منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معلقة طرفة بن العبد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة طرفة بن العبد Empty
مُساهمةموضوع: معلقة طرفة بن العبد   معلقة طرفة بن العبد Emptyالسبت 16 يناير 2016, 4:57 am

معلقة طرفة بن العبد

 
لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ
تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ
يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ
كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً
خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ
يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي
يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا
كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ
وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ
مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ
خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ
تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي
وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ
سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ
أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ
ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا
عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ
وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ
بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي
أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـا
عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ
جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا
سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ
تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ
وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ
تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي
حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ
تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي
بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ
كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا
حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ
فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً
عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ
لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا
كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ
وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ
وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ
كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا
وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ
لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا
تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ
كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا
لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ
صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا
بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ
أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ
لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ
جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ
لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ
كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا
مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ
تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا
بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ
وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ
كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ
وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا
وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ
وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ
كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ
وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا
بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا
كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ
وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى
لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ
مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا
كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ
وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ
كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ
وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ
عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ
وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ
مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ
وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا
وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ
عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي
ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي
وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ
مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي
عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ
أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ
وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ
فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ
تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ
فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي
وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ
وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي
إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ
نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ
تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ
رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ
بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ
إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا
عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ
إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا
تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ
وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي
وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي
إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا
وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ
رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي
وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ
أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى
وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي
فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي
فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي
وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى
وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي
فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ
كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ
وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً
كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ
وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ
بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ
كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ
عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ
كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ
سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي
أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ
كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ
تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا
صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ
أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي
عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ
أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ
وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ
لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى
لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ
فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً
مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ
يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي
كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ
وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ
كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ
عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي
نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ
وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي
مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـدِ
وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا
وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ
وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ
بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ
بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ
هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي
فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ
لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي
ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي
عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً
عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ
فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ
وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ
فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ
وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ
فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي
بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ
خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ
فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً
لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ
حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ
كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ
أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ
إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي
إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي
مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي
وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي
بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ
فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ
عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ
يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا
أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ
وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ
شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ
وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ
وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ
فَظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا
ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ
فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ
وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ
ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ
كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِي
بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى
ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ
فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي
عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ
وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي
عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي
لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ
نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ
ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ
حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ
عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى
مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ
وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ
عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِـدِ
سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً
ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ
وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ
بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة طرفة بن العبد Empty
مُساهمةموضوع: رد: معلقة طرفة بن العبد   معلقة طرفة بن العبد Emptyالسبت 16 يناير 2016, 4:58 am

[size=32]شرح معلقة طرفة بن العبد[/size]
 
خولة : اسم امرأة كلبية ، الطلل : ماشخص من رسوم الدار ، والجمع أطلال وطلول ، البرقة والأبرق والبرقاء : مكان اختلط ترابه بحجارة أو حصى ، والجمع الأبارق والبراق والبرق ، ثهمد : موضع ، تلوح : تلمع ، واللوح اللمعان ، الوشم : غرز ظاهر اليد وغيره بإبرة وحشو المغارز بالكحل أو النقش بالنيلج ، ومنه قول رسول الله صل الله عليه وسلم : "لعن الله الواشمة والمستوشمة " يقول : لهذه المرأة أطلال ديار بالموضع الذي يخالط أرضه حجارة وحصى من ثهمد فتلمع تلك الأطلال لمعان بقايا الوشم في ظاهر الكف
1
تفسير البيت هنا كتفسيره في قصيدة أمرىء القيس ، التجلد : تكلف الجلادة ، أي التصبر
2
الحدج : مركب من مراكب النساء ، والجمع حدوج وأحداج ، المالكية : منسوبة إلى بني مالك قبيلة من كلب ، الخلايا: جمع الخلية وهي السفينة العظيمة ، السفين : جمع سفينة ، النواصف : جمع الناصفة ، وهي أماكن تتسع من نواحي الأودية مثال السكك وغيرها ، دد ، قيل : هو اسم واد في هذا البيت ، وقيل دد مثل يد ، يقول : كأن مراكب العشيقة المالكية غدوة فراقها بنواحي وادي دد سفن عظام . شبه الشاعر الإبل و عليها الهوادج بالسفن العظام ، وقيل : بل حسبها سفنا عظاما من فرط لهوه وولهه ، إذا حملت ددا على اللهو ، وإن حملته على أنه واد بعينه فمعناه على القول الأول
3
عدولي : قبيلة من أهل البحرين ، وابن يامن : رجل من أهلها ، الجور : العدول عن الطريق ، والباء للتعدية ، الطور : التارة ، والجمع الأطوار يقول : هذه السفن التي تشبهها هذه الإبل من هذه القبيلة أو من سفن هذا الرجل ، الملاح يجريها مرة على استواء واهتداء ، وتارة يعدل بها فيميلها عن سنن الاستواء ، وكذلك الحداة تارة يسوقون هذه الإبل على سمت الطريق ، وتارة يميلها عن الطريق ليختصروا المسافة ، وخص سفن هذه القبيلة وهذا الرجل لعظمها وضخمها ثم شبه سوق الإبل تارة على الطريق وتارة على غير الطريق بإجراء الملاح السفينة مرة على سمت الطريق ومرة عادلا عن ذلك السمت
4
حباب الماء : أمواجه ، الواحدة حبابة ، الحيزوم : الصدر ، والجمع : الحيازم ، الترب والتراب والترباء والتورب والتيراب والتوراب واحد ، الفيال : ضرب من اللعب ، وهو أن يجمع التراب فيدفن فيه شيء، ثم يقسم التراب نصفين ، ويسأل عن الدفين في أيهما هو ، فمن أصاب فسمر ومن أخطأ فمر ، يقال : فايل هذا الرجل يفايل مفايلة وفيالا إذا لعب بهذا الضرب من اللعب . شبه الشاعر شق السفن الماء بشق المفايل التراب المجموع بيده
5
الأحوى : الذي في شفتيه سمرة ، يقال : حوي الفرس مال إلى السواد ، فعلى هذا شادن صفة أحوى ، وقيل بدل من أحوى ، وينفض المرد صفة أحوى ، الشادن : الغزال الذي قوي واستغني عن أمه ، المظاهر : الذي لبس ثوبا فوق ثوب أو درعا فوق درع ، السمط : الخيط الذي نظمت فيه الجواهر ، والجمع سموط يقول : وفي الحي حبيب يشبه ظبيا أحوى في كحل العينين وسمرة الشفتين في حال نفض الظبي ثمر الأراك لأنه يمد عنقه في تلك الحال ، ثم صرح بأنه يريد إنسانا ، وقال قد لبس عقدين أحدهما من اللؤلؤ والآخر من الزبرجد ، شبهه بالظبي في ثلاثة أشياء : في كحل العينين وحوة الشفتين ، وحسن الجيد ، ثم أخبر أنه متحل بعقدين من لؤلؤ وزبرجد
6
خذول : أي خذلت أولادها ، تراعي ربربا: أي ترعى معه ، الربرب : القطيع من الظباء وبقر الوحش ، الخميلة : رملة منبتة ، البرير: ثمر الأراك المدرك البالغ ، الواحدة بريرة ، الارتداء والتردي : لبس الدراء يقول : هذه الظبية التي اشبهها الحبيب ظبية خذلت اولادها وذهبت مع صواحبها في قطيع من الظباء ترعى معها في أرض ذات شجر أو ذات رملة منبتة تتناول اطراف الأراك وترتدي بأغصانه ، شبه الشاعر طول عنق الحبيب وحسنه بذلك
7
الألمى : الذي يضرب لون شفتيه إلى السواد ، والانثى لمياء ، والجمع لمي ، والمصدر اللمى ، والفعل لمي يلمى ، البسم والتبسم والابتسام واحد ، كأن منورا يعني اقحوانا منورا ، فحذف الموصوف اجتزاء بدلالة الصفة عليه ، نور النبت خرج نوره فهو منور ، حر كل شيء: خالصة ، الدعص : الكثيب من الرمل ، والجمع الادعاص ، الندى يكون دون الابتلال ، والفعل ندي يندى ندى ، ونديته تندية يقول وتبسم الحبيبة عن ثغر ألمى الشفتين كأنه أقحوان خرج نوره في دعص ند يكون ذلك الدعص فيما بين رمل خالص لايخالطه تراب ، وإنما جعله نديا ليكون الاقحوان غضا ناضرا
8
إياة الشمس وإياها : شعاعها ، اللثة : مغرز الأسنان ، والجمع اللثات ، الإسفاف : إفعال سففت الشيء أسفه سفا ، الإثمد : الكحل ، الكدم : العض . ثم وصف ثغرها فقال : سقاة شعاع الشمس ، أي كأن الشمس أعارته ضوءها . ثم قال : إلا لثاته ، يستثنى اللثات لأنه لا يستحب بريقها . ثم قال : إلا لثاته ، يستثنى اللثات لأنه لا يستحب بريقها . ونساء العرب تذر الإثمد على الشفاه واللثات فيكون ذلك أشد لمعان الأسنان
9
التخدد : التشنج والتغضن يقول : وتبسم عن وجه كأن الشمس كسته ضياءها وجمالها ، فاستعار لضياء الشمس اسم الرداء ، ثم ذكر ان وجهها نقي اللون غير متشنج متغضن . وصف وجهها بكمال الضياء والنقاء والنضارة ، وجر الوجه عطفا على ألمى
10
الاحتضار والحضور واحد ، العوجاء : الناقة التي لا تستقيم في سيرها لفرط نشاطها ، المرقال : مبالغة مرقل من الإرقال : وهو بين السير والعدو يقول : وإني لأمضي همي وأنفذ إرادتي عند حضورها بناقة نشيطة في سيرها تخب حببا وتذمل ذميلا في رواحها واغتدائها ، يريد أنها تصل سير الليل بسير النهار ، وسير النهار بسير الليل ، يقول : وإني لأنفذ همي عند حضوره بإتعاب ناقة مسرعة في سيرها
11
الأمون : التي يؤمن عثارها ، الإران : التابوت العظيم ، نصأتها ، بالصاد ، زجرتها . ونسأتها ، بالسين ، أي ضربتها بالنسأة ، وهي العصا ، اللاحب : الطريق الواضح ، البرجد : كساء مخطط يقول : هذه الناقة الموثقة الخلق يؤمن عثارها في سيرها وعدوها ، وعظامها كألواح التابوت العظيم ، ضربتها بالمنسأة على طريق واضح كأنه كساء مخطط في عرضه
12
الجمالية : الناقة التي تشبه الجمل في وثاقة الخلق ، الوجناء : المكتنزة اللحم ، الرديان : عدو الحمار بين متمرغة وأربه ، السفنجة : النعامة ، تبري: تعرض ، والبري والانبراء واحد كذلك التبري ، الأزعر : القليل الشعر ، الاربد ك الذي لونه لون الرماد يقول : أمضي همي بناقة تشبه الجمل في وثاقة الخلق مكتنزة اللحم تعدو كأنها نعامة تعرض لظليم قليل الشعر يضرب لونه إلى لون الرماد ، شبه عدوها بعدو النعامة في هذه الحال
13
باريت الرجل : فعلت مثل فعله مغالبا له ، العتاق : جمع عتيق ، وهو الكريم ، الناجيات : المسرعات في السير ، الوظيف : ما بين الرسغ إلى الركبة وهو وظيف كله ، المور : الطريق ، المعبد : المذلل ، والتعبيد : التذليل والتأثير يقول : هي تباري إبلا كراما مسرعات في السير وتتبع وظيف رجلها وظيف يدها فوق طريق مذلل بالسلوك والطء بالاقدام والحوافر والمناسم في السير
14
التربع : رعي الربيع والإقامة بالمكان واتخاذه ربعا ، القف : ما غلظ من الارض وارتفع لم يبلغ أن يكون جبلا ، والجمع قفاف ، الشول : النوق التي جفت ضروعها وقلت ألبانها ، الواحدة شائلة ، بالتاء لا غير . ويقال : ناقة شائل وجمل شائل . والشول : الارتفاع ، الارتعاء : الرعي ، الحدائق : جمع حديقة ، وهى كل روضة ارتفعت أطرافها وانخفض وسطها ، والحديقة البستان أيضا ، المولي : الذي أصابه الولي وهو المطر الثاني من أمطار السنة ، سر الوادي وسراته : خيره أفضله كلأ ، والجمع الأسرة الأسرار ، الاغيد : الناعم الخلق ، وتأنيثه غيداء ، والجمع غيد ، ومصدره الغيد ، يقول : رعت هذه الناقة أيام الربيع كلا القفين ، بين نوق جفت ضروعها وقلت ألبانها ترعى في حدائق واد قد وليت أسرتها وهو مع ذلك ناعم التربة . وقوله : حدائق مولي الأسرة ، تقديره حدائق واد مولي الأسرة ، فحذف الموصوف ثقة بدلالة الصفة عليه
15
الريع : الرجوع ، والفعل راع يربع ، الإهابة : دعاة الإبل وغيرها ، يقال أهاب بناقته إذا دعاها ، الاتقاء : الحجز بين شيئين ، يقال : اتقى قرنه بترسه إذا جعل حاجزا بينه وبينه ، وقوله : بذي خصل ، أراد بذنب ذي خصل ، فحذف الموصوف اكتفاء بدلالة الصفة عليه ، والخصل جمع خصلة من الشعر وهي قطعة منه ، الروع : الافزاع ، والروعة فعلة منه ، وجمعها الروعات ، الأكلف : الذي يضرب إلى السواد ، الملبد : ذو وبر متلبد من البول والثلط وغيره ، روعات أكلف أي روعات فحل اكلف ، فحذف الموصوف يقول : هي ذكية القلب ترجع إلى راعيها وتجعل ذنبها حاجزا بينها وبين فحل تضرب حمرته إلى السواد متلبد الوبر ، يريد أنها لايمكنه من ضرابها فلا تلقح ، وإذا لم يصل الفحل إلى ضرابها لم تلقح وإذا لم تلقح كانت مجتمعة القوى وافرة اللحم قوية على السير والعدو
16
المضرحي : الأبيض من النسور ، وقيل : هو العظيم منها ، التكنف : الكون في كنف الشيئ وهو ناحيته ، الحفاف : الجانب ، والجمع الأحفة ، الشك : الغرز ، العسيب : عظم الذنب ، والجمع العسب ، والمسرد والمسراد : الاشفى ، والجمع المسارد والمساريد يقول : كأن جناحي نسر أبيض غرزا بإشفى في عظم ذنبها فصارا في ناحية . شبه الشاعر شعر ذنبها بجناحي نسر أبيض في الباطن
17
قوله : فطورا به ، يعني فطورا تضرب بالذنب ، الزميل : الرديف ، الحشف : الاخلاف التي جف لبنها فتشنجت ، الواحدة حشفة ، الشن : القربة الخلق ، والجمع الشنان ، الذوي : الذبول ، المجدد : الذى جد لبنه أي قطع يقول : تارة تضرب هذه الناقة ذنبها على عجزها خلف رديف راكبها وتارة تضرب على اخلاف متشنجة خلقة كقربة بالية وقد انقطع لبنها
18
النحض : اللحم ، وقوله : بابا منيف ، أى بابا قصر منيف ، فحذف الموصوف ، والمنيف : العالي ، والاناقة العلو ، الممرد : المملس ، ومن قولهم : وجه أمرد وغلام أمرد لا شعر عليه ، وشجرة مرداء لا ورق لها ، والممرد المطول أيضا ، وقد أول تعالى :"صرح ممرد من قوارير" بهما يقول : لهذه الناقة فخذان أكمل لحمهما فشابها مصراعي باب قصر عال مملس أو مطول في العرض
19
الطي : طي البئر ، المحال : فقار الظهر ، الواحدة محالة وفقارة ، الحني : القسي ، الواحدة حنية وتجمع أيضا على حنايا ، الخلوف: الأضلاع ، الواحد خلف ، الأجرنة : جمع جران ، وهو باطن العنق ، اللز : الضم ، الدأي : خرز الظهر والعنق ، الواحدة دأية وتجمع أيضا على الدأيات ، التنضيد مبالغة النضد : وهو وضع الشيئ على الشيئ ، والمنضد أشد من المنضود يقول : ولها فقار مطوية متراصفة متداخلة كأن الأضلاع المتصلة بها نسي ولها باطن عنق ضم وقرن إلى خرز عنق قد نضد على بعض
20
الكناس : بيت يتخذه الوحش في أصل شجرة ، والجمع الكنس ، وقد كنس الوحش يكنس كنسا وكنوسا : دخل كناسه ، الضال : ضرب من الشجر وهو السدر البري ، الواحدة ضالة ، كنفت الشيء : صرت في ناحيته ، أكنفه كنفا ، والكنف الناحية ، والجمع الأكناف ، الأطر : العطف ، والائتطرار الانعطاف ، المؤيد : المقوى ، والتأييد التقوية ، من الأيد والأد وهما القوة ، شبه إبطيها في السعة ببيتين من بيوت الوحش في أصل شجرة ، وشبه أضلاعها بقسي معطوفة يقول : كأن بيتين من بيوت الوحش في أصل ضالة صارا في ناحيتي هذه الناقة وقسيا معطوفة تحت صلب مقوى وسعة الإبط أبعد لها من العثار ، لذلك مدحها بها
21
الافتل : القوي الشديد ، وتأنيثه فتلاء ، السلم : الدلو لها عروة واحدة مثل دلاء السقائين ، الدالج : الذي يأخذ الدلو من البئر فيفرغها في الحوض ، التشدد والاشتداد والشدة واحد . يقال : شد يشد شدة إذا قوي ، والباء في قوله تمر بسلمي للتعدية ويجوز أن تكون يمعنى مع ايضا يقول : لهذه الناقة مرفقان قويان شديدان بائنان عن جنبيها فكأنها تمر مع دلوين من دلاء الدالجين الاقوياء ، شبهها بسقاء حمل دلوين إحداهما بيمناه والاخرى بيسراه فبانت يداه عن جنبيه ، شبه بعد مرفقيها عن جنبيها ببعد هاتين الدلوين عن جنبي حاملهما القوي الشديد
22
القرمد : الآجر ، وقيل هو الصاروج ، الواحدة قرمدة ، الاكتناف : الكون في أكناف الشيء وهي نواحيه ، شبه الناقة في تراضف عظامها وتداخل أعضائها بقنطرة تبنى لرجل رومي قد حلف صاحبها ليحاطن بها حتى ترفع أو تجصص بالصاروخ أو الآجر ، الشيد : الرفع والطلي بالشيد وهو الجص . قوله : كقنطرة الرومي ، أي كقنطرة الرجل الرومي . وقوله: لتكتنفن ، أي والله لتكتنفن
23
العثنون : شعرات تحت لحيها الأسفل ، يقول : فيها صهبة أي حمرة ، القرا : الظهر ، والجمع الأقراء ، الموجدة : المقواة ، والإيجاد التقوية ، ومنه قولهم :بعير أجد أي شديد الخلق ، الوخد والوخدان والوخيد : الذميل والفعل وخد يخد ، المور : الذهاب والمجئ ، والموارة مبالغة المائرة ، وقد مارت تمور مورا فهي مائرة يقول : في عثنونها صهبة وفي ظهرها قوة وشدة ويبعد ذميل رجليها ومور يديها في السير ، ويجوز جر صهابية العثنون على الصفة لعوجاء ويجوز رفعها على أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره : هي صهابية العثنون
24
الإمرار : إحكام الفتل الشزر : ما أدير عن الصدر ، والنظر الشزر والطعن الشزر ما كان في أحد الشقين ، الإجناح : الإمالة ، والجنوح الميل ، السقف والسقيف واحد ، والجمع سقوف ، المسند : الذي أسند بعضه إلى بعض
25
الجنوح مبالغة الجانحة : وهي التي تميل في أحد الشقين لنشاطها في السير ، الدفاق : المندفقة في سيرها أي المسرعة غاية الإسراع ، العندل : العظيمة الرأس ، الإفراع : التعلية ، يقال : فرعت الجبل أفرعة فرعا إذا علوته ، وتفرعته أيضا وأفرعته غيري أي جعلته يعلوه ، المعالاة والإعلاء والتعلية واحد ، والتصعيد مثلها يقول : هذه الناقة شديدة الميلان عن سمت الطريق لفرط نشاطها في السير مسرعة غاية الإسراع عظيمة الرأس وقد عليت كتفاها في خلق معلى مصعد ، وقوله : في معالي ، يريد في خلق معالي أو ظهر معالي ، فحذف الموصوف اجتزاء بدلالة الصفة عليه ، ويجوز في الجنوح الرفع والجر
26
العلب : الأثر ، والجمع العلوب ، وقد علبت الشيء علبا إذا أثرت فيه ، النسع : سير كهيئة العنان تشد به الأحمال ، وكذلك النسعة ، والجمع الانساع والنسوع والنسع ، المورد وهو الماء الذي يورد ، الخلقاء : الملساء ، والأخلق الأملس ، وأراد من خلقاء ، أي من صخرة خلقاء ، فحذف الموصوف ، القردد : الأرض الغليظة الصلبة التي فيها وهاد ونجاد . يقول : كأن آثار النسع في ظهر هذه الناقة وجنبيها نقر فيها ماء من صخرة ملساء في أرض غليظة متعادية فيها وهاد ونجاد . شبه الشاعر آثار النسع أو الانسان بالنقر التي فيها الماء في بياضها ، وجعل جنبها صلبا كالصخرة الملساء ، وجعل خلقها في الشدة والصلابة كالأرض الغليظة
28-27
الأتلع : الطويل العنق ، النهاض : مبالغة الناهض ، البوصي : ضرب من السفن ، السكان : ذنب السفينة يقول : هي طويلة العنق فإذا رفعت عنقها أشبه ذنب السفينة في دجلة تصمد . قوله : إذا صعدت به ، أى بالعنق ، والباء للتعدية ، جعل عنقها طويلا سريع النهوض ، ثم شبه في الارتفاع والانتصاب بسكان السفينة في حال جريها في الماء
 
29
الوعي : الحفظ والاجتماع والانضمام ، وهو في البيت على المعنى الثاني ، الحرف : الناحية ، والجمع الأحرف والحروف يقول : ولها جمجمة تشبه العلاة في الصلابة فكأنما انضم طرفها إلى حد عظيم يشبه المبرد في الحدة والصلابة ، الملتقى : موضع الالتقاء وهو طرف الجمجمة لأنه يلتقي به فراش الرأس
30
قوله : كقرطاس الشآمي يعني كقرطاس الرجل الشآمي ، فحذف الموصوف اكتفاء بدلالة الصفة عليه ، المشفر للبعير : بمنزلة الشفة للانسان ، والجمع الشافر ، السبت : جلود البقر المدبوغة بالقرط ، وقوله : كسبت اليماني ، يريد كسبت الرجل اليماني ، التجريد : اضطراب القطع وتفاوته شبه خدها في الانملاس بالقرطاس ومشفرها بالسبت في اللين واستقامة القطع
31
الماوية : المرآة ، الاستكنان : طلب الكن ، الكهف : للغار ، الحجاج : العظم المشرف على العين الذي هو منبت شعر الحاجب ، والجمع الأحجة ، القلت : النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء ، والجمع القلات ، المورد : الماء . هنا يقول : لها عينان تشبهان مرآتين في الصفاء والنقاء والبريق وتشبهان ماء في القلت في الصفاء ، وشبه عينيها بكهفين في غورهما ، وحجاجيها بالصخرة في الصلابة ، قوله : حجاجي صخرة أي حجاجي من صخرة ، كقولهم : باب حديد أي باب من حديد
32
يقول : عيناها تطرحان وتبعدان القذى عن أنفسهما ، ثم شبههما بعيني بقرة وحشية لها ولد وقد أفزعها صائد أو غيره ، وعين البقرة الوحشية في هذه الحالة أحسن ما تكون
33
التوجس التسمع ، السرى : سير الليل ، الهجس : الحركة التنديد ك رفع الصوت يقول : ولها أذنان صادقتا الاستماع في حال سير الليل لا يخفى عليهما السر الخفي ولا الصوت الرفيع
34
التأليل : التحديد والتدقيق من الآلة وهي الحربة وجمعها آل وإلال ، وقد أله يؤله ألا إذا طعنه بالالة ، والدقة والحدة تحمدان في آذان الإبل ، العتق : الكريم والنجابة ، السامعتان : الأذنان ، الشاة : الثور الوحشي ، حومل : موضع بعينه يقول : لها أذنان محددتان تحديد الالة تعرف نجابتها فيهما وهما كأذني ثور وحشي منفرد في الموضع المعين ، وخص المفرد لأنه اشد فزعا وتيقظا واحترازا
35
الأروع : الذي يرتاع بكل شيء لفرط كائه، النباض : الكثير الحركة ، مبالغة النابض من نبض ينبض نبضانا ، الأحذ: الخفيف السريع ، الململم : المجتمع الخلق الشديد الصلب ، المرداة : الصخرة التي تكسر بها الصخور، الصفيحة : الحجر العريض ، والجمع الصفائح والصفيح ، المصمد : المحكم الموثق . يقول : لها قلب يرتاع لادنى شيء لفرط ذكائه ، وهو سريع الحركة خفيف صلب مجتمع الخلق يشبه صخرة تكسر بها الصخور في الصلابة فيما بين اضلاع تشبه حجارة عراضا محكمة ، شبه القلب بين الاضلاع بحجر صلب بين حجارة عراض . وقوله : كمرداة صخر ، أى كمرداة من صخر . مثل قولهم : هذا ثوب خز ، وقوله : في صفيح ، أى فيما بين صفيح ، والمصمد نعت للصفيح على لفظه دون معناه
36
الاعلم المشقوق الشفة العليا ، المخروت : المثقوب ، والخرت الثقب ، المارن : ما لان من الانف يقول : ولها مشفر مشقوق ومارن انفها مثقوب وهي عندما ترمي الارض بأنفها ورأسها تزداد في سيرها
37
الإرقال : دون العدو وفوق السير ، الإحصاد : الإحكام والتوثيق يقول : هي مذللة مروضة فإن شئت اسرعت في سيرها ، وإن شئت لم تسرع مخافة سوط ملوى من الجلد موثوق
38
المساماة : المباراة في السمو وهو العلو ، الكور : الرحل بأداته ، والجمع الاكوار والكيران ، وواسط له كالقربوس للسرج ، العوم : السباحة ، والفعل عام يعوم عوما ، الضبع : العضد ، النجاء : الإسراع ، الخفيدد : الظليم ، ذكر النعام يقول : إن شئت جعلت رأسها موازنا لواسط رحلها في العلو من فرط نشاطها وجذبي زمامها إلى وأسرعت في سيرها حتى كأنها تسبح بعضديها إسراعا مثل إسراع الظليم
39
يقول : على مثل هذه الناقة امضي في أسفاري حين بلغ الأمر غايته ، يقول صاحبي : ألا ليتني افديك من مشقة هذه الشقة فأخلصك منها وأنجي نفسي
40
خاله : أي ظنه ، والخيلولة الظن ، المرصد : الطريق ، والجمع المراصد ، وكذلك المرصاد . يقول : وارتفعت نفسه أي زال قلبه عن مستقره لفرط خوفه فظنه هالكا وإن أمسى على غير الطريق يقول: إن صعوبة هذه الفلوت جعلته يظن أنه هالك وإن لم يكن على طريق يخاف قطاع الطريق
41
يقول : إذا القوم قالوا من فتى يكفي مهما أو يدفع شرا ؟ فعلت أنني المراد بقولهم فلم اكسل في كفاية الهم ودفع الشر ولم أتبلد الميما ، وعنيت من قولهم عني يعنى عنيا بمعنى اراد ، ومنه قولهم : يعني كذا أي يريده ، وايش تعني بهذا أي ايش تريد بهذا ، ومنه خنى وهو المراد ، والجمع المعاني
42
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة طرفة بن العبد Empty
مُساهمةموضوع: رد: معلقة طرفة بن العبد   معلقة طرفة بن العبد Emptyالسبت 16 يناير 2016, 4:59 am

الإحالة : الإقبال هنا ، القطيع : السوط ، الإجذام : الإسراع في السير ، الآل : مايرى شبه السراب طرفي النهار ، والسراب ما كان نصف النهار ، الأمعز: مكان يخالط ترابه حجارة أو حصى ، وإذا حمل على الأرض أو البقعة قيل العزاء ، والجمع الأماعز يقول : أقبلت على الناقة أضربها بالسوط فأسرعت في السير في حال خيب آل الأماكن التي اختلطت تربتها بالحجارة والحصى
43
الذيل : التبختر ، والفعل ذال يذيل ، الوليدة : الصبية والجارية ، وهي في البيت بمعنى الجارية ، السحل : الثوب الابيض من القطن وغيره يقول : فتبخترت هذه الناقة كما تتبختر جارية ترقص بين يدي سيدها فتريه ذيل ثوبها الابيض الطويل في رقصها ، شبه الشاعر تبخترها في السير بتبختر الجارية في الرقص ، وشبه طول ذنبها بطول ذيلها
44
الحلال : مبالغة الحال من الحلول ، التلعة : ما ارتفع من مسيل الماء وانخفض عن الجبال أو قرار الأرض ، والجمع التلعات والتلاع ، الرفد والأرفاد : الإعانة ، والاسترفاد الاستعانة يقول : أنا لاأحل التلاع مخافة حلول الأضياف بي أو غزو الأعداء اياي ولكني أعين القوم إذا استعانوا بي إما في قرى الأضياف ، واما في قتال الأعداء والحساد
45
البغاء : الطلب ، والفعل بغى يبغي ، الحلقة تجمع على الحلق بفتح الحاء واللام وهذا من الشواذ ، وقد تجمع على الحلق مثل بدرة وبدر وثلة وثلل ، الحانوت : بيت الخمار ، والجمع الحوانيت ، الاصطياد : الاقتناص يقول : وإن تطلبني في محفل القوم تجدني هناك ، وان تطلبني في بيوت الخمارين تصطدني هناك يريد أنه يجمع بين الجد والهزل
46
الصمد : القصد ، والفعل صمد يصمد ، والتصميد مبالغة الصمد يقول : وإن اجتمع الحي للافتخار تلاقني أنتمي وأعتزي إلى ذروة البيت الشريف أي إلى اعلى الشرف يريد أنه أوفاهم حظا من الحسب وأعلاهم سهما من النسب ، قوله : تلاقني إلى ، يريد أعتزي إلى فحذف الفعل لدلالة الحرف عليه
47
الندامى : وجمع الندمان وهو النديم ، وجمع النديم ندام وندماء ، وصفهم بالبياض تلويحا إلى انهم احرار ولدتهم حرائر ولم تعرف الإماء فيهم فتورثهم ألوانهن ، أو وصفهم بالبياض لاشراق أولوانهم وتلألؤ غررهم في الأندية والمقامات إذ لم يلحقهم عار يعيرون به فتتغير ألوانهم لذلك ، أو وصفهم بالبياض لنقائهم من العيوب ، لأن البياض يكون نقيا من الدرن والوسخ ، أو لاشتهاهِم ، لأن الفرس الأغر مشهور فيما بين الخيل ، والمدح بالبياض في كلام العرب لايخرج من هذه الوجوه ، القينة : الجارية المغنية ، والجمع القينات والقيان ، المجسد : الثوب المصبوغ بالجساد والزعفران ، ويقال بل الثوب الذي أشبع صبغة فيكاد يقوم من إشباع صبغة ، والمجسد لغة فيه ، وقال جماعة من الأئمة : بل المجسد الثوب الذي يلي الجسد ، والمجسد ما ذكرنا ، والجمع المجاسد يقول : نداماي احرار كرام تتلالأ ألوانهم وتشرق وجوههم ومغنية تأتينا رواحا لابسة بردا أو ثوبا مصبوغا بالزعفران أو ثوبا مشبع الصبغ
48
الرحب والرحيب واحد ، والفعل رحب رحبا ورحابة ورحبا ، قطاب الجيب : مخرج الرأس منه ، الغضاضة : نعومة البدن ورقة الجلد ، والفعل غض يغض ورض يبض ، المنجرد : حيث تجرد أي تعرى يقول : هذه القينة واسعة الجيب لإدخال الندامى ايديهم في جيبها للمسها . ثم قال : هي رقيقة على جس الندامى إياها ، وما يعرى من جسدها ناعم اللحم رقيق الجلد صافي اللون ، والجس : اللمس ، والفعل جس يجس جسا
49
اسمعينا : أى غنينا ، البري والانبراء والتبرى : الاعتراض للشيء والأخذ فيه ، على رسلها : أي على تؤدتها ووقارها ، المطروقة : التي بها ضعف ، ويروى مطروفة ، وهى التى اصيب طرفها بشيء أي كأها أصيب طرفها لفتور نظرها يقول : إذا سألناها الغناء عرضت تغنينا متئدة في غنائها على ضعف نغمتها لا تشدد فيها ، أراد لم تشدد فحذف إحدى التاءين استثقالا لهما في صدر الكلمة ومثله تنزل الملائكة ، نارا تلظى ، وأنت عنه تلهى ، وما أشبه ذلك
50
الترجيع : ترديد الصوت وتغريده ، الظئر : التي لها ولد ، والجمع الاظآر ، الربع من ولد الأبل : ما ولد في اول النتاج ، الردى :الهلاك ، والفعل ردي يردى ، والإرداء الاهلاك ، والتردي مثل الردى يقول : إذا طربت في صوتها ورددت نغمتها حسبت صوتها اصوات نوق تصيح عند جؤارها على هالك ، شبه الشاعر صوتها بصوتهن في التحزين ، ويجوز أن تكون الاظآر النساء ، والربع مستعار لولد الانسان ، فشبه صوتها في التحزين والترقيق بأصوات النوادب والنوائح على صبي هالك
51
التشراب : الشرب ، وتفعال من أوزان المصادر مثل التقتال بمعنى الفتل والتنقاد بمعنى النقد ، الطريف والطارف : المال الحديث ، التليد والتلاد والمتلد : المال القديم الموروث يقول : لم أزل أشرب الخمر وأشتغل باللذات وبيع الاعلاق النفيسة وإتلافها حتى كأن هذه الأشياء لي بمنزلة المال المستحدث والموروث ، يريد انه التزم القيام بهذه الأشياء لزوم غيره القيام باقتنائه المال كإصلاحه
52
التحامي : التجنب والاعتزال ، البعير المعبد : المذلل المطلي بالقطران ،والبعير يستلذ ذلك فيذل له يقول : فتجنبتني عشيرتي كما يتجنب البعير المطلي بالقطران وأفردتني لما رأت أني لا أكف عن إتلاف المال والاشتغال باللذات
53
الغبراء : صفة الأرض جعلت كالاسم لها ، الطراف : البيت من الأدم ، والجمع الطروف وكنسى بتمديده عن عظمه يقول : لما أفردتني العشيرة ، رأيت الفقراء الذين لصقوا بالأرض من شدة الفقر لا ينكرونني لاستطابتهم صحبتي ومنادمتي يقول : إن هجرتني الاقارب وصلتني الأباعد ، وهم الفقراء والاغنياء ، فهؤلاء لطلب المعروف وهؤلاء لطلب العلم
54
الوعى أصله الابطال في الحرب ثم جعل اسما للحرب ، الخلود : البقاء والفعل يخلد ، والإخلاد والتخليد والإبقاء يقول : ألا أيها الانسان الذي يلومني على حضور الحرب وحضور اللذات هل تخلدني إن كففت عنها؟ اسطاع يسطيع : لغة في استطاع يقول : فإن كنت لا تسطيع أن تدفع موتي عني فدعني أبادر الموت بإنفاق أملاكي ، يريد أن الموت لابد منه فلا معنى للبخل بالمال وترك اللذات
55
الجد : الحظ والبخت ، والجمع الجدود ، وقد جد الرجل يجد جدا فهو جديد ، وجد يجد جدا فهو مجدود إذا كان ذا جد ، وقد أجده الله إجدادا جعله ذا جد ، وقوله وجدك قسم ، الحفل : المبالاة ، العود : جمع عائد من العيادة يقول : فلولا حبي ثلاث خصال هن من لذة الفتى الكريم لم أبال متى أقام عودي من عندي آيسين من حياتي أي لم أبال متى مت
56
يقول : إحدى تلك الخلال أني أسبق العواذل بشربة من الخمر كميت اللون متى صب الماء عليها أزبدت ، يريد أنه يباكر شرب الخمر قبل انتباه العواذل
57
الكر : العطف ، والكرور : الانعطاف ، المضاف : الخائف والمذعور ، والمضاف الملجأ ، المحنب الذي في يده انحناء ، السيد : الذئب ، والجمع السيدان ، الغضا : شجر يقول : والخصلة الثانية عطفي إذا ناداني اللاجئ إلي والخائف عدوه مستغيثا إياي فرسا في يده إنحناء يسرع في عدوه إسراع ذئب يسكن فيما بين الغضا إذا نبهته وهو يريد الماء ، جعل الخصلة الثانية إغاثته المستغيث وإعانته اللاجئ إليه ، فقال : أعطف في إغاثته فرسي بذئب اجتمع له ثلاث خلال : إحداها كونه فيما بين الغضا ، وذئب الغضا أخبث الذئاب ، والثانية إثارة الإنسان إياه ، والثالثة وروده الماء ، وهما يزيدان في شدة العدو
58
قصرت الشيء : جعلته قصيرا ، الدجن : إلباس الغيم آفاق السماء . البهكنة : المرأة الحسنة الخلق السمينة الناعمة ، المعمد : المرفوع بالعمد يقول : والخصلة الثالثة أني أقصر يوم الغيم بالتمتع بامرأة ناعمة حسنة الخلق تحت بيت مرفوع بالعمد ، جعل الخصلة الثالثة استمتاعه بجبائبه ، وشرط تقصير اليوم لأن أوقات اللهو والطرب أفضل الأوقات ، ومنه قول الشاعر : شهور ينقضين وما شعرنا بأنصاف لهن ولا سرار وقوله : والدجن معجب أي يعجب الانسان
59
البرة : حلقة من صفر أو شبه أو غيرهما تجعل في أنف الناقة ، والجمع البري والبرات والبرون في الرفع والبرين في النصب والجر ، استعارها للاسورة والخلاخيل ، الدملج والدملوج : المعضد ، والجمع الدمالج والدماليج ، العشر والخروع : ضربان من الشجر ، التخضيد : التشذيب من الأغصان والأوراق ، والعشر وصف البهكنة يقول : كأن خلاخيلها وأسورتها ومعاضدها معلقة على أحد هذين الضربين من الشجر ، وجعله غير مخضد ليكون أغلظ ؛ شبه ساعديها وساقيها بأحد الشجرين في الامتلاء والنعومة والضخامة
60
يقول : أنا كريم يروي نفسه أيام حياته بالخمر ، ستعلم إن متنا غدا أينا العطشان ، يريد أن يموت ريان وعاذله يموت عطشان
61
النحام الحريص على الجمع والمنع ، الغوي : الغاوي الضال ، والغي والغواية الضلالة ، وقد غوى يغوى يقول : لا فرق بين البخيل والجواد بعد الوفاة فلم أبخل بأعلاقي ، فقال : أرى قبر البخيل والحريص بماله كقبر الضال في بطالته المفسد بماله
62
الجثوة : الكرومة من التراب وغيره ، والجمع الجثى ، التنضيد : مبالغة النضد يقول : أى قبري البخيل والجواد كومتين من التراب عليهما حجارة عراض صلاب فيما بين قبور عليها حجارة عراض قد نضدت
63
الاعتيام : الاختيار ، العقائل : كرائم المال والنساء ، الواحدة عقيلة ، الفاحش : البخيل يقول : أرى الموت يختار الكرام بالإفناء ، ويصطفي كريمة مال البخيل المتشدد بالابقاء ، وقيل : بل معناه أن الموت يعم الأجواد والبخلاء فيصطفي الكرام وكرائم اموال البخلاء ؛ يريد أنه لا تخلص منه لواحد من الصنفين ، فلا يجدي البخل على صاحبه بخير فالجود أحرى لأنه أحمد
64
شبه البقاء بكنز ينقص كل ليلة ، وما لا يزال ينقص فان مآله إلى النفاد ، فقال : وما تنقصه الأيام والدهر ينفد لا محالة . فكذلك العيش صائر إلى النفاد والنفود الفناء ، والفعل نفد ينفد ، والانفاد الافناء
65
العمر والعمر بمعنى ولا يستعمل في القسم إلا بفتح العين قوله : ما أخطأ الفتى ، فما مع الفعل هنا بمنزلة مصدر حل محل الزمان ، نحو قولهم : آتيك خفوق النجم ومقدم الحاج أي وقت خفوق النجم ووقت مقدم الحاج ، الطول : الحب الذي يطول للدابة فترعى فيه ، الارخاء : الارسال ، الثني : الطرف ، والجمع الأثناء يقول : أقسم بحياتك أن الموت في مدة إخطائه الفتى ، أي مجاوزته إياه ، بمنزلة حبل طول للدابة ترعى فيه وطرفاه بيد صاحبه ، يريد أنه لا يتخلص منه كما أن الدابة لا تفلت ما دام صاحبها آخذا بطرفي طولها . ولما جعل الموت قاد الفتى لهلاكه ومن كان في حبل الموت انقاد لقوده
66
النأي والبعد واحد فجمع بينهما للتأكيد وإثبات القافية ، كقول الشاعر : وهند أتى من دونها النأي والبعد يقول : فما لى أراني وابن عمي متي تقربت منه تباعد عني ؟ يستغرب هجرانه إياه مع تقربه هو منه
67
يلومني مالك وما أدري ما السبب الداعي الى لومه إياي كما لامني هذا الرجل في القبيلة ، يريد أن لومه إياه ظلم صراح كما كان لوم إياه كذلك
68
الرمس : القبر وأصله الدفن ، ألحدت الرجل : جعلت له لحدا يقول : فنطني مالك من كل خير رجوته منه حتى كأنا وضعنا ذلك الطلب إلى قبر رجل مدفون في اللحد ، يريد أنه أيأسه من كل خير طلبه كما أن الميت لا يرجى خيره
69
النشدان : طلب المفقود ، الاغفال : الترك ، الحمولة : الابل التي تطيق أن يحمل عليها ، معبد : أخوه ، يقول : يلومني على غير الشيء قلته وجناية جنيتها ولكنني طلبت ابل أخي ولم أتركها فنقم ذلك مني وجعل يلومني ، وقوله : غير انيي ، استثناء منقطع تقديره ولكنني
70
القربى : جمع قربة ، وقيل هو اسم من القرب والقرابة ، وهو أصح القولين النكيثة : المبالغة في الجهد وأقصى الطاقة ، يقال : بلغت نكيثة البعير أقصى ما يطيق من السير يقول: وقربت نفسي بالقرابة التى ضمن حبلها ونظمنا خيطها ، وأقسم بحظك وبخطتك أنه متى حدث له أمر يبلغ فيه غاية الطاقة ويبذل فيه المجهود أحضره وأنصره
71
الجلى : تأنيث الاجل ، وهي الخطة العظيمة ، والجلاء بفتح الجيم والمد لغة فيها ، الحماة : جمع الحامي من الحماية يقول : وان دعوتني للامر العظيم والخطب الجسيم أكن من الذين يحمون حريمك ، وان يأت الاعداء لقتالك أجهد في دفعهم عنك غاية الجهد ، والباء في قوله بالجهد زائدة
72
القذع : الفحش ، العرض : موضع المدح والذم من الانسان ، قاله ابن دريد ، وقد يفسر بالحسب ، والعرض النفس ، ومنه قول حسان : فأن ابي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء أي نفسي فداء ، والعرض : العرق وموضع العرق ، والجمع الاعراض في جميع الوجوه ، التهدد والتهديد : واحد ، القذف : السب يقول : وان أساء الاعداء القول فيك وأفحشوا الكلام أوردتهم حياض الموت قبل أن أهددهم ، يريد أنه يبيدهم قبل تهديدهم أي لا يشتغل بتهديدهم بلإهلاكهم ، ومن روى بشرب فهو النصيب من الماء ، والشرب ، بضم الشين مصدر شرب ، يريد أسقهم شرب حياض الموت ، فالباء زائدة والمصدر بمعنى المفعول والاضافة بتقدير من
73
يقول : أجفى وأهجر وأضام من غير حدث اساءة أحدثته ، ثم أهجى وأشكى وأطردكما يهجى من احدث اساءة وجر جريرة وجنى جناية ويشكى ويطرد ، والشكاية والشكوى والشكية والشكاة واحد والمطرد بمعنى الاطراد ، وأطردته صيرته طريدا
74
يقول فلو كان ابن عمي غير مالك لفرج كربي ولأمهلني زمانا اذا ملأ صدره ، والكربة اسم منه ، والجمع كرب ، الإنظار : الإمهال والنظرة اسم بمعنى الإنظار
75
خنقت الرجل خنقا : عصرت حلقه ، التسآل : السؤال يقول : ولكن ابن عمي رجل يضيق الامر علي حتى كأنه يأخذ علي متنفسي على حال شكري اياه وسؤالي عوارفه وعفوه أو كنت في حال افتدائي نفسي منه . يقول هو لا يزال يضيق الامر علي سواء شكرته على آلائه او سألته بره وعطفه او طلبت تخليص نفسي منه
76
مضني الأمر وأمضني : بلغ من قلبي وأثر في نفسي تهييج الحزن والغضب يقول : ظلم الأقارب أشد تأثيرا في تهييج نار الحزن والغضب من وقع السيف القاطع المحدد أو المطبوع بالهند ، الحسام : فعال من الحسم وهو القطع
77
ضرغد : الجبل يقول : خل بيني وبين خلقي وكلني الى سجيتي فإني شاكر لك وان بعدت غاية البعد حتى ينزل بيتي عند هذا الجبل الذي سمي بضرغد ، وبينهم وبين ضرغد مسافة بعيدة وشقة شاقة وبينونة بليغة
78
هذان سيدان من سادات العرب مذكوران بوفور المال ونجابة الأولاد ، وشرف النسب وعظم الحسب يقول : لو شاء الله بلغني منزلتهما وقدرهما
79
يقول : فصرت حينئذ صاحب مال كثير وزارني بنون موصوفون بالكرم والسؤدد لرجل مسود يعني به نفسه ، والتسويد مصدر سودته فساد يقول : لو بلغني الله منزلتهما لصرت وافر المال ، كريم العقب ، وهو الولد
80
الضرب : الرجل الخفيف اللحم يقول: أنا الضرب الذي عرفتموه ، والعرب تتمدح بخفة اللحم لأن كثرته داعية إلى الكسل والثقل وهما يمنعان من الاسراع في دفع الملمات وكشف المهمات ، ثم قال : وانا دخال في الأمور بخفة وسرعة . شبه الشاعر تيقظة وذكاءه ذهنه بسرعة حركة رأس الحية وشدة توقده
81
لا ينفك : لايزال ، وما انفك مازال ، البطانة: نقيض الظهارة ، العضب السيف القاطع ، شفرتا السيف : حداه ، والجمع الشفرات والشفار يقول : ولقد حلفت أن لايزال كشحي لسيف قاطع رقيق الحدين طبعته الهند بمنزلة البطانة للظهارة
82
الانتصار : الانتقام ، المعضد : سيف يقطع به الشجر ، العضد قطع الشجر والفعل عضد يعضد يقول : لايزال كشحي بطانة لسيف قاطع اذا ما قمت منتقما به من الأعداء كفت الضربة الأولى به الضربة الثانية فيغني البدء عن العود ، وليس سيفا يقطع به الشجر ، نفى ذلك لأنه من أردا السيوف
83
أخي يقة : يوثق به ، أي صاحب ثقة ، الثني : الصرف ، والفعل ثنى ينثني والانثناء الانصراف ، الضريبة ما يضرب بالسيف ، والرمية : ما يرمى بالسهم ، الجمع الضرائب والرمايا ، مهلا : أي كف ، قدي وقدني : أي حسبي ، وقد جمعهما الراجز في قوله : قدني من نصر الحبيبين قدي يقول : هذا السيف سيف يوثق بمضائه كالأخ الذي يوثق بإخائه لا ينصرف عن ضريبة أي لا ينبو عما ضرب به ، إذا قيل لصاحبه كف عن ضرب عدوك قال مانع السيف وهو صاحبه : حسبي فإني قد بلغت ما أردت من قتل عدوي ، يريد أنه ماض لا ينبو عن الضرائب فاذا ضرب به صاحبه أغنته الضربة الأولى عن غيرها
84
ابتدر القوم السلاح: استبقوه ، المنيع : الذي لايقهر ولا يغلب ، بل بالشيء يبل به بلا إذا ظفر به . يقول : إذا استبق القوم اسلحتهم وجدتني منيعا لا أقهر ولا أغلب اذا ظفرت يدي بقائم هذا السيف
85
البرك : الإبل الكثيرة الباركة ، الهجود : جمع هاجد وهو النائم ، رقد هجد يهجد هجودا ، مخافتي : مصدر مضاف إلى المفعول ، بواديها : أوائلها وسوابقها يقول : ورب إبل كثيرة باركة قد أثارتها عن مباركها مخافتها إياي في حال مشيي مع سيف قاطع مسلول من غمده ، يريد أنه أراد أن ينحر بعيرا منها فنفرت منه لتعودها ذلك منه
86
الكهاة والجلالة : الناقة الضخمة السمينة ، الخيف : جلد الضرع وجمعه أخياف ، العقيلة : كريمة المال والنساء ، والجمع العقائل ، الوبيل : العصا الضخمة ، اليلندد والألندد والألد : الشديد الخصومة ، وقد لد الرجل يلد لددا صار شديد الخصومة ، وقد لددته ألده لدا غلبته بالخصومة يقول : فمرت بي في حال إثارة مخافتي إياها ناقة ضخمة لها جلد الضرع ، وهي كريمة مال شيخ قد يبس جلده ونحل جسمه من الكبر حتى صار كالعصا الضخمة يبسا ونحولا وهو شديد الخصومة ، قيل : أراد به أباه ، يريد أنه نحر كرائم مال أبيه لندمائه ، قيل : بل أراد غيره ممن يغير هو على ماله ، والقول الأول أحراهما بالصواب
87
تر : أي سقط ، المؤيد : الداهية العظيمة الشديدة يقول : قال هذا الشيخ في حال عقري هذه الناقة الكريمة وسقوط وظيفها وساقها عند ضريبي إياها بالسيف : ألم تر أنك أتيت بداهية شديدة بعقرك مثل هذه الناقة الكريمة النجيبة
88
يقول : قال هذا الشيخ للحاضرين : أي شيء ترون أن يفعل لشارب خمر اشتد بغيه علينا عن تعمد وقصد ؟ يريد أنه استشار أصحابه في شأني وقال : ماذا نحتال في دفع هذا الشارب الذي يشرب الخمر ويبغي علينا بعقر كرائم أموالنا ونحرها متعمدا قاصدا ؟ والباء في قوله بشارب صلة محذوف تقديره أن يفعل ونحوه
89
ذروه : دعوه ، والماضي غير مستعمل عند جمهور الأئمة اجتزاء بترك منهما ، وكذلك اسم الفاعل والمفعول لاجتزائهم بالتارك والمتروك ، الكف : المنع والامتناع ، كفه فكف ، والمضارع منهما يكف يقول : ثم استقر راي الشيخ على أن قال دعوا طرفة : إنما نفع هذه الناقة له . أو أراد هذه الأبل له لأنه ولدي الذي يرثني وإلا تردوا وتمنعوا ما بعد هذه الأبل من الندود يزدد طرفة من عقرها ونحرها أراد أنه أمرهم برد ما ند لئلا أعقر غير ماعقرت
90
الإماء : جمع أمة ، الامتلال والملل : جعل الشيء في الملة وهي الجمر والرماد الحار، الحوار للناقة بمنزلة الولد للانسان يعم الذكر والأنثى ، السديف : السنام ، وقيل قطع السنام ، المسرهد : المربى ، والفعل سرهد يسرهد سرهدة يقول: فظل الإماء يشوين الولد الذي خرج من بطنها تحت الجمر والرماد الحار ويسعى الخدم علينا بقطع سنامها المقطع ، يريد أنهم أكلوا أطايبها وأباحوا غيره للخدم ، وذكر الحوار دال على أنها كانت حبلى وهي من أنفس الابل عندهم
91
لما فرغ من تعداد مفاخرة أوصى ابنه أخية ، ومعبد أخوه ، فقال : إذا هلكت فأشيعي خبر هلاكي بثنائي الذي أستحقه واستوجبه وشقي جيبك علي ، يوصيها بالثناء عليه والبكاء ، النعي : اشاعة خبر الموت ، والفعل نعى ينعي ، أهله : أي مستحقة ، كقوله تعالى "وكانوا أحق بها وأهلها"
92
يقول ¨: ولاتسوي بيني وبين رجل لا يكون همه مطلب المعالي كهمي ، ولا يكفي المهم والملم كفايتي ، ولايشهد الوقائع مشهدي ، والهم أصله القصد ، يقال : هم بكذا أي قصد له ، ثم يجعل الهم والهمة اسما لداعية النفس الى العلى ، الغناء : الكفاية ، المشهد في البيت بمعنى الشهود وهو الحضور ، أي ولا يغني غناء مثل غنائي ولا يشهد الوقائع شهودا مثل شهودي يقول : لا تعدلي بي من لايساويني في هذه الخلال فتجعلي الثناء عليه كالثناء علي ، والبكاء علي كالبكاء عليه
93
البطء : ضد العجلة ، والفعل بطؤ يبطأ ، الجلى : الأمر العظيم ، الخنا : الفحش ، جمع الكف ، يقال : ضربة بجمع كفه إذا ضربه بها مجموعة ؛ والجمع الأجماع ، التلهيد : مبالغة اللهد وهو الدفع بجمع الكف ، يقال : لهذه يلهد لهذا . والبيت كله من صفة من يهني ابنه أخيه أن تعدل غيره به يقول : ولا تجعليني كرجل يبطأ عن الأمر العظيم ويسرع إلى الفحش وكثيرا ما يدفعه الرجمال بأجماع أكفهم فقد ذل غاية الذل
94
الوغل : أصله الضعيف ثم يستعار للئيم يقول : لو كنت ضعيفا من الرجال لضرتني معاداة ذي الأتباع والمنفرد الذى لا أتباع له إياي ، ولكنني قوي منيع لا تضرني معاداتهم اياي ، ويروى : وغدا ، وهو اللئيم
95
الجراءة والجرأة واحد ، والفعل جرؤ يجرؤ ، والنعت جريء ، وقد جرأه على كذا أي شجعه ، المحتد : الأصل يقول : ولكن نفى عني مباراة الراجال ومجاراتهم شجاعتي وإقدامي في الحروب وصدق صريمتي وكرم أصلي
96
الغمة والغم واحد ، وأصل الغم التغطية ، والفعل غم يغم ، ومنه الغمام لأنه يغم السماء أي يغطيها ، ومنه الأغم والغماء ، لأن كثرة الشعر تغطي الجبين والقفا يقول: أقسم ببقائك ما يغم أمري رأي ، أي ما تغطي الهموم رأي في نهاري ، ولا يطول علي ليلي حتى كأنه صار دائما سرمدا . وتلخيص المعنى أنه تمدح بمضاء الصريمة وذكاء العزيمة . ويقول : لا تغمني النوائب فيطول ليلي ويظلم نهاري
97
العراك والمعاركة : القتال ، وأصلهما من العرك وهو الدلك ، لحفاظ : المحافظة على من تجب المحافظة عليه من حماية الحوزة والذب عن لحريم ودفع الذم على الأحساب يقول : ورب يوم حبست نفسي عن القتال والفزعات وتهدد الاقران محافظة على حسبي
98
الموطن : الموضع ، الردى الهلاك ، والفعل ردي يردى ، والإرداء الاهلاك ، الاعتراك والتعارك واحد ، الفرائص : جمع فريصة وهي لحمة عند مجمع الكنف ترعد عن الفزع يقول : حبست نفسي في موضع من الحرب يخشى الكريم هناك الهلاك ومتى تعترك الفرائص فيه أرعدت من فرط الفزع وهول المقام
99
ضبحت الشيء: قربته من النار حتى أثرت فيه ، أضبحة ضبحا ، الحوار والمحاورة : مراجعة الحديث ، وأصله من قولهم . حار يحور إذا رجع ومنه قول لبيد : وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع نظرت : أي انتظرت ، والنظر الانتظار ، ومنه قوله تعالى: " انظرونا نقتبس من نوركم "، استودعته وأودعته واحد ، المجمد : الذي لا يفوز وأصله من الجمود يقول : ورب قدح أصفر قد قرب من النار حتى أثرت فيه ، وإنما فعل ذلك ليصلب ويصفر ، انتظرت مراجعته أي انتظرت فوزه أو خيبته ونحن مجتمعون على النار له ، وأودعت القدح كف رجل معروف بالخيبة وقلة الفوز ، يفتخر بالميسر ، وإنما افتخرت العرب به لانه لا يركن اليه إلا سمح جواد ، ثم كمل المفخرة بإيداع قدحه كف مجمد قليل الفوز
100
يقول : ستطلعك الايام على ماتغفل عنه وسينقل اليك الاخبار من لم تزوده
101
باع . قد يكون بمعنى اشترى ، وهو في البيت بهذا المعنى ، البتات : كساء المسافر وأداته . ولم تضرب له أي لم تبين له ، كقوله تعالى "ضرب الله مثلا" أي بين وأوضح يقول : سينقل اليك الاخبار من لم تشتر له متاع المسافر ولم تبين له وقتا الاخبار اليك
10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة طرفة بن العبد Empty
مُساهمةموضوع: رد: معلقة طرفة بن العبد   معلقة طرفة بن العبد Emptyالسبت 16 يناير 2016, 5:01 am

[size=32]تعريف / بمعلقة طرفة[/size]

    على الرغم من حشد الأوصاف والتشبيهات الكبيرة، التي تفنَّن بها طرفة في مقطع طويل تجاوز الأربعين بيتاً، لكي يكشف لنا عن أصالة ناقته. وخصائصها الجسدية الكثيرة، إلا أن هذه الملحمة تكاد تستقطب كل قيمتها في مجموعة الأبيات، التي توصف عادة بالحكمة. وهي أعمق ما قاله شاعر جاهلي، وكشف فيها عن موقف ميتافيزيقي إطلاقي.
وهي الأبيات التي يخاطب فيها الشاعر زاجره عن التمتع بملذات الحياة. فلا يجد ثمة معنى للعيش إلا بثلاث وسائل: هي الفروسية، والخمرة، والمرأة. ومن هنا يبرز الموقف الوجودي للشاعر مليئاً، عنيفاً بالتحدي للموت والزوال. مسرفاً في ذلك التيار الحيوي الشاب المرح واليائس معاً، الذي ميَّز جيل الشعراء الشباب في العصر الجاهلي، كامرئ القيس، وتأبط شراً، والشَّنْفَري، والأعشى في بعض مذاهبه، والنابغة في جانبه الحي التلقائي. ومن الغريب أن تنبض تلك الأفكار، وتشع من جوهر هذا الفتى، وهو ما عاش إلا القليل، ولكنه عاش العريض المليء من التمتع والمعاناة.
فلا يبدو طرفة، ذلك الفتى المنحل، بقدر ما يصدر عن رأي شامل في الحياة، وفي طريقة معاشها وأخذها. ولذلك اختار لنفسه طريق الغوص على لذائذها. لا حُباً وتأليهاً لها، بقدر ما هو نوع من تحقيق اتحاد الوعي بالأرض والدم والحرارة الخلاقة المبدعة، ويتصاعد هذا الموقف أولاً من الفروسية المباشرة فهو الفارس المستعد، ما أن ينادي المنادي للوغى حتى يلبيه! وبالطرف الآخر، فإنه أيضاً هو ذلك المتذوّق المتمتع، المستعد لنداء الساقي في الحوانيت، فالسيف والكأس صنوان لا تمييز بينهما، وحياة الجد قرينة لحياة اللهو، شرط ألا يكون اللهو هرباً من واجب البطولة الأول.
وما أن يصف ترنّمه بترجيع النغم من القَيْنَة، حتى ينبري إلى إطلاق تقييم عام لموقفه ذاك، فلا يتورع عن الاعتراف بانغماره في تشراب الخمور، وإنفاقه المال مثلما يحرص البخيل على جمعه وكنزه. وكان ذاك سبباً لغضبة قومه عليه، وطرده من حياضهم، وهو كذلك، متألّم، لكنه لا يرفض العقاب ولا يقبله، لأن طرفة وضع نفسه في مذهب آخر للحياة. يتمرّد على مقاييس المذهب المتوارث المحفوظ لدى مجتمعه. وعند ذلك يُطلق كلمته الكبرى في تلك الأبيات الثلاثة الشهيرة (ألا أيهذا الزاجري، احضر الوغى..الخ)، وفيها يقول : إنه متى ما تم له استنفاد حياته بتلك السبل الثلاثة: الفروسية، وتساقي الخمرة، ومعايشة المرأة، فإنه لن يُسلّم للقبر إلا العظم والجلد، ولن يحفل أبداً متى قام عوّده.
وهكذا فقد نظر طرفة إلى الحياة، وكأنها الفرصة الوحيدة لتحقيق وجود الإنسان، فهولذلك، لن يمنع نفسه الصّادية من الغّرْف من كل مناهلها وينابيعها، بينما قد يعجز الآخر عن ذلك، ويقضي عمره صادياً محروماً.
والبخل في جود النفس، مقترن بالبخل في إنفاق المال. والموقفان يدلان على جفاف الصبوة. وضمور القدرة على الحياة في ذات البخيل. وفي النهاية فإن ذَوّاَقَةَ الحياة، والبخيل منها ولها، متساويان أمام الموت. ولهما قبران متشابهان، كومتان من التراب، وفوقهما صفائح صمَّ لا تنبئ عن شيء سوى العدم والعقم. ولكن طرفة، مع ذلك، يرى أن الموت سبَّاق إلى كرام القوم، بينما هو يُبقي على البخيل وماله إلى حين أطول. ذلك لأن ذوّاقة الحياة، يرى حياته أشبه بالكنز الذي ينبغي عليه أن يتمتع به، فينقص ليلة بعد أخرى. ومع هذا فإنه لا مهرب من الموت بالنسبة إلى كل حي، مهما طال حبل العمر. فثنيتاه أخيراً في يد العدم. هو يقود الإنسان، يمد له، وهو يجذبه إلى مصيره حين تدقُّ ساعته. فكأن الموت هو حاكم الحياة، ولكن الإنسان "المعياش" هو الذي يستطيع مع هذا ألا يُسْلم لهذا الحاكم في النهاية إلا نفايته الأخيرة. وبعد ذلك، فإن تجربة الشاعر في جفوة قومه له، وفي حسد ابن عمه، وفي لومه على تفريطه بالنّوق التي عُهد إليه بها، كل ذلك جعله يروّي آلامه ويشكو الجحود والنكران، بلغة عاطفية رائعة، في الوقت الذي يؤكد فيه على شهامته هو وتبنيه لشرف قومه ودفاعه عنهم حين الملمّات، باللسان والسيف معاً.
ثم ينتهي الشاعر بقرب نهايته، بنوع من الإشراق الداخلي الغريب الذي يعرفه بعض عباقرة الألم والإبداع في بذرة من وجودهم. فلكأن طرفة، شهيد الشباب، ما كان يرى من نهاية مناسبة لحياته الحافلة إلا الموت، بل القتل. ذلك لأن نموذجه هو العنيف، المقبل على اختيار حرية المعاناة بأوسع إقباله على الأرض والدم واللحظة المليئة، وما تخلقه هذه النزعة السلوكية لدى الآخرين، من تَحَدٍّ وميل إلى الانتقام، وقضاء على مثل هذا الفرد المتفوق، فكان أن قتله ملك الحيرة، كما هو معلوم، وأوصى هو ابنة أخيه بأن تنعيه بما هو أهل له، وكيف أن نصيبَه من تقدير الآخرين كان النُّكران والاضطهاد، حتى لم يستطع الرجال أن يعترفوا له بأية ميزة لا في الجرأة ولا الإقدام، ولا الصدق والإخلاص وأصالة المحتد. لقد كان موته إذن مُقدَّراً، وهو شاب مليء بتحدي الآخرين العقيمين، المُقعدين عن طلب العيش العميق الغنيّ. وكان قتله كذلك محتوماً. وفي هذا قال الشاعر بيته الشهير كخاتمة لمأساته الشخصية:
ستبدي لك الأيامُ ما كُنت جاهلاً- وَيَأتيكَ بالأخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزوِّد
اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات محاولين التعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة بهم، والأسباب التي دفعتهم لنظمهم هذه المعلقات وعن أي موضوع تتحدث، فقد قال دبليو إى كلوستون عن معلقة طرفة في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: يعود سبب نظم المعلقة إلى ضياع إبله وإبل أخيه. قال سي. دو بيرسيفال إن عمرو بن المرتضى، شيخ مدحه طرفة في معلقته قد أرسل إلى طرفة قائلاً إن الله وحده من يمنح الأبناء، لكن في الأمور الأخرى سيعامله كواحد من أبنائه. ثم أرسل الشيخ في طلب أبنائه السبعة وأحفاده الثلاثة وأمر كلاً منهم بتقديم عشرة جمال إلى الشاعر، وبذلك عوض خسارته التي لامه أخوه عليها. 
أهم حدث في حياة طرفة القصيرة كان موته المأساوي. أرسل عمرو ملك الحيرة طرفة والمتلمس، شاعر مشهور أيضاً، ليرافقا أخاه الأصغر قابوس، الذي كان يحضره لخلافته. يبدو أن قابوس كان مدمناً على الشراب وكثيراً ما يكون ثملاً. هجاه الشاعران وهجيا الملك أيضاً. غضب عمرو بسبب هذه السخرية فأعطى كل واحد منهما رسالة إلى حاكم البحرين أمره فيها بقتل حاملها. شك المتلمس في نوايا الملك ففتح الرسالة وعرضها على صديق قرأها له. عندما علم بما جاء فيها مزقها ونصح طرفة بالعودة معه. لكن طرفة اعتقد أن قارىء الرسالة قد خدع صديقه فرفض الاستماع إلى النصيحة وأكمل رحلته المميتة. عند تسليم الرسالة قام حاكم البحرين بتنفيذ ما جاء فيها. قطع عمرو يدي ورجلي طرفه ودفنه حياً. كان طرفة في السادسة والعشرين عندما قضى.
وقالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن المعلقة في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: يعتقد أن هذه المعلقة أكثر انتظاماً في بنيتها من كل المعلقات الأخرى، .. من المؤكد أن مطلع معلقة طرفة انتحال من معلمه العظيم امرؤ القيس ولا يبرر أي جمال فكري خاص أو أسلوب بياني، الحكم على ما تبقى من القصيدة.
يروى أن طرفة كان يملك قطيعاً من الإبل مع أخيه معبد, وكانا يرعيانه بالتناوب. لكن طرفة كان مهملاً ومغرماً بنظم الشعر فلم يقم بمهمته مما أدى إلى شجار يشار إليه في المعلقة. حين لامه معبد قائلاً هل يستطيع شعره إرجاع الإبل إن ضاعت، أجاب طرفة بعناد بنعم ورفض الإصغاء. وكما توقع معبد ضاعت الجمال يوماً في عملية سطو، فذهب طرفة ليثبت صحة ادعائه إلى أصدقائه وأقاربه طالباً المساعدة لاسترجاع الإبل، وكان منهم ابن عمه مالك، الذي وبخه لكسله وحماقته، توبيخ، يقال إنه سبب نظم المعلقة. ويروى أيضاً إن أحداً لم يساعده ولم تستعاد الإبل، لكن طرفة استطاع تنفيذ ما وعد به، إذ أن شيخ قبيلة وهبه مئة جمل عوض الضائعة إثر مدح طرفة له في قصيدة. 
في ما يخص تاريخ نظم المعلقة، قد يكون ذلك في العام 550 قبل الميلاد، ويقول البعض إنها كتبت في الأسابيع الأخيرة من حياته عندما كان سجيناً في البحرين، غير أن فحواها لا يدعم هذا الرأي. من الواضح أنها قصيدة شاب يافع يعاني من مشاكله البدوية الصغيرة وشجاره مع أقربائه. ولعها نظمت في الصحراء قبل لقائه عمرو بن هند في الحيرة. الأبيات الوحيدة التي تلمح للبحرين هي التي يقارن هوادج نساء قبيلته بالسفن. لكن هذا بعيد جداً عن الحكم النهائي. من المؤكد لو أنها نظمت في فترة متأخرة أن غضبه كان سينصب على عمرو، الذي ظلمه أكثر من ابن عمه مالك، كونه شاباً طائشاً. 
أنظر في ذلك: مطاع صفدي وإيليا حاوي، موسوعة الشعر العربي: الشعر الجاهلي، إشراف د. خليل حاوي، تحقيق وتصحيح أحمد قدامة، بيروت: شركة خياط، 1974، جـ2، ص388-389.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة طرفة بن العبد Empty
مُساهمةموضوع: رد: معلقة طرفة بن العبد   معلقة طرفة بن العبد Emptyالسبت 16 يناير 2016, 5:01 am

[size=32]طرفة بن العبد
 [/size]
نحو (86 - 60 ق. هـ = 539 - 564 م)

هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر ابن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. شاعر جاهلي من الطبقة الولى، كان هجاءً غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه،في أكثر شعره. ولد في بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد. اتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على البحرين وعُمان يأمره بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفه هجاه بها، فقتله المكعبر بها.
كان، كما قال الزوزني، في حسب كريم وعدد كثير، وكان شاعرا جريئا على الشعر، وكانت أخته عند عبد عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس وكان عبد عمرو سيد أهل زمانه، وكان من أكرم الناس على عمرو بن هند الملك، فشكت أخت طرفة شيئاً من أمر زوجها إلى طرفة فعاب عبد عمرو وهجاه وكان من هجائه أياه أن قال: 
وَلا خَيرَ فيه غَيرَ أنَّ لَهُ غِنىً- وَأنَّ لَهُ كَشحاً إذا قامَ أهضَمضا
تَظَلّ نساءُ الحَيِّ يَعكُفنَ حَولَهُ- يَقُلنَ عَسيبٌ من سَرارَةَ مَلهَما
يعكفن: أي يطفن. العسيب: أغصان النخلز سرارة الوادي: قرارته وأنعمه أجوده نبتاً. الملهم: قرية باليمامة.
فبلغ ذلك عمرو بن هند الملك وما رواه فخرج يتصيد ومعه عبد عمرو فرمى حماراً فعقره فقال لعبد مرو: انزل فاذبحه، فعالجه فأعياه فضحك الملك وقال. لقد أبصرك طرفة حيث يقول، وأنشد: ولا خير فيه، وكان طرفة هجا قبل ذلك عمرو بن هند فقال فيه:
فَلًَيتَ لَنا مكانَ المَلكِ عمرٍو- رَغوثاً حَولَ قبَّتِنَا تَخُورُ
مِنَ الزَّمِرَاتِ أسبَل قَادِمَاهَا- وَضرَّتُهَا مُرَكَّنةً دَرُورُ
لَعَمرُكَ إنَّ قَابُوسَ بنَ هِندٍ- لَيَخلِدُ مُلكَهُ نُوكُ كَثِيرُ
قَسَمتَ الدَّهرَ في زَمَنٍ رَخيٍّ- كَذَاكَ الحُكمُ يَقصِدُ أو يَجُورُ
فلما قال عمرو بن هند لعبد عمرو ما قال طرفة قال: أبيت اللعن! ما قال فيك أشدّ مما قال فيّ، فأنشده الأبيات فقال عمرو بن هند: أو قد بلغ من أمره أن يقول فيّ مثل هذا الشعر? فأمر عمرو فكتب إلى رجل من عبد القيس بالبحرين وهو المعلّى ليقتله، فقال له بعض جلسائه. إنك إن قتلت طرفة هجاك المتلمّس، رجل مسنّ مجرّب، وكان حليف طرفة وكان من بني ضبيعة. فأرسل عمرو إلى طرفة والمتلمّس فأتياه فكتب لهما إلى عامله بالبحرين ليقتلهما وأعطاهما هدية من عنده وحملهما وقال: قد كتبت لكما بحباء، فأقبلا حتى نزلا الحيرة، فقال المتلمّس لطرفة: تعلمن والله إن ارتياح عمرو لي ولك لأمر عندي مريب وإن انطلاقي بصحيفة لا أدري ما فيها? فقال طرفة: إنك لتسيء الظنّ، وما نخاف من صحيفة إن كان فيها الذي وعدنا وإلا رجعنا فلم نترك منه شيئاً? فأبى أن يجيبه إلى النظر فيها، ففكّ المتلمس ختمها ثم جاء إلى غلام من أهل الحيرة فقال له: أتقرأ يا غلام? فقال: نعم، فأعطاه الصحيفة فقرأها فقال الغلام: أنت المتلمس? قال. نعم، قال: النجاء فقد أمر بقتلك فأخذ الصحيفة فقذفها في البحيرة، ثم أنشأ يقول:
وألقَيتُهَا بالثَّنِي مِن جَنبِ كافرٍ- كَذلِكَ ألقي كُلَّ رَأي مُضَلَّلِ
رَضيتُ لهَا بالمَاءِ لمّا رَأيتُهَا- يَجُولُ بهَا التيَّارُ في كلِّ جَدوَلِ
فقال المتلمّس لطرفة: تعلمن والله أن الذي في كتابك مثل الذي في كتابي، فقال طرفة: لئن كان اجترأ عليك ما كان بالذي يجترىء عليّ، وأبى أن يطيعه؛ فسار المتلمّس من فوره ذلك حتى أتى الشام فقال في ذلك:
مَن مُبلغُ الشُّعرَاءِ عَن أخوَيهمُ- نَبَأ فتَصدقهم بذاكَ الأنفُسُ
أودى الذي عَلِقَ الصَّحيفَة منهُما- ونَجَا حِذارَ حَيَاتِهِ المتلمِّسُ
ألقَى صَحِفَتَهُ وَنَجَّت كُورَهُ- وَجنَا مُحَمَّرَةُ المَنَاسِمِ عِرمِسُ
عَيرَانَةٌ طَبَخَ الهَواجِرُ لَحمَها- فَكَأنَّ نُقبَتَها أدِيمٌ أملَسُ
وخرج طرفة حتى أتى صاحب البحرين بكتابه، فقال له صاحب البحرين: إنك في حسب كريم وبيني وبين أهلك إخاء قديم وقد أمرتُ بقتلك فاهرب إذا خرجت من عندي فإن كتابك إن قرىء لم أجد بدّا من أن أقتلك، فأبى طرفة أن يفعله، فجعل شبان عبدالقيس يدعونه ويسقونه الخمر حتى قُتل.
وقد كان قال في ذلك قصيدته التي أولها لخولة أطلال؛ انقضى حديث طرفة برواية المفضّل؛ وذكر العتبيّ سبباً آخر في قتله، وذلك أنه كان ينادم عمرو بن هند يوماً فأشرفت أخته فرأى طرفة ظلّها في الجام الذي في يده فقال:
ألا يا ثاني الظبي- الذي يبرُقُ شنفاهُ
ولَولا الملكُ القاعدُ- قد ألثَمَني فاهُ
فحقد ذلك عليه، قال: ويقال إن اسمه عمرو وسمي طرفة ببيت قاله، وأمه وردة؛ وكان من أحدث الشعراء سنّاً وأقلّهم عمرا، قتل وهو ابن عشرين سنة فيقال له ابن العشرين. ورأيت أنا مكتوبا في قصته في موضع آخر أنه لما قرأ العامل الصحيفة عرض عليه فقال: اختر قتلة أقتلك بها، فقال: اسقني خمراً فإذا ثملت فافصد أكحلي، ففعل حتى مات، فقبره بالبحرين، وكان له أخ يقال له معبد بن العبد فطالب بديته فأخذها من الحوافر.
قال مطاع صفدي و إيليا حاوي: كان مولد طَرَفة (543- 569م) في البحرين. نشأ يتيماً من أبيه، وكفله أعمامه، ولكنهم لم يعوّضوه عن فقدان الأب، بل حُكي أنهم اضطهدوه. فجعله ذلك متفرّداً منكفئاً على ذاته، متحللاً بفطرته من التقاليد الاجتماعية. واندفع الفتى منذ شبابه الباكر في حياة الفروسية واللّهو والمتعة، حتى طرده قومه، وجال في البلاد. ووصل أطراف الجزيرة، وتقرّب من بلاط المناذرة، حتى وقعت له الحادثة المشهورة مع خاله المتلمَّس. فقد أرسله عمرو بن هند، هو وخاله، إلى عامله في البحرين، وحمَّل كلاًّ منهما رسالة مُغلقة، أوهمهما أنها تتضمّن طلباً للمكافأة. وتروي القصّة أن المتلمّس فضَّ الرسالة أثناء الطريق، وعرف مضمونها، ونجا من القتل، في حين أن طرفة أبي أن يفتح رسالته ومضى إلى حتفه. فقتله عامل البحرين بناء على أمر الملك، وبعد أن خيّره في رغبة أخيرة يحققها له. فطلب طرفة أن يشرب الخمر ثم يُفصد. وقضى وهو دون الثلاثين من عمره.
وطرفة هو من الشخصيات شبه الأسطورية، في قافلة الشعراء الملحميّين الكبار، تنبثق شخصيته، كأحد فرسان الدَّفق الحيوي الخلاَّق في شباب حضارة كبرى مليئة. ذلك أن طرفة ساق حياة السالك المكتشف لروائع الوجود، المتمتع بألوان المعيشة العنيفة، المنطلق إلى مجاهل الإحساس البكر، في لقاء كل ما هو صاخب الوجود، رائع المثال، فوُصف بأنه فتى الجَّهل الأول، ونعت أنه منفاق، مهذار، طليق إلى درجة التَّحدّي لتقاليد الآخرين، مستهتر بمقامات الرجال، ولو كانوا ملوكاً وأشقّاء ملوك، ولو كانوا سادة لقبائلهم وعشائرهم.
ولد والشعر منهمر في دمه من أصلاب أمه وأبيه. وكان تمرّده منذ الطفولة والشباب، قد جعله يتيم الحبّ والتقدير لدى أبيه. واحتقاره للمال والثروة، جعله فقيراً طريداً من قومه. واعتزازه بكرامته فصَل بينه وبين حياة القصر النّعماني، ومهَّد لقتله غدراً، في تلك القصة الشهيرة المعروفة. بكورة في اليُتْم، بكورة في التمرَّد، فجَّرا فيه فروسية الشعر وهو دون العشرين. وتصاعدت هذه الفروسية إلى أفق معاناة شمولية تلقاء الوجود قلّ مثيلها لدى أمثاله، وفي تلك الحقبة البعيدة من التَّاريخ العربي.
لقد استطاع طرفة أن يقيم مذهباً وجودياً، بكل معنى الكلمة من خلال تعبيره عن حياته، ومن معايشة نزواته وأفكاره، بصورة صاخبة متأجّجة بالنّزوع إلى الحرية، وتحقيق الشخصية الذاتية بكل انفعالاتها الأصيلة، وتحدياتها لحتميات العالم الخارجي.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن طرفة في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: يحتل طرفة عند العلماء منزلة تلي امرؤ القيس كشاعر جاهلي، ليس لشعره الذي وصلنا، بل للقصائد التي فقدت. يضعه "المفضل" بين أساتذة المعلقات السبع التي يدعوها العرب " الصموت " خيوط العقد. كما يعتقد أن هذه المعلقة أكثر انتظاماً في بنيتها من كل المعلقات الأخرى، نظرة نقدية لها وزنها في كل المدارس. أما بالنسبة للقارىء الإنجليزي، فإن هذا التفوق أقل وضوحاً. من المؤكد أن مطلع معلقة طرفة انتحال من معلمه العظيم امرؤ القيس ولا يبرر أي جمال فكري خاص أو أسلوب بياني، الحكم على ما تبقى من القصيدة. كان وضعها في شكل إنجليزي مقروء، مهمة صعبة.
كان طرفة، الذي اسمه الحقيقي عامر بن العبد، شاباً عاصر امرؤ القيس وأقل الشعراء العرب قاطبة عمراً. يقال إنه قتل في سن السادسة والعشرين. كان من قبيلة ظبية من العائلة الحاكمة، شاباً بدوياً طائشاً، كما الحال الآن في الجزيرة، خصب الخيال، متهوراً ضالاً، متورطاً في شجار دائم مع الآخرين، سليط اللسان عنيف الطبع. يروى أن كان يملك قطيعاً من الإبل مع أخيه معبد, وكانا يرعيانه بالتناوب. لكن طرفة كان مهملاً ومغرماً بنظم الشعر فلم يقم بمهمته مما أدى إلى شجار يشار إليه في المعلقة. حين لامه معبد قائلاً هل يستطيع شعره إرجاع الإبل إن ضاعت، أجاب طرفة بعناد بنعم ورفض الإصغاء. وكما توقع معبد ضاعت الجمال يوماً في عملية سطو، فذهب طرفة ليثبت صحة ادعائه إلى أصدقائه وأقاربه طالباً المساعدة لاسترجاع الإبل، وكان منهم ابن عمه مالك، الذي وبخه لكسله وحماقته، توبيخ، يقال إنه سبب نظم المعلقة. ويروى أيضاً إن أحداً لم يساعده ولم تستعاد الإبل، لكن طرفة استطاع تنفيذ ما وعد به، إذ أن شيخ قبيلة وهبه مئة جمل عوض الضائعة إثر مدح طرفة له في قصيدة. 
نهايته جاءت مأساوية. عند ذهابه إلى بلاط عمرو بن هند، ملك الحيرة، كان يجلس مع الأمير عندما مرت أخت الأمير، رأى طرفة ، بالرغم من عدم نظره إليها، عكس وجهها في قدح فضي كان يمسك به، فقال: 
ألا يا ثاني الظبي- الذي يبرق شنفاه
ولولا الملك القاعد- قد ألثمني فاه
عندما نما هذا إلى مسامع عمرو لم يسره ذلك، ويقال إن طرفة، الذي لم تعد له حظوة عند الملك، هجاه وأتم بذلك إساءته. كتم عمرو مع ذلك غيظه وأرسل في طلب طرفة وشاعر آخر، خال طرفة المتلمس، الذي كان قد أساء إليه أيضاً، وأغدق عليهم العطايا وطلب منهم الذهاب بحجة إلى البحرين التي كانت آنذاك تحت حكمه. أعطى كل منهما رسالة لواليه هناك، كما لو كانت رسالة توصية. ذهب طرفة دون أي شك، لكن المتلمس، كونه رجل كبير السن وأكثر دراية بأساليب الأمير لم يكن راضياً، وقبل مغادرة الحيرة رأى فتح الرسائل لمعرفة ما فيهما. وجدا صبياً في أطراف الحيرة، مسيحي من العبادي، يعرف القراءة. فتح المتلمس رسالته طلب من الصبي قراءة ما فيها. أخبره الصبي أن الملك طلب من واليه قتل حامل الرسالة. ألقى المتلمس الرسالة في نهر الفرات وهرب. غير أن طرفة، من شدة ثقته بنفسه وظنه أن ابن هند لا يجرؤ على معاملته بالعنف لأنه من عشيرة قوية، ذهب إلى البحرين وقدم الرسالة للوالي. ولما كان الوالي، ربيعة بن الحارث، من أقرباء طرفة، فلقد حاول إنقاذه وتوسل إليه الهرب ليلاً قبل أن يعلم أحد بمجيئه. لكن طرفة رفض، ظنناً منه أن الوالي يريد خداعه لنيل الغنيمة بنفسه. وقال " والله، لن أفعل هذا، وأعطي عمرو ذريعة لقتلي إن هربت. في الصباح قبض عليه وسجن. اعتذر ربيعة من ابن هند قائلاً إنه لا يستطيع قتل قريبه. أرسل عمرو بن هند رجلاً من بني تغلب ليحل مكان ربيعة في البحرين وقتل ربيعة وطرفة. يقول بعض الناس إن من قتل طرفة كان من قبيلة الحوافر، التي دفعت دية دمه إلى والده لاحقاً. تختلف الروايات في ذلك. حسب بعض الروايات، أكثرها ثقة، قتل بالسيف، آخرون يقولون دفن حياً، بينما يقول آخرون سمح له بشرب الخمر حتى فقد وعيه وقطع شريان في يده حتى توفي. رثته أخته الخرنق بأبيات حزينة.
وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: كان طرفة بن العبد من قبيلة مزينة، أحد فخوذ قبيلة بني بكر، لذا سمي المزاني. أثبت نبوغه الشعري في سن السابعة حين كان مسافراً مع عمه والقافلة تستريح في الليل على ضفاف جدول صاف، وضع طرفة شركاً لصيد القبرة، لكنه لم يفلح. عندما عزمت القافلة على الرحيل ثانية عبر الصبي عن المناسبة بقصيدة. 
يعود سبب نظم المعلقة إلى ضياع إبله وإبل أخيه. قال سي. دو بيرسيفال إن عمرو بن المرتضى، شيخ مدحه طرفة في معلقته قد أرسل إلى طرفة قائلاً إن الله وحده من يمنح الأبناء، لكن في الأمور الأخرى سيعامله كواحد من أبنائه. ثم أرسل الشيخ في طلب أبنائه السبعة وأحفاده الثلاثة وأمر كلاً منهم بتقديم عشرة جمال إلى الشاعر، وبذلك عوض خسارته التي لامه أخوه عليها.
أهم حدث في حياة طرفة القصيرة كان موته المأساوي. أرسل عمرو ملك الحيرة طرفة والمتلمس، شاعر مشهور أيضاً، ليرافقا أخاه الأصغر قابوس، الذي كان يحضره لخلافته. يبدو أن قابوس كان مدمناً على الشراب وكثيراً ما يكون ثملاً. هجاه الشاعران وهجيا الملك أيضاً. غضب عمرو بسبب هذه السخرية فأعطى كل واحد منهما رسالة إلى حاكم البحرين أمره فيها بقتل حاملها. شك المتلمس في نوايا الملك ففتح الرسالة وعرضها على صديق قرأها له. عندما علم بما جاء فيها مزقها ونصح طرفة بالعودة معه. لكن طرفة اعتقد أن قارىء الرسالة قد خدع صديقه فرفض الاستماع إلى النصيحة وأكمل رحلته المميتة. عند تسليم الرسالة قام حاكم البحرين بتنفيذ ما جاء فيها. قطع عمرو يدي ورجلي طرفه ودفنه حياً. كان طرفة في السادسة والعشرين عندما قضى. 
قال عبد القادر فيدوم في دراسة له عن شعر طرفة: يحتل طرفة عند العلماء منزلة تلي امرؤ القيس كشاعر جاهلي، ليس لشعره الذي وصلنا، بل للقصائد التي فقدت. يضعه "المفضل" بين أساتذة المعلقات السبع التي يدعوها العرب "الصموت" خيوط العقد. كما يعتقد أن هذه المعلقة أكثر انتظاماً في بنيتها من كل المعلقات الأخرى، نظرة نقدية لها وزنها في كل المدارس. أما بالنسبة للقارىء الإنجليزي، فإن هذا التفوق أقل وضوحاً. من المؤكد أن مطلع معلقة طرفة انتحال من معلمه العظيم امرؤ القيس ولا يبرر أي جمال فكري خاص أو أسلوب بياني، الحكم على ما تبقى من القصيدة. كان وضعها في شكل إنجليزي مقروء، مهمة صعبة. 
كان طرفة، الذي اسمه الحقيقي عامر بن العبد، شاباً عاصر امرؤ القيس وأقل الشعراء العرب قاطبة عمراً. يقال إنه قتل في سن السادسة والعشرين. كان من قبيلة ظبية من العائلة الحاكمة، شاباً بدوياً طائشاً، كما الحال الآن في الجزيرة، خصب الخيال، متهوراً ضالاً، متورطاً في شجار دائم مع الآخرين، سليط اللسان عنيف الطبع. يروى أن كان يملك قطيعاً من الإبل مع أخيه معبد, وكانا يرعيانه بالتناوب. لكن طرفة كان مهملاً ومغرماً بنظم الشعر فلم يقم بمهمته مما أدى إلى شجار يشار إليه في المعلقة. حين لامه معبد قائلاً هل يستطيع شعره إرجاع الإبل إن ضاعت، أجاب طرفة بعناد بنعم ورفض الإصغاء. وكما توقع معبد ضاعت الجمال يوماً في عملية سطو، فذهب طرفة ليثبت صحة ادعائه إلى أصدقائه وأقاربه طالباً المساعدة لاسترجاع الإبل، وكان منهم ابن عمه مالك، الذي وبخه لكسله وحماقته، توبيخ، يقال إنه سبب نظم المعلقة. ويروى أيضاً إن أحداً لم يساعده ولم تستعاد الإبل، لكن طرفة استطاع تنفيذ ما وعد به، إذ أن شيخ قبيلة وهبه مئة جمل عوض الضائعة إثر مدح طرفة له في قصيدة. 
نهايته جاءت مأساوية. عند ذهابه إلى بلاط عمرو بن هند، ملك الحيرة، كان يجلس مع الأمير عندما مرت أخت الأمير، رأى طرفة ، بالرغم من عدم نظره إليها، عكس وجهها في قدح فضي كان يمسك به، فقال: 
ألا يا ثاني الظبي- الذي يبرق شنفاه
ولولا الملك القاعد- قد ألثمني فاه
عندما نما هذا إلى مسامع عمرو لم يسره ذلك، ويقال إن طرفة، الذي لم تعد له حظوة عند الملك، هجاه وأتم بذلك إساءته. كتم عمرو مع ذلك غيظه وأرسل في طلب طرفة وشاعر آخر، خال طرفة المتلمس، الذي كان قد أساء إليه أيضاً، وأغدق عليهم العطايا وطلب منهم الذهاب بحجة إلى البحرين التي كانت آنذاك تحت حكمه. أعطى كل منهما رسالة لواليه هناك، كما لو كانت رسالة توصية. ذهب طرفة دون أي شك، لكن المتلمس، كونه رجل كبير السن وأكثر دراية بأساليب الأمير لم يكن راضياً، وقبل مغادرة الحيرة رأى فتح الرسائل لمعرفة ما فيهما. وجدا صبياً في أطراف الحيرة، مسيحي من العبادي، يعرف القراءة. فتح المتلمس رسالته طلب من الصبي قراءة ما فيها. أخبره الصبي أن الملك طلب من واليه قتل حامل الرسالة. ألقى المتلمس الرسالة في نهر الفرات وهرب. غير أن طرفة، من شدة ثقته بنفسه وظنه أن ابن هند لا يجرؤ على معاملته بالعنف لأنه من عشيرة قوية، ذهب إلى البحرين وقدم الرسالة للوالي. ولما كان الوالي، ربيعة بن الحارث، من أقرباء طرفة، فلقد حاول إنقاذه وتوسل إليه الهرب ليلاً قبل أن يعلم أحد بمجيئه. لكن طرفة رفض، ظنناً منه أن الوالي يريد خداعه لنيل الغنيمة بنفسه. وقال " والله، لن أفعل هذا، وأعطي عمرو ذريعة لقتلي إن هربت. في الصباح قبض عليه وسجن. اعتذر ربيعة من ابن هند قائلاً إنه لا يستطيع قتل قريبه. أرسل عمرو بن هند رجلاً من بني تغلب ليحل مكان ربيعة في البحرين وقتل ربيعة وطرفة. يقول بعض الناس إن من قتل طرفة كان من قبيلة الحوافر، التي دفعت دية دمه إلى والده لاحقاً. تختلف الروايات في ذلك. حسب بعض الروايات، أكثرها ثقة، قتل بالسيف، آخرون يقولون دفن حياً، بينما يقول آخرون سمح له بشرب الخمر حتى فقد وعيه وقطع شريان في يده حتى توفي. رثته أخته الخرنق بالبيات الحزينة التالية:
في ما يخص تاريخ نظم المعلقة، قد يكون ذلك في العام 550 قبل الميلاد، ويقول البعض إنها كتبت في الأسابيع الأخيرة من حياته عندما كان سجيناً في البحرين، غير أن فحواها لا يدعم هذا الرأي. من الواضح أنها قصيدة شاب يافع يعاني من مشاكله البدوية الصغيرة وشجاره مع أقربائه. ولعها نظمت في الصحراء قبل لقائه عمرو بن هند في الحيرة. الأبيات الوحيدة التي تلمح للبحرين هي التي يقارن هوادج نساء قبيلته بالسفن. لكن هذا بعيد جداً عن الحكم النهائي. من المؤكد لو أنها نظمت في فترة متأخرة أن غضبه كان سينصب على عمرو، الذي ظلمه أكثر من ابن عمه مالك، كونه شاباً طائشاً.
يقول المفضل صاحب " جمهرة أسفار العرب " عن اسم طرفة الصحيح هو عمرو بن عبد، مدعياً إن اسم طرفة اسم منتحل. لكن هذا الرأي غير مقبول ولا معنى لاسم طرفة، إن كان اسماً منتحلاً. 
وتختلف المصادر الأدبية في تحديد سنة ميلاد طرفة بن العبد، إذ ليس من السهل تحديد تاريخ ميلاده تحديداً قاطعاً- خاصة- في مثل هذه الفترة التي نقلت إلينا عن طريق الرواية وليس عن طريق الكتابة. ويكاد يجمع الرواة والإخباريون على أن طرفة عاش على وجه التقريب ما بين 535- 568م، غير أن فؤاد افرام البستاني حاول أن يضبط تاريخ ميلاده فقال: "أما نحن فلا نرى بأساً في جعل مولد طرفة سنة 543م، إذ لا نعرف رواية تخالف ذلك، ولا نرى ما ينافيه من الحوادث التاريخية".
ومن الراجح أن يكون طرفة قد ولد في هذا التاريخ الذي حدده البستاني ب: 543م، باعتباره قال الشعر وهو صغير، ثم التحق ببلاط ملك الحيرة عمرو بن هند الذي قربه إليه في بداية الأمر، ثم ما لبث أن حقد عليه فأرسله إلى عامله بالبحرين ليقتله وذلك قبل انتهاء فترة حكم عمر بن هند سنة 568م، الذي حكم على وجه التقريب من سنة 554م إلى 568م، ومن ثم يكون طرفة قد توفي قبل هذا التاريخ بقليل.
وجاء في كثير من المصادر الأدبية القديمة أن طرفة يعود نسبه إلى بكر بن وائل، غير أن أبا بكر محمد بن القاسم الأنباري استأنف في التعريف بنسبه حتى وصل به إلى عدنان فقال معرفاً به: "هو طرفة بن العبد بن سفيان، بن سعد، بن مالك، بن ضبيعة، بن قيس، بن ثعلبة، بن عكابة، بن صعب، بن علي، بن بدر، بن وائل، بن قاسط، بن نهب، بن أقصى، بن دعمي بن جديلة، بن أسد، بن ربيعة، بن نزار، بن معد، بن عدنان".
وبذلك ينتسب طرفة إلى قبيلة لها مكانتها المرموقة في التاريخ العربي القديم، ويظهر ذلك حين يفخر بأصله ونسبه، لأنه من بني وائل بن قاسط التي تفرعت من قبيلتي بكر وتغلب. فكان له الاعتزاز بانتمائه البكري من نسب الأب والتغلبي من نسب الأم، فجمع بين حيين عريقين لهما مكانتهما المسموعة. يقول في ذلك:
وتفرعنا من ابني وائل- هامة العز وخرطوم الكرم
من بني بكر إذا ما نسبوا- وبني تغلب ضرّابي البهم
وطرفة لقب غلب عليه، واسمه الحقيقي "عمرو" بن العبد، وقد سمي ب "طرفة" نسبة على "الطرفاء" وهو شجر الإثل، وذلك لبيت قاله:
لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفا- ولا أميريكما بالدار إذ وقفا
وعاش طرفة يتيماً حيث فقد حنان الأبوة، إذ مات أبوه وهو صغير السن، فأراد أعمامه أن يقسموا له ما خلفه من مال، فقال هذه المقطوعة الشعرية في سن مبكرة، ناقماً على تصرفاتهم نحو أمه وإخوته الصغار:
ما تنظرون بحق وردة فيكم- صغر البنون ورهط وردة غيب
قد يبعث الأمر العظيم صغيره- حتى تظل له الدماء تصبب
والظلم فرق بين حيي وائل- بكر تساقيها المنايا تغلب
قد يورد الظلم المبين آجنا- ملحاً يخالط بالدّعافِ ويقشب
وقراف من لا يستفيق دعارة- يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
والاثم داء ليس يرجى برؤه- والبر برءٌ ليس فيه معطب
والصدق يألفه اللبيب المرتجى- والكذب يألفه الدنيُّ الأخيب
ولقد بدا لي أنه سيغولني- ما غال عادا والقرون فاشعبوا
أدوا الحقوق تفر لكم أعراضكم- إن الكريم إذا يحرب يغضب
ولعل موت والده وهو بعد صغير السن، وظلم أعمامه لأمه وإخوته الصغار هو الذي وجه الشاعر توجيهاً خاصاً، صبغ أدبه بالتأمل والتفكير في هذه الحياة، فكان أن حفزه ذلك إلى قول الشعر مبكراً، فضلاً عن كونه قد ورث ذلك من بيئة تمرس صاحبها بالشعر، فقد كان والده شاعراً، وكان أبوه العبد بن سفيان أخاً للمرقش الأصغر وابن أخ للمرقش الأكبر، وكلا المرقشين شاعر معروف، وكانت أمه وردة أخت المتلمس جرير بن عبد المسيح وهو شاعر معروف كذلك فضلاً عن أخته الخرنق الشاعرة، وجده لأمه عمرو بن قميئة الشاعر المشهور.
ويبدو أنه عاش في أسرة شاع الشعر وقوله بين أفرادها، مما يسر له قول الشعر وهو صغير، فكان لهذه الأسرة الأثر الكلي في تكوين ثقافته ونبوغه، كما جاء في رأي الباحثين من أن: ثقافة الشعر لطرفة تصله بالتراث الذي تطور في بطن قيس بن ثعلبة من بني بكر بن وائل، ولا تزيد البيئة العراقية إلى ثقافته تلك إلا لمسات خفيفة.
ويُروى أنه كان مع عمه في سفر، وهو بعد صغير السن، فأرادا أن يستريحا من عناء السفر فنزلا على ماء، فذهب طرفة بفخ له فنصبه للقنابر، وهو على ذلك ماكثاً معظم يومه دون أن يصيد شيئاً، وبعد يأسه من ذلك حمل فخه وعاد إلى عمه، فتحملا ورحلا من ذلك المكان، فرأى طرفة بعد ذلك القنابر يلقطن ما نثر لهن من الحب فقال:
يا لك من قبرة بمعمر- 
خلا لك الجو فبيضي واصفري- 
ونقري ما شئت أن تنقري- 
قد رحل الصياد عنك فابشري- 
ورفع الفخ فماذا تحذري- 
لا بد من صيدك يوماً فاصبري- 
وهي من الأراجيز الأولى التي قالها الشاعر، مما يدل على نضجه الفكري في هذا الأداء الفني الرفيع، وعلى الموهبة الناضجة.
ومما يذكر له أيضاً، وكان من باكورة نظمه، وهو ما تسجله الدراسات النقدية الحديثة في أنه من البذور الأولى للنقد عند العرب، وذلك حين سمع المتلمس ينشد هذا البيت:
وقد تناسى الهم عند احتضاره- بناج عليه الصيعرية مكدم
فصرخ طرفة منتقداً إياه، فقال جملته المشهورة "استنوق الجمل" أي خلط بين الناقة والجمل، إذ وصف الجمل بوصف الناقة، لأن الصيعرية توضع على عنق الناقة لا على عنق الجمل، فذهبت هذه المقولة مثلاً في الخلط بين الشيئين. 
وكان طرفة معتزاً بنفسه، تائهاً فخوراً، مما جعله يتجرأ على أهله وذويه بعد أن حاولوا منعه من إسرافه في الشهوات وتبديده ما كان قد ورثه، فلم تجد قبيلته وأهله سبيلاً إلى ذلك سوى أن تفرده وتبتعد عنه، فاستشعر بالانعزال، كما جاء ذلك في قوله:
وما زال تشرابي الخمور ولذتي- وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي
إلى أن تحامتني العشيرة كلها- وأفردت إفراد البعير المعبد
فأحس بالضيق نتيجة هذا الانعزال، فاضطر إلى أن يهجر قريته وأهله رغم ما كان له من منزلة بين فقراء العشيرة الذين كانوا لا ينكرون إحسانه لهم، وأغنيائها الذين يلازمون صحبته ويحبونه.
رأيت بني غبراء لا ينكرونني- ولا أهل هذاك الطراف الممدد
ومع ذلك فلم يجد بداً من أن ينطلق عبر فلوات الصحراء، ناقماً على عشيرته التي لم توله أي اهتمام بسبب إمعانه في فرديته التي دفعته إلى المغالاة في الذاتية "وهي فردية كانت القبائل تنكرها وترى فيها إخلالاً بالعقد الاجتماعي القائم بينه وبين أبنائها والذي كان يفرض على شعرائها ذلك العقد الفني". عند ذلك ترك قومه وظل هائماً في الصحراء كما في قوله:
ولا غرو إلا جارتي وسؤالها:- ألا هل لنا أهل سئلت كذلك
تعيرني طوف البلاد ورحلتي- ألا رب دار لي سوى حر دارك
وليس امرؤ أفنى الشباب مجاوراً- سوى حيِّهِ إلا كآخر هالك
ولا أنيس له في الصحراء في ذلك سوى ناقته التي لازمته وأعانته على ترحاله، فكانت له رفيقة أمينة، وكان هو الآخر أميناً لها حيث صورها لنا بصورة حية مطيلاً في وصفها لما وجد فيها من الأنس والعون، فكان بفضلها أن طاف أرجاء الصحراء التي قذفته إلى بلاد اليمن وتجاوز ذلك إلى أن وصل إلى النجاشي في الحبشة، كما ذكر ذلك الأعلم الشنتمري في مقدمة قصيدة لطرفة.
ثم ما لبث أن عاد إلى قومه بعد أن فشل في كل المحاولات بشأن تحقيق أحلامه في تحسين وضعه أو فيما كان يصبو إليه- ظناً منه- في إيجاد عالم مثالي غير عالمه القاسي مع عشيرته. فلم يجد بداً من العودة إلى قومه وعشيرته، وهم في ذلك غير مبالين به سواء رجع أم تمادى في هجره إياهم، فكان مما قاله بعد عودته لهم.
ولقد كنت عيكم عاتباً- فعقبتم بذنوب غير مر
كانت فيكم كالمغطي رأسه- فانجلى اليوم قناعي وخمر
سادراً أحسب غيِّي رشدا- فتناهيت وقد صابت بقر
وساء طرفة أن يعود إلى عشيرته "بخفي حنين" لأنه يعلم جيداً أن لا شيء ينتظره سوى أن يحمله أخوه"معبد" رعي إبله.
وكانت الحيرة أيام عمرو بن هند موئلاً لكثير من الشعراء، لما كان يغدقه ملكها من عطايا وهبات جزيلة، مقابل أن يرفع الشعراء من شأنه. وقد أراد طرفة كغيره من الشعراء أن يجرب حظه مع عمر بن هند، لكن نخوة طرفة وأنفته لم تصبر على تصرفات الملك عمرو الذي كان شديداً، صارماً في حكمه، لا يبتسم ولا يضحك، وكانت العرب تسميه مضرط الحجارة، وتهابه هيبة شديدة، بل جعلوه شريراً "وكان له يوم بؤس، ويوم نعيم، فيوم يركب في صيده يقتل أول من يلتقي به، ويوم يقف الناس ببابه فإن اشتهى حديث رجل أذن له وكان هذا دهره".
وفي رواية أخرى عن أحمد بن عبيد قال: "كان إذا ركب في يوم نعيمه لا يلقى أحداً إلا أعطاه ووهب له وقضى في حاجاته، وإذا ركب في يوم بؤسه لم يلق أحداً إلا قتله".
مكث طرفة في بلاط الحيرة واستقبله عمرو بن هند بحفاوة وقربه إليه وكان من ندمائه أخوه قابوس، وبعد أن رأى طرفة من عمرو بن هند ما ساءه فاضت قريحته شعراً، فهجا عمرو بن هند وهجا أخاه قابوس.
وقد كثرت اختلافات الرواة بشأن قصة طرفة مع الملك وسبب هجائه له، كان تلخيصها فيما يلي: تذكر معظم المصادر القديمة التي أوردت خبر طرفة أن سبب هجائه عمرو بن هند هو أن عمراً هذا كان يتباطأ في استقبال الناس وخصوصاً الشعراء الذين جاءوا من كل مكان رجاء عطاياه، إذا به يتأخر في استقبالهم، فصاروا يتكالبون على بابه ليجدوا وقتاً يدخلون فيه عليه، فاستاء طرفة من هذه المعاملة وقال شعراً يهجوه فيه. وربما كان من سبب غضب عمرو بن هند على طرفة أنه قال شعراً في أخيه قابوس الذي كان يحب الصيد وشرب الخمر، وكان أن قسم الدهر-هو أيضاً- يومين، يوماً يصيد فيه ويوماً يشرب فيه، وكان يتأخر في استقبال الشعراء إلى العشي، فتذمّر طرفة من هذه المعاملة فهجاه وهجا أخاه عمرو بن هند بقوله:
وليت لنا مكان الملك عمرو- رغوثاً حول قبتنا تخور
لعمرك إن قابوس بن هند- ليخلط ملكه نوك كثير
قسمت الدهر في زمن رخيّ- كذاك الحكم يقصد أو يجور
وفي رواية أخرى أن طرفة لما أضاع إبل أخيه معبد ادعى جوار الملك عمرو، وكان قد تباطأ في رد الإبل إلى طرفة انتقاماً منه لأنه كان في مسيرة مع عمرو بن أمامة، فأضم عليه، أي حقد عليه- وكانت أول موجدة عليه، فبعث عمرو بن هند إلى إبل طرفة التي كانت في جوار قابوس فأخذها فقال طرفة:
لعمرك ما كانت حمولة معبد- على جدها حرباً لدينك من مضر
وكان لها جاران قابوس منهما- حذار ولم استرعها الشمس والقمر
وعمرو بن هند كان ممن أجارها- وبعض الجوار المستغاث به غرر
فمن كان ذا جار يخاف جواره- فجاراي أوفى ذمة وهما أبر
أعمرو بن هند ما ترى رأي صرمة- لها شنب ترعى به الماء والشجر
ويذكر ابن قتيبة رواية مفادها أن طرفة كان ينادم عمرو بن هند فأشرفت ذات يوم أخته، فرأى طرفة ظلها في الجام الذي في يده فقال:
ألا يا بأبي الرِّيم- الذي يبرق شنفاه
ولولا الملك العالي- لقبّلت له فاه
فحقد ذلك عليه.
وتجتمع هذه الأسباب كلية في أن عمرو بن هند كان ناقماً على طرفة، فحاول التخلص منه بعد أن تسربت له كل الأشعار التي هجاه فيها عن طريق عبد عمرو الذي يعد من سادة الناس آنذاك مما جعل عمرو بن هند يقربه إلى حاشيته، وكان زوجاً لأخت طرفة، وقد هجاه طرفة ذات يوم، وكان مما قاله فيه:
يا عجباً من عبد عمرو وبغيه- لقد رام ظلمي عبد عمرو فانعما
فشاع هذا النوع من الهجاء في عبد عمرو بين الناس، وبلغت مسامع عمرو بن هند واتفق أن خرج الملك ذات مرة إلى الصيد وخرج معه نفر من حاشيته وكان من بينهم عبد عمرو وصهر طرفة، وكان الملك قد أصاب طريدة فنزل وقال لأصحابه اجمعوا حطباً، وفيهم عبد عمرو فأوقد ناراً وشوى، فبينما الملك يأكل من شوائه وعبد عمرو يقدم له الطعام، إذ نظر إلى خصر قميصه منخرقاً فأبصر كشحه، وكان من أحسن الناس كشحاً وجسماً، وكان طرفة قد قال فيه:
ولا خير فيه غير أنّ له غنى- وأن له كشحاً إذا قام أهضما
فتمثل الملك بهذا البيت سخرية منه، فغضب عبد عمرو وقال: قد قال طرفة للملك أقبح من هذا! فقال الملك: ما الذي قال? فندم عبد عمرو مما سبق منه وأبى أن يسمعه، فقال: أسمعنيه وطرفة آمن، فأسمعه القصيدة التي هجاه فيها فسكت عمرو بن هند على وقر في نفسه، وكره أن يعجل عليه لفطنة أحد جلسائه الذي نبهه وقال له: إنك إن قتلت طرفة وأبقيت المتلمس هجاك وانتقم منك لما له من مكانة، بحكم كونه مجرباً ومسناً، وكان المتلمس قد هجا عمرو بن هند ? أيضاً- بعدة قصائد فلبث الملك يتريث الفرصة السانحة للانتقام منهما، حتى اطمأنا إليه، فلما قدما إليه ذات مرة كتب لهما صحيفة إلى عامله بالبحرين، وكان يوم ذاك ربيعة بن الحارث العبدي، وقال لهما الملك انطلقا إليه، فإن في هذه الصحيفة أمر بجوائزكما أي أنه أوهمهما أن في كتابيهما أمر بمنح جائزة لكل منهما.
وأخذ الشاعران- طرفة والمتلمس- صحيفتيهما ظناً منهما أن عمرو بن هند يأمر عامله بإعطائهما الهدية، فحملا الصحيفتين وسارا معاً حتى وصلا النجف، فارتاب المتلمس بأمر هذا الكتاب وقال لطرفة: إني لأخاف عليك من نظرة الملك إليك بعد أن هجوته، وإنك غلام حديث السن، والملك من عرفت حقده وغدره وكلانا قد هجاه، فهلم ننظر فيما كتبه لنا- فأقبلا حتى نزلا الحيرة- حينذاك فك المتلمس ختم صحيفته وعرضها على غلام من أهل الحيرة فقرأها وإذا بها أمر بقتل المتلمس، وأشار إلى طرفة بك صحيفته- هو أيضاً- فأبى، ورمى المتلمس صحيفته في نهر بالبحيرة، كما جاء في قوله:
وألقيتها بالثني من جنب كافر- كذلك اقنو كل قط مضلل
ومضى طرفة إلى عامل البحرين فكانت هناك نهايته.
وفي رواية مشابهة لهذه تروى عن المتلمس أنه قال: بعد أن كتب الملك "خرجنا حتى إذا هبطنا بذي الركاب من النجف، إذا أنا بشيخ على يساري يتبرز ومعه كسرة يأكلها وهو يقصع القمل:، فقلت: تالله ما رأيت شيخاً أحمق وأضعف وأقل عقلاً منك، قال: وما تنكر? قلت: تتبرز وتأكل وتقصع القمل، قال: أدخل طيباً وأخرج خبيثاً وأقتل عدواً، وأحمق من الذي يحمل حتفه بيمينه لا يدري ما فيه. قال: فنبهني وكأنما كنت نائماً، فإذا غلام من أهل الحيرة فقلت: يا غلام تقرأ? قال: نعم قلت: اقرأه فإذا فيه: من عمرو بن هند إلى المكعبر، إذا جاءك كتابي هذا مع المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً، فألقيت الصحيفة في النهر. وقلت يا طرفة: معك مثلها، قال: كلا ما كان يفعل ذلك في عقر داري قال: فأتى المكعبر فقطع يديه ورجليه ودفنه حياً، ففي ذلك يقول المتلمس:
من مبلغ الشعراء عن أخويهم- نبأ فتصدقهم بذاك الأنفس
أودى الذي علق الصحيفة منهما- ونجا حذار حبائه المتلمس
الق الصحيفة لا أبا لك إنه- يخشى عليك من الحباء النقرس
ألقى صحيفته ونجت كوره- وجناء مجمرة الفراسن عرمس
أجد إذا ضمرت تعزز لحمها- وإذا تشد بنسعها لا تنبس
ولقد تعددت الروايات بشأن مقتل طرفة مما يصعب تبيان الرأي الصحيح والاعتماد عليه، لكنها تكاد تكون متفقة على أن عمرو بن هند غضب على طرفة والمتلمس فأراد أن ينتقم منهما لهجائهما له.
بينما ذهب الشريف المرتضى إلى أن قاتل طرفة هو النعمان بن المنذر امتثالاً بقول طرفة:
أبا منذر كانت غروراً صحيفتي- ولم أعطكم في الطوع مالي ولا عرضي
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا- حنانيك بعض الشر أهون من بعض
وتذكر الأخبار أن النعمان بن المنذر قد تولى الحكم بعد مقتل طرفة بنحو سبع عشرة سنة، وقوله أبا منذر في هذين البيتين لا يكفي للدلالة على أن المعنى بقوله هو النعمان بن المنذر، فعمرو بن هند هو ابن المنذر أيضاً ويمكن أن يكنى بأبي المنذر ويذكر ابن قتيبة عن رواية أن الذي تولى قتله بيده هو معاوية بن مرّة الأيغلي. وذهب لويس شيخو في سرد القصة عن بعض الروايات، إلى أن عامل البحرين بعد أن قرأ صحيفة طرفة سأل عن المتلمس فأخبره بقراره، فعفا عنه لصدقه ورعايته لطابع الملك حيث لم يكفه، وقيل أنه سجنه وبعث إلى عمرو بن هند، وقال ما كنت لأقتل طرفة وأعادي قبيلته، فإذا أردت قتله فابعث إليه من يقتله ففعل وخيّر في قتله، فاختار أن يسقى الخمر ويفصد أكحله، ففعل به ذلك حتى مات نزفاً ودفن بهجر، يقول البحتري في ذلك:
ولقد سكنت إلى الصدود من النوى- والشّري أريٌ عند أكل الحنظل
وكذاك طرفة حين أوجس ضربة- في الرأس، هان عليه قطع الأكحل
وقيل في قتله غير ذلك، قيل إن عامل البحرين أمر بدفنه حياً. 
والواقع أن مثل هذه الروايات والأخبار- بحسب ما يظهر- إنما يكثر فيها الإسراف والمغالاة، كان القصد منها وضع خبر طرفة ? شأن غيره من الشعراء المشهورين- في قصص منمق، وفي ذلك شك كبير، من حيث أنها محاولة للإيثار، تحبيباً لإسماع الناس إليها شأن كثير من الأخبار القديمة التي كانت من نسج الخيال، القصد منها الاستمالة والترغيب في الإسماع ليس غير.
لكن على الأرجح أنه مات على يد عامل عمرو بن هند بالبحرين، وفي سن مبكرة فلقب نتيجة ذلك "الغلام القتيل" وقيل له أيضاً "ابن العشرين" إذ أصبح اسم طرفة لا يذكر إلا إذا اقترن به، وذلك في كونه لم يتجاوز سن السادسة والعشرين امتثالاً بقول أخته الخرنق الشاعرة في رثائه:
عددنا له ستاً وعشرين حجة- فلما توفاها استوى سيداً ضخما
فجعنا به لما رجونا إيابه- على خير حال لا وليداً ولا قمحا
وجاء في بعض الروايات يذكرها أبو زيد القرشي أن طرفة قال لعامل البحرين حين أراد أن يقتله انظرني شهراً فقال: ولات حين مناص، فقال: انظرني عشرة أيام، فقال: ما أمرت بذلك، فقال طرفة في اليوم الأول شعراً وأرسل به إلى أخويه، خالد، ومعبد، ابني "العبد" يقول فيه:
ألا أيها الغادي تحمّل رسالة- إلى خالد مني وإن كان نائيا
وصية من يهدي السلام تحية- ويخبر أهل الود أن لا تلاقيا
خرجنا وداعي الموت فينا يقودنا- وكان لنا النعمان بالسيف حاديا
ويروى أيضاً أنه قال قبل صلبه وكان في حسب من قومه يحرضهم للثأر منه:
فمن مبلغ أحياء بكر بن وائل- بأن ابن عبد راكب غير راجل
على ناقة لم يركب الفحل ظهرها- مشذّبة أطرافها بالمناجل
ويظهر أن رواة الأخبار وجدوا في طرفة شخصية جذابة لحداثة سنه، ولما وقع له مع عمر بن هند بشأن مقتله، فكان نتيجة ذلك أن تعددت الأخبار التي يصعب التفريق بين صحيحها والزائف.
أما بخصوص نظرة النقاد القدامى إليه فقد عده معظمهم من الشعراء الفحول، وربما أول ما يلفت النظر قبل التعرض إلى رأي القدماء في شعره هو ما قالته أخته الخرنق بعد أن رثته بقولها:
عددنا له ستاً وعشرين حجة- فلما توفاها استوى سيداً ضخما
وقولها استوى سيداً ضخما يبرر ما له من مكانة أدبية في عصره وهو بعد صغير السن. وكان مما قاله ابن سلام الجمحي: فأما طرفة فأشعر الناس واحدة: (يعني معلقته) وتليها أخرى مثلها وهي:
أصحوت اليوم أم شاقتك هر- ومن الحب جنون مستعر
ومن بعد له قصائد حسان جياد.
ويذكر الأنباري بإسناده إلى أبي عبيدة الذي قال: أجود الشعراء قصيدة واحدة، جيدة طويلة، ثلاثة نفر: عمر بن كلثوم والحارث بن حلزة، وطرفة بن العبد.
وجاء في رواية أخرى عن أبي عبيدة يذكرها ابن قتيبة أنه قال: مر لبيد بمجلس لنهد بالكوفة، وهو يتوكأ على عصا، فلما جاوز أمروا فتى منهم أن يلحقه فيسأله: من أشعر العرب? ففعل، فقال لبيد: الملك الضليل يعني امرؤ القيس فرجع فأخبرهم قالوا: ألا سألته: ثم من? فرجع فسأله: فقال: صاحب المحجن يعني نفسه.
ويذكر الجاحظ أنه ليس في الأرض أعجب من طرفة بن العبد، وعبد يغوث، وذلك أننا إذا قسنا جودة أشعارهما في حال الأمن والرفاهية. 
وقال أبو العلاء المعري على لسان محاوره مخاطباً طرفة في رسالة الغفران: ولو لم يكن لك أثر في العاجلة إلا قصيدتك التي على الدال لكنت قد أبقيت أثراً حسنا.
ويظهر من خلال هذه الآراء أنها تروي منزلة طرفة الشعرية التي أحرزها بين شعراء عصره، فاعتبر من متقدمي الفحول وأسبقهم إلى الإجادة في معظم إبداعه الفني وبخاصة في ابتكاره بعض المعاني. واتفق النقاد على أن طرفة لم يسبقه في الجودة غير امرئ القيس، بل ربما كان طرفة أجود منه في وصف الناقة حيث أبدع في وصفها.
وإذا كان ابن سلام قد وصفه في الطبقة الرابعة مع عبيد بن الأبرص، وعلقمة ابن عبده وعدي بن زيد، فليس من شك في أن السبب يرجع إلى قلة ما وصله من شعره وهو ما صرح به ابن سلام في بداية حديثه عن الطبقة الرابعة بأنهم "أربعة رهط فحول، شعراء، موضعهم مع الأوائل وإنما أخل بهم قلة شعرهم بأيدي الرواة" ومن ثمة فالسبب لا يعود إلى جودة الشعر وإبداعه فحسب، وإنما إلى قلته، ونظرة القدماء عن الكم من أهم المقاييس التي من شأنها تقدم هذا الشاعر أو ذاك عن سواه.
لمزيد من التفصيل أنظر: الزّوزَني، شرح المعلقات السبع الطوال، تحقيق د. عمر فاروق الطباع، بيروت: دار الأرقم بن أبي الأرقم، د. ت، ص97- 99. مطاع صفدي و إيليا حاوي، موسوعة الشعر العربي: الشعر الجاهلي، إشراف د. خليل حاوي، تحقيق وتصحيح أحمد قدامة، بيروت: شركة خياط، 1974، مج2، ص385-387. أعلام الزركلي. د. عبد القادر فيدوم، القيم الفكرية والجمالية في شعر طرفة بن العبد، المنامة: الأيام للنشر، ط1، 1998، ص11-21.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
معلقة طرفة بن العبد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: دواوين شعر-
انتقل الى: