منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جمهورية اسرائيل العربية المتحدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

جمهورية اسرائيل العربية المتحدة Empty
مُساهمةموضوع: جمهورية اسرائيل العربية المتحدة   جمهورية اسرائيل العربية المتحدة Emptyالجمعة 05 فبراير 2016, 7:57 am

[rtl]جمهورية اسرائيل العربية المتحدة[/rtl]
[rtl]عماد شقور[/rtl]
FEBRUARY 4, 2016

جمهورية اسرائيل العربية المتحدة 04qpt698


كانت قيادة العمل الوطني الفلسطيني ستخطئ كثيرا، لو انها استجابت لطلب/شرط بنيامين نتنياهو الاعتراف بـ»يهودية دولة اسرائيل». الا انها اخطأت اكثر برفضها ذلك الطلب/الشرط.
وها هو نتنياهو يعود هذه الايام، لينفخ ويعيد تنشيط هذه الروح في طلبه/شرطه. واذا كان القبول خطأ والرفض خطأ اكبر،فما العمل؟. 
ان التعامل الذكي مع مثل هذا الامر، وغيره الكثير الكثير من الامور، لا ينحصر بالضرورة بين القبول والرفض، بين النَّعَم واللا. اذ بين هذا وذاك مساحة في غاية الإتساع لشيئ اسمه «السؤال».
لنبدأ من البداية. من المنطقي القول ان اشتراط نتنياهو، التقدم باتجاه تسوية فلسطينية- اسرائيلية، باعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة اسرائيل، هدفَ الى نصب مصيدة للقيادة الفلسطينية: إن هي استجابت لشرطه، ستبدو قيادة متهافتة، عاجزة، ضعيفة، تفتقر لعمود فقري. وستبدو في نظر الفلسطينيين، وغيرهم، قيادة غير جديرة بموقعها. وان هي رفضت شرطه، فانها توفِّر له ذريعة للتحلُّل من تحميل اسرائيل مسؤولية عدم التقدم في المفاوضات. وهي بهذا تضمن اطالة امد «مسيرة» المفاوضات لسنين وعقود، كما قال اسحق شامير، عندما جرَّهُ جيمس بيكر الى مؤتمر مدريد سنة 1991.
هنا دور الإعتراف: نعم .. سقط الفلسطينيون في المصيدة. سبب سقوطهم، في اعتقادي، هو ان هناك من تطوّع، (ربما بسب انعدام الحكمة، اذا اردنا تغليب حسن الظن)، او أن نتنياهو ارسل ذلك «المتطوع»، فور اطلاقه لشرطه المذكور، «ليفسّر» للفلسطينيين معنى القبول بالإعتراف بيهودية دولة اسرائيل، على انه «فتح الباب لطرد الفلسطينيين حاملي بطاقة الهوية الاسرائيلية من اسرائيل». ويعرف نتنياهو،مدى حساسية الفلسطينيين (واولهم الرئيس ابو مازن)، لكل ما له علاقة بالجماهير الفلسطينية في اسرائيل.
يجب الإعتراف أن خطوة نتنياهو هذه كانت ذكية ومُحكمة ولئيمة. لكن كان من المنطقي جداً ان يعرف احد ما في القيادة الفلسطينية، او في محيطها القريب على الاقل، ان هذه المصيدة قابلة، وبسهولة، لأن يتم تحويلها الى مصيدة لنتنياهو، يقع في شباكها، ولا يخرج منها الا خاسرا، في حين تسجل القيادة الفلسطينية مكاسب لنفسها ولشعبها، واولهم تلك الجماهير الفلسطينية في اسرائيل.
كيف؟؟. هنا يجيء دور الخروج من دائرة القبول والرفض، الى المساحات والفضاءات التي يوفرها «السؤال».
لكن، قبل ان اتابع هنا ما اعمل على ايصاله وشرحه، اتوقف لكي أضع، لا جملةً معترضة ولا فقرةً معترضة فقط، بل مقطعاً معترضاً، من عدة فقرات، فاقول:
يعتز اليهود ويفتخرون بسلوك يقولون انهم يمتازون به عن غيرهم. ويعبِّرون عن ذلك السلوك بقول مأثور عنهم، هو: «اليهودي يجيب على السؤال بسؤال». هذا السلوك الذي يعتبره اليهود مفخرة، يرى فيه بعض العرب والمسلمين نقيصة، ويعبِّرون عن ذلك بترديد شكوى من اليهود تقول: «لقد حيَّروا الله نفسه بكثرة اسئلتهم عن صفات ومواصفات واحوال ولون البقرة التي طلب الله منهم تقديمها قرباناً».
لهذا السلوك الذي يعتز به اليهود(ي)، للتهرب من تقديم الجواب، ومواجهة ما يترتب عليه من استحقاقات، جذور تاريخية، ترقى الى اعتبار القدرة على صياغة «السؤال»، قيمة بحد ذاتها، تحتل موقعاً متقدماً في سُلّم القِيَم اليهودية. واكثر من ذلك، فان «السؤال» بالنسبة لهم يرقى الى مرتبة ايمانية دينية، تصل حد تضمين احد طقوس ثاني اهم اعيادهم الدينية، وهو عيد الفصح اليهودي، اعطاء قيمة للسؤال وصياغته.
ذلك الطقس الديني، هو عشاء ليلة عيد الفصح الذي تحرص العائلات اليهودية فيه الى الاحتفال مجتمعة. تتكرر في هذا الطقس/العشاء اربعات كثيرة: منها اربعة انواع من البقول، (بعضها مُرّ المذاق)، واربع كاسات من النبيذ، واربع رشفات من الكأس، وغيرها، ومنها ما نحن بصدده: اربعة اولاد من العائلة، يوجهون اربعة اسئلة. يصيغ الاول سؤالاً يقول: ماذا تغير بالنسبة «لنا» في مثل هذا اليوم؟. اما الثاني فيصيغ سؤالاً يقول: ماذا تغير بالنسبة «لكم» في مثل هذا اليوم؟. واما الثالث فيصيغ سؤالاً بسيطاً ساذجاً، في حين ان الولد الرابع يعجز عن صياغة اي سؤال.
عند هذا الحد في الطقس الديني اليهودي، تعتبر العائلة، بشكل معلن وصريح، ان الولد الاول ذكي وطيّب. ذكي: لأنه صاغ سؤالا جيدا. وطيب: لأنه قال «لنا» واعتبر نفسه واحدا من الجماعة. اما الولد الثاني فيتم اعتباره ذكياً وشريراً. ذكي: لأنه صاغ سؤالا جيدا. وشرير: لأنه اعتبر نفسه، بقوله «لكم»، خارج الجماعة. اما الولد الثالث فبسيط وساذج، تلزمه العناية والتعليم. في حين يُعتَبر الولد الرابع رمزاً للغباء، ولا فائدة ترتجى منه.
انتهى هنا هذا المقطع، بفقراته وجُمله المعترضة، لأعود حيث وصلت من قبل، ولأُتابع:
من هو هذا «العبقري» الذي جاء الى القيادة الفلسطينية «فارعاً دارعاً»، أن «أنقذونا من الطرد والتشرد واللجوء»؟. ولماذا يجب، ويتحتم، ولا بدّ.. من جواب فوري لكل سؤال ومطلب اسرائيلي؟ ولماذا لا يجد الفلسطيني امامه الا واحدة من كلمتين: أقبلُ او أرفضُ؟. أَلَيس هناك مكان لسؤال. بل: أَليس هناك مكان لالف سؤال وسؤال؟. تعيد الكُرة الى ملعب نتنياهو، مثل: 
ـ ماذا تعني «يهودية» دولة اسرائيل؟.
ـ كيف سينعكس قبولنا الاستجابة لطبكم على الفلسطينيين في اسرائيل؟.
ـ كيف سينعكس ذلك على من هم ليسوا يهودا ولا فلسطينيين في اسرائيل؟.
ـ هل بالامكان الحصول على التزام خطي منكم ملزم لحكومات اسرائيل مستقبليا بما ورد في اجاباتكم على الاسئلة اعلاه؟.
ـ ما هو رأي الامم المتحدة بهذا المطلب؟.
ـ ما هو تفسير محكمة العدل العليا في اسرائيل للاعتراف بـ «يهودية» دولة اسرائيل؟.
ـ ما هو رأي وتفسير محكمة العدل الدولية لهذا الشرط وللقبول او الرفض له؟.
ـ ما هو رأي لجنة المتابعة العربية العليا في اسرائيل، واللجنة القطرية لرؤساء البلديات والمجالس المحلية العربية في اسرائيل، والقائمة العربية المشتركة في الكنيست ايضا، بهذا الشرط؟. 
ـ ماذا تعرضون علينا مقابل الاستجابة لطلبكم؟.
ـ ماذا سيكون ردكم في حال رفضنا الاستجابة لهذا الشرط؟.
ـ ماذا تعني «اليهودية» الواردة في شرطكم؟ هل هي اليهودية الأُرثوذكسية المتشددة (الحريديم)؟، ام المعتدلة؟، ام العلمانية؟.
ـ ما هي «اليهودية» التي تطالبوننا بقبولها؟ هل هي دين وعقيدة وطقوس، ام هي عرق؟.
ـ ماذا بالنسبة لكثيرين في اسرائيل تعتبرهم حكومتكم يهودا وهم يصرون على غير ذلك، ويعتبرون انفسهم «اسرائيليين» فقط؟.
ـ هل تستندون في هذا المطلب/الشرط الى نص ورد في قرار التقسيم عام سبعة اربعين؟ وهل هناك مانع لديكم لاعادة تطبيق كل فقرات ذلك القرار، دون انتقاء ودون رفض لكل ما ورد فيه؟.
ـ كم هو عدد الدول التي تعترف بدولة اسرائيل رسميا، ولا تعترف بـ»يهودية دولة اسرائيل»؟ وما هو موقف اسرائيل من هذه الدول؟
مثل هذه الاسئلة، ومئات اخرى على شاكلتها، تُحوِّل مصيدة نتنياهو الى مصيدة لنتنياهو، لا يمكنه الخروج منها سالماً، وقد تجعله يتمنى ان لا يكون طرحها اصلا.
على الفلسطيني الوطني الجدّي، ان يعرف كيف يرد على جواب الاسرائيلي بسؤال، وكيف يجيب على السؤال بسؤالين. 
يحضرني في هذا السياق، ان جريدة «السفير» اللبنانية، حرصت على ان تُضمّن عددها الاول الذي صدر يوم 26.3.1974، مقابلة مع القائد الخالد ابو عمار، لتعلن بذلك هويتها وتوجهها وسياستها. اجرينا المقابلة الصحافية: طلال سلمان، بلال الحسن وانا. وعلى سؤال «هل انتم مستعدون للذهاب الى مؤتمر جنيف؟»، كان جواب ابو عمار، كما ورد في نص المقابلة : «…يُطرِق ابو عمار، وينتقي كلماته، ثم يروي القصة التالية: سألني كرايسكي، (المستشار النمساوي في حينه)، عندما التقيت به: هل انت ذاهب الى جنيف؟ اجبت: هل هذا عرض؟ قال: لا. فقلت له: لستُ ملزماً بالرد».
ثم، ان كل «طوشة» يهودية دولة اسرائيل، هي مجرد فذلكات ومماحكات عبثية هزلية مضحكة. في حين ان ما نحن بصدده امر جدي، هو: النضال بكل اساليبه المشروعة لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على كامل حدود حزيران 67 وعاصمتها القدس العربية. ولا يحيد الفلسطينيون الوطنيون الصادقون عن هذا الهدف، هدف دحر الاحتلال الاسرائيلي، حتى لو «تنازلت» اسرائيل عن شرطها المذكور، واطلقت على نفسها اسم «جمهورية اسرائيل العربية المتحدة»!!.
٭ كاتب فلسطيني
عماد شقور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

جمهورية اسرائيل العربية المتحدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: جمهورية اسرائيل العربية المتحدة   جمهورية اسرائيل العربية المتحدة Emptyالجمعة 12 فبراير 2016, 8:37 am

«الرئيس الضِّلّيل» في عصر «الإنحتات»
عماد شقور
FEBRUARY 11, 2016

لست معجبا، بامرئ القيس، حتى لا اقول اكثر من ذلك. شِعر امرئ القيس شيء، وامرؤ القيس شيء آخر. فلأول شعراء العربية، الذين عرّفهم التاريخ المدوّن، ولأشهَر اصحاب المُعلّقات، (سواء اعتُبرت عشر معلّقات او كانت سبعاً عند بعض مؤرخي الادب العربي)، ابيات شِعرٍ وقصائدَ واقوال مأثورة احبها، مثل ملايين غيري من العرب، وتعودت منذ ايام الدراسة الابتدائية على ترديدها، اعجابا.
اذ عندما بلغ امرؤ القيس نبأ قتل «بني اسد» لأبيه حُجر بن الحارث، ملك قبيلة كندة، قال ما اصبح مأثوراً عنه: «ضيّعني ابي صغيرا، وحمّلني دمه كبيرا. لا صَحوَ اليوم، ولا سُكْرَ غدا. اليوم خمر، وغدا امر». وله قصائد رائعة، وابيات شِعر جميلة خالدة، مثل قوله واصفا حصانه: «مِكَرِّ مِفَرِّ مُقبلٍ مُدبرٍ معاً // كجلمود صخرٍ حطّه السّيلُ من علِ»، في معلقته التي مطلعها: «قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ // بسقط اللوى بين الدَّخول فحوملِ»، دون ان تُنقصه، او تُنقصَ جمالية معلّقته، دعابة ابو نواس الطريفة له بعد قرون، معرِّضاً بمطلع معلّقته بقوله: «قُل لمن يبكي على رسمٍ درس، // واقفاً (!) ما ضرَّ لو كان جلس».
هذا هو شِعر امرئ القيس الجميل، ونثره الجميل، الذي يسعدني تذكُّره وترديده. اما امرؤ القيس الشخص، فذلك شيء مختلف تماماً. أُدينه، ومعي كثيرون في ذلك، بل ربما الغالبية العظمى من العرب. ذلك انه حاول ان يرث عرش ابيه، ولكنه رغم كونه مُحِّقا بذلك، حسب مقاييس ذلك العصر على الاقل، ارتكب الخطيئة التي لا تُغتفر، وهي الإستعانة بالأجنبي، في محاولات الإنتقام لدم ابيه وعرشه، وفي صراعه وحربه مع بعض من اهله وقبيلته وشعبه. بل وأدهى من ذلك، ان الإستعانة ببعض اقاربه كانت متوفرة له، باعترافه الصريح، حيث يقول، متحدّثا عن نفسه بصفة الغائب وضميره: «ولو شاء كان الغزو من ارض حِميَرٍ // ولكنه عمداً إلى الروم انفرا». 
فضّل امرؤ القيس الإستعانة بالروم، الأجانب، لاستعادة ما اعتقد انه حق له ،على الاستعانة بانصاره من عشيرته واقاربه من قبيلة حِميَر. وعندما استهجن رفيق دربه ذلك التصرف الأخرق وغير الوطني ولا القومي منه، ظل مُصرَّاً على ضلاله وخيانته، وثبّت ذلك في قصيدته تلك بقوله: «بكى صاحبي لما رأى الدرب دوننا // وايقن انّا لاحقانِ بقيصرا،… فقلت له: لا تبكِ عينُك إنّنا // نحاول مُلكاً، او نموت، فنُعذرا». ولكنه مات عند سفح جبل عسيب، قرب انقرة، ودُفن هناك، قبل وصوله إلى القيصر في القسطنطينية،… ولم «يُعذرا». لكن، يُسجّلُ له كشاعر، انه ابدع حتى في لحظاته الاخيرة قبل وفاته، حين قيل له ردّا على سؤاله عمّن يشغل القبر إلى جوار القبر الذي أُعدّ له، «انه قبر امرأة غريبة»، فقال. «اجارتنا إن المزارَ قريبُ // وإني لَباقٍ ما أقام عسيبُ،… أجارتنا إنّا غريبان ها هنا // وكلُّ غريبٍ للغريبِ نسيبُ».
امرؤ القيس شاعر عظيم، وانسان سيّئ. حتى انه عندما سعى لأن يكون ملكاً على قبيلته، حاز من اهله وعشيرته وكل العرب، على ما زال لقبا له، ملتصقا بسيرته ويعرف به حتى اليوم، هو لقب/شتيمة «الملك الضِّلّيل»، كثير الضلال.
من الملك الضليل في التاريخ العربي، قبل نحو الف وخمسمئة عام، إلى «الرئيس الضِّليل» في ايامنا هذه. فهل سيأتي بعد خمسة عشر قرنا من الزمان، مَن يذكر ويُدين ويشتم «ضِلّيل» هذا الزمان الكئيب، الذي غيروا له الدستور ليحكُم، ثم ليبطش، ثم ليدسّ في مدن الوطن واريافه مهووسين، شُذّاذ آفاق، ليلطّخ سمعة الشرفاء الاحرار الثائرين على طغيانه، وليستعين اخيراً في حربه ضد شعبه، لا بـ»قيصر» فقط، بل وبـ»كسرى» ايضا؟؟.
اكثر من ذلك: أن هذا «الرئيس الضليل»، لم يُلحق الضرر باهله وشعبه فقط، بل إنه يُلحق الضرر بأُمته العربية كلها. فلمصلحة من خلقُ هذه المشاكل والعداوات، بين شعوب الامة العربية، والشعب الروسي الصديق التاريخي للعرب؟؟. ولمصلحة من اعادة نكء جراحات التاريخ، بين شعوب الامة العربية، وجارها الشعب الفارسي؟؟.
بناء تحالفات مع الأجنبي للتصدي لأجنبي آخر، ومواجهته وصد عدوانه، هو امر منطقي، وقرار حكيم، وسياسة عاقلة. اما استقدام الأجنبي، كائنا من كان، لحفظ «العرش» فوق جماجم ابناء شعبه، وسيول جارفة من دماء ودموع ابناء شعبه، فانه ليس تحالفا، ولا هو تلاقٍ للمصالح. انه فعل سيىء ومشين ومُدان.
شتّان ما بين التحالف مع القيصر خدمة لمصلحة الشعب والوطن والأُمة، تحالف الند للند، وبين «اللحاق» بقيصر للإستعانة بعصاه وبعموده الفقري. ويوم يستغني كسرى وقيصر عن الصورة والدُّمية، لن تعني لـ»الرئيس الضِّليل»، ولن تفيده ولا تحميه، لا ابتسامة ظريف المتواصلة، ولا عبوس وكشْرة لافروف الدائمة.
لا تنتصب قامة الزعيم والقائد والرئيس، مستندة إلى غير عموده الفقري الخاص به: شعبه وحِكمته وقبول جماهيره به حاكما. اما الاستناد إلى عمود فقري مستورد فهو الشلل الكامل المعلن الصريح، وهو التحول طواعية إلى رقم في معادلة الآخرين، دمية يحركها او يثبتها او يلقي بها كسرى او قيصر، في أي وقت شاء، وفي أي سلّة مهملات شاء.
لا يستقيم الكلام، موضوعيا، دون تسجيل ثلاث ملاحظات:
اولى هذه الملاحظات، هي ان «الرئيس الضِّليل» مسؤول أول، عما وصلت اليه الحال في سوريا. فعلى مدى سنة كاملة، ويزيد، منذ اندلاع احداث درعا، ولغاية ما بعد انتفاضة حمص وغيرها، كان هناك رفض سوري شعبي وطني صادق، ضد رمز السلطة واعوانها، جابهه الضليل بقمع ودموية واجرام.
وثاني هذه الملاحظات، انه عندما فشل «الضّليل» و»شبيحته» في اخماد روح جماهير سوريا، استعان بعصابات اجنبية لدعم «شبّيحة» النظام، والحق ذلك بالافراج عن مجرمين وشذّاذ آفاق، استقطبوا اعوانهم وامثالهم، واستعان هؤلاء بمموليهم الاجانب، ليبدأوا بما لم نشهده من قبل: حرق احياء وقطع رقاب في مشاهد مقززة مرفوضة كريهة، تسيء للإسلام وللمسلمين وللبشرية. واصبح للصراع، بتخطيط ومبادرة «الضليل» نفسه، ثلاثة أوجه: وجه نظام دموي مجرم؛ ووجه شُذّاذ آفاق ثبّتوا (كاذبين) فوق رؤوسهم اسم الله ونبيه، ولطّخوه بقماش اسود، ووجه مناضلين شرفاء عصريين قليلي حيلة، ومعدومي امكانيات مادية وتسليحية. ونجح النظام في اشاعة صورة ان الصراع بين طرفين: نظام قاسٍ غير ديمقراطي وعنيف، وميليشيات متخلفة مجرمة، تحرق البشر احياء، وتقطع الرقاب تحت اعين وعدسات احدث وادق اجهزة التصوير، و»تسبي» النساء والصبايا وتعرضها للبيع وللمِتَع، باسم الله ورسوله. واصبح هو، «الضليل»، الخيار الأقل سوءا، حسب هذه المعادلة المزيفة.
وثالثة هذه الملاحظات، هي ان الاستعانة المشينة بالأجنبي، لم تعد مقتصرة على «الرئيس الضليل» وحده؛ حيث فعل ويفعل مثلها شذاذ الآفاق، الذين هم في غالبيتهم اساسا من غير السوريين، وحيث يقلده ويسير على نهجه ومنواله، من بدأوا تحركا وطنيا شريفا للخلاص من الطاغية وموبقاته، مستعينين بالأجنبي مباشرة حينا، وبوساطة طرف عربي موجود وقائم حينا آخر، او بوساطة طرف عربي ميكروسكوبي، يذكِّرنا من خلال سياسته ومواقفه و»ضيوفه»، بافلام الميكي ماوس و»مقالبها» المثيرة للضحك، لولا ما فيها من دموية دونيّة مُبكية.
لمواكبة حالات سياسية او اجتماعية او اخلاقية غير مسبوقة، لا بد من تعابير لغوية يجب استحداثها ونحتها. ذلك ما تستدعيه الحاجة لايصال المعنى المقصود بشكل دقيق وواضح. فليتَ القيِّمين على ضبط كلمات اللغة العربية وقواعدها، في اي مجمع من مجامع اللغة العربية الاثني عشر، يُقرّون مبادرتي وطلبي لنحت كلمة عربية فصيحة جديدة: كلمة «الإنحتات»، نضيفها إلى معجم اللغة، لندلل بها على حالتنا العربية غير المسبوقة،هي حالة «إنحطاط الإنحطاط»، نُعبّر بها بدقة عن حال العرب اليوم، ولنطلقها على عصرنا الذي نعيش، ليصبح له إسماً يميزه ويليق به، هو: عصر»الإنحتات» العربي.
٭ كاتب فلسطيني
عماد شقور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
جمهورية اسرائيل العربية المتحدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: