منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 علم الكلام المعرفة عدم المعرفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Empty
مُساهمةموضوع: علم الكلام المعرفة عدم المعرفة   علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Emptyالسبت 02 يناير 2016, 7:50 am

المعرفة باعتبارها عدم المعرفة
إبراهيم غرايبة

التصوف والعلم والفلسفة والفن والأسطورة والخرافة، لم تكن سوى مصادر الإنسان في لهفته التي ينشئها السؤال، وفي توقه الدائم إلى المعرفة. ثم تشكلت رموز وطقوس لتختصر السؤال والإجابة وتقربها. وفي ذلك تشوهت الرواية الأولى للسؤال والتوق إلى المعرفة والخلود، ثم نشأت رواية للرموز مستقلة عن أصلها وروايتها المنشِئة. وفي اندماج مصادر المعرفة ببعضها، تشكلت منظومات معرفية تبدو مستقلة عن الأصل، كما ينشأ البرونز من الحديد والنحاس ويكون أكثر جمالا وتماسكا!
هذه المصادر (التصوف والفلسفة والعلم..) مستقلة عن بعضها، وقد يبدو ذلك جدليا بالنسبة للتصوف، لكنه في علاقته بالدين لم يكن سوى استحضار مثل الفلسفة والعلم. ولذلك نجد التصوف الإسلامي، والتصوف المسيحي واليهودي والهندوسي. التصوف سبق الدين، ولعله سابق للعلم والفلسفة؛ عندما كان الإنسان يرى بقلبه، وينهل من الفضاء الحكمة أو يلتقطها. والأسطورة من السطر، أي الكتابة، عندما أدرك الإنسان الحكمة وأراد أن يحلها في حواسه ليفهم الحكمة كما تدرك الحواس الأشياء. تشوهت الحكمة قليلا، ولكن حيلة الإنسان هذه حفظت الحكمة من الضياع، وإن تحولت إلى معان لا تدركها الحواس. 
في التصوف تحايلت الحكمة على السلطة الدينية والسياسية بالرموز، فلم يعد المعنى متاحا ولا محتملا، ولكن يمكن أو لعله يسكن فيك ويعمل وأنت لا تدرك، وحين تستخلصه صافيا من الطقوس والمعارف تواجه الحقيقة، فتلجأ إلى الجهل محتميا من وهجها وطاقتها التي تجعلك دكا. هؤلاء الدراويش عرفوا، وإن كنا نظن أننا أحسن منهم فلأننا لا نعرف.. ربما!
وفي الدين نستحضر اليقين المستحيل لنظفر بالطمأنينة، ولكنا لأجل ذلك نتنازل عن تقرير مصيرنا إلى السلطة التي نرتضيها أو نصدقها لنصلح ما أفسدناه. وهكذا نستعين بتوقنا إلى المطلق والطمأنينة أو على الأقل السلام والاستقرار.
لكن السلطة تظل في هاجس الأمان ويشغلها ذلك بامتلاك الدين والتصوف والعلم وكل شيء، فلا تحتمل السلطة أبدا أن يظل الناس قادرين على ادراك الأشياء وتتبع الحقائق بقلوبهم مستقلين! فاحتمى التصوف من السلطة بالرموز والتقية والباطن!
أما العلم والفلسفة، فهما عدوا السلطة بلا مصالحة أبدا ولا قدرة على التكيف أو التقبل، ولكنهما عدوان ما من صداقتهما بدّ، السلطة الليبرالية وغير المتدينة ما أبعد العلم والفلسفة عن المدارس وليس المتدينون الأصوليون، وان كانوا هم ايضا يكرهون العلم والفلسفة. 
ويبدو الحلّ حتى اليوم في الفن بما هو إدراك الجمال وإحلاله في الشعر والموسيقى والرسم والنحت والعمارة والأثاث والطعام واللباس والذوق العام والسلوك وأسلوب الحياة.. الفن هو الذي يصالحنا مع هذه التناقضات ويقلل من فجاجة الحياة، أو على الأقل يقسم الحياة بيننا وبين السلطة وأدواتها ومؤسساتها، فنجد مساحتنا الخاصة بنا وتأمن السلطة شرورنا!


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 17 ديسمبر 2016, 8:36 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم الكلام المعرفة عدم المعرفة   علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Emptyالأحد 27 نوفمبر 2016, 10:07 am

ما هي مصادر المعرفة التي نكتسب من خلالها الأفكار؟

علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة 177545


عماد عبد الرحمن
إن من أهم الأمور التي ركز عليها الفلاسفة مسألة مصدر المعرفة، هذه العلوم وهذه الأفكار والتصورات كيف نحصل عليها؟ من أين نحكم على شيء ما بأنه حقيقي أو لا؟ أو أن هذا التصديق مطابق أو غير مطابق؟
إننا ما لم نحدد مصادر المعرفة فلن نستطيع بناء نظام معرفي متماسك قائم على ركائز قوية، من أجل ذلك أهتم الفلاسفة بمصادر المعرفة وخاصة الفلسفات الحديثة، وقد سبقهم علماء الإسلام المتكلمون في ذلك، فنجد عندهم الكلام عن مصادر المعرفة في المبحث الأول من كتبهم شيء أساسي، فهم يبدؤون بذكر مصادر المعرفة والتدليل عليها؛ ليبنوا نظاما معرفيا متكاملا عليها.
ونبدأ فنقول إن عمليات الإدراك التي يقوم بها العقل البشري تنقسم إلى قسمين:
الأول: وهو التصور، ونقصد به إدراك المعنى البسيط غير المركب، كإدراكنا لزيد كشخص مثلا وللقيام كفعل مثلا، فهذه الإدراكات بسيطة وغير مركبة وتعطي الذهن معنى يدرك بمجرد وروده الذهن دون أي عمليات أخرى عقلية.
الثاني: التصديق، ونقصد به إدراك معنى مركب أي إدراك نسبة بين معنيين بسيطين أو أكثر، ففي الأمثلة السابقة نحن أدركنا معنى زيد وأدركنا معنى القيام وهذه معاني بسيطة، ولكننا إذا نسبنا هذيين المعنيين إلى بعضهما حصلنا على معنى مركب وهو زيد قائم، فهذا معنى مركب ويسمى تصديقا.
ونحن هنا نريد أن نعرف كيف حصلت في أذهاننا هذه المعاني المفردة البسيطة (التصورات)، فإن لهذه المسألة تاريخا فلسفيا عميقا في القدم.
أولاً: نظرية الإستذكار الأفلاطونية
 

