث لهذا الطعام في أجسامنا هي تفاعلات كيمياء عضويّة. كذلك عمليّة الأيض، والنموّ، ووظائف الجسم الأخرى تشملها الكيمياء العضويّة.
مركّب بيكربونات الصوديوم
من أشهر المواد الكيميائيّة المستخدمة في حياتنا بعد ملح الطعام هي بيكربونات الصوديوم أو ما تسمّى كيميائياً بـ(كربونات الصوديوم الهيدروجينيّة)، ويتّصف هذا المركّب بأنه مركبٌ أبيض اللون يمكن إذابته بالماء، وهو ذو ذائبيةً عالية نسبياً، تتكوّن هذه المادة من ذرّة صوديوم وذرّة هيدروجين، وأيضاً ذرّة كربون واحدة، وثلاث ذراتٍ من الأكسجين.
استخدامات بيكربونات الصوديوم
في الحديث عن استخدامات هذا المركّب، فهي ليست فقط في أمور الأطعمة والأغذية فحسب؛ بل إنّها تصل إلى أوسع من ذلك ومنها:
في الصناعات الدوائيّة كمادّة مضادة للحموضة.
يستخدم كمادّة تساعد على إطفاء الحرائق.
في صناعة المنظّفات، وتضاف أحياناً إلى علف الحيوانات.
وأمّا عن كيفيّة تكوينها وأماكن تواجدها، فهي سهلة التحضير؛ حيث يتم تحضيرها من خلال معالجة محلولٍ مشبعٍ من تفاعل مركّب كربونات الصوديوم مع غاز ثاني أكسيد الكروبون، وذلك حسب المعادلة التالية: Na2CO3 + CO2 + H2O ⇌ 2NaHCO3، وبعد ذلك تتمّ عمليّة التعقيم والتصفية، ثمّ تتمّ زيادة التركيز، وبعد ذلك تجفّف، وبهذا يتكوّن لدينا مركّب بيكربونات الصوديوم بنقاوة تصل إلى 99%.