دعونا نتحدث بصـراحة

.. دعونا نتحدث بصـراحة


 كتب: فارس الحباشنة
قبل أيام أقدمت قوات الامن على اقتحام «عمارة أستديوهات « في خلدا، والقت القبض على عشرات المتورطين بأعمال دعارة. الخبر عادي - من دون أدنى شك - أن علم وجود عشرات من العمارات الضخمة في عمان الغربية تحتضن أعمال ونشاطات للدعارة وأفعال منافية للحشمة والحياء العام.
خبر مداهمة «عمارة الدعارة « في خلدا يخطف الانتباه أكثر لفتح مسارح الحديث عن «الدعارة العصية على الرقابة « ويصعد الحديث عن دور الاجهزة المختصة في حراسة المجال العام من افعال الفاحشة والابتذال وتجارة الجنس التي يروج نشاطها في ظل أكثر من عامل موضوعي متعلق بالأعداد الضخمة للوافدين العرب الذين دخلوا الى البلاد ونقل بعضهم بضاعة من تجارته القذرة الى جانب تراخي الاجهزة الرقابية المعنية.
و هذا لا يعني بالطبع أن الدولة ترخي أحبالها لأعمال الدعارة ونشاطها والمتورطين بها، ولكن المسألة تتعلق بكثرة انتشارها السرطاني في جسد المجتمع، رغم أن نصوص القانون واضحة وصريحة بما يتعلق بهذا الشأن حيث تمنعها منعا باتا.
ولكن كما يبدو فان سلطة القانون وحيلته أضعف من رغبات زبائن « اوكار الدعارة « وتجارها،ولا يخفى على اثنين اتساع رقعة الدعارة في عمان، حيث ما ينتشر في عبدون والرابية والشميساني وتلاع العلي والجبيهة وضاحية الرشيد من عمارات ضخمة منصوبة في قلب أحياء سكنية تحتضن دون أدنى مواربة في داخلها «دعارة «.
الحقائق الصادمة أن القيمين على «تجارة الجنس « لا تطولهم أيدي العدالة، وحتى المتورطين المضبوطين في العمليات الامنية يتم الافراج عنهم بعد عدة أيام، وحتى أن أوكار الدعارة المنتشرة في ارجاء عمان، رغم شكاوى الاهالي منها، الا أنها متستمرة في ممارسة ومزاولة نشاطها كان شئيا لم يقع.
حال «الدعارة» في الاردن مكنوز بأسرار غامضة وغريبة وخطيرة أيضا، ولم يعد عالما «باطني وسري « في المجتمع، بل أن نشاطه بدأ يطفو على السطح، دون أدنى مواربة أو خجل. وتشتعل جذوة الدعارة لحد لم يعد من الممكن السكوت عنه.
المسألة في تفاصيل أسرارها الغامضة والمعلومة تتجاوز كل ما يمكن تسميته ووصفه والافصاح عنه بأثرها الفاضح على المجتمع، فالمواجهة لا بد أن تتعاضم لتكون حربا مفتوحة ضد تجارة الفضائح والجنس الرخيص والابتذال لحماية المجتمع ورفع درجة الخوف على منظومة الاخلاق.
ومن أحد الصور التاريخية في تفسير وتأويل أنتاج وولادة الدعارة أنه كلما أشتدت الازمة الاقتصادية  والمعيشية والقمع على المجتمع، فانه يفجر عادات غريبة وطارئة وفجة، تكسر الحس التقليدي المحافظ وتعرض منظومة الاخلاق الى الخطر وتدخلها دوامة التوهان والضياع والابتذال.