وهي نظرية تقول أن الإدراك هو عملية استذكار فقط، فالنفس كانت موجودة في عالمها قبل نزولها إلى العالم الأرضي وارتباطها بالجسد، وهي في ذلك العالم تكون متحرر من الجسد وتطوف في العوالم الأخرى، وقد استطاعت النفس الاتصال بعالم المُثُل وهو عالم الحقائق المجردة، فتكونت لديها أي النفس معلومات كلية عن الأشياء، ولكنها عندما نزلت إلى عالم الأرض وارتبطت بالجسد نسيت كل ما تعلمته من عالم المثل، ولكنها عندما ترى الأمور الجزئية في هذا الكون تستذكر المعلومات الكلية التي تخص هذا الأمر الجزئي، فالتصورات سابقة على الإحساس، والإحساس يمهد لعملية الاستذكار أو منشط لها، وبذلك تكون عملية الإدراك والمعرفة هي عملية استذكار لا غير.
وهذه النظرية المعرفية قائمة على ركائز فلسفية:
الأولى: أن النفس الإنسانية موجودة قبل البدن في عالم أسمى من عالم المادة.
الثانية: أن الإدراك العقلي عبارة عن استذكار الحقائق المجردة الثابتة في ذلك العالم والتي يسميها أفلاطون بالمثل.
الثالثة: ثبوت عالم يسمى عالم المثل.
الرابعة: قدم النفس الإنسانية.
إن الذين قاموا بنقد الفلسفة الأفلاطونية من الفلاسفة أنفسهم قالوا إن النفس ليست شيئا مجردا موجودا قبل المادة، بل النفس هي عبارة عن نتاج حركة جوهرية في المادة، فتبدأ النفس مادية ثم تتجرد شيئا فشيئا عن المادة بسبب الحركة في المادة.
ولكن بغض النظر عن هذه التفسيرات للنفس، نحن نسأل أفلاطون ما الذي جعل النفس تهبط من عالمها العلوي المجرد إلى عالم المادة؟ ما الشيء الذي جعل النفس ترتبط بهذه المادة دون تلك؟ ثم ما الدليل على وجود النفس قبل البدن؟ وما الدليل على وجود عالم المثل العليا؟
ثم إننا يمكن أن نشرح قضية الإدراك والتفكير دون اللجوء إلى افتراض عالم المثل الأفلاطونية، فهذا أرسطو يفسر هذه العملية بمنطقية أكثر من أفلاطون فهو يقول إن المفاهيم الكلية هي عبارة عن معنى عام جرده العقل من المعاني الجزئية، فمثلا نحن نرى زيد وعمر وخالد ومحمد وغيرهم، ثم نرى أنهم كلهم متحركون ففيهم حياة وكلهم ناطقون أي مفكرون، ثم يقوم العقل بتجريد معنى كلي لهؤلاء الأفراد ويطلق عليه لفظ الإنسان ويعرفه بأنه الحيوان الناطق، ولا داعي لأن نقول كأفلاطون أن هذا المعنى الكلي موجود في عالم مُثُل.
ثانيا: النظرية العقلية "ديكارت" و"كانت"
وهي نظرية لكثير من الفلاسفة منهم "ديكارت" و"كانت"، وهذه النظرية العقلية تنقسم إلى تصورين بينهما اشتراك:
فالتصور الأول وهو "لديكارت"، يقول إن الإدراكات التصورية تأتي من مصدرين أولهما الحس؛ فنحن نشعر بالنور والحرارة وغيرها من الأمور، والمصدر الثاني هو الفطرة؛ فالعقل الإنساني مركب فيه صور لم يكتسبها من الحس، مثل تصور الله والنفس والحركة وغيرها.
والتصور الثاني وهو لـــ"كانت" ويقول إن مصدر التصورات كله من الفطرة والحس يساعد على فهم هذه التصورات، وهذا المصدر يعطينا تصور الزمان والمكان والمقولات الاثني عشر عند كانت.
والذي اضطر العقليين لهذه النتيجة هو أنهم وجدوا أن مجموعة من التصورات لا يمكن أن يدركها العقل البشري من الحس، فإذن لا بد أن تكون من داخل النفس ومركبة في صميمها.
ويمكن الرد على هؤلاء العقليين بإرجاع كل التصورات إلى الحس وذلك بتحليل عملية الحس، وجعل كل التصورات ناتجة عنها من غير الحاجة إلى القول بوجود تصورات فطرية، وبمثل هذا التحليل رد "جون لوك" على "ديكارت" وكذلك الفلاسفة الحسسين مثل "باركلي" و "دايفد هيوم" بعد ذلك.
ويمكن الرد عليهم أيضا بالقول الفلسفي بأن النفس بسيطة والبسيط لا يصدر عنه الكثرة فكيف تكون النفس بسيطة وفي نفس الوقت هي مصدر لأفكار وتصورات كثيرة، هذا لا يتفق مع القاعدة؛ إذن فلا بد من وجود مصدر لهذه التصورات غير النفس البسيطة وهو الحس لأنه متكثر.
ويمكن أن نستخدم نفس الدليل الذي استخدمه أرسطو في الرد على أفلاطون وهو أقواها.
ثالثا: النظرية الحسية
إن أول من تكلم بهذه النظرية هو "جون لوك" الفيلسوف الإنكليزي الذي ظهر في عصر الكل يؤمن فيه بأفكار "ديكارت" عن الفطرة، فألف كتابا يفند فيه فكرة "ديكارت" ويثبت النظرية الحسية، ولكن لم يقف الأمر إلى هذا الحد بل تطور الأمر حتى وصلنا إلى فلسفة حسية خطيرة عند باركلي ودايفد هيوم.
وهي نظرية قائلة بأن المصدر الوحيد للتصورات هو الحس، والشيء الذي لا نحسه لا نستطيع إدراكه، فهو غير قابل للتصور، وبناء على هذه النظرية فليس للذهن أن يكشف تصورا من غير الحس، بل الذهن فقط يستطيع أن يقسم ويركب ويطرح الأفكار ويميزها عن بعض.
فالحس أعطانا تصورا عن الجبل ثم أعطانا تصورا عن الذهب ثم ركب الذهن تصورا آخر من هاتين الصورتين وهو جبل من ذهب، ويستطيع الذهن أي يركب صورتين مثلا كتركيب رأس إنسان على جسم أسد أو جناحين لحصان، ويستطيع العقل أن يجرد من عمرو وزيد صورة كلية فيطرح كل ما يميزهما كشخصين في الخارج ويعطينا صورة كلية لهما.
وقد تبنا هذه الفكرة المذهب الماركسي؛ حيث قالوا أن التصورات هي انعكاس لما في الواقع عن طريق الحس وما لا ينعكس عن طريق الحس فلا يمكن أن نتصوره لأنه خارج عن حدود الانعكاسات الحسية.
وأصحاب النظرية الحسية يقولون أن من يفقد نوعا من أنواع الحس فهو يفقد إدراكا لمجموعة من التصورات، وترتكز النظرية الحسية على التجربة فالتجربة تعطينا مجموعة من التصورات عن طريق الحس، وهذا لا يعني أن العقل الإنساني لا يقوم بأي عملية بل له بعض العمليات الإدراكية كما بينا سابقا كالتقسيم والتركيب والطرح.
ويمكن أن نرد على هذه النظرية ونوضح فشلها عن طريق السؤال في كيفية ارجاع بعض المفاهيم إلى الحس كالعلة والمعلول والوجوب والإمكان والجوهر والعرض والوحدة والكثرة، ونحن نتكلم عليها كمفاهيم لا كأمور جزئية مشخصة في الخارج.
فنحن في الواقع نرى الماء إذا وضع على النار يسخن ثم يغلي ولكن لن نستطيع أن نشاهد أو نحس بالعلاقة العليّة بين الماء والنار أي أن الثاني وهو النار سبب في غليان الأول وهو الماء، فهذه العلاقة غير مشاهدة بل المشاهد هو مثال وتطبيق لهذه القاعدة العقلية.
وقد انكر "دايفد هيوم" مبدأ العليّة، وقال بتداعي المعاني أي أن النار وحرارتها هي من استدعت معنى تسخين الماء لا أن الحرارة هي علة في تسخين الماء؛ أي أننا مهما رأينا الحرارة فيجب أن يتسخن الماء بالضرورة، بل الأمر مجرد أن هذا المعنى ارتبط بهذا من غير عليّة، ولكن هذا الانكار لن يفيد دايفد هيوم لأنه عندما انكر مبدأ العلية كان متصورا له وإلا فماذا انكر، إذن فهو قد تصور معنى لم يكتسبه عن طريق الحس وبذلك تبطل نظريته.
ولنا وقفة أخرى مع هذا الموضوع نكمل فيه ما بدأنا من الحديث عن نظريات مصادر التصورات، ونتكلم فيه عن نظرية علماء الإسلام المتكلمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم الكلام المعرفة عدم المعرفة   علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Emptyالأحد 27 نوفمبر 2016, 10:09 am

حول نظرية الانتزاع المعرفية لعلماء الإسلام المتكلمين

علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة %D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B3_%D9%83

نظرية الانتزاع المعرفية وهي نظرية لعلماء الإسلام المتكلمين، حيث تقسّم هذه النظرية مصادر المعرفة إلى قسمين:
الأول: وهو مصدر الحواس، فالإنسان يدرك الحلاوة بالذوق والنعومة باللمس والألوان بالبصر والأصوات بالسمع وجمال الرائحة بالأنف، وهكذا يتحصل الذهن البشري على معاني أولية عن طريق الحواس.
ويمكن أن نضيف إلى الحس الظاهر وهو الإبصار والشم واللمس والسمع والذوق، الحس الباطن وهي المشاعر التي تتولد لدى الإنسان من خلال خوض تجربة معينة، فإذا خاض الإنسان تجربة الحب، فهو يكتسب معرفة بالحب بقدر ما مر به من التجربة، وإذا مرّ بتجربة الكره اكتسب الإنسان معرفة عن الكراهية بقدر هذه التجربة وهكذا سائر الأحاسيس الباطنة كالحقد والحسد والعطف والحنان والرحمة وغيرها.
ويتضمن هذا القسم أيضا الأخبار، وما يصل العقل عن طريق شهادات الآخرين وأقوالهم وإخبارهم عن أمور شاهدوها واكتسبوا عنها معرفة، وهذه الأخبار منها ما يكون قطعيا في الدلالة ومنها ما يكون ظنيا، فإذا وصلنا خبر من شخص عن حادثة معينة فنحكم بإمكان الخطأ والوهم أو الكذب على هذا الخبر.
ولكن إن وصلنا هذا الخبر من عدد يحكم العقل باستحالة كذبهم لكثرة عدهم ولصفات خاصة في كل شخص فيهم كالصدق والأمانة مثلا، أو يحكم باستحالة كذبه أو استحالة الوهم والخطأ في الخبر المنقول لكونهم في أماكن مختلفة ومن بلدان مختلفة ولكنهم رووا نفس الخبر، ثم ينظر العقل فيرى أن هذا الخبر لا يعارض البدهيات العقلية، ويشترط أيضا أن يكون الخبر عن مشاهدة حتى يحكم بصحة الخبر بقطع النظر عن دليل عقلي، أما إذا كان عن اجتهاد ونظر فلا ينظر إليه على أنه خبر بل يفيد العلم عن طريق الدليل، فيحكم العقل بعد ذلك كله بصدق هذا الخبر بل يصل هذا الخبر إلى درجة من العلم وهي القطع واليقين.
الثاني: وهو الذهن، ويقوم الذهن بعملية تركيب وانتزاع معاني ثانية من المعاني الأولية المكتسبة عن طريق الحواس، وهو ما يسمونه بالانتزاع، أي انتزاع معاني ثانوية من المعاني الأولية المكتسبة من الحواس.
والمعاني التي يكتسبها العقل إما أن تكون معاني بسيطة لا تحتاج إلى دليل ولا إلى نظر وتأمل وتفكير، وهذه المعلومات نسميها ظرورية أو بدهية، وهناك معلومات يكتسبها العقل يحتاج فيها إلى فكر ونظر وتأمل حتى يدركها لأنها ليس بسيطة.
ومن الإدراكات البسيطة في العقل التي لا تحتاج إلى دليل، فكرة استحالة التناقض أي اجتماع الوجود والعدم على شيء واحد في زمان ومكان واحد، وفكرة أن لكل أثر مؤثر فهو إن رأى أثرا في الرمل علم أن هناك شيئاً مر من هذا المكان فيقال "الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير".
وأما ما يكتسب عن نظر وتفكر ودليل، كالعلم بحدوث العالَم، وإثبات الصانع له، وصدق الرسل، وغير ذلك مما يحتاج إلى نظر واستدلال لكي يعلم.
ومن أعمال العقل التركيب بين الصور المكتسبة عن طريق الحس؛ فهو يستطيع أن يركب صورة حصان بأجنحة وجسم أسد برأس إنسان أو العكس وهكذا، فالعقل يستطيع التركيب بين صورة مخزونة لديه في الذاكرة وأخرى، ولكنه مهما حاول أن يخترع صورة جديدة لا بد وأن يكون لأجزائها صورة في الذاكرة، فهو لا يستطيع أن يخترع صورة من العدم لم يسبق وأن رآها في الواقع.
ومن أعمال العقل القياس؛ فهو يستطيع أن يقيس النظائر على بعضها البعض، كما يستطيع تحليل الأمور الكلية إلى جزئياتها والأمر الكلي إلى أجزائه، ويستطيع العقل من خلال التكرار والتجربة أن يستنتج أحكاما لهذه الأشياء التي تتكرر أمام ناظره، فكل أحكام الكيمياء وكثير من الأحكام الفيزيائية من هذا القبيل.
ومن أعمال العقل الجمع؛ فهو يستطيع أن يلاحظ صفة مشتركة بين ماهيات مختلفة، فهو يرى الإنسان يمشي على الأرض ويرى الأسد يمشي على الأرض، ويرى الفهد كذلك والفيل وغيرها من الحيوانات التي تدب على الأرض، فيستنتج صفة جامعة لكل هذه الأنواع عن طريق الملاحظة وهي أنها كلها مع اختلافها في الحقائق ولكنها تدب على الأرض فيقول أنها دواب فكل ما دب على الأرض فهو دابة.
وهكذا يستطيع العقل بملاحظة أمور مشتركة بين الماهيات المختلفة أن يستنتج مفهوما كليا يجمع هذه الأنواع المختلفة، ففي هذا الجمع اختصار للمعرفة وإيجاز بحيث يجمع ما هو مشترك في صفة معينة ويطلق عليه حكما واحدا، وهذه الطريقة تيسر ضبط الجزئيات دون إخلال، فيوفر على نفسه ضبط كل جزء وحفظحه وحفظ خصائصه ويستطيع تطبيق هذا الكلي على الجزئيات التي يكتشفها لاحقا، وبهذا يستطيع الإنسان وضع قوانين للإشياء حوله وقواعد يبني عليها معارف، وأسس ينتفع بها في المعرفة التطبيقية، وفي الجمع يكتسب الإنسان معارف جديدة.
ومن عمليات العقل التي يقوم بها عملية التحليل، وهي عملية مهمة ومفيدة من أجل معرفة خصائص ووضائف الأشياء، فيقوم العقل بتقسيم الكل إلى أجزائه، فالإنسان مثلا لا بد للباحث فيه أن يقوم بتحليله إلى نفس وجسد، ثم يقوم بدراسة النفس وحدها ويبني عليها علما متكاملا يفهم منه تصرفات الإنسان والدوافع وراء كل عمل يقوم به، وفي الجانب الآخر يقوم البحث عن أجزاء الجسد كل جزء وحده فيدرس الباحث في علم الطب القلب، وآخر يدرس الأعصاب وآخر يدرس العظام وهكذا، وكل واحد يستنتج ويحلل ويخرج لنا بخواص لكل جزء يدرسه ويحلله، وتقوم على هذه الدراسات فوائد علمية مهمة في علم الطب البشري.
وبهذه المصادر يظهر لنا أن التصورات نوعان تصورات أولية وتصورات ثانوية منتزعة من التصورات الأولية، فالتصورات الأولية هي الأساس للتصور في الذهن البشري.
وهذه النظرية تستطيع تفسير جميع المفردات التصورية، وهي نظرية متسقة مع البرهان والتجربة، وبهذه النظرية نستطيع تفسير المفاهيم التي عجزت عنها النظرية الحسية مثلا، كالعلة والمعلول والجوهر والعرض وغيرها،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم الكلام المعرفة عدم المعرفة   علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Emptyالأحد 27 نوفمبر 2016, 10:10 am

ما هي أنواع العلم في المنهج العقلي؟علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة %D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85
عماد عبد الرحمن
تكلمنا في المقالات السابقة عن مصدر المعرفة، والنظريات التي تحدثت عن مصادر المعرفة، وتوصلنا أخيرا إلى نظرية الإنتزاع وهي نظرية عقلية تفسر مصادر المعرفة بحيث نستطيع من خلالها تفسير كل الظواهر من حولنا، ونستطيع أيضا من خلالها تفسير كل المفردات التصورية التي يمكن أن توجد في عقل الإنسان.
واليوم سنتحدث عن أنواع العلم الذي يمكن أن يتحصل عليه الإنسان، وذلك حسب النظرية العقلية التي اعتمد عليها علماء الإسلام المتكلمين في تحليل أنواع العلوم لكي يصل الإنسان إلى الحكم على الأشياء، ومن ثم يصل إلى البراهين؛ التي تقوي التصديق بقضية ما والتي بنى عليها علماء الإسلام المتكلمين إثبات وجود الله وإثبات الشرائع الدينية بالأدلة اليقينية.
ينقسم العلم حسب هذه النظرية إلى نوعين:
الأول: وهو العلم القديم وهو علم الله تعالى ويسمى قديما؛ لأنه لا بداية له، ولا يسبق بجهل تعالى الله عن ذلك، ولن نتكلم عنه هنا، لأننا في صدد مناقشة أمور فلسفية هي ممهدة لإثبات وجود الله تعالى.
الثاني: العلم الحادث وهو علم الإنسان ويسمى حادثا؛ لأنه لم يكن ثم كان، أي أنه مسبوق بجهل، إما بسيط وهو عدم العلم، أو مركب وهو العلم بالشيء على خلاف ما هو عليه في الواقع، كعلم الفلاسفة بأن العالم قديم لا بداية له، أي ليس مخلوقا.
وهذا العلم الحادث ينقسم إلى قسمين:

  • أ‌-تصور؛ وهو إدراك معنى مفرد، كدراكنا لزيد مثلا فهذا إدراك مفرد أي معنى مفرد، وإدراكنا لمعنى القيام ولمعنى الثلج ولمعنى الحجر ومعنى حار ومعنى قاسي ومعنى قبيح ومعنى جميل ومعنى وجه، فكل هذه المعاني معاني مفردة.
  • ب‌-التصديق وهو إدراك نسبة بين معنيين مفردين أو أكثر، وهذه النسبة إما أن تكون موجبة أو سالبة؛ أي إما أن تكون نافية أو مثبتة، فإدراكك لقولنا الثلج ليس حارا والثلج بارد وهذا وجه جميل والحجر قاس، فكل هذه الجمل تسمى تصديقا لأنك نسبت معنى مفرد لمعنى مفرد إثباتا أو نفيا.

ثم إن كل واحد من هذه العلوم تقسم إلى قسمين:
أولهما: العلم الضروري وهو العلم الذي لا يحتاج إلى نظر وتأمل وتفكير، بل إن النفس تضطر إلى الإذعان له من دون دليل ولا برهان، كالعلم بأن لكل أثر مؤثر، فأنت عندما تخرج من مكتبك وقد تركت كتابك على الطاولة ثم رجعت إلى مكتبك ووجدت الكتاب على الأريكة، فإن عقلك يحكم بأن هناك من قام بنقل الكتاب من الطاولة إلى الأريكة، ولا تحتاج في هذا الحكم إلى دليل أو إلى تأمل أو تفكير.
ومن الأمثلة على العلوم الضرورية أيضا التي يدركها العقل من غير تأمل وبحث، مبدأ التناقض؛ وهو أننا إن صدقنا بقضية معينة فينتج عن ذلك تكذيبنا لقضية أخرى، بمعنى أن هاتين القضيتين لا يمكن أن تجتمعا معا، بل لا بد من صدق إحداهما وكذب الأخرى، وأيضا لا يمكن لهاتين القضيتين أن تجتمعا معا في نفس المكان والزمان، ولا يمكن أن ترتفع القضيتين معا أيضا في نفس المكان ونفس الزمان، فبين القضيتين تعاند فلا يجتمعان معا ولا يرتفعان معا وإذا صدقت إحداهما كذبت الأخرى.
مثال ذلك: الوجود والعدم لزيد مثلا، فإذا كان زيد موجودا فهو غير معدوم، وإذا كان معدوما فهو غير موجود، ولا يمكن أن يكون زيد موجودا ومعدوما معا، ولا يمكن أن يكون زيد ليس موجودا وليس معدوما معا أي في نفس الزمان والمكان.
والبصر وعدم البصر أيضا من هذا المثال، فلا يمكن أن يكون زيد مبصرا وليس مبصرا في نفس الزمان والمكان، ولا يمكن أن يكون زيد لا هو مبصر ولا هو غير مبصر، فلا بد أن يكون زيد إما مبصر وإما ليس بمبصر.
ومن العلوم الضرورية التضاد؛ وهو عدم صدق القضية وكذبها في نفس الوقت ونفس المكان، ولا يمكن أن تجتمع هاتين القضيتين معا ولكن يمكن أن ترتفعا معا.
ومثال ذلك: السواد والبياض فلا يمكن أن يكون الشيء أسودا وأبيضا في نفس المكان ونفس الزمان، فهو إما أبيض وإما أسود، ولكن يمكن أن يكون لا أبيض ولا أسود فيكون أحمر مثلا.  
ثانيها: العلم النظري وهو الذي يحتاج في إثباته أو نفيه إلى دليل وتأمل ونظر وفكر، كالعلم بأن العالم حادث وأن الله خالق هذا العالم، وأن التسلسل والدور ممتنع؛ فهذا العلم يحتاج إلى دليل ونظر حتى يتحصل عليه الإدراك البشري.
والعلوم الضرورية وتسمى البدهية هي أصل معرفة الإنسان، لأن العلوم مبنية عليها، بل هي حجر الأساس في كل معرفة، ولولا هذه المعارف الأولية لم يستطع الإدراك البشري على تحصيل أي معرفة من المعارف، فالمذهب العقلي يقول إن كل معارف الإنسان قائمة على هذه العلوم الضرورية.
ولنضرب على ذلك مثالا ليتضح المقال، لو أراد الإنسان إدراك قضية معينة "حدوث العالم مثلا"؛ فهذه القضية ليست أمرا بدهيا بل يحتاج إلى تأمل وتفكير واستدلال، ولكن ليقوم بهذه العملية لا بد وأن توجد عنده معارف تصديقية أولية تكون بدهية يبني عليها الحكم على هذه القضية التي بين أيدينا.
والمعلومة الضرورية التي يبدأ في البحث عنها الإدراك الإنساني وهي أن صفة هذا العالم التغير؛ فنحن ندرك أن كل شيء من هذا العالم حولنا متغير ومتجدد، هذه معلومة أولية بدهية، ثم ينتقل الإدراك الإنساني إلى معلومة أخرى بدهية أيضا وهي أن التغير والتجدد؛ يعني أن هذا الأمر المتغير لم يكن ثم كان، ثم يربط كل هذه المجموعة من الإدراكات معا فينتج لديه أن العالم حادث أي لم يكن ثم كان، ونحن نلاحظ في هذا الإدراك أننا بدأنا من نقطة الصفر وهي المعلومات البدهية الضرورية التي كانت هي حجر الأساس في إدراكنا للقضية التي طرحناها، وهكذا الأمر في كل القضايا النظرية التي يريد الأنسان إدراكها فلا بد أن يبدأ في البحث من العلوم الضرورية.
ولو قلنا بنفي العلوم الضرورية فسوف نقع بشيء يسمى التسلسل وهو لا يصح في العقول، وذلك أن نقول أن كل العلوم نظرية أي تحتاج إلى نظر واستدلال، فلو طرحنا قضية ثم جئنا لها بدليل فسنقول لك ما الذي يثبت لنا صحة هذا الدليل، فنحتاج إلى دليل آخر، ثم ننقل الكلام على الدليل الآخر ونقول ما الذي يثبت لنا صدقه فنحتاج إلى دليل، ثم ننتقل إلى هذا الدليل الجديد وهكذا لا إلى نهاية، فتكون النتيجة أننا لن نحصل على علم أبدا.
وقد أنكر الحسيون هذا التقسيم للعلوم وقالوا إن أصل كل العلوم الحس، ولا يوجد شيء يسمى بالعلوم الضرورية التي يدركها العقل دون تأمل ونظر، أو يضطر لها اضطرارا، بل كل ما يقع تحت الحس والتجربة هو فقط ما يجزم به الإنسان، وهذا ما قاله "دايفد هيوم" و"جون سينوارت مل" وهذا ما سنناقشه في المقال القادم، فإن العلوم التجريبية الحسية تحتاج إلى العلوم الضرورية البدهية وإلا لم يثبت علم تجريبي حسي قط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم الكلام المعرفة عدم المعرفة   علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Emptyالإثنين 05 ديسمبر 2016, 6:15 pm

علم الكلام ما هو وما الشبهات التي طرحت حوله؟

سعيد الناصر

تكلمنا في مقالات سابقة عن المعتزلة، وهم فرقة كلامية من الفرق الإسلامية، فكان من الضروري أن نبين ونوضح ما هو علم الكلام، وما موضوعه ومسائلة وما فائدته وما أهميته، وذكر الخلاف الذي جرى في جواز الاشتغال به، وكل ذلك قبل الخوض في سلسلتنا عن الأشاعرة والماتريدية وهم من أهل الكلام، وما زالوا حتى اليوم قائمين يتدارسون ويناقشون في علم الكلام.

ما هو علم الكلام؟ 

قال العالم الهندي محمد بن علي ابن القاضي محمد الفاروقي الحنفي التهانوي في كتابه الموسوعي كشاف اصطلاحات الفنون :"هو علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية على الغير بإيراد الحجج ودفع الشبه، ... وفي اختيار إثبات العقائد على تحصيلها إشعار بأن ثمرة الكلام إثباتها على الغير، وبأن العقائد يجب أن تؤخذ من الشرع ليعتدّ بها، وإن كانت مما يستقل العقل فيه، ولا يجوز حمل الإثبات ههنا على التحصيل والاكتساب، إذ يلزم منه أن يكون العلم بالعقائد خارجا عن علم الكلام ثمرة له ولا خفاء في بطلانه".

إذن فعلم الكلام هو علم نستطيع بواسطته إثبات عقائد الإسلام على كل مخالف لنا كمسلمين، ونستطيع بواسطته إثبات عقائد أهل السنة على المخالفين، والمخالفين من الفرق الإسلامية كالمعتزلة يستخدمون علم الكلام لإثبات عقائدهم أيضا وإن كانت مخالفة للحق، فعملية الإثبات ربما تكون صحيحة وربما تكون خاطئة والحكم في ذلك صحة الدليل.

ومن التعريف وتعليق التهانوي عليه تستنتج أن العقائد الدينية الإسلامية ليست هي نفس علم الكلام، لأن العقائد الدينية موجودة في القرءان والسنة النبوية وإنما يريد علم الكلام إثباتها على الغير لا إثباتها في نفسها، فعلم الكلام يأخذ العقائد من القرءان والسنة ويقوم بإثباتها على الغير المخالف لها.

لذلك قال الإمام حجة الإسلام الغزالي :"ويمتاز الكلام ــــــــ أي علم الكلام ــــــــ عن الإلهي ـــــــ أي علم الإلهيات عند الفلاسفة ــــــــ باعتبار أنّ البحث فيه ــــــــ أي علم الكلام ـــــــ على قانون الإسلام لا على قانون العقل، وافق الإسلام أو لا، كما في الإلهي"، فعلم الكلام هو البحث فيه دائر على ما ثبت في الشرع وكيفية إثباته على الغير، أما علم الإلهيات فالبحث فيه في الماورائيات من حيث إثباتها سواء وافق الشرع أم لا المهم عندهم أن يكون لما يثبتونه دليل عقلي.

والذي نريد الوصول إليه من كل هذا أن علم الكلام لا ينشئ اعتقادا وإنما يثبت اعتقادا أنشأه الشرع الحنيف، وهذه المسألة في غاية الأهمية لأن البعض يسارع إلى الإنكار على المتكلمين وفي ذهنه أنهم ينشؤون عقائد بالعقل دون الرجوع إلى الشرع سواء وافق ما أنشؤوه الشرع أم لا، وهذا فهم خاطئ مغلوط لعلم الكلام.

ولكن هل علم الكلام قصده فقط الدفاع، بمعنى هل علم الكلام لا دخل له في فهم الإسلام كنظرية معرفية، أو ليس له دخل في فهم شامل للإسلام وآيات القرآن وأحاديث رسوله صل الله عليه وسلـم؟

وللجواب على هذا نقول إن الدفاع عن العقائد وإثباتها على الخصم لا يكون من غير فهم دقيق للإسلام ولنظريته المعرفية، وللإسلام كمنظومة شاملة، بل هو يحتاج إلى فهم دقيق للآيات والأحاديث لأن في ذلك رد على الخصوم في فهمهم المغلوط للإسلام وهذا الفهم المغلوط يؤدي إلى الطعن في الدين فنحن بحاجة إلى فهم دقيق للإسلام للرد على الخصوم سواء كانوا من داخله أي من الفرق الإسلامية أو من خارجه من الملحدين والمشككين في الدين.

وقد اعترض المستشر الفرنسي والفيلسوف لويس جارديه "louis gardet" على الإسلام بأنه لا يوجد فيه فهم دقيق للإيمان فهو قائم فقط من أجل الدفاع عن الدين فقط، على خلاف اللاهوت المسيحي فهم مصمم لفهم الإيمان وفهم الديانة النصرانية والدفاع هو جزء استهلالي صغير منه واعتبر ذلك طعنا في علم الكلام والمتكلمين وطعنا في الإسلام نفسه، فهو يسأل أين المهمة التنويرية في فهم وتفهيم الدين الإسلامي.

ويتضح من كلامه أنه غير فاهم لعلم الكلام وغير مطلع عليه اطلاع الخبير وقد بينا ذلك في الفقرة السابقة على كلامه، وقد قام الفيلسوف عبد الرحمن بدوي بالرد على جارديه فقال إن علم الكلام :"يبحث ابتداء في أصول الدين على أساس عقلي، ويتطرق من ذلك إلى البحث في أمهات المسائل الدينية، وعلى هذا فهو يرمي إلى فهم مضمون الإيمان وليس فقط إلى مجرد نصرة العقيدة، ولهذا فلا معنى لما يقوله جارديه". 

وهناك شبهة على علم الكلام وهو أنه دخل فيه كثير من الأمور الفلسفية، بل والرياضيات والإلهيات والطبيعيات، والجواب على ذلك أن علم الكلام موضوعه هو المعلوم ــــــــ أي ما يصح أن يعلم، أي شيء كان ــــــــ من حيث أنه يتعلّق به إثبات العقائد الدينية تعلّقا قريبا أو بعيدا، وذلك لأن مسائل هذا العلم إما عقائد دينية كإثبات القدم والوحدة للصانع، وإما قضايا تتوقف عليها تلك العقائد كتركب الأجسام من الجواهر الفردة، وجواز الخلاء وانتفاء الحال، وعدم تمايز المعدومات المحتاج إليها في المعاد، وكون صفاته تعالى متعدّدة موجودة في ذاته، والشامل لموضوعات هذه المسائل هو المعلوم المتناول للموجود، والمعدوم والحال، فإن حكم على المعلوم بما هو من العقائد تعلّق به إثباتها تعلّقا قريبا، وإن حكم عليه بما هو وسيلة إليها تعلّق به إثباتها تعلّقا بعيدا، هذا موضوعه كما قاله العلم التهانوي في كشافه.

فالمتكلمون لما احتاجوا لهذه العلوم من أجل إثبات العقائد الدينية خاضوا فيها وأدخلوها في كتبهم فلا إشكال إذن في أن تجد في علم الكلام البحث عن الجوهر والعرض وانقسام الأجسام والتغير والحركة والسكون وغيرها من الموضوعات، لأنهم احتاجوا إليها في النقاش مع الخصم لإثبات عقائد الإسلام.

وسوف نبحث مسائل أخر في علم الكلام والشبه المطروحة حوله في مقال قادم ولكن قبل أن نختم نعطي فائدة وهي :

لماذا سمي علم الكلام بهذا الاسم؟

قال الإمام العلامة سعد الملة والدين الحجة المتكلم الأصولي النظار سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني رحمه الله تعالى في كتابه شرح العقائد ":وسمُّوا ما يفيد معرفةَ العقائد عن أدلتها بالكلام؛ لأن عنوان مباحثه كان قولهم: الكلام في كذا وكذا.

ولأنَّ مسألة الكلام كان أشهر مباحثه وأكثرها نـزاعاً وجدالاً، حتى إنَّ بعضَ المتغلبة قتل كثيراً من أهل الحق لعدم قولهم بخلق القرآن.

ولأنه يورث القدرة على الكلام في تحقيق الشرعيات وإلزام الخصوم، كالمنطق يوجب قدرة على إقامة الدعاوي ونصب الأدلة للفلسفة.

ولأنه أوَّلُ ما يجب من العلوم التي إنما تعلم وتتعلم بالكلام، فأطلق عليه هذا الاسم لذلك، ثم خص به، ولم يطلق على غيره تمييزاً.

ولأنه إنما يتحقق بالمباحثة وإدارة الكلام من الجانبين وغيره قد يتحقق بالتأمل ومطالعة الكتب.

ولأنه أكثر العلوم خلافاً ونِـزَاعاً، فيشتدُّ افتقاره إلى الكلام مع المخالفين والرد عليهم.

ولأنه لقوة أدلته صار كأنه هو الكلام دون ما عداه من العلوم، كما يقال للأقوى من الكلامين: هذا هو الكلام.

ولأنه لابتنائه على الأدلة القطعية المؤيد أكثرها بالأدلة السمعية أشدُّ العلوم تأثيراً في القلب وتغلغلاً فيه، فسمي بالكلام المشتق من الكَلِم وهو الجرح، وهذا هو كلام القدماء أي علم التوحيد والصفات فيتعرضون فيه إلى مباحث الذات والصفات لا غير مع مباحث النبوات والمعاد".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: علم الكلام المعرفة عدم المعرفة   علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة Emptyالسبت 17 ديسمبر 2016, 8:37 pm

هل أدلة علماء الكلام بدعة والخوض فيها خلاف السنة؟

علم الكلام  المعرفة عدم المعرفة %D8%B9%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%86%D9%81%D9%8A

سعيد الناصر
قمنا بنشر عدة مقالات تتحدث عن علم الكلام وأهله، وكنا قد وصلنا إلى الحديث عن الشبه المطروحة عليه وتكلمنا عن بعضها ورأينا بعض الردود على تلك الشبه، ثم أوردنا شبهة تقول بأن علم الكلام لم يتكلم به رسول الله صلـى الله عليه وسلم ولم يرد في كتاب الله فهو بدعة، فلم نجد في كتاب الله وسنة رسوله صلـى الله عليه وسلم الكلام عن الحركة والسكون والجسم والعرَض والألوان والأكوان والجزء والطفرة وصفات الباري عزّ وجلّ فكان الاشتغال به بدعة حسبما قال أصحاب هذه الشبهة.
وقد قال الإمام أبو الحسن الأشعري أن هذا كلام باطل، بل إن رسول الله صلـى الله عليه وسلم علِمَه، وقد جاء في كتاب الله، وبدأ يدلل على كلامه فقال في رسالته في استحسان الخوض في علم الكلام :"فأمّا الحركة والسكون والكلام فيهما فأصلهما موجود في القرآن، وهما يدلاّن على التوحيد، وكذلك الاجتماع والافتراق، قال الله تعالى مخبراً عن خليله إبراهيم صلوات عليه وسلامه في سورة الأنعام الآياتSad٧٥ ـــــــ ٧٩) في قصة أُفول الشمس والقمر وتحركهما من مكان إلى مكان، ما دلّ على أنّ ربّه عزّ وجلّ لا يجوز عليه شيء من ذلك، وأنّ من جاز عليه الأُفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله".
فهكذا نجد أن القرآن استدل بما استدل به المتكلمون، بل الصواب أن المتكلمين استدلوا بما استدل به القرءان، وهم لم يخرجوا في أصول استدلالهم عن القراءن والسنة، وما قاله الإمام الأشعري يدل على ذلك، فإن سيدنا إبراهيم عليه السلام رفض ـــــــــ من باب المناظرة ـــــــ عبادة الكواكب والسبب هو الأفول أي التحرك والانتقال فلو كان الإله متحركا منتقلا لما جاز لإبراهيم عليه السلام أن يرفض عبادة الكواكب لهذا السبب وإلا لقال له قومه وإلهك يتحرك وينتقل فما جاز على آلهتنا يجوز على إلهك، وأما الاجتماع والافتراق فإن أصله الحركة والسكون، فإذا بطلت الحركة والسكون بطل القول بالاجتماع والافتراق.
ثم أضاف رحمه الله قائلا :"وأمّا الكلام في أُصول التوحيد فمأخوذ أيضاً من الكتاب، قال الله تعالى Sadلَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ الله لَفَسَدَتا) (الأنبياء: ٢٢)، وهذا الكلام موجز منبه على الحجة بأنّه واحد لا شريك له، وكلام المتكلّمين في الحجاج في التوحيد بالتمانع والتغالب فإنّما مرجعه إلى هذه الآية، وقوله عزّ وجلّ Sadمَا اتَّخَذَ اللّهُ مِنْ وَلَد وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِله إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِله بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعَضُهُمْ عَلى بَعْض) (المؤمنون: ٩١) وقوله عزّ وجلّ  (أَمْ جَعَلُوا للّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ) (الرعد: ١٦).
وكلام المتكلّمين في الحجاج في توحيد الله إنّما مرجعه إلى هذه الآيات التي ذكرناها، وكذلك سائر الكلام في تفصيل فروع التوحيد والعدل إنّما هو مأخوذ من القرآن".
والكلام هنا على أحد أهم أدلة المتكلمين على أن الله واحد لا شريك له؛ وهو المسمى بدليل التمانع، وملخص دليل التمانع أنه لو فرض في الكون إلهين والفرض أن كل إله قادر ومريد وكل واحد منهما قدرته عامة التعلق بمعنى أنه لا يجوز أن يخرج مخلوق من تحت قدرته وقهره، فلو خرج مخلوق من تحت قدرته فهذا يدل على أن قدرة الإله محدودة وليست عامة وأن هنالك أمورا لا يستطيع الإله أن يخلقها.
فلو فرضنا إلهين مثلا وفرضنا أن هنالك جوهرا فردا أي جزءاً لا يتجزأ من المادة، فأراد أحد الإلهين خلقه والآخر أراد أن لا يخلق فإن جرت قدرة الأول فخلقته فإن ذلك مانع من قدرة الإله الثاني على عدم الخلق وإن جرت قدرة الثاني فهذا مانع لقدرة الأول على الخلق، فثبت أن الإله الممنوع عاجز فهو ليس بإله وثبت أن الآخر عاجز أيضا لأنه إله كالأول وهما متشابهان لهما نفس الأحكام فثبت عجزهما وأنهما ليسا بإلهين وبذلك يعدم العالم لأنه مخلوق لإله قادر غير عاجز، ولكن العالم موجود إذن فهنالك إله واحد.
ثم لو فرضنا أن الإلهين اتفقا على الخلق لتمانعت أيضا قدرتهما، لأنه إذا خلق الأول فإن قدرته قد منعت قدرة الآخر والفرض أن القدرتين عامتا التعلق، وإن خلق الآخر منع قدرة الأول من التلعق أيضا فيثبت عجزهما فنقول كما قلنا في الفقرة السابقة.
ولا يقل أحد ليخلق كل منهما جزءا، النصف مثلا، فإننا نقول إن الفرض أنهما سيخلقان جوهرا فردا أي جزءا لا يتجزأ من المادة.
وبهذا الدليل بطل وجود إلهين في هذا الكون ومن باب أولى بطل وجود آلهة، وثبت وجود إله واحد وهذا هو المسمى بدليل التمانع، والآيات التي ساقها الإمام الأشعري تدل على هذا الدليل وتشير إليه فثبت أن القرءان جاء بما تكلم به علماء الكلام، بل هم لم يتكلموا إلا بما تكلم به القرءان شرحا وبيانا.
ثم أضاف رحمه الله قائلا :"فكذلك الكلام في جواز البعث واستحالته الذي قد اختلف عقلاء العرب ومن قبلهم من غيرهم فيه حتى تعجبوا من جواز ذلك فقالوا Sadأَإِذا مِتْنا وَكُنّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعيدٌ) (ق: ٣) وقولهم Sadهَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) (المؤمنون: ٣٦)، وقولهم Sadمَنْ يُحيي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ) (يس: ٧٨) وقولهم Sadأَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) (المؤمنون: ٣٥)، وفي نحو هذا الكلام منهم إنّما ورد بالحجاج في جواز البعث بعد الموت في القرآن تأكيداً لجواز ذلك في العقول، وعلم نبيه صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم، ولقّنه الحجاج عليهم في إنكارهم البعث من وجهين على طائفتين: منه طائفة أقرّت بالخلق الأوّل وأنكرت الثاني، وطائفة جحدت ذلك بقدم العالم فاحتج على المقِر منها بالخلق الأوّل بقوله Sadقُلْ يُحييها الّذي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّة) (المؤمنون : ٣٥) ، وبقوله Sadوَهُوَ الَّذي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عليهِ) (الروم: ٢٧) وبقوله Sadكَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) (الأعراف: ٢٩)، فنبّههم بهذه الآيات على أنّ من قدِر أن يفعل فعلاً على غير مثال سابق فهو أقدر أن يفعل فعلاً محدثاً، فهو أهون عليه فيما بينكم وتعارفكم، وأمّا الباري جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه فليس خلقُ شيء بأهون عليه من الآخر ... فهذا ما احتج به على الطائفة المقرّة بالخلق.
وأمّا الطائفة التي أنكرت الخلق الأوّل والثاني، وقالت بقدم العالم فإنّما دخلت عليهم شبهة بأن قالوا: وجدنا الحياة رطبة حارة، والموت بارداً يابساً، وهو من طبع التراب، فكيف يجوز أن يجمع بين الحياة والتراب والعظام النخرة فيصير خلقاً سوياً، والضدان لا يجتمعان، فأنكروا البعث من هذه الجهة.
ولعمري إنّ الضدّين لا يجتمعان في محلّ واحد، ولا في جهة واحدة، ولا في الموجود في المحل، ولكنّه يصحّ وجودهما في محلين على سبيل المجاورة، فاحتج الله تعالى عليهم بأن قال Sadالّذي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) (يس: 80)، فردّهم الله عزّ وجلّ في ذلك إلى ما يعرفونه ويشاهدونه من خروج النار على حرها ويبسها من الشجر الأخضر على برده ورطوبته، فجعل جواز النشأة الأُولى دليلاً على جواز النشأة الآخرة، لأنّها دليل على جواز مجاورة الحياة التراب والعظام النخرة، فجعلها خلقاً سوياً وقال Sadكَما بَدَأْنا أَوّل خَلْق نُعيدُهُ) (الأنبياء : ١٠٤)".
فهذه بعض الأدلة والآيات التي تدل على أن المتكلمين استدلوا بما استدل به القراءن، وأن كلامهم ليس بدعة من القول، وبهذا يُردُّ على الذين قالوا إن أدلة علماء الكلام المسلمين بدعة، بل هو سنة وهو أصل إثبات الدين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
علم الكلام المعرفة عدم المعرفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لسعات الكلام
»  التحية على المعرفة
» معجزة الكلام عند الإنسان 
» معجزة الكلام عند الإنسان
» الكلام فن وذوق وأدب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث ثقافيه-
انتقل الى: