عمان- الغد - قال الخبير النفطي عبدالحي زلوم ان لدى الأردن موارد أخرى غير البترول التقليدي يمكن لها ان تحقق له اكتفاء ذاتيا في مجال الطاقة.
واضاف زلوم في محاضرة بعنوان "سياسات خفض اسعار النفط –الخلفيات والتداعيات الاستراتيجية"
القاها اول من امس في جمعية يوم القدس وقدمها الاستاذ احمد السعدي، ان من اهم الموارد التي يزخر بها الاردن خامات الصخر الزيتي التي يمكن ان تنتج احتياطيا يقدر بنحو 50 مليار برميل، في وقت يعتبر فيه الاردن من أوائل الدول على مستوى العالم من حيث هذه الاحتياطيات.
إلى ذلك، استغرب زلوم استمرار تسجيل قيم مرتفعة من المديونية في المملكة في وقت تراجعت فيه اسعار النفط بنسب كبيرة، بما شكل منفعة وتأثيرا ايجابيا على الدول المستهلكة للنفط ومنها الولايات المتحدة، على عكس ما تعرضت له الدول المنتجة على رأسها دول الخليج العربي، وخصوصا السعودية والتي بدأت بدورها برفع اسعار المشتقات النفطية لمستهلكيها.
واستعرض زلوم خلال المحاضرة تاريخ النفط ومحطات تقلب اسعاره تاريخيا، مشيرا إلى انه "وحتى بداية سبعينيات القرن الماضي كانت الولايات المتحدة مصدرة للنفط وأصبح انتاجها يساوي استهلاكها فقط في تلك السنة، وكانت تحافظ على فائض في مقدرة انتاجها بحدود 3 مليون برميل يومياً، تزيد الانتاج متى ارادت تخفيض السعر، وتخفض الانتاج عندما كانت تريد رفع السعر". لافتا إلى ان "الولايات المتحدة أصبحت منذ ذلك التاريخ تنسق مع السعودية للقيام بهذا الدور للسيطرة على اسعار النفط".
وأشار زلوم إلى دراسة في كلية الدراسات العليا للإدارة في جامعة هارفارد اعتبرت أن "السيطرة على سعر النفط وكمية انتاجه هما من ركائز الامن القومي الاميركي".
وفي دلالته على أن الولايات المتحدة تخطط لخفض أسعار النفط لتحفيز اقتصادها، كشف زلوم عن مراسلة سرية بين وزارتي الطاقة والخارجية الاميركيتين جاء فيها ان "سياسة الولايات المتحدة يجب ان تكون باتجاه هبوط أسعار النفط 30-40 بالمئة، وذلك لتحفيز الاقتصاد الوطني".
وفي تعليقه على ما يحدث من تقلبات حاليا في سوق النفط العالمية، قال زلوم ان "الولايات المتحدة هي الرابح الاكبر من تراجع الاسعار بينما كان الخاسر الاكبر هي الدول المنتجة للنفط خصوصاً دول الخليج"، مشيرا إلى ان "ايرادات النفط تمثل 90 % من صادرات السعودية بما يشكل 80 % من دخل ميزانيتها، بينما كان العكس بالنسبة للولايات المتحدة التي استفادت من تراجع الاسعار بخفض اسعار المشتقات النفطية والكهرباء، الامر الذي صب في مصلحة المستهلكين، وبالتالي تعزيز قدرتهم الشرائية وتحفيز الاقتصاد".
واعتبر زلوم ان "تراجع اسعارالنفط إلى هذه المستويات يهدف إلى ضرب اقتصاد روسيا وفنزويلا وايران"، مشيرا إلى انه "نتيجة تدهور الاسعار كانت خسارة حزب شافيز الانتخابات في العام 2015، ووصول معارضيه إلى السلطة، غير ان المفاجأة كانت بصمود الاقتصاد الروسي في وجه هذا التراجع خصوصا بعد انهيار سعر الروبل".
وقال زلوم إنه "بالرغم من تطور صناعة الغاز الصخري في الولايات المتحدة، إلا انها ماتزال تستورد 40 % من استهلاكها من البترول ومشتقاته"، معتبرا ان "ما يقال عن أن الولايات المتحدة قد أصبحت ذات اكتفاء ذاتي في مجال النفط ومشتقاته بعد ثورة الزيت الصخري هو عار عن الصحة".
واشار زلوم إلى ان "نحو 50 % من العجز التجاري الاميركي سببه هو استيراد البترول ومشتقاته لتغطية ذلك العجز بين الانتاج والاستهلاك"، معتبرا ان "ظاهرة الزيت الصخري في الولايات المتحدة وما صاحبها من تهويل لن تؤثر بقليل أو كثير على مستقبل البترول العربي".