الصراع في الشرق الأوسط..للكبار فقط
المحامي سفيان الشوا
اصبح من السهلمعرفة حقيقة الصراع في الشرق الاوسط بعد تدخل الكبار واستلامهم الملفات المعقدة فقد تبين بوضوح ان تل ابيب وواشنطن لعبتا دورا هائلا فيما نراه من شلالات الدماء والدمار الموجود على خارطة معظم الدول العربية.فهذه (كونداليزا رايس) وزيرة الخارجية الامريكية السابقة بشرتنا بالربيع العربي وهو اختراع امريكي بدون شك والقصد منه التخلص من الزعاماتالتي اصبحت عبئا على حليفتها امريكا مثل الرئيس السابق حسني مبارك والقذافي وعلى زين العابدين وعلى عبد الله صالح ..الخ.واخرين لم تسميهم او لم يصلهم الربيع العربي .واستبدلتها بما اسمته (الفوضى الخلاقة) التي تخرج جيلا جديدا من الزعماء يمكن لامريكا التعامل معهم والاعتماد عليهم مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي .مع المحافظة على الزعماء الذين لم يصبحوا عبئا على امريكا
المفتاح الذهبي لبحث هذا الموضوع يبدأ من فلسطين فقد تم الاستيلاء عليها وتحويلها الي وطن قومي لليهود باعتبارهم شعب الله المختار وفلسطين التي اصبحت اسرائيل هي ارض الميعاد.كلنا يعرف ان اليهود عادوا الي فلسطين بموجب وعد بلفور وليس بحسب الاساطير البالية التي وردت في كتب اليهود.وكان لابد لحماية اسرائيل فتم زرع عباس وزمرته لتكملة الحلقة الاولى في الصراع.ثم بدأ الغرب والشرق يستفيد من خدمات اسرائيل بداية بشن الحروب المتتالية واجبار العالم العربي على اهدار موارده المالية في شراء السلاح والتخلف والتبعية ..الخ.
بدأت كونداليزا رايس بتنفيذ ما وعدته للكونجرس قبل تعيينها وزيرة لخرجية الولايات المتحدة وهو الفوضى الخلاقة فكان الشباب الثائر بحسن نية وبوطنية لا مجال للشك فيها بدأ الشباب بالتجمع للمظاهرات السلمية وكانوا يستعملون التكنولوجيا الحديثة مثل الفيس بوك والانترنت ومراكزها الرئيسية موجودة في امريكا التي لو شاءت افساد الثورة لاخبرت الرؤساء بالاسماء بالصوت والصورة ولكنها لم تفعل وانطلقت الثورات التي اطلقوا عليها اسم الربيع العربي فبدأت الفوضى في كل مكان وصلت اليه فهرب رئيس تونس وقتل الرئيس الليبي القذافي وتنحى الرئيس المصري مبارك ودبت الفوضى في العراق بعد احتلال امريكا للعراق ثم انسحابها منه ودخل النفوذ الايراني محل الاحتلال الامريكي ثم نشبت الثورة السورية السلمية ضد الرئيس الطائفي ولكن النظام الطائفي اراد قمع الشعب السوري كعادته .وهنا بدأت اللعبة الدولية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية .الربيع العربي حرك المياه الراكده الا ان الثورات المضادة التي ايدتها امريكا بكل قوة وخبث استطاعت القضاء على الربيع العربي.واعادت واشنطن وتل ابيب لعبة المجاهدين الاسلاميين في افغانستان في القرن الماضي عند احتلال الاتحاد السوفيتي لافغانستان فهب الشباب المسلم للدفاع عن افغانستان المسلمه واطلق عليهم اسم المجاهدين .اما اليوم فقد ساعدت امريكا على مساندة الشعوب المسلمه بمنظمات اسلامية ولكن تغير الاسم فبدلا من المجاهدين اصبحوا الارهاب والارهابيون .فقد قتلوا وخربوا ودمروا ووزع الغرب والشرق الادوار على كل دولة اقليمية بحسب حجمها فمنها من ساعدت الارهاب بالاموال ومنها من امدتهم بالرجال وهكذا قامت المنظمات في العالم العربي ولكنها اصبحت هدفا مشروعا للقتل من الشرق ومن الغرب .
ولنبدأ من فلسطين فمحمود عباس انتهت ولايته المشروعه الا ان وزراء الخارجية العرب كلفوه بالاستمرار في الرئاسة وظبعا عمل لمصلحة اسرائيل فقال بانه لن يسمح بانتفاضة ثالثة في حياته وقال ان التنسيق الامني بين الشرطة الفلسطينية واسرائيل هو امر مقدس وعنما هاجمت قطعان اليهود المسجد الاقصى صرخ باعلى صوته في اجتماع اللجنة المركزية بكلمات فقال :- (مالنا ومال القدس النبي محمد ترك مكه ثم عاد فقد كان معه وحي اما انا فلا يوجد معي وحي ) . الا يدرك هذا البائس انه لا قيمة لفلسطين بدون القدس ..ولا قيمة للقدس.. بدون المسجد الاقصى المبارك .انهم صناعة اسرائلية لن يدوموا.
واما ايران فعجيب امرها مع العالم العربي ..فعند قيام الثورة الاسلامية بقيادة الخميني سعدنا بها ولم نعلم المقصود من شعار الامام الخميني بتصدير الثورة لقد انضمت ايران الي الوولايات المتحده في غزوها العراق سنة 2003 ثم حلت محل الولايات المتحده بعد انسحابها من العراقثم امتد التدخل الايراني الي لبنان حيث قدموا المساعدات المالية والعسكرية الي الطائفة الشيعية فقط في لبنان حيث انشاوا حزب الله باموال ايرانية وبسلاح ايراني ليكون ذراعا طويلة لايران.وتدخلت ايران بعد ذلك في سوريا تحت ستار اقامة المراقد وبناء القبور لكبار المسلمين وعند ثورة الشعب السوري المسلم على طغيان بشار الاسد وهو علوي سارعت ايران بمساعدته فامرت حزب الله بالتوجه الي سوريا ثم ارسلت الحرس الثوري االايراني بقيادة الجنرال قاسمي الى سوريا لقيادة الحرب ضد الارهاب السني وقمته داعش والنصرة.واتجهت اطماعايران فقامت بالتحالف مع الحوثيين في اليمن وهم من الشيعة ايضا واستنسخوا حزب الله فجاء على صورة انصار الله في اليمن وامدتهم بالمال والسلاح وانقلبوا على الشرعية في البلاد واحتلوا اليمن كاملا .بمساعدة ايران.
ثم تسلمت امريكا وروسيا هذا الملف واتضح ان الحروب التي جرت في الشرق الاوسط كلها كانت حروب بالوكالة فقط عن الكبار واما المتقاتلون من كل الجنسيات فلم يكونوا سوى وقودا لتلك النيران.فالكبار يبيعون السلاح وينهبون الثروات وفي النهاية يتقاسمون النفوذ على البلاد المغلوب على امرها .
وتدور اللعبة وان اختلف المكان الا انها تبقى لعبة الامم فالكبار يحركون دول الاقليم وهذه بدورها تتولى تنفيذ القتال فمنهم من يدعم بالمال ومنهم من يقدم السلاح المستورد والسيارات والدبابات ونبقى اضحوكة بين الامم .