هل تكون حلب بوابة الحرب العالمية الثالثة؟
التاريخ:15/2/2016
"حرب عالمية مصغرة".. هكذا تصف صحيفة واشنطن بوست المعارك الدائرة في حلب، فالتحالفات الدولية والأقطاب العالمية تدير معركة طاحنة تدور رحاها في سماء حلب وأرضها، ولا تستثني شبرا من حلب التي خلت من سكانها الهاربين من لظى الحرب.
هذه الحرب خلفت معاناة مبدئية بين السوريين المدنيين تقديراتها الأولية تقول أنها بمقدار 2.5 مليون لاجئ.
(البوصلة) رصدت تقرير الصحيفة الأمريكية الذي ترجمه "الخليج أونلاين"، ولأهميته نضع الترجمة الكاملة بين يدي القراء.
واشنطن بوست: حرب عالمية مصغرة في حلب
وصفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية ما يجري في حلب بأنه حرب عالمية مصغرة، مشيرة في هذا الصدد إلى الأبعاد العالمية لما يجري في هذه المدينة الواقعة شمال سوريا والتي اجتمعت فيها عديد من الدول.
وتقول الصحيفة إن الطائرات الحربية الروسية تقصف من السماء، في حين أن المليشيات العراقية واللبنانية، وبمساعدة مستشارين إيرانيين، تتقدم على الأرض، في وقت يقاتل فيه مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر لصد هذا الهجوم، كما تستفيد القوات الكردية المدعومة من قبل واشنطن وموسكو من هذه الفوضى لضم مزيد من الأراضي، وأيضاً تنظيم "الدولة" الذي ضم اثنتين من القرى الصغيرة خلال الأيام الماضية.
قبل وقف إطلاق النار الذي دعا إليه زعماء الدول الكبرى التي اجتمعت في مؤتمر الأمن بميونيخ مؤخراً، تتواصل الأعمال العدائية والهجمات المسلحة في حلب، حيث دخلت القوات التركية على الخط وبدأت بقصف القوات الكردية لليوم الثاني على التوالي.
الحرب السورية، كما تقول الواشنطن بوست، تحولت إلى حرب بالوكالة مع صراع وتنافس القوى العالمية التي تدعم مختلف الفصائل السورية المعارضة، منذ أن تحولت الثورة السورية إلى ثورة مسلحة بعد أشهر من انطلاقها عام 2011.
إلا أن الوضع وصل إلى ذروته في إطار التعقيدات والتدخلات التي اجتاحت سوريا، وخاصة مع معركة حلب التي تحولت إلى حرب عالمية مصغرة؛ من أجل السيطرة على هذه المدينة الحيوية.
رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، حذر في ميونيخ من مخاطر ما يجري في سوريا، مشيراً إلى أنها حرب باردة جديدة.
وحذر سلمان شيخ، المستشار السياسي والذي يشارك في جهود الوساطة بالحرب السورية، من تعقيدات المشهد السوري، مؤكداً أن ما نراه حالياً معقد ويمكن أن يتحول إلى وضع صعب وخطير للغاية.
القتال الدائر الآن الذي شمل المناطق الريفية والنائية في حلب، يجري بلا هوادة حيث تقوم الطائرات الروسية بقصف مستمر، في حين يؤكد سكان تلك المناطق أن القصف زاد خلال الفترة الماضية، وتحديداً منذ الإعلان عن وقف لإطلاق النار، في إطار ما يمكن أن يعرف بمحاولة روسيا لتحقيق مزيد من المكاسب على الأرض قبل أي تنفيذ محتمل لاتفاق وقف إطلاق النار.
هزيمة فصائل المعارضة السورية، ستمكن نظام الأسد من تطويق تلك الفصائل ويمكن أن تؤدي إلى سحقها في واحد من أهم معاقلها بالجزء الشرقي من حلب، ومن ثم قد تؤدي إلى إلحاق ضربة حاسمة بفصائل المعارضة السورية التي قادت التمرد والثورة المسلحة على نظام الأسد منذ خمسة أعوام، وفق الصحيفة.
والهجوم على حلب شكل إقراراً دولياً بمكانة سوريا كقوة إقليمية مهيمنة في قلب الشرق الأوسط، فالتقدم الذي حققته المليشيات العراقية واللبنانية الشيعية مكن من مد نفوذ إيران إلى ما هو أبعد من المحور الشيعي التقليدي للنفوذ، ووصل إلى مناطق سنية في شمال سوريا.
ورغم أن الانتصارات التي تحققت تحسب لمصلحة النظام وجيشه، إلا أن كل المقاطع المصورة (الفيديو) المتداولة تؤكد أن من يتقدم تلك المعارك هو حزب الله اللبناني وفيلق بدر العراقي وحركة النجباء العراقية الشيعية التي ترعاها إيران.
وبات ريف حلب فارغاً من سكانه بفعل القصف الروسي المستمر، حيث شهدت الأيام الماضية تدفقاً كبيراً للسكان باتجاه الحدود التركية التي تستضيف أصلاً قرابة 2.5 مليون لاجىء سوري.