منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معلقة لبيد بن ربيعة  

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة لبيد بن ربيعة   Empty
مُساهمةموضوع: معلقة لبيد بن ربيعة     معلقة لبيد بن ربيعة   Emptyالسبت 16 يناير 2016, 5:10 am

معلقة لبيد بن ربيعة
 
 
عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَـا
بِمِنىً تَأَبَّـدَ غَـوْلُهَا فَرِجَامُهَـا
فَمَـدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا
خَلِقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سِلامُهَا
دِمَنٌ تَجَـرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَـا
حِجَـجٌ خَلَونَ حَلالُهَا وَحَرامُهَا
رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَـا
وَدَقُّ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَـا
مِنْ كُـلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِـنٍ
وَعَشِيَّـةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَـا
فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَـتْ
بِالجَهْلَتَيْـنِ ظِبَـاؤُهَا وَنَعَامُهَـا
وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَـا
عُـوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهَامُهَـا
وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا
زُبُـرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَـا أَقْلامُهَـا
أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَـا
كَفِـفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَـا
فَوَقَفْـتُ أَسْأَلُهَا وَكَيفَ سُؤَالُنَـا
صُمًّـا خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَـا
عَرِيتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا
مِنْهَـا وغُودِرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُهَـا
شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِيْنَ تَحَمَّلُـوا
فَتَكَنَّسُـوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُهَـا
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّـهُ
زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُهَـا
زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا
وَظِبَـاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً آرَامُهَـا
حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا
أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَـا
بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارِ وقَدْ نَأَتْ
وتَقَطَّعَـتْ أَسْبَابُهَا ورِمَامُهَـا
مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْد وجَـاوَرَتْ
أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا
بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّـرٍ
فَتَضَمَّنَتْهَـا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُهَـا
فَصُـوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمِظَنَّـةٌ
فِيْهَا رِخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا
فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُـهُ
وَلَشَـرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَـا
وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ
بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَـا
بِطَلِيـحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً
مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَـا
وَإِذَا تَعَالَى لَحْمُهَا وتَحَسَّـرَتْ
وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَـا
فَلَهَـا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَـا
صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا
أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاحَـهُ
طَرْدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وَكِدَامُهَـا
يَعْلُو بِهَا حُدْبَ الإِكَامِ مُسَحَّـجٌ
قَـدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَـا وَوِحَامُهَـا
بِأَحِـزَّةِ الثَّلْبُـوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَـا
قَفْـرُ المَـرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَـا
حَتَّـى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّـةً
جَـزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَـا
رَجَعَـا بِأَمْرِهِمَـا إِلىَ ذِي مِـرَّةٍ
حَصِـدٍ ونُجْعُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامُهَـا
ورَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَـتْ
رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وسِهَامُهَـا
فَتَنَـازَعَا سَبِطاً يَطِيْرُ ظِـلالُـهُ
كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَـا
مَشْمُـولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَـجٍ
كَدُخَـانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُهَـا
فَمَضَى وقَدَّمَهَا وكَانَتْ عَـادَةً
مِنْـهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُهَـا
فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَـا
مَسْجُـورَةً مُتَجَـاوِراً قُلاَّمُهَـا
مَحْفُـوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَـا
مِنْـهُ مُصَـرَّعُ غَابَةٍ وقِيَامُهَـا
أَفَتِلْـكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُـوعَـةٌ
خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَـا
خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَـرِمْ
عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَـا
لِمُعَفَّـرٍ قَهْـدٍ تَنَـازَعَ شِلْـوَهُ
غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَـا
صَـادَفْنَ مِنْهَا غِـرَّةً فَأَصَبْنَهَـا
إِنَّ المَنَـايَا لا تَطِيْشُ سِهَامُهَـا
بَاتَتْ وأَسْبَلَ واكِفٌ مِنْ دِيْمَـةٍ
يُرْوَى الخَمَائِلَ دَائِماً تَسْجَامُهَـا
يَعْلُـو طَرِيْقَةَ مَتْنِهَـا مُتَوَاتِـرٌ
فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمامُهَـا
تَجْتَـافُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّـذَا
بِعُجُـوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيْلُ هُيَامُهَـا
وتُضِيءُ فِي وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيْـرَةً
كَجُمَانَةِ البَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَـا
حَتَّى إِذَا حَسَرَ الظَّلامُ وأَسْفَرَتْ
بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلامُهَا
عَلِهَتْ تَرَدَّدُ فِي نِهَاءِ صُعَائِـدٍ
سَبْعـاً تُـؤَاماً كَامِلاً أَيَّامُهَـا
حَتَّى إِذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِقٌ
لَمْ يُبْلِـهِ إِرْضَاعُهَا وفِطَامُهَـا
فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأَنِيْسِ فَرَاعَهَـا
عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيْسُ سَقَامُهَا
فَغَدَتْ كِلاَ الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ
مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمَامُهَـا
حَتَّى إِذَا يِئِسَ الرُّمَاةُ وأَرْسَلُـوا
غُضْفاً دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُهَـا
فَلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَهَا مَدْرِيَّـةٌ
كَالسَّمْهَـرِيَّةِ حَدُّهَا وتَمَامُهَـا
لِتَذُودَهُنَّ وأَيْقَنَتْ إِنْ لَمْ تَـذُدْ
أَنْ قَدْ أَحَمَّ مَعَ الحُتُوفِ حِمَامُهَا
فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِ فَضُرِّجَتْ
بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُخَامُهَـا
فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى
واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَـا
أَقْضِـي اللُّبَـانَةَ لا أُفَرِّطُ رِيْبَـةً
أَوْ أنْ يَلُـومَ بِحَاجَـةٍ لَوَّامُهَـا
أَوَلَـمْ تَكُنْ تَدْرِي نَوَارِ بِأَنَّنِـي
وَصَّـالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُهَـا
تَـرَّاكُ أَمْكِنَـةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَهَـا
أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَـا
بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِينَ كَمْ مِنْ لَيْلَـةٍ
طَلْـقٍ لَذِيذٍ لَهْـوُهَا وَنِدَامُهَـا
قَـدْ بِتُّ سَامِرَهَا وغَايَةَ تَاجِـرٍ
وافَيْـتُ إِذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدَامُهَـا
أُغْلِى السِّبَاءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عَاتِـقِ
أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُهَـا
بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وجَذْبِ كَرِينَـةٍ
بِمُـوَتَّـرٍ تَأْتَـالُـهُ إِبْهَامُهَـا
بَاكَرْتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ
لأَعَـلَّ مِنْهَا حِيْنَ هَبَّ نِيَامُهَـا
وَغـدَاةَ رِيْحٍ قَدْ وَزَعْتُ وَقِـرَّةٍ
قَد أَصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَـا
وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِـي
فُرْطٌ وِشَاحِي إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَـا
فَعَلَـوْتُ مُرْتَقِباً عَلَى ذِي هَبْـوَةٍ
حَـرِجٍ إِلَى أَعْلامِهِـنَّ قَتَامُهَـا
حَتَّـى إِذَا أَلْقَتْ يَداً فِي كَافِـرٍ
وأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَـا
أَسْهَلْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْعِ مُنِيْفَةٍ
جَـرْدَاءَ يَحْصَرُ دُونَهَا جُرَّامُهَـا
رَفَّعْتُهَـا طَـرْدَ النَّعَـامِ وَشَلَّـهُ
حَتَّى إِذَا سَخِنَتْ وخَفَّ عِظَامُهَـا
قَلِقَـتْ رِحَالَتُهَا وأَسْبَلَ نَحْرُهَـا
وابْتَـلَّ مِنْ زَبَدِ الحَمِيْمِ حِزَامُهَـا
تَرْقَى وتَطْعَنُ فِي العِنَانِ وتَنْتَحِـي
وِرْدَ الحَمَـامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمَامُهَـا
وكَثِيْـرَةٍ غُـرَبَاؤُهَـا مَجْهُولَـةٍ
تُـرْجَى نَوَافِلُهَا ويُخْشَى ذَامُهَـا
غُلْـبٍ تَشَذَّرُ بِالذَّحُولِ كَأَنَّهَـا
جِـنُّ البَـدِيِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَـا
أَنْكَـرْتُ بَاطِلَهَا وبُؤْتُ بِحَقِّهَـا
عِنْـدِي وَلَمْ يَفْخَرْ عَلَّي كِرَامُهَـا
وجَـزُورِ أَيْسَارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِهَـا
بِمَغَـالِقٍ مُتَشَـابِهٍ أَجْسَامُهَــا
أَدْعُـو بِهِنَّ لِعَـاقِرٍ أَوْ مُطْفِــلٍ
بُذِلَـتْ لِجِيْرَانِ الجَمِيْعِ لِحَامُهَـا
فَالضَّيْـفُ والجَارُ الجَنِيْبُ كَأَنَّمَـا
هَبَطَـا تَبَالَةَ مُخْصِبـاً أَهْضَامُهَـا
تَـأْوِي إِلَى الأطْنَابِ كُلُّ رَذِيَّـةٍ
مِثْـلِ البَلِيَّـةِ قَالِـصٍ أَهْدَامُهَـا
ويُكَلِّـلُونَ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَـتْ
خُلُجـاً تُمَدُّ شَـوَارِعاً أَيْتَامُهَـا
إِنَّـا إِذَا الْتَقَتِ المَجَامِعُ لَمْ يَـزَلْ
مِنَّـا لِزَازُ عَظِيْمَـةٍ جَشَّامُهَـا
ومُقَسِّـمٌ يُعْطِي العَشِيرَةَ حَقَّهَـا
ومُغَـذْمِرٌ لِحُقُوقِهَـا هَضَّامُهَـا
فَضْلاً وَذُو كَرَمٍ يُعِيْنُ عَلَى النَّدَى
سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِبٍ غَنَّامُهَـا
مِنْ مَعْشَـرٍ سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُـمْ
ولِكُـلِّ قَـوْمٍ سُنَّـةٌ وإِمَامُهَـا
لا يَطْبَعُـونَ وَلا يَبُورُ فَعَالُهُـمْ
إِذْ لا يَمِيْلُ مَعَ الهَوَى أَحْلامُهَـا
فَاقْنَـعْ بِمَا قَسَمَ المَلِيْكُ فَإِنَّمَـا
قَسَـمَ الخَـلائِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُهَـا
وإِذَا الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ فِي مَعْشَـرٍ
أَوْفَـى بِأَوْفَـرِ حَظِّنَا قَسَّامُهَـا
فَبَنَـى لَنَا بَيْتـاً رَفِيْعاً سَمْكُـهُ
فَسَمَـا إِليْهِ كَهْلُهَـا وغُلامُهَـا
وَهُمُ السُّعَاةُ إِذَا العَشِيرَةُ أُفْظِعَـتْ
وَهُمُ فَـوَارِسُـهَا وَهُمْ حُكَّامُهَـا
وَهُمُ رَبيـْعٌ لِلْمُجَـاوِرِ فِيهُــمُ
والمُرْمِـلاتِ إِذَا تَطَـاوَلَ عَامُهَـا
وَهُمُ العَشِيْـرَةُ أَنْ يُبَطِّئَ حَاسِـدٌ
أَوْ أَنْ يَمِيْـلَ مَعَ العَـدُوِّ لِئَامُهَـا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة لبيد بن ربيعة   Empty
مُساهمةموضوع: رد: معلقة لبيد بن ربيعة     معلقة لبيد بن ربيعة   Emptyالسبت 16 يناير 2016, 5:12 am

[size=32]شرح معلقة لبيد بن ربيعة[/size]
 
عفا لازم ومتعد ، يقال : عفت الريح المنزل وعفا المنزل نفسه عفوا وعفاء ، وهو في البيت لازم ، المحل من الديار : ما حل فيه لأيام معدودة ، والمقام منها ما طالت إقامته به ، منى : موضع يحمى ضرية غير منى الحرم ، ومنى ينصرف ولا ينصرف يذكر ويؤنث ، تأبد : توحش وكذلك أبد يؤبد يأبد أبودا ، الغول والرجام : جبلان معروفان . ومنه قول أوس بن حجر : زعمتم أن غولا والرجام لكم ومنعجا فاذكروا فالأمر مشترك يقول : عفت ديار الأحباب وانمحت منازلهم ماكان منها للحلول دون الإقامة وما كان منا للإقامة ، وهذه الديار كانت بالموضع المسمى منى ، وقد توحشت الديار الغولية والديار الرجامية منها لارتحال قطانها واحتمال . سكانها ، والكناية في غولها ورجامها راجعة إلى الديار ، قوله : تأبد غولها ، أي ديار غولها ورجامها . فحذف المضاف
1
المدافع : أماكن يندفع عنها الماء من الربى والأخياف ، والواحد مدفع ، الريان : جبل معروف . ومنه قول جرير : ياحبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كنا التعرية : مصدر عريته فعري وتعرى ، الوحي : الكتابة ، والفعل وحى يحي والحي الكتاب ، والجمع الوحي ، السلام : الحجارة ، والواحد سلمة بكسر اللام ، فمدفع معطوف على قوله غولها يقول : توحشت الديار الغولية والرجامية ، وتوحشت مدافع جبل الريان لارتحال الأحباب منها واحتمال الجيران عنها. ثم قال : وقد توحشت وغيرت رسوم هذه الديار فعريت خلقا وإنما عرتها السيول ولم تنمح بطول الزمان فكأنه كتاب ضمن حجرا ، شبه بقاء الآثار لعدة أيام ببقاء الكتاب في الحجر ، ونصب خلقا على الحال ، والعامل فيه عري ، والمضمر الذي أضيف اليه سلام عائد إلى الوحي
2
التجرم : التكمل والانقطاع ، يقال ، تجرمت السنة وسنة مجرمة أي مكملة ، العهد ، اللقاء ، والفعل عهد يعهد ، الحجج : جمع حجة وهي السنة . وأراد بالحرام الأشهر الحرم ، وبالحلال أشهر الحل ، الخلو : المضي ومنه الأمم الخالية ، ومنه قوله عز وجل "وقد خلت القرون من قبلي" يقول : هي آثار ديار قد تمت وكملت وانقطعت إذ بعد عهد سكانها بها سنون مضت أشهر الحرم وأشهر الحل منها ، وتحرير المعنى : قد مضت بعد ارتحالهم عنها سنون بكمالها ، خلون : المضمر فيه راجع إلى الحجج ، وحلالها بدل من الحجج ، وحرامها معطوف عليها ، والسنة لا تعدو أشهر الحرم وأشهر الحل ، فعبر عن مضي السنة بمضيهما
3
مرابيع النجوم : الأنواء الربيعية وهي المنازل التي تحلها الشمس فصل الربيع ، الواحد مرباع ، الصوب : الإصابة ، يقال : صابه أمر كذا وأصابه بمعنى ، الودق : المطر ، وقد ودقت السماء تدق ودقا إذا أمطرت الجود : المطر التام العام ، وقال ابن الأنباري : هو المطر الذي يرضي أهله وقد جاد يجوده جودا فهو جود ، الرواعد : ذوات الرعد من السحاب ، واحدتها راعدة ، الرهام والرهم : جمع رهمة وهي المطرة التي فيها لين يقول : رزقت الديار والدمن أمطار الأنواء الربيعية فأمرعت وأعشبت وأصابها مطر ذوات الرعود من السحائب ما كان منه عاما بالغا مرضيا أهله وما كان منه لينا سهلا . وتحرير المعنى : أن تلك الديار ممرعة معشبة لترادف الأمطار المختلفة عليها ونزاهتها
4
السارية : السحابة الماطرة ليلا ، والجمع السواري ، المدجن : الملبس آفاق السماء بظلامه لفرط كثافته ، والدجن إلباس الغيم آفاق السماء ، وقد أدحن الغيم ، الإرزام : التصويت ، وقد أرزمت الناقة إذا رغت ، والأسم الرزمة ، ثم فسر تلك الأمطار فقال : هي كل مطر سحابة سارية ومطر سحاب غاد يلبس آفاق السماء بكثافته وتراكمه وسحابة عشية تتجاوب أصواتها ، أي كأن وعودها تتجاوب ، جمع لها أمطار السنة لأن أمطار الشتاء أكثرها يقع ليلا ، وأمطار الربيع يقع أكثرها غداة وأمطار الصيف يقع أكثرها عشيا . كذا زعم مفسرو هذا البيت
5
الأيهقان : بفتح الهاء وضمها : ضرب من النبت وهو الجرجير البري ، أطفلت أي صارت ذوات الأطفال ، المجلهتان : جانبا الوادي : ثم أخبر عن إخصاب الديار وأعشابها فقال : علت بها فروع هذا الضرب من النبت وأصبحت الظباء والنعام ذوات أطفال بجانبي وادي هذه الديار ، قوله : ظباؤها ونعامها ، يريد وأطفلت ظباؤها وباضت نعامها ، لأن النعام تبيض ولا تلد الأطفال ، ولكنه عطف النعام على الظباء في الظاهر لزوال اللبس . ومثله قول الشاعر: إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا أي وكحلن العيون ، وقوله الآخر: تراه كأن الله يجدع أنفه وعينيه أن مولاه صار له وفر أي ويفقأ عينيه ، وقول الآخر : ياليت زوجك قد غدا منقلدا سيفا ورمحا أي وحاملا رمحا ، تضبط نظائر ما ذكرنا ، وزعم كثير من الأئمة النحويين والكوفيين أن هذا المذهب سائغ في كل موضع ، ولوح أبو الحسن الأخفش إلى أن المعول فيه على السماع
6
العين : واسعات العيون ، الطلا : ولد الوحش حين يولد إلى أن يأتي عليه شهر ، والجمع الأطلاء ، ويستعار لولد الإنسان وغيره ، العوذ : الحديثات النتاج ، الواحدة عائذ ، مثل عائط وعوط ، وحائل وحول ، وبازل وبزل ، وفاره وفره ، وجمع الفاعل على فعل قليل معول فيه على الحفظ ، الاجل أجلا ، الفضاء : الصحراء ، البهام : أولاد الضأن اذا انفردت ، وإذا اختلطت بأولاد الضأن أولاد الماعز قيل للجمع بهام ، وإذا انفردت أولاد العز من أولاد الضأن لم تكن بهاما ، وبقر الوحش بمنزلة الضأن ، وشاة الجبل بمنزلة المعز عند العرب ، وواحدة البهام بهم ، وواحد البهم بهمة ، ويجمع البهام على البهمات يقول : والبقر الواسعات العيون قد سكنت وأقامت على أولادها ترضها حال كونها حديثات النتاج وأولادها تصير قطيعا في تلك الصحراء فالمعنى من هذا الكلام : أنها صارت مغنى الوحش بعد كونها مغنى الإنس . ونصب عوذا على الحال من العين
7
جلا : كشف ، يجلو جلاء ، وجلوت العروس جلوة من ذلك ، وجلوت السيف جلاء صقلته ، منه أيضا ، السيول : جمع سيل مثل بيت بيوت ، شيخ وشيوخ ، الطلول : جمع الطلل ، الزبر : جمع زبور وهو الكتاب ، والزبر الكتابة ، والزبور فعول بمعنى المفعول بمنزلة الركوب والحلوب بمعنى المركوب والمحلوب ، الإجداد والتجديد واحد يقول : وكشفت السيول عن أطلال الديار فأظهرتها بعد ستر التراب إياها ، فكأن الديار كتب تجدد الأقلام كتابتها .. فشبه الشاعر كشف السيول عن الأطلال التي غطاها التراب بتجديد الكتاب سطور الكتاب الدارس ، وظهور الأطلال بعد دروسها بظهور السطور بعد دروسها ، وأقلام مضافة إلى ضمير زبر ، وأسم كان ضمير الطلول
8
الرجع الترديد والتجديد ، وهو من قولهم : رجعته أرجعته رجعا فرجع يرجع رجوعا . وقد فسرنا الواشمة ، الاسفاف : الذر ، وهو من قولهم : سف زيد السويق وغيره يسفه سفا النؤور : ما يتخذ من دخان السراج والنار ، وقيل : النيلج ، الكفف : جمع كفة وهي الدارات ، وكل شيئ مستدير كفة ، بكسر الكاف ، وجمعها كفف ، وكل مستطيل كفة بضمها ، والجمع كفف ، كذا حكى الأئمة ، تعرض وأعرض : ظهر ولاح ، الوشام : جمع وشم ، شبه ظهور الأطلال بعد دروسها بتجديد الكتابة وتجديد الوشم يقول : كأنها زبر أو ترديد واشمة وشما قد ذرت نؤورها في دارات ظهر الوشام فوقها فأعادتها كما تعيد السيول الأطلال إلى ما كانت عليه ، فجعل إظهار السيل الأطلال كإظهار الواشمة الوشم ، وجعل دروسها كدروس الوشم ، نؤورها اسم ما لم يسم فاعله ، وكففا هو المفعول الثاني بقي على انتصابه بعد إسناد الفعل إلى المفعول ، وشامها : فاعل تعرض وقد أضيف إلى ضمير الواشمة
9
الصم : الصلاب ، والواحد أصم والواحدة صماء ، خوالد : بواق ، يبين : بان يبين بيانا ، وأبان قد يكون بمعنى أظهر ويكون بمعنى ظهر ، وكذلك بين وتبين بالتضعيف قد يكون بمعنى ظهر وقد يكون بمعنى عرف واستبان كذلك ، فالأول لازم والأربعة الباقية قد تكون لازمة وقد تكون متعدية ، وقولهم : بين الصبح لذي عينين ، أي ظهر فهو هنا لازم ويروى في البيت : ما يبين كلامها وما يبين ، بفتح الياء وضمها ، وهما هنا بمعنى ظهر يقول : فوقفت أسأل الطلول عن قطانها وسكانها ، ثم قال وكيف سؤالنا حجارة صلابا بواقي لا يظهر كلامها ، أي كيف يجدي هذا السؤال على صاحبه وكيف ينتفع به السائل ؟ لوح إلى أن الداعي إلى هذا السؤال فرط الكلف والشغف وغاية الوله ، وهذا مستحب في النسيب والمرئية لأن الهوى والمصيبة يدلهان صاحبهما
10
بكرت من المكان وابتكرت بمعنى أي سرت منه بكرة ، المغادرة : الترك ، غادرت الشيء تركته وخلفته ، ومنه الغدير لأنه ماء تركه السيل وخلفه ، والجمع الغدر والغدران والأغدرة ، النؤي : نهير يحفر حول البيت لينصب إليه الماء من البيت ، والجمع نؤي وأنآ ، وتقلب فيقال : آناء مثل أبآر وأرآء وآراء ، الثمام : ضرب من الشجر رخو يسد به خلل البيوت يقول : عريت الطلول عن قطانها بعد كون جميعهم بها فساروا منها بكرة وتركوا النؤي ، الئمام ، وإنما لم يحملوا الثما م لأنه لا يعوزهم في محالهم
11
الظعن : بتسكين العين تخفيف الظعن بضمها ، وهي جمع الظعون : وهو البعير الذي عليه هودج وفيه امرأة ، وقد يكون الظعن جمع ظعينة وهي المرأة الظاعنة مع زوجها ، ثم يقال لها وهي في بيتها ظعينة ، وقد يجمع بالظعائن أيضا ، التكنس : دخول الكناس والاستكنان به ، القطن : جمع قطين وهو الجماعة ، والقطن واحد ، الصرير : صوت البال والرحل وغير ذلك . يقول : حملتك على الاستياق والحنين نساء الحي أو مراكبهن يوم ارتحل الحي ودخلوا ف الكنس ، جمع الهوادج للنساء بمنزلة الكنس للوحس ، ثم قال : وكانت خيامهم المحمولة أو دخلن هوادج غطيت بثياب القطن ، والقطن من الثياب الفاخرة عندهم ، والضمير في تكنسوا للحي والمضمر الذي أضيف إليه الخيام للظعن ، وقطنا منصوب على الحال إن جعلته جمع قطين ، ومفعول به إن جعلته قطنا
12
حف الهودج وغيره بالثياب : إذا غطي بها ، وحف الناس حول الشيء أحاطوا به . أظل الجدار الشيء : إذا كان في ظل الجدار ، العصي هنا : عيدان الهودج ، الزوج : النمط من الثياب ، والجمع الازواج ، الكلة الستر الرقيق ، والجمع الكلل ، القرام : الستر ، والجمع القرم ، ثم فصل الزوج فقال : هو كلة ، وعبر بها عن الستر الذي يلقي فوق الهودج لئلا تؤذي الشمس صاحبته ، وعبر بالقرم عن الستر المرسل على جوانب الهودج وتحرير المعنى : الهوادج محفوفة بالثياب فعيدانها تحت ظلال ثيابها ، والمضمر بعد القرام للعصي أو الكلة
13
الزجل : الجماعات ، الوحدة زجلة ، النعاج: إناث بقر الوحش الواحدة نعجة ، وجرة موضع بعينه . العطف جمع العاطف الذي هو الترحم أو من العطف الذي هو الثني ، الارآم : جمع الرئم وهي الظبي الخالص البياض يقول : تحملوا جماعات كأنهن إناث بقر الوحش فوق الإبل ، شبه النساء في حسن الاعين والمشي بها أو بظباء وجرة في حال ترحمها على أولادها أو في حال عطفها أعناقها للنظر إلى أولادها ، شبه النساء بالظباء في هذه الحال لأن عيونها أحسن ا تكون في هذه الحال لكثرة مائها وتحرير المعنى : شبه الشاعر النساء ببقر توضح وظباء وجرة في كحل أعينها . ونصب زجلا على الحال والعامل فيها تحملوا ، ونصب عطفا على الحال ، ورفع أرآمها لانها فاعل والعامل فيها الحال السادة مسد الفعل
14
الحفز : الدفع ، والفعل حفز يحفز ، الاجزاع : جمع جزع وهو منعطف الوادي ، بيشة : واد بعينه ، الائل : شجر يشبه الطرفاء إلا أنه أعظم منها ، الرضام : الحجارة العظام ، الواحدة رضمة ، والجنس رضم يقول : دفعت الظعن ، أي صرت الركاب ، لتجد في السير وفارقها قطع السراب ، أي رحت خلال قطع السراب ولمعت ، فكأن الظعن منعطفات وادي بيشة أثلها وحجارتها العظام ، شبههما في العظم والضخم بهما
15
نوار : اسم امرأة يشبب بها ، النأي : البعد ، الرمام : جمع الرمة وهي قطعة من الحبل خلقة ضعيفة ، أضرب الشاعر عن صفة الديار ووصف حال احتمال الأحباب بعد تمامها وأخذ في كلام آخر من غير إبطال لما سبق ، بل ، في كلام الله تعالى، لا تكون إلا بهذا المعنى ، لأنه لا يجوز منه إبطال كلامه وإكذابه ، قال مخاطبا نفسه : أي شيء تتذكرين من نوار في حال بعدها وتقطع أسباب وصولها ما قوي منها وما ضعف
16
مرية : منسوبة إلى مرة ، فيد : بلدة معروفة ، ولم يصرفها لاستجماعها التأنيث والتعريف ، وصرفها سائغ أيضا لأنها مصوغة على أخف أوزان الإلقاء فعادلت الخفة أحد السببين فصارت كأنه ليس فيها إلا سبب واحد لا يمنع الصرف ، وكذلك حكم كل إسم كان على ثلاثة أحرف ساكن الأوسط مستجمعا للتأنيث والتعريف نحو هند ودعد ، وأنشد النحويون : لم تتلفع بفضل مئزرها دعد ولم تفد دعد في اللعب ألا ترى الشاعر كيف جمع بين اللغتين في هذا البيت ؟ يقول : نوار امرأة من مرة حلت بهذه البلدة وجاورت أهل الحجاز ، يريد أنها تحل بفيد احيانا وتجاور أهل الحجاز ، وذلك في فصل الربيع وأيام الإنتاج لأن الحال بفيد لا يكون مجاورا أهل الحجاز لأن بينها وبين الحجاز مسافة بعيدة وتيها قذفا . وتلخيص المعنى أنه يقول : هي مرية تتردد بين الموضعين وبينهما وبين بلادك بعد ، وكيف يتيسر لك طلبها والوصول اليها
17
عنى بالجبلين : جبلي طي ، أجأ وسلمى ، المحجر : جبل آخر ، فردة : جبل منفرد عن سائر الجبال سمي بذلك لانفراده عن الجبال ، رخام : أرض متصلة بفردة لذلك أضافها إليها يقول : حلت نوار بمشارق أجا وسلمى ، أي جوانبها التي تلي المشرق ، أو حلت بمحجر فتضمنتا فردة فالأرض المتصلة بها وهي رخام ، وإنما يحصي منازلها عند حلولها بفيد ، وهذه الجبال قريبة منها بعيدة عن الحجاز ، تضمن الموضع فلانا إذا حصل فيه ، وضمنته فلانا إذا حصلته فيه ، مثل قولك : ضمنته القبر فتضمنه القبر
18
يقال أيمن الرجل إذا أتى اليمن ، مثل أعرق إذا أتى العراق وأخيف إذا أتى خيف منى ، مظنه الشيء : حيث يظن كونه فيه ، ومن الظن ، بالظاء ، وأما قولهم: علق مضنة ، هو من الضن ، بالضاد ، أي شيء نفيس يبخل به ، صوائق : موضع معروف ، وحاف القهر بالراء غير معجمة : موضع معروف ، ومنهم من رواه بالزاي معجمة ، طلخام : موضع معروف ايضا يقول : وإن انتجعت نحو اليمن فالظن أنها تحل بضوائق وتحل من بينها بوحاف القهر أو بطلخام ، وهما خاصان مع الإضافة إلى صوائق . وتلخيص المعنى : أنها إن أتت اليمن حلت بوحاف القهر أو طلخام من صوائق
19
اللبانة : الحاجة ، الخلة : المودة المتناهية ، والخليل والخل والخلة واحد ، الصرام : القطاع ، فعال من الصرم والقطع ، والفعل صرم يصرم ، ثم أضرب الشاعر عن ذكر نوار وأقبل على نفسه مخاطبا إياها فقال : فاقطع أربك وحاجتك ممن كان وصله معرضا للزوال والانتقاض ، ثم قال : وشر من وصل محبة أم حبيبا من قطعها ، أي شر واصلي الأحباب أو المحبات قطاعها ، يذم من كان وصله في معرض الانتكاث والانتقاض . ويروى : ولخير واصل ، وهذه أوجه الروايتين وأمثلهما، أي خير واصلي المحبات أو الأحباب إذا رجا غيرهم قطاعها إذ يئس منه ، قوله لبانة من تعرض ، أي لبانتك منه ، لأن قطع لبانة منك ليس إليك
20
حبوته بكذا أحبون حباء : إذا أعطيته إياه ، المجامل : المصانع ويروى : المحامل ، أي الذي يتحمل أذاك كما تتحمل أذاه ، بالجزيل أي بالود الجزيل . الجزال والكمال والتمام أصله الضخم والغلظ ، والفعل جزل يجزل والنعت جزل وجزيل ، وقد أجزل عطيته وفره وكثرها ، الصرم : القطيعة ، الظلع :غمز من الدواب ، الزبغ : الميل ، والإزاغة هي الإمالة ، قوام الشيء : ما يقوم به يقول : وأحب من جاملك وصانعك وداراك بود كامل وافر ، ثم قال : وقطيعته باقية إن ظلعت خلته ومال قوامها ، أي إن ضعفت أسبابها ودعائمها ، أي إن حال المجامل عن كرم العهد فأنت قادر على صرمه وقطيعته .. فالمضمر الذي أضيف إليه قوامها للخلة وكذلك المضمر في ظلعت
21
الطلح والطليح : المعيي ، وقد طلحت البعير أطلحه طلحا أعييته ، فطليح على وزن فعيل بمعنى مفعول ، بمنزلة الجريح والقتيل ، وطلح على وزن فعل في معنى مفعول بمنزلة الذبح والطحن بمعنى المذبوح والمطحون ، أسفار : جمع سفر ، الإحناق : الضمر . الباء في قوله بطليح من صلة وصرمة . يقول ، إذا زال قوام خلته فأنت تقدر على قطيعته بركوب ناقة أعيتها الأسفار وتركت بقية من لحمها وقوتها فضمر صلبها وسنامها . وتلخيص المعنى : فأنت تقدر على قطيعته بركوب ناقة قد اعتادت الأسفار ومرنت عليها
22
تغالى لحمها : ارتفع إلى رؤوس العظام ، من الغلاء وهو الارتفاع ومنه قولهم غلا السعر يغلو غلاء ، إذا ارتفع ، تحسرت أي صارت حسيرا فهي كالة معيية عارية من اللحم ، الخدام ، والخدم جمع خدمة وهي سيور تشد بها النعال إلى أرساغ الإبل يقول : فاذا ارتفع لحمها إلى رؤوس عظامها وأعيت عن اللحم وتقطعت السيور التي تشد بها نعالها بعد إعيائها وجواب هذا البيت الذي بعده
23
الهباب : النشاط ، الصهباء : الحمراء ، يريد كأنها سحابة صهباء فحذف الموصوف ، خف يخف خفوفا : أسرع ، الجهام : السحاب الذي أراق ماؤه يقول : فلها في مثل هذا الحال نشاط في السير في حال قود زمامها فكأنها في سرعة سيرها سحابة حمراء قد ذهبت الجنوب بقطعها التي اهرقت ماءها فانفردت عنها ، وتلك أسرع ذهابا من غيرها
24
ألمعت الأتان فهي ملمع : أشرق ضبياها باللبن ، وسقت : حملت تسق وسقا ، الأحقب : العير الذي في وركيه بياض أو في خاصرتيه ، لاحه ، ولوحه : غيره ويروى : طرد الفحولة ضربها وعذامها ، الفحول والفحولة والفحالة : جمع فحل ، الكدام : يجوز أنه بمنزلة الكدم وهو العض ، وأن يكون بمنزلة المكادمة وهي المعاضة ، العذام : يجوز أن يكون بمنزلة العذم وهو العض ، وأن يكون بمنزلة المعاذمة وهي المعاضة يقول : كأنها صهباء أو أتان أشرقت أطباؤها باللبن وقد حملت تولبا لفحل أحقب قد غير وهزل ذلك الفحل طرده الفحول وضربه إياها وعضه لها . وتلخيص المعنى : أنها تشبه في شدة سيرها هذه السحابة أو هذه الأتان التي حملت تولبا لمثل هذا الفحل شديد الغيرة عليها فهو يسوقها سوقا عنيفا
25
الإكام : جمع أكم ، وكذلك الآكام والأكم جمع أكمة ، ويجمع الآكام على الأكم ، حدبها : ما احدودب منها ، السحج: القشر والخدش العنيف ، والتسحيج مبالغة السحج ، الوحام والوحم : إشتهاء الحبلى للشيء والفعل وحمت توحم وتاحم وتيحم ، هذا القياس مطرد في فعل يفعل من معتل الفاء يقول : يعلي هذا الفحل الأتان الأكام إتعابا لها وإبعادا بها عن الفحول ، وقد شككه في أمرها عصيانها إياه في حال حملها واشتهاؤها إياه قبله ، والمسحج : العير المعضض
26
الأحزة : جمع حزيز وهو مثل القف ، ثلبوت : موضع بعينه ، ربأت القوم وربأت لهم أربأ ربأ : كنت ربيئة لهم ، القفر : الخالي ، الجمع القفار ، المراقب : جمع مرقبة وهو الموضع الذي يقوم عليه الرقيب ، ويريد بالمراقب الاماكن المرتفعة ، الآرام : أعلام الطريق ، الواحد أرم يقول : يعلو العير بالأتان الإكام في قفار هذا الموضع ويكون رقيبا لها فوقها في موضع خال من الاماكن المرتفعة ، لأنه يخاف أعلامها ، أي يخاف استتار الصيادين بأعلامها . وتلخيص المعنى : أنهما بهذا الموضع والعير يعلو إكامه لينظر إلى أعلامها هل يرى صائد استتر بعلم منها يريد أن يرميها
27
سلخت الشهر وغيره أسلخه سلخا : مر علي ، وانسلخ الشهر نفسه ، جمادى : أسم للشتاء ، سمي بها لجمود الماء فيه ، ومنه قول الشاعر : في ليلة من جمادى ذات أندية لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا أي من الشتاء ، جزأ الوحش يجزأ جزءا : اكتفى بالرطب عن الماء ، الصيام : الإمساك في كلام العرب ، ومنه الصوم المعروف لانه إمساك عن المفطرات يقول : أقاما بالثلبوت حتى مر عليهما الشتاء ستة أشهر الربيع فاكتفيا بالرطب عن الماء وطال إمساك العير وإمساك الأتان عنه ، وستة بدل من جمادى لذلك نصبها ، وأراد ستة أشهر فحذف أشهرا لدلالة الكلام عليه
28
الباء في بأمرهما زائدة إن جعلت رجعا من الرجوع ، أي رجع أمرهما أي أسنداه ، وإن جعلته من الرجوع كانت الباء للتعدية ، المرة : القوة : والجمع المرر ، وأصلها قوة الفتل ، الامرار : إحكام الفتل ، الحصد : المحكم ، والفعل حصد يحصد ، وقد أحصدت الشيء أحكمته ، النجح والنجاح : حصول المراد ، الصريمة : العزيمة التي صرمها صاحبها عن سائر عزائمه بالجد في إمضائها والجمع صرائم ، الإبرام : الإحكام يقول : أسند العير والاتان أمرهما إلى عزم أو رأي محكم ذي قوة وهو عزم العير على الورود أو رأيه فيه ، ثم قال : وإنما يحصل المرام بإحكام العزم
29
الدوابر : مآخير الحوافر ، السفا : شوك البهمي وهو ضرب من الشوك ، هاج الشيء يهيج هيجانا واهتاج اهتياجا وتهيج تهيجا . تحرك ونشأ ، وهجته هيجا وهيجته تهييجا ، المصايف : جمع المصيف وهو الصيف ، السوم : المرور ، والفعل سام يسوم ، السهام : شدة الحر يقول : وأصاب شوك البهمي مآخير حوافرها . وتحرك ريح الصيف : مرورها وشدة حرها ، يشير بهذا الى انقضاء الربيع ومجيء الصيف واحتياجها الى ورود الماء
30
التنازع : مثل التجاذب ، السبط : الممتد الطويل ، كدخان مشعلة أي نار مشعلة ، فحذف الموصوف . شب النار واشعالها واحد والفعل منه شب يشب ، الضرام : دقائق الحطب ، واحدها ضرم وواحد الضرم ضرمة وقد ضرمت النار واضطرمت وتضرمت التهبت ، وأضرمتها وضرمتها أنا ، سبطا : غبارا سبطا ، فحذف الموصوف يقول : فتجاذب العير والاتان في عدوهما نحو الماء غبارا ممتدا طويلا كدخان نار موقدة تشعل النار في دقائق حطبها . وتلخيص المعنى : أنه جعل الغبار الساطع بينهما يعدوهما كثوب يتجاذبانه ، ثم شبه فى كثافته وظلمته بدخان نار موقدة
31
مشمولة : هبت عليها ريح الشمال ، وقد شمل الشيء أصابته ريح الشمال ، الغلث والعلث : الخلط ، والفعل غلث يغلث ، بالغين والعين جميعا ، الثابت : الغض، ومنه قول الشاعر : ووطئنا وطأ على حنق وطء المقيد نابت الهرم أي غضه ، العرفج : ضرب من الشجر ، ويروى : عليت بنابت ، أي وضع فوقها ، الأسنام : جمع سنام ، ويروى : بثابت أسنامها ، وهو الارتفاع والرفع جميعا يقول : هذه النار قد أصابتها الشمال وقد خلطت بالحطب اليابس والرطب الغض كدخان نار قد أرتفع أعاليها ، وسنام الشيء أعلاه . شبه الغبار الساطع من قوائم العير والأتان بنار أوقدت بحطب يابس تسرع فيه النار وحطب غض ، وجعلها كذلك ليكون دخانها أكثف فيشبه الغبار الكثيف ، ثم جعل هذا الدخان الذي شبهه الغبار كدخان نار قد سطع أعاليها في الاضطرام والالتهاب ليكون دخانه أكثر ، وجر مشمولة لأنها صفة لمشعلة ، وقوله : كدخان نار ساطع أسنامها ، صفة أيضا ، إلا أنه كرر قوله (كدخان) لتفخيم الشأن وتعظيم القصة ، كنظائر من مثل : أرى الموت لا ينجو من الموت هاربه وهو أكثر من أن يحصى
32
التعريد : التأخر والجبن ، والإقدام : بمعنى التقدمة لذلك أنث الشاعر فعلها فقال وكانت تقدمه الأتان عادة من العير ، وهذا مثل قول الشاعر : غفرنا وكانت من سجيتنا الغفر أي وكانت المغفرة من سجيتنا . وقال رويشد بن كثير الطائي: ياأيها الراكب المزجي مطيته سائل بني أسد ما هذه الصوت أي ما هذه الاستغاثة ، لأن الصوت مذكر يقول : فمضى العير نحو الماء وقدم الأتان لئلا تتأخر ، وكانت تقدمة الأتان عادة من العير إذا تأخرت هي ، أي خاف العير تأخرها
33
العرض : الناحية ، السري : النهر الصغير ، والجمع الأسرية ، التصديع : التشقيق ، السجر : الملء ، أي عينا مسجورة ، فحذف الموصوف لما دلت عليه الصفة ، القلام : ضرب من النبت يقول :فتوسط العير والأتان جانب النهر الصغير وشقا عينا مملوءة ماء قد تجاور قلامها ، أي كثر هذا الضرب من النبت عليها . وتحرير المعنى : أنهما قد وردا عينا ممتلئة ماء فدخلا فيها من عرض نهرها وقد تجاور نبتها
34
اليراع : القصب ، الغابة : الأجمة ، والجمع الغاب ، المصرع : مبالغة المصروع ، القيام : جمع قائم يقول : قد شقا عينا قد حفت بضروب النبت والقصب فهي وسط القصب يظلها من القصب ما صرع من غابتها وما قام منها ، يريد أنها في ظل قصب بعضه مصروع وبعضه قائم
35
مسبوعة أي قد أصابها السبع بافتراس ولدها ، الهادية : المتقدمة والمتقدم أيضا ، فتكون التاء إذن للمبالغة ، الصوار والصيار : القطيع من بقر الوحش ، والجمع الصيران ، قوام الشيء : ما يقوم به هو يقول : أفتلك الأتان المذكورة تشبه ناقتي في الإسراع في السير أم بقرة وحشية قد أفترس السبع ولدها حين خذلته وذهبت ترعى مع صواحبها وقوام أمرها الفحل الذي يتقدم القطيع من بقر الوحش . وتحرير المعنى : أناقتي تشبه تلك الأتان أو هذه البقرة التي خذلت ولدها وذهبت ترعى مع صواحبها وجعلت هادية الصوار قوام أمرها فافترست السباع ولدها فأسرعت في السير طالبة لولدها
36
الخنس : تأخر في الأرنبة ، الفرير : ولد البقرة الوحشية ، والجمع فرار على غير قياس ، الريم : البراح ، والفعل رام يريم ، العرض : الناحية ، الشقائق : جمع شقيقة وهي أرض صلبة بين رملتين ، البغام : صوت رقيق يقول : هذه البقرة الوحشية قد تأخرت أرنبتها (والبقر كلها خنس) وقد ضيعت ولدها ، أي خذلته حتى افترسته السباع فذلك تضييعها إياه ، ثم قال : ولم يبرح طوفها وخوارها نواحي الارضين الصلبة في طلبه . وتحرير المعنى : ضيعته حتى صادته السباع فطلبته طائفة وصائحة فيما بين الرمال
37
العفر والتعفير : الالقاء على العفر وهو أديم الأرض ، القهد : الابيض ، التنازع : التجاذب ، الشلو : العضو ، وقيل هو بقية الجسد ، والجمع الاشلاء ، الغبس جمع أغبس وغباء ، والغبسة : لون كلون الرماد ، المن : القطع ، والفعل من يمن ، ومنه قوله تعالى :"لهم أجر غير ممنون" ومنه سمي الغبار منينا لانقطاع بعض أجزائه عن بعض ، والدهر والمنية منونا لقطعهما أعمار الناس وغيرهم يقول : هي تطوف وتبغم لأجل جؤذر ملقى على الارض أبيض قد تجاذبت أعضاءه ذئاب أو كلاب غبس لا يقطع طعامها ، أي لا تفتر في الاصطياد فينقطع طعامها هذا إذا جعلت غبسا من صفة الذئاب ، وإن جعلتها من صفة الكلاب فمعناه : لا يقطع أصحابها طعامها ، وتحرير المعنى : أنها تجد في الطلب لاجل فقدها ولدا قد ألقي على أديم الارض وافترسته كلاب أو ذئاب صوائد قد أعتادت الاصطياد ، وبقر الوحش بيض ما خلا أوجهها وأكارعها ، لذلك قال الشاعر : قهد ، الكسب : الصيد في البيت
38
الغرة : الغفلة ، الطيش : الانحراف والعدول يقول : صادفت الكلاب أو الذئاب غفلة من البقرة فأصبن تلك الغفلة أو تلك البقرة بافتراس ولدها ، أي وجدتها غافلة عن ولدها فاصطادته ، ثم قال : وإن الموت لا تطيش سهامه ، أي لا مخلص من هجومه ، واستعار له سهاما واستعار للإخطاء لفظ الطيش ، لان السهم إذا أخطأ الهدف فقد طاش عنه
39
الوكف والوكفان واحد ، والفعل منهما وكف يكف أي قطر ، الديمة : مطرة تدوم وأقلها نصف يوم وليلة ، والجمع الديم ، وقد دومت السحابة إذا كان مطرها ديمة ، وأصل ديمة دومة فقلبت الواو يا لانكسار ما قبلها ثم قلبت في الديم حملا على القلب في الواحد ، الخمائل : جمع خميلة وهي كل رملة ذات نبت عند الاكثر من الائمة . وقال جماعة منهم هي أرض ذات شجر ، التسجم : في معنى السجم أو السجوم ، يقال سجم الجمع وغيره يسجمه سجما فسجم وهو يسجم سجوما أي صبته فانصب يقول : باتت البقرة بعد فقدها ولدها وقد أسيل مطر واكف من مطر دائم يروي الرمال المنبتة والارضين التي بها أشجار في حال دوام سكبها الماء ، أي باتت في مطر دائم الهطلان . وواكف يجوز أن يكون صفة مطر ، ويجوز أن يكون صفة سحاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة لبيد بن ربيعة   Empty
مُساهمةموضوع: رد: معلقة لبيد بن ربيعة     معلقة لبيد بن ربيعة   Emptyالسبت 16 يناير 2016, 5:12 am

40
طريقة المتن : خط من ذنبها إلى عنقها ، الكفر : التغطية والستر يقول : يعلو صلبها قطر متواتر في ليلة ستر غمامها النجوم
41
الاجتياف : الدخول في جوف الشيء ، ويروى : تجتاب ، بالباء أي تلبس ، التنبيذ : التنحي من النبذة وهي الناحية ، العجب : أصل الذنب ، والجمع العجوب ، فاستعاره لاصل النقا ، والنقا : الكثيب من الرمل والتثنية نقوان ونقيان ، والجمع انقاء ، الهيام : ما لا تماسك به من الرمال وأصله من هام يهيم يقول : وقد دخلت لبقرة الوحشية في جوف أصل شجرة متنح عن سائر الشجر وقد قلصت أغصانها ، وذلك الشجر في أصول كثبان من الرمل يميل ما لا يتماسك منها عليها لهطلان المطر وهبوب الريح . وتحرير المعنى أنها تستتر من البرد والمطر بأغصان الشجر ولا تقيها البرد والمطر لتقلصها وتنهال كثبان الرمل عليها مع ذلك
42
الإضاءة والإنارة : يتعدى فعلهما ويلزم ، وهما لازمان في البيت ، وجه الظلام . أوله ، وكذلك وجه النهار ، الجمان والجمانة : درة مصنوعة من الفضة ، ثم يستعاران للدرة ، وأصله فارسي معرب وهو كمانة يقول : وتضيء هذه البقرة في أول ظلام الليل كدزة الصدف البحري أو الرجل البحري حين سلم النظام منها ، شبه البقرة في تلألؤ لونها بالدرة وإنما خص ما يسل نظامها إشارة إلى أنها تعدو ولا تستقر كما تتحرك وتنتقل الدرة التي سل نظامها ، وإنما شبهها بها لأنها بيضاء متلالئة ما خلا أكارعها ووجهها
43
الانحسار : الانكشاف والانجلاء ، الإسفار : الاضاءة إذا لزم فعلها الفاعل ، والازلام : قوائمها ، جعلها أزلاما لاستوائها ، ومنه سميت القداح أزلاما ، والتزليم التسوية ، وواحد الازلم زلم ، والزلمة القد ، ومنه قولهم : هو العبد زلمة ، أي قده قد العبد يقول : حتى إذا انكشف وانجلى ظلام الليل وأضاء ، بكرت البقرة من مأواها فأخذت فوائمها تزل عن التراب الندي لكثرة المطر الذي أصابه ليلا
44
العله والهلع : الانهماك في الجزع والضجر ، ويروى تلبد ، أي تتحير وتتعمه ، النهاء جمع نهي . ونهي ، بفتح النون وكسرها : وهما الغدير ، وكذلك الانهاء ، صعائد : موضع بعينه ، التؤام : جمع توأم يقول : أمعنت في الجزع وترددت متحيرة في وهاد هذا الموضع ومواضع غدرانه سبع ليال تؤام للايام ، وقد كملت أيام تلك الليالي ، أي ترددت في طلب ولدها سبع ليال بأيامها ، وجعل أيامها كاملة إشارة إلى أنها كانت من أيام الصيف وشهور الحر
45
الاسحاق : الإخلاق ، والسحق الخلق ، الخالق : الضرع الممتلئ لبنا يقول : حتى إذا يئست البقرة من ولدها وصار ضرعها الممتلئ لبنا خلقا لانقطاع لبنها ، ثم قال : ولم يبل ضرعها إرضاعها ولدها ولا فطامها إياه وإنما فقدها إياه
46
الرز : الصوت الخفي ، الأنيس والانس والأناس الناس واحد ، راعها : أفزعها ، السقام والسقم واحد ، والفعل سقم يسقم ، والنعت سقيم ، وكذلك النعت مما كان من أفعال فعل يفعل من الأدواء والعلل نحو مرض يقول : فتسمعت البقرة صوت الناس فأفزعها ذلك وإنما سمعته عن ظهر غيب ، أي لم تر الأنيس ، ثم قال : والناس سقم الوحش وداؤها لأنهم يصيدونها ونقصون منها نقص السقم من الجسد . وتحرير المعنى : أنها سمعت صوتا ولم تر صاحبه فخافت ولا غرو أن تخاف عند سماعها صوت الناس لأن الناس يبيدونها ويهلكونها ، والتقدير : فتسمعت رز الأنيس عن ظهر غيب فراعها والأنيس سقامها
47
الفرج : موضع المخافة ، والفرج ما بين قوائم الدواب ، فما بين اليدين فرج ، والجمع فروج ، وقال الثعلب : إن المولى في هذا البيت بمعنى الأولى بالشيء ، كقوله تعالى:"مأواكم النار هي مولاكم" أي أولى بكم يقول : فغدت البقرة وهي تحسب أن كل فرج من فرجيها هو الأولى بالمخافة منه ، أي بأن يخاف منه . وتحرير المعنى : أنها لم تقف على أن صاحب الرز خلفها أم أمامها فغدت فزعة مذعورة لا تعرف منجاها من مهلكها . وقال الأصمعي : أراد بالمخافة الكلاب وبمولاها صاحبها ، أي غدت وهي لا تعرف ان الكلاب والكلاب خلفها أو أمامها فهي تظن كل جهة من الجهتين موضعا للكلاب والكلاب ، والضمير الذي هو اسم أن عائد إلى كلا وهو مفرد الفظ وإن كان يتضمن معنى التثنية ، ويجوز حمل الكلام بعده على لفظه مرة وعلى معناه مرة أخرى ، والحمل على اللفظ أكثر ، وتمثيلهما : كلا أخويك سبني وكل أخويك سباني
48
الغضف من الكلاب : المسترخية الآذان ، والغضف استرخاء الأذن يقال : كلب أغضف وكلبة غضفاء ، الدواجن : المعلمات ، القفول : اليبس ، أعصامها : بطونها ، وقيل بل سواجيرها وهي قلائدها من الحديد والجلود وغير ذلك ، يقول : حتى إذا يئس الرماة من البقرة وعلموا أن سهامها لا تنالها وأرسلوا كلابا مسترخية الآذان معلمة ضوامر البطون أو يابسة السواجير
49
عكر واعتكر : عطف ، المدرية : طرف قرنها ، السمهرية من الرماح : منسوبة إلى سمهر ، رجل كان بقرية تسمى خطا من قرى البحرين وكان مثقفا ماهرا فنسبت إليه الرماح الجيدة . يقول فلحقت الكلاب البقرة وعطفت عليها ولها قرن يشبه الرماح في حدتها وتمام طولها أي ، أقبلت البقرة على الكلاب وطعنتها بهذا القرن الذي هو كالرماح
50
الذود : الكف والرد ، الإحمام والإجمام : القرب ، الحتف : قضاء الموت ، وقد يسمى الهلاك حتفا ، الحمام : تقدير الموت ، يقال : حم كذا أي قدر . يقول : عطفت البقرة وكرت لترد الكلاب وتطردها عن نفسها ، وأيقنت أنها إن لم تذدها قرب موتها من جملة حتوف الحيوان ، أي أيقنت انها إن لم تطرد الكلاب قتلتها الكلاب
51
أقصد وتقصد : قتل ، كساب ، مبنية على الكسرة : اسم كلبة ، وكذلك سخام . وقد روي بالحاء المهملة يقول : فقتلت البقرة كساب من جملة تلك الكلاب فحمرتها بالدم وتركت سخاما في موضع كرها صريعة ، أي قتلت هاتين الكلبتين ، التضريج : التحمير بالدم ، ضرجته فتضرج ، ويريد بالمكسر موضع كرها
52
يقول : فبتلك الناقة إذ رقصت لوامع السراب بالضحى ، أي تحركت ولبست الإكام أردية من السراب . وتحرير المعنى : فبتلك الناقة التي أشبهت البقرة والأتان أقضي حوائجي في الهواجر ، ورقص لوامع السراب ولبس الإكام أرديته كناية عن احتدام الهواجر
53
اللبانة : الحاجة ، التفريط : التضييع وتقدمة العجز ، الريبة : التهمة ، واللوام مبالغة اللائم واللوام جمع اللائم يقول : بركوب هذه الناقة وإتعابها في حر الهواجر أقضي وطري ولا أفرد في طلب بغيتي ولا أدع ريبة إلا أن يلومني لائم . وتحرير المعنى : أنه لا يقصر ولكن لايمكنه الاحتراز عن لوم اللوام إياه ، وأوفي قوله : أو أن يلوم ، بمعنى إلا ، ومثله قولهم : لألزمنه أو يعطيني حقي ، أي إلا أن يعطيني حقي ، وقال امرؤ القيس : فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا أي إلا أن نموت
54
الحبائل : جمع الحبالة وهي مستعارة للعهد والمودة هنا ، الجذم : القطع ، والفعل جذم يجذم ، الجذام مبالغة المجاذم . ثم رجع إلى التشبيب بالعشيقة . فقال : أو لم تكن تعلم نوار أني وصال عقد العهود والمودات وقطاعها ، يريد أنه يصل من استحق الصلة ويقطع من استحق القطيعة
55
يقول : إني تراك أماكن إذا لم أرضها إلا أن يربط نفسي حمامها فلا يمكنها البراح ، وأراد ببعض النفوس هنا نفسه . هذا أوجه الأقوال وأحسنها . ومن جعل بعض النفوس فقد أخطأ لأن بعضا لا يفيد العموم والاستيعاب . وتحرير المعنى: إني لا أترك الأماكن التي اجتويها وأقليها إلا أن أموت
56
ليلة طلق وطلقة : ساكنة لا حر فيها ولا قر ، الندام : جمع نديم مثل الكرام في جمع كريم ، والندام أيضا المنادمة مثل الجدال والمجادلة ، والندام في البيت يحتمل الوجهين ، أضرب عن الإخبار للمخاطبة فقال : بل أنت يا نوار لا تعلمين كم من ليلة ساكنة غير مؤذية بحر ولا برد لذيذة اللهو والندماء او المنادمة ، وتحرير المعنى : بل أنت تجهلين كثرة الليالي التي طابت لي واستلذت لهوي وندمائي فيها الكرام او منادمتي الكرام فيها
57
الغاية : راية ينصبها الخمار ليعرف مكانه ، وأراد بالتاجر الخمار ، وافيت المكان : أتيته ، المدام ، والمدامة : الخمر ، سميت بها لأنها قد أدميت في دنها ، يقول : قد بت محدث تلك الليلة ، أي كنت سامر ندمائي ومحدثهم فيها ، ورب راية خمار أتيتها حين رفعت ونصبت وغلت خمرها وقل وجودها . وهو يمتدح بكونه لسان أصحابه وبكون جوادا لاشترائه الخمر غالية لندمائه
58
سبأت الخمر أسبؤها سبأ وسباء : اشتريتها ، أغليت الشيء : اشتريته غاليا وصيرته غاليا ووجدته غاليا ، الأدكن : الذي فيه دكنة كالخز الأدكن ، أراد بكل زق أدكن ، الجونة : السوداء ، أراد أو خابية سوداء ، قدحت ، القدح : الغرف ، الفض : الكسر ، الخاتم والخاتام والخيتام والختام واحد يقول : أشتري الخمر غالية السعر باشتراء كل زق أدكن أو خابية سوداء قد فض ختامها واغترف منها . وتحرير المعنى : أنا أشتري الخمر للندماء عند غلاء السعر واشتري كل زق مقير أو خابية مقيرة ، وإنما قيرا لئلا يرشحا بما فيهما ، وقوله : قدحت وفض ختامها ، فيه تقديم وتأخير ، وتقديره : فض ختامها وقدحت لأنه إن لم يكسر ختامها لا يمكن اغتراف ما فيها من الخمر
59
الكرينة : الجارية العوادة ، والجمع الكرائن ، الائتيال : المعالجة ، وأراد بالموتر العود يقول : وكم من صبوح خمر صافية وجذب عوادة عودا موترا تعالجه إبهام العوادة . وتحرير المعنى : كم من صبوح من خمر صافية استمتعت باصطحابها وضربت عوادة فيها على عودها ، فاستمتعت بالإصغاء إلى أغانيها
60
يقول : باكرت الديوك لحاجتي إلى الخمر ، إي تعاطيت شربها قبل أن يصبح الديك ، لأسقى منها مرة بعد أخرى حين استيقظ نيام السحرة ، والسحرة والسحر بمعنى ، والدجاج اسم للجنس يعم ذكوره وإناثه ، والواحد دجاجة ، وجمع الدجاج دجج ، والدجاج ، بكسر الدال ، لغة غير مختارة . وتحرير المعنى : باكرت صياح الديك لأسقي الخمر سقيا متتابعا
61
القرة والقر : البرد يقول : كم من غداة تهب فيها الشمال (وهي أبرد الرياح) وبرد قد ملكت الشمال زمامه قد كففت عادية البرد عن الناس بنحر الجزر لهم . وتحرير المعنى : وكم من برد كففت غرب عاديته بإطعام الناس
62
الشكة : السلاح ، الفرط : الفرس المتقدمة السريعة الخفيفة ، الوشاح والإشاح بمعنى ، والجمع الوشح يقول : ولقد حميت قبيلتي في حال حملتني فرس متقدمة سريعة ، كان سلاحي ووشاحي لجامها إذا غدوت ، يريد انه يلقي لجام الفرس على عاتقه ويخرج منه يده حتى يصير بمنزلة الوشاح ، أي انه يتوشح بلجامها لفرط الحاجة إليه حتى إذا ارتفع صراخ ألجم الفرس وركبها سريعا . وتحرير المعنى : ولقد حميت قبيلتي وأنا على فرس أتوشح بلجامها إذا نزلت لأكون متهيئا لركوبها
63
المرتقب : المكان المرتفع الذي يقوم عليه الرقيب ، الهبوة : الغبرة ، لحرج : الضيق جدا ، الأعلام : الجبال والرايات ، القتام : الغبار يقول : فعلوت عند حماية الحي مكانا عاليا ، أي كنت ربيئة على ذي هبوة ، أي على جبل ذي هبوة ، وقد قرب قتام الهبوة إلى أعلام فرق الأعداء وقبائلهم ، أي ربأت لهم على جبل قريب من جبال الأعداء ومن راياتهم
64
الكافر : الليل ، سمي به لكفره الاشياء أي لستره ، والكفر الستر ، والإجنان الستر ايضا ، الثغر : موضع المخافة ، والجمع الثغور ، وعورته أشده مخافة يقول : حتى إذا ألقت الشمس يدها في الليل ، أي ابتدأت في الغروب ، وعبر عن هذا المعنى بالقاء لليد لأن من ابتدأ بالشيئ قيل ألقى يده فيه وستر الظلام مواضع المخافة ، والضمير بعد ظلامها للعورات . وتحرير المعنى : حتى إذا غربت الشمس وأظلم الليل
65
أسهل : أتى السهل من الأرض ، المنيفة : النخلة العالية ، الجرداء : القليلة السعف والليف، مستعارة من الجرداء من الخيل ، الحصر : ضيق الصدر ، والفعل حصر يحصر ، الجرام : جمع جارم وهو الذي يجرم النخل أي يقطع حمله يقول : لما غربت الشمس وأظلم الليل نزلت من المرقب وأتيت مكانا سهلا وانتصبت الفرس ، أي رفعت عنقها ، كجذع نخلة طويلة عالية تضيق صدور الذي يريدون قطع حملها لعجزهم عن ارتقائها ، شبه الشاعر عنق الفرس في الطول بمثل هذه النخلة ، وقوله : كجذع منيفة ، أي كجذع نخلة منيفة
66
رفعتها : مبالغة رفعت . الطرد والطرد بفتح الراء وتسكينها لغتان جيدتان ، والشل والشلل الطرد أيضا يقول ك حملت فرسي وكلفتها عدوا مثل عدو النعام أو كلفتها عدوا يصلح لاصطياد النعام حتى إذا جدت في الجري وخف عظامها في السير
67
القلق : سرعة الحركة ، الرحالة : شبه سرج يتخذ من جلود الغنم بأصوافها ليكون أخف في الطلب والهرب ، والجمع الرحائل ، أسبل : أمطر ، الحميم : العرق يقول : اضطربت رحالتها على ظهرها من إسراعها في عدوها ومطر نحرها عرقا وابتل حزامها من زبد عرقها ، أي من عرقها
68
رقي يرقى رقيا : صعد وعلا ، الانتحاء : الاعتماد ، الحمام : ذوات الأطواق من الطير ، واحدتها حمامة ، وتجمع الحمامة على الحمامات والحمائم ايضا يقول : ترفع عنقها نشاكا في عدوها كأنها تطعن بعنقها في عنانها ، وهي تعمد في عدوها الذي يشبه ورد الحمام حين جد سرب الحمام التي هي في جملته في الطيران لما ألح عليها من العطش . شبه الشاعر سرعة عدوها بسرعة طيران الحمائم إذا كانت عطشى ، وورد الحمامة نصب على المصدر من غير لفظ الفعل وهو ترقى أو تطعن أو تنتحي
69
الذيم والذام : العيب يقول : رب مقامة أو قبة أو دار كثرت غرباؤها وغاشيتها وجهلت ، أي لايعرف بعض الغرباء بعضا ، نرجى عطاياها ويخشى عيبها ، وهو يفتخر بالمناظرة التي جرت بينه وبين الربيع بن زياد في مجلس النعمان بن منذر ملك العرب ، ولها قصة طويلة . وتحرير المعنى: رب دار كثرت غاشيتها لأن دور الملوك يغشاها الوفود وغرباؤها يجهل بعضهم بعضا وترجى عطايا الملوك وتخشى معايب تلحق في مجالسها
70
الغلب : الغلاظ الأعناق ، التشذر : التهدد ، الذحول : الأحقاد ، الواحد ذحل ، البدي : موضع الرواسي يقول : هم رجال غلاظ الأعناق كالأسود ، أي خلقوا خلقة الأسود ، يهدد بعضهم بعضا بسبب الأحقد التي بينهم ،ثم شبههن بجن هذا الموضع في ثيابهم في الخصام والجدال ، يمدح بذلك خصومه ، وكلما كان الخصم أقوى وأشد كان قاهره وغالبه أقوى وأشد
71
باء بكذا : أقر ، ومنه قولهم في الدعاء : أبوء لك بالنعمة أي أقر يقول : أنكرت باطل دعاوى تلك الرجال الغلب وأقررت بما كان حقا منها عندي ، أي في اعتقادي ، ولم يفخر علي كرامتى ، أي لم يغلبني بالفخر كرامها ، من قولهم : فاخرته ففخرته ، أي غلبته بالفخر ، وكان ينبغي أن يقول : ولم تفخرني كرامها ، ولكنه ألحق علي حملا عل معنى ولم يتعال علي ولم يتكبر علي
72
الأيسار : جمع يسر وهو صاحب الميسر ، المغالق : سهام الميسر ، سميت بها لأن بها يغلق الخطر ، قولهم : غلق الرهن يغلق غلقا ، إذا لم يوجد له تخلص وفكاك يقول : ورب جزور أصحاب ميسر دعوت ندمائى لنحرها وعقرها بأزلام متشابهة الأجسام ، وسهام الميسر يشبه بعضها بعضا . وتحرير المعنى: ورب جزور أصحاب ميسر كانت تصلح لتقامر الايسار عليها دعوت ندمائى لهلاكها أي لنحرها بسهام متشابهة . قال الائمة : يفتخر بنحره إياها من صلب ماله لا من كسب قماره ، والأبيات التي بعده تدل عليه ، وإنما أراد السهام ليقرع بها بين إبله أيها ينحر للندماء
73
العاقر : التي لا تلد ، المطفل : التي معها ولدها ، اللحام : جمع لحم يقول : أدعو بالقداح لنحر ناقة عاقر أو ناقة مطفل تبذل لحومها لجميع الجيران ، أي إنما أطلب القدح لأنحر مثل هاتين ، وذكر العاقر لأنها أسمن وذكر المطفل لأنها أنفس
74
الجنيب : الغريب ، تبالة : واد مخصب من أودية اليمن ، الهضيم ، المطمئن من الأرض ، والجمع الاهضام والهضوم يقول : فالأضياف والجيران الغرباء عندي كأنهم نازلون هذا الوادي في حال كثرة نبات أماكنة المطمئنة . شبه الشاعر ضيفه وجاره في الخصب والسعة بنازل هذا الوادي أيام الربيع
75
الأطناب : حبال البيت ، واحدها طنب ، الرذية : الناقة التي ترذي في السفر ، أي تخلف لفرط هزالها وكلالها ، والجمع الرذايا ، استعارها للفقيرة ، البلية : الناقة التي تشد على قبر صاحبها حتى تموت ، والجمع البلايا ، الاهدام : الاخلاق من الثياب ، واحدها هدم ، قلوصها : قصرها يقول : وتأوي إلى أطناب بيتي كل مسكينة ضعيفة قصيرة الاخلاق التي عليها لما بها من الفقر والمسكنة ، ثم شبهها بالبلية في قلة تصرفها وعجزها عن الكسب وامتناع الرزق منها
76
تناوحت تقابلت ، ومنه قولهم : الحبلان متناوحان ، أي متقابلان ، ومنه النوائح لتقابلهن ، الخلج : جمع خليج وهو نهر صغير يختلج من نهر كبير أو من بحر ، والخلج الجذب ، تمد : تزاد ، شرع في الماء : خاضة يقول : ونكلل للفقراء والمساكين والجيران إذا تقابلت الرياح ، أو في كلب الشتاء واختلاف هبوب الرياح ، جفانا تحكي بكثرة مرقها أنهارا يشرع أيتام المساكين فيها وقد كللت بكسور اللحم . وتلخيص المعنى: ونبذل المساكين والجيران جفانا عظاما مملوءة مرقا مكللة بكسور اللحم في كلب الشتاء وضنك العيشة
77
رجل لزاز الخصوم : يصلح لان يلزبهم ، أي يقرن بهم ليقهرهم ، ومنه لزاز الباب ولزاز الجدار يقول : إذا اجتمعت جماعات القبائل فلم يزل يسودهم رجل منا يقمع الخصوم عند الجدال ويتجشم عظائم الخصام ، أي لاتخلو المجامع من رجل منا يتحلى بما ذكر من قمع الخصوم وتكلف الخصام
78
التغذمر والغذمرة : التغضب مع همهمة ، الهضم : الكسر والظلم يقول : يقسم الغنائم فيوفر على العشائر حقوقها ويتغضب عند إضاعة شيء من حقوقها ويهضم من حقوق نفسه ، قوله : ومغذمر لحقوقها ، أي لأجل حقوقها ، هضامها ، أي هضام الحقوق التي تكون له ، والكناية في هضامها يجور أن تكون عائدة على العشيرة أي هضام للأعداء فيهم منا ، أي هضامهم للأعداء ، ويجوز أن تكون عائدة على حقوق ، أي المغذمر لحقوق العشيرة والهضام لها منا ، والسيد يملك أمور القوم جبرا وهضما في أوقاتها على أختلافها ، فإن أساءوا هضم حقهم وأن أحسنوا تغذمر لهم
79
الندى : الجود ، والفعل ندي يندى ندى ، ورجل ند ، الرغائب : جمع الرغيبة وهي ما رغب فيه من علق نفيس أو خصلة شريفة أو غيرهما ، الغنام : مبالغة الغانم يقول : يفعل ما سبق ذكره تفضلا ولم يزل منا كريم يعين أصحابه على الكرم ، أي يعطيهم ما يعطون ، جواب يكسب رغائب المعالي ويغتنمها
80
يقول : هو من قوم سنت لهم أسلافهم كسب رغائب المعالي واغتنامها ، ثم قال : ولكل قوم سنة وإمام يؤتم به فيها
81
الطبع : تدنس العرض وتلطخه ، والفعل طبع يطبع ، البوار : الفساد والهلاك ، الفعال : فعل واحد جميلا كان أو قبيحا ، كذا قال ثعلب والمبرد وابن الأنباري وابن الأعرابي يقول : لا تتدنس أعراضهم بعار ولاتفسد أفعالهم إذ لا تميل عقولهم مع أهوائهم
82
يقول : فاقنع أيها العدو بما قسم الله تعالى فان قسام المعايش والخلائق علامها ، يريد إن الله تعالى قسم لكل ما استحقه من كمال ونقص رفعة وضعة . والقسم مصدر قسم يقسم ، والقسم والقسمة اسمان ، وجمع القسم أقسام ، وجمع القسمة قسم ، الملك والملك ، بسكون اللام وكسرها ، والمليك واحد ، وجمع الملك ، بسكون اللام ، ملوك وجمع الملك ، بكسر اللام ، أملاك
83
معشر : قوم ، قسم وقسم ، بالتشديد والتخفيف ، واحد ، أوفى ووفي : كمل ووفر ، ووفى يفي وفيا كمل ، والوفور الكثرة . بأوفر حظنا ، أي بأكثرة يقول : وإذا قسمت الامات بين ِأقوم وفر وكمل قسمنا من الامانة أي نصيبنا الاكثر منها ،يريد أوفى الاقوام امانة ، والباء في قوله بأوفر زائدة ، أي أوفى وأوفر حظنا
84
يقول : بنى الله تعالى لنا بيت شرف ومجد عالي السقف فارتفع إلى ذلك الشرف كهل العشيرة وغلامها ، يريد أن كهولهم وشبانهم يسمون إلى المعالي والمكارم . إذ روي هذا البيت قبل فاقنع ، كان المعنى : فبنى لنا سيدنا بيت مجد وشرف ، إلى آخر المعنى
85
السعاة : جمع الساعي ، أفظعت : أصيبت بأمر فظيع يقول : إذا أصاب العشيرة أمر عظيم سعوا بدفعة وكشفه وهم فرسان العشيرة عند قتالها وحكامها عند تخاصمها ، يريد رهطه الأدنين
86
أرمل القوم : إذا نفدت أزوادهم يقول : هم لمن جاورهم ربيع لعموم نفعهم وإحيائهم إياه بجودهم كما يحيى الربيع الارض . وتحرير المعنى : هم لمن جاورهم وللنساء اللواتي نفدت ازوادهن بمنزلة الربيع إذا تتطاول عامها لسوء حالها ، لأن زمان الشدة يشتطال
87
قوله أن يبطئ حاسد ، معناه على قول البصريين : كراهية أن يبطئ حاسد وكراهية أن يميل ، وعند الكوفيين : أن لا يبطئ حاسد وأن لا يميل ، كقوله تعالى :"يبين الله لكم أن تضلوا" أي كرهية أن يضلوا أو يبين الله لكم أن لا تضلوا أي كي لا تضلوا يقول : وهم العشيرة ، أي هم متوافقون متعاضدون فكنى عنه بلفظ العشيرة ، كراهية أن يبطئ حاسد بعضهم عن نصرة بعض أو كيلا يبطئ حاسد بعضهم عن نصر بعض وكراهية ان يميل لئام العشيرة وأخساؤها مع العدو ، أ ي أن يظاهر الأعداء على الأقرباء . وتحرير المعنى : أنهم يتوافقون ويتعاضدون كراهية أن يبطئ الحاسد بعضهم عن نصر بعض وميل لئامهم إلى الأعداء أو مظاهرتهم إياهم على الأقارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة لبيد بن ربيعة   Empty
مُساهمةموضوع: رد: معلقة لبيد بن ربيعة     معلقة لبيد بن ربيعة   Emptyالسبت 16 يناير 2016, 5:14 am

[size=32]تعريف / بمعلقة لبيد[/size]

معلقة لبيد، كما قال الزوزني، هي الرابعة في المعلقات، لم ينظمها لأمر أو لحادثة وإنما نظمها بدافع نفسي، فمثّل بها، في تصويره أخلاقه ومآتيه، الحياة البدوية الساذجة والبدوي الأبي النفس العالي الهمة. بدأها بوصف الديار المقفرة والأطلال البالية وما فعلت فيها الأمطار، وتخلّص إلى الغزل وذكر نوار وبُعد مقرّها، ثم إلى وصف ناقته فشبهها بسحابة حمراء خالية من الماء تدفعها الريح فتنطلق سريعة، وبأتان وحشية نشيطة، وببقرة افترس السبع ولدها، وصوّر العراك الذي وقع بينها وبين الكلاب التي طاردتها تصويراً قصصياً جميلاً. ووصف ناقته هو أهم قسم في معلّقته، ثم تحوّل إلى وصف نفسه وما فيها من هدوء واضطراب، ووصف لهوه وشربه الخمر وبطشه وسرعة جواده وكرمه، وانتهى بمدح قومه والفخر بكرمهم وأمانتهم، فكان مجيداً في تشبيهاته القصصية صادقاً في عاطفته. وقد أظهر في وصفه مقدرة نادرة في دقته وإسهابه والإحاطة بجميع صور الموصوف. وهو يتفوق على زملائه أصحاب المعلقات بإثارة تذكارات الديار القديمة وتحديد المحلاّت في أثناء السفر حتى ليمكن دارس شعره أن يعيّن بالاستناد إلى بعض قصائده دليل رحلة من قلب بادية العرب إلى الخليج الفارسي.
تحتل المعلقة، كما قال التبريزي، مرتبة الصدارة في ديوان لبيد من حيث دلالتها على شاعريته قبل الإسلام. وهي السابعة بين معلقات معاصريه، وتقع في حدود التسعين بيتاً. ومن أهم أغراضها: وصف الأطلال وآثار الديار، الإشفاق لرحيل الأحبة والتغزل بالمرأة المحبوبة، العناية بوصف الناقة والافتتان في تشبيهها تارة بالغمامة الحمراء وتارة بالبقرة الوحشية، الخلوص ثانية من الوصف إلى الغزل والفخر، وفي معلقته وصف للّهو والخمر وتطرق إلى نعت الفرس والتغني بالفروسية والكرم.
وقد بدأ لبيد معلقته بوصف الديار المقفرة والأطلال الدارسة، على غرار سائر الجاهليين، ذاكراً السيول والأعشاب والوحوش، متخلصاً إلى العزل، وذكر حبيبته نُوار، وبُعد مقرّها، والهودج الذي ظعنت فيه، دون أن يصف دقائق جمالها، وجزئيات ملامحها، كسائر الجاهليين. ثم يعرض لناقته، فيشبّهها بالسحابة الحمراء، الخالية من الماء، تدفعها الريح، فتنطلق سريعة، وبأتان وحشيّة نشيطة، وببقرة افترس السبع ولدها، وصوّر العراك بينها وبين الكلاب التي طاردتها، ثم تحوّل إلى نفسه وما يجيش فيها من هدوء واضطراب، وميل للّهو والمجون، وحبّ لشرب الخمرة، مفتخراً ببطشه وسرعة جواده وكرمه، منتهياً بمدح قومه، والفخر بأمانتهم وكرمهم.
ولبيد ينحو في شعره منحى تقليدياً عاماً، ويجري في قصيدته على سُنّة يستقطب لها انفعالاته الداخلية والخارجية، فيصف ما شاهده وما سمعه، ويعبر عما أدركه وعاناه في حدود حسِيّة، يستقرئ بها الأحداث والمظاهر، ويفيد منها في تمثل أفكاره وخواطره بغلوائها الانفعالية، وسورتها المثالية. إلا أن المعنى مرهون في معلّقته، للحادثة والظاهرة، لا يستقطبهما استقطاباً عموديّاً، نافذاً، بل ينقاد فيهما إلى السرد الذي يضفي على القصيدة جو القصة المتجهمة التي تتعثر بأعراضها وجزئياتها، ويركد عبرها الانفعال وينحسر، إذ يتشعب وتتكاثر سبله، ويسفح ذاته في الانعطافات والالتواءات الواقعية الجافية الجارية على سجيّتها، النازعة إلى الخارج، لتستكمل غاية الحسّ.
ولئن جرى لبيد مجرى سواه في وصف ناقته وتشبيهها بالبقرة الوحشية، إلا أنه خطر بفلذة عميقة الوجدانية، عرض فيها لتلك البهيمة من الداخل، ممثلاً بها مصيراً إنسانياً فاجعاً، وتنازعاً عنيفاًن ممزقاً بين حتميتي الحياة والموت، وسائر عواطف الحنان والخوف والحنين والضياع. فالبقرة التي ضيّعت فريرها، تنتبذ ركناً مُوحشاً، بعد أن تكاثر عليها هطول المطر، دون انقطاع، وقد أحاطت الظلمة العمياء بكل شيء، ولم يبق من أثر للحياة في تلك الظلمة المدلهمّة، إلا عيناها اللتان تلتمعان ببريق الرعب واليأس. والشاعر لم يصف البقرة بذلك الوصف، إلا كتعبير غامض في نفسه عن تجربة الصراع في العالم بين الأحياء والقدر المسلّط عليهم. وضياع الفرير والتشرد في أثره تحت وابل المطر، رمز الإنسان الذي يعدو وراء نفسه في ظلمة الحياة، وقد أحاطت به المصائب، وانصب عليه سيل القدر.
وبعد أن تُنفق البقرة سبعة أيام كاملة هالعة في طلب فريرها، دون أن تجد له أثراً، يطالعها الموتُ في أنياب كلاب الصيد التي تصرع منها اثنين، وتنجو بنفسها، خارجة من شدق الرّدى. 
والشاعر يفصح، عبر ذلك كله، عن نظرة تشاؤميّة في الحياة، كأنما يخيّل إليه أن الإنسان فاقد الحريّة، تائه في مفازة المصير، يعدو وراء غاية لا يعثر عليها، تصيبه المصائب ويتربّص به الموت، يراوده مراودة فاجعة، ويبقي في جنبه أثر الدّماء، وفي نفسه طعم الرّعب. 
وقد خرج لبيد بذلك، عن سرب الشعراء واضطرابه بقبضة القدر في موضوع واقعي، خارجي، فجعل للظاهرة بُعدين من خلال البعد الواحد، وحرّكها بحركة مأساوية، قلّما عهدناها عند سواه.
ونقع في المعلقة على نبذة أخرى من الوصف الوجداني المتصل بالأتان وفحلها الذي يرمز إلى الغيرة الغريزية الوحشية المشبوبة بحمّى الأنثى، الهالعة عليها هلعاً مُفجعاً.
يشبّه لبيد ناقته بأتان أشرقت أطباؤها باللّبن، وقد حملت تولباً غيّره وأهزله طرد الفحول وصدّهم عن أنثاه وزجرها أمامه زجراً شديداً ليبعدها عن منافسيه في الآكام العالية. وقد تشكك بها لشدّة عصيانها له في حال وحامها. وإذا أقاما في موضع الثلبوت، جعل يصْعَد إلى المراقب، ينظر إلى أعلامها، مستطلعاً السُّبل، خائفاً، مذعوراً من الصيادين الذين يتربصون به، ولشدة غيرته على أنثاه، لبث مقيماً في معتزله، طيلة الشتاء، حتى إذا قدم الربيع وعزّ عليه الماء، جعل يجتزئ، أي يكتفي بالرّطب عن الماء، معانياً التصرّد والظمأ، مُؤثراً إياهما على العودة بأنثاه إلى القطيع الذي تنافسه فحوله عليها، إلا أن الربيع يتصرّم، ويقبل الصيف، فيجف العشب ويقسر على مغادرة مقامه وورود الماء، يسوق أنثاه أمامه، جزعاً عليها، وتريُّباً من تخلّفها عنه.
وهذه المقطوعة الوصفية، تحفل بالرّموز الإنسانية المتقمِّصة في تصرّف ذلك الحيوان الغريزي الأصم. فالفحل يحرص غاية الحرص على أنثاه ويلوب عليها، ويقاتل من دونها، فيما تبدو هي مسيّرة بغريزة الأنثى. ويبدو الفحل، كالجاهلي، منعماً بالفرديّة وحب الاستئثار، يدافع عن كرامة عرضه، تعروه منه الهموم المضنية وشهوة الوحدة والتفرّد والانقطاع عن العالم. ولقد خلع الشاعر على ذلك الفحل من نفسيّة العربي الحريص على عرضه ونفسيّة الإنسان عامة، الذي تلتهب نفسه ويزداد أوارها بازدياد شعلة الحب فيها. لذلك نرى الشّقاء والقنوط مخيمين على أجواء ذلك المقطع من المعلّقة، كما أن الخوف من الموت، والبؤس في التشبث بالحياة يطالعنا في وجه ذلك الفحل القائم على المرقبة وفي خلده هاجس الخوف من الصياد، كما كان يملأ خلده، هاجس الخوف من الفحول، فيما كان يحيا عبر القطيع.
ولعل لبيداً، في إحساسه التشاؤمي العام الذي ينتظم نظرته إلى الكون، وقَّع الأحداث ذلك التوقيع الفاجع الشديد التوتر، مشيراً بذلك إلى أنه لا خلاص للإنسان من نفسه، ومما طبع فيها من رغبات متناقضة، لا تتحقق إحداها حتى تفجعه بأخرى. لا خلاص له، أكان مقيماً في الناس، يدفع عن نفسه أذاهم، أم متوحِّداً من دونهم، يعاني الوحشة والظمأ والخوف من الهلاك، فكأن جحيم الإنسان في نفسه، يعدو هارباً منه، فيما هو يلحق به ويقتفي أثره. وقلّما نقع في الشعر الجاهلي على بؤس فاجع، صامت، أبكم، متآكل، كبؤس ذلك الفحل الذي يترجّح بين العار والكبرياء والهزيمة والقتال، ولا يجد لنفسه سبيلاً ينجيه إلا الفرار الذي لا يعتم أن يطالعه بوحدة أشد قسوة وتجهماً. ولقد خص العربي، من دون سواه، بإحساس عميق بفرديته والتفاخر بامتلاك ما لا قبل لسواه به. كما أن أخذه بالجانب الإيجابي من الحياة وإيثاره للقيم وجزعه من العار وامتناعه على الذل، كان أهم باعث لتجاربه الشعرية، يفصح عنها، مباشرة بالفخر والغزل والهجاء والمدح، وبصورة قاتمة في بعض النماذج الوصفيّة التي يحولها إلى رموز أساسية للتعبير عن سويدائه القانطة وتجاربه المهزومة تحت وطأة القدر المحتوم المتسلّط عليه من نفسه ومن العوامل الخارجية.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات محاولين التعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة بهم، والأسباب التي دفعتهم لنظمهم هذه المعلقات وعن أي موضوع تتحدث، فقد أشارت ليدي آن بلنت وأشار فلفريد شافن بلنت عن معلقة لبيد- التي استخدم فيها البحر الطويل- في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين أنها ارتبطت بحكاية مثيرة حدثت له عندما كان صبياً ومسافراً مع بني جعفر، فقد وفد أبو براء ملاعب الأسنة- وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون - يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرأوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.
وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة- لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة- فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس.
فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.
فلما اصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز، ويقول:
أكل يوم هامتي مقزعه- يا رب هيجاً هي خير من دعه
ومن خيار عامر بن صعصعه- نحن بنو أم البنين الأربعه
والضاربون الهام تحت الخيضعه- المطعمون الجفنة المدعدعه
إليك جاوزنا بلاداً مسبعه- يا واهب الخير الكثير من سعه
يخبر عن هذا خيبر فاسمعه- مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه 
إن استه من برص ملمعه- وإنه يدخل فيها إصبعه
كأنما يطلب شيئاً أطعمه- يدخلها حتى يواري أشجعه
فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره.
فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا. وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى أهله.
وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك. 
يبدو أن لبيد نظم معلقته بعد هذه القصة إذ أنها تتضمن تلميحات لما حدث في الحيرة ويظهر شبابية نبرتها أنها تعود إلى لغة حديث بدو تلك الأيام. ربما ليس في المعلقات من وصف يضاهي هذه في وصف بقر الوحش أو الظبي، حيوان نادر لا يوجد إلا في النفود. هذا وحده دليل على أنها نظمت في صباه في الصحراء. 
أنظر في ذلك: الزّوزَني، شرح المعلقات السبع الطوال، تحقيق د. عمر فاروق الطباع، بيروت: دار الأرقم بن أبي الأرقم، د. ت، ص153. ابن الخطيب التبريزي، شرح المعلقات العشر المذهبات، تحقيق وتعليق د. عمر فاروق الطباع، بيروت: دار الأرقم، د. ت، ص146. مطاع صفدي وإيليا حاوي، موسوعة الشعر العربي: الشعر الجاهلي، إشراف د. خليل حاوي، تحقيق وتصحيح أحمد قدامة، بيروت: شركة خياط، 1974، جـ2، ص469- 471
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معلقة لبيد بن ربيعة   Empty
مُساهمةموضوع: رد: معلقة لبيد بن ربيعة     معلقة لبيد بن ربيعة   Emptyالسبت 16 يناير 2016, 5:15 am

[size=32]لبيد بن ربيعة
 

( ... - 41 هـ = ... - 661 م)[/size]

       هو لبيد بن ربيعة بن مالك العامري، أبو عقيل، من هوازن قيس. كان من الشعراء المعدودين وأحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل عالية نجد، أدرك الإسلام، ووفد على النبي صل الله عليه وسلم. يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. ترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً.
اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن لبيد في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: عاش أيضاً في الجاهلية والإسلام. عمر طويلاً وترك نظم الشعر بعد إسلامه. قصة إسلامه أسطورة ورعٍ، إذ أن أخيه أربد قدم إلى الرسول بتفويض من كلاب وقد عزم، كما يقال، على غدره وقتله. حين نطق بعض كلمات عاقة ضربته صاعقة برق واختفى. قدم وفد آخر ضمنه لبيد الذي ألصق على باب الكعبة في مكة قصيدة مطلعها: 
ألا كل شيء ما خلا الله باطل- وكل نعيم لا محالة زائل
أعجب كل أهل مكة بهذه القصيدة، ولم يجرؤ أحد على منافسته. لكن بعد فترة وجدت قصيدة أخرى بجانبها. عندما رآها لبيد وأدرك أنها مرسلة إلى الرسول انحنى الشاعر الطاعن في السن احتراماً للشاب معترفاً به كرسول الله. رغم تأكيد المتقين للحكاية، إلا أنها لا تشكل تاريخاً معتمداً، وتبدو غير محتملة. ما هو مؤكد أنه في سن متقدمة جداً، يقال مئة عام، اعتنق الإسلام وعاش مكرماُ حتى عهد معاوية. 
أقوال لبيد في أيامه الأخيرة غزيرة، وإن لم يذكر من أيام جاهليته شيئاً إلى حد ما، ربما لأنه أراد بنفسه أن تنسى. الحكاية الوحيدة المثيرة للاهتمام هي عندما كان صبياً ومسافراً مع بني جعفر حدثت القصة التالية:
وفد أبو براء ملاعب الأسنة- وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون- يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرأوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.
وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس.
فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.
فلما اصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز، ويقول:
أكل يوم هامتي مقزعه- يا رب هيجاً هي خير من دعه
ومن خيار عامر بن صعصعه- نحن بنو أم البنين الأربعه
والضاربون الهام تحت الخيضعه- المطعمون الجفنة المدعدعه
إليك جاوزنا بلاداً مسبعه- يا واهب الخير الكثير من سعه
يخبر عن هذا خيبر فاسمعه- مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه 
إن استه من برص ملمعه- وإنه يدخل فيها إصبعه
كأنما يطلب شيئاً أطعمه- يدخلها حتى يواري أشجعه
فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره.
فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا. وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى أهله.
وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك. 
ويبدو أن لبيد نظم معلقته بعد هذه القصة إذ أنها تتضمن تلميحات لما حدث في الحيرة ويظهر شبابية نبرتها أنها تعود إلى لغة حديث بدو تلك الأيام. ربما ليس في المعلقات من وصف يضاهي هذه في وصف بقر الوحش أو الظبي، حيوان نادر لا يوجد إلا في النفود. هذا وحده دليل على أنها نظمت في صباه في الصحراء.
وقال دبليو إى كلوستون عن لبيد، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: دعي لبيد بن ربيعة من بني كلاب من سخاء كرمه بكنية "ربيعة المقترن" وكذلك أبو عقيل. كان عمه أبو براء عامر بن مالك، ملاعب الأسنة. رافق في صباه المبكر وفداً من قبيلته يرأسه عمه إلى بلاط النعمان ملك الحيرة، حيث نظم قصيدة هجاء ألقاها أمام الملك أثارت غضب أحد رجالات البلاط الذي كان مكروهاً لدى القبيلة. 
كان لبيد شاعراً مخضرماً شهد الجاهلية والإسلام. هناك عدة روايات حول إسلامه. وفق الأغاني كان لبيد ضمن وفد ذهب إلى الرسول بعد وفاة أخ لبيد أربد، الذي قتلته صاعقة بعد يوم أو يومين من إلقائه خطبة ضد مباديء العقيدة الإسلامية. وهناك اعتنق الإسلام وكان طاعناً في السن. يقول آخرون إن تعليق القصائد على باب الكعبة كان عادة الشعراء كتحد عام في سوق عكاظ القادم، وهذا ما جعل لبيد يقول:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل- وكل نعيم لا محالة زائل
كانت القصائد تستحوذ على إعجاب الجميع ولا يجرؤ أحد على منافستها حتى وضع محمد آيات من الجزء الثاني من القرآن بجانبها. دهش لبيد لسموها وأعلن أنها لابد من إلهام إلهي فمزق معلقته واعتنق الإسلام في الحال. ترك الشعر بعد ذلك ويقال إنه لم ينظم سوى بيتاً واحداً من الشعر حول إسلامه: 
ما عاتب المرء الكريم كنفسه- والمرء يصلحه القرين الصالح
ذكر الرسول إن شعراء الجاهلية لم ينظموا شعراً أنبل من شعر لبيد.
استقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه حيث وافته المنية قرابة نهاية عهد معاوية (660 ميلادية) في سن 157 سنة كما يذكر ابن قتيبة أو 145 كما ورد في الأغاني، تسعون منها في الجاهلية وما تبقى في الإسلام. 
أرسل حاكم الكوفة يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعضاً من شعره فقرأ لبيد الجزء الثاني من القرآن الكريم (سورة البقرة) وقال عندما انتهى " منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلماً."
عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500 درهم إلى 2000 درهم التي كان يتقاضها لبيد. حين أصبح معاوية خليفة اقترح تخفيض راتب الشاعر، ذكره لبيد أنه لن يعيش طويلاً. تأثر معاوية ودفع مخصصه كاملاً، لكن لبيد توفي قبل أن يصل المبلغ الكوفة. 
يقول الدكتور كاريل إن كلمات لبيد الأخيرة تعكس روحاً فطنة أكثر مما هي ورعة " سأستمتع بموتي لجدته، لكنها جدة غير محبوبة."
اعتمدنا في ذلك على: الزوزني، شرح المعلقات السبع الطوال، تحقيق د. عمر فاروق الطباع، بيروت: دار الأرقم د.ت. ص153. أعلام الزركلي. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
معلقة لبيد بن ربيعة  
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: دواوين شعر-
انتقل الى: