أنماط صعوبات التعلم
أ.د. أحمد أحمد عواد، 2010م
أستاذ التربية الخاصة بجامعتي عمان العربية وقناة السويس
مقدمة:
صعوبات التعلم مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الإضطرابات الناتجة عن خلل في الجهاز العصبي المركزى .
وحسب الـ (1994) DSM-IV تشخيص حالة الصعوبة التعليمية عندما يكون تحصيل الفرد في مهارات القرائية، المهارات الرياضية ( الحسابية )، وفي مهارات اللغة المكتوبة والتعبير منخفضة بصورة واضحة دون المستوى المتوقع منه حسب العمر، سنوات التعلم ومستوى الذكاء وأن هذه الصعوبة التعليمية تؤثر تأثيراً سلبياً على التحصيل الأكاديمي وعلى القيام بالوظائف والمهام اليومية والحياتية التي تتطلب اتقان مهارات القراءة، الكتابة أو المهارات الحسابية . كذلك تؤثر هذه الصعوبات سلبياً على نمو المهارات الإجتماعية وعلى النضج النفسي عند الفرد .
صعوبات القراءة:
القراءة هي المهارة الأساسية الرئيسية التي تتمحور حولها العملية التعلمية في السنوات الأولى في المدرسة . ومن الجدير بالذكر أن النجاح أو الفشل في اكتساب مهارات القراءة يحدد إلى حد كبير مستقبل الطالب من الناحية العلمية .
كذلك يجب الإشارة إلى أن الصعوبات القرائية تحتل الصدارة بين جميع أنماط صعوبات التعلم وذلك بالنسبة لإنتشارها ونسبة شيوعها بين أطفال المدارس، و للأهمية المعطاة لها كذلك من خلال أخصائي ومعلمى التربية الخاصة، والبرامج التربوية التى تقدم للتغلب عليها.
و غالباً ما يتزامن مع صعوبة القراءة صعوبات تعليمية أخرى كصعوبات في الكتابة والتعبير الكتابي ونقص الثروة اللغوية ومن ثم ضعف في القدرة على التعبير اللغوي الشفهي والكتابي وصعوبة في اكتساب المهارات الرياضية " الحساب " .
خصائص الطالب الذى يعاني صعوبة القراءة :
1. عدم القدرة على التحليل والتركيب البصري والسمعي ليقدر على فك رموز الكلمة وإدراك المبنى الكامل بصرياً وسمعياً ومن ثم قراءتها بصورة كاملة وصحيحة .
2. الإفراط في تحليل الكلمة ، تقسيم الكلمة إلى عدة أقسام أو استخدام أسلوب حرفي أو هجائي في التجزئة .
3. القراءة في اتجاه خاطئ أي الخلط في ترتيب الحروف داخل الكلمة وتبادل مواضيع الحروف إضافة بعض الحروف ، تكرارها أو حذف البعض الآخر، تغيير بلفظ الحركات.
4. قراءة بطيئة وغير أوتوماتيكية.
صعوبات الكتابة:
مقارنة بصعوبات التعلم الاخرى نجد أن صعوبة الكتابة من أقل صعوبات التعلم وضوحاً خاصة إذا لم تكن مصحوبة (نادراً) بصعوبة قراءة.
غالباً ما تظهر الصعوبة الكتابية على شكل أخطاء إملائية متعددة, اخطاء كثيرة في التعبير اللغوي وفي تركيب الجملة خط غير مقروء أو صعوبة لقراءتة .
إن الطالب ذو الصعوبة الكتابية الناتجة عن خلل الوظيفي يكون غير قادر على تذكر التسلسل الحركي لكتابة الحروف والكلمات. فهو يعرف الكلمة التي يريد كتابتها, يستطيع نطقها ويميزها عند مشاهدته لها إلا أنة مع ذالك غير قادر على تنظيم وإنتاج الانشطة الحركية اللازمة لنسخها أو لكتابتها عند سماعها او إسترجاعها من الذاكرة.
تصنيف صعوبات الكتابة:
1. اضطراب في المجال البصري :عدم القدرة لتمييز الرموز الخطية (الحروف).
2. اضطراب في مجال ادراك العلاقات المكانية : اي عدم ادراك الوضع في الفراغ وتجميع الاجزاء للكل .
3. اضطراب في مجال القدرة الحركية البصرية: اي عدم القدرة لمعالجة العلاقات المكانية.
4. اضطراب في المجال السمعي : عدم القدرة لتمييز الاصوات المختلفة من اصوات الحروف المتشابهة باللفظ.
5. اضطراب في الذاكرة البصرية والذاكرة السمعية: عدم القدرة لتذكر مبنى متسلسل وصحيح للكلمة من ناحية سمعية وبصرية.
6. اضطراب التناسق السمعي البصري الحركي:عدم القدرة لانتاج الرموز الخطية (الحروف) وعدم القدرة لانتاج مبنى كامل للكلمة.
7. اضطراب لمجال القدرات الخطية، عدم القدرة لرسم وتصميم الحروف والكلمات مما يؤدي إلى عدم وضوحها وصعوبة لقراءتها.
صعوبات الرياضيات والعمليات الحسابية
هناك الكثير من الطلبة ممن يفشلون أو يواجهون صعوبات جمة في اكتساب المفاهيم الأساسية في الحساب والرياضيات حسب الـ DSM - IV من الممكن أن تكون هذه الصعوبة مركبة من عدة صعوبات فرعية في المهارات الحسابية والرياضية بالإضافة إلى المهارات اللغوية ، المهارات الإدراكية والقدرة على التركيز والإصغاء .
• المهارات اللغوية : الفهم أو تسمية المصطلحات الحسابية والرياضيات، فهم العمليات الحسابية / الرياضية وتسميتها . القدرة على فهم تحليل المشاكل المكتوبة وترجمتها إلى رموز رياضية .
• المهارات الإدراكية : التمييز والقدرة على قراءة الأرقام، العمليات والرموز الحسابية / الرياضية والقدرة على التصنيف بمجموعات .
• مهارات الإنتباه والتركيز – نقل المعطيات بشكل دقيق الإنتباه للإشارات ، للعمليات الرياضية/ الحسابية المطلوبة وتذكر الأعداد المنقولة .
• مهارات حسابية / رياضية - القدرة على العد، القدرة على حفظ جدول الضرب، القدرة على إجراء عمليات حسابية / رياضية . ويشكل الفشل بموضوع الحساب/ الرياضيات أكبر نسبة فشل بين جميع المواد التي تدرس على مستوى التعليم الإبتدائي والثانوي في معظم أنحاء العالم .
الصعوبات اللغوية :
اللغة بأشكالها المختلفة المكتوبة المرموزة والمنطوقة هي الوسيلة الرئيسية للإتصال وعليها يعتمد إلى حد كبير تطوير المهارات الأكاديمية، الوظيفية والإجتماعية . عليه فأي خلل وتأخر في تطور المهارات اللغوية وإنما يؤثر سلبيا على تطور جميع المهارات الأكاديمية للقراءة (التحليل وفهم المقروء) والكتابة والتعبير الشفوي والكتابي .
هناك نوعين من الاضطرابات / الصعوبات اللغوية وهما :
1- صعوبة التعبير اللغوي
2- صعوبة الفهم والتعبير اللغوي المقترنة ( الممزوجة ) .
الدلائل التي تشير إلى وجود هذه الصعوبات اللغوية فتشمل ما يلي :
1. عدم القدرة أو صعوبة كبيرة في فهم معاني كلمات أو جمل بسيطة .
2. ثروة لغوية ضئيلة جداً .
3. مشاكل في الاسترجاع من المخزون اللغوي .
4. إضطرابات في مجال الصرف والقواعد.
5. إضطرابات في مجال المضمون (Semantics ) .
6. مشاكل وصعوبات ملحوظة في فهم الكلمات ، جمل أو مضامين لغوية محددة .
7. عدم القدرة على فهم أو إنتاج الجمل المركبة .
8. عدم القدرة أو الصعوبة في التعبير اللغوي كتابياً أو شفوياً .
قصور الانتباه والحركة الزائدة (ADHD) :
يعتبر هذا الإضطراب من أكثر الإضطرابات المؤثرة، المرتبطة والسائدة في ظاهرة الإعاقة / الصعوبة التعليمية .
ويقسم هذا الإضطراب إلى نوعين وهما :
1- إضطراب بالإنتباه وقلة التركيز وترافقه حركة زائدة ADHD .
2- إضطراب بالإنتباه وقلة التركيز دون الحركة الزائدة ADD .
الإنتباه والتركيز – هي القدرة على الإختبار والإستجابه لمثير واحد من ضمن مثيرات كثيرة يتم تشغيلها على الفرد بنفس الوقت وتشمل المثيرات السمعية الحسية، الحركية والبصرية .
الحركة الزائدة – هي نشاط وفعاليات حركية مفرط بها بشكل ملحوظ يفوق من حيث الشدة والتكرار ما هو متوقع بالنسبة للجيل ولمستوى التطور دون أن تكون للفرد القدرة على السيطرة عليها .
يجب لفت الانتباه إلى أن هذا الاضطراب يؤثر سلبياً على تطور الطالب من النواحي الأكاديمية الاجتماعية والنفسية .
ومن المؤشرات التشخيصية الواردة في الـ DSM-IV لهذا الاضطراب ما يلي :
• عدم الانتباه والتدقيق في تفاصيل لمهام أكاديمية سلوكية أو وظيفية أخرى .
• عدم القدرة على التركيز والبقاء بنفس المهمة حتى إنهائها .
• الانتقال من فعالية لأخرى دون إنهاء أي فعالية .
• عدم التدقيق وعدم إتقان أي مهمة أو عمل .
• البعثرة وعدم التنظيم بشكل عام .
• كثرة النسيان أو فقدان الأدوات اللازمة لأداء مهام وفعاليات مدرسية شخصية وغيرها .
• عدم المحافظة على النظام أو الترتيب في الأمور الذاتية المدرسية، الاجتماعية أو غيرها .
• تجنب أو حتى إبداء الكراهية لفعاليات تطلب الانتباه والتركيز والمتابعة .
• مزاج حاد ومتقلب .
• عدم إتقان الكثير من المهارات بصورة عامة .
• الاندفاعية، عدم التروي في إعطاء إجابة أو القيام بسلوك معين .
• صعوبة إلى درجة عدم القدرة للمشاركة في فعاليات جماعية صعوبة ملحوظة في إقامة والمحافظة على العلاقات الاجتماعية الإيجابية .
صعوبات الذاكرة :
صعوبة لمجال الذاكرة للمدى القريب وصعوبة للمدى البعيد، فتكون هناك صعوبة واضحة لاسترجاع المعلومات المطلوبة من المخزون اللغوي. وهذه الصعوبة تأخذ تزداد عند تراكم المادة التعلمية حيث يكون من الصعب استرجاع المواد المطلوبة بصورة متسلسلة وموضوعية.