دكاترة زمان
لم يكن هناك مستشفيات كالتي نراها في هذه الأيام ولم يكن هناك دكاترة من خريجي الجامعات المشهورة ولم يكن هناك طبيب زائر ..
كان الطبيب يعتمد على ما ورث من علم عن أجداده والإعتماد على الطب النبوي في أغلب حالات العلاج والأهم من هذا كله النية الحسنة والإتكال على الله تعالى ولكم بعض حالات العلاج التي كانت تمارس والتي كانت تتطلب وجود طبيب لأنها حالات شبه متكررة بسبب ظروف الحياة وممارسات الفرد ..
أ – التجبير
أي العمل على معالجة الكسور ( كسور أو شروخ العظام أو انفصالها ) وهي مبنية على علم تشريح العظام وعلى الخبرة في معالجتها ، وهذا النوع من الممارسات لا شك أنه مبني على أصول علمية مستقاة من الخبرة الإنسانية والعربية في مجال التشريح وعلاج أمراض وحوادث العظام من كسور وغيرها .
ب - علاج الجروح والتضميد
وهو فرع من فروع علم الطب ، وقد اكتسب أهالي المنطقة الخبرة فيه نتيجة ما توارثوه من معالجات حول هذا الموضوع وما انتهت إليه خبرتهم اليومية في هذا المجال نتيجة معايشة الإنسان اليومية لمثل هذه الحالات ، وحاجته إلى علاجها ، الأمر الذي دفع به إلى إكتشاف العديد من الوصفات التي كان للكثير منها نتـائج إيجابية في هذا المجال كعلاج الجروح بالملح ( مطهر وقابض للنـزف ) وكذلك علاجها باللبان العربي كمادة قابضة أو لاصقة ..
ج - علاج التقـرح
( أي القراح المزمنة التي تنتشر في بعض الأجزاء من جسم الإنسان ) عن طريق الوصفات المطهرة والقاتلة للبكتيريا أو الفطريات ، حيث تعمل المادة المطهرة على شفاء هذه القروح . ومن هذه الوصفات ( الخيلة والزعتر والملح ) والخيلة والزعتر نباتـات استخدمت بكثرة في الطب العربي إذ استخدمت هذه الوصفات أيضاً لعلاج العديد من الأمراض كأمراض البطن بصفة عامـة .
د – الحجـامة
وإلى جانب المعالجات السابقة فقـد تم اسـتخدام الحجامة وهي – كما يعتقد مستخدموها – وسيلة لإخراج الدم الفاسد أو الزائد في جسم الإنسان وشفطه عن طريق استخدام أداة لشـفط الدم وتجميعه في أماكن معينة من جسم الإنسان كمؤخرة الرأس أو كاحل الرجلين أو بطن السـاق أو الفخذ أو تحت الذقن أو ظاهر القدم أو أسفل الصدر ، والأداة المستخدمة في الحجامة هي عبارة عن قرن حيوان ، حيث يجرح الموضع الذي تم فيه حبس الدم وتجميعه وتركه ينزف حتى يتم تفريغ الدم المتجمع – وقد تستغرق عملية شفط الدم قرابة عشر دقائق – وبعدها يقوم المعالج بمداواة الجرح من خلال كث الرماد عليه .
والحجامة وسيلة لعلاج بعض الآلام التي يعتقـد بأن سببها هو تجمع دم فاسد أو زائـد عند موضع الألم . وهذه الوسيلة في العلاج مستقاة من الطب النبوي ، حيث روي عن الرسول صل الله عليه وسلم ما يؤكد جدوى العلاج بالحجامة .
هـ - العصـابة
روي عن الرسول صل الله عليه وسلم أنه قد وصف العصابة ( أي ربط الرأس ) كوسيلة لتخفيف الصداع ، وهي وسيلة مجدية في كثير من الأحيان خاصة إذا كان الصداع ناتجاً عن أمور تتعلق بمسألة تدفق الدم في شرايين الرأس ، إذ تؤدي العصابة نوعـاً ما إلى التحكم فيه نسبياً من جهة والضغط على مكان الألم من جهة أخرى مما يؤدي إلى التخفيف من حـدة الصداع . وتعـد العصابة من أشهر وسائل العلاج التي اعتاد على ممارستها أبنـاء مجتمع الإمـارات .
و – الكـي
كما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قد نصح باستخدام الكي ، وهو وسيلة شاع استخدامها في الطب الشعبي عند العـرب حيث يحمي الطبيب المعالج قطعة من المعدن وتوضع على مكان الألم أو على مكان يحدده الطبيب باعتبار أن هذا المكان من جسم الإنسان يتحكم في مصدر إحساسه بالألم . وإن كان هذا النوع من العلاج يأتـي في الغالب بعد استخدام الأساليب الأخرى للعلاج لما فيه من إيلام للمريض . ويعد العلاج بالكي علاجاً ناجحاً في بعض حالات القراح أو الأورام السرطانية ، حيث ثبت نجاحه نسبياً .
د – البتـر
وإلى جانب العلاج بالكي فقـد اعتاد أبناء الإمارات على التداوي بالبتر وهو في حالات قليلة أي إذا استدعى الأمر ذلك وفشلت كل الأساليب العلاجية السـابقة : حيث يلجأ الطبيب إلى بتـر العضو المريض كوسيلة لمنع إنتقـال المرض إلى الأجزاء الأخرى من جسده .
وهي معالجة ناجحة في بعض الأحيان ومستقاة من الطب النبوي ولا زال معمولاً بها حتى الوقت الحاضر إذا يلجأ الطبيب أحياناً لبتـر عضو المريض عند إصابته ببعض الأمراض كالغرغرينا على سبيل المثال .