جوارب ذكية وطابعة 3D وطائرات بدون طيار.. تعرف على أبرز اختراعات 2015
ونحن على مشارف انتهاء عام 2015، يؤكد الكثير من الباحثين أن العام الحالي كان عام العلوم بلا منازع، حيث تقدم البحث العلمي في مجالات مختلفة بشكل كبير، متوزعاً بين الاكتشافات الطبية والفضائية والهندسية وغيرها.
وفي ما يلي أهم الاختراعات العلمية مقسّمة في تصنيفات منفصلة نسبة لأهميتها من وجهة نظر فريق تحرير موقع "هاف بوست عربي".
في المجال الصحي كان عام 2015 مميزاً بالفعل، حيث كانت للاكتشافات العلمية آثار كبيرة لمساعدة المرضى وتسهيل حياتهم.
جهاز Nima
إذا كنت من أولئك الذين يعانون حساسية تجاه بعض أنواع الطعام التي يتناولونها، خاصة تلك التي تحدث بسبب مشاكل في معالجة الغلوتين في جسمك أو ما يعرف بـ"اعتلال معوي غلوتيني"، فإن هذا الجهاز يعتبر الحل المثالي بالنسبة لك، حيث يعاني الكثير من الناس من الاضطرابات الهضمية، والسبب في ذلك يعود لنوعية الطعام الذي يتناولونه. وهنا يأتي دور هذا الجهاز في الحد من المشاكل المتعلقة بعسر الهضم أو معرفة المكونات التي تسبب الحساسية.
الجهاز المتميز التصميم يقوم ببساطة باختبار أي نوع من الطعام لك قبل أن تتناوله، فإذا كنت لا تثق تماماً بالطعام الذي يقدمه لك المطعم، فما عليك إلا أن تقوم بأخذ عينة صغيرة للغاية وتضعها في الجهاز، الذي يقوم بدوره بإطلاق أجسام مضادة للغلوتين تكشف عن وجوده، فإذا كانت نتيجة الكشف إيجابية يظهر لك الجهاز وجهاً عابساً، أما إذا كانت سلبية للغلوتين فيُظهر لك وجهاً مبتسماً يخبرك بأنه من الآمن تناول هذه الوجبة.
جوارب ذكية تراقب طفلك
تعتبر مهمة مراقبة صحة الأطفال والتنبؤ بحالتهم الصحية من أكثر المشاكل التي تواجه الأمومة مع تعقد مهام الحياة وتنوعها. وهو ما يجعل الكثير من الآباء والأمهات إما مقصرين في حق أبنائهم (من الناحية الصحية) وإما قلقين للغاية.
من هنا يأتي اختراع الجوارب الذكية كخطوة على الطريق الصحيح، حيث تقوم الجوارب الذكية هذه بمراقبة الوظائف الحيوية بالنسبة للطفل، ومعرفة إن كان يتنفس بصورة صحيحة ويحصل على ما يكفي من الأوكسجين أم لا.
يتم توصيل البيانات الحيوية من الجورب الذكي إلى المحطة الأساسية، ثم إلى هواتف الآباء الذكية عن طريق تطبيق بسيط على الهاتف، ما يمكنهم من تفقد الطفل بينما هم في المطبخ مثلاً، أو الصالة، أو حتى عندما يكونون في العمل بعيداً عن المنزل، ليجمع هو المعلومات المعقدة، مقدماً إياها على شكل تحذير واضح للآباء بأن تنفس الطفل أو ضربات قلبه غير طبيعيين.
الفضاء
لعل الاختراعات التي أعلن عنها في عام 2015 في ما يتعلق بالفضاء ليست جهد هذه السنة وحدها، لكنها عمل سنوات طويلة، حيث تستغرق المهام التي ترسلها "ناسا" أو غيرها من وكالات الفضاء العالمية وقتاً طويلاً قبل أن تعطينا نتائجها المبهرة، من هذا ما حدث مع الوصول إلى بلوتو وإرسال صور دقيقة وواضحة لهذا الكوكب البعيد الذي قربته التكنولوجيا الحديثة.
خلال الربيع احتفلت وكالة ناسا أيضاً بالذكرى الـ50 لأول عملية سير في الفضاء، وهو إنجاز رائع، وكذلك احتفلت بذكرى ميلاد تلسكوب هابل الـ25.
في عام 2006، فقد بلوتو مكانته ككوكب رئيسي من كواكب المجموعة الشمسية عندما تم إعادة تصنيفه ككوكب قزم، وهذه الخطوة أثارت الكثير من الجدل والنقاش، ولكن سواء أكنت لاتزال تعتقد أن بلوتو هو كوكب كامل أم لا، فإن هناك شيئاً واحداً مؤكداً يجب أن تعلمه وهو أن هذا الجرم السماوي هو كينونة يكتنفها الغموض، وليس لدينا فكرة كاملة عما يمكن أن تكون عليه الحياة هناك.
استطاع مسبار ناسا (New Horizons) التحليق بالقرب من بلوتو، وعندما اقترب المسبار أكثر من الكوكب ومن قمريه أرسلت لنا "ناسا" العديد من الصور الجميلة لهذا الكوكب المذهل.
تبعاً لـ"تشارلز بولدن"، مدير ناسا، فقد كانت هذه السنة سنة رائعة جعلتنا نقترب بشكل أكبر من الكوكب الأحمر، كما أشار مدير الوكالة إلى تعاقد ناسا في برنامجها الفضائية مع شركاء تجاريين جدد سيقومون قريباً بإطلاق رواد الفضاء من الولايات المتحدة إلى المحطة الفضائية الدولية، كما تعمل هذه الشركات على تطوير تقنيات جديدة لتحسين البعثات لتكون قادرة على الوصول بنا إلى الفضاء السحيق، ولتحسين الطيران واستكشاف كواكب مجموعتنا الشمسية.
الهبوط العمودي لصاروخ مداري
تعتبر الكلفة الأهم في عملية إطلاق الصواريخ إلى الفضاء هي كلفة الصاروخ الذي سيحمل المواد المراد حملها إلى الفضاء سواء كانت تجهيزات أو معدات أو أقماراً صناعية أو غير ذلك، حيث يتم الاستغناء عن الصاروخ بعد أن تنفصل عنه حمولته متروكاً لتسقط بعض أجزائه في البحر أو أن تسبح في الفضاء إلى الأبد.
لكن الأمر اليوم بات مختلفاً بشكل كلي، حيث أعلنت شركة SpaceX عن أول عملية إعادة الجزء الأول من صاروخ (Falcon 9)إلى الأرض، حيث هبط على منصة في قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، وسط هتاف جميع الأشخاص الحاضرين في غرفة مراقبة العمليات وجميع أنحاء العالم.
هذا الهبوط هو المرة الأولى التي تحاول فيها "سبيس اكس" جعل الجزء الأول من صاروخ (Falcon 9) يهبط بشكل عمودي على أرض صلبة بعد أن حلق بحمولته إلى المدار، كما أنها المرة الأولى التي تستطيع فيها أي شركة جعل قطعة من صاروخ مداري تهبط مرة أخرى إلى الأرض بعد إطلاق الصاروخ إلى الفضاء.
الطابعات ثلاثية الأبعاد
برزت الطابعات الثلاثية الأبعاد باعتبارها واحدة من تلك النزعات التكنولوجية الجديدة التي تبدو وكأنها أقرب إلى الخيال، فبفضلها أصبحت الشركات حالياً تقوم بطباعة الأسنان البديلة، الأطراف الصناعية، وحتى السيارات، ففي عام 2015، تعاونت شركة لوكل موتورز مع مختبرات أوك ريدج لطباعة سيارة بالحجم الكامل تحت اسم Strati خلال 44 ساعة، وهي فترة قصيرة إذا ما قورنت مع 2500 ساعة استغرقتها طباعة سيارة (Urbee 3D) المطبوعة أيضاً بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، كما تعمل شركة لوكل موتورز أيضاً على إصدار نموذج من السيارات المطبوعة بتقينة الطباعة الثلاثية الأبعاد (3D) للمستهلكين، وسيدعى خط سيارتهم هذا بـ(LM3D).
لأول مرة.. طاقة خلايا جسمك تشغل حاسوبك
مثلما يشغل النفط السيارة، يشغل مركب "ثلاثي أدينوسين الفوسفات ATP" كل عملية حيوية تحدث في جسمك، أنت تتحرك، تأكل، تشرب، تتنفس، ويدق قلبك، وتفكر، بسبب هذا المركب الذي سُمي "عُملة الطاقة في الخلية"، بل إنه وقود كل العمليات الحيوية في الكائنات الأخرى، فأنت تشترك فيه مع كل الكائنات الحية، بداية من أصغر بكتيريا حتى أطول شجرة، لكن هل تخيلت من قبل، في أكثر أحلامك جموحاً، أن يصل العلماء لتشغيل دارات كمبيوتر بمركب الطاقة في الكائنات الحية؟ حيث إن هذا ما حملته لنا سنة 2015 بشكل مذهل للغاية، فقد نصل في ما بعد إلى تشغيل حاسباتنا أو جوالاتنا على طاقة جسمنا.
عام الطائرات دون طيار
يصنف عام 2015 من أكثر السنوات إثارة في ما يتعلق بالطائرات دون طيار، فمع المحاولة الأولى للعالم العربي عباس بن فرناس للطيران لم يكن يتوقع ما وصلت له البشرية اليوم من علوم وتطور في هذا المجال، حيث بات بإمكاننا أن نرسل طائرات غير مأهولة بالبشر إلى أي مكان في العالم تقريباً دون أن تحدنا قدرة بطارية هذه الطائرة على متابعة الطيران.
خلال العام الماضي ظهرت العديد من الشركات التي طرحت خدمات تعتمد على الطائرات دون طيار، حيث قامت العديد من شركات التصوير بطرح طائرات صغيرة قادرة على حمل كاميرات عالية الدقة لتصوير الأماكن التي لا يصل لها الناس بسهولة في العادة، كما قام البريد السويسري بالإعلان عن إمكانية استخدام هذه الطائرات في العديد من المهام، ما شجع شركة أمازون للإعلان أنها ستقوم باستخدام هذا النوع من الطائرات في إيصال الكتب للمشترين وغيرهم.
(هافنغتون بوست)