منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 خيـــانــــات الـذاكــــــرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

خيـــانــــات الـذاكــــــرة Empty
مُساهمةموضوع: خيـــانــــات الـذاكــــــرة   خيـــانــــات الـذاكــــــرة Emptyالخميس 04 فبراير 2016, 8:59 am

خيـــانــــات الـذاكــــــرة
د. صلاح جرّار
قد تجمع الصدفة بينك وبين صديق عزيز ثمّ ينضمّ إليكما ثالث تربطك به رابطة صداقة، فتهمّ بأن تعرّف كلاً منهما على الآخر، فتخونك الذاكرة للحظات معدودة قبل أن تنطق باسم أحدهما، وتقع في إحراج تتغلب عليه بغضّ الطرف عن التعريف، وما أن تنفصل عنهما أو ينفصل أحدهما عنكما حتّى تجود عليك الذاكرة باسمه وربّما من أربعة مقاطع وربّما اسم والدته وجدّته أيضاً، ولكنْ بعد فوات الأوان.
وقد تتحدث مع أحدٍ بلغة ثانية غير لغتك الأمّ، وتندفع في الكلام، ثمّ تجد لسانك يتعثر بكلمة يفترض أنها سهلةٌ ودائمة الحضور على لسانك، فتضطر إلى العدول عنها إلى شرحها أو البحث عن كلمة بديلة أخرى، لكنها لا تؤدي الغرض الذي تريد، وبعد انتهاء الحوار تطلُّ عليك الكلمة المطلوبة من غير استئذان وكأنها تقول لك: ها أنا قد حضرت! ولكن بعد انقضاء الحاجة إليها.
وقد يحدث ذلك حتّى وأنت تتحدث أو تكتب بلغتك الأمّ، فتغيب عن ذهنك الكلمة الدقيقة المناسبة لموقف ما أو تعبير أو وصف ما، فتجهد ذاكرتك في البحث عنها، ولكن دون جدوى، وبعد الانتهاء من حديثك أو كتابتك، تأتيك تلك الكلمة على خجل واستحياء، وتشعر أنّها تريد أن تلومك أنت على نسيانها رغم حضورها الدائم على لسانك.
يحدث هذا وأمثاله كثيراً عندما تميل الذاكرة إلى شيءٍ من الراحة والاسترخاء ولا تستجيب لمطالب صاحبها، فتؤدي إلى إحراجه أو التسبب في إساءة فهمه أحياناً.
غير أنّ هذا اللون ممّا نسمّيه خيانة الذاكرة يمكن أن نغفره لها، مقابل خيانة أخرى لا يجوز التسامح فيها أو غضّ الطرف عنها، وهي الخيانة الجمعية لذاكرة الأمّة في تاريخها وهويّتها.
إنّ من أشدّ الخيانات خطراً، ذلك النوع الذى تنسى فيه الأمّة ما ارتكبه أعداؤها التاريخيّون ضدّها من قتل وتدمير وتآمر واحتلال وغير ذلك، لأنّ نسيان ذلك يعني أكثر ما يعني أننا نتنكر للقاعدة النبوية «المؤمن لا يلدغ من جحر واحدٍ مرتين».
ومن خيانات الذاكرة الخطيرة أن تنسى الأمّة قيمها وتراثها ومبادئها وهويّتها، وهذه الخيانة تهدد وجود الأمّة وكيانها، وتحرمها من الاستفادة من كنوز تراثها في التمكين لحاضرها وبناء مستقبلها.
إنّ حالات النسيان الفردية سواءً أكانت مؤقتة أم دائمة هي من الأمور التي لا يملك الفرد السيطرة عليها والتحكم في نتائجها، أمّا حالات النسيان الجماعي للثقافة والقيم والمبادئ والتراث والهويّة والتاريخ فهي ممّا يمكنه معالجته والشفاء منه عن طريق المناهج التعليمية والاستراتيجيات السياسية التي تتحكم فيها أنظمة الحكم العربي.
ولذا فإنّ على السياسات التربوية والحكومية أن تعمل على إنعاش الذاكرة العربيّة بما يضمن سلامة الأمّة وأمنها وقدرتها على التقدّم والتطوّر والازدهار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
خيـــانــــات الـذاكــــــرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: