من أفضل الأوقات التي نقضيها في حياتنا تلك التي نقضيها مع الأطفال، قد يعتبر البعض هذا تضييعاً للوقت، إلا أن قضاءنا وقتاً مع الأطفال يعلمنا الكثير، ومن القوانين التي يتبعها هؤلاء الصغار والتي سنجني الكثير من الفائدة لو اتبعناها، ما يلي:
- قانون "اللحظة الحالية": يعيش الأطفال اللحظة أكثر من الكبار؛ فكثير منهم بلا هموم، ولا يمتلكون القدرة على التخطيط للمستقبل، وحبهم للعب والحياة يجعلهم ينسون ما حصل معهم بالأمس أكثر منا نحن الكبار. وحتى الأطفال غير السعيدين يفعلون الشيء نفسه. فالطفل لا يعرف ادخار القليل من مصروفه ليشتري المزيد من الشوكولاته غداً، لأن عليه أن يحضر حصة إضافية غدا في المدرسة، ولا يعرف أن يقضي وقته عابساً في المنزل، لأن ابن الجيران ضربه أمس.
- قانون "الأصدقاء الجدد": يبحث الطفل دائما عن أصدقاء جدد، ويحب أن يوسع دائرة معارفه، وأن يلعب مع كل هؤلاء الأطفال حتى لو كانت اللعبة لا تحتاج إلا القليل منهم، وتراه يضحك مع هؤلاء الأصدقاء الجدد ويلعب معهم ويمسك بيدهم وكأنهم أصدقاء منذ زمن، وعندما تسأله عن اسم هذا الطفل الجديد على المجموعة يقول لك "لا أدري، هو صديقي". كم سنستفيد وكم سنطور من علاقاتنا لو اتبعنا هذا القانون نحن كذلك ووسعنا دائرة معارفنا لنكون أكثر انفتاحا على الجميع؛ طبعا نحن لا نعني هنا أن يصبح الغريب صديقا بلحظات، ولكن أن نتعرف أكثر على من حولنا.
- قانون "مع السلامة": الطفل لا يبكي على الذي فات، ويودع الجميع بإشارة من يديه الصغيرتين "باي باي" عندما يسافر مع أهله تاركا وراءه بلده ومن يحب، وعندما يودع زائرا أحبه قبل خروجه من منزله، وسرعان ما ينسى لحظة الوداع هذه ويباشر اللعب من جديد. حبذا لو تعلمنا هذه الطريقة لنخفف من آلام الوداع للأماكن والأشخاص وكل شيء ممكن أن يكون ذكرى تؤلمنا.
- قانون "السماح": قد تضرب طفلك وتجده بعد خمس دقائق يعود إليك ليضع رأسه على حضنك، أو ليناولك لعبة من ألعابه لتلعبا معا، أو يأخذ من يديك قطعة الحلوى ليشاركك في أكلها. فالأطفال لا يعرفون الحقد. كم ستتحسن صحتنا النفسية والجسدية أيضاً إن اتبعنا نحن كذلك هذا القانون، وجعلنا الأمور تمر بسلام بدون حرب أو نكد أو حقد.
- قانون "ساعدني": كم مرة أتى إليك طفلك ليطلب منك أن تفتح له باكيت الشيبس أو أن تربط له الحذاء؟! فهو لا يتردد بطلب المساعدة ولا يشعر معها بالمذلة والنقص كما نفعل نحن في عالم الكبار.
- قانون "حاول من جديد": لا يعرف الطفل الاستسلام مهما واجه من مصاعب، فهو مستعد أن يسقط ألف مرة وينهض ويحاول من جديد. فانظر إلى الطفل الذي يتعلم المشي كم مرة يسقط وقد يكون أحيانا سقوطه خطيراً ويسبب له الكثير من الجروح والكدمات، لكنه يصر على أن يمشي ويصل إلى ريموت التلفاز ليأخذه ويضعه في فمه. ومن يحاول من الكبار حتى ينجح تكون طريقه ممتعة ومليئة بالتجارب المفيدة وسيصل حتما إلى مراده.
- قانون "النفس الطيبة": كثير من المشكلات الصحية التي نعاني منها هي بسبب عدم رغبتنا في تناول مأكولات معينة أو حتى حكمنا المسبق على طعمها قبل أن نجربها وهذا يجعلنا نخسر الكثير. أما الطفل فـ"نفسه طيبة" ويضع في فمه أي شيء يؤكل بغض النظر عن مظهره، فهو يبكي ليتذوق أحيانا حبة الفلفل الحار من يدك!