الأزمة السورية.. ما هي أسباب تحول الموقف الأردني؟
عمان – ربى كراسنة
هل الأردن مقبل على مرحلة جديدة في علاقته مع النظام السوري؟ هل الحكومة الأردنية بدأت بالانفتاح فعليا على الدولة السورية؟ هل وصلت معلومات للأردن تؤكد بقاء بشار الأسد؟.
هذه أسئلة وغيرها طرحها مراقبون للازمة السورية وتطوراتها عقب تصريح وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أمس حول العلاقة بين الأردن وسورية وقوله "بدأت تتخذ منحى إيجابيا".
من الواضح أن الأردن يمتلك معلومات واضحة بحسب مراقبين تؤكد على بقاء الأسد وهو الأمر الذي دفعه للإعلان عبر الناطق الرسمي باسم الحكومة عن التفاؤل بمنحى ايجابية للعلاقة بين الأردن وسورية لا بل تعاظم هذا المنحى وزخمه خلال المستقبل القريب.
الأردن حريص على استمرار علاقته مع سوريا
أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد سعيد نوفل يقرأ تصريحات وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني في حديثه إلى "البوصلة" بأنها رسالة واضحة تتحدث عن معلومات يمتلكها الأردن بان نظام بشار الأسد باق.
وقال الدكتور نوفل:" من الواضح أن الأردن بدبلوماسيته القديمة لديه معلومات بان الأسد باق وخاصة بعد أحداث الجنوب السوري ولهذا بدا يتحدث عن بدء علاقة جديدة أو أن علاقته مع النظام السوري ستتحسن".
وحول أفاق تصريحات المومني بان العلاقة بين الأردن وسورية "بدأت تتخذ منحى إيجابيا" يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور نوفل بأنها تدل على أن الأردن حريص على استمرار علاقته مع سوريا رغم أنها توترت في فترات سابقة.
الانفتاح على سوريا
ووصف من جهته أمين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب في حديثه إلى "البوصلة" تصريح الحكومة عبر ناطقها الرسمي حول العلاقة بين الأردن وسوريا بالايجابي.
وقال الدكتور ذياب: "أعتقد أن الايجابية في موقف الحكومة الأردنية تجاه الأزمة السورية جاء نتيجة الانجازات الحقيقية على الأرض، التي أثبتت أن الدولة السورية نجحت في طرد العناصر الإرهابية من الجزء الأعظم من سوريا".
وأضاف ذياب: "ويبدو أن الموقف الأردني تجاه سوريا يدلل على عدة مسائل من أبرزها أن الدولة السورية باتت بعيدة عن خطر التقسيم إضافة إلى أن النظام السوري باق".
ومن هنا يرى أمين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور ذياب أن الحكومة الأردنية بعد تصريح ناطقها الرسمي بدأت بالانفتاح على سوريا.
حكمة الموقف الأردني
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة المومني قد أكد في حديث لبرنامج (ستون دقيقة) على التلفزيون الأردني مساء الجمعة أن العلاقة بين الأردن وسورية "بدأت تتخذ منحى إيجابيا، معبرا عن تفاؤله بتعاظم هذا المنحى وزخمه خلال المستقبل القريب.
وقال المومني: "أن كثيراً من صناع القرار السوري يدركون حكمة الموقف الأردني، ويدركون أن الموقف الأردني كان تاريخيا وقومياً".
وأضاف: "منذ بداية الأزمة كنا حريصين على وحدة التراب السوري ومؤسسات الدولة السورية، لأننا نعلم تماماً أن الأزمة منذ البداية لا بد لها من نهاية، ولذلك كان لا بد من ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وكان يعنينا الاستقرار في الجنوب السوري، ونعتبر أي اقتراب ميليشات مذهبية تهديداً استراتيجياً غير مقبول على الإطلاق ونتطلع إلى الوقت الذي يعم فيه الاستقرار في الجنوب السوري".
وتابع حديثه بالقول: "إذا استمر الوضع في الجنوب السوري بمنحى الاستقرار، هذا يؤسس لفتح المعابر بين الدولتين"، مبيناً أن كثيراً من الأطراف الدولية لها مصلحة في الاستقرار السوري، وعندما نتحدث عن استقرار وعلاقات تتجه بشكل ايجابي بيننا وبين الدولة السورية والنظام السوري فهي رسالة مهمة للجميع أن يلتقطها، وفي قادمات الأيام سيكون هنالك استدامة للزخم".