عدد المساهمات : 75783 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: فلسطين 2015 في صور الجمعة 01 يناير 2016, 6:12 am
فلسطين المحتلة في 2015.. انتفاضة أربكت الاحتلال وحمت الاقصى.. تقرير تلفزيوني
قبة الصخرة المشرفة
تصدرت "انتفاضة القدس" المشهد الفلسطيني عام 2015 ؛ فهذا التطور الهام –ورغم أنه جاء في الثلث الأخير من السنة- نجح في إرباك حكومة العدو التي كانت تريد حسم حربها التهويدية لجهة فرض التقسيم المكاني والزماني على المسجد الأقصى المبارك.
الانتفاضة التي انطلقت في بداية تشرين الأول/أكتوبر الماضي نجحت أيضاً في قطع الطريق على المساعي الصهيو-أمريكية الرامية لتمرير رؤية واشنطن وربيبتها "تل أبيب" بشأن العملية التفاوضية التي أوصلها تعنت "إسرائيل" إلى طريق مسدود حيث لم تثمر زيارات وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري إلى الأراضي المحتلة مطلع العام الموشك على الرحيل عن أية نتيجة ، فيما يتصل بإجبار الكيان على وقف التوسع الاستيطاني ، وأعمال العربدة التي يقوم بها المستوطنون.
ومثل إحراق عائلة "دوابشة" في قرية دوما جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية على أيدي سوائب المستوطنين أواخر شهر يوليو/تموز محطة فاصلة في مسلسل الإرهاب الصهيوني.
وقد أشعلت هذه الجريمة –التي أسفرت عن استشهاد الطفل الرضيع علي ابن العام والنصف ووالديه بينما أصيب شقيقه الطفل أحمد بصورة حرجة- فتيل الانتفاضة ، ففي الثاني من أكتوبر تمكن مقاومون –تبين بعد اعتقالهم أنهم ينتمون لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس- من قتل الحاخام "إيتام هكنين" وهو ضابط احتياط في وحدة هيئة الأركان الخاصة ، مع زوجته في عملية إطلاق نار على سيارتهما بالقرب من مستعمرة "إيتمار" شرق نابلس.
وبعد يوم واحد من هذه العملية البطولية ، تمكن الشاب مهند الحلبي (19 عاماً) من قتل حاخام صهيوني وجندي وإصابة 3 آخرين طعناً في القدس المحتلة.
وفتح الحلبي –وهو من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي- الباب بعد ذلك لعشرات عمليات الطعن التي خلفت (24) قتيلاً "إسرائيلياً" ، ومئات الجرحى بحسب إحصاءات العدو الذي أقر كبار قادته السياسية والعسكريين على حد سواء بعجزهم عن مواجهة هذا النوع من المقاومة.
عدم القدرة لدى الكيان على التعامل مع الواقع الجديد الذي فرضه الشباب الفلسطيني ؛ أجبر أمريكا على التحرك إلى جانب بعض المسؤولين الغربيين من أجل التوصل لتهدئة ، وفي هذا الإطار أعلن يوم الرابع والعشرين من أكتوبر عن اتفاق أردني–إسرائيلي يقضي بإلزام الاحتلال بمراقبة الحرم القدسي الشريف بالكاميرات على مدار الساعة.
مرت الأيام ؛ ومعها استمر الفعل النضالي ؛ بل وازدادت رقعته ليغطي مختلف المناطق بما فيها قطاع غزة المحاصر الذي قدّم العشرات من الشهداء والمصابين ، بالإضافة إلى كبرى المدن في الداخل السليب عام 1948 ، حيث شهدت موجة من المواجهات العنيفة ، إلى جانب الوقفات والفعاليات المؤيدة للانتفاضة.
معاناة بانتظار الصحوة الدولية
ولم تفلح سياسة القمع والتنكيل التي انتهجتها "إسرائيل" في دفع الفلسطينيين نحو الاستسلام ، فلقد قوبل هدم منازل منفذي العمليات ، وملاحقة ذويهم ، إلى جانب احتجاز جثامين الشهداء بمزيد من الإصرار والثبات لدى المنتفضين الذين أظهروا وعياً كبيراً بالمحاولات المشبوهة التي تبذل بهدف القضاء على منجزاتهم ، ومنح المعتدين الهدوء الذي افتقدوه –وسيظلون- ؛ ما لم تعد الحقوق إلى أصحابها.
وفي خضم ذلك ، سُجّل مزيد من الإنجازات على صعيد عزل "إسرائيل" ومقاطعتها دولياً بسبب انتهاكاتها وممارساتها العدوانية ، حيث لحقت اليونان قبل أيام بزميلتها في الاتحاد الأوربي السويد ، واعترف برلمانها بدولة فلسطين.
وأعلنت عدة هيئات أكاديمية واقتصادية عن مقاطعتها لـ"إسرائيل" ؛ كان آخرها عمادة جامعة برشلونة المركزية (UAB) التي أكدت إنهاء علاقتها مع المؤسسات المطبعة مع الاحتلال، ووافقت على الاشتراك في المبادرة العالمية "أماكن بلا عنصرية".
ومن جهة ثانية مثّل انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية فرصة لتدعيم ملاحقة قادة العدو ، ومجرمي الحرب الصهاينة الذين تورطوا في انتهاكات جسيمة وفظاعات ، لا سيما في القطاع الذي ما يزال يعيش ويلات العدوان الغاشم عليه في العام 2014 ، وذلك بسبب قيود الاحتلال المتواصلة على عملية إعادة الإعمار.
ووفقاً للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء ؛ فقد زادت نسبة البطالة في القطاع لتصل إلى 42.7%.
هذا الرقم "الكارثي" لا يمكن التعامل معه من دون إنهاء أزمات غزة المزمنة من حصار ، وإغلاق للمعابر، وتمكين المواطنين من العيش بالحد الأدنى من المستوى الآدمي اللائق ؛ وهو ما يأمل المعذبون بأن يتحقق خلال العام الجديد